رسالة من الإخوان المسلمين إلى الملوك والرؤساء العرب في قمة بيروت
أ.مصطفى مشهور - المرشد العام للإخوان المسلمين
أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء العرب
تمر الأمة بفترة من أحرج وأصعب فترات تاريخها، وتعيش أجواءً وظروفاً من أقسى الأجواء والظروف التي اجتازتها على مدى مسيرتها، إذ صارت الأخطار الجسام تحدق بها من كل صوب تهدد حاضرها ومستقبلها ودورها، بل وتهدد وجودها.
وعلى رأس هذه الأخطار وفي مقدمتها يأتي خطر الكيان الصهيوني الغاصب الجاثم في قلب وطننا، ثم خطر الحرب الأمريكية على الإرهاب التي بدأت بتوجيه حملات الهجوم والاتهام ضد الإسلام والمسلمين مع تكوين الحلف الدولي وتسيير الجيوش لضرب أفغانستان، ثم الإعلان عن العراق مسرحًا لمرحلتها الثانية مع السعي لتهيئة الأجواء والأذهان على الصعيد العربي لكسب الرضا والقبول أو الصمت وغض الأبصار.
الكيان الصهيوني يستخدم اليوم كل الوسائل الوحشية لابتلاع كل الأرض الفلسطينية ويبذل كافة الجهود المحمومة لمد النفوذ والوجود حتى يصل إلى حدود الوطن القومي الحلم والأمل اليهودي، ومنذ القمة الطارئة في سبتمبر 2000 وحتى اليوم والكيان الصهيوني يفرض حصارًا خانقًا حول مدن وقرى الضفة وغزة مستخدمًا كافة ما في ترسانة السلاح الأمريكي من أسلحة التدمير والإبادة لقصف واغتيال الأبرياء العزل ومصادرة حقهم في الحياة لدفعهم إلى الرضوخ والاستسلام أو الفرار طلبًا للنجاة وإخلاء الديار أو مواجهة الموت جوعًا وحرمانا من أبسط ضروريات الحياة، ورغم ذلك أثبت الشعب الفلسطيني أنه بإيمانه بالحق والعدل وإصراره على استرداد كامل أرضه أقوى من جيش الاحتلال الصهيوني ومن مجازر شارون ومن أسلحة الإبادة والدمار الأمريكية فرفض إحناء الهامة أو الاستسلام أو مغادرة الديار ورحب بالتضحية بالأرواح والدماء والأموال، ولقن بالحجر وأبسط وسائل المقاومة والرفض العديد من الدروس الموجعة للمحتل الغاصب فأربك بالخوف والقلق صفوفه، وسلبه الأمن والاستقرار مما دفعه للمطالبة بإنهاء الانتفاضة واتهام الأشقاء الفلسطينيين العزل بالعنف والإرهاب.
لقد ضرب الشعب الفلسطيني الشقيق المثل في الصمود والتحمل والتضحية والعطاء، وتجاوبت معه كافة الشعوب العربية والإسلامية مؤازرة مطالبة بفتح كافة قنوات ووسائل الدعم أمامها حتى تستمر وتتواصل الانتفاضة.
وبعد عام ونصف من صمود الأشقاء الفلسطينيين ومواصلتهم لانتفاضتهم، وإفشالهم للعديد من محاولات الضغط والقهر الأمريكية والصهيونية لحملهم على إنهاء الانتفاضة يأتي مشروع القرار الأمريكي الذي أجازه مجلس الأمن كمحاولة أمريكية جديدة لوأد الانتفاضة، وتمرير ضربة عسكرية أمريكية للشعب العراقي في إطار الحرب الأمريكية على الإرهاب.
قرار مجلس الأمن للتخدير
يؤكد القرار الذي أصدره مجلس الأمن – حسب نصه – على تصوره لمنطقة تقوم فيها دولتان فلسطينية وإسرائيلية مع دعوة الفلسطينيين للدخول في مفاوضات ولقاءات لتنفيذ خطة تينت وتوصيات ميتشيل، التي تؤكد على أمن الكيان الصهيوني، كما تؤكد على وقف الانتفاضة تحت شعار وقف إطلاق النار ثم بلى ذلك الدخول في مفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى تسوية سياسية.
القرار الذي أكد على تصور المجلس لمنطقة فيها دولتان أغفل النص على الدولة أو الدويلة الفلسطينية ذات السيادة وحق الفلسطينيين في الأمن والحرية لكنه أكد في وضوح على ضرورة النهوض بالإجراءات والاتفاقات الأمنية ووقف إطلاق النار – أي الانتفاضة – كما عاد ليؤكد وفي وضوح على دخول الطرفين في مفاوضات للوصول إلى تسوية سلمية، والفارق كبير وواضح بين مفاوضات يتوصل فيها الطرفان إلى تسوية سياسية، ومفاوضات يتوصل فيها الطرفان إلى دولة فلسطينية ذات سيادة.
إن القرار يثير الشكوك والريب خاصة وكافة العرب يذكرون أن أمريكا استخدمت في مجلس الأمن حق الفيتو في رفض أكثر من مشروع قرار ينص على إرسال مراقبين للضفة وغزة لحماية أمن الشعب الفلسطيني، كما أكدت على لسان مختلف مسئوليها أن المجازر الوحشية والممارسات الإجرامية التي يقوم بها شارون ضد الفلسطينيين في الضفة وغزة إنما هي دفاع عن النفس، كما اتهمت الرئيس الفلسطيني والشعب الفلسطيني بالعنف والإرهاب، وطالبت باعتقال ومحاكمة الشباب الفلسطيني الذي تحرك بالحجر وبأبسط وسائل المقاومة للذود عن الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، ومن ثم كان قرار مجلس الأمن الأخير والذي جرت صياغته على غرار الصياغة التي تم بها القرار الشهير 242. وأعقب صدوره توجه نائب الرئيس الأمريكي تشيني إلى المنطقة لكسب رضا أو صمت العرب إزاء ما سيلحق بشعب العراق من دمار وتدمير وضرب وتخريب من جراء الضربة التي تعمل أمريكا على توجيهها للعراق ومن ثم فالقرار لا يعدو وسيلة لإنهاء الانتفاضة من ناحية، وتمرير ضرب العراق من ناحية أخرى.
قضية كل العرب والمسلمين
إن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وكل المسلمين، وانتفاضة الشعب الفلسطيني وأعمال أبنائه الاستشهادية هي سلاح الشعب الفلسطيني، بل وسلاح العرب والمسلمين، وسط أجواء تحدق فيها الأخطار بالقضية وبالأمة وفي مواجهة محاولات محمومة أمريكية وصهيونية لإيقاف الانتفاضة ومحاولات أمريكية لشن هجمات على أقطار عربية وإسلامية، لضمان أمن الكيان الصهيوني، وتأكيد فرض النفوذ والهيمنة الأمريكية على أقطار العرب والمسلمين وبالطبع على العالم كله.
وإذا كان الشعب الفلسطيني وقد ضرب المثل في صموده، وإصراره على حقوقه ورفضه للرضوخ والاستسلام، وتأكيد استعداده لمزيد من التضحية والبذل مع قدرته على إحراق الأرض تحت أقدام يهود، فإن مراجل الثورة تغلي في نفوس وصدور كافة الشعوب العربية والإسلامية تنتظر في لهفة رفع القيود والحواجز والسدود التي تحول بينها وبين مواجهة هجمة عاتية صهيونية وأمريكية لا تقف عند حدود فلسطين ولكنها تستهدف كافة العرب والمسلمين.
إن الأمة اليوم أمام حقائق صارت أكثر من واضحة
1- إن المحاولات الأمريكية والصهيونية لوقف الانتفاضة الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية ماضية دون توقف، والأسلوب الصهيوني الذي يعتمد الحصار والقصف والاغتيال في الضفة وغزة يوازيه دعم أمريكي متواصل على شتى الأصعدة للكيان الصهيوني، مع طرح للمبادرات وإصدار للقرارات عبر مجلس الأمن أو إرسال الرسل المبعوثين لتفريغ شحنات الغضب عند العرب أو لتخدير العرب.
2- أن القرار الأخير لمجلس الأمن لا يؤكد على حق العرب، ولكنه وسيلة لتمرير ضرب شعب عربي.
3- كما أن ضرب الشعب العراقي لن يكون نهاية للحرب الأمريكية على الإرهاب، بل هو مرحلة تتلوها مراحل، ومسرح الحرب المرتقب هو ساحة العرب والمسلمين.
القمة في مواجهة الأحداث
وإذا كانت قمتكم الموقرة تأتي مواكبة لكل هذه الأحداث والتطورات فإنكم أصحاب الجلالة والفخامة ملوك ورؤساء العرب أمام مسئوليات تاريخية عظيمة، تتجه إليكم أنظار وأذهان مواطنيكم وشعوبكم في كافة الأقطار، في انتظار وترقب لقرارات فاعلة على مستوى المسئولية ولمواجهة الأخطار الجسام يأتي في مقدمتها:
- التأكيد على وحدة الأمة التزامًا واستجابة لقول الحق تبارك وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(آل عمران: من الآية103) وقوله عز وجل (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46) ففي ذلك ارتفاع فوق كافة أسباب وأشكال التشاحن والتنازع والتزام بإزالة أسباب الخلاف بين الحكومات وصولاً إلى مستوى المسئوليات والأمانات، وإنكارًا للذات، وتقديم العام.
- ووحدة الأمة تحتم إعادة ترتيب البيت العربي بإزالة الفجوة والهوة بين الحكومات والشعوب، بإطلاق الحريات للشعوب كي تعلن رأيها ورفع الحواجز والموانع أمامها وحولها لتشارك في القرار وتعبر بالفعل والعمل عن انحيازها للقضية الفلسطينية بكافة ما تملك من أسباب الدعم والتضحية.
- وإذا كانت الانتفاضة تمثل الآن ورقة لها أثرها وفاعليتها في أيدي الفلسطينيين وفي أيدي كل العرب، فإن الأمر في مواجهة الأخطار والهجمات التي تتعرض لها القضية وتتعرض لها الأمة يقتضي مضاعفة الدعم للانتفاضة بالمال والسلاح وفتح الحدود أمام كافة أشكال الدعم كي تصل إلى الشعب الفلسطيني المجاهد ليواصل صموده، وانتفاضته وعزمه وإصراره على تحقيق غاياته.
- التأكيد على ثوابت الأمة وتجنيد كافة الطاقات والإمكانات لإعادة القضية إلى إطارها العربي الإسلامي بالتأكيد على الالتزام بالرؤية العربية والإسلامية للصراع العربي الصهيوني، التي ترفض اغتصاب شبر من الأرض، أو نزع الهوية العربية والإسلامية عن القدس أو حرمان فلسطيني من العودة إلى أرضه ودياره.
- ولأن الشعب العراقي جزء من نسيج هذه الأمة ولأن العدوان عليه هو عدوان على شعب شقيق ويفتح الباب أمام عدوان على شعوب أخرى عربية وإسلامية، فإن القمة مطالبة بإعلان رفضها القاطع لأي عدوان على شعب العراق، ورفضها استخدام أراضيها ومياهها لشن هجوم على العراق.
- التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني، وإغلاق السلطة الفلسطينية لكافة المنافذ والسبل أمام المحاولات الأمريكية واليهودية لتمزيق هذه الوحدة أو بث الخلاف بينها وبين المنظمات الوطنية والإسلامية.
- الوقوف وقفة حازمة ضاغطة إزاء السياسة الأمريكية المنحازة للعدو الصهيوني ضد العرب والمسلمين، وتوظيف كافة الإمكانات والطاقات والموارد العربية لتقرير وتعزيز موقف عربي موحد يرفض الانحياز الأمريكي ضد الحقوق والمصالح العربية، ويرفض أي شكل من أشكال العدوان الأمريكي على أي قطر عربي أو إسلامي.
- تفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، مع قطع كافة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية.
- تعديل ميثاق الجامعة العربية كمنظمة إقليمية عربية لتفعيل قرارها وتوفير الآليات والإمكانات اللازمة لممارستها لدورها المطلوب والمأمول، الأمر الذي يتطلب إحياء وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وتفعيل السوق العربية المشتركة والوحدة الاقتصادية.
- الدعوة لقمة إسلامية، تحشد كافة إمكانات وطاقات العالم الإسلامي لدعم الوطن الفلسطيني ومواجهة الهجمة الأمريكية التي تتربص بالدول الإسلامية وتبيت النية لتوجيه الضربات إليها.
- تهيئة المجتمع لمواجهة حرب لا شك آتية تتطلب الإعداد العميق على مستوى التربية ومناهج التعليم وبرامج الإذاعة والتلفاز لتعميق وتأصيل قيم الجهاد والتضحية ورفض الغاصب الدخيل والعمل على اقتلاع جذوره وضرورة إزالة آثار عدوانه.
علاج الحال والأوضاع
أن الملوك والرؤساء بأيديهم علاج الحال الذي وصلت إليها الأوضاع، ومواجهة الأخطار التي باتت تهدد الجميع، ويعلمون أنه لن ينفع العرب اللجوء إلى أمريكا المنحازة إلى مصالحها وإلى ألد أعدائهم، ولا روسيا، ولا الصين، ولا الاتحاد الأوربي، ولا المنظمات الدولية مسلوبة الإرادة، وأنه لا منعة، ولا نصرة إلا من عند الله، ثم من شعوبهم، وأنه لا قيام للشعوب بمهمتها كي تحقق الآمال وتصل إلى الغايات وتحرر كامل أراضيها وترابها مع تحريرها لقرارها وإرادتها إلا إذا عادت إلى دينها واصطلحت مع ربها.
كما أنه لا بقاء لحاكم ولا سلطان ولا سعادة ولا عزة ولا مكانة ولا مكان له ينعم فيه بالأمن الصحيح على صعيد بلده إلا إذا كان شعبه قويًا عزيزًا، وعلى قدر قوة الشعب وعلى قدر كرامته تكون قوة الحاكم وكرامة حكمه، ومن ثم فملوكنا ورؤساؤنا مطالبون بإصلاح حال شعوبهم وتعمير قلوب مواطنيهم بكل ما يقويها.
ولا يهولن الملوك والرؤساء ما وصلت إليه أمريكا من قوة وبطش، ولا يدعوا قوة العدو وضعف إمكاناتهم مدخلاً للشيطان، وليذكروا قول الله سبحانه (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج: من الآية40) وقوله عز من قائل: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)
أن النبي وصحابته لم يتأثروا بكثرة العدد، ووفرة العدد، ولكن بقوة الإيمان أولا ورسوخ العقيدة والاستعداد للتضحية بالدنيا والفوز بالآخرة. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا"
إن خصومكم لا يريدون منكم أكثر من اليأس، وأمتكم أمة بإيمانها لا تعرف اليأس، فأرجعوا إلى أمتكم وقوا الروابط مع شعوبكم تجدوا الدعم الصحيح والحب العميق، والتفافها حولكم.
لقد مر مثل هذا الموقف بمسلمين من قبل، فلما استلهموا الرشد واستعانوا بالله ونصروه، استعادوا القدرة على طرد الدخيل، وقد امتثلوا لقول الحق تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
لقد رسم الله طريق النصر، فقال عزل وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) فلنكن نحن المؤمنين الذين يبشرهم ربهم بمثل هذه البشريات الكريمة.
أن تاريخ العرب والمسلمين الناصع المشرق في الأمس البعيد والأمس القريب، سجلته عين جالوت وحطين، حيث كانت الشعارات فيه تعبر بحق وصدق عن الهوية والعقيدة والإيمان، وقد أخلصت القيادات النية في العمل من أجل القضايا والجهاد من أجل الحقوق، وارتفعت إلى مستوى المسئولية والتحمت بالشعوب في التقاء حول الأهداف والغايات والسبل والوسائل وزهدت المال والجاه والنعمة، وأنكرت الذات وأخلصت للأمانة ولم تفرط في الرسالة، وصوبت السلاح للخارج إلى صدر كل غاصب وجعلت مكان الجيوش والسلاح على الحدود في الثغور لتحمي الشعوب وتذود عن الأرض والديار والأعراض، وتؤكد حق الأمة في الحياة الحرة العزيزة تأكيدًا لقول الحق سبحانه (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)(المنافقون: من الآية8)
أصحاب الجلالة والفخامة
إن الأمة تنتظر قراراتكم حازمة قوية، وتترقب موقفكم إزاء الانتفاضة والقضية الفلسطينية، وفي مواجهة السياسة الأمريكية واضحًا صريحًا جليًا يسجله لكم التاريخ وتلقون الله عليه وقد برأتم الذمة، وأديتم الأمانة، وأكدتم على ما يرضي الأمة، وتجنبتم ما يغضب الحق سبحانه، فهل أنتم فاعلون ؟!!
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
القاهرة في :7 من المحرم 1423هـ
الموافق: 21 من مارس 2002م