المطلوب رأس المقاومة وليس رأس السلطة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المطلوب رأس المقاومة وليس رأس السلطة

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

إن تسليم الأخوة المعتقلين في مقر الأمن الوقائي لم يكن حدثا عابرا ، و لم يكن أبدا حدثا معزولا عن كل ما يجري الآن في الضفة الغربية من أحداث ، فهدف الحملة اليهودية على الضفة و القطاع هو القضاء على المقاومة الفلسطينية وحدها ، و لم يكن من أهدافها القضاء على السلطة الفلسطينية كما توقع ذلك بعض المحللين السياسيين ، و إن كانت السلطة ستتضرر من جراء هذه الحملة ، و لقد قال زئيف شيف في مقال له في صحيفة هآرتس بتاريخ 31/3/ 2002 (على الرغم من أن الهجوم لا يستهدف انهيار السلطة ، فإن هذه ستجد صعوبة في أداء مهامها كلما استمرت العملية ، و"إسرائيل" ستضطر إلى أن تأخذ على عاتقها بعض المسؤوليات المختلفة عن النشاط المدني من أجل السكان الفلسطينيين) ، .

و لكن زئيف شيف يبين أيضا أن هناك أهدافا أخرى غير القضاء على المقاومة ، و الحقيقة أنه ربما لا يمكن تحقيق هذه الأهداف الدقيقة كما يصفها الكاتب الصهيوني واسع الإطلاع إلا عبر القضاء على المقاومة فيقول :

(الأهداف الدقيقة للهجوم الكبير ، باستثناء القول العمومي حول "هدم بنية الإرهاب" بقيت غامضة ، حتى لكبار الوزراء) ، و لقد راهن العدو طويلا على أن تقوم السلطة الفلسطينية بنفسها بالقضاء على المقاومة ، و لكن وعي الشعب الفلسطيني من جانب ، و الإجماع الوطني على خيار المقاومة – و لو في الظرف الراهن - من جانب آخر ، حال دون ذلك ، و من المتوقع أن الضغوط التي مورست على السلطة قد حققت بعض النتائج الهامة جدا التي كان منها تسليم هذه المجموعة من المجاهدين الذين كانوا على رأس المطلوبين من قبل الاحتلال .

ولقد جاء في أقوال العقيد جبريل إن القيادة السياسية كانت صاحبة القرار باعتقالهم و الاحتفاظ بهم ، فقد ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرجوب "أن كل المعتقلين في المكان كانوا حسب قرار المستوى السياسي و ليس حسب قرار الأمن الوقائي" ، و أضاف "أنا أؤكد ثانية أنني ضابط تنفيذي ، مرتبط بقرارات سياسية، و قرار الاعتقال هو على المستوى السياسي"، و لقد أكد الرجوب أيضا "أن الأوامر قد صدرت له قبل الاجتياح بساعة واحدة لاعتقال المزيد من المجاهدين و على رأسهم الأستاذ حسن يوسف و الأستاذ جمال الطويل" ، و يتضح من هذه الأقوال أن السلطة كانت تسعى لاعتقال المزيد من المجاهدين الذين كانوا سيلقون نفس المصير الذي لقيه إخوانهم المحتجزون في بيتونيا ، ولولا الاجتياح الذي بدأ بعد ساعة من إصدار الأوامر لتمت الكارثة، وإن صح ذلك فالسلطة بسبب أو بغير سبب كانت تنفذ أمرا خطيرا جدا و لكنها أرادت أن تلعب هذا الدور بعيدا عن الأنظار، خاصة أننا حذرنا مرارا أن الاعتقال السياسي سيعطي فرصة أمام الصهاينة لاغتيال المجاهدين أو اعتقالهم ، ولكن السلطة لا زالت تتجاهل هذه التحذيرات.

و مما يعزز هذه الرؤية عملية اعتقال شباب الجبهة الشعبية الذين قتلوا المجرم زئيفي، والاحتفاظ بهم رغم كل المؤشرات التي كانت تؤكد أن مدينة رام الله على وشك أن تقتحم و تحتل ، ثم محاكمتهم في محكمة فلسطينية ميدانية أصدرت عليهم أحكاما بالسجن الفعلي لمدد تتراوح بين عام و ثمانية عشر عاما، ثم قبول السلطة المفاجئ بوضعهم تحت حراسة أمريكية أو بريطانية و ذلك مقابل رفع الحصار عن عرفات، حيث إن متحدثا رسميا صهيونيا كان قد أعلن "أنه لن يرفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني في رام الله إلا بعد أن يصبح قتلة وزير السياحة (الإسرائيلي) رحبعام زئيفي في السجن تحت حراسة أميركيين أو بريطانيين"، وهذا أمر لم تستطع السلطة إخفاؤه و لكنها حاولت أن تقلل من أهميته ، و من المنتظر أن تعاد محاكمتهم كما جاء في يدعوت بأن مصدرا أمريكيا صرح بقوله : "يجب محاكمة قتلة الوزير زئيفي ثانية وبهذا تلغى المحاكمة التي أجراها لهم عرفات و الذي حكم عليهم بالسجن لمدة 18 سنة"، وربما نصحوا بعد قليل على وجودهم في المعتقلات الصهيونية.

و لما كان الشكل السيادي الأبرز للسلطة يتمثل في اعتقال المجاهدين ، و الإشراف على المعتقلات، فقد تنازلت بقبولها اليوم باقتراح بوش عن هذا المظهر السيادي ، و ذلك بحجة فك الحصار عن السيد الرئيس ، و هكذا يسلم أبناء الشعب الفلسطيني إما للاحتلال مباشرة كما حدث في مقر الوقائي، أو عن طريق سجانين من الأمريكان أو البريطانيين ، تحت ذرائع أوهى من بيت العنكبوت ، فإن كان حصار الرئيس من أجل تسليم الأبطال الذين قتلوا المجرم زئيفي ، فلماذا اعتقلتهم السلطة ابتداء فخلقت لنفسها هذه المشكلة ؟ و لماذا احتفظت بهم في مقاطعة رام الله بالذات ؟

و أي جريمة قد ارتكبوا حتى يحاكموا ؟

ألأنهم قتلوا المفسد زئيفي ؟

و هل يشكل قتل زئيفي جريمة يعاقب عليها القانون ؟

ألم يغتصب هذا السفاح أرضنا ؟

ألم يدنس مقدساتنا ؟

ألم يقتل أطفالنا ؟

ألم يبذل جهده من أجل إخراجنا من أرضنا ؟

و ما لهم ألا يقتلوا هذا المجرم و كان ممن شارك في قتل قائدهم "أبو علي مصطفى" ، أليس من أبسط حقوقهم أن يقتصوا من قتلة قائدهم ؟

أم أن دماءنا رخيصة مستباحة ، بينما دماء القتلة من اليهود خط أحمر لا يجوز للمعذبين على أيديهم تجاوزه ؟!!

فمتى ندرك أن دماءنا غالية ، و أننا لن نفرط في أي قطرة منها ، و أن جهادنا مشروع ، و أن فلسطين أرضنا ، و أن محاكم أوسلو لن تنسينا وطننا، و أن الالتزامات الباطلة لن تفقدنا هويتنا ؟؟!! .

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.