بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 139-140) صدق الله العظيم
هذا بيانٌ للناس وليُنذَروا به.
إلى أهل الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وأسرته.. وإلى إخوانه الكرام الأبطال في حركة المقاومة الإسلامية حماس.. وإلى شعبنا المجاهد في فلسطين الحبيبة.. وإلى شعبنا الأبيِّ في سورية العزيزة.. وإلى شعوب الأمة العربية والإسلامية.. وإلى كلِّ الشرفاء والأوفياء وأنصار الحقِّ والعدل في العالم..
تنعي جماعة الإخوان المسلمين في سورية، المجاهد البطل الشهيد الدكتورعبدالعزيز الرنتيسي، قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة ، الذي اغتالته يد الإجرام الشارونية- بدعمٍ من الرئيس الأمريكي بوش- مساء يوم السبت السابع عشر من نيسان عام 2004 م؛ في عملٍ إرهابيٍّ جديد، من مسلسل الاعتداءات المتواصلة على أمتنا العربية والإسلامية، متجاوزين الشرعية الدولية، وكلِّ الشرائع السماوية والأرضية؛ بعد أقلِّ من شهرٍ واحدٍ على جريمتهم النكراء، باغتيال الشيخ أحمد ياسين ، ليرتقيَ مع ثلّةٍ من إخوانه إلى علّيين، بعد جهادٍ طويل، ومقارعةٍ عنيدةٍ للعدو الصهيوني، خلال عدّة عقود..
إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهي تعزِّي وتقبل العزاء بفقيد الأمة، لَتعلنُ بهذه المناسبة الجلل: أن المعركة التي تدور رحاها اليوم من أفغانستان إلى فلسطين، مرورًا ب العراق .. لهي معركة الحق مع الباطل، وأنَّ دماء الشيخ أحمد ياسين ، والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ، وبقية الدماء الفلسطينية فوق رُبَى القدس وعلى أرض فلسطين .. هي نفسها دماء الشهداء في بغداد وكلّ روابي العراق .. أو فوق جبال أفغانستان و باكستان و الشيشان .. وأن الرصاصة التي يطلقها الغاصب الصهيونيُّ في غزة وجنين، هي نفس الرصاصة التي يطلقها المحتل الأمريكي في الفلوجة وكربلاء.. وأن الأباتشي التي تغتال أهلنا في العراق ، هي نفسها التي اغتالت الشهيدين أحمد ياسين ، و عبدالعزيز الرنتيسي ، وكل مواكب الشهداء على الأرض الفلسطينية المقدسة، وأن المدفع الذي يطلق على الآمنين من أهلنا في الفلوجة وبقية مدن العراق.. هو نفس المدفع الذي ضرب ويضرب بيوت الآمنين في جنين وبقية المدن الفلسطينية..
إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، تعتبر أن مواقف كثيرٍ من حكام العرب والمسلمين، تشجعُ العدوانَ الصهيوني الأمريكي، على التمادي في إرهابه وغيِّه، وعلى الاستهانة بدماء شعوبهم، والاستهتار بحقوقهم، من خلال هذا الصمت الرسمي القاتل، تجاه المذابح التي تُرتكَب ضدهم، والهوان المخزي بين أيدي المجرمين الإرهابيين في تل أبيب وواشنطن، ومن خلال المشاركة الفاضحة في الحرب على ما يسمونه بالإرهاب، وما هي في الحقيقة إلا حربٌ على الإسلام والعرب والمسلمين.. فمتى يتعظ هؤلاء الغافلون؟. ويدركون حقيقة ما يصنعون؟. إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهي تستشعر خطورة المرحلة التي تمرُّ بها أمتنا، وحجم المأساة التي وصلت إليها.
لتدعو حكام العرب والمسلمين، إلى وقف كافة أشكال العلاقة والتعامل مع العدو الصهيوني، وأن يتحملوا مسئولياتهم قبل أن يُدركَهم الطوفان، وأن يكفوا عن استرضاء الأعداء واستجدائهم، وتقديم التنازلات لهم، والسير في ركابهم.. وأن يجتمعوا على كلمةٍ سواء، وخطة رشد، تعيد لهذه الأمة هيبتها وكرامتها، وأن يفسحوا المجال أمام شعوبهم لتنال حريتها وكرامتها، وتقوم بواجب النصرة لإخوانهم في فلسطين و العراق ، ويلتحموا معها لمواجهة هذه المعركة التي تستهدف وجود أمتنا، في دينها وعروبتها وثقافتها وثرواتها وإرادتها وكل ما تعتز به.. هذه المعركة التي لن تستثنيَ أحدًا، حاكمًا كان أم محكومًا..
كما تدعو الجماعة شعوب هذه الأمة، وقواها الحية والفاعلة، أن تتجاوز حاجز الخوف، وأن تحزم أمرها، على خيار الجهاد والمقاومة، ليس بالكلام والتظاهرات وحسب؛ بل بدعم المقاومة وإمدادها بكل ما تحتاجه؛ فالأحرار لا يكبلهم قيد، ولا يقف أمامهم عائق.
إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية وهي إذ تطلق دعوتها المخلصة هذه، لتأمل أن تجد آذانًا صاغية، وقلوبًا متفتِّحة، وتعلن أنها تضع أبناءها وإمكاناتها وكل ما تملك.. لتتحملَ نصيبها من المسئولية، وتأخذَ دورها في العمل لإنقاذ الأمة من هذا الهوان.
نسأل الله- عز وجل- أن يتغمّد فقيد الأمة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي بواسع رحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى، مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقًا، وأن يلهم أسرته وإخوانه وأحبابه حسن العزاء، وأن يعوض الأمة خيرًا، ويلهمها رشدها، والسير على طريق الهدى والرشاد.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر
- مقال:بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سوريةإخوان أون لاين