استرداد التبة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
استرداد التبة


استراداد التبة

تبة الشجرة

ويشرح الأخ المجاهد عبدالهادي ناصف كيف استرد الجيش المصري والإخوان التبة 86 من أيدي اليهود فيقول: إن المعركة بدأت في الساعة السادسة من صباح يوم 23من ديسمبر، حينما تقدمت السرية الرابعة من الكتيبة الثالثة مشاة، تعاونهما الدبابات، ثم تقدمت السرية الرابعة من الكتيبة السابعة مشاة لتطويل التبة من الشمال، واستمر التراشق بالنيران حتى الساعة العاشرة دون نتيجة تذكر، إذ كانت العصابات اليهودية قد عززت مواقعها في التبة، وحفرت الخنادق واحتمت بها، وصارت تتحكم فيها وأصبحت مدافعها ونيرانها تسيطر على أرض المعركة المكشوفة، ولم يبق أمام القيادة إلا قوة متطوعي الإخوان، القليلة العدد، القوية الإيمان، لتقوم بعملية الاقتحام، وبالفعل في الساعة العاشرة والنصف بدأت قوة الإخوان في اقتحام التبة، وكان تسليحها مكونًا من المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية، بالإضافة إلى مدفع هاون من عيار 81مللي، وانقسمت القوة إلى مجموعتين، اتجهت إحداهما بقيادة الأخ حسن دوح لاقتحام خنادق شمال التبة، تتقدمها المجموعة الثانية بقيادة الأخ عبدالهادي ناصف لاقتحام خنادق جنوب التبة، وكان الإخوان يغطون تقدمهم بإطلاق قنابل الدخان، وبفضل الله نجحت المجموعتان في تحقيق هدفهما، حيث تمكنت مجموعة الأخ عبدالهادي ناصف من الوصول للتبة واحتلال بعض خنادقها، كما نجحت مجموعة الأخ حسن دوح في احتلال بعض خنادق شمال التبة، ولكن بعد أن استشهد عدد من أفراد قواته القليلة.

ويقول الأخ المجاهد نصر جاد: إن احتلال الإخوان لبعض خنادق التبة، كان لطمة شديدة للعدو، خاصة أنهم – أي الإخوان – صمدوا أمام جميع المحاولات المتكررة التي بذلها العدو لزحزحتهم عن مواقعهم، وكان نجاح الإخوان في اقتحام التبة هو الذي مهد لنجاح الهجموم المضاد الرئيسي الذي قام به الجيش المصري بعد ذلك.

وقد بدأ الجيش المصري هجومه الشامل على التبة في الثالثة بعد ظهر يوم 23من ديسمبر بالسرية الثالثة من الكتيبة السابعة مشاة، تتقدمها مجموعتا الإخوان المسلمين، وقد استخدم الجيش في هذه المعركة لأول مرة قذائف اللهب، ونجح الهجوم في اقتحام التبة، وبخاصة بعد تدعيمه بالسرية الرابعة من الكتيبة السابعة مشاة، وتراجع العدو بعد أن تساقط قتلاه بالعشرات، وتقدم الإخوان المسلمون إلى الخنادق واستعدوا بالقنابل اليدوية والأسلحة البيضاء، وبعد أن أسكتوا نيران العدو تمامًا، ارتفعت أصوات التهليل والتكبير.

واستشهد في هذه المعركة خمسة من قوة الإخوان، منهم الأخ سيد محمد منصور، الذي ذكرته قبل قليل، والأخ عبدالحميد بسيوني خطاب والأخ حسن العزازي من إخوان العريش.

وأحب أن ألقي الضوء على نماذج من شهداء الإخوان المسلمين في هذه المعركة رغم قلة عددهم، ولكن الاستبسال في القتال، والإيمان الذي تربوا عليه في دعوة الإخوان، كانا شعلة مضيئة لا تنطفئ أبدًا.


الشهيد سيد منصور

كان الشهيد سيد محمد منصور من إخوان الشرقية الكرام.. قام بتعليم وتدريب ضباط الجيش المصري على طرق بث الألغام وانتزاعها، وكان يبث فيهم روح التضحية والفداء والثبات، وكيف تكون الموتة الكريمة، التي نختتم بها حياتنا، فتكون شهادة غالية ترفع صاحبها لمنازل الشهداء ورفقة الأنبياء..

تطوع شهيدنا مع نخبة من إخوان الشرقية وانتظموا في التدريب بمعسكر الهايكستب، يقول الأخ حسن دوح: كان من عادتنا إذا فرغنا من التدريب في الهايكستب أن نجلس في حلقة دراسية، نقرأ القرآن، ونستمع لحديث عن السيرة العطرة، ثم نتناول العديد من الموضوعات العلمية، خاصة ما يتصل بالقضيةالتي هيأنا أنفسنا لها.. وكان الأخ سيد منصور يحرص على هذه الدروس حرصه على التدريب، الذي كان يتولى أهم جزء فيه وهو التدريب على بث الألغام وإبطال مفعولها، وكان يجلس في صفوف المتطلعين إلى المعرفة، ولسان حاله يقول: يجب على الأساتذة أن يتعلموا كيف يجلسون في صفوف تلامذتهم، وكان يحسن الصمت كما يحسن الكلام، وكنت كلما نظرت إليه تخيلته يمضي على الأرض بقدم واحدة، أما الأخرى فتركض إلى الجنة في ثبات..

ويكمل حسن دوح شهادته قائلا: ومضت ثلاثة أسابيع ولم تصدر إلينا الأوامر بالتحرك لأداء الواجب المناط بنا، فازداد قلق الخمسين شابًا، الذين كانوا يعسكرون معنا، وكان الأخ سيد أشدهم قلقًا، وكانت أنباء الفالوجا المحاصرة تلهب الثورة في صدورنا جميعًا، ثم انتهت فترة القلق بخبر مفزع، طالعنا به قائد عام المعسكر، على إثر إشارة تلقاها من عمّان تقول بأن الملك عبدالله ملك الأردن، رفض نزول طائراتنا فيه!.. وكانت صدمة لمشاعرنا الملتهبة.. جيشنا يصرخ مستنجدًا، والعدو يخنقه بكل قوة، وقائد عام الجيوش العربية يرفض إنقاذه؟! ولكن ماذا نفعل؟!.. قمنا بتعديل خطتنا، وتتلخص في الذهاب إلى غزة عن طريق السكك الحديدية، ومن هناك نحاول شق صحراء النقب إلى الخليل، ثم نبدأ في تنفيذ عملياتنا لفك حصار الفالوجا حسب الخطة المرسومة، وبالفعل نفذنا المرحلة الأولى، ووصلنا إلى معسكر البريج، وكنا قد استولينا عليه عقب جلاء الإنجليز عن أرض فلسطين في 15 من مايو 1948، وبدأنا نعمل في قطاع غزة، وهو الجزء الذي تبقى لنا بعد الهدنة، وكانت عملياتنا تنحصر في الإغارة على المستعمرات وقطع الطريق الذي يصل بينها، وذلك ببث الألغام في الممرات الصحراوية، ثم المرابطة على ثغور جانبية، هذا بالإضافة إلى تلبية نداءات الجيش في كل العمليات الفدائية، باعتبارنا فرقة كوماندوز ملحقة بالجيش، وبدأ الأخ سيد منصور ينطلق بكل طاقاته، ولا تكاد تفلت منه دورية قتال أو استطلاع، وكان التنافس على هذه الدوريات شديدًا، وكنا نضعف أمام روعة التنافس بين شباب لا يتجاوز العشرين من عمره، وبين آباء تجاوزوا الأربعين.. أيهما أفضل!.

أما الأخ سيد منصور فكانت عيناه تتوسلان في صمت، فلا نملك إلا الاستجابة لرغبته وكانت حجتنا أمام الآخرين أن الأخ سيد له خبرة ببث الألغام.

للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية