صفحات من التاريخ السياسي للإخوان المسلمين في الأردن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صفحات من التاريخ السياسي للإخوان المسلمين في الأردن

دار الفرقان

الدكتور: محمد عبد القادر أبو فارس

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بلله من شرور أنفسنا وسيئات عمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونستفتح بالذي هو خير قال تعالي (فأقصص القصص لعلهم يتفكرون)

إن التاريخ سجل لحياة الناس و رسميين وغير رسميين , أشخاص ومؤسسات , قادة وحركت , علماء وأمراء , إنه أحدث توثق وتسجل .

وتتناقلها الأجيال اللاحقة عن الأجيال السابقة , بل هو مجموعة من المواقف والخبرات المتراكمة أسهمت فيها أجيال سابقة ترثها أجيال لاحقة تستفيد منها وتبني عليها .

إن تاريخ الإخوان المسلمين في الأردن حافل بالأحداث في شتي الجوانب السياسية والدعوية والتربوية والاجتماعية وغيرها فهو حركة شاملة شمول الإسلام بجميع نواحي الحياة إلا أن البحث يروعه أن هذا التاريخ قد ضاع كثير منه فلم يوثق كلها ولا جله ,

بل ذهب كثير منه بذهاب الرجال الذين صنعوا بعض أحداثه وأسهموا فيها لقد ذهب كثير مما هو محفوظ في صدور الرجال الذين انتهت آجالهم وذهب بإتلاف كثير من الكتب التي أتلفت لأسباب متعددة .

ونزعم أن السبب الأساس والرئيس في ضياع كثير من الأخبار والأحداث يعود أن الجماعة في الغالب لم تهتم الاهتمام الكافي بتوثيق ما يصدر عنه وتبويبه وتصنيفه والمحافظة عليه في أماكن خاصة لا يتسرب إليها الفساد والتلف .

وحتى لا يضيع أكثر مما ضاع رأيت أن أكتب هذه الصفحات من التاريخ السياسي للإخوان المسلمين في الأردن ويحدوني الأمل أن كون قد أسهمت في تاريخ الجماعة ولو بوضع لبنة من لبنات هذا الصرح العظيم مؤملا أن يكون غيري قام في نفسه نفس الباعث فيضم إلى هذه اللبنة لبنات حتى يشيد البناء .

إن هذه الصفحات من التاريخ السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن ذات مصادر متعددة فبعضها أخذ من أفواه الذين عاشوها وأسهموا فيها وقد كتب الله لى أن أكون عاش كثيرا من هذه الأحداث وأسهم فيها وبعضها أخذ من البيانات الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وغير الأردن وبعضها أخذ من النشرات المتعددة الأغراض الصادرة عن الجماعة كالنشرات التربوية والسياسية والإعلامية والدعوية .

وبعضها بل كثير منها اقتبس من صفحة الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين أعدادها الصادرة في عام 1954 وهي ثلاثة أعداد ومن أعدادها الصادرة في عام 1957 وهي ثمانية وثلاثون عددا ومجموع أعدادها الصادرة واحد وأربعون عددا ثم ألغت الحكومة لأردنية الصحيفة وعطلتها ولم تر النور يومنا هذا .

وبعض هذه المعلومات أخذ من الجريدة الرسمية باعتبارها مصدرا رسميا وأساسا في توثيق الأحداث والاتفاقيات والقوانين والمواقف في مجلس النواب الأردني ومن ضمن ذلك مواقف الإخوان المسلمين في الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات

وكتاب السجل التاريخي المصور لمجلس الوزراء والأعيان والمجلس التشريعي والوطني الاستشاري والمجلس النيابي ومجلس العشائر 19201990 لمؤلفه هاني سليم خير ومن الكتب الموثقة التي اعتمدنا عليها في توثيق بعض الأحداث (الإخوان المسلمين في سطور) تأليف محمد بن الحسن وكتاب البرنامج الانتخابي للحركة الإسلامية (الإخوان المسلمون) للمجلس الحادي عشر.

أرجو أن أكون قد وقفني الله لتقديم ما تطلع عليه الأجيال المؤمنة عن جزء من تاريخ هذه الجماعة الرائدة كما وأرجو أن تنتفع بهذا الإطلاع في تقويم المسيرة واستمرارها وأسأله تبارك وتعالي جلت قدرته وعزت عظمته أن ينفع كاتب هذه السطور بها , وأن يجعلها في ميزان حسناته أنه أكرم مسئول وهو على كل شئ قدير فإليه المآب والمتاب .

29 / 9/ 1997 . المؤلف محمد عبد القادر أبو فارس

القضايا الأردنية:من ثوابت الإخوان المسلمين

إن الجماعة حركة إسلاميه عالمية, والإخوان المسلمين في الأردن جزء من هذه الحركة الإسلامية العالمية .

فهي تعتمد الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة وتسعي جاهدة لإقامة دين الله في الأرض واستئناف الحياة لإسلامية وتحرير العالم الإسلامي والعالم كله من كل الأنظمة الجاهلية وإقامة الدولة الإسلامية العالمية .

وإن مواقف الجماعة في الأردن السياسية وغير السياسية تنبثق من نظرة الإسلام إلى القضايا والأحداث وحكمه فيه , وتتبني هذه المواقف الإسلامية على ضوء الكتاب والسنة ففي 3/4/ 1954 حددت الجماعة سياستها بالخطوط العريضة:

  1. الأردن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي
  2. الإخوان المسلمون يرفضون أى نظم لا يقوم على أساس الإسلام
  3. الإخوان المسلمون لن يؤيدوا أى حاكم حتى يقيم شرع الله في الأرض .
  4. الإخوان المسلمون في الأردن جزء من الحركة الإسلامية في مصر.
  5. الإخوان المسلمون ينظرون إلى قضية فلسطين أنها قضية إسلامية وهم يحشدون كل إمكاناتهم المادية والمعنوية لتحرير فلسطين من اليهودية العالمية والصليبية الدولية.

وفي 15/6/1985 أصدرت الجماعة بيانا بعنوان:الإخوان المسلمون ماذا يريدون؟جاء فيه:

الإخوان المسلمون حركة إسلامية جامعة قامت بعد سقوط الخلافة الإسلامية للعمل على استئناف الحياة الإسلامية بجميع جوانبها فكان لها السبق بين الحركات الإسلامية وشرف التصدي للمخططات الكفارة والدعوات الهدامة التي أوشكت أن تطمس معالم المنطقة ..

ومن مطلبهم:

  1. تحكيم شريعة الإسلام .
  2. والجهاد طريق لتحرير فلسطين
  3. إطلاق الحريات العامة..
  4. عدم مطاردة الدعاة في أرزاقهم .
  5. تطهير وسائل الإعلام من كل ما يتعارض مع الإسلام.
  6. تطهير جميع الأجهزة من الرشوة والمحسوبية ويجب تعيين الأكفاء والأمناء .
  7. محاربة الفساد وأوكاره.
  8. صياغة مناهج التربية صياغة تخدم أهداف الأمة الإسلامية وبناء جيل مسلم يعمل على تحرير البلاد والعباد .

العلاقة بالنظام

إن الباعث الحثيث على الكتابة في هذا الموضوع الحساس هو كثرة ما تردد على ألسنة كثير من المسئولين والكتاب والصحفيين وما بث من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من أقوال متناقضة حول تاريخ هذه الجماعة الإسلامية الرائدة في هذا البلد.

فهي تعتبر هذا البلد بلد الحشد والرباط ومنطلق التحرير لجميع أرض فلسطين من البحر إلى النهر ولقد سمعت وسمع غيري وقرأت وقرأ غيري في وسائل الإعلام المقروءة والمشاهدة كلاما من أناس شانئين لهذا الجماعة حاقدين عليها يهدفون إلى التشكيك في هذه الجماعة سواء كانوا من جهات رسمية أو جهات حزبية معادية للإسلام هذا الكلام الذي كثر ترداده وتكراره فيه السم الزعاف حيث تقوم جهات مشبوهة تنفث سمومها بصورة لا أخلاقية ولا موضوعية ولا علمية لتزيف الحقيقة لمعني خبيث في نفوس أصحابها ..

إن كاتب هذه الكلمات المتواضعة قد انخرط في سلك هذه الجماعة المباركة منذ نعومة أظفاره وسلخ من عمره عقودا كثيرة وهو يتفيأ ظلالها ولا يزال يتمتع بشرف الانتساب إليها والعمل معها على اختلاف مواقعه في المسئولية فيها وأسهم في كثير من الأحداث والمواقف التاريخية والسياسية بل عاش في أتونها وإصابة شواظ نار أعدائها فثبته الله فله الحمد على جزيل نعمائه ويسأل الله أن يصبره على لأواء الطريق حتى يلقاه .

ويجد كاتب هذه الكلمات من المفيد أن ينبه إلى المنطلقات التالية:

أولا: إن الإخوان المسلمين حركة عالمية , والإخوان المسلمون في الأردن جزء منها وأهداف هذه الجماعة مرسومة ومحددة بتحرير العالم الإسلامي من أى سلطان أجنبي وإقامة دولة إسلامية ونشر الإسلام حتى يهيمن على العالم فيتولي المسلمون أستاذية العالم.
ثانيا: إن النظرة للأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين مستمدة من كتاب الله تبارك وتعالي ومن سنة النبي صلي الله عليه وسلم وهذه النظرة تقوم على أن الأنظمة التي تطبق شرع الله يجب موالاتها ون الأنظمة الرافضة لشرع الله والمعادية له ولأوليائه أنظمة جاهلية يحرم موالاتها .
ثالثا: إن المواقف التي تتخذها الجماعة سياسية أو غير سياسية نابعة من حكم الإسلام ومبتغاها وغايتها رضوان الله تبارك وتعالي وليس تزلفا لسواه من أجل لعاعة من لعاعات الدنيا سواء كانت عرضا زائلا أو جاها تافها ..
رابعا: إن المواقف التي تتخذها الجماعة قد يلتقي بعضها مع موقف نظام من لأنظمة ومما ينبغي أن يعلم أن هذا اللقاء لا يعني الإعتراف بهذا النظام وإعطاء الولاء له أن كان نظام لا يطبق الإسلام لأن الولاء مر عقدي لا يكون لغير الله والرسول والذين آمنوا قال تعالي (إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) .
خامسا: إن مواقف الجماعة وخطوتها تنسجم مع منهاجها للعمل لدين الله وليست مطية لحكومة من الحكومات وفي هذا يقول الأستاذ البنا رحمه لله : إنه ليس أعمق في الخطأ من ظن الناس أن الإخوان المسلمين كانوا في أى عهد من عهود دعوتهم مطية لحكومة من الحكومات , أو منفذين لغاية غير غايتهم , أو عاملين على منهاج غير منهاجهم .
سادسا: أن الاختلاف مع الأنظمة الوضعية اختلاف استراتيجي , وليس اختلافا تكتيكيا لأن الجماعة تريد وتعمل لاستئناف حياة إسلامية عفيفة نظيفة وذلك بإقامة دولة إسلامية على أنقاض هذه القوانين الجاهلية التي تحل ما حرم الله وتحرم ما أحل الله بل وما أوجب الله وفرض .

وعلى ضوء هذه المنطلقات أقول وبالله التوفيق:

لقد نشأت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في 19 / 11/ 1945 كما نص قانونهم الأساسي واستمرت هذه الجماعة حتى يومنا هذا ومرت بمراحل مختلفة مع النظام الحاكم فقد كانت العلاقة في بداية الأمر عادية إذ عرفت بأنها جمعية والجمعية لا يضيق عليها ..
بل إن بعض قادة الجماعة في البداية كانوا يجاملون أحيانا رأس النظام وفي الوقت ذاته يهاجمون الحكومات الأردنية المتعاقبة لبعدها عن الإسلام وعن أحكام الشرع وكانوا يسيرون المسيرات والمظاهرات احتجاجا على انحراف وقعت فيه الحكومة .
وبعد حرب عام 1967 انسحبت الجيوش وسقطت بقية فلسطين وشبه جزيرة سيناء والقنيطرة والجولان تحت هيمنة الجيش اليهودي وعلى أثر إعدام الشهيد سيد قطب وأخويه الشيخ عبد الفتاح إسماعيل ومحمد يوسف هواش وزج الدعاة في غياهب السجون الناصرية حدث تطور فكري واضح عند الإخوان المسلمين قاعدة وقيادة وأصبحت الأحكام الشرعية محددة وواضحة في قلوب الإخوان أنفسهم ,
وبخاصة حكم من يرقص تطبيق الأحكام الشرعية ووجوب العمل لإقامة الدولة الإسلامية وتغيير الأنظمة الجاهلية وانتشار الإخوان الواسع في الجامعات والنقابات والجمعيات العلمية وفي الشارع العام مع وضوح في الرأي والفكر والدعوة وجرأة في الطرح, وعدم المجاملة في ذلك ولموقف الإخوان من ثورة الإخوان المسلمين السوريين ضد النظام السوري النصيري وتأثر الشباب بهذا الخط من الجهاد .
وإضافة إلى ذلك تحذير الدوائر الأمنية في الأردن وخارجه من انتشار دعوة الإخوان المسلمين وما قد تسببه من إزعاجات للنظام ومؤسساته .
مما جعل هذا يولد قناعة عند كثيرين من المسئولين في دوائر كثيرة ووزارات كثيرة وبخاصة الدوائر الأمنية التي توجهت إلى الحقد على الجماعة ومطاردة فرادها وتعقبهم في حركاتهم وسكناهم في الجامعات والمعاهد والمدارس ودور القرآن وكذلك الحيلولة دون وجودهم في منابر التوجيه والوظائف الحساسة بل والعادية .
وأكثر من هذا تجرأ على اعتقال الإخوان وإلحاق الأذى بهم وفصلهم من أعمالهم وأمام كل حدث من الأحدث كان الإخوان يحددون موقفهم بوضوح وهدوء , بأسلوب صريح واضح واضعين النقاط فوق الحروف .

ونسوق بعض الشواهد على ذلك:

أولا : في 5 رجب 1409 هـ الموافق 10/2/1989 أصدرت الجماعة بيانا حذرت فيه من الفساد الذي استشري بالبلاد والعباد وجاء فيه:
منذ سنوات عديدة والاتجاه الإسلامي في هذا البلد , وفي مقدمته جماعة الإخوان المسلمين يتعرض لحرب شديدة هدفها تكميم الأفواه وخنق الحريات ويسلك في سبيل ذلك صور متعددة فيحال بين العلماء الغيورين وبين منابر التوجيه ويفصل المخلصون من أعمالهم بسبب انتمائهم للدعوة الإسلامية ويمنع كثير من الخريجين من العمل بنفس التهمة وتحجز جوازات السفر ويمنع من السفر ويزج في غياهب السجون بعض علمائهم وهذا وغيره يصب في مصلحة أعداء الأمة .
وذكر البيان الاعتداء على حرية الدكتور أحمد الكوفحي والصيدلي إبراهيم العرعراوي والشيخ عبد المنعم أو زنط..
ونبه البيان إلى خطورة النتائج لهذا التصرفات على النظم فقال : إن هذه الوسائل من شأنها أن تزرع الحقد والكره في نفوس الناس المسلمين وبخاصة أهل هؤلاء وعشائرهم ومدنهم وقرهم وأقرباءهم وأصدقاءهم وتوسع الفجوة بين الحكام والمحكومين وتضعف الجبهة الداخلية ومناعتها ضد المؤامرات اليهودية العالمية .
أما آن لهذه الحريات أن تطلق ؟ أما آن للقمة العيش أن تحرر من سلطان التغيب والترهيب ؟ وأولا وقبل كل شئ أما آن لهذا الدين أن يسود حياة الناس العامة والخاصة ؟
ثانيا: في 18 رمضان 1409 الموافق 24 / 4/ 1989 أصدر الإخوان في الأردن بيانا تعرض لأحداث نيسان وما نتج عنها من قتلي وجرحي بسبب الظلم والحيف الذي وقع على المواطنين وبخاصة في الجنوب من رفع الأسعار وانخفاض الدينار وفصل كثيرين من أعمالهم ومنع لآلاف من العمل بسبب انتماءاتهم السياسية وشيوع البطالة والفقر , والاعتداء على الأموال العامة والفساد الإداري والمالي وتكبيل حريات العلماء والتنكيل بالأحرار ولقد جاء في البيان:
" ولقد نبه الإخوان المسلمون في بياناتهم ومذكراتهم وخطبهم للجهات الرسمية والشعبية إلى مغبة هذه التجاوزات ... إن الإخوان المسلمين يعلنون أن هذه الآلام التي نعاني منها تعود إلى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية التي توجب مساءلة كل إنسان حاكما أو محكوما ومحاسبته على ما اقترفت يداه ويؤكدون على ما يلي:
  1. ضرورة وحدة الأمة والتفافها حول الإسلام .
  2. توفير الحريات العامة لجميع الناس .
  3. إجراء انتخابات نزيهة تمكن الشعب من انتخاب ممثليه الحقيقيين .
  4. ينبغي إفراز حكومة صالحة نظيفة تمهد لتطبيق الشريعة الإسلامية وتحقق في وجوه صرف الديون .
  5. يجب إبعاد الفاسدين أخلاقيا وإداريا عن منابر التوجيه واتخاذ القرار .
  6. لغاء الإجراءات التعسفية التي تؤدي إلى هجرة الكفاءات.
  7. إلغاء رفع الأسعار
  8. الاقتصاد في النفقات الرسمية ووقف السرف والترف والتبذير
  9. تحسين أوضاع أهلنا في الريف والبادية والمخيمات .
  10. إطلاق سراح المسجونين ظلم وزورا .
  11. إلغاء الاتفاقية مع صندوق النقد الدولي .
ثالثا : صدر بيان في 25 رمضان 1409 هـ الموافق 30 / 4/ 1989 تحدث هذا البيان عن اعتقال الدكتور أحمد الكوفحي والاعتداء عليه وهو أحد أعضاء مجلس النواب المرموقين جاء في هذا البيان:
" إن الإخوان المسلمين يعلنون أن هذه الجرائم من شأنها أن تفقد الثقة بالأجهزة الأمنية والأجهزة الرسمية وتثير السخط الشديد على هذه الأجهزة والعاملين فيها .. ولهذا فإننا نطالب بالتحقيق مع مدير مخابرات إربد والضابطين الذين اعتديا عليه وإيقاع العقوبة الصارمة بحقهم وادا للفتنة ودفعا للظلم"
رابعا : وفي عام 1989 م أصدر الإخوان المسلمون بيانا بعنوان خطاب مفتوح إلى النظام الأردني جاء في هذا البيان " لقد شن النظام في الأردن حملات ظالمة ضد أصحاب الاتجاه الإسلامي في مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن التي تتصف بالإخلاص وتسعي إلى استئناف الحياة الإسلامية وتحارب الظلم"
وهذه الأهداف أغضبت الحاقدين على الإسلام والمسلمين كما أغضبت الحكومة الأردنية والمخابرات الأردنية فطاردت الشباب المسلم في رزقه وحركته وحريته وعمله وفصلت فصلا تعسفيا المئات من الجماعة من المؤسسات العامة والخاصة ومنعت العشرات من السفر إلى الخارج ..
وقد لاحقت أجهزة المخابرات على اختلاف دوائرها الشباب في المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات ودور القرآن وسلكت من الأساليب الدنيئة الخبيثة في سبيل الصد عن سبيل الله وتعلم القرآن الكريم .
وذكر البيان بعض هذه الأساليب كمنع لأشرطة الإسلامية وجمعها من الأسواق وإتلاف مجلات المسجد ومنع دروس أحكم التجويد والدروس العلمية والتهديد بالفصل من العمل لمن يبقي مع الإخوان المسلمين والتعذيب الشديد لبعض أفراد الجماعة وشتم المعتقل وإيذائه نفسيا
وختم البيان بالقول هذه بعض الممارسات السيئة التي تمارسها المخابرات في الأردن التي من شأنها أن تجعل كل فرد من أفراد الشعب أن يكره النظام ويحقد عليه ويتمني زواله قد يرضخ المظلومون بعض الوقت ويقبلون الإهانة ومن يدري ماذا يحدث بعد ذلك لأولئك الذين يعذبونهم ويطاردونهم ؟... النتيجة ولا شك محزنة وليست سارة ولا يعلم الأخطار المترتبة عليها إلا الله ... اللهم اشهد فإننا قد بلغنا .
خامسا: في شهر محرم عام 1409 هـ الموافق شهر آب 1988 وزع الإخوان المسلمون بيانا بعنوان لمصلحة من يطارد المتدينون؟لمصلحة من يطارد الإخوان المسلمون؟ذكر هذا البيان ثلة من الذين فصلوا من أساتذة الجماعة وندد بالمضايقات التي تشنها أجهزة النظم على شباب الإخوان المسلمين وختم بالقول:
إن هذه التصرفات من شأنها أن تشكل جيلا حاقدا ناقما على كل شئ جيلا مقهورا لا يستطيع أن يحمي أرضا أو أن يحرر شعبا من براثن الاحتلال أو يقاوم الوطن البديل .. اللهم فاشهد فإنا قد بلعنا .
سادسا: وفي 23 رمضان 1411 هـ الموفق 8 نيسان 1991 أصدر نواب الإخوان المسلمين بيانا في عهد حكومة طاهر المصري نكروا الممارسات الأمنية ضد الشباب المسلم وبخاصة شباب المساجد إذ طالت الاعتقالات عشرات الشباب في شهر رمضان وكان أسلوب الاعتقال همجيا وكذلك المعاملة في المعتقل وأثناء التحقيق كانت سيئة وبخاصة مع شباب لإخوان المسلمين كما أفاد البيان ..
وقد جاء في البيان بعد ذكر الممارسات السيئة ضد المعتقلين :" وتأسيسا على ما تقدم فإن نواب الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمون) يشعرون بقلق كبير إزاء هذه الممارسات والتجاوزات التي تنسجم مع الحرية وطبيعة المرحلة ومصالح البلد العليا وختم البيان بالمطالبات التالية:
  1. إطلاق سراح المعتقلين فورا.
  2. عدم اللجوء إلى الاعتقال إلا عند الضرورة وبالأساليب التي تحفظ كرامة الوطن.
  3. اختصار مدة التحقيق وعدم إطالته فيما لو اعتقل شخص لسبب معقول .
  4. شباب المساجد وفي طليعتهم الإخوان المسلمون أحرص المواطنين على أمن البلد وسلامته
سابعا: في 15 ذي الحجة عام 1415 هـ الموافق 16 حزيران 1992 أصدر نواب الإخوان المسلمين بيانا بشأن تضييق النظم على المصلين في أداء صلاة العيد في المصليات وقد أنكر البيان على الحكومة منع المواطنين من أداء صلاة العيد في المصليات بسنة النبي صلي الله عليه وسلم .
ثامنا: استمرار النظام على يد الحكومات المتتابعة بالتضييق على الإسلاميين وشن حملات الاعتقالات والتعذيب وبخاصة في عهد حكومة الكباريتي التي تعتبر خيارها الوحيد الديمقراطية والمحافظة عليها ..
فقد أصدر نواب الإخوان المسلمون في 25 ذي القعدة سنة 1416 هـ الموافق 13/4/1996م بيانا ينعي الحريات العامة للشعب ويأسف للتوسع في الاعتقالات التي شملت عشرات الإسلاميين في عهد حكومة الكباريتي ووجه لرئيس الوزراء أن يضع حدا للاعتقالات استجابة لضغوط خارجية ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين وبخاصة معتقلي حماس الجناح الضارب لجماعة الإخوان المسلمين وتعجب البيان من اعتقال أبناء الحركة الإسلامية في الوقت الذي يسرح فيه الصهاينة على الأرض الأردنية دون حسيب ولا رقيب .

الموقف من الوجود البريطاني في الأردن

على أثر انتصار بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولي, تم اقتسام المشرق العربي بينهما بموجب اتفاقية سايكس بيكو ممثلي بريطانيا وفرنسا في الاتفاقية فوقعت الأردن تحت الحكم البريطاني وعينت بريطانيا قائدا بريطانيا للجيش الأردني كما عينت كبار ضباطه من البريطانيين وهيمن الاستعمار البريطاني عسكريا وسياسيا واقتصاديا وتشريعيا على الأردن فماذا كان موقف الجماعة من هذا الاحتلال وهذا الوجود الاستعماري ؟

الوثائق تقول: لقد قامت جماعة الإخوان المسلمون بواجبها الشرعي الداعي إلى مقاومة وجود الإنجليز في الجيش الأردني فقائده انجليزي وكبار ضباطه إنجليز ومن ثم فهو يوجه لحماية المصالح البريطانية ولحماية دولة اليهود على أرض فلسطين المغصوبة .

فهم حلفاء اليهود , وصانعو دولتهم وهم الذين يطاردون الثوار ويسلمونهم إلى الحاكم العسكري في فلسطين ليحكم عليهم بالإعدام .

وقد قامت الجماعة من خلال صحيفة الكفاح الإسلامي الصدارة في الخمسينات بفضح حقيقة الإنجليز في الجيش الأردني وإنفاقهم الأموال على قلتها على الضباط الإنجليز وكلابهم وخدمتهم لليهود وتعاونهم معهم في إقامة الدولة اليهودية وترسيخ أقدامها فقد جاء في عناوين الكفاح الكبيرة :" أعوان كلوب باشا يحاربون الأحرار " عنوان عدالتهم : تساوت أرزاق كلب الضابط البريطاني في الجيش الأردني بأرزاق الجندي الأردني ".

وعلى الصفحة العاشرة من العدد الأول تحت زاوي الشؤون العسكرية المسماة بالميدان نشرت جريدة الكفاح الإسلامي رسالة بعث بها أحد ضباط الجيش الأردني تحت عنوان هو :" أيها الصاحب لست إلا عدوا مبينا" ونشرت صورة كلوب القائد البريطاني للجيش الأردني إلى جنب هذا العنوان .

ومما يجدر ذكره هنا أن اسم الصاحب كان اللقب المشهور عند أبناء البادية لهذا القائد الإنجليزي الخبيث لذي كان يحتل البلاد ويحارب الأحرار ويسلم المجاهدين إلى سلطات الانتداب في فلسطين لإعدامهم , هذا وقد كان من سياسته الخبيثة إغداق الأموال وكسب القلوب بالمال وغيره فخدع بوسيلته هذه بعضهم وأخذوا ينادونه بالصاحب .

وفي الصفحة العاشرة من العدد الأول تحدثت بصراحة عن هذا القائد الخبيث فقالت : تحت باب حقائق يجب أن تعرف : قليلا من الحياء أيها الأجنبي فلقد عرف الناس حقيقتك وكشفوا أمرك .

وفي العدد الثاني استمر الحديث عن الإنجليز في الجيش الأردني وفسادهم في البلد وتعاونهم مع اليهود فجاء في الصفحة الأولي بالخط العريض الأحمر لعبارة التالية : الإنجليز في جيشنا يقدمون الماء لإسرائيل ويدبرون مؤامرة في الخطوط الأمامية ويقضون الليالي مع ضباط ومجندات إسرائيل .

وفي نفس العدد وعلى نفس الصفحة تتحدي الكفاح الإسلامي النفوذ البريطاني في بلدنا الأردن الحبيب تحت عنوان : كلوب يتحدث باسم الأردن تقول : ولسنا ندري بأي حق يفاوض هذا الرجل البريطاني لحما ودما وعقيدة المسئولين في بلده بريطانيا باسم الأردن المنكوب به وبأعوانه ..

إن هذا السفاح الذي يتخفي خلف الكوفيه والعقال لابد وأن يكون له نهاية وأن يوقف عند حده بعد أن اتضحت نواياه وانكشف أمره ..

وإن في إصرار المسئولين في هذا البلد على بقاء هذا الأجنبي لأمر تأكد للناس جميعا بأن هناك تعاونا وثيقا , ومؤامرة خطيرة محبوكة بين رؤوس صدئه تضع الخطط الإستدمارية البريطانية في لندن , وعقول بالية تنفذ ما يملي عليها في عمان وفي نفس العدد والصفحة وضعت هذا العنوان " الإخطبوط الإنجليزي يطوق بلاد العرب "

وفي العدد الثالث الذي أصدرت الحكومة الضالعة مع الاستعمار البريطاني إذ ذاك والمنفذة لسياسته قرارا بإغلاق الكفاح أثناء طباعة العدد وقبل أن تنتهي طباعته جاء تحديها الواضح للقائد الإنجليزي للجيش الأردني تحت عنون "على مسئوليتي":

هذا مثل لدجل هذا الأفاق العالمي وسياسته الرخيصة التي لم تعد تنطلي على أحد إلا الذين يرحبون به في بلادنا , ويقبلون أعتابه ويسعون في خدمته وبين يديه " جن جنون كلوب والضباط الإنجليز في الجيش الأردني من هذه التصريحات التي تكشف سترهم وتفضح حقيقتهم أعداء حاقدين يولون اليهود ويتعاونون معهم وتورمت بعض أنوف المسئولين المتأثرين بهم فأصدرت الحكومة قرارا بإغلاق الكفاح الإسلامي

والعدد الثالث تحت الطباعة ولما خشي الإخوان مصادرة العدد بالقوة أخرجوه للناس دون ن يكتمل وطبعوا على الصفحة الأولي " عطلها الظالمون قبل أن تنتهي " ودفعت إلى الأسواق فتلقفها الناس وأدركوا حقيقة لأوضاع وعلاقتها بالإنجليز وضباط الإنجليز وقد وزع كاتب هذه الأسطر هذا العدد وسابقيه على الناس في مدينة الخليل كان ذلك في 27 ذي الحجة 1373 هـ الموافق 26 /8/ 1954 .

وبعد إغلاق صحيفة الكفاح الإسلامي طرد القائد الإنجليزي كلوب من الأردن وكانت خطوة مفرحة للأردنيين ألا أن الجيش الأردني بقي مملوءا بالضباط الإنجليز فأخذ الإخوان المسلمون على عاتقهم العمل لإخراج هؤلاء الضباط الإنجليز من الجيش وكانت صحيفة الكفاح الإسلامي هي التي تعبر عن موقفه السياسية في سائر القضايا الأردنية والعربية والإسلامية والدولية ..

هذا وقد استأنفت الكفاح الإسلامي صدورها بعد إخراج كلوب من الأردن وصدر العدد الرابع في 10 جمادي الآخرة في 1376 هـ الموافق 11/1/1957م واستمرت في الصدور حتى العدد الحادي والأربعين ثم أصدرت الحكومة قرارا بتعطيلها كان بسبب حجب نواب الإخوان المسلمين الثقة عن حكومة إبراهيم هاشم في جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء بتاريخ 16 / 10/ 1957

إذ طلبت الحكومة من الصحف أن تنشر خبرا بأن حكومة إبراهيم باشا حازت على ثقة النواب بالإجماع فسارعت الكفاح الإسلامي في عددها الحادي والأربعين الصادر في 24 ربيع الأول 1377هـ الموافق 18/ 10 / 1957 إلى كشف النقاب عن حقيقة ما جري في المجلس ونشرت النص الكامل لبيان الإخوان الذي كان من المقرر أن يتلي في الجلسة معلنا حجب نواب الإخوان المسلمين ثقتهم عن حكومة إبراهيم هاشم . لقد جن جنون حكومة إبراهيم هاشم لذلك فصدرت قرارا بإغلاقها وسحب ترخيصها .

واستمرت الجماعة في موقفها السياسية الواضحة من الاستعمار البريطاني ومن الضباط الإنجليز في الجيش الأردني ومن تحركات السفير البريطاني في القدس والمخابرات البريطانية ونفوذها .

ولقد صدرت التصريحات والتعليقات من الإخوان المسلمين بهذا الخصوص ملاحقة نشاطات البريطانيين ومن هذا التصريحات والبيانات العناوين التالية..

  • ضابط استخبارات بريطاني كبير موظف في حكومة الأردن
  • دبابة إنجليزية تقتحم الدوائر الحكومة في معان .
  • ألغوا معاهدة الذل .. وقولوا للصوص الحمر اخرجوا.
  • أخرجوا أيها الإنجليز من المفرق ومن كل ديارنا .. اخرجوا طوعا أو كرها وإذا تلكأتم وماطلتم كعادتكم فسيكون لنا معكم جولة تعرفون بأسها وتذكرون صورا لها لقنها لكم الإخوان المسلمون من قبل على ضفاف قناة السويس .
  • مطار المفرق وكر خطير يهدد كياننا وحياتنا وأمن شعبنا وهو يضم حوالي 1850 ضابطا وجنديا إنجليزيا .
  • فضائح الحكم البريطاني المنهار في الأردن .
  • إنجليزي يمتلك سبعة عشر ألف دونم من أجود أراضي الأردن .
  • المعونة البريطانية خرافة ضخمة صدقها الكثيرون .
  • بنك باركلس البريطاني يتآمر على أملاك عرب فلسطين لصالح اليهود.
  • من جرائم قوات الاحتلال في الأردن.. تخريب .. ومنكرات .. وأكل حقوق العمال .
  • ارتباط تفشي الجريمة وانتشار الفساد بوجود الاستعمار .
  • اخرجوا كلوب من حياتنا.
  • كلوب أو السيف الذي كانت قبضته في لندن ونصله في عمان .

إلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية المعقودة بين البلدين في 15 / 3/ 1948

عقدت حكومة المملكة المتحدة مع حكومة المملكة الأردنية الهاشمية معاهدات كان آخرها في 15 / 3/ 1948 وقد نتج عن هذه الاتفاقيات سيطرة بريطانية على الأردن عسكريا وسياسيا واقتصاديا فالذي يهيمن على الجيش الأردني بموجب الاتفاقيات الضباط البريطانيون والذي يسير البلد سياسيا كذلك إما عن طريق الكواليس أو مباشرة أو بدعم عملائهم .

لقد أدرك الإخوان المسلمون خطورة هذه المعاهدة التي لم تكن بين طرفين متكافئين بل كانت بين منتصر ومنهزم وبين قوي وضعيف بين دولة تملي أرادتها وشروطها وبين دولة ضعيفة تذعن لهذه الشروط .

وإيمانا من الإخوان المسلمين بأن بريطانيا دولة كافرة معادية قد أسهمت إسهاما كبيرا في القضاء على الخلافة الإسلامية وقسمت بلاد المسلمين وتقاسمتها مع فرنسا وحكمت الدولتان المسلمين بالحديد والنار وبخاصة بريطانيا التي حكمت الأردن وفلسطين وأعطت وعدا لليهود بإقامة دولتهم على أرض فلسطين بل كما ذكر ونستون تشرشل الذي كان وزيرا للمستعمرات البريطانية سنة 1922 أن الدولة اليهودية التي تراها بريطانيا تشمل الأردن وفلسطين .

إيمانا من الإخوان المسلمين بأن بريطانيا صليبية ومعادية وأن ما تعقده من معاهدات يكون في الحقيقة استعمارا وإذلالا للمنطقة وشعوبها فقد وقف نواب الإخوان المسلمين برئاسة المراقب العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة في 25/1/1957 في مجلس النواب تحت قبة البرلمان يطالبون بإلغاء المعاهدة البريطانية وطرد قوات الاحتلال البريطاني وضباط الجيش البريطاني في الجيش الأردني .

وقد كان لجهود الإخوان في المجلس النيابي وغير المجلس أثر في إلغاء المعاهدة وقد ألغيت الاتفاقية بقرار من مجلس الأعيان ومجلس النواب بالإجماع في جلسة مشتركة في يوم الأربعاء 13 / 3/ 1957 .

هذا وقد وافق نواب الإخوان على إلغاء الاتفاقية من خلال كلمات في المجلس واعترض المراقب العام للإخوان المسلمين على صيغة الاتفاقية بالنقاط التالية ..

  1. احتج على ما ورد في الاتفاق من عبارات الود والسلام بين البلدين وبين أن هذا لا يتفق مع ما تقوم به بريطانيا الآثمة من تقتيل إخواننا في اليمن وعدوانها على مصر .
  2. المطالبة بحقوق العمال الذين طردتهم قوت الاحتلال البريطاني لتضييع حقوقهم .
  3. اعترض على أخذ بريطانيا الأسلحة والعتاد الحربي وحرمان الجيش الأردني منه .

انظر الصفحة الثانية من جريدة الكفاح الإسلامي العدد الثالث عشر الصادر في 13 شعبان 1376 هـ الموافق 15 / 3/1957 .

الموقف من حلف بغداد عم 1955

إن المؤرخ في هذه الفترة فترة الخمسينات يلاحظ أن الدول الاستعمارية الأوروبية حتى تقوم بالمحافظة على مصالحها في العالم العربي والإسلامي تحاول عقد تحالفات مع دول المنطقة وهذه التحالفات تعمل على ربط العالم الإسلامي بمصالح الدول الأوروبية سواء كانت سياسية أو اقتصادية و غير ذلك , وكان في مقدمة هذه الدول بريطانيا بل كانت تقوم بدور المخطط ومن هذه الأحلاف حلف بغداد .

هذا الحلف استعمري تقوده بريطانيا ويقوم على فكرة تكوين حلف عسكري يتكون من الدول العربية وأوروبا وباكستان وإيران ودولة العدوان اليهودي على أرض فلسطين تحت شعار محاربة الشيوعية والتصدي لها وسمي بحلف بغداد لأن النظم في بغداد آنذاك هو المتحمس لهذا الحلف الاستعماري بقيادة نوري السعيد وسائر عملاء بريطانيا هناك.

وفي عام 1955 جاء تمبلر القائد البريطاني إلى الأردن وكان يومها رئيس هيئة الأركان البريطانية وطلب من الأردن الانضمام إلى هذا الحلف وتشكلت الحكومة الأردنية برئاسة هزاع المجالي للانضمام إلى حلف بغداد فقامت المظاهرات في جميع أرجاء البلاد تنادي بإسقاط الحكومة وعدم الانضمام إلى حلف بغداد.

لقد هب الشعب الأردني بكل اتجاهاته الوطنية يحارب هذا المشروع الاستعماري لقد قام الإخوان المسلمون في الأردن في المدن والقرى يقومون هذا الحلف الخبيث ويرفضون مشاركة الأردن فيه وإن كاتب هذه الأسطر ليذكر كيف كان يخرج مع إخوانه من الصبح الباكر في مدينة الخليل ويعود بعد صلاة العشاء إلى بيته دون طعام وبين كر وفر مع الجيش لمدة خمسة أيام حتى وفقه الله ووفق إخوانه وجميع المخلصين من أبناء البلد لإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة أعلنت في أول بيان لها أنها لن تنضم إلى حلف بغداد ولقد سجن في هذه الأحداث بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين من أجل هذا الموقف الإسلامي الذي يدعو إلى مقاومة الاستعمار والمستعمرين ومن يدور في فلكهم .

هذا ولقد أدت الاحتجاجات والإضرابات والمظاهرات التي قام بها الإخوان المسلمون في سجن المحطة في عمان إلى إصابة بعض الإخوان بجروح في معارك الشوارع التي خاضوها مع الجنود المدجحين بالسلاح والإخوان عزل من أى سلاح إلا سلاح الإيمان الذي يوجب على أتباعه مقاومة الاستعمار والأحلاف الاستعمارية .

ومما ينبغي ذكره والتنويه إليه من الشعب الأردني بكل اتجاهاته الوطنية قد سهم في محاربة هذا المشروع الاستعماري الخبيث , والتصدي له فخرج الله خيرا كل من أسهم في تجنيب البلد شرور هذه الأحلاف الاستعمارية الخبيئة.

ومن الطرائف في هذا الموضوع ما نشرته صحيفة الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين في الأردن في عددها السابع الصادر في يوم الجمعة الأول من شهر رجب 1376هـ الموافق الأول من شهر شباط 1957 تحت عنوان :" من آثر العهد البائد " وفي صفحة 2 ما يلي:

" ما زالت محكمة السلطة تنظر في قضايا المظاهرات التي قام بها الشعب ضد حلف بغداد ومؤامرة تمبلر وأعوانه نلفت أنظار المسئولين إلى ضرورة إنهاء مثل هذه المحاكمات لتي انتهي عهدها المظلم بسقوط الحلف البغيض ودعاته وخاصة وأن المحكمة الوحيدة التي ما زلت تنظر في هذه القضايا هي محكمة السلط"

مبدأ أو مشروع ايزنهاور

يزعم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ايزنهاور انه بعد انهيار الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط وبخاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر وفشل هذا العدوان وانسحاب القوات الغازية من لأراضي المصرية إلا قليلا منها إن فراغا حدث فيه , وأن هذا الفراغ فكري وعسكري ويخشي من تحرك الشيوعية لملء هذا الفراغ فكريا وعسكريا وذلك عن طريق الإتحاد السوفيتي الخصم اللدود لأمريكا والعالم الرأسمالي في ذلك الوقت.

وعلى أمريكا أن تحول بين الشيوعية وبين سد الفراغ المزعوم وأن تقون هي بسد هذا الفراغ , بل هي بزعمها الدولة الوحيدة المؤهلة ماليا وعسكريا وفكريا لسد هذا الفراغ فهي وحدها قادرة على تعمير المنطقة ويمكنها ضخ المساعدات الكثيرة لدول المنطقة ومساعدة شعوبها في الحصول على الحرية والأمن والسلام ..

فهو يقول في خطب وجهه للكونجرس عام 1957:

" إذا أردنا أن نحافظ على شعوب منطقة الشرق الأوسط وثقافتها وأديانها المقدسة في سبيل رقيها الروحي فعلينا ن نظهر بجلاء استعدادنا لمؤازرة استقلال الشعوب المحبة للحرية في تلك المنطقة "

وبناء على نظرية هذه فقد طلب وضع القوت الأمريكية تحت تصرفه لمؤازرة الشعوب المحبة للحرية والسلام والصلح في الشرق الأوسط .

وقد أرسل مبعوثا له اسمه ريتشاردز يبشر بمشروعه هذا في الشرق الأوسط ويطلع على رأي شعوب المنطقة وموقفها منه . ولقد بينت الجماعة حقيقة الأهداف وراء هذا المشروع ولأخطار المترتبة عليه في صحيفة الكفاح الإسلامي في كثر من عدد .

ففي العدد العاشر من الكفاح الإسلامي الصادر يوم الجمعة في 22 رجب 1376 هـ الموافق 22 شباط 1957 والعدد السابع عشر 12 رمضان 13 76 هـ الموافق 12 / 4/ 1957 ذكرت خطر المشروع نلخصها فيما يلي :

  1. العمل على ضم دول الشرق الأوسط إلى أحلاف من متبادلة مرتبطة بسلامة الولايات المتحدة لأمريكية وأمنها .
  2. هيمنة أمريك تامة على المنطقة عسكريا وسياسيا ومنيا واقتصاديا .
  3. دعم دولة العدوان اليهودي ماليا وعسكريا والضغط على دول المنطقة لقبولها والصلح معها .
  4. إبقاء الدول العربية دويلات ممزقة ضعيفة لا تستطع مقاومة العدو الغاصب .
  5. ربط العالم العربي والإسلامي بعجلة الغرب في صورة مدمرة مخربة
  6. مبدأ أيزنهاور يعمل على إفناء العرب والمسلمين ويصر على إحياء اليهود .

هذا وقد أصدر الإخوان المسلمون بيانا يرد على مزاعم ايزنهاور ومبعوثة ريتشاردز ويحدد موقفهم من المشروع عام 1957 وقد نشر في صحيفة الكفاح الإسلامي العدد السابع عشر بعنوان " ماذا تريد يا ريتشاردز؟" " لن نرضي أن نكون عبيدا للدولار !!"

" مبدأ ايزنهاور فكرة استعمارية لدعم إسرائيل وبعث استعمار الغرب من جديد".
" لن نرضي باستبدال استعمار بآخر من نوع جديد وطاغية بطاغية "
" إن أية محاولة لفرض الاستعمار الأمريكي الجديد على شعوبنا ستحارب بنفس القوة والشدة والكفاح التي حاربنا بها حلف بغداد ومشاريع بريطانيا الاستعمارية إن المعونات الأمريكية لها ثمن رهيب من كرامتنا وحيتنا ومقدساتنا التي يزعم أيزنهاور أنه يعمل على حمايتها من طغيان المدة الشرقية "

وجاء في نهاية البيان:

" أيها الشعب الحر المكافح:أحذر .. وتنبه وكن بالمرصاد لكل ما يدبر لك من مؤامرات وما يحاك لك من دسائس واذكر أن مبدأ ايزنهاور يعمل على إفنائها ويصر على إحياء إسرائيل .."
" قاوم مشاريع الاستعمار من أى نوع مهما اتخذت من أشكال عدة وصور مختلفة والنصر لشعبنا المكافح المجاهد وعقيدتنا الصالحة وإسلامنا العظيم "
"والموت للخونة عبيد الإسترليني والروبل والدولار ".

الموقف من الفساد الأخلاقي

لقد شعر الإخوان بأن فسادا أخلاقيا تشجعه الحكومة الأردنية في بداية الستينات بإقامة الحفلات الماجنة في غابات جرش وغيرها , وفي استدعاء الفرق الراقصة من بلاد كفر وفي مقدمتا أمريكا.

كما ظهرت موجات الألبسة النسوية العارية و شبه العارية بتشجيع من الحكومة مما اضطر الإخوان إلى إنكار هذا الفساد الأخلاقي ومقاومته والوقوف في وجهه, ومن ذلك ما قامت به الحكومة الأردنية برعاية حفلة تزلج على الجليد وكانت الفرقة المدعوة أمريكية , وحبست الحكومة مياه الشرب ثلاثة أيام عن أحياء كاملة في عمان وتفريغها في المدرج الروماني ثم تجميدها لتتزلج عليها الفتيات شبه العاريات المستوردات من أمريكا..

لقد أنكر الإخوان هذا المنكر وقالوا للحكومة:إن دولة اليهود تستورد من أمريكا وغيرها الدبابات والطائرات وأنتم تستوردون الساقطات في حفلة التزلج على الجليد.

ولكن الحكومة استمرت في غيها وفي سياستها الإفسادية واعتقلت فضيلة المراقب العام الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة في سجن الجفر الصحراوي وقد بقي فيه أكثر من ستة أشهر ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة رئيس الحكومة الذي اعتقله والذي أقسم ألا يخرج المراقب من السجن ما دام السيد رئيس الوزراء على قيد الحياة وقد كان .

واستمر الإفساد الأخلاقي بتسارع منذ ذلك الوقت إلى أيامنا هذه حيث انتشرت النوادي الليلية وفشا السفور وانتشرت الفاحشة على مرأى ومسمع من الحكومات الأردنية المتعاقبة في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة حتى ضج الناس وممثلوهم من استخدام التلفاز في بث برامج تصطدم مع التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية

وطالب ثلة من النواب محاسبة مدير التلفزيون على أيام حكومة الكباريتي الأولي لفظاعة ما ارتكب فيه ومسئوليته عنه فما كان من رئيس الحكومة إلا أن أنكر على من أنكروا هذا المنكر وأعلن أن ما ينشر في التلفاز هو سياسة الحكومة التي يرأسها بل إن الدولة ترفه عن الشعب بما يريد زاعما أنه الدولة أو النطق الرسمي باسمها .

ولقد ازداد الفساد بعد معاهدة وادي عربة حيث تشجع السياحة والسواح حيث يسر لهم أمر الترفيه بوسائله القبيحة .والإخوان المسلمون في الأردن يستشعرون مسئولية الرسالة والأمانة التي تحملوها يقومون بإنكار هذه المنكرات بشتى وسائل الإنكار المتاحة .

وحاول الإخوان المسلمون مقاومة ومنع مهرجان جرش بأكثر من وسيلة واتصل نواب الإخوان بمضر بدران الذي كان رئيسا للوزراء في المجلس الحادي عشر وطالبوه أن يفي بالتزامه نحو مجلس النواب في بيانه الوزاري وفي أثناء رده على كلمات النواب وبخاصة نواب الحركة الإسلامية تعهد أن يمنع مهرجان جرش لما يترتب عليه من مفاسد أخلاقية وغيرها وكان كاتب هذه الأسطر أحد أعضاء هذا الوفد فاعتذر مضر بدران أنه لا يستطيع ذلك لأن الأمر أعلي منه وفوق طاقته .

ومما يؤسف له أن الناس كانوا على المستويات المختلفة والبلاد يقومون بإنكار هذه المنكرات ولكن الحكومات المتعاقبة تظل مصرة على مواقفها ويرضخ الناس لها حتى يصبح واقعا يضطر الناس إلى السكوت والتغاضي عنه على الرغم من معرفتهم بشروره وأخطاره على الأخلاق والدين ومستقبل الأمة .

ومما يجدر ذكره أن جريدة السبيل في عددها رقم 195 وفي الصفحة الرابعة منه وفي تاريخ 2/8/1997 قد نشرت أوراق مؤتمر بعنوان :" نحو أسرة أردنية آمنة ".... حفل بالمفاجآت التي تضمنتها هذه الأوراق .

ومن هذه الأوراق الورقة التي قدمها العقيد عبد الرحمن مدير دائرة التحقيقات الجنائية ولقد تضمنت ورقته إحصائية بينت حالات الاغتصاب وهتك العرض إذ بينت خلال السبعة الأشهر الأولي من عام 1997 أنه وقعت 116 حالة هتك عرض كما بينت ازدياد جرائم القتل وخطف النساء ... والاعتداء على الصغار .

وقدم مدير دائرة المخدرات العقيد نزيه الشرايدة ورقة بشأن انتشار المخدرات وإنها تتفاقم أخطارها وتزداد كل عام بموجب ما لديه من إحصائيات ومن المخدرات التي تعاطاها الناس الهيروين والحشيشة .

حركة الضباط الأحرار وأحداث 1957

قامت مجموعة من الضباط في الجيش الأردني أطلقت على نفسها الضباط الأحرار وهذه المجموعة تدين بالولاء للرئيس جمال عبد الناصر , الذي كان يطمح أن يحكم العالم العربي وإقامة إمبراطورية له فيه.

وكانت هذه الحركة تتلقي مساعدات مادية ومعنوية من النظام الطاغوتي في مصر الذي كان حاقدا على الإخوان المسلمين في كل مكان وسفك دماء العلماء والفقهاء والدعاة من الشعب المصري وكان الإخوان المسلمون في الأردن قد أخذوا على أنفسهم نصرة إخوانهم في مصر فكشفوا حقيقة عبد الناصر وعمالته لأعداء الإسلام والمسلمين في الشرق والغرب وأنه مكلف بمطاردة رجال الحركة الإسلامية .

لقد كان لموقف الإخوان المسلمين في الأردن من نظام الطاغوت المصري والدفاع عن إخوانهم في مصر أثر على نفسه هذا الحاقد فصمم على الانتقام منهم ..

ومما يجدر ذكره أن هؤلاء الضباط الأحرار لهم صلة تنظيمية أو صداقة مع حكومة النابلسي التي تشكلت من الحزب الوطني الاشتراكي وهو حزب مدعوم من مصر وينال رضا الزعيم الأوحد جمال عبد الناصر وكذلك من حزب البعث العربي الاشتراكي ومن الجبهة الوطنية القريبة من الحزب الشيوعي بل ضمت الحزب الشيوعي ومن مستقلين وهم في الحقيقة ناصريون يعشقون جمال عبد الناصر

وقد عقد الجميع من حكومة وحركة الضباط الأحرار واليساريين على عداء الإسلام ومحاربة الإخوان المسلمون والقضاء عليهم بثورة تستهدف النظام الحاكم في الأردن وتستهدف الإخوان المسلمون بل وضعت قوائم من زعماء الإخوان المسلمين وقادتهم لمحاكمتهم محاكمة صورية وتنفيذ الأحكام فورا بعد نجاح الانتداب الذي بدأ بمناورة سميت مناورة هائم وكانت داخل عمان والأصل في المناورات للجيش أن تكون في البيداء وليس في المدن إلا إذا كان الهدف احتلال المدن والسيطرة عليها بانقلاب عسكري ..

وإن كاتب هذه الأسطر كان يسمع التهديدات من اليساريين والناصريين كما كان يسمع الهتافات الكفرية ومهاجمة الرسول صلي الله عليه وسلم ومهاجمة الإسلام ومن أمثال هذه الهاتفات لا إسلام بعد اليوم ومنها الهتاف بحياة الطاغوت الجاهلي أبي لهب وأبي جهل .

لقد كانت هذه الأحداث المؤلمة المحزنة عام 1957 في أواخر حكومة سليمان النابلسي وانتهت بإقالة حكومة النابلسي.

لقد كان موقف الإخوان المسلمين واضحا بعد أن ظهرت لهم حقيقة ما سمي بالضباط الأحرار وحقيقة المظاهرات الداعمة لهم من الناصريين والشيوعيين والبعثتين وما يهدف إليه الجميع من تصفية الإخوان والنظام في آن واحد فلم يقف الإخوان صامتين حتى يذبحوا ذبح النعاج على أيدي هؤلاء العملاء الأعداء .

ومما يجدر ذكره أن الإعلام المصري الرسمي سواء كان محطات إذاعة أو صحفا مؤممة كان ملكا للنظام الديكتاتوري قد تعاطف مع هذه الفتنة ودعاتها وافتري ونشر الأخبار المفتراه المثيرة للناس داخل الأردن وخرجه بل كانت الإثارة أشد للذين خارجه لأنهم لم يروا كذب هؤلاء بخلاف أهل الداخل فقد أدركوا وشاهدوا كذب هذه الوسائل الإعلامية ومن أمثلة ما نشر في الصحف المصرية بالعناوين الضخمة:

" سماء عمان تملأ بالطائرات "," وجبال عمان ووديانها تعج بالمظاهرات الصاخبة العنيفة" " والكل يهتف بحياة الوزارة المستقيلة وسقوط خصومها " " المتظاهرون ضد الملك حسين يستولون على محطة الإذاعة " , " الملك حسين يبعد أبو نوار والنابلسي إلى سوريا بعد القبض عليهما "," إن الملك حسين دبر لنفسه هذا الانقلاب يؤيده اللواء الحياري ".علما بأن اللواء الحياري لجأ إلى مصر وعاش لاجئا سياسيا سنوات كثيرة في القاهرة ." اللاجئون الفلسطينيون يحملون مدافع رشاشة ويستولون على الإذاعة "

لقد تصدي الإخوان المسلمون لهذه الحركة في الجيش وفي خارجه وفي الشارع هادفين إلى دفع الأذى عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ودمائهم فأجهضوا هذه الحركة الانقلابية الدامية التصفوية وحقنوا بذلك دماء كثيرة وأوقفوا حربا أهلية كانت لو تمت ستأكل الأخضر واليابس لا سمح الله وتزرع الأحقاد في النفوس وتثير الثارات عشرات السنوات ..

وبهذا التقت مصلحة الإخوان المسلمين في دفع الأذى عنهم ومصلحة النظام في الدفاع عن نفسه لقد نجح الإخوان المسلمون في المحافظة على أنفسهم ووجودهم وكان هذا هدفهم ولم يكن لهم هدف سواه ..

لقد استغلت الحكومة هذه الأحدث فأصدرت قرارها بإلغاء الأحزاب وإعلان تطبيق الأحكام العرفية ومما يجدر ذكره أن حكومة إبراهيم هاشم هي التي حلت الأحزاب وأعلنت تطبيق الأحكام العرفية في 25 / 4/ 1957 وقد تمت موافقة الملك على ذلك ومما يجدر ذكره أن الإخوان المسلمين الذين كانوا مستهدفين في هذه الأحداث والمؤامرة الفاشلة لم ينتقموا من واحد من هؤلاء بعد أن سكنت نار الفتنة بل طالبوا الحكومة والقضاء أن توفر للمتهمين فرص العدالة والمحاكمات النزيهة العادلة .

وقد وجه فضيلة المراقب العام للإخوان المسلمين في الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين في العدد 30 الصادر يوم الجمعة في 5 محرم 1377 هـ الموافق 2 آب سنة 1957 نداء إلى الحكام والقضاة جاء فيه:

لكن العدل قبل كل شئ وعلى الحكام واجب ثقيل يحاسبهم عليه الله إن هم قصروا في أدائه أو تهاونوا في القيام فيه عليهم أن تتسع صدورهم للدفاع عن المتهمين فيفسحوا المجال للدفاع عن أنفسهم حتى يوضحوا أمامهم كل أمر قد عمي عليهم أثره أو تطرقت إليه الشكوك والريب وإن كل شك يجب أن يفسر لمصلحتهم ..
إن مما يقضي منه العجب ويلفت النظر أن النظام استطاع أن يستوعب هؤلاء الضباط الأحرار وغيرهم ويوظفهم في خدمته ويشركهم في حكوماته المتعددة حتى صاروا من سدنته يسبحون بحمده حتى هذه الساعة .
فعملوا عند النظام في أرقي المنصب فمنهم من عمل مديرا للأمن العام ومنهم عمل مديرا للمخابرات العامة ووزيرا للداخلية ومنهم من عينه النظام عينا في مجلس لأعيان ومنهم من عينه النظام وزيرا في أكثر من حكومة ومنهم من جمع بين الوزارة والعضوية في مجلس الأعيان .
هذا وقد عارض الإخوان المسلمون الأحكام العرفية وتعطيل الحياة النيابية وطالبوا بعدم التضييق على حريات المواطنين ..
فقد جاء في بيان المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن الذي نشرته الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين في الأردن في عددها الثاني والعشرين في الصفحة الأولي :" لا تعطلوا الحياة النيابية " " إن تعطيل الحياة النيابية الدستورية في البلاد ... جريمة بشعة "
إن المجلس النيابي الحالي والذي جاء معبرا عن رغبة الأمة الصادقة في السير قدما نحو الوحدة والعزة والقوة لهو خير أداة تستطيعون أن تسوسوا البلد إن أحسنتم بموافقته وتنفذوا خطط الإصلاح إن أخلصتم بمساعدته , وتراعوا مصالح الأمة إن استرشدتم بهدي القرآن بالتعاون معه ونيل الثقة منه ..

وبشأن الأحكام العرفية والعسكرية جاء في البيان:

" يجب الأخذ بيد البلد إلى الخير ورفع الأحكام العسكرية عنه وإلغاء الإدارة العرفية فيه وتأمين الحريات العامة لأربابها بعزيمة صادقة وحذر أمين "

الموقف من المعونات الأجنبية

لقد وقف الإخوان المسلمون في الأردن موقف الرفض لكل معونة أجنبية للأردن لأنهم يعتقدون أن هذه المعونة وسيلة استعمارية تكبل إرادة الأمة ففي نشرة الصف الصادرة في 1/ 12/ 1957 جاء ما يلي:

المعونات الأجنبية طعم لصيد السمك الضعيف .مع الأسف الشديد لم تنج دولة عربية واحدة من شراك الدول الأجنبية ذات النوايا العدوانية والبرامج الاستعمارية وهذا الشراك هو خرافة المعونات غير المشروطة .
فمن يصدق أن دولة أجنبية وهي تكره الإسلام وتمقت المسلمين ولها ماض مملوء بالمخازي في علاقتها معنا , وتاريخا ملوث الصفحات بسوء الاعتداء المسلح على ديارنا وها هي كلها تقريبا تقف من وراء إسرائيل تمدها بالتأييد وأسباب القوة وتحضها على الاعتداء والتوسع على حسابنا .
إن الإخوان المسلمين يرفضون هذه المعونات الأجنبية لأنها إذا كانت مشروطة فسوف تصبح وسيلة فعالة للضغط علينا وإرغامنا على السير بركاب أحد المعسكرين (الشرقي أو الغربي) المتنازعين على زعامة العالم وحيازة كنوزه وخيراته ... وليعلم الإخوان أننا الفريسة التي يتنازع عليها الخصوم والأعداء فلن تحرفنا تيارات دعاياتهم المغرضة وسنواصل الإعداد والاستعداد لنقوي على الوقوف في وجه المعسكرين .

الموقف من المعونات الأمريكية للأردن

تقوم أمريكا عن طريق مجلس الكونجرس بتخصيص مبالغ من المال وإرسال بعض الحبوب لبعض الدول ومنها كثير من البلاد العربية ومن هذه البلاد الأردن..

وكانت ولا تزال نظرة الإخوان المسلمين وموقفهم من هذه المعونات أن وراءها أهدافا أمريكية خبيثة كالسيطرة على المنطقة وتطويع الدول العربية بقبول ربيبة أمريك في المنطقة وهي دولة العدوان اليهودي ومن أجل ذلك كان موقف الإخوان المسلمين رافضا لهذه المعونات لأنها وسيلة استعمارية جديدة تتبعها أمريكا..

فقد جاء في صحيفة الكفاح الإسلامي الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في العدد التاسع والعشرين الصفحة السادسة الصادرة يوم الجمعة في 28 ذي الحجة 1376 هـ الموافق 26/7/ 1957:

" الإخوان المسلمون لا يقرون فكرة المعونات الأمريكية بحال من الأحوال ذلك لأن أمريكا تصر على أن إسرائيل وجدت لتبقي وهنا يكمن سم اليهودية في دسم المعونات الأمريكية "

وحين قبلت الحكومة الأردنية بهذه المعونة الأمريكية أنكر الإخوان المسلمون في الأردن على الحكومة ذلك وزعوا بيانا اعتبروا فيه قبول الحكومة الأردنية أخذ المعونة الأمريكية ثمنا لسكون الحكومة عن مؤامرات أمريكا الخبيثة مع دولة العدوان اليهودي في فلسطين وعنونت الجماعة بيانها هذا بعنوان بخط عريض :" لا صلح ولا دولار ولا لحاد ولا استعمار "

" ترفض سياسة أمريكا في دعوتها لدعم الكيان اليهودي الغاصب على أرض فلسطين ومسالمته والاعتراف به وترفض المعونة الأمريكية كما ترفض الإلحاد رمز الشيوعية وترفض الاستعمار سواء كان غربيا أو شرقيا أو شيوعيا أو رأسماليا"

الاتفاقية الاقتصادية الأمريكية الأردنية

إن قناعة الإخوان المسلمين الثابتة أن السياسة الأمريكية في المنطقة تهدف إلى استعمار المنطقة بدل الاستعمار البريطاني وغيره وحتي تحقق هذه السياسة تعقد مع حكومات الدول العربية وغيرها اتفاقيات اقتصادية وتقدم معونات مالية وغير مالية .

ولقد وقعت حكومة المملكة الأردنية مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1958 اتفاقية اقتصادية وانطلاقا من قناعة الإخوان أن هذه الاتفاقيات لا تخدم إلا المصالح الاستعمارية الأمريكية فقد عارض نواب الإخوان المسلمين في مجلس النواب هذه الاتفاقية ..

فقد ذكرت نشرة الصف الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين الصادرة في 28/12/1958 أن نواب الإخوان المسلمين الأربعة وستة نواب آخرين قد عارضوا الاتفاقية الاقتصادية المعقودة بين الحكومة الأردنية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وأقرت الاتفاقية بأغلبية ثمانية عشر صوتا ضد عشرة أصوات ..

وانتقدت نشرة الصف النواب الذين استقالوا من المجلس إذ لو أن هؤلاء بقوا في المجلس لما استطاعت الحكومة أن تحصل على تأييد أغلبية المجلس لهذه الاتفاقية وحملت هؤلاء النواب المسئولية المترتبة على هذه الاتفاقية بقولها :"وهكذا ما زالت الأيام تظهر عظمة الجريمة التي ارتكبها المستقيلون في حق شعبهم وأمتهم"

الاجتماعات مع اليهود في لندن سنة 1957

منذ وقت مبكر كانت تحد اجتماعات ومؤتمرات يحضرها العرب واليهود وكان موقف الإخوان المسلمين الإنكار على هؤلاء المسئولين الرسميين حضور هذه الاجتماعات .

ففي عام 1957 أذاعت الإذاعات ونشرت الصحف وتناقلت وكالات الأنباء أن البلاد العربية اشتركت في المؤتمر البريطاني الدولي المنعقد في لندن واجتمع مندوب دولة العدو اليهودي مع مندوبي الدول العربية .

لقد أنكر الإخوان المسلمون في الأردن هذا اللقاء واعتبروه مؤامرة من نوع جديد ومؤامرة على تصفية القضية الفلسطينية وتسليما بالأمر الواقع واعترافا ضمنيا بكيان العدو الغاصب لفلسطين .

ففي صحيفة الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين وفي عددها السابع والثلاثين الصادر في يوم الجمعة 23 صفر 1377 هـ الموافق 20/9/1957 كتب المراقب العام للإخوان المسلمين في الصفحة الأولي معلقا على حضور مندوبي الدول العربية مع مندوب دولة اليهود في المؤتمر البرلماني في لندن قائلا:

"هل قبلتم بالتقسيم؟ورضيتم أن يجتمع مندوبكم مع مندوبي إسرائيل في هذا المؤتمر؟لم نكن قد تعارفنا جميعا أن الاجتماع مع مندوبي إسرائيل خيانة والجلوس معهم رذيلة .. أليس مثل هذا الاجتماع يؤدي إلى الرضا والتسليم بوجود إسرائيل .. ومشروعية وجودها .. ويعطي أعداءكم فرصة للكيد لكم والمؤامرة عليكم والقبول بالأمر الواقع الذي فرضته على حكوماتكم المتخاذلة !!
هل حقيقة أجمعتم أمركم على تصفية قضية فلسطين ؟ وإلا فكيف فوضتم نوابكم لأن يعلنوا قبولهم بتقسيم فلسطين حسب قرار هيئة الأمم المتحدة ! إن الإذاعات تقول إنهم نطقوا بها وطالبوا بتنفيذها وتباكوا عليها !"

استدعاء القوات البريطانية عام 1958

نجد من المفيد أن نقول لقد كان هناك اتحاد بين العراق والأردن سمي بالإتحاد الهاشمي ردا على الإتحاد الذي تم بين مصر وسوريا وسمي جمهورية مصر العربية وكانت دولة الإتحاد ذات رئيس واحد هو الملك فيصل ونائبه الملط حسين وكان رئيس الوزراء للإتحاد الهاشمي إبراهيم هاشم ..

قام الضباط في الجيش العراقي سنة 1958 بانقلاب أطاح بالنظام العراقي والأسرة الحاكمة وحدثت مجزرة رهيبة عمت العراق وقتل فيها الصغار والكبار واستخدمت الأسلحة الخفيفة والثقيلة والطيران ..

أمام هذا الحدث الضخم الذي ألغي دولة الإتحاد وأصبح مهدد للأردن قام النظام في الأردن باستدعاء القوات البريطانية وقد نزلت فعلا القوات البريطانية بالأرض الأردنية كان هذا بعد طرد كلوب من الجيش الأردني وتعريب الجيش وإخراج الضبط الإنجليز منه وإذا بالجيش البريطاني يعود إلى احتلال الأرض الأردنية والمرابطة فيها .

لقد أعلن الإخوان المسلمون موقفهم من استدعاء القوات الإنجليزية وهاجموه هجوما قاسيا وطالبوا بمساءلة ومحاسبة الجهة الرسمية التي اتخذت هذا القرار الذي أعاد إلى البلاد الاستعمار البريطاني من جديد .

لقد قام الإخوان المسلمون مذكرة رفعت إلى الملك يقولون فيها:

" إن الحكومة الأردنية التي أشارت عليكم باستدعاء الإنجليز ليحتلوا عمان من جديد حكومة خائنة ينبغي محاكمتها "

وعلى إثر هذه المذكرة اعتقل المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة وأودع السجن بضعة شهور اضطرت الحكومة للإفراج عنه تحت ضغط الإخوان ومؤيديهم من جماهير الشعب.

ملاحظة: هذا يدل بوضوح أن الإخوان المسلمين موقفهم من عقيدتهم ودينهم ومبدئهم وخدمة إسلامهم سواء رضي النظام أو غضب إن الذي يهمهم فقط رضوان الله والخروج من سخطه انظر كتاب (الإخوان المسلمون في سطور) ص 42.

الموقف من فتنة أحداث أيلول عام 1970

أريد أن أذكر القارئ أن العمل الفدائي قد نشط بعد حرب 1967 التي احتل فيها اليهود الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء ووصلوا إلى قناة السويس وعطلوا الملاحة فيها..

ولقد تركز العمل الفدائي على أرض الأردن ففتحت القواعد العسكرية الفدائية لكل الجبهات العاملة لتحرير فلسطين . ولقد كان التعاون بين الجيش الأردني والفدائيين في التصدي لليهود في حرب الاستنزاف وتغطية انسحاب الفدائيين من عملياتهم العسكرية على الحدود وتأكد هذا التعاون في معركة الكرامة عام 1968 ..

وبعد سنتين ساءت العلاقات بين النظام الأردني وبين المنظمات الفدائية فخون بعضهم بعضا . وتآمر بعضهم على بعض , وحدثت مناوشات بين الفريقين وتكونت قناعة لدي النظام الأردني أنه لابد من تصفية العمل الفدائي على أرضه متذرعا بالفوضى واضطراب الأمن في البلد..

لقد قرر الفريقان أن يتصارعا وأن يكون هذا الصراع داميا فتحرك الجيش من الحدود مع العدو اليهودي ودخل المدن والقرى بدباباته ومدفعيته وحشد الفدائيون قواتهم وسلاحهم وحدثت حرب ضروس سقط فيها كثير من القتلى والجرحى من الفريقين..

ومما يجدر ذكره أن للإخوان المسلمين قواعد عسكرية كانت تحت لافتة فتح ولما قرر الفريقان الاقتتال طمع كل فريق أن يقف مجاهدوا الإخوان بجانبه ولكن الإخوان المسلمين رأوا أن هذا القتال فتنة وأنهم حملوا السلاح لقتال اليهود ولم يحملوا السلاح لقتال المسلمين سواء كانوا أفراد الجيش الأردني أو عناصر المنظمات الفدائية وأصدروا بيانا واضحا يحدد موقفهم السياسي للتاريخ وهذا الموقف يركز على ضرورة وأد الفتنة وتحريم الاقتتال .

ففي العاشر من ربيع الآخر سنة 1390 هـ الموفق 14 / 6/1970 أصدر الإخوان المسلمون بيانهم بعنوان :" لمصلحة من هذه الفتنة العمياء ؟"

وقد خاطب البيان أفراد الجيش الأردني وأفراد الفدائية قائلا:

" إن الفرضية التي لا تقبل النقاش أن عناصر الجيش بجميع أفراده المؤمنين الصادقين الشجعان وعناصر الفدائيين الصادقين الشجعان يلتقون كلهم على هدف واحد هو تحرير الوطن المحتل وهزيمة العدو الصهيوني الأثيم (وهم فدائيون وجنود) وكلهم إخواننا وأبناؤنا ... والفلسطينيون والأردنيون شعب واحد جمعتهم الأنساب وآخت بينهم عقيدة التوحيد .
فعلام يقتتلون؟ وفيم يتخاصمون؟ ولمصلحة من تهدر الدماء ؟ وتقطع الأشلاء ؟ وكيف تطيقون أيها المسلمون أن تروا إخوانكم وأبناءكم يقتل بعضهم بعضا ؟ ولا يتقدم الداعون من بينكم ليضربوا على الأيدي المريبة التي تتحرك في الظلام وتحيك الدسائس بليل ؟ وتشعل نيران الفتنة والأحقاد.
إن الفدائيين والجنود قد اقتتلوا بمكر اليهود وعملائهم وتخطيطهم ويجب أن ينتهي هذا القتال البغيض من بينهم ولا يعودوا إليه أبدا .
إن السلاح الذي قتل به الجندي أخاه الفدائي أو سفك به الفدائي دم أخيه الجندي هو من مال الأمة وسوف تحاسبهم عليه الأمة, ويجب أن لا يتوجه هذا السلاح كل السلاح إلا إلى صدور العدو ... إسرائيل وحماتها من دول الكفر والاستعمار وعلى رأسها أمريكا ومن يدور بفلكها ..
إنها دعوي الجاهلية بعصبياتها القبلية وعاداتها الرجعية وإنها فتنة عمياء أثارتها عناصر مريبة تكاد أصابع الاتهام تشير إليهم وتدل عليهم ".

زيارة نيكسون للأردن عام 1974

قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نيكسون بزيارة الأردن بناء على دعوة رسمية من النظام الأردني وكان ذلك بعد حرب رمضان التي قامت في شهر أكتوبر عام 1973 وكانت الزيارة في صيف 1974 وكان موقف أمريكا برئيسها تزويد دولة العدوان اليهودي أثناء القتال بأحد الأسلحة الأمريكية لما رأت أمريكا تفوق الجندي المصري في القتال واقتحم خط بارليف وأسر عددا لا يستهان به من جهود اليهود وانهارت المعنويات عند اليهود وبعثت رئيسة الوزراء آنذاك لنيكسون برقية مفادها إذا لم تساعدونا لن تكون هناك إسرائيل ,

لقد فتحت أمريكا جسرا جويا لتزويد اليهود بالدبابات والمدفعية وغير ذلك واستخدموها في الحرب مباشرة وقد اطلع كاتب هذه الأسطر على هذه الدبابات المعطوبة وهي دبابات – M60 - م 60.

ولما أعلن النظام الأردني عن زيارة نيكسون الذي فعل هذه الأفاعيل قام الإخوان المسلمون فأنكروا الدعوة والزيارة والاستقبال ووزعوا بيانات تنكر الزيارة وتدعو الشعب الأردني لعدم استقبال هذا الزائر المتعاطف مع اليهود بل هو الحليف الإستراتيجي لدولة العدوان اليهودي وعنوان هذا البيان هو :" عد إلى بلدك يا نيكسون ".

وجاء في هذا البيان :

" نيكسون , كسينجر , سيكو زعماء أمريكا التي شردت الشعب الفلسطيني منذ ربع قرن و شاركت في بناء ودعم الدولة الصهيونية الغاصبة ..وما زالت تمدها بأسباب البقاء والنماء والقوة .. يستقبلون وللأسف من قادة وحكام العالم العربي استقبال الفاتحين والأصدقاء الأوفياء رغم أن أيديهم ما زالت ملطخة بدماء أبنائنا وإخواننا .
دبابات الباتون قذائف النابالم.. طائرات الفانتوم من يزود بها إنها أمريكا.
الجسر الجوي العسكري بين أمريكا والإسرائيليين بدباباته وصواريخه وطائراته ومدفعياته من إقامة؟إنه نيكسون .
من ذبح المسلمين في اليمن وتشاد وقبرص وزنجبار وارتيريا والحبشة والسودان؟إنها المخابرات المركزية الأمريكية وعملاؤها .
باكستان من الذي شطرها إلى دولتين إنها مؤامرة أمريكية بريطانية وروسية .
من الذي جاء يثبت ضياع فلسطين والجولان وسيناء؟ إنه نيكسون.
تدمير الأخلاق نشر الإلحاد والإباحية والانحلال إفساد المجتمع شراء الضمائر والذمم, أفسد المناهج التعليمية ولأزمات الاقتصادية من وراء كل ذلك ؟ إنه نيكسون وأعوانه في المنطقة.
وأخيرا نقول لنكسون وكسينجر ولحلفائهم في الشرق والغرب والحكام العرب الذين يفاوضونهم إنكم لا تملكون ديارنا حتى تبيعوها ولا تملكون الشعوب حتي تستعبدوها .
عد يا نيكسون إلى بلدك فليس لك مكان في بلادنا فالشعوب لا تنسي وسيعلم الذي ظلموا أى منقب ينقلبون .
على إثر هذا الموقف اعتقل مجموعة من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم فضيلة المراقب العام الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة وأبدي هؤلاء الشباب شجاعة عند التحقيق بأنهم وزعوا هذه البيانات التي أغضبت النظام وأمريكا عن قناعة ورغبة في التصدي لأعداء الله المتعاطفين مع اليهود.

الموقف من أحداث اليرموك 1986

لقد قامت إدارة الجامعة بإصدار قرار جائر يرفع الرسوم على طلاب كلية الهندسة على المنتاسبين الموجودين فيها وعلى من سينتسبون في المستقبل إليها فاحتج الطلاب والجمعيات العلمية الطلابية على هذا القرار بأنه يكلفهم من أمرهم عسرا ولم يعدوا أنفسهم له .

وطالبوا بعدم تطبيقه على الأقل على الطلاب الموجودين في كلية الهندسة الذين يدرسون فيها بناء على الرسوم القديمة ولكن رئيس الجامعة وإدارة الجامعة أصرت على ذلك فوقف الطلاب على اختلاف اتجاهاتهم ضد هذا القرار يقودهم طلاب الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على الجمعيات الطلابية فأصدرت الجامعة قرارات تعاقب الطلاب الذين يتزعمون الحركة الطلابية الداعية إلى رجوع الجامعة عن قراراتها

فعاقبت نفرا بالفصل من الجامعة وآخرين فصلا مؤقتا فصعدت بذلك الموقف مع الطلاب فتضامن الطلاب مع المفصولين وأعلنوا عن تعليق الدراسة ومقاطعة امتحانات نهاية الفصل الثاني وكان التضامن الطلابي قويا واعتصموا بالجامعة ولم يخرجوا منها بل ظلوا فيها ليلا ونهارا .

كان في هذه الفترة يشغل منصب رئيس الوزراء زيد الرفاعي ونائبه ذوقان الهنداوي وكان يومها مدير الأمن العام عبد الهادي المجلي . وبدل أن تحل الحكومة المشكلة حلا عادلا ومقبولا توجهت الشرطة لاحتلال الجمعة وضرب الطلاب والطالبات في ليلة من ليالي رمضان المبارك وكان ذلك عام 1986 وفي شهر أيار بالذات ..

ونتج عن ذلك قتل ثلاثة من طلاب وطالبات الجامعة وجرح عشرات من الطلاب وتبع ذلك اعتقالات في صفوف الطلاب وبخاصة الإسلاميين وفصل على أثر ذلك مجموعة من العاملين في جامعة اليرموك من الإسلاميين ومن الإخوان المسلمين منهم الدكتور على العتوم والدكتور موسي الأقطم والأستاذ على موافي والدكتور عزة العزيزي .

وخرجت الجامعة من هذه الأحداث قوية متماسكة وأعيد الطلاب المفصولون إلى الدراسة الجامعية وعمل رئيس الجامعة السيد عدنان بدران في وظيفة أخري ومكان آخر غير الجامعة .

قرار فك الارتباط

في شهر ذي الحجة عام 1 408هـ الموافق شهر آب 1988 أعلن الملك حسين ملك الأردن أنه قرر فك الارتباط بين الضفة الغربية والضفة الشرقية في المملكة وألغي اعتبار الضفة الغربية جزءا من المملكة وأن لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تعمل تحريرها أو المطالبة بإقامة دولة فلسطينية عليها .

كل ذلك نسب إلى مؤتمر القمة بالجزائر ومطالبة منظمة التحرير بذلك , ورضوخ الأردن لضغوط حتى اتخذ هذا القرار السياسي والمدقق لهذا القرار الذي يتناقض تمام التناقض مع الدستور الأردني الذي لا يخول لأي حاكم أو مسئول أن يتنازل عن جزء من السيادة ولهذا كان القرار مخالفا للدستور بلغة أهل القانون وبالتالي فهو قرار باطل , ولا يترتب على الباطل أى اعتبار وهو تراجع عن المسئولية المناطة بالحكومة الأردنية وهي تحرير أرضها المغصوبة .

لقد كان موقف الإخوان المسلمين في الأردن من هذا القرار إذ عارضوه ولم يوافقوا عليه وفصل بعض رموزهم من الجامعات وغيرها من أجل هذه المعارضة ولقد أصدرت الجماعة في شهر ذي الحجة 1408 هـ الموافق شهر آب 1988 بيانا للناس توضح رأيها في قرار فك الارتباط بين الضفتين جاء فيه .

" فقد فوجئ الإخوان المسلمون كما فوجئ كل مسلم بقرارات مؤتمر القمة بالجزائر وبمطالبة منظمة التحرير وبما تبع ذلك من إجراءات أردنية اقتضت الفصل بين جزأين عزيزين من جسم واحد لا يتصور أحدهما يستقل عن الآخر إلا إذ كان أعضاء الجسم الواحد تستقل عن بعضها !!
لا سيما وأن ارتباط هذين الشعبين هو ارتباط عقيدة ومقدسات ودماء وأنساب وما كانت أرض فلسطين وأرض الأردن إلا وحدة واحدة من أرض الشام , وأن عائلات القطرين وعشائرهما متشابكة مترابطة تنتمي إلى أصول وحدة..
وقد فوجئ الإخوان المسلمون بهذه الإجراءات والأمة أحوج ما تكون إلى توحيد صفوفها وحشد طاقاتها في مواجهة العدو اليهودي الغاصب المتربص بها الذي ينتظر الفرصة السانحة ولن تكون فرصة هذا العدو أوفر منها في ظل الفرقة والشحناء والتباغض فأبناء فلسطين يخوضون الآن معركة مباركة وثورة عارمة ضد المحتلين الغاصبين وكان الأجدر بنا وبأمتنا ن تقف إلى جانبهم في جهادهم لا أن تعرضهم وهم في ذروة المعركة إلى الخذلان والإحباط والإخلال بأوضاعهم القانونية والإدارية والسكانية والاقتصادية..
وإن الإخوان المسلمين يعجبون من مواقف الدول العربية التي رأت في انفصال الشعبين علاجا للقضية الفلسطينية إلا إذا كان العلاج التخلي عن فلسطين والتنازل عن القدس والأقصى والإجهاز على الأرض المباركة لتبقي قاعدة العدوان والتآمر اليهودي والتنكيل بأهلنا المجاهدين المرابطين !!
لقد كان الأجدى والأجدر بالدول العربية أن تجهز جيوشها لمعركة المصير وتعبئ شبابها تعبئة التحرير لتحقيق أعظم آمال الأمة وأمانيها في استعادة قلبها النابض المسجد الأقصى وجميع فلسطين وإننا لنعجب من جسم بلا قلب كيف يطيق العيش وكيف يهن بالحياة ؟؟!!
إن أية فكرة انفصالية بين أجزاء الأمة الإسلامية مخالفة شرعية وهي خروج على وحدة الأمة التي قدرها الله تعالي وأمرها بالتزامها والحفاظ عليها وإن أحوال التفكك بين بلاد العالم الإسلامي هي أحوال شاذة لا تصلح للقياس عليها وهي مؤامرات المحتلين والمستعمرين وتنفيذ لإرادتهم في سياسة فرق تسد.
وإن الإخوان المسلمين يستنكرون كل تآمر على قضية الأمة المقدسة ويدينون كل محاولات التصفية للقضية الفلسطينية ويدينون المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ويقولون لكل متآمر عميل فلسطينيا كان أو غير فلسطيني إن كل أرض فلسطين أرض إسلامية رويت بدماء الشهداء عبر القرون , ولا يملك أحد التنازل عن شبر منها ويدعون الجميع إلى العودة إلى طريق العزة والكرامة طريق الجهاد والاستشهاد سبيلا واحدا للتحرير .

الموقف من المناداة بالكونفدرالية بين السلطة الفلسطينية وبين الأردن

على أثر اتفاقية القاهرة بين المنظمة وبين دولة العدوان اليهودي المنبثقة عن اتفاقية أوسلو الخيانية برز من أبناء السلطة بفي البلدين من ينادي باتحاد كونفدرالي بين السلطة والدولة الأردنية وقد اعتبر النظام ن هذا الطلب سابق لأوانه ولم يرفضه .

أما الإخوان المسلمون فقد رفضوا هذا العرض واعتبروه مؤامرة تستهدف اعتبار الأردن الوطن البديل وتصفية للقضية الفلسطينية .

ففي البيان الصحفي الذي أصدره الإخوان المسلمون في الأردن بتاريخ 12 رجب سنة 1416 هـ الموافق كانون الأول سنة 1995م حدد الإخوان المسلمون موقفهم بوضوح إذ جاء النص التالي:

" ويزداد الأمر سوءا عند الحديث عن الكونفدرالية في هذا الوقت بعدما كان الحديث عنها سابقا لأوانه مذكرين بأننا كنا الصوت الأعلى في رفض فك الارتباط واعتبار أن الوحدة هي الأصل في الوقت الذي هلل له الكثيرون نطرح الموضوع الآن وفق معطيات الواقع لا يزيد عن كونها مدخلا لمؤامرة الوطن البديل وتصفية للقضية الفلسطينية وبسطا للهيمنة الصهيونية على الأردن وفلسطين ".

الحريات العامة وحقوق المواطنين

إن الإخوان المسلمين يعتبرون حرية الإنسان وكرامته وعدم الاعتداء عليه حقوقا قد قررتها الشريعة الإسلامية ولا يملك حد إلغاءها ومن أجل أن يتحكم في رقاب الناس سن قانون الطوارئ وسن الأحكام العرفية وظل قانون الطوارئ يحكم الناس خمسين سنة ونيف.

وجد النظم نفسه في مأزق على أثر هبة نيسان 1989 إذ قام أهل الجنوب بالتعبير عن ضيق الأحوال المعيشية والحقوقية بأسلوب التصدي والتمرد فقام النظم بإجراءات منها إقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة وتجرأ الناس فأنكروا بقاء سيف الأحكام العرفية مصلتا على رقاب الناس ومعه

بل وقبله قانون الطوارئ وطالبوا بعودة المجلس النيابي وانتخابات جديدة بعد تعطيل الانتخابات العامة اثنين وعشرين عاما واستجاب النظام لذلك كما طالب الشعب بالتحقيق بالفساد الإداري والمالي والتحقيق في المديونية الباهظة التي أرهقت البلد وحملت المواطنين حتى الطفل في بطن أمه وقبل أن يولد , يولد وسداد الدين ينتظره .

ولما قررت الجماعة دخول الانتخابات البرلمانية لعام 1989 وضعت برنامجا انتخابيا لنوابها الذين سيدخلون المجلس الحادي عشر وطبع هذا البرنامج في كتاب سنة 1409 هـ الموافق 1989 وحددت الجماعة برنامجها في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية والوضع الاقتصادي والنظام الضريبي والنظام النقدي والوضع التربوي والتعليمي والوضع الإعلامي والوضع الاجتماعي والوضع العسكري والقضية الفلسطينية .

وركز في برنامجها السياسي الانتخابي على الحريات العامة وتشمل حرية العقيدة والعبادة لكل مواطن والحرية السياسية والحرية العلمية وحية الرأي وحرية الصحافة وحرية التنقل وحق الإنسان في العمل وحقه في الأمن والحماية من الحبس التعسفي .

وحق نشر الدعوة الإسلامية في جميع أرجاء الأردن بل وجميع أرجاء العالم كله .

وذكرت الخطوات التالية لتحقيق الحريات العامة

  1. العمل على تحقيق كرمة المواطن وحرية دمه وماله وعرضه .
  2. منع أى إيذاء يقع على المواطن بغير حق.
  3. العمل على منع اعتقال المواطن أو حبسه ظلما ..
  4. العمل على توفير فرص الكسب الحلال لجميع المواطنين بغض النظر عن آرائهم ومعتقداتهم .
  5. المطالبة بحرية التنقل والسفر لكل مواطن .
  6. حاربة الرشوة والمحسوبية والفساد المالي والإداري والأخلاقي .
  7. إعادة النظر في قانون الصحافة وإلغاء أية قيود تحد من حرية الصحافة .
  • وإننا نري إلغاء المادة التي تعطي للحكومة حق سحب ترخيص أية صحيفة دون إبداء الأسباب ودون أن يكون قرارها خاضعا للاحتكام إلى القضاء .
  • وعدم وضع أى قيود تعسفية أمام إصدار صحف ومجلات جديدة
  • والحرص على كرامة الصحفيين وحريتهم .

هذا ووزع الإخوان المسلمون برنامجهم الانتخابي على الناس وحدثوا الناس به وشرحوه لهم ووعدوا بالعمل على تحقيقه إن هم وصلوا إلى قبة البرلمان.

وجرت انتخابات المجلس الحادي عشر 8/11/1989 ونجح ثلة من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين واستطاعوا بعون الله ثم بعون المخلصين من نواب الأمة أن يصدروا قانون مطبوعات أفضل من السابق إذ سمح بإصدار الصحف اليومية والأسبوعية والحزبية بشروط ميسرة كما أعيد الموظفون المفصولون لأسباب سياسية إلى أعمالهم كما أفرج عن المسجونين سياسيا وكذلك أعيدت جوازات السفر وألغي خذ موافقة الجهات الأمنية عند التعيين.

أما فتح ملف الفساد المالي والإداري فقد بدأ المجلس في ذلك وشكل لجنة سماها لجنة التحقيقات النيابية معظمها من الإسلاميين ومقررها من الإخوان المسلمين وبدأت جادة إلا أن ما يسمي بقانون العفو العام أجهض أعمال اللجنة وأغلق ملفات التحقيق وكان المستفيد الأول من هذا القانون الذين سيحقق معهم من الوزراء ويحاكمون في محكمة علنية لقد طويت ملفات الفساد وتسلق المتهمون بعد ذلك أرقي مناصب الدولة ..

بدأت فكرة ما يسمي بالديمقراطية تعد الناس بوعود معسولة وتنفس الناس الصعداء وظنوا أن الأمر قد تغير وأن العدل والمساواة وحرية الرأي هي السائدة فعبروا عن أنفسهم وإذا بالذي كان ينظر للديكتاتورية وينفذها هو الذي ينظر للديمقراطية ويكفيها حسب هواه .

ولما شعرت السلطة بهدوء الناس واستسلامهم أخذت أجهزتها تعود إلى إجراءاتها في الاعتداء على حريات الناس فاعتقلت وطاردت وشردت كثير من المواطنين وعادت الأحوال أسوأ مما كانت عليه أيام قانون الطوارئ والأحكام العرفية وازداد شعور المواطن بالضيق الشديد.

وقد لاحظ الإخوان المسلمون هذه الأحداث وكانوا ينبهون إلى خطورتها ويحذرون من مغبة استمرارها وأصدروا في ذلك بيانات كثيرة حول محاكمات أمن الدولة وحول تعذيب المعتقلين وحول انتزاع الاعترافات بالقوة وحول الكيد لكثير من الأبرياء وحول قانون الصوت الواحد وحول قانون المطبوعات الجديد الذي قام على التضييق على حرية الصحافة والطباعة وأعطي سلطة للحكومة التي وضعته في وجود المجلس وإهمالها له سلطات واسعة لإرهاب المواطن والصحفي ومطاردته ماليا وإعلاميا .

إنه ولا شك إذا أراد ن يتفوه بكلمة ينتقد السلطة سيضع في حسبانه الغرامة الباهظة التي ستعاقبه السلطة بها ومقدارها ثلاثون ألف دينار وإن صاحب الصحيفة سيتردد في نشر أى مقال ونقد ينال من الحكومة أو السلطة لأنه سيشارك في هذه الغرامة..

لقد وصل الأمر أن الحاكم الإداري كالمحافظ وغيره يمنع نشاط أى حزب سياسي مشروع وأنه يستخدم القوة في منعه لقد أعلنت منذ وقت مبكر أن هناك تراجعا مخيفا يتعلق بالحريات العامة وحقوق المواطنين ووزعت بيانا في التاسع عشر من شهر ذي الحجة 1414 هـ الموافق 30/5/ 1994 عنوانه بما يلي :" بيان من الإخوان المسلمين حول التراجع الذي تشهده المسيرة الديمقراطية "

لقد ذكر هذا البيان حالات لتراجع من حل مجلس النواب الحادي عشر وتعديل قانون الانتخابات ما سمي بقانون الصوت الواحد وعمليات التزوير في الانتخابات والفرز في انتخابات 8/ 11/1993 والاعتقالات التعسفية وما رافقها من إرهاب وتخويف وإذلال والتدخل في شؤون النقابات وحل كثير من المجالس البلدية وتشكيل لجان مؤقتة لإدارة البلديات وحرمان أبناء الشعب من ممارسة حقهم الانتخابي واختيار من يخدمهم بإخلاص في هذه المواقف وغيرها والحيلولة دون وصول الأكفاء إلى منابر الوجيه والمراكز الحساسة في الدولة إذا كانوا من الحركة الإسلامية المعارضين للنظام..

وختم البيان بالقول:

إن هذه الممارسات وغيرها تعتبر تحديا صارخا لإرادة الشعب وردة واضحة ن النهج الديمقراطي ووجها آخر لروح الحكم العرفي ونقضا للحديث الرسمي عن ديمقراطية لا رجعة عنها .
" إن جماعة الإخوان المسلمين وهي ترفض كل الممارسات العرفية لتدعو أصحاب القرار إلى إعادة النظر في هذه الممارسات والحد من الاعتداء على الحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين واستعمال آليات لتعزيز النهج الشورى الديمقراطي تحقيقا للعدل والأمن .
ومنع كل أشكال الفساد والظلم لينعم الأردن بالأمن والاستقرار قال تعالي:(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
ولكن السلطة استمرت في الاعتداء على حريات المواطنين ولم تستجب لنصيحة الناصحين وتحذير المحذرين بل قمعت المعارضة في كل تحركاتها من اتفاقية وادي عربة و ومن التطبيع مع العدو اليهودي ومن معرض الصناعات اليهودي ومن رفع الأسعار وبخاصة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف ومن رفع رسوم ضريبة المبيعات وتعويم الأسعار وبيع أهم الشركات إلى المستثمرين الأجانب ..
وقد أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الثالث والعشرين من شهر جمادي الأولي سنة 1417 هـ الموافق 6/10/1996 تصريحا صحفيا نددوا بالاعتداء على الحريات وتعذيب المواطنين وبخاصة المواطن عادل يوسف حبة أحد أبناء الجماعة إذ بعد خمسة أسابيع من اعتقاله اتصلت أجهزة الأمن بذويه لإخراجه فوجوده في حالة نفسية وذهنية مروعة وحيث فقد ذاكرته ووعيه تماما كما فقد قدرته على النطق أو الحركة فأدخل المستشفي فور وما زال بعد مرور أكثر من أسبوع وهو في حالة صحية سيئة للغاية .
"وإن الإخوان المسلمين إذ يستنكرون هذه التجاوزات الصارخة أشد الاستنكار ليطالبون بوضع حد لها , ومعاقبة المسئولين عنها كما يدعون كل مسئول غيور في هذا البلد. وهيئات حقوق الإنسان للتدخل وإنصاف المظلومين والمحافظة على أمن المواطن وحريته وعلى السلام الاجتماعي العام وأن تكرار مثل هذه الحالات سيفهم على أنه سياسات مقرة تستدعي إعادة النظر بمواقف تود الجماعة أن لا تضطر إليها "
وفي الثالث عشر من شهر جمادي الثانية سنة 1417 هـ الموافق 26 /10 / 1996 صدر تصريح صحفي جاء فيه :
" بعد مرور أكثر من خمسة أسابيع على اعتقالهم دون مخالفة ما زال بعض أبناء الجماعة أو المتعاطفين مع حماس رهن الاعتقال دون محاكمة وقد تعرضوا للتعذيب في المخابرات العامة وقد سبق أن تعرض العشرات من أبناء الحركة الإسلامية في الشهور القليلة الماضية للاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي الشديد في نفس المعتقل ".

الموقف من تدخل الحكومة في النقابات المهنية

من الحق الذي لا مراء فيه أن النقابات المهنية من مهندسين وأطباء وصيادلة وغيرهم قد كان لها أثر بالغ في موقفها من القضايا الهامة في بلدنا الحبيب فكانت منتدي للأفكار النيرة , ومنارة للنشاط السياسي وموطنا متقدم في طرح قضايا الأمة وتبنيها كما كان لها دور التنسيق في مجال الحريات مع المهتمين بذلك في داخل الأردن وخرجه وأحدث أثرا ملموسا ونتائج إيجابية في هذا المضمار يشهد به القاضي والداني .

ولقد ازداد أثرها وتأثيرها بعد إلغاء شعار البندقية ورفع شعار الاستسلام وعقد الاتفاقيات الاستسلامية مع العدو اليهودي بدءا باتفاقية كامب ديفيد وانتهاء باتفاقية وادي عربة .

وبرز الاتجاه الإسلامي واضحا في هذا النقابات وهذا الاتجاه يتبني بوضوح سياسة إسلامية تتناقض كل التناقض مع سياسة الحكومة في الأردن , ويتبني إستراتيجية مع العدو اليهودي تتناقض كل التناقض مع سياسة النظام الأردني ويحارب التطبيع مع العدو اليهودي ويتصدي له في الوقت الذي يحرص النظام الحاكم عليه ويحمل الناس عليه بالترهيب والترغيب .

لقد أدي الاختلاف في هذه الثوابت إلى ردة فعل قاسية عند النظام وأجهزته فأصبح يهاجم النقابات وينكر عليها تدخلها في الشئون السياسية وكانت التصريحات الرسمية تحمل في طياتها التهديد والوعيد لهذه النقابات ورموزها ومسئوليها .

فتارة بمهاجمتها بتصريحات على ألسنة المسئولين وتارة بتحجيم نشاطاتها وتارة بإلغاء هذه النشاطات وتارة بالاعتداء وتكسير الأبواب والنوافذ والتخريب .

وأخيرا تردد على ألسنة كثير من المسئولين وضع قانون معدل للنقابات يحد من حريتها ونشاطاتها ومعارضتها لسياسة التحالف مع العدو اليهودي وسياسة التطبيع ومعاقبة المطبعين كذلك وقد كان موقف الإخوان المسلمين من تدخل الحكومة في شؤون النقابات ونشاطاتها واضحا كل الوضوح ورافضا بكل قوة هذا التدخل ومحذرا من سوء النتائج المترتبة عليه .

كم ردت النقابات بأعضائها في الانتخابات ردا واضحا على أنصار الاستسلام والتهويد والتطبيع فاختارت النقابيين المعارضين لسياسة الاستسلام والتطبيع فزاد هذا الأمر الحكومة خنقا وغضبا وهي تضمر كيدا وشرا للنقابات نسأل الله أن يعيذها منه وييسر لها من أمرها رشدا ففي الثاني عشر من شهر رجب عام 1416 هـ الموافق 4 كانون الأول 1995 صدر عن قيادة الجماعة في مؤتمرها الصحفي بيان المؤتمر الصحفي وقد جاء في هذا البيان الجماعة في مؤتمرها الصحفي بيان المؤتمر الصحفي وقد جاء في هذا البيان .

في الوقت الذي صالحت الحكومة أعداء الأمة والحضارة والدين وتمادت معهم إلى الحلف والشراكة تحاول المساس بالوفاق الوطني من خلال العمل على تهميش مؤسسات المجتمع المدني والسعي لتحجيم دورها بدلا من إطلاق طاقاتها وتفعليها للإسهام في التنمية الوطنية الذاتية اجتماعية واقتصادية وسياسيا ..

فالنقابات ولعقود خلت كانت وما تزال تمارس دورا محوريا رياديا في تحمل أعباء عن الدولة في شتي المجالات تدريبا وتشغيلا وتأهيلا من خلال ندوات ومؤتمرات ومشاريع ومؤسسات كانت المعين والرافد للوطن وأبنائه سواء كان ذلك في أجهزة الحكومة أو القوات المسلحة أو القطاع الخاص .

فإن عجزت الحكومة عن دعم هذه النقابات أو القيام بمثل دورها وتسهيل مهامها فلا اقل من الكف عن وضع العراقيل في طريقها وتضييق الخناق عليها ..

لقد انهارت فكرة الدولة الشمولية عالميا وأصبحت مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الأحزاب والنقابات والجمعيات والصحافة والنوادي والمساجد تشارك الدولة في تحمل مسئوليات المجتمع لكن الحكومات في بلادنا تعود لمرحلة التأميم ابتدءا من المسجد ومرورا بالنقابات ولا نعلم إلى أين سينتهي بها المطاف .

وندد البيان بهجمة الحكومة على حرية التنظيم في النقابات والأحزاب وختم البيان بالتأكيد منهج الإخوان في التغيير والإصلاح وموقفهم من المشاركة في الحكومة فقال ونؤكد موقفنا بعدم المشاركة في الحكومة في ظل الظروف والمعطيات الراهنة ساعين لرفعة الوطن وعزه واستقراره .

الصلح مع اليهود

لقد أصدر الإخوان المسلمون في الأردن نشرة بعنوان الإخوان المسلمون والقضية الفلسطينية بتاريخ 29/11/1955 جاء فيها:

" الإخوان المسلمون يرون أن الصلح مع اليهود وهو نتيجة حتمية للتقسيم إنما هو جريمة يرتكبها من يرضي به من أبناء المسلمين حاكما كان أو محكوما كان يرون ن هذا الصلح الأثيم الذي مهدت له الصحف مع الأسف وعلى رأسها جريدة الجمهورية المصرية "
هذا الصلح غير جائز شرعا لأنه إقرار بالظلم واعتراف بانتهاك حرمات المسلمين واقتطاع ديارهم واحتلال أرضهم وإراقة دمائهم وفي العدد الثامن من الكفاح الإسلامي وفي الصفحة الأولي منه نشر بيان المراقب العام للإخوان جاء فيه:
لا صلح مع اليهود ولو ظهرهم علينا جميع أعدائنا , ولا حاجة لنا بدولارات أمريكا التي تحمل في طياتها مخالب استعمار جديد ولا , ولا هدنة ولا مسالمة مع الإنجليز والفرنسيين حتى يكفوا عن الاعتداء ويرحلوا عن جميع أجزاء وطننا الكبير .
كما صدرت عن الجماعة نشرات عديدة ترفض الجماعة فيها الصلح مع اليهود منها نشرة صدرت في 21 / 6 / 1967.وظلت الجماعة مستمرة على ثوابتها في هذه القضية وعارضت بقوة كل موقف حكومي يتوجه إلى الصلح مع اليهود.
فكان موقفها من مؤتمر مدريد واضحا إذ أصدرت بيانات باسمها ومن أهم هذه البيانات بيان بعنوان :" لماذا يرفض الإخوان المسلمون مؤتمر مدريد للسلام ويرفضون المفاوضات الثنائية والإقليمية مع أعدائنا اليهود".

ولقد جاء هذا البيان في خمس صفحات من القطع الكبير نقتبس بعض فقراته:

إن نظرة الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية تنبثق من تصورتهم وعقيدتهم الإسلامية .. وقد بدأت الجماعة في قيادة المخلصين من أبناء هذه الأمة للتصدي لليهود والإنجليز ومقاومة المخططات الأمريكية والإنجليزية الداعمة للصهيونية العالمية في الاستيلاء على جميع فلسطين وإننا إذ نرفض المؤتمر أداء للأمانة وقياما بالواجب الشرعي ولاعتبارات منها:
أولا: أرض فلسطين كلها إسلامية من البحر إلى النهر ..
ثانيا: طبيعة المؤتمر وشروط انعقاده تحت الهيمنة الأمريكية المتفردة فيها إذلال للأمة.
إن المؤتمر بطبيعته وشروط انعقاده يهدف إلى فرض التسوية المذلة على الأمة العربية والإسلامية فالمؤتمر يقوم على فصل الصراع العربي الصهيوني عن الصراع الفلسطيني الصهيوني والمؤتمر لا يتعرض فيه الطرف الصهيوني للضغط لتقديم تنازلات واستجابت أمريكا استجابة كاملة للشروط الصهيونية لحضور المؤتمر والمتمثلة برفض مشركة م.ت.ف. فيها ورفض اشتراك فلسطيني القدس .
ولهؤلاء نقول إنه ليس هناك شرعية دولية وإنما هناك مصالح وأهواء وحسابات القوة العظمي المسيطرة على العالم وهي أمريكا .. وأن ميزان القوي وليس عدالة المطالب هي التي تحدد نتيجة المفاوضات .

ويختم البيان بالفقرة الثالثة:

ونحن إذ نسوق هذه المبادئ والحجج والبراهين التي نستند إليها في رفض ما يسمي زورا بمؤتمر السلام والمفاوضات الثنائية ولإقليمية التالية . ندرك جيدا أنها ليست غائبة عن عقول وضمائر أبناء شعبنا المجاهد في سبيل الله ونحن على ثقة ن شعبنا الأبي لن يرضي في يوم من الأيام أن تضيع حقوقه تحت أى شعار .وسيواصل التصدي للمحتلين الصهاينة حتى النصر والتحرير..
ولكن النظام الأردني ظل مستمرا في هذه المتاهة حتى وقع في 14/9/ 1992م العدو اليهودي على جدول أعمال المفاوضات في واشنطن.
ولقد أصدرت الجماعة موقفها من هذا الجدول وتصدت له وترأست القوي المناهضة للاستسلام ووقعت بيانا جاء فيها :" إن جدول الأعمال المذكور يقوم على ما يلي:
أولا: استعداد الأردن بالاعتراف بالكيان الصهيوني على أساس الحدود الدولية لفلسطين وشرق الأردن كما رسمها الانتداب البريطاني .
ثانيا: استعداد الأردن لإسقاط كل ما يتعلق بحقوق العرب العامة والشعب الفلسطيني خاصة سواء ما تم تهجيره خرج وطنه أو من يتعرض لحملة إبادة مستمرة ..
ثالثا: إسقاط كل المطالبات السابقة وما كان يعتبر من الثوابت ..
إن جدول الأعمال المشار إليه يلبي مطامع الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني ولذلك فإننا ونحن ننبه السلطات الأردنية إلى مخاطر جدول الأعمال ندعوها إلى إعلان التبرؤ منه ونطالب الأحزاب والقوي السياسية والجماهير بالتعبير الحازم عن رفض جدول الأعمال "
وقد صدر هذا البيان في 14 جمادي الأولي سنة 1413 هـ الموافق 9 تشرين الثاني 1992 .
وعلى إثر إبعاد من قيادتي الشعب الفلسطيني في مرج الزهور ورفض الحكومة اليهودية إرجاع هؤلاء إلى ديارهم ورفضها تنفيذ قرار مجلس لأمن الداعي إلى ذلك رأت الوفود العربية توقف المفاوضات احتجاجا على ذلك لم يلبث هذا الموقف إلا قليلا حتى رضخت الوفود العربية والأنظمة العربية إلى أوامر النظام الأمريكي الذي لا يسأل عما يفعل وتفعل الوفود ما يؤمرون من جهة أمريكا.
ورضخت السلطة الأردنية سريعا للأمر وقررت المشاركة في المفاوضات وبحماس وإزاء هذا أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كثر من بيانا تدين فيه الحكومة الأردنية والحكومات العربية التي هرولت إلى المفاوضات ففي 18 جمادي الأول سنة 1413 هـ الموافق 24/11/ 1992 أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانها حول الاتفاق المبدئي على جدول أعمال المفاوضات الأردني اليهودي جاء فيه :
فوجئ المواطنون بإعلان الاتفاق المبدئي لجدول أعمال المفاوضات الأردني الإسرائيلي بالرغم من التأكيدات المتكررة عن عدم حدوث تقدم في المفاوضات والإخوان المسلمون وهم يؤكدون تمسكهم بموقفهم المبدئي الرافض لكل أشكال الاتفاقيات والمساومات التي تمنح الشرعية للاحتلال على أى جزء من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وغيرها ..
اليوم وغدا ويؤكدون أن الاتفاق المعلن لجدول أعمال المفاوضات سيشكل بادرة خطيرة لما تضمنه من نقاط تمس في خطورتها حاض الأمة ومستقبل القضية العربية وتتعارض مع مصالح وأمن المواطن ومستقبله:
  1. تجاهل الاتفاق الإشارة إلى موضوع القدس وأشار إلى عدم الإضرار بوضع الأراضي الواقعة تحت الحكم العسكري الأمر الذي يفسر باستثناء مدينة القدس من المفاوضات وهذا يدعم وجهة النظر الإسرائيلية في مطالبتها بإبعاد القدس من المفاوضات .
  2. لم يرد في نص الاتفاق إشارة إلى الأراضي الأردنية واكتفي بعبارة ترسيم الحدود .
  3. معالجة قضية اللاجئين باعتبارها قضية إنسانية لمشردين يمكن معالجتها حسب القانون الدولي وليست استنادا إلى قرارات لأمم المتحدة التي نصت على حقهم في العودة إلى أراضيهم ..
  4. القبول بالتطبيع مع إسرائيل بالرغم من أنه ليس شرطا متضمنا في القرار رقم 242 مما يعني المسارعة بإقامة علاقة طيبة مع كيان محتل دون مقابل إضافة على أنه يضر بمصالح البلد ويهدد اقتصاده.
  5. غياب الحديث عن القضية الفلسطينية يعني تخلي الوفد الأردني عن مهمته المعلنة أنه أردني فلسطيني وبهذا حققت إسرائيل مكسبا آخر هو عزل الأردن عن القضية الفلسطينية .
  6. الالتزامات الأمنية التي جاءت في الاتفاق تشكل إنهاء لكل أشكال المقاومة للاحتلال الصهيوني حيث سيتم اعتبار أى عمل موجه ضد الاحتلال عملا غير مشروع تتم المعاقبة عليه.
إن الإخوان المسلمين إذ يؤكدون رفضهم المبدئي لأي اتفاق أو معاهدة يتم فيها التنازل عن أى شبر من الأرض أو حق من حقوقه يرون أن ما جاء في بنود الاتفاق دون الحد الأدنى الذي قبلت به كل الجهات التي شاركت في مؤتمر مدريد والذي على ضالته لم يستطع العرب المحافظة عله والتمسك به مما يشير إلى مزيد من التنازلات أمام تعنت العدو وإصراره على احتلال أراضينا وهضم حقوقنا .

وفي 22 جمادي الآخرة لسنة 1413 هـ الموافق 17 كانون الأول لعام 1992 أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانا يتضمن المطالب التالية:

  1. أن تعمل الحكومات العربية على وقف عمليات إفراغ الأرض من أهلها ودفع العدوان ورفع الظلم عن الشعب والأمة ورد الحقوق إلى أصحابها .
  2. أن تقوم الحكومات المشاركة في المفاوضات مع دولة العدو بوقف التفاوض وسحب الوفود .
  3. أن تعمل حكومات العالم جميعا على منع الكيان الصهيوني المغتصب من تفريغ الأرض من شعبها ووقف عمليات التنكيل والقتل والإبعاد.
إننا نناشد الأمة العربية والإسلامية إفرادا وجماعات وحكومات التعامل مع الصراع بين الأمة ويهود ومن ناصرهم من خلال طبيعته الحقيقية والذي يمثل تحديا حضاريا ومصيريا يهدد وجود الأمة وحضارتها وكل ما تملك .
إن الإخوان المسلمين يؤمنون بأن تحكيم شرع الله وإشاعة الحريات وإقامة العدالة وتحقيق الوحدة والاعتماد على الذات يمثل المدخل لوحيد لمواجهة العدوان وهزيمته وتحرير الأرض والإنسان وتحقيق العزة والكرامة..

وفي الثالث من شهر ذي القعدة لعام 1413هـ الموافق للخامس والعشرين من شهر نيسان سنة 1993 أصدرت الجماعة بيانها بعنوان :" فلنحترم إرادة الأمة في وقف المفاوضات وتصعيد الجهاد" وجاء في هذا البيان :

" إن جماعة الإخوان المسلمين إذ تعلن تمسكها بحقوق الأمة كاملة غير منقوصة في كل فلسطين لتؤكد أن هدف العدو من استمرار المفاوضات من هو المزيد من الابتزاز وكسب الوقت لتحقيق غايته في إقامة دولته الكبرى من الفرات إلى النيل .."

وفي 22 محرم سنة 1415هـ الموافق 21 / 6 / 1994 أصدرت الجماعة بيان حول المفاوضات الأردنية اليهودية ونتائجها انتقدت فيه الحكومة الأردنية وموقفها المتسرع من المفاوضات مع العدو الصهيوني وحرصها على التوصل إلى اتفاقات مبدئية وجدول أعمال القضايا التفصيلية في مجالات الأمن والاقتصاد والبيئة وعقد هذه الاتفاقات بسرعة قياسية وخلال أيام معدودات وكأن الأمر كان معبدا أو شبه معبد.

وحذرت الجماعة في البيان من النتائج الخطيرة لهذه الاتفاقات ..وجاء في هذا البيان

" إن هذه الاتفاقات أو جداول الأعمال والبيانات تعترف بالعدو اليهودي وجودا ودولة وشرعية ومصالح وتسقط عنه ضمنا حقائق الاغتصاب والاحتلال والعداء التاريخي كما تعمل على إدخاله في منظمة دول المنطقة وكأنه دولة عربية ..
إن ما أشارت إليه الاتفاقات من تعاون وتنسيق في مجالات الاقتصاد والمياه والأمن والسياحة وغيرها هو تطبيع للعلاقات مع لادو وتعاون معه وفق مطالبه وغاياته لا يرقي إليها أى تعاون بين الأردن وأى دولة عربية أخري بل وبين الدول العربية نفسها .
إن جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت موقفها الرافض للمفاوضات مع العدو الصهيوني الغاصب والتنازل عن أى جزء من الأرض والحقوق العربية والإسلامية استنادا إلى فهمها لحركة التاريخ وطبيعة الصراع مع الصهاينة ومعطيات واقع الأمة والمنطقة .
إن جماعة الإخوان المسلمين لتؤكد هذا الموقف وتعلن رفضها لكافة الخطوات والاتفاقات وجداول الأعمال التي أعلنت وتؤكد كذلك على القضايا التالية:
إن ما احتوي عليه جدول الأعمال التفصيلية في قضايا الأمن والبيئة والسياحة هو تدشين لتطبيع العلاقات مع العدو اليهودي ووضع أسس علاقات تعاون معه قبل أن يعترف بحق الأردن وحجمها فضلا عن استعادتها وهذه استجابة للتصور الصهيوني وتحقيقا لشعاره الشهير (السلام مقابل السلام) كما أنه تجاوز لحقوق الأمة في أرضها ومقدساتها التي اغتصبها العدو وأقام كيانه عليها وهو كذلك
فرض واقع تعاون وتطبيع يستحيل معه التراجع فيما لو لم يعترف اليهود الصهاينة بكامل الحقوق وهو بهذا تجاوز لمنطق المفاوضات ومغامرة بالحقوق الوطنية مع عدو لا يتقن إلا لغة الغدر والخيانة للعهود والمواثيق .
إن ما يجري تجسيد لحالة التسابق نحو الكيان الصهيوني سعيا لتحقيق بعض المكاسب خوفا من ارتماء البعض في الحضن اليهودي على حساب بعض مصالح الأردن.
إن أكثر ما نخشاه أن تتحول الحالة التفاوضية الأردنية الصهيونية إلى أوسلو أردنية تخدم المخططات الصهيونية وتحقق هدفه في الانفراد بكل طرح عربي على حدة تماما كما خدمته الأوسلو الفلسطينية من قبل .
إن ما تم إعلانه من مبررات لهذا التسارع والتحول التفاوضي لا يعطي للحكومة لحق في اتخاذ خطوات يدفع الأردن ثمنها من علاقات العربية وبخاصة والأردن يعاني من الأبواب المغلقة مع معظم جيراننا العرب فهل يقبل إن تنساق الحكومة وراء إشاعات وعمليات تضليل صهيونية لتغلق الطريق أمام علاقتها مع بعض العرب بغض النظر عن حسابات الآخرين ونواياهم التي لا يعلم بها إلا لله تعالي ..
إننا نعتقد أن ما يجري هو مفتاح لحل منفرد وهذا نقص عملي لما تتحدث عنه الحكومة من حل شامل بعيدا عن محاولات التبرير والاستدراك.
إننا ندعو الأنظمة والشعوب إلى الصمود في وجه هذه التحديات والمحافظة على حقوق الأمة وسيادتها وثرواتها التي لا تتوقف عند جيل معين بل هي ملك أجيالها ... كل أجيالها .
إننا ندرك بأن ما تمر به الأمة من حال ضعف تعتبر مرحلة عابرة لا تبرر الإذعان والتنازل عن الحقوق وإنما يمكن تجاوزها بصدق العزيمة وحسن التدبير والصبر والمصابرة وتحقيق المزيد من التلاحم والحرية والعدالة وفوق كل هذا بالاعتصام بحبل الله تعالي والتوحد على شرعته ومنهاجه .
لقد مرت الأمة في تاريخها الطويل بفترات أكثر ضعفا فلم تستسلم وبقيت تختزن روحا جهادية عالية ومقاومة باسلة مما أدي إلى خروجها من حالات الضعف أكثر قوة وأشد بأسا بفضل إيمانها بالله ثم بفضل جهود المخلصين من أبنائها .
إننا ندعو الشعوب إلى رفض كل اتفاقيات التسوية والتصفية السابقة واللاحقة وعدم الإذعان لإرادة العدو ومقاومة ما يترتب عليها من آثار (واذكروا إذ نتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون يأيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)

وفي الرابع من شهر صفر سنة 1415 هـ الموافق 13 / 7/ 1994 أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حول المستجدات في المفاوضات الأردنية اليهودية البيان التالي :

قال تعالي (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)
في خطوت متلاحقة وتسرع غير مبرر تستمر الحكومة الأردنية في نهجها التفاوضي مع العدو الصهيوني متجاهلة ممثلي الشعب وقواه وفعالياته السياسية فضلا عن جماهير الشعب الأردني متجاوزة الكثير من حقوق الأمة وثوابتها التي استمدتها من عقيدتها الإسلامية وانتمائها العربي والإسلامي ورصيد تجربتها في التعامل مع العدو اليهودي الصهيوني الذي تنتظم حركته وفق قيم الغدر والخيانة والاستعلاء والعدوان على الأرض والمقدسات والإنسان
إننا نري ما يجري وما سيجري من مفاوضات تحت أسماء ومبررات ولافتات مختلفة يؤدي إلى الاعتراف بشرعية الاغتصاب الصهيوني كما يستجيب للشروط والإملاءات الصهيونية الأمريكية ويخدم المشروع التوسعي الاستيطاني لتكون كل الأطراف العربية المفاوضة بوابة عبور صهيونية للأردن أولا وللمنطقة العربية والإسلامية بعد ذلك ليتحول بعدها العدو المحتل المحاصر إلى صديق وشريك في الشرق الأوسط الجديد لمشروع الهيمنة الصهيونية والعصر الصهيوني .
كما وإننا نرفض ن يكون التنازل عن حقنا في فلسطين والاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني للأرض العربية والإسلامية ثمنا لاسترجاع المحتل من أرض الأردن الذي قدم شعبه وجيشه كواكب الشهداء للدفاع عن فلسطيني ومقدساتها .
إن ما يقال عن نتائج اللقاءات والصلح مع اليهود ليس أكثر من وعود وتمنيات وخطوة نحو التطبيع قبل أن تحقق المفاوضات المفروضة أصلا أى نتيجة وإن ما جنته الأطراف العربية التي وقعت الصلح مع اليهود وطريقة تعامل العدو معها شاهد على ما نقول لقد تراجعات قضية القدس والمقدسات وأولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند كل أطراف التفاوض العربي إلى مجرد (أماكن العبادة) كما تم مقايضة القضايا المصيرية لإسلامية والوطنية بمكاسب مادية محدودة لا يمكن ن تكون بأى حال ثمنا لمثل هذه القضايا أو ما هو أصغر منها.
إن الإخوان المسلمين ليؤكدون موقفهم الثابت في رفض مبدأ المفاوضات ونتائجها انطلاقا من التزامهم بتعاليم ديننا الحنيف وفهم طبيعة العدو الصهيوني وأبعاد الصراع معه بناء على معطيات التاريخ القديم والحديث ومجريات الأحداث ...

وفي هذا السياق تؤكد الجماعة على القضايا التالية:

إن الأرض العربية والإسلامية ومنها فلسطين كل لا يتجزأ وقد بقيت الأمة تتفاعل مع هذه القاعدة طيلة وجودها حتى في فترات ضعفها العابرة ..
  1. ضرورة الحوار الحقيقي في القضايا المصيرية التي تمس حاضر الأمة ومستقبلها واحترام رأي ممثلي الشعب ومؤسساته وفعالياته وعدم التضييق والتعتيم على الرأي الآخر .
  2. دعم المقاومة الجهادية في فلسطين وإعداد الأمة في البلاد العربية والإسلامية لمواجهة أعدائها التاريخيين والتمكن من التصرف بحقوقها وثروتها ومقدراتها.
  3. دعوة جماهير الأردن الحشد والرباط والأمة العربية والإسلامية إلى رفض هذه المفاوضات وما ينتج عنها من آثار والصبر والصمود أمام تحديات الإذعان ودعوت التركيع والاستسلام (يأيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)

وفي السادس من صفر عام 1415 هـ الموفق 15/7/ 1994 أقامت الجماعة مهرجانا خطابيا بمناسبة التسارع الغير مبرر للحكومة الأردنية في نهجها التفاوض مع العدو الصهيوني وقد أكد الإخوان على ما يلي :

  1. إن مهرجانهم هذا يأتي ضمن أمانة المسؤولية وواجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفوق كل هذا أعذارا إلى الله في قوله الحق (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
  2. تأكيد الجماعة على رفضهم لمسيرة المفاوضات مع العدو اليهودي بكل مراحلها وأشكالها ومسمياتها ومبرراتها وعلى ى مسار كانت .
  3. كما ذكر الإخوان المسلمون بأنهم تولوا مع إخوانهم الإسلاميين وكل المخلصين –تحذير لأمة من النتائج الخطيرة التي ترتبت وستترتب على هذه المفاوضات .
  4. بين الإخوان في مهرجانهم أن النفسية اليهودية قد جبلت على خيانة العهود والمواثيق وأنهم أهل غدر وذلك اعتمادا على نصوص قرآنية كريمة ورصيد تجربة تاريخية ومعاصرة في التعامل مع اليهود
  5. كما أكد الإخوان في مهرجانهم على مجموعة من المواقف والحقائق بهذه المناسبة .
إن هذه المفاوضات تأتي ضمن البرنامج الأمريكي والذي نجحت من خلاله أمريكا بالترغيب والترهيب في جر الأطراف العربية لهذا التسابق نحو الصلح والاعتراف مما زاد في حجم التنازلات والتفريط .
استنكار ورفض الجماعة لممارسات لحكومة المتمثلة في التضييق والتعتيم على الرأي لآخر ومنع المواطنين والأحزاب من ممارسة حرية الكلمة في محاولة لتزوير الحقائق وإظهار المعارضة بغير حجمها الحقيقي والكبير.
وقد أكد الإخوان المسلمون تمسكهم بالوحدة الوطنية القائمة على العدل في تساوي حقوق المواطنة في مختلف المجالات وأهمها حرية التعبير عن الرأي وحق العمل والمساواة في الفرص .
وطالب الإخوان بالتوقف عن الاعتقالات والملاحقات والتضييق على خطباء المساجد وإتاحة الفرصة للأحزاب والنقابات ولكافة الهيئات والمنظمات لطرح وجهة نظرهم والتعبير عن رأيهم وفتح أجهزة الإعلام الرسمية أمامهم وعدم احتكارها من قبل الحكومة .
وطالب الإخوان المسلمون بعدم مقابلة رئيس وزراء العدو أو استقباله على أرض الأردن الطاهرة وكذلك عدم انتهاك يهودي للأرض الأردنية تحت أى حجة أو تبرير واعتبار هذا سوادا في تاريخ الأردن وحاضره.
وأكد الإخوان المسلمون ضرورة أن يضطلع العلماء والدعاة وكافة المخلصين بدورهم في التصدي لكل محاولات التركيع والإذعان والتأكيد على ثوابت الأمة ومبادئها واستنهاض عوامل النصر والتمكين بدلا من الانهزام والركون .
إننا مغرينا من جميع المسلمين الغيورين على حمي الإسلام وأرض المسلمين مع تحرير كل شبر ليس من الأرض الأردنية فقط وإنما من كل أرض إسلامية ولكننا نرفض أن يكون تحرير أى جزء على حساب الاعتراف باغتصاب جزء آخر .
المفاوضات وما ينتج عنها من صلح واعتراف تنكر لدماء الشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن الأوطان وحمية المقدسات
احتجاج الجماعة على ممارسات الحكومة المتمثلة في الإنجاز الإعلامي والضغط على المواطنين ترغيبا وترهيبا وتزوير إرادة الشعب في محاولة لإبراز موقف الشعب لأردني وكأنه مجمع على تأييد الحكومة في هذه المفاوضات .

وفي 6 صفر 1415هـ الموافق 24/7/1994 أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين بيانا بمناسبة لقاء واشنطن جاء فيه:

" مازال العدو الصهيوني يحقق إستراتيجية في اختراق المنطقة ويرسخ اغتصابه للأرض والمقدسات والشرعية لكل ذلك باتفاقيات الصلح مع الأطراف العربية المختلفة واللقاءات مع الزعماء العرب في تطبيع للواقع ولذا فقد كان مؤلما لقاء ملك البلاد مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني في واشنطن ومصافحة الأيدي الملطخة بدماء لأطفال والنساء في القدس وفلسطين وفي قري ومدن شمال الأردن ووسطه وغوره تلك الأيدي التي طالما عملت وتعمل لتدمير المقدسات والممتلكات وتحطيم عظام الأطفال .
إن العدو يحقق ما يريد دون أن يقدم شيئا حتى الآن والتطبيع جار على قدم وساق على كافة الأصعدة والمستويات على أمل تحقيق بعض الوعود في الرفاه وحل مشكل الاقتصاد وغيرها .
وإن ما جنته مصر الحبيبة من اتفاقيات كامب ديفيد والصلح مع اليهود وتطبيع العلاقات معه لا يخفي على أحد فالتفسخ الاجتماعي والفتن الداخلية والانهيار الاقتصادي والفقر وانتشار الأمراض الخبيثة وغير ذلك هو كل ما حققته وستحققه الدول التي خاضت في مسار المفاوضات والصلح مع العدو بالطريقة والأهداف التي أرادها وخطط لها هو "
إن الإخوان المسلمين يرفضون الصلح واللقاء مع العدو رفضا مبدئيا منطلقين من ثوابت العقيدة والشرع الشريف ومن الخبرة التاريخية الطويلة في التعامل مع العدو ومن تقديرهم لمصلحة الأمة ومستقبلها .
لقد جاءت هذه المفاوضات في مرحلة صعبة تعاني منها الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة من حالة الضعف وانعدام الوزن السياسي والاقتصادي والتفكك والتجزئة والاحتراب الداخلي مقارنة بما عليه العدو من قوة واستعداد ودعم عالمي غير محدود مما يمكنه من كسب هذه المفاوضات كملا وتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة في إقامة مشروعه الصهيوني المهيمن على المنطقة بسرها وقد مرت الأمة بمثل هذه الحالة في مراحل من تاريخها ولكنها تجاوزتها بالاعتصام بدين الله والوحدة وبناء الأجيال على العقيدة والصبر والعزة واستمرار روح الجهاد والمقاومة والرفض لمل أشكال الخضوع والخنوع .
إن الإخوان المسلمين يهيبون بجماهير الحشد والرباط وبكل القوي الحية في الأمة الوقوف في وجه هذا الصلح وما يترتب عليه من آثار ومقاطعة العدو في كل المجالات ومن يتعامل معه من هيئات ومؤسسات .
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)

وفي الثلاثين من جمدي الآخرة الموافق في 2 5/10/ 1994 وجه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في المهرجان الذي أقامته الجماعة الكلمة التالية:

" أيها الإخوة المسلمون يا أبناء أردننا الصابر المرابط .في السابع عشر من هذا الشهر أفاق شعبنا الأردني على وقع أقدام اليهود على أرضن وتناقلت الأنباء في صباح ذلك اليوم أخبار الاتفاق على توقيع معاهدة استسلام بين حكومتنا وحكومة العدو قاصدين أن يطووا صفحة من العداء ون ينسوا الدماء والأشلاء ومواكب الشهداء على أسوار القدس وفي بطاح الكرامة ومجزر دير ياسين وقبية ومذبحة الأقصى والخليل ..
نعم أيها الأخوة لقد جاء توقيع الاتفاق وبنوده وما سبقه إذعانا لشروط العدو وإملاء لإرادته وتتويجا لحروبه الطويلة معنا لقطف ثمار جهده فقد حصل العدو بهذا الاتفاق على كل ما يريد لقد حصل على اعتراف رسمي بشريعة وجوده واعتراف بحقه في اغتصاب فلسطين واعتراف بسيادته على القدس مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعراجه الشريف أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكسر الحصار الاقتصادي وإنهاء المقاطعة العربية الموجهة ضده وهو ماض في تحقيق حلمه بإقامة مشروعه الصهيوني الذي يقوم على استلاب حقوقنا ومقدراتنا وتوجيه سياساتنا بما خدم أغراضه وتوجهاته .

أيها الإخوة:

إننا نحن الإخوان المسلمين طالما حذرنا الأمة ولا زلنا من مغبة التصالح مع العدو لأننا نعلم تمام العلم أبعاد عدائه وأحقاده ومطامعه تجاه ديننا وتجاه شعوبنا ومنطقتنا والذين يحاولون أن يقنعوا شعوبنا بإمكانية التعايش مع هؤلاء اليهود إنما يخادعون أنفسهم ويخالفون الحقائق القرآنية فكيف نأمن لمن يقول فيه رب العزة (لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا)
وكيف نثق بمن لعنهم الله لخداعهم وغشهم وعدائهم ونقضهم العهود والمواثيق والله أصدق قولا حيث يقول (لعن الذين كفرو من بني إسرائيل على لسان دواد وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)

أيها الإخوة:

إن اليهود هم اليهود .. إنهم قتلة الأنبياء .. إنهم يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير الذين قال الله فيهم:(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية).
إنهم يهود أوروبا الذين لم يتعايشوا مع شعب من شعوبها بسبب ما تتصف به النفسية اليهودية من الغش والخداع والكذب ونقض العهود والتآمر وارتكاب الجرائم فقد طردهم البرتغال والأسبان بعد مذبحة كبيرة عام 1390م وطردهم ملك بريطانيا ادوارد عام 1290م وطردهم الملك فيليب من فرنسا عام 1306م وطردتهم المجر عام 1360م وبلجيكا عام 1370م وفي روسيا طردوا عام 1510م وفي أوكرانيا عام 1919م وكذلك طردتهم تشيكو سلوفاكيا عام 1551م وطردهم هتلر من ألمانيا في أوائل هذا القرن بعد أن تآمروا على ألمانيا وأحدثوا فيها الفساد والويلات
وقد حذر أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الشعب الأمريكي في مطلع هذا القرن من شرورهم وآثامهم ومشاريعهم للسيطرة على أمريكا سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وهانحن اليوم يفرض علينا أن نتعامل ونتعايش معهم ..
وهم المغتصبون لحقوقنا الناهبون لمقدراتنا المتآمرون على هويتنا وعقيدتنا ... القاتلون لأطفالنا وشيوخنا ونسائنا الطامعون في أرضنا وخيراتنا .. ويوم أن كان اليهود مواطنين مسالمين في الدولة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي كانوا يأخذون حقوقهم كاملة ولم يتعرضوا لأى أذي وشاركوا في الحياة العامة كمواطنين انطلاقا من عقيدتنا السمحة وهي الإسلام على خلاف ما رأينا من علاقات بينهم وبين باقي الشعوب .

أيها الإخوة:

إذا كانت الحكومات والأنظمة قد عقدت صلح مع العدو فإن هذا الصلح لا يلزم لشعوب بحال من الأحوال فقلوبنا وعقولنا وأبصارنا وأسماعنا ملك لنا لن يستطيع كائن من كان أن يستخدمها لخدمة اليهود وتحقيق مآربهم.
وقد مرت أمتنا بحالات ضعف وهوان مثل هذه الحال أيام الصليبيين والتتار فقد تصالح الصليبيون والتتار مع بعض الحكام والولاة من العرب والمسلمين آنذاك ولكن الشعوب المسلمة لم تستسلم ورفضت الاستحذاء ونهض علماؤه ودعاتها والمخلصون من أبنائها للدفاع عن عقيدة الأمة وأوطانها حتى استطاعوا أن يخلصوا البلاد والعباد من شرورهم واليوم فإن شعوبنا وأمتنا قادرة بعون الله ثم بوعي أبنائها إذا تمسكوا بعقيدتهم وعملوا بقرآنهم وسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم وتحصنوا بإسلامهم ومبادئه على التصدي لمخططات الأعداء ولن يقيدها اتفاق أو معاهدة استحذاء.

أيها الأخوة:

إننا ومن منطلق الحرص على أمتنا ووطننا ونهوضنا بواجبنا الشرعي نعلنها صريحة أننا نرفض الاتفاق الأردني اليهودي لأننا نعتبره في حياة الأمة وإحباط لآمالها , وتفريطا بحقوقها وسبيلا للعدو لتنفيذ مراميه وأهدافه وسنقف ومعنا كل الخيرين والغيورين من أهلنا وشعبنا نكشف زيف العدو ومخططاته ولن نحقق له ما يريد من كسر الحاجز النفسي بيننا وبينه
وسوف نستخدم في ذلك كل السبل الممكنة متسلحين بإيماننا وعقيدنا ووعي شعبنا وإخلاصه ونعلن أن الأرض الأردنية كما هي الأرض الفلسطينية لا يجوز التفريط بحقنا في السيادة عليها أو تمكين العدو من استغلالها بزعم تأجيرها فالوطن ليس دكانا أو فندقا يؤجر ... الوطن لدينا جزء من عقيدتنا والتفريط في حقنا الكامل عليه تفريط في عقيدتنا ومعتقدنا .

أيها الأخوة:

إن الإخوان المسلمين وهم يعلنون رفضهم لما تم ليؤكدون على الثوابت التالية:
  1. إننا نؤكد أن ما تم هو تفريط في الحقوق والمقدسات الأردنية والفلسطينية .
  2. إن عداءنا مع يهود هو عداء عقيدي تاريخي لا توقفه و تلغيه اتفاقية وإن هذا الاتفاق لن يساوي قيمة الحبر الذي كتب به .
  3. إننا ندعو لأمة إلى التحصين بدينها وإسلامها فهو وحده القادر على الوقوف في وجه العدو ومخططاته كما ندعو إخواننا الوقوف إلى جانب العلماء والدعاة المخلصين ونصرتهم والالتفاف من حوله الحركة الإسلامية وأبنائها.
  4. إن معركتنا مع يهود تحتاج إلى صبر وتضحية وحسن إعداد وتخطيط ولن نقدر على ذلك إلا بالإيمان بلله وحسن الاستعداد ثم التوكل على الله (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)
  5. إن رفضنا لهذه الاتفاقية يعني رفض جميع استحقاقها وخصوصا ما يراد من تطبيع العلاقات مع العدو وإننا ندعو الأمة أفرادا وجماعات وشركات وهيئات وجمعيات ونقابات إلى عدم التعامل مع العدو بأى وجه كان .
  6. إن وعي لأمة وإدراكها للحقيقة ورفضها لما يراد له والإعداد لذلك كفيل بإفشال هذا الاتفاق .
  7. إننا ندعو الحكومة أن تفسح المجال للشعب أن يقول كلمته وللرأي الآخر أن يبرز بكافة الوسائل الإعلامية وأن يعبر عن وجه نظره بالطرق السلمية المعروفة والمعهودة وإن قهر الشعوب وكبت الحريات سيقود حتما إلى حالة من عدم الاستقرار وسيعبر الكثيرون عن وجهات نظرهم ومعارضتهم بطرق أخري قد تؤدي للعنف والاضطراب لا سمح الله .
  8. إننا مع تمسكنا بالوحدة الوطنية وحرصنا على أمن مجتمعنا ووطننا فإن الواجب الشرعي والتاريخي والمصلحة الوطنية تقتضي منا إعلان هذا الموقف ومعارضتنا لما تم والتصدي لهذه المعاهدة ولآثارها ونتائجها:

يا أيها الحكام:

إن شعوبكم وأوطانكم أمانة في أعناقكم وسوف تسألون عنها بين يدي الله فاتقوا الله فيها ..

ويا أيتها الأحزاب على الساحة الأردنية:

ننشدكم أن تقفوا صفا واحدا في مواجهة هذه المعاهدة وآثارها والعمل على إفشالها وإسقاطها .

ويا نواب الأمة:

إن المأمول فيكم ن تقفوا مع شعبكم وجماهير أمتكم في رفض هذه المعاهدات فقد جاء اليوم دوركم والعيون تنظر إليكم فلا تخيبوا آمل الشعب فيكم .

ويا علماء الأمة:

يا من كنتم دائما ملاذ الأمة في الأزمات والنكبات إن أمتكم تنتظر دوركم الحاسم في قيادتها وبيانا أحكام الله تعالي في هذه المعاهدات الخطيرة وإحياء الأمل في النفوس .

ويا رجال الفكر والإعلام:

لقد جاء دوركم في عرض الموقف وجلاء الحقيقة بصدق الكلمة المسئولة التي تكشف الزيف والضلال ..

ويا رجال التعليم وأساتذة الجامعات والمعاهد:

إن أبناءكم أمنة في أعناقكم فعلموهم على الفكر القويم الذي يثبتهم أمام هذه العواصف ويحصنهم من آثار هذه المعاهدات..

ويا رجال المال والأعمال والتجارة والاقتصاد:

لقد جاء دوركم في تأكيد الحاجز النفسي وإغلاق جميع أبواب اقتصادكم أمام الذين سيحتالون عليكم فيستلبون أموالكم وأعمالكم .

ويا جماهيرنا النقابية والعمالية:

فإننا ونحن نقدر لكم وقوفكم الأشم في مواجهة حالة الاستسلام والتطبيع فإننا نناشدكم بذل المزيد من المواقف المشرفة..

ويا أبناء شعبن شيبا وشبابا رجالا ونساء صغارا وكبارا:

لقد وضعتكم هذه المعاهدات في المواجهة وإن دينكم وعقيدتكم توجب عليكم ن تتصدوا لهذه المسئوليات في مواجهة هذه المعاهدات وتوعية الجماهير بمفاسدها وأخطارها فمزيدا من التضحية والثبات ورص الصفوف والعمل المخلص الجاد..

أيها الإخوان المسلمون:

إذا ظن اليهود أنهم قد دخلوا أرضنا في ظلمة الليل وداسوا بأقدامهم ترابنا الطهور ويسعون لتحقيق مخططاتهم فإنهم يخطئون في حساباتهم فأمتنا هي أمة الحق وأمة الشهادة والجهاد وقد بشرنا الله بالنصر ونسأل الله أن نكون نحن أدوات هذا النصر (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب)
وها هي طلائعه الفجر وتباشيره قد بدت في جهاد شعبنا الفلسطيني البطل وأبطله المجاهدين على أرضه فبالحجر والصرخة ينفجر الغضب وتستمر الانتفاضة لتصبح حركة جهادية تحرر الأرض والإنسان إن شاء الله فتحية الإباء والشموخ لكم أيها القابضون على الجمر في فلسطين الفداء وتحية لكم يا أبطال القسام وتحية لكم أيها الشهداء الأبرار ومزيدا من الرفض فهذا أوان العمل وهذا أوان النصح (يا أيها الذين منوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)
وفي الثاني من شهر رجب عام 1416هـ الموافق 4 كانون الأول سنة 1995 عقد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن مؤتمرا صحفيا ووزع على الصحفيين البين الذي أعدته قيادة الجماعة بعد ن تلاه عليهم وقد ندد البيان باتفاقية وادي عربة وأوسلوا واعتبرهما قد حلتا أعقد مشكلة تواجه الدولة اليهودية وهي المشكلة الأمنية فجاء فيه : في الوقت الذي صالحت الحكومة أعداء الأمة والحضارة والدين وتمادت معهم إلى الحلف والشركة تحاول المساس بالوفاق الوطني ..
لقد حلت معاهدة أوسلو ووادي عربة مشكلة إسرائيلية أمنية وأدخلتها شريكا في المنطقة لكن المواطن الأردني ما يزال يواجه مشكلاته التي تزداد تعقيدا خاصة الاقتصادية منها إذ ترتفع الأسعار وتستشري البطالة والفقر وتزداد الضرائب والرسوم باستمرار .

اللقاءات السرية التفاوضية مع اليهود

لقد سجل الإخوان المسلمون في الأردن وعيا سياسيا عميقا للأحداث التي تجري سرا واللقاءات التي تتم في الخفاء بين المسئولين لأردنيين والمسئولين في دولة العدوان اليهودي من أجل اتفاق ينهي الحرب ويحل محله السلام الآمن لدولة العدوان اليهودي في المنطقة

ولقد صدرت عن الجماعة نشرات تتضمن أخبارا في غاية السرية واستنتاجات دقيقة ففي نشرة الصف العدد 128 21/10/1968 نشرت لقاءات مع المسئولين الأردنيين واليهود على أعلي المستويات كما نشر التلفزيون اليهودي يوم الثلاثاء15م10/1968 وجاء في نشرة الصف :

" ويحتمل تماما أن الأزمة المفتعلة من حكومة الأردن ضد المنظمات الفدائية هي من وحي هذه المفاوضات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية والتي تستلزم لتصفيتها تصفية العمل الفدائي أولا ..
ويستمر المعلق يقول : وهكذا أوصلت القيادة العفنة في العالم العربي القضية إلى هذه النتيجة المخزية حيث لا يزال الحكام العرب يترامون على أقدام الدول الكبري لتصفية القضية بصورة سلمية لتستمر العمالة إذا ما استمروا يتربعون على كراسي الحكام "

التبادل الدبلوماسي بين الأردن والعدو اليهودي

من المعلوم أن مقتضي اتفاقية وادي عربة المرفوضة شرعا وعقلا عند الإخوان المسلمين أن يحدث تبادل دبلوماسي بين الأردن ودولة العدوان اليهودي .

وقد كان موقف الجماعة من هذا الحدث الخياني إذ دعت عناصرها والشعب الأردني وسائر قوي المعارضة إلى الاعتصام أمام المبني الذي فتحت فيه السفرة وأصدت بيان في 24 جمادي الآخر 1415هـ الموافق 28/ 11/1994 قالت فيه:

لم يكن التمثيل الدبلوماسي بين الأردن والعدو اليهودي مفاجئا لنا ولأي مواطن على أرض الأردن الطيبة لقد جاء في مسلسل التطبيع مع العدو اليهودي الذي يرفضه شعبنا وترفضه متنا .
ونحن في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد على رفضنا المعاهدة من حيث المبدأ وفق ثوابتنا العقيدية والسياسية كما نؤكد على رفضنا لكل ما ينجم عن هذه المعاهدة وما يترتب عليها ..

الموقف من العمليات الاستشهادية التي تجري على أرض فلسطين

لقد أعلنت الجماعة موقفها من العمليات الاستشهادية ضد اليهود الغاصبين لفلسطين سواء كانوا مدنيين أو عسكريين إنه موقف التأييد والتشجيع وصدرت عن علمائها فتاوي شرعية تؤكد أن هذه العمليات مشروعة ومنفذوها شهداء عند الله تبارك وتعالي وعلى إثر هذه العمليات الاستشهادية الموجعة لليهود تداعت الدول السائرة في فلك أمريكا واليهود وروسيا إلى عقد مؤتمر شرم الشيخ

وسبق هذا المؤتمر تنديدات بهذه العمليات الاستشهادية من المسئولين في الدول العربية وغيرها وتبع هذا تهديدات واضحة للحركات الجهادية وإزاء هذه التصريحات ردت جماعة الإخوان المسلمين عليها فأكدت موقفها منها وأصدرت بيانها 15 شوال 1416 هـ الموافق 5/3/ 1996

وأعلنت في هذا البيان أن ما تقوم به حركة حماس والفصائل المجاهدة على أرض فلسطين مقاومة تقرها الشرائع السماوية والأعراف الدولية وحقوق الإنسان حيث ما زال العدو قائما والاحتلال حقيقة والقتل والسجن والتعذيب والتشريد مسلسل يومي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني ..

الموقف من التطبيع من العدو اليهودي

على إثر عقد الاتفاقيات مع الدول اليهودية العدوانية القائمة على ارض فلسطين الإسلامية التي تنص على ضرورة الاعتراف بهذه الدولة والمحافظة على حدودها أن تكون آمنة والتعامل معها ومع عناصرها الغاصبين بيعا وشراءا وأخذا وعطاءا بحيث تعتبر هذه الدولة مشروعة ويحق لمواطنيها اليهود شراء الأراضي العربية وإنشاء المشاريع الاستثمارية في البلاد العربية وقيام التطبيع بكل أنواعه مع الدول العربية سواء كانت مجاورة أو غير مجاورة والإسهام في سياسة المنطقة واقتصادها وإعلامها وأن تحب هذه الشعوب الشعب اليهودي الغاصب وإن تطبع العلاقات من الناحية الأمنية والتجارية وغيرها .

ومن أجل هذا وقع الأردن معاهدة وادي عربة وما انبثق عنها زادت على خمس عشرة اتفاقية ووقعت المنظمة مع دولة العدوان اليهودية اتفاقية أوسلو وما نتج عنها من اتفاقية القاهرة ومن قبل وقعت مصر في عام 1978 اتفاقية كامب ديفيد وستوقع سوريا إن عاجلا أو آجلا اتفاقية مع دولة العدوان اليهودي الجاثمة على أرض فلسطين وكذلك لبنان ..

ولما كان موقف الإخوان المسلمين رافضا لهذه الاتفاقيات ومعتبرها باطلة شرعا وعقلا وقانونا فإنه يدعو الناس إلى عدم الالتزام بها ويدعو نفسه إلى عدم الالتزام بها مقاومتها وإفشالها .

ولقد صدرت فتاوى شرعية التزمت بها الجماعة فحرمت بيع الأراضي لليهود وحرمت التطبيع مع اليهود بجميع صور التطبيع الذي يبني دولة العدوان اليهودي اقتصاديا ويرسخ أقدامها عسكريا على حساب أمن المواطن العربي وحقه على أرضه وحقه في مجاهدة عدوه الغاصب لأرضه .

كما أصدرت الجماعة أكثر من بيان لأفرادها وللناس تحذرهم من عاقبة التطبيع الوخيمة على البلاد والعباد ومستقبل الأوطان والإنسان .

وعقدت الجماعة مؤتمرا لقيادتها عن التطبيع ووسائله وأنواعه ووسائل التصدي له وقدمت أوراق بذلك..

وتصدت الجماعة لارهاصات التطبيع ومقدماتها ومن ذلك ما اتخذت من موقف يتعلق بوفد من حاخامات اليهود الأمريكيين قد زار الأردن كدعاة للسلام قبل اتفاقية وادي عربة فقد أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانا حول هذا الوفد ومهماته بتاريخ 20 / 1/1994 جاء فيه:

" إن الإخوان المسلمون وهم يستمعون إلى مثل هذه الأخبار التي تصطدم مع مشاعر جميع المواطنين ليطلبون من الحكومة ضرورة توضيح حقيقة الأمر في هذه القضية وأن لا تبقي الأمور حول هذا الموضوع في دائرة الشك والإشاعة وفي الوقت ذاته فإن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر أى خطوة من هذا القبيل لا تعدو كونها نوعا من التطبيع المرفوض شعبيا
وعلى الحكومة أن تعمل على وقف أى شكل من أشكال التطبيع والتعاون مع العدو الغاصب للأرض والمقدسات الجماعة تهيب بالشعب الأردني الوفي لدينه وتاريخه وقضايا أمته الوقوف أمام جميع أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني المباشر والغير المباشر المعلن عنها وغير المعلن.
وأن يرفع صوته محتجا ورافضا لكل أشكال التسليم لخطوات المصالحة والتطبيع مع العدو الغاصب مؤكدين أن فتح أبواب وطننا العزيز لحاخامات أو سياسيين أو سماسرة دولة الاحتلال ومن ناصرهم من يهود العالم لن يقود إلا إلى المزيد من تكريس الاحتلال وضياع لأوطان وإن السبيل لاسترداد الحقوق والكرامة والأرض والمقدسات لن يكون إلا بالتمسك بثوابت لأمة والانحياز كاملا لمصالحها والجهاد في سبيل الله..
كما قاومت كل فكرة تنادي بالتطبيع مع العدو فقاومت استدعاء السفير اليهودي للاحتفال به في إربد , وقاومت شراء الأراضي وقاومت إنشاء علاقات تجارية واقتصادية وشنت حملة شديدة على الحكومة الأردنية حينما أذنت للشركات اليهودية بإقامة معرض لصناعات العدو الصهيوني فاعتصمت هي وقوي المعارضة بالقرب من المعرض ولم تسمح الجهات الأمنية لأحد بالاقتراب من المعرض بل استخدمت القوة في منع الناس عن التعبير عن آرائهم فاستخدمت في تفريق الناس تلويث الناس بالماء الملون واستخدمت الكلاب البوليسية .

ومن البيانات التي أصدرتها الجماعة بهذا الشأن البيان المؤرخ 16 رجب سنة 1417 هـ الموافق 27/11/1996 وجاء في البيان .

"في الوقت الذي يواصل فيه العدو الصهيوني ممارسته القمعية ضد الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية فيعمل على تكثيف الاستيطان ومصدرة الأراضي .
وفي الوقت الذي بدأت فيه بعض الأطراف العربية التي انساقت وراء أوهام السلام المزعوم بالتراجع عن خطوات التطبيع بعد ارتكاب العدو جريمة حفر النفق تحت المسجد الأقصى لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه .
وفي ظل هذه الأجواء التي كنا نتوقع أن تدفع أصحاب القرار الرسميين في بلدنا العزيز إلى إعادة النظر بطبيعة علاقاتهم مع العدو الصهيوني الذي يكشف عن نواياه ومخططاته العدوانية .. نفاجأ بتسريع خطوات التطبيع معه حين أعلن مؤخرا عن التوجه لإقامة معرض لصناعاته في عمان لإبراز قدرته وقوته التكنولوجية .
ونحن نعتبر أن هذه الخطوات المشبوهة التي تأتي في جملة من الخطوات المشابهة التي أعلنت مؤخرا أمرا في غاية الخطورة ..
فلماذا هذا الاستهتار بمشاعر المواطنين الذين باتوا على قناعة بعد عامين من معاهدة وادي عربة المشئومة بفشل تلك المعاهدات والاتفاقيات في تغيير الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني ؟ وهل ينسجم ذلك مع ما يطرح رسميا بالحرص على دعم الجانب الفلسطيني في مفاوضاته المرهقة مع الجنب الصهيوني وإن كنا نرفضها جملة وتفصيلا ؟ أو مع التوجهات المعلنة لتدعيم الموقف العربي ..
إننا إذ نعرب عن بالغ غضبنا ورفضنا لمثل هذه الخطوات التي تستهدف مسخ الوجدان الوطني لندعو إلى إلغاء إقامة المعرض وإلى وقف كل الخطوات المتماثلة .. كم ندعو المواطنين إلى مقاطعة المعرض التزاما بالواجب الشرعي في مقاومة الاختراق الصهيوني .. قال تعالي (ولا تركنوا إلى الذي ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير) .

المشاركة في الوزارة

إن الدارس لموقف الإخوان المسلمين من المشاركة في الوزارة يجد بوضوح أن موقفهم منذ نشأت الجماعة هو الفرض سواء كان في مصر أو في الأردن ولما دخل حسن الباقوري بالوزارة في عهد الحكم الناصري مره الأستاذ الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين بالاستقالة فاستقال من مكتب الإرشاد ومن الهيئة التأسيسية ومن الإخوان المسلمين ..

أما بالنسبة لإخوان الأردن فقد كانت السياسة الثابتة عندهم منذ نشأتهم حتى نهاية عام 1989 هو رفض المشاركة في الوزارة ..

فقد عرضت حكومة النابلسي على الإخوان المشاركة في الوزارة فرفض الإخوان المسلمون في الأردن وقد جاء في تعليلهم لعدم المشاركة قولهم تحت عنوان : لا يا دعاة التضليل ..

لقد رفض الإخوان المسلمون أن يشتركوا في الحكم عندما عرض عليهم والحكومة القائمة (حكومة سليمان النابلسي) أدري الناس بهذا الرفض , وقالوا كلمتهم صريحة مدوية سنظل نرقب عن كثب تصرفات الحكومة نؤيدها في خطوات الخير والتحرر ونعارضها كلمات جنحت عن الطريق السوي ونعيدها اليوم للذين يحاولون نشر سمومهم وسط جماهير الشعب الواعي المكافح بأننا لسنا طلاب كراسي عشاق منصب رواد وزارة ولكننا دعاة حق وقوة وحرية أفهمتم أيها المضللون ؟

انظر الكفاح الإسلامي العدد الثامن الصادر يوم الجمعة 8 رجب 1376هـ الموافق 8/2/ 1957 الصفحة الأولي .

وبعد حكومة سليمان النابلسي عرض على الإخوان المشاركة في الوزارة فرفض الإخوان ذلك ونشرت صحيفة الكفاح الإسلامي في العدد الثامن عشر الصادر يوم الجمعة في 19 رمضان 1376 هـ الموافق 19 نيسان 1957 وتحت عنوان أخبار الأسبوع في الصفحة الثانية عشر ما يلي:

أصدر فضيلة المراقب العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة بيانا أعلن فيه أنه اعتذر عن الاشتراك في الحكم وأن الإخوان المسلمين سيؤيدون كل وزارة تسير وفق المنهاج التحرري المرسوم لمحاربة المشاريع الاستعمارية وتعمل للضرب على أيدي المفسدين وأذناب الاستعمار وفرقوا صفوف الأمة وعاثوا بين أبنائها فسادا .
ولما شارك الدكتور اسحق فرحان بعيد أحداث أيلول عام 1970 في وزارة وصفي التل التي تعهدت بالقضاء على العمل الجهادي والفدائي اتخذ الإخوان المسلمون قرارا بتجميده واستمر التجميد عشر سنوات ..
وفي آخر عام 1989 استشار الإخوان مكتب الإرشاد في المشاركة في الوزارة فقرروا عدم المشاركة وقد حمل القرار نائب المراقب العام الأستاذ عبد الرحيم عكور وكان في معيته كاتب هذه الأسطر ثم سافر الدكتور اسحق الفرحان والمهندس أحمد قطيش إلى القاهرة دون إعلام ممثل الأردن في مكتب الإرشاد ودون إعلام الدكتور همام سعيد الذي كان عضوا في المكتب التنفيذي إلى القاهرة ونسبا إلى مكتب الإرشاد أنه قرر الموافقة على المشاركة في الوزارة ..
علما بأن النصاب كان مفقودا ومعظم أعضاء مكتب الإرشاد كانوا خارج مصر وليسوا في القاهرة وشارك الإخوان في الأردن في الوزارة اعتمادا على ما نسب إلى مكتب الإرشاد وهذه النسبة ليست دقيقة ولا صحيحة ولا حول ولا قوة إلا بالله وشاركوا فعلا في حكومة مضر في التعديل الذي أجراه بخمسة وزراء في بداية العام 1991.
وقد كانت نتيجة المشاركة من أفواه المشاركين أن النظام لم يمكنهم من تنفيذ برامجهم التي كانت غير موجوجة ولم يمكنهم من الإصلاح الذي ينشدونه.
ولقد اتخذ الإخوان بعد ذلك قرارات بعدم المشاركة في وزارة طاهر المصري ووزارة زيد بن شاكر الثالثة ووزارة عبد الكريم الكباريتي ,ووزارة عبد السلام المجالي الثانية بناء على استفتاء للمجالس الاستشارية في الجماعة وكانت الأغلبية الساحقة تري عدم المشاركة في الوزارة وبناء على ذلك اتخذ مجلس الشوري قرارا بعدم المشاركة في الوزارة ولا زال مفعول هذا القرار ساريا حتى يومنا هذا وليس هناك ما يدعو إلى تغييره بل إن قرار الإخوان بمقاطعة الانتخابات النيابية يؤكد قرار مقاطعة الوزارة ويزيده قوة إلى قوته .

حجب الثقة عن حكومة إبراهيم هاشم الخامسة 24/4/ 1957 - 18/5/1958

نشرت الكفاح الإسلامي جريدة الإخوان المسلمين في الأردن في عددها الصادر بتاريخ 24 ربيع الأول 1377 هـ الموافق 18/10/1957 بيان نواب الإخوان المسلمين والذي سيلقيه الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين باسم إخوانه النواب في المجلس وفي هذا البيان حجب الإخوان الثقة عن حكومة إبراهيم هاشم هذه وجاء في هذا البيان:

" ونحن نؤمن أن العدالة الاجتماعية هي الوسيلة الناجحة لتحقيق الحكم العادل وإيجاد الحكام العادلين , ولقد عودتنا التجارب المرة التي بلوناها في لحكومات السابقة أن لا نغتر بالتصريحات الجوفاء ولا بالوعود الخلابة إذا كانت تصدر عن أشخاص لا يتقيدون بتصريحاتهم ولا يوفون بوعودهم فإذا لم نلمس أعمالا صحيحة وراء الوعود وتوثيق العهود فنحن معذورون إذا وقفن من الحكومة وقفة الشك والريبة ولم نثق بأصحابها ..
وإن مبادئنا نحن الإخوان المسلمين واضحة لا نستطيع أن ننام عنها أن نتواني في تنفيذها نؤمن إيمانا جازما بضرورة تطبيقها لأنها أصلح المبادئ وأسلمها لتأمين السعادة والرفاه لجميع المواطنين على السواء .

حكومة وصفي التل الأولي والثانية 28/1/1962 – 27/3/1963

أما حكومة وصفي التل الأولي فقد شكلها في 28/1/1962 فقد كانت العلاقة بينها وبين مجلس النواب غير مريحة لها والانسجام غير موجود بينهما مما جعلها تقوم باستصدار إرادة ملكية بحل مجلس النواب في 1/10/1962 على أساس عدم التعاون بين المجلس وبين السلطة التنفيذية (الحكومة)

وقد حل الملك المجلس وكلف الوزارة وزارة التل بإجراء الانتخابات النيابية للمجلس السبع في 27/11/1962 وبعد ظهور نتائج الانتخابات قدم وصفي التل استقالة حكومته بتاريخ 2/12/1962.

كلف الملك وصفي التل بتشكيل حكومته الثانية بتاريخ 2/12/1962 واستمرت هذه الحكومة حتى 27م3/1963 حيث قدم التل استقلته في هذا التاريخ وقبلت الاستقالة ..

عرضت حكومة التل بيانها الوزاري على مجلس النواب الأردني السابع من أجل الحصول على ثقة المجلس وكان قرار الإخوان حجب الثقة عن حكومة وصفي التل هذه وكان عدد الذين حجبوا الثقة عنها ثمانية عشر نائبا والذين أعطوها الثقة أربعون نائبا وتغيب نائبان .

وقد جاء في كلم الإخوان التي ألقيت في الجلسة الخامسة من الدورة العادية الأولي بتاريخ 3/12/1963 والمسجلة في ملحق الجريدة الرسمية في المجلد السابع صفحة 143 – 151 وكانت الكلمة باسم مشهور الضامن وعبد المجيد الشريدة ويوسف العظم وقد بدأت هذه الكلمة بذكر مهمة النائب المسلم أن يكون لسان صدق وحكم حق في نظرته للحكومة وأن تكون هذه النظرة مستمدة من ظلال القرآن ووحي الشريعة الإسلامية السمحاء ويقيس الأمور بمقياس الحق ويزنها بميزان الله.

وعالجت هذه الكلمات الجامعة القضايا التالية: السلطة التنفيذية والجهاز الإداري والتوجيه الوطني والسياحة والقضية الفلسطينية والانتخابات النيابية وعدم نزاهتها في بعض المناطق والصحافة وحرية الرأي والمرأة وحقوقها والأوضاع الاقتصادية والسياسة البترولية والحركة العمالية والسياسة الغربية والإسلام هو القاعدة الأساسية التي نرضي .

وقد لاحظت الكلمة بقاء روح قانون الوعظ والإرشاد الذي انتهك حرمات المساجد وقيد حرية القول فيها وحدها وحد من نشاط الدعة إلى الله وقول كلمة الحق إلا على طريق المرضي عنهم.

وقد أسفت الكلمة لوجود التوجيه بأيدي أصحاب الحانات فقالت:

وكم يحز في نفوسنا نحن أبناء هذه الأمة أن نلمح فريقا من أصحاب الحانات يخططون لسياسة البلد الأخلاقية ويقومون على التنفيذ في هدم أخلاق الشباب ..

وتحت عنوان " الإسلام هو القاعدة الأساسية التي نرضي " ورد كلام طويل ملخصه ما يلي:

إننا نعلن أننا نؤمن بالإسلام عقيدة ونظاما وعملا وموقفنا ممن لا يدينون بالإسلام موقف التعايش في هذا الوطن تخيم عليه أحكام الشريعة التي تتكفل بحماية دمائهم وأعراضهم وأموالهم "

وقد ختمت الكلمة بما يلي:

" وختاما فإن رأينا الذي نقول وصراحتنا التي نعلن إنما تندرج على حكومات سابقة في هذا البلد فلا تحسين أن لها الأفضلية ولا تشمتن فيم نعلن من حق وصراحة ووضوح لأن وقفنا معها سيكون نفس الموقف لو قدر لنا أن نلتقي .
وختاما وفي ظل قول الله الكريم لرسوله (وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل لله إليك)
نعلن حجب ثقتنا عن الحكومة متمنين لها التوفيق في رضوان الله وخدمة هذا البلد المرابط الكريم"

حكومة سمير الرفاعي السادسة 27/3/1963 – 20 /4/1963

شكلت هذه الحكومة بعد حكومة وصفي التل التي لم تدم في الحكم سوي أربعة أشهر وهذه الحكومة أى حكومة سمير الرفاعي لم تدم في الحكم شهرا واحدا إذ حجب مجلس النواب الثقة عنها فاستقالت على أثر ذلك وشكل الحكومة حسين بن ناصر وبادرت هذه الحكومة بحل مجلس النواب الذي اسقط حكومة سمير الرفاعي وكان هذا الحل كما ذكر هاني سليم خير في كتابه:

السجل التاريخي المصور لمجالس الوزراء والأعيان والنواب والوطني الاستشاري 1920- 1990 الطبعة الثانية صفحة 67 بناء على نص كتاب التكليف الملكي الذي قرر أن النواب الذين حجبوا الثقة عن الوزارة المستقيلة لم يكونوا معبرين عن إرادة الناخبين؟

وكان موقف الإخوان من هذه الحكومة واضحا إذ حجبوا الثقة عنها ومما جاء في كلمات الإخوان النواب يوسف العظم ومشهور الضامن ما يلي ك لئن استشهد الرئيس بآيات بيانات فإنها لم تخرج عن المفهوم الأخلاقي في وضع الأذى والصبر على المكروه فجاء البيان خاليا من اعتبار الإسلام شرعة نظاما بل لم يلمح لشئ من جوانب النظم الإسلامية في السياسة والاقتصاد والتربية والاجتماع والجندية وأقل ما يمكن أن يشير إليه البيان هو قناعة الحكومة مثلا أو إمكانية توجه البلد نحو تشريع إسلامي أقوم ولو على مراحل من التطبيق العملي والتنفيذ في وقاع الحياة على اختلاف مرفقها .

وفي مجال حرية الرأي جاء الرد على زعم الحكومة بما يلي:

" وأذكر أن دولة الرئيس قد قابل يوما كثيرا من حججنا التي كنا نبديها في صحيفتنا الكفاح الإسلامي بكثير من حججه التي لم تخرج عن السجن والاعتقال والمطاردة ومصادرة صحيفتنا المشار إليها والتي لا زالت حبيسة لا تعرف طريقها إلى النور بفضل توقيع من قلم دولته
كما يصعب على ذاكرتي ن تنسي أن إخوانا من إخواني في العقيدة والكفاح والجماعة المؤمنة التي أمثلها قد أعتقله دولة الرئيس لخلاف في الرأي وتباين في الفكرة وهو عضو في مجلس سابق بين أورقة هذا المكان الكريم وعلى التحديد هو الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين .
ومن هذه المنطلقات وعلى مثل هذه الأسس فإننا نعلن حجب ثقتنا "

وجاء في كلمة الأستاذ مشهور الضامن بعد أن ذكر أهمية السلطة في مقاومة الفساد وتغيير المنكر ولكنه شكك في توجه الحكومة نحو مقاومة الفساد بل ألمح إلى تبني الحكومة للفساد فقال:

" وتقريرا للحقيقة أذكر أنه كان في نابلس في عهد الانتداب محل واحد لبيع الخمر يقال له سبني خاص بالأجانب واليوم نري الباب مفتوحا على مصراعيه لبيع وشراء الخمر وإعطاء الإذن الرسمي لذلك وظهور أمور تتنافي والشعائر الدينية والأخلاق والتقاليد وإننا في هذا البلد لسنا في حاجة إلى هذه المظهر المحرمة...
بل نحن بحجة إلى أن نحكم كتاب الله تعالي في أنفسنا وفي مجتمعنا ونطبق ما جاء به من إرشاد حكيم يمنع الاستهتار بالقيم الأخلاقية ويبعث الفضائل الاجتماعية ويحقق سعادتي الدنيا والآخرة هذا وقد شكك في إيمان الحكومة بحرية الفكر وقدم الشواهد على عكس ما تزعمه الحكومة فقال وقصة الاعتداء على كرمة هذا المجلس في شخص نائب منه
ما زالت قائمة لم تحل بعد ولست أدري أى أمن يتوفر وأى احترام يمكن أن يقوم لوجود الفرد إذا كان مدير مباحث الحكومة بينه وبين الإنصاف عداء مستحكم وخصومة مريرة والذي أريد أن أصارحكم به أن حرية الشعب في الأوقات العصبية التي تجتازها البلاد تساوي وجوده ومستقبله .
وختاما إني أسأل الله العلي القدير أن يوفق الحكومة لعمل الخير وخير العمل وأن يسدد الخطأ لوحدة شاملة وأرجو أن أعلن حجب الثقة عن هذه الحكومة هذا وقد تم حجب الثقة في الجلسة السابعة عشرة من الدورة العادية الأولي 20 نيسان 1963 وسجلت هذه الكلمات مطبوعة في ملحق الجريدة الرسمية المجلد السابق الصفحات 1101 -1112.

حكومة بهجت التلهوني الخامسة 13 /8/1969 - 19 / 4/ 1970

ولقد حجب الإخوان المسلمون الثقة عن هذه الحكومة على لسان نائبهم الأستاذ يوسف العظم من خلال كلمة جامعة ناقش فيها موقف الحكومات بعد حرب 1967 وموقف حكومة التلهوني وأدان هذه الحكومات بأنها لم تعد لاسترجاع ما اغتصب من أرض الوطن وشكك في أمانة الحكومة في إيصال أموال الصمود إلى مستحقها وتبذيرها على المحاسيب وذوي العلاقة بكراسي الحكم التي تدني هذا وتبعد ذاك وتمنح هذا وتمنع ذلك.

وعدم جدية الحكومة في تبني سياسة اقتصاد حرب وشكك في نظافة الحكومة فقال:

" هل شعر الناس يوما أن الحكومة أية حكومة وضعت وهي واثقة من طهرها مطمئنة لنظفتها قانونا أو سؤالا أو همست على الأقل همسا لبعض المدللين والمقربين من ين لك هذا؟أم ن الحكومة لا تكلف نفسها بالسؤال لأنها تعلم من أين لهم هذا؟

وقد حمل الأردن وغير الأردن مسئولية إقصاء الإسلام عن القضية الفلسطينية فقال:

إن البلاد العربية والأردن جزء منها مسئولة مسئولية تاريخية عن إقصاء الإسلام عن القضية الفلسطينية إقصاء متعمدا خطط العدو له حتى ناله ووصل إليه وهو يهدف من وراء ذلك قتل روح الجهاد في الجندي المرابط في الخندق وروحه ودمه .

وختم كلمته التي ألقاها في الجلسة الرابعة من الدورة العادية الثالثة الواقعة في 22 تشرين الثاني سنة 1969 بحجب الثقة عن حكومة التلهوني بقوله:

وبعد فإنني بعد أن قمت بالنصح همسا ثم قمت به علانية أعلن حجب الثقة عن الحكومة ومثل ما بدأت بياني بقول الحق جل وعلا أختمه بقوله تعالي (هذا بيان للناس وهدي وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

حكومة وصفي التل الخامسة 28/10 / 1970 - 28 /11/1971

حينما قرر النظام في الأردن ضرب العمل الفدائي وتصفيته في الأردن بعد أن صدرت منه تصرفات أزعجت النظام واضطرب حبل الأمن في البلد شكل حكومة عسكرية برئاسة الزعيم محمد داود في 16 أيلول سنة 1970 ولم يلبث إلا مدة أسبوع في الوزارة حيث استقال وهو في القاهرة موفدا من الملك على رأس وفد أردني لحضور مؤتمر القمة العربي بشأن الأحداث الدموية بين الجيش والفدائيين في المدن الأردنية

وفي القرى كلف الملك أحمد طوقان بالوزارة إلا أنها لم تستطع القضاء على العمل الفدائي فكلف الملك السيد وصفي التل بتشكيل الحكومة التي أخذت على عاتقها مسئولية إعادة الأمن والنظام إلى البلاد بملاحقة العمل الفدائي وتصفيته وقد استطاعت فعلا أداء مهمتها على أتم وجه وأكمله .

ومما يجدر ذكره أن وصفي التل ختار الدكتور اسحق فرحان الذي كان يومها عضوا في قيادة الإخوان المسلمين أى المكتب التنفيذي وسلمه وزارتين في حكومته هما وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والمقدسات والشئؤون الإسلامية فاجتمع مجلس الشوري للإخوان المسلمين فورا وأصدر قرار يأمره بالاستقالة من الوزارة وتركها وإن لم يستجب فيجمد من جماعة الإخوان المسلمين لإشعار آخر

وقد ذهب إليه وفد من مجلس الشوري وأبلغوه قرار الشورى بشأن وجوب استقالته وترك الوزارة فأصر على بقائه فيها مخالفا بذلك قرار مجلس الشوري فأبلغ قرار مجلس الشوري بتجميده من جماعة الإخوان المسلمين وظل مجمدا عشر سنوات ونيف .

وبعد أن قامت الحكومة بمهمتها وأتمت دورها اغتيل رئيسها وهو في القاهرة مترئسا الوفد الأردني لاجتماع مجلس وزراء الدفاع العربي المشترك.

هذا ومما يجدر ذكره أيضا أن حكومة وصفي التل قد تقدمت ببيانها الوزاري لمجلس النواب لأخذ الثقة فقرر الإخوان المسلمون حجب الثقة عن هذه الحكومة وقد ألقي الأستاذ يوسف العظم بيان الجماعة في جلسة مجلس النواب الرابعة من الدورة العادية الثالثة في 22 تشرين الثاني سنة 1969.

ونقتطف من هذا البيان الفقرات التالية:

" أناقش البيان الوزاري من منطلق الخوف من الله وحده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .وتساءل : هل أموال الصمود المرصودة تصل إلى مستحقيها أم أن المحسوبية والقرابة وذوي العلاقة بكراسي الحكم هي التي تدني هذا وتبعد ذلك وتمنح هذا أو تمنع ذاك .
هل تقدم للإنسان العربي أمل النصر بما يتحدث عنه الناس من صفقات مريبة لسلاح أقل ما يقال عنه انه غير فعال ؟إننا نرفض أن يكتفي من قادة المسلمين أن يعلنوا شجبهم جريمة حرق المسجد الأقصى تماما كما تفعل احدي الجمعيات في ايطاليا .
ويختم البيان بحجب الثقة فيقول وبعد فإني بعد أن أقمت النصح همسا ثم قمت علانية أعلن حجب الثقة عن الحكومة ومثلما بدأت بياني بقول الحق جل وعلا أختمه بقوله تعالي (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)

حكومة أحمد اللوزي الثانية 12/8/1972 – 26/5/1973

عل فى أثر اغتيال وصفي التل رئيس عهد الملك إلى أحمد اللوزي لتشكيل وزارته الأولي وقد كان اللوزي وزيرا للمالية في حكومة وصفي التل ولم تلبث حكومة اللوزي إلا مدة يسيرة لم تبلغ سنة بل أ قل من ذلك .

إذ قدم اللوزي استقالته فأعد الملك تكليفه بتشكيل الوزارة من جديد فشكلها وألقي بيانها الوزاري في مجلس النواب من أجل الحصول على ثقة المجلس وكان قرار الإخوان المسلمين حجب الثقة عن حكومة اللوزي وهذا عرف وأصبح من البديهيات أن الإخوان يحجبون ثقتهم عن هذه الحكومات لدرجة أن أحد الساسة يقول لأبي جهاد :" لماذا تحجب الثقة عن كل حكومة؟فكان سؤاله للسائل:لماذا تعطي الثقة لكل حكومة ؟"

ولقد أوضحت الكلمة عدة أمور هي

" إن الإسلام دين حياة ونظام عمل ينظم العلاقات بين لعباد والخالق سبحانه وبين العباد أنفسهم ويوضح قواعد السياسة وأسس الاقتصاد ومناهج التربية وخطط الحرب بما يغنينا عن اشتراكية الشرق لحاقدة وديمقراطية الغرب الهزيلة "
وأوضحت الكلمة أن الإسلام وحده يجمع شمل الأمة ويصلح شأنها وأن وحدة الضفتين أمر حتمي لا يجوز أن يفرط فيه إنسان وان فلسطين كلها أرض إسلامية لا يجوز التنازل عن شبر منها وتطالب الكلمة وضع المناهج الإسلامية موضع التنفيذ في المسجد والمدرسة والسوق والمذياع ودار الحكومة ومجلس النواب ..

وختمت الكلمة بما يلي:

" إننا حينما نؤيد موقفا من المواقف إنما نفهم من التأييد مساندة للخير ودعما للحق في المسيرة التي لا بد أن تتظافر فيها الجهود وتتكاتف فيها الأيدي ويشد فيها البنيان بعضه بعضا وإننا حين نعارض موقفا من المواقف معارضة بناءة إنما يعني ذلك إسداء النصح وحب الخير وتقويم النهج ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .

ثم حجب الثقة قائلا:

" وعليه وبناء على ما أوضحت من أسس إسلامية خالصة وإلى أن يوضع الحكم الإسلامي موضع التنفيذ أو أن يقبل على الحكم بالإسلام على الأقل فإنني أعلن حجب الثقة عن حكومة الرئيس اللوزي صاحب الخطة والبيان "

هذا ومما يجدر ذكره ن هذه الكلمة ألقيت بتاريخ 1/1/1972 في الجلسة الخامسة من الدورة العادية الخامسة حجبت الثقة عن حكومة اللوزي التي كان الدكتور اسحق الفرحان أحد وزرائها وقد اتخذت الجماعة بحقه عقوبة التجميد منذ أن أصبح وزير في حكومة وصفي التل وحتى عشر سنوات بعدها .

حكومة زيد الرفاعي الأولي 26/5/1973 – 23 / 11/1974

بعد وزارة أحمد اللوزي كلف الملك زيد الرفاعي ليشكل وزارته الأولي فشكلها في 26 /5/1973 وتقدمت لوزارة ببيانها الوزاري طالبة الثقة على أساسه .

ولقد شركت هذه الحكومة في مؤتمر السلام الذي عقد في جنيف بإشراف هيئة لأمم المتحدة (21 / 12/ 1973م) حيث قدم الرفاعي ست نقاط أساسية في بناء السلام .

وقد كان موقف الجماعة من هذه الحكومة هو حجب الثقة عنها ولقد سجلت كلمة الجماعة الذي أعدها وتلاها الأستاذ يوسف العظم في ملحق الجريدة الرسمية وتليت في الجلسة السابعة من الدورة الاستثنائية الأولي للدورة العادية السادسة 11 حزيران 1973 .

ولقد شملت الكلمة نقدا للأوضاع الأخلاقية السيئة في البلد وكذلك الوضع الإعلامي المهتري وفشو الرشوة والمحسوبية والفساد المالي وموقف الحكومة من قرار 242 وقالت الكلمة معقبة على قرار 242 :

" ولئن وقعت الحكومات العربية كلها والحكومة لأردنية احدي هذه الدول في موقف تكتكي فإننا نعلن بأن لأمة لن تقبل إلا بالتحرير الشامل .
إننا مدعون عقائديا وفكريا ودينيا ووطنيا أن ندعوا إلى تحرير بلادنا وأن نرفض الحلول الاستسلامية والسلمية والجزئية.وختمت الكلمة وإلى أن أري اتجاها إسلاميا كاملا شاملا فإنني أحجب ثقتي عن هذه الحكومة ".

وفي 23 / 11/1974 صدرت إرادة ملكية بحل مجلس النواب وفي نفس اليوم قدم رئيس الوزارة زيد الرفاعي استقالته فقبلت وكلف هو بعد ذلك بتشكيل الحكومة وجمدت الحياة النيابية بعد ذلك بسبب ظروف الاحتلال .

حكومة مضر بدران الثالثة 28 / 8/ 1980 -10/1/1984

كلف السيد مضر بدران بتشكيل حكومته الثالثة وكان قبل هذا شكل الوزرة مرتين وعمل قبل هاتين المرتين وزيرا في الحكومة الأردنية وكان قبل ذلك مديرا للمخابرات العامة .

وكان مضر في حكومته السابقة والحالية يضيق الخناق على الإخوان في الأردن وينفذ سياسة الأجهزة الأمنية في التضييق على شباب الإخوان في الجامعات وغير الجامعات.

ومما ينبغي أن يعلم أن السيد مضر بدران هو الذي قرر عزل الدكتور عبد الله عزام في حكومته الثانية وكان ذلك بناء على تنسيب من مدير المخابرات العامة يومها الأستاذ أحمد عبيدات .

وكان العزل بصفته حاكما عسكريا عاما بموجب الأحكام العرفية وقراره لا يقبل الطعن في أى محكمة من محكم الدولة وكان العزل على خلفية أن الشهيد الدكتور عبد الله عزام متعاطف مع الثورة الإيرانية ومؤيدا لها ضد النظام العراقي الدموي في الحرب الإيرانية العراقية ..

لقد دفع ثمن موقفه هذا الفصل من الجامعة وكان قبلها قد منع الدكتور عبد الله عزام من لسفر خارج الأردن ولو لأداء العمرة إذ سحب جوازه منه وحجز في المخابرات العامة وحاول أكثر من مرة أن يعتمر فلم يعط جوازه ومنع من أداء النسك .

لقد كان موقف الإخوان المسلمين واضحا من حكومة مضر إنكار هذه السياسة سياسة التضييق على الحريات العامة للمواطنين ومنهم الإخوان المسلمون .

وفي هذه المرحلة أعاد الإخوان الحديث عن إستراتيجيتهم الثابتة وسياستهم القائمة نظرة الإسلام لهذه الحكومات وتحديد الموقف من هذه الحكومات قربا أو بعدا بناء على مدي أخذ هذه الحكومات بالإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة وأن الإخوان المسلمين لا يثقون بأى حكومة لا تطبق أحكم الشريعة في جميع شئون الحياة ولا يقبلون بالدساتير الوضعية والقوانين الوضعية بديلا عن أحكام الشريعة السمحاء ..

ومن هذا المنطلق فإن الإخوان المسلمين لم يكونوا في يوم من الأيام مطية لحكومة من الحكومات و لنظم من الأنظمة الجاهلية المناقضة للإسلام..

حكومة أحمد عبيدات 10/1/1984 – 4/4/1985

وبعد حكومة مضر بدران كلف الملك لأول مرة السيد أحمد عبيدات الذي كان وزيرا للداخلية في حكومة مضر بدران ومن قبله كن مديرا للمخابرات العامة .

ومما يؤسف له أن الإسلاميين في عهد حكومة السيد أحمد عبيدات قد ضيق عليهم وأقول إن المراد بالإسلاميين هنا هم الإخوان المسلمون في الأردن فكان الإخوان وشبابهم يتعرضون للمضايقات الأمنية وبخاصة في جامعة اليرموك.

ومما يؤسف له أيضا أن الذي كتب كتابا يطلب فصل الشيخ الفاضل الشهيد عبد الله عزام هو السيد أحمد عبيدات الذي كان يوم من الأيام من الإخوان المسلمين يوم أن كان طالبا وبعد أن تخرج من الحقوق ببغداد ومع هذا يكتب رسالة يطلب فيها عزل الشيخ عبد الله عزام من الجامعة ويستجيب السيد مضر بدران لطلب مدير مخابراته السيد أحمد عبيدات فيقرر عزل الدكتور عبد الله عزام رحمه الله تعالي .

وفي عهد حكومة السيد أحمد عبيدات عقدت ندوة في الجامعة الأردنية وفي المركز الثقافي التابع للجامعة وبحضور السيد أحمد عبيدات وكان يومها رئيسا للوزراء وعنوان الندوة تجسير الفجوة بين العلماء والحكام ..

وقد أقر الجميع أن هنالك فجوة بين العلماء والحكم وأن العلماء واجبهم أن يقولوا الحق والحكام يكرهون ذلك فيؤذون العلماء ووجه أحد الإخوان العلماء لرئيس الوزراء يسأله عن أسباب فصل الدكتور عبد الله عزام من الجامعة وأسباب إبعاد الأكفاء من خريجي كلية الشريعة إذا كانوا من الإخوان المسلمين .

لقد كان الإخوان المسلمون يضايقون في حكومة أحمد عبيدات وكان وزير الأوقاف في حكومته السيد عبد خلف داوديه الذي كان من الإخوان المسلمين بل كان من أعضاء المكتب التنفيذي لقيادة الإخوان وهو الذي أبعد الدكتور همام سعيد عن المسجد الكبير في صويلح كما ابعد غيره من الخطباء .

لقد كان موقف الإخوان من هذه الحكومة عدم الثقة بها لأنها لا تطبق الإسلام وليس في خطتها تطبيق أحكام الشريعة ولأنها تحكم الشعب بالحديد والنار وبالأحكام العرفية وسيفها المصلت على رقاب المواطنين وكان قرر رئيس الوزراء وهو الحاكم العسكري العام هو القانون الذي يأخذ صفة القطعية ولا يملك أحد أن يطعن فيه ولا ن يرده .

وفي جلسة الثقة قررت قيادة الإخوان المسلمين في الأردن حجب الثقة عن حكومة أحمد عبيدات وألقي الأستاذ يوسف العظم نائب الإخوان المسلمين في الجلسة السادسة من الدورة العادية الأولي 2 شباط 1984 .

" إن الأرض التي تخنق فيها الحرية... أو يجهض فيها الحوار .. أرض سبخة لا تنبت أحرار ولا تلد مفكرين وعليه فإننا نطالب الحكومة أن توفر مزيدا من أجواء الحرية والمسئولية يتفيأ بظلالها حامل القلم في المؤسسة الفكرية وحامل البندقية في المؤسسة العسكرية وحامل المعول في المؤسسة الزراعية وعليه فإننا نطالب الحكومة بإلغاء الأحكام العرفية التي فرضتها ظروف قاهرة وقانون الدفاع الذي يغني عنه كثير من القوانين .

وختم كلمته بقوله:

إن المنهج الذي التزمنا به والذي يقتضي تطبيق منهج الله وأحكم الشريعة الإسلامية السمحة تطبيقا متكاملا يتناول عقيدة الأمة ومنهاج حياتها وحرصا منا على قيام حوار هادف بناء وتوفير جو معافي من أجواء الحرية وجريا على عادتنا مع الحكومات المتعاقبة دون استثناء فإنني أحجب الثقة عن الحكومة حجبا نابعا من الالتزام قائما على الاحترام بعيدا كل البعد عن روح العداوة والخصام

حكومة زيد الرفاعي 4/4/1985 - 24/4/1989

على أثر استقالة حكومة عبيدات كلف زيد الرفاعي بتشكيل الحكومة الأردنية وشكل الرفاعي الحكومة ولم يشرك الإخوان فيها وقرروا حجب الثقة عنها وحجبوها فعلا .

كانت سياسة الرفاعي تحجيم الإخوان المسلمين في جميع الأجهزة والدوائر والوزارات والجامعات وقد قام بهذا الدور ففصلت حكومته مئات الإخوان من العمل وحالت بين مئات آخرين وبين العمل وارتفعت الأسعار ارتفاعا لم يعهد له مثيل في البلاد وانخفض سعر الدينار الأردني وقلت العملة الصعبة في السوق وازدادت البطالة وارتفعت المديونية وانتشر الفساد المالي والإداري والأخلاقي وعبر الناس عن سوء الأوضاع التي يقاسون منها ..

وجاء ضابط كبير في المخابرات الأمريكية اسمه روبرت ساتلوف ليدرس الأوضاع في الأردن وقدم بحثا بعنوان التحديات التي توجه النظام الأردني في عهد الملك حسين بعده أوصي النظام أن يتعاون مع كل الاتجاهات ضد الإخوان المسلمين لأن أكبر تحد في نظره هم الإخوان المسلمون .

وقد ملأ هذا البحث بالافتراء والتحريضات ضد الدعاة إلى الله من شباب الإخوان المسلمين واعتقل كثيرون في أيام هذه الحكومة من الجماعة كما فصل عدد لا يستهان به من أساتذة الجامعات وبخاصة جامعة اليرموك.

قام الإخوان المسلمون يحددون موقفهم من هذه الحكومة ويصدرون بياناتهم المتكررة يوضحون للشعب ممارساتها الخاطئة والمظالم التي ألحقتها بالجماعة وحددت الجماعة موقفها من تصرفات هذه الحكومة وأجهزتها هو الصبر على الأذى حتى يفرج لله الكرب .وكان شعارهم " ولنصبرن على ما آذيتمونا "

وفي هذه الحكومة شعر الناس بوضوح أن الإخوان المسلمين في خندق والحكومة في خندق آخر وأن الحكومة التي تمثل النظام تطارد الجماعة ورموز الجماعة ورجالاتها والجماعة صابرة محتسبة تحتمل كل ذلك في سبيل لله فأحب الناس رموزها ورجالها ومنحوها ثقتهم وكان ذلك واضحا في انتخابات عام 1989.

هذا وقد صدر في عهد هذه الحكومة إعلان فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية بتاريخ 30/7/ 1988 وعارضه الإخوان في بياناتهم وعلى ألسنة خطبائهم في المساجد وقد فصل الدكتور همام سعيد من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بسبب نقده ونقضه لهذا القرار الأخير.

هذا وقد حجب نواب الإخوان المسلمين ثقتهم عن حكومة زيد الرفاعي لاستمرارها في الاعتداء على الحريات العامة كسابقاته وتحميل البلد مديونية كبيرة وانتشار الفساد الإداري والمالي وقد أثار نواب الإخوان هذه القضايا في المجلس النيابي العاشر وسجلات المجلس ندل على هذا ومحاضر الجلسات كذلك المنشورة في الجريدة الرسمية ..

ففي الجلسة الرابعة المنعقدة يوم الاثنين الموافق 29/4/1985 ناقش نواب الإخوان البيان الوزاري لزيد الرفاعي وحجبوا الثقة عنه وهم الأستاذ يوسف العظم والدكتور أحمد الكوفحي والدكتور حافظ عبد النبي والدكتور عبد الله العكايلة وجاء في كلماتهم ما يلي:

  • إن الخطوط التي نسير عليها ونلتزم بها ونحيا لها وفي ظلالها: الدعوة إلى أسلمة كل مرفق من مرافق هذا البلد في شتي مجالاته ومختلف حقوله التربوية والاقتصادية والعلمية والقانونية والعسكرية والسياسية بحيث يصبح بلدنا وطنا أمثل في ظل منهج رباني سليم شعاره البناء والعطاء والجهاد والاستشهاد والرفق والمودة والعلم والإيمان والإيحاء والمحبة نسلك في سبيل تحقيق ذلك منهج الله وسبيل السلف الصالح.
  • وعليه فإننا نطالب بترجمة عملية لمقولة يشرف بها دستورنا ونص يعتز به بلدنا وهي المادة الثانية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي وكل ممارسة أو قول أو منهج يخالف هذه المادة إنما يخالف المنهج الرباني والهدي النبوي والطريقة المثلي ..
  • تطهير أجواء الأردن من الخمر لا في مؤسسة عالية فحسب بل في كل ركن من أركان المجتمع .
  • الثبت أن القوانين الاستثنائية في البلاد لا توفر لأمن ولا تقيم للعدالة وزنا لأنها لا تستأنف ولا تناقش قرارها قطعي كأنه قول منزل لا يجوز الطعن فيه والاعتراض عليه .

ومن المطالب التي جاءت في الكلمات:

  • " أن يتاح لكل مواطن حرية الحوار وإبداء الرأي "
  • أن يختفي من قاموس حياتنا الاضطهاد والعنف معا "
  • أن حكم الله وشريعة الرحمن (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
  • التحليل والتحريم من خصائص الإلوهية "
  • تربية الأمة على العقيدة وتبني الجهاد وعلى حب الاستشهاد "
  • محاربة الكسب غير المشروع وسن قانون (من أين لك هذا؟)
  • سن قانون فريضة الزكاة "
  • دعم العمل الإسلامي في داخل الأرض المحتلة "
  • منع الاختلاط في المدارس والجامعات وكليات المجتمع "
  • إقامة الصلاة في المدارس "

حكومة زيد بن شاكر الأولي 27/4/1989 – 4/12/1989

شكلت حكومة زيد بن شاكر على أثر أحداث نيسان في الجنوب نتيجة انخفاض سعر الدينار وارتفاع الأسعار وشيوع البطالة في الحكومة السابقة حكومة زيد الرفاعي وقد شكلت هذه الحكومة للنظر في ظلامات الناس وتصويب ما يمكن تصويبه من ظروف المواطنين الصعبة التي فجرت أحداث الجنوب وقضايا المفصولين من دوائر الدولة لأسباب أمنية وحجز جوازات سفر المواطنين ومطاردة الناس في أرزاقهم والتضييق على الحريات العامة.

وكان كتاب التكليف يتضمن توجيهات للحكومة وضرورة الفصل بين الدين والسياسة والاهتمام بالأوضاع لاقتصادية والأمنية وحرية المواطنين .

وفي عهد هذه الوزارة قابل الملك قيادة الإخوان المسلمين في الأردن بحضور الأمير حسن وبحضور رئيس الوزراء زيد بن شاكر ورئيس الديوان يومها ذوقان الهنداوي وعدنان و عودة وجري حوار صريح حول الأوضاع في البلاد والقضايا الحساسة وبخاصة الحريات العمة والاعتداء على حقوق المواطنين وأمنهم بدون مبرر وكذلك إبعاد الإخوان المسلمين عن منابر التوجيه وفصل الأساتذة من الجامعات والمعاهد العليا وكذلك المعلمين من الإخوان المسلمين وصدر وعد في المقابلة بتصويب الأمور وإنصاف المظلومين وإخراج المساجين السياسيين .

ومما يؤسف له أن هذه الأمور كانت وعودا لم يتحقق ولم يحقق شئ منها في حكومة زيد بن شاكر .

وقد راجع الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين رئيس الوزراء أكثر من مرة يذكره بالوعود التي تمت في اللقاء الذي حضره في القصر من إعادة المفصولين إلى أعمالهم ومن إعادة جوازات السفر المحجوزة ومن إخراج المساجين والمعتقلين ومنع المواطنين من السفر وحرمانهم من شهادة حسن السلوك إذا أرادوا أن يعملوا في الخارج .

لقد استمر التضييق على الإخوان في عهد الوزارة ولم يعد واحد من الإخوان المسلمين المفصولين إلى أعمالهم ..ولقد استمر الإخوان على مناهجهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على لأواء الطريق والثبات على المبدأ واللجوء إلى الله فهو وحده مفرج الكروب .

وقد أجريت الانتخابات النيابية في عهد هذه الحكومة ولا يستطيع المدقق والمراقب أن يجزم بأنها خالية من التدخل من الجهات الأمنية ولكنها نسبيا أقل تدخلا من غيرها .

وإن كنت هذه الحكومة قد سعت واتصلت بكثير من النواب لإختيار السيد سليمان عرار رئيسا لمجلس النواب وكانت جادة في تحقيق رغبتها وقد حقق النواب رغيتها فأنجحوا مرشحها ولم ينجح مرشح الإخوان المسلمين والخيرة فيما اختاره الله .

وفي هذه الظروف القاسية كان الإخوان المسلمون في الأردن في غاية الوضوح في سياستهم وفكرهم وأكدوا على جملة من الثوابت وهي:

  1. يحدد الإخوان المسلمون سياستهم وموقفهم من أى نظام على مدي قربه من الإسلام أو بعده عنه.
  2. مقاومة الفساد
  3. لا يكون الإخوان المسلمون وأى نظام لا يطبق الإسلام في خندق واحد.
  4. الاستمرار في القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كانت الظروف قاسية.
  5. التعاون مع الجماعات الإسلامية فيما تتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
  6. التركيز على بناء الصف الإخواني وصلابته بالتربية الإخوانية المتكاملة
  7. الثبات على المبدأ والصبر على لأواء الطريق .

حكومة مضر بدران الرابعة 6/12/1989 – 19/6/1991

بعد انتخابات عام 1989 كلف الملك مضر بدران بتشكيل الحكومة الأردنية وعرض على الإخوان أن يشاركوا فطلبوا وزارات بعينها وهي وزارة التربية والتعليم وزارة التعليم العالي , ووزارة الأوقاف فاعتذر عن المشاركة وأبلغوه أن يشكل الوزارة ولن يشاركوا معه لما اعتذر عن إعطائهم وزارة التربية والتعليم.

وشكل مضر بدران الوزارة دون إشراك أى وحد من الإخوان وقدمت حكومة مضر بدران بيانها الوزاري طالبة الثقة على أساسه وقررت الجماعة أن يشترطوا إعطاء الثقة الالتزام من مضر بدران تلبية أربعة عشر شرطا وتحقيقهاوهي:

أولا: التوجه نحو تطبيق الشريعة الإسلامية وتعديل القوانين التي تتعارض مع المادة الثانية من الدستور وذلك سير بالأمة على طريق التقدم نحو الإسلام والتدرج في التطبيق في شتي المجالات التربوية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية
ثانيا: أن تعيد الحكومة المفصولين من الجامعات والمؤسسات الحكومية بدعوي الأسباب الأمنية وكذلك الذين صرف النظر عن تعيينهم للأسباب الأمنية ذاتها.
ثالثا: أن تحول الحكومة دون تدخل الأجهزة لأمنية في التعيين في وظائف الدولة والبعثات الدراسية ورخص المهن والجمعيات الخيرية والأندية والنقابات المهنية والمؤسسات الخاصة .
رابعا: أن تحدد الحكومة موعدا لإلغاء الأحكام العرفية بحيث لا يزيد عن ستة أشهر .
خامسا: القضية الفلسطينية أرض مقدسة لا يجوز التفريط بشبر واحد منها وقضية شعب تكالبت عليه قوي الشر وعليه فلابد أن تقوم الحكومة بدعم هذا الشعب في انتفاضته الباسلة وجهاده المبرور.
سادسا: أن تعمل الحكومة على دعم الحركات التحررية ضد الاستعمار وإنهاء السيطرة الأجنبية على الأوطان المغتصبة .
سابعا: أن تعمل الحكومة على وضع قانون من أين لك هذا ؟ لمحاسبة الذين حصلوا على ثرواتهم بطرق غير مشروعة وتطبيق مثل هذا القانون بجدية وحزم.
ثامنا: أن تبذل الحكومة جهدها وأن تعد بالعمل على إعادة الأموال المهربة واستثمارها في الداخل ..
تاسعا: أن تعد الحكومة وتلتزم بسياسة التقشف التام في جميع أجهزة الدولة
عاشرا: أن تقوم الحكومة بإلغاء الفوائد على قروض الدولة الصغار المزارعين وقروض الإسكان لتكون خطوة أولي نحو التخلص من النظام الربوي بالتدرج..
حادي عشر: أن تأذن الحكومة للمعلمين في الدولة بتأسيس نقابة لهم ترعي شئونهم وتطالب بحقوقهم ..
ثاني عشر: أن تقوم الحكومة بإنشاء كلية العلوم الشرعية في جامعة اليرموك .
ثالث عشر: أن تمنع الحكومة تراخيص الخمر للمسلمين بيعا وصناعة وأن يمنع تقديمها في المؤسسات العامة وبخاصة في الملكية الأردنية ..
رابع عشر: السماح بإنشاء جامعة إسلامية .

وقد جاء في كلمة نواب الإخوان المسلمين:

" لقد جاءت الحكومة بتشكيلها الحالي دون مستوي الطموحات فهي ليست حكومة إنقاذ وإصلاح وطني كما توقعها شعبنا إذ لا نستطيع بقدرتها على تحمل أعباء هذه المرحلة وما يكتنفها من صعوبات وأزمات .

وجاء أيضا:

أننا نري أن جهاز الإدارة العامة وإن كان يحتاج إلى تطوير إداري وإعادة هيكلة الإجراءات وتطوير أساليب العمل لتكون الإدارة الحكومية قادرة على الاستجابة لحاجات المجتمع بكفاية وفاعلية إلا أن هذا الجهاز بحاجة إلى تطهير من كثير من رموز الفساد والمحسوبية والشللية قبل تفعيل كفاءته لأن مثل هذه الكفاءة تحتاج إلى من يؤمن بتوجيهها إلى صالح المجتمع وحاجاته وهذا ليس من شأن الفاسدين ..

وبعد أن استمع رئيس الوزراء إلى كلمت النواب في جلسة الثقة التي استغرقت ساعات كثيرة قام بالرد على الكلمات وأعلن بأسلوب غامض أنه يوافق على مطالب نواب الإخوان المسلمين ويلتزم بالشروط التي طلبوها وذكر بعضها وأغفل بعضها الآخر .

واجتمع نواب الإخوان المسلمين بعد كلمته ورده للتشاور فانقسموا إلى فريقين فريق يقول " لقد أعلن التزامه ولابد أن نعطي الثقة " وفريق يقول " لقد كان غامضا في رده ولم يلتزم ولهذا لا نعطي الثقة " وكانت الأغلبية مع الفريق الأول وصدر عن نواب الإخوان المسلمين البيان التالي .

بعد استماعنا لإجابات دولة الرئيس على مطالب المجلس الكريم ومنها مطالب الجبهة الإسلامية التي تضم كتلة الحركة الإسلامية والكتلة المستقلة وبعض نواب الاتجاه الإسلامي ومدي تجاوبها مع مطالب هذا الشعب المؤمن الذي يبغي كل عوامل الإصلاح والبناء لما فيه خير هذا البلد والأمة
وتقديرا منا لجسامة المسؤولية في هذه المرحلة الدقيقة وحرصا منا على هذه التجربة النيابية الفذة والتزام منا بالحفاظ على استقرار هذا البلد وتقديم المصلحة العامة على كل اعتبار فقد قررنا إعطاء دولة الرئيس فرصة لإعادة النظر فيما تتطلبه المرحلة من سبل فعالة للتعامل معها وفق تطلعات الشعب ورغبة نوابه المحترمين محتفظين بحقنا في طرح الثقة في الحكومة في الحالة التي نري فيها قصورها عن تحقيق ذلك.
اللهم اشهد أننا قد وقفنا موقفنا هذا ابتغاء وجهك وحرصا على مصلحة عبادك في جو من الأمن والاستقرار بعيدين عن كل النوازع الذاتية والمصالح الفردية فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض 1/1/1990

وما كان يتوقعه الفريق الثاني قد كان فقد أخذ يتهرب كلما راجعه نواب الحركة الإسلامية بضرورة الوفاء بما التزم وأعطي الثقة على أساسه فبقي الخمر على ما كان عليه وبقي الفساد الأخلاقي والإداري على ما بقي عليه بل زاد وبقي البعد عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ولم تلغ الأحكام العرفية في عهد مضر ولم تعد الأموال المهربة إلى البلد ولم تأذن الحكومة بوجود نقابة معلمين .

وأخذت سمعة الرجل تتغير وأخذ نواب الإخوان يتوجهون لإعادة النظر في حكومة مضر ولكنه عرض على الإخوان أن يشاركوا في حكومته فشاركوا بخمس وزارات وظل يراوغ حتى انتهت وزارته ولم يحقق إلا أمورا بسيطة أما ما ذكرناه فبقي على حاله .

ومما يستحق الذكر أن أحد الوزراء الذين شاركوا في حكومة مضر بدران وهو وزير التربية قال بعد شبه الإقالة لحكومة مضر بدران مع ذم للوزراء الإسلاميين في كتاب قبول الاستقالة لقد تبين لى أن النظام كان يحول بيننا وبين الإصلاح وكان رئيس الوزراء يسمع منا ويسوف في الاستجابة وأخيرا لا يفي بما وعد لضغوط عليه كان يحتج بها .

واستمر الوزير قائلا:

إنني أعلن أني قد عدت إلى رأي الدكتور أبو فارس في أن المشاركة لا فائدة منها وأن التغيير المنشود لا يتم من خلالها "
ولكن يبدو أن طعم الوزارة لذيذة وشهوة الاستيزار لا تقاوم فعاد من جديد يطالب بالدخول في الوزارة ولو كانت وزارة تطبيع وإذعان لإرادة العدو اليهودي وأنه على استعداد للجلوس مع المسئولين اليهود والوزراء اليهود بعد وادي عربة حتى يقلل من أرباح اليهود في المفاوضات ويزيد أرباح الأردن.
وها هو ذا الآن يشذ على سياسة إخوانه ويشكك فيها ويتمرد على قرار الجماعة بالمقاطعة في الوزارة والانتخابات وتسول له نفسه بأن يفارق الجماعة التي أبرزته وأشهرته ولم يكن شيئا مذكورا إلا بفضل هذه الدعوة
ومما يجدر ذكره أنه أصر على موقفه المخالف لسياسة الجماعة ورشح نفسه للانتخابات النيابية للمجلس الثالث عشر التي قرت جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي مقاطعتها وفي منتصف شهر تشرين الثاني عام 1997 أصدرت جماعة الإخوان المسلمين قرارا بفصله من الجماعة وعدم انتخابه وعدم الدعاية له وكل من يقع في هذه المخالفات يحاكم ويحاسب ويعاقب .

وقد عرضت حكومة مضر بدران هذه تصورها لحل القضية الفلسطينية وأنها تري الطريق هو تطبيق قرار مجلس الأمن 242 وقرار 338 اللذين يعطيان اليهود جميع الأرض الفلسطينية المحتلة قبل عام 1987 وأن يعترف بهذه الدولة اليهودية وأن يتعهد بحفظ أمنها وأمن حدود من الدول العربية المجاورة وأن التفاوض يجري على الأرض المحتلة عام 1967 التي ملئت بالمستوطنات ولم يبقي سوي 8% من أرض فلسطين .

فأصدر الإخوان المسلمون والنواب بيانا واضحا كما رفع الإخوان النواب مذكرة وسجلت محاضر جلسات المجلس وأصبحت من وثائقه يرفضون فيها تصور الحكومة وموقفها المبني على قراري مجلس الأمن .

حكومة طاهر المصري 19/6/1991 12 /11 / 1991

ولقد ودعت حكومة مضر بدران بما لا يليق وكلف السيد طاهر المصري بتشكيل الحكومة الأردنية وشكلها ولم يشرط فيها واحدا من الإخوان المسلمين وبحث الإخوان موضوع الثقة بحكومة طاهر المصري ودعوة النواب الآخرين من الاتجاهات المختلفة لحجب الثقة عنها وتأكد النظام أن الأغلبية ستحجب الثقة عن حكومة المصري وتسقطها فاتصل بمجموعة من النواب وطلب منهم إعطاء الثقة كما صرح أحد النواب الحاضرين في جلسة المجلس وسجل كلامه في محاضر اجتماعات المجلس بالصوت والصورة وهو المحامي حسين مجلي .

أما الإخوان فقد كانت كلمتهم جامعة صريحة كل الصراحة تحجب الثقة وتدعو الآخرين لحجبها فقد جاءت الكلمة في كراس بلغ تسع عشرة صفحة .

ولقد تحدث البيان أو الكلمة بإسهاب عن ظروف مجئ حكومة المصري وأشخاصها وأنها جاءت وفق الطلب الأمريكي الآمر الناهي الوحيد في المنطقة وأنها حكومة استسلام للعدو اليهودي والاعتراف بدولته في ظل نظام دولي جديد فقد جاء في الكلمة ما يلي:

" في ظل هذه الأجواء جاء تشكيل الحكومة الجديدة التي يحظي الكثير من أعضائها بقبول أمريكي للانسجام مع معطيات هذا النظام الأمريكي الدولي الجديد وفي اعتقادنا جاءت لهدفين رئيسين :
الأولي: السير في خطوات عملية نحو ما يسمي بالحلول السلمية وتسوية القضية الفلسطينية وبصورة تتناقض مع ثوابتنا السياسية التي لا تعترف لليهود بشبر واحد من أرض فلسطين وفي مرحلة ضعف لأمة وتجزئتها وكسر شوكتها بعد أن أجهزت الولايات المتحدة ومعسكر التحالف تمرير المخطط الصهيوني .
الثاني: العمل على تحجيم الصحوة الإسلامية والحيلولة بينها وبين مراكز التأثير والقيادة في المجتمع الأردني على مختلف الصعد وفي سائر المجالات .
أما القول بأن مهمة الحكومة داخلية بالدرجة الأولي للتعامل مع مرحلة ما بعد الميثاق فإنها مع احترامنا لرئيسها وأعضائها ليست المؤهلة لمثل هذه المرحلة
وفي مجال توجيه الحكومة نحو تطبيق الإسلام جاء فلا نتوقع من حكومة لديه الرغبة والاستعداد لتحجيم الحركة الإسلامية أن تتبني شيئا من برنامجها الإصلاحي بالرغم من بضع كلمات وردت على استحياء عند ذكر الإسلام .
وأما تقويم الفريق الوزاري فقد جاء فيه إننا مع احترامنا للأشخاص ومع اعتذارنا لبعض الزملاء ممن نثق بأمانتهم وكفاءتهم إلا أننا حين نعرض الفريق الوزاري على معيار القوة والأمانة كشرط للجدارة في تولي مسؤولية الحكم لا نجد هذا الفريق مؤهلا لحمل مسؤولية أمانة الحكم في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلدنا وأمتنا لا نظن أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الإيضاح أو نشر للسيرة الذاتية والعملية لمثل هؤلاء بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقي معاذيره .

وختم البيان بذكر موقف الجماعة من الحكومة فقال:

وفي ضوء ما تقدم وتنفيذا للواجب الشرعي وإرساء لقواعد العمل الديمقراطي واستنادا إلى الحق الدستوري فإننا نعلن حجب الثقة عن هذه الحكومة داعين زملاءنا ممن يشاطرنا القناعة بعدم أهليتها إلى حجب الثقة عنها تمهيدا لإسقاطها وتشكيل حكومة مؤهلة تحظي باحترام الشعب وتحرر ثقة نواب الأمة .
أما إذا نالت هذه الحكومة هذه المجلس فلتعلم إنما تنالها بالفعل الضغوط المتلاحقة وعلى مختلف المستويات وبصورة كنا نتمني أن لا تكون وأن يترك لكل نائب اتخاذ قراره عن قناعة تامة لتخذ تجربتنا الرائدة مداها الحقيقي وتكون أنموذجا يحتذي في المنطقة بأسرها .
(يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخر ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء)
هذا وقد تحقق ما كان يراه الإخوان في حكومة المصري ما هي فاعلته على طريق الصلح مع اليهود إذ اتخذت قرارها بالمشاركة في مؤتمر مدريد المنعقد 30/10/1991 الذي ترعاه أمريكا وروسيا من أجل مصالحة العرب واليهود والاعتراف بدولة اليهود وبحدود آمنة يتعهد العرب بحماية أمنها وحدودها من المجاهدين في داخل فلسطين وخارجها كذلك .

واختارت الحكومة لأردنية " حكومة طاهر المصري " قرارها بتعيين عبد السلام المجالي رئيس للوفد المشترك الأردني الفلسطيني .وفي عهد حكومة المصري اعتقلت مجموعة من الشباب بتهمة تشكيل تنظيم مسلح غير مشروع لتغيير نظام الحكم بالقوة وسمي هذا التنظيم جيش محمد وحوكموا أمام محكمة عسكرية ..

حكومة زيد بن شكر الثنية 21 /11/ 1991 – 29/5/1993

وبعد استقالة حكومة طاهر المصري كلف زيد بن شاكر بتشكيل الوزارة فشكلها ولم يشرك الإخوان فيها وكان قرار الإخوان المسلمين حجب الثقة عن حكومة زيد بن شاكر .

أصدر نواب الإخوان المسلمين في مجلس النواب الأردني كلمتهم ردا على البيان الوزاري لحكومة الشريف زيد بن شكر في جلسة الثقة المنعقدة بتاريخ 9 جمادي الآخرة 1412 هـ الموافق 15 كانون الأول 1991 .

وقد بلغت هذه الكلمة باسم نواب الإخوان (16) ست عشرة صفحة من الحجم الكبير وقد عرضت الكلمة الثوابت التي ينطلق منها نواب الجماعة في تحديد موقفهم من أية حكومة وهي:

  1. تطبيق الشريعة الإسلامية
  2. قضية فلسطين إسلامية لا يملك أحد التنازل عن شبر منها .
  3. الخيار العسكري هو الخيار الوحيد للتصدي لليهود.
  4. سياسة التطبيع مرفوضة حاضرا ومستقبلا.
  5. الحية حق لكل مواطن لا يجوز الاعتداء عليه .
  6. أمن المواطنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم من الثوابت الشرعية
  7. الوحدة ثابت من ثوابت الشرعية .
ثم أخذت الكلمة تستعرض كل ثابت من هذه الثوابت وتناقش مدي جدية الحكومة بالأخذ فشرحت وخلصت إلى الحكومة من خلال الواقع العملي والبيان الوزاري لم تكترث بتطبيق الشريعة الإسلامية وأنها بعيدة كل البعد عن دين لله الذي يدين به الشعب
وأنها تستبعد شرع الله عن الحياة وقد عالجت الكلمة الحريات العامة وانتقدت ممارسات الأجهزة الأمنية القمعية والإرهابية المذلة للمواطن والوحدة الوطنية والوحدة العربية والإصلاح الإداري والوعظ والإرشاد والانتفاضة والغلاء وارتفاع الأسعار والسياسة التعليمية والسياسة وموقف الحكومة منها والاستمرار في مؤتمر مدريد والتنازل عن فلسطين وحذرت الكلمة من مخاطر السلام المزعوم أخلاقيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا وثقافيا .

ووجهت الكلمة نداء إلى الأمة والقادة والزعماء الذين دفعوا بها إلى خيار انتحارها فقالت:

" أيها القادة أخرجوا أمتكم من مهزلة استسلامها لعدوها والمغامرة بمستقبل أجيالها وتسليم مقدراتها إلى مغتصبي مقدساتها ".
إن خياركم الوحيد هو توجيه الأمة والعودة إلى شرع ربكم وإعلان الوحدة بين شعوبكم ورص الصفوف وتجوز الخلافات وبعد هذه الكلمة الصاخبة الشاملة حددت الجماعة موقفها من حكومة زيد بن شاكر فقالت : انطلاقا من الثوابت التي ذكرناها والبيانات التي أوردناها وانسجاما مع تصورنا لطبيعة العمل السياسي محليا وخارجيا ولطبيعة الصراع في المنطقة فهو صراع وجود لا صراع حدود ولما ناره من سياسات وتوجهات فإننا على استعداد للتعاون مع الجميع على كل ما من شأنه أن يحقق مرضاة الله أولا , ثم مصلحة شعبنا وأمتنا ثانيا .
أما فيما يخص السلام المزعوم والصلح مع اليهود والتحرك السياسي تجاه هذا الأم فإننا نجد أنفسنا وحفاظا منا على ثوابتنا المبدئية تجاه القضية الفلسطينية معارضين لهذه السياسة رافضين الاستمرار فيها.وعليه فإننا نحجب الثقة عن الحكومة.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد)

هذا واستمرت حكومة زيد بن شاكر في طريق المفاوضات مع العدو اليهودي وظل عبد السلام المجالي هو رئيس الوفد المشترك.واستمرت فيعهد حكومة زيد بن شكر محاكمة ما سمي بجيش محمد وحكم على بعضهم بالإعدام وعلى آخين بالمؤبد.

وقد تم اعتقال مجموعة من شباب الإخوان وتعرضوا للتعذيب وانتزعت اعترافات منهم وهؤلاء الشباب يقول التحقيق ن لهم صلة بحماس .

حكومة عبد السلام المجالي الأولي 29/5/1993 -8/1/1995

وقد كلف بعد حكومة زيد بن شاكر الثانية الدكتور عبد السلام المجالي بتشكيل الحكومة ولم يتصل بالإخوان المسلمين بشأن المشاركة بالوزارة ولم يشارك الإخوان بالوزارة واتخذوا قرارهم بحجب الثقة عنه فحجبوها بالإجماع عنه .

وكان قرار الإخوان أن تكون لكل نائب من النواب يلقيها في مجلس النواب يناقش البيان الوزاري ويقوم هذه الوزارة وبخاصة فيما يتعلق بالانتخابات النيابية للمجلس الثني عشر ولقد صرح نواب الحركة بأن هذه الحكومة قد تدخلت في الانتخابات ولم تكن نزيهة بل كانت ذات توجه لإبعاد بعض المرشحين

وكان لها ذلك, وتقريب بعض المرشحين وإنجاحهم مع أنهم لم يستحقوا ذلك, كما اعتبر النواب أن هذه الحكومة حكومة تطبيع مع العدو اليهودي وحكومة استسلام وبخاصة رئيسها هو رئيس الوفد الأردني في مؤتمر مدريد الاستسلامي وظل كذلك يفاوض اليهود حتى أصبح رئيس للوزراء وكثير من وزرائه يتبني سياسته الاستسلامية .

كما هاجموا هذه الحكومة لأنها اعتدت على مجلس النواب الحادي عشر إذ قامت بحله ووضع قانون الصوت الواحد بعد أن حلته .

وجاء في كلمات النواب من الجماعة ما يلي:

  • إن حكومة المجالي التي فاوضت العدو اليهودي تنازلت عن الحقوق التاريخية المقدسة في فلسطين وجعلت من فلسطين قاعدة شر وعدوان ينطلق منها اليهود لإتمام مشاريع التوسع على حساب البقية الباقية من البلاد.
  • هذه الحكومة تنازلت عن السيادة الأردنية على الضفة الغربية من خلال جدول الأعمال الذي وقعت عليه في 14/9/1993 الذي اعتبر الحدود بين الأردن وما يسمي إسرائيل الحدود التي كانت قائمة أيام الإنتداب البريطاني (أى نهر الأردن)
  • لم تلتزم الحكومة بالنزاهة في إجراء الانتخابات النيابية وارتكبت كثيرا من المخالفات وتسترت الحكومة على الحملات التي قامت بها بعض الجهات لتشويه صورة بعض المرشحين من بعض الاتجاهات وكانت المنشورات توزع تحت سمع الأجهزة الأمنية وبصرها بل وبمساعدة بعض الموظفين الرسميين وكان يتم التبليغ عن سيارات معينة دون أن تقوم الجهات بواجبها في المتابعة والملاحقة ومنعت الحكومة عن طريق أجهزتها من دخول ندوبي المرشحين في بعض دوائر قاعة الفرز النهائي وأعلنت النتائج في بعض الدوائر قبل أن تتم عملية الفرز ورصد الأصوات وجمعها وإعداد ضوابط بها والتوقيع على هذه الضبواط وغضت الطرف عن وزراء وأمناء عامين وضباط قوات مسلحة وعن استعمال سيارات حكومية لصالح المرشحين.
  • لقد هيأت الحكومة بقدرة وكفاءة عاليتين كل أسباب النجاح إنه النجاح في الحيلولة دون وصول أغلبية معارضة لمسيرة الاستسلام للمشروع الصهيوني لأمريكي القادم للهيمنة على المنطقة بأسرها .
نقول للحكومة : أعلي الله تجترئون أم بشعبنا تستخفون أم بنوابه تستهزئون؟ لقد كان الحياد من الحكومة في الانتخابات براء وهي مهمة لا أشهد ببراءة الحكومة منها إذ دخلت الحكومة بأجهزتها الرسمية وببعض وزرائها وبعض موظفيها وعلى الصعيد العملي والعلني حزب منافسا لنا ولمن يلتقون معنا على ثوابت مبدئية فيما يخص تصفية الصراع مع اليهود
وقد كان في مقدمة هذه الأجهزة وعلى رأسها المخابرات العامة التي مارست من أساليب الضغط والترهيب والتهديد .. حين تم تزايد إرادة الناخبين وحشد أصوات الكثير من موظفي الدولة وعناصر المخابرات والمخبرين والعسكرين والمكررين والأموات وقد بعث في هذه الانتخابات من المقابر ناخبون قبل الحشر الموعود.
أية حرية وأية نزاهة تتحدث عنها الحكومة التي أمطرتنا بوابل شآبيب عدلها وإنصافها ومساومتها تمثل بعشرات الألوف من المناشر التي غصت الحلوق النظيفة من أبناء شعبنا بعباراتها الهابطة وأفكها الفاضح التي كانت توزع من قبل موظفي الأج هزة الرسمية ومنتسبي المخابرات العامة وتحملها إلى الأحياء والمناطق سيارات المخابرات !!
أية عدالة وأية حرية وحياد للحكومة حين باشرت أجهزتها وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم عمليات إبعاد جماعية ونقل تعسفي لعشرات الموظفين بسبب انتسابهم لحزب جبهة العمل الإسلامي لقد بلغ تدخل الحكومة حدا لم يكن تصور حدوثه متوقعا حتى بلغ إلى مساومة المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية على استمرار تلك المعونة مقابل الإدلاء بأصواتهم لصالح من يراد نجاحه !!
إنني أعلن أمام مجلسكم الكريم أن الانتخابات في مجملها فيما خلا بعض الدوائر التي قد لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة لم تكن حرة ولا نزيهة بل كانت مطاردة ومقيدة لحرية الناخب مزورة لإرادته وأن الحكومة قد خرقت التزام الملك وضمانته الشخصية لهذا الانتخابات وأرهبت المواطنين واعتدت على حرياتهم وحقوقهم الدستورية .
وإن معالي وزير التربية كوفئ ببقائه في الوزرة لما أبداه من جدارة في تشتيت موظفي وزارته وتعطيل سير الدراسة في عشرات الصفوف بما في ذلك طلبة التوجيهي قرابة شهرين من الفصل الدراسي كما كوفئ معالي وزير الداخلية أيضا بالاستمرار في هذه الحكومة على الكفاءة العالية في إدارة الانتخابات وتهيئة كل أسباب النجاح التي فصلت فيها سابقا !!
إن الاستمرار في المسيرة التفاوضية في مرحلة يمر بها شعبنا تستدعي مواجهة الخطر الصهيوني برص الصفوف وتحسين الأمة وتعبئتها وعدم التفريط بالحقوق والحيلولة دون تحقيق أهداف العدو السياسية والاقتصادية والثقافية وتبصير أمتنا وشعبنا بالرؤية المستنيرة والسياسة الرشيدة التي تحفظ لهذه الأمة ثوابتها وتحفظ على قيمها وتجسد هويتها وتصون عقيدتها وترعي مصالحها وتؤمن مستقبل أجيالها لا أن تقاد الأمة في مناخ من اليأس والهزيمة والتمزق والتجزئة والاستضعاف إلى قبول الأمر الواقع القائم لتكريس الهيمنة الصهيونية الأمريكية على القرار السياسي والاقتصادي في الوطن العربي والإسلامي, أما إن كنا عاجزين عن التقدم نحو إحراز النص فلا يجوز أن تنزلق نحو الهزيمة ومرض اليأس والاستسلام على مستقبل الأمة وأجيالها .
إن حكومة العدو الصهيوني تضرب المثل في الثبات على المواقف المتصلبة .. بينما نسمع من حكومتنا عبارات اليأس والتخويف و التشبث بمسيرة الاستسلام للإرادة الصهيونية الأمريكية .
إن السبيل إلى الخلاص هو إعادة بناء الصف لجاد نحو الوحدة وتحكيم شرع الله في حياة الأمة لدحر الخطر الصهيوني القادم وتحرير ما اغتصب من أرض إسلامية غير أن حكومتنا كسائر الحكومات العربية عاجزة عن التوجه نحو هذا السبيل ..
إن ما عملته الحكومة في المهمة الأولي الانتخابات النيابية لعام 1993 وحدها كفيل بإسقاطها حتى لو كانت حازت على الثقة المجلس النيابي السابق فكيف بما ستجره على الشعب من مهمتها الثانية:
إنني أدعو كل من يملك حرية إرادة وتمثيل الشعب حقا وحقيقة أن يعفي هذه الحكومة من مهمتها ويجنب الشعب مزيدا من العنف والإرهاق في ظلها .
إذ لم تلتفت إلى ضنك العيش لذوي الدخول المحدودة وموظفي الدولة واكتفت بزيادة مرتبات أعضائها الأمر الذي لا نقره ولا نقر ترجمته المالية في الموازنة ما لم يقترن بزيادة موازية ومعقولة لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين لما نعلمه من معاناتهم .
  1. هذه الحكومة لا تتجه إلى الإسلام في مجالات الحكم.
  2. فرطت في حق الأمة التاريخي المقدس في فلسطين .
  3. قفزت عن الثوابت في القرآن والسنة والتاريخ بالتفاوض مع اليهود.
  4. مواقفها أساءت إلى الوحدة الوطنية فاحتكرت المراكز العليا لمؤيديها وهيأت للمحسوبية وتبنت الإقليمية .

وورد على زعم الحكومة في بيانها أنها ستدافع عن سمعة الإسلام الحنيف وجوهره بالقول:

" هل من معاني القدوة الحسنة في الدفاع عن الإسلام أن نضع العراقيل أمام رسالته وعلمائه ودعاته حي رشحت الحكومة أئمة مساجد من أنصاف المتعلمين بل إنهم أمام العلماء يعتبرون أميين , بغية التقليل من أصوات العلماء ودعاة الإسلام في الانتخابات النيابية ..
وإلى متي ستظل السجون كثر من عدد المستشفيات بل وإلى متى يظل عدد مقابر الموتي ضعفي عدد مستشفيات الأحياء.إن مصافحة الأيدي الآثمة لا تضمد جراحات القلوب وبخاصة إذا كانت جراحات تمت بخنجر الغدر الأمريكي وحلفائه وخيانة أفاعي النفاق الأعرابي .
وفي الختام أقول للحكومة بعد توقيعها على جدول أعمال المفاوضات الأردنية اليهودية يوم 14/9/1993 : هل اعتبرت من كامب ديفيد التي كان بطلها المحجوم السادات حيث أصبح محنط في مزابل التاريخ , وهل اعتبرت الحكومة من مراوغة ثعالب اليهود في شبه جزيرة طابا...

اذكر بقول نبي الرحمة:

إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر أى ما لم تصل الروح الحلقوم وقد مضي على مناقشة بيان الوزارة ثلاثة أيام , فيوم أذاب عن الحكومة الشحم ويوم أسقط فيه اللحم , يوم دق فيه العظم , لذلك قبل وصول الروح الحلقوم أنصح الحكومة بسرعة التوبة النصوح لله عزوجل وعلامة ذلك الحكم بالإسلام لتعم الشعب الرحمة والعدالة ثم الانسحاب السريع من المفاوضات الذليلة لتعم العزة والكرامة ولقد دب بنا القحط والمحل فلا أقول للحكومة أحجب الثقة بل أقول نصحا لوجه الله تعالي أنصح الحكومة بالاستقالة لعل الله تعالي يجعل في استقالتها غيثا يغيث الله به العباد لكن: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام.

وقد امتازت هذه الحكومة بالتضييق على حريات المواطنين والاعتداء على المجلس النيابي الحادي عشر بحله بدون مبرر قانون حتى يتسني لها سن تشريع قانون مؤقت هو قانون الصوت الواحد.

وكانت سياسة هذه الحكومة تقتضي تحجيم قدرة الإخوان المسلمين والتضييق عليها من خلال قانون الصوت الواحد ومن خلال الإجراءات التي تمت أثناء الانتخابات حيث تدخلت تدخلا سافرا وأعلنت النتائج في بعض الدوائر كالدائرة الخامسة من محافظة عمان قبل تسجيل الأصوات في اثني عشر صندوقا على لائحة الفرز وإعلان النتائج ولم يجمع لأى مرشح من المرشحين

جاء المحافظ وأعلن النتائج من علا ورقة معه والناس ينظرون ويراقبون فاحتج الناس الحاضرون إن النتائج لم تفرز ولم تجمع ولم يجمع لأى مرشح , ثم أعلن وزير الداخلية النتائج المكتوبة وقضيت المهزلة وأسدل الستار على المسرحية مسحية انتخابات عام 1993.

أما بالنسبة لعملية الاستسلام التي تقودها أمريكا فقد كان كما قال للوفد البرلماني الذي قابله وكاتب هذه الأسطر كان أحد أعضاء الوفد محتجا على ما يجري من تنازلات للعدو الغصب صار الأمر جاهزا وتاما بين الحكومة لأردنية والحكومة اليهودية للتوقيع في أى لحظة فالتفاهم بن الطرفين قام ولا خلاف .

وعلى إثر إقرار جدول الأعمال الأردني اليهودي في واشنطن في 14/9/1993 أنكر الإخوان المسلمون كما أنكرت سائر أحزاب المعارضة هذا الجدول واتخذت الجماعة موقفا من هذا بأن تسير مسيرة احتجا من مجلس النواب الأردني إلى مقر رئاسة الوزراء وتمت فعلا وكان أحد أعضاء الوفد كاتب هذه الأسطر وقدم الوفد مذكرة قوية واضحة وحازمة وقرأ هذه المذكرة النائب الدكتور همام سعيد نائب جماعة الإخوان المسلمين لفرع الدائرة الخامسة .

وقد ازدادت الإعتقالات والتضييق على الحريات في عهد حكومة المجالي كما أبعد معظم خطباء الإخوان وعلمائهم عن الخطابة في المساجد والتدريس بعد خطبة الجمعة واعتقلت كل من كان يتحدث في هذا الوقت وقد أسهم وزير الأوقاف في إبعاد العلماء القوالين للحق الأمارين بالمعروف النهائين عن المنكر عن المسجد فخلت المساجد من العلماء وطورد العلماء من منابر التوجيه كان ذلك في عهد وزير الأوقاف الدكتور عبد السلام العبادي جزاه الله بما يستحق ..

وعقدت هذه الحكومة اتفاقية وادي عربة مع العدو اليهودي فأنكر الإخوان هذه الاتفاقية وأفتوا ببطلانها شرعا وعقلا ورفضوها في مجلس النواب وعقدوا محاضرات وندوات ودروسا لتوعية الشعب في خطورة هذه الاتفاقية الاستسلامية ونتائجها السلبية على الوطن والمواطن.

واحتفاء بالاستسلام التاريخي الذي تم في وادي عربة حيث عقدت هذه الاتفاقية المشئومة وحضر هذا الاحتفال الاستسلامي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلينتون وكثير من زعماء العالم ومسئوليه ووزرائه ونوابه .

أما الإخوان المسلمون فقد اتخذوا قرارا بمقاطعة هذا الاحتفال الاستسلامي وقاطعوه بالإجماع نوابا وغير نواب وزيادة في تكريم كلينتون من النظام دعاه لإلقاء كلمة في مجلس النواب ومجلس الأعيان .

وقد قرر الإخوان المسلمون مقطعة الجلسة التي يحضرها كيلنتون ويحاضر فيها وقاطعوها وصدرت عنهم تصريحات واضحة عن موقفهم الرافض لأمريكا ولكلنتون والمعاهدة الاستسلامية .

وفي عهد هذه الحكومة التي أفرزت المجلس قدمت مشروعا لقانون إلغاء قانون يحظر التعامل مع اليهود وبيع الأراضي الأردنية لهم ووقف نواب الإخوان من هذا المشروع موقفا حازما فرفضوه ودعوا مجلس النواب إلى رفضه .

حكومة زيد بن شاكر الثالثة 8/ 1/1995 – 4/2/1996

وبعد حكومة الدكتور عبد السلام المجالي كلف زيد بن شاكر بتشكيل حكومته الثالثة والأخيرة ولم تشارك فيها الجماعة .وكنت سياسة هذه الحكومة وبيانها الاستمرار في تطبيع العلاقات مع العدو اليهودي وزيادة الاتصالات والزيارات لدول العدوان اليهودي ..

وبعد دراسة لجماعة الإخوان المسلمين رأت الجماعة أن يحجب نوابها الثقة عن حكومة زيد بن شاكر , وحجبها نواب الإخوان فعلا عن حكومة زيد بن شاكر .وقد ازداد التضييق على حريات المواطنين والانتقاص من حقوقهم واعتقل كثير من المواطنين على يد الأجهزة الأمنية تحت سمع الحكومة وبصرها .

وانتشرت المسحوبية والرشوة والفساد الإداري في عهد هذه الحكومة وكان المفسدون من الوزراء يختبئون تحت عباءة رئيس الوزراء حيث في زعمهم لا يجرؤ أحد على محاسبته ومحاسبة وزرائه .وقد حدد في كلمة نواب جماعة الإخوان المسلمين نقدا واضحا لهذه الحكومة ولسياستها المقترحة في بيانها جاء فيه .

لقد ذهبت حكومة توقيع ما سمي بمعاهدة السلام مع العدو وجاءت هذه الحكومة لمواجهة مرحلة جديدة قال بيان هذه الحكومة في مستهل فقراته في وصفها بأنها مرحلة التغيير التي يستكمل فيها الوطن بناء دولة القانون والمؤسسات وتعميق الممارسة الديمقراطية وتحقيق العدالة والمساواة الشاملة بين الناس كلهم ونقل الإصلاح الشامل إلى مرحلة إعادة البناء برؤي واضحة ومنهجية سليمة .

وجملة التساؤلات التي نطرحها حول هذه الفقرة من بيان الحكومة التي تشكل لب البيان بأسره وتستحق الوقوف عندها ومناقشتها وتسليط الأضواء عليها لاختبار واقع الدولة في ظلها هي:

" إن من يفحص واقع الدولة في ظل هذا الشعار يجد بكل أمنة أن دولة القانون والمؤسسات في واد وواقع الدولة في واد آخر ""

فهل في ظل دولة القانون والمؤسسات تسلب الصلاحيات وتتركز في يد المنتفذين في الأجهزة الأمنية سواء كانت تلك الصلاحيات متعلقة بالتعيين أو منعه أو النقل أو الإحالة على التقاعد أو إسناد المراكز العليا في أجهزة الدولة؟

وإن التعيينات لا تستند إلى حقائق موضوعية ولا إلى مصالح وطنية بل تنطلق من علاقات مزاجية أو مصلحة ذاتية و شكلية وهل في ظل دولة القانون والمؤسسات تحارب أكبر قوة سياسية ذات أكبر حزب وأكبر كتلة نيابية وتحرم من حقوقها الدستورية في أخذ مواقعها في أجهزة الدولة ابتداء من مراكزها العليا وانتهاء بصغار الموظفين فيها .

وهل في ظل دولة القانون والمؤسسات تلاحق العناصر الخيرة الإسلامية في الجمعيات الخيرية والأندية واللجان وتجفف موارد العمل الاجتماعي الخيري والتطوعي الذي كان يحمل عن الدولة عبئا كبيرا في إعالة ورعاية مساعدة عشرات الآلاف من الأسر في مختلف محافظات المملكة؟

وفي ظل دولة القانون والمؤسسات يتم التلاعب بملفات التحقيق وتختفي من ملف قضية طلبة مؤتة أوراق التحقيق الذي تم مع المتهمين في المخابرات العامة؟

وهل لنا ن نصدق بعد كل هذا الذي رأيناه في قضية النفير وقضية جيش محمد أن هناك قضية حقيقية اسمها الأفغان وأخري اسمها طلبة جامعة مؤتة ..

وقد شهد بلدنا تراجعا كبير في مسيرة الديمقراطية التي شهدناها في أواخر عام 1989 بدأت بالتزوير الواضح في الانتخابات النيابية لعام 1993 م والتي زورت فيها إرادة الشعب بشتي الوسائل ثم استمرت مسيرة التراجع عن النهج الديمقراطي خلال عهد الحكومة السابقة

حيث منعت المعارضة من التعبير عن رأيها تجاه أكبر حدث في حياة الشعب والأمة وهو الصلح مع العدو حيث ضيقت الحكومة هامش العمل وساحة التحرك للمعارضة إلى أضيق الحدود في الوقت الذي سخرت فيه وسائل الإعلان كافة لحشد التأييد وإقامة المهرجانات الداعمة للموقف الرسمي تجاه المعاهدة التي صورت للشعب على إنهاء انجاز تاريخي للشعب والأمة وأنها قد أعادت الحقوق كاملة وأنه تحمل في ثناياها التنمية والازدهار والرخاء وأنها سوف تقضي على الفقر والبطالة,

وها هو الشعب الذي صفقت بعض قطاعاته للسنوات الذي طالما حذرنا من مغبة التضليل والمغالاة والإفراط في نسجه يستيقظ اليوم على الحقيقة المرة التي يعيشها كل مواطن من كساد وركود وتفاقم أسعار وتدن لمستوي المعيشة وتآكل لدخول موظفي الدولة وتفشي لهياكل البطالة واستفحال للفقر وتداول للسلع فيما يسمي بالأسعار المحروقة في عملية لضرب الصنعة والتجارة والاقتصاد الوطني .

أمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الشاملة بين الناس كلهم أن يطلق بعض الوزراء أيديهم في وزاراتهم ليحيلوها إلى مغانم لا إلى دوائرهم الانتخابية فحسب بل إلى الفئات التي أدلت بأصواتها لهم أثناء الانتخابات النيابية ؟

أمن الإصلاح الشامل تغييب العناصر النظيفة الكفؤة الأمينة والقوية عن مواقع المسئولية في الدولة ؟

وتحذر الكلمة أو البيان من أن تكون الحكومة لمانحيها الثقة فقط يقربون وتجزل لهم العطايا ويقول:إن الحكومة التي تتعامل مع النواب وفق هذا المضمار تحول الحكومة إلى شللية وانتهازية ووصولية وأقرب ما تكون إلى تنظيم العصابات .

حكومة عبد الكريم الكباريتي 4/2/1996 - 19 /3/1997

وبعد حكومة زيد بن شاكر الثالثة كلف عبد الكريم الكباريتي بتشكيل الحكومة الأردنية وأعطي الضوء الأخضر ليصلح الأوضاع والأحوال حتي سميت حكومته حكومة الثورة البيضاء والإخوان المسلمون لم يشاركوا في هذه الحكومة وقرروا حجب الثقة عنها وأصدر نواب الجماعة كلمة في مناقشة البيان الوزاري لحكومة الكباريتي في الجلسة المنعقدة في 12م شوال سنة 1416هـ الموافق 2/3/1996

بدأت الكلمة بقوله تعالي

(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون)
وتعرضت للحكومة ولما وصلت إليه الديمقراطية من تراجع مخيف وممارسات عرفية أصابت النواب والأحزاب والصحافة وخطباء المساجد والمواطنين وإدانة لقانون الصوت الواحد ومحاربة الفساد والتغيير لشامل والموقف من تطبيق الشريعة والقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني .
وتضمنت فقرة التغيير الشامل في كلمة النواب التأكيد على أن التغيير المطلوب هو التغيير المستند إلى ثوابت الأمة العربية والإسلامية والتغيير الذي يعزز الإيجابيات ويتعقب أوكار الفساد.

وفي مجال تطبيق الشريعة الإسلامية قالت الكلمة:

" أن الإسلام حسب قناعاتنا الراسخة عقيدة وعبادة وشريعة .. فتطبيق الشريعة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة حياتية ولا يقبل من حكومة أقل من الالتزام بتطبيقها لقد لاحظنا أن هذه الحكومة قد تراجعت في هذه القضية الأساسية "

وفي مجال القضية الفلسطينية جاء في الكلمة:

" إن اليهود المحتلين لأرضنا غزاه دخلاء لا نقرهم على أى جزء منها ولا تكسبهم كل المعاهدات والاتفاقيات الموقعة مع بعض الحكومات العربية أو كلها أى حق فيها وسيبقون أعداءنا ما داموا محتلين لأرضنا وسيبقي قول لله عزوجل أبلغ من كل قول ولا تصمد أمامه أية معاهدة أو اتفاقية (لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا)
وإننا لنسجل أسفنا البالغ وحزننا العميق لتصريح رئيس الوزراء الذي استنكر فيه العمليات الجهادية والاستشهادية التي سنقشها الشباب المؤمن على أرض فلسطين دفاعا عن عقيدتهم ومقدساتهم ووطنهم وأمتهم وممارسة لحقهم في مقاومة الاحتلال .

وفي مجال التطبيع قالت الورقة:

" إننا نؤكد موقفنا الثابت من رفض سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني لما تحمله من أخطار على شعبنا إنسانا وثقافة وأرضا ومصالح ونؤكد حقنا وحق شعبنا في التصدي لهذه السياسات بكل الوسائل المشروعة قياما بالواجب الشرعي ودفاعا عن الوطن والأمة .

وطلبت الورقة من الحكومة الإجابة الواضحة حول القضايا التالية:

  1. مدي التزم الحكومة بالتوجه نحو تطبيق الشريعة الإسلامية .
  2. مدي التزام الحكومة بعدم الترويج لتطبيق العلاقات مع العدو الصهيوني عبر وسائل لإعلام الرسمية .
  3. مدي التزام الحكومة بتقديم مشروع قانون للانتخاب يضن معالجة سلبيات القانون المؤقت لعام 1993 وفي مقدمتها قانون الصوت الواحد.
  4. مدي التزام الحكومة بعدم التدخل من قبل الأجهزة الأمنية في التعيينات في الوظائف الحكومية والأهلية وعدم التضييق على الجمعيات والأندية .
  5. مدي جدية الحكومة في إنهاء القضايا المنظورة أمام المحاكم المرفوعة من الحكومة بشأن ما يسمي بإطالة اللسان .
  6. مدي توجه الحكومة في إعادة الخطباء إلى المساجد.
  7. مدي التزام الحكومة بعدم مس أسعار الطاقة .
  8. مدي التزام الحكومة بالتقدم بمشروع قانون يضمن تشكيلا مهنيا للمعلمين يرعي مصالحهم المهنية والاجتماعية .
  9. مدي التزام الحكومة بإنشاء إتحاد طلبة .

وقد صدرت من حكومة الكباريتي والأجهزة الأمنية التابعة له من التصرفات ما دانها نواب الإخوان المسلمين وسادت أوضاع داخل الأردن استنكرها الإخوان مما حداهم إلى إصدار بيان وعقد مؤتمر صحفي في 20 صفر 1417 هـ الموافق 6/7/1996.

وتضمن البيان مناقشة المحور الاقتصادي والمحور الثاني رفع رسوم الجامعات والمحور الثالث الحريات العامة وحقوق المواطنين والمحور الرابع الفساد الأخلاقي والاجتماعي .

وتعرض البيان إلى رفع الدعم عن الخبز والأعلاف وحذر الحكومة من التلاعب بقوت الشعب ورفع أسعار الخبز.واستنكر البيان رفع الرسوم على طلبة الدراسات العليا في الجامعات بنسبة تزيد على مائتين في المائة .

وتعرض البيان إلى ما أصاب الحريات العامة وحقوق المواطنين من حيف وظلم ابتداء من قانون الصوت الواحد ونشاط محكمة أمن الدولة في محاكمة المواطنين في قضايا متلاحقة آخرها إطالة اللسان والاعتداء على خطباء المساجد الأكفاء بمنعهم من الخطابة والتدريس استدعاء غير الأكفاء لهذا المنابر وتعرض لبيان لما جري أن اعتقال شباب حماس وتعذيبهم وعودة الأجهزة الأمنية إلى عاداتها في حجز الجوازات ومنع المواطنين من العمل .

وختم البيان بالمطالب التالية:

  1. الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين في زنازين المخابرات.
  2. التحقيق فيما يمارس ومحاسبة المسئولين عن الأذى المادي والمعنوي الذي لحق بأبناء الوطن.
  3. الإفراج عن أجهزة الكمبيوتر والآلات الطابعة والأموال التي صادرتها المخابرات من بعض المواطنين .
  4. وقف الاعتقالات والكف عن تأزيم الموقف الداخلي .
  5. معالج قضية المنابر المسجدية بإعادة ذوي الكفاءات ليمارسوا دورهم في توعية الأمة وتحصينها أمام الأخطار التي تتهددها .
  6. عدم الاستجابة للضغوط الخارجية بشأن التضييق على حماس والمتعاطفين مع حمس لأن هذا مطلب اليهود والأمريكان.

وختم البيان بقوله:

" إن ما يجري يؤكد أن الحكومة عاجزة أو راضية عما يجري والحالتان أحلاهما مر وفي 25 ربيع الأول سنة 1417 هـ الموفق 21 /7/1996 صدر بيان عن الناطق الرسمي لكتلة نواب الإخوان المسلمين ينكر على الحكومة أسلوبها القمعي في مواجهة اعتصام رمزي دعت إليه أحزاب المعارضة يستنكر سياسة الحكومة الرامية إلى رفع الدعم عن الخبز وجاء في البيان .
"إن نواب الجبهة يرفضون هذا السلوك غير المسئول ويحملون الحكومة المسئولية الكاملة .. وإننا إذ نستنكر ونستهجن مثل هذه التصرفات فإننا نطالب الحكومة بالتوقف عن مثل هذه التصرفات"
ووزع النواب بيانا في 25 صفر 1417 هـ الموافق 11/7/1996 يستنكرون إقدام الحكومة على رفع الدعم عن الخبز .

حكومة عبد السلام المجالي الثانية 19/3/1997

وبعد حكومة الكباريتي كلف الملك حسين عبد السلام المجالي بتشكيل الحكومة الأردنية للمرة الثانية فشكلها وحدد كتاب التكليف مهمات الحكومة الاستمرار في تطبيع العلاقات مع دولة العدوان اليهودي والاستمرار في مسيرة السلام وتنفيذ الاتفاقيات مع العدو اليهودي ,

وكذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة كما أجراها الدكتور عبد السلام حرة ونزيهة سنة 1993 فقامت حكومته بالإصرار على قانون الصوت الواحد كما قامت بالتضييق على حرية المواطنين وعلى الصحفيين بإصدار قانون مؤقت مع وجود المجلس النيابي وهو قانون المطبوعات وكان موقف الإخوان من هذه الحكومة عدم الثقة بها وبنزاهتها في إجراء الانتخابات ونشروا ذلك في الصحف ورد وزير الداخلية على تخوفات الإخوان وعدم ثقتهم بنزاهة الانتخابات في عهد الحكومة المجالية ..

ومن هنا فكر الإخوان في مقاطعة الانتخابات والمقاطعة احدي الخيارات المطروحة على المستوي الرسمي عند جماعة الإخوان المسلمين ..

وقد نوقش هذا الخيار في مجلس الشوري لجماعة الإخوان المسلمين ومع الهيئات الإدارية للشعب وعملت الجماعة استفتاء عاما لجميع الإخوان في الشعب لإختيار واحد من اثنين المشاركة في انتخابات عام 1997 أو مقاطعة الانتخابات عام 1997 والتوجه العام عند القواعد هو مقاطعة الانتخابات.

ولقد اجتمع مجلس الشوري لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن في 10/7/1997 ودرس نتائج استفتاء الإخوان في جميع الشعب في الانتخابات لعام 1997 وكانت الأغلبية الساحقة من الإخوان المسلمين ذكورا وإناثا تري مقاطعة الانتخابات لعام 1997 وبعد حوار طويل منتصف الليل وحتى الساعات الأولي من فجر الثاني اتخذ مجلس الشوري بأغلبية كبيرة قرار مقاطعة الانتخابات .

واجتمع مجلس شوري حزب جبهة العمل الإسلامي ودرس تنسيب المكتب التنفيذي للحزب بمقاطعة الانتخابات وتخذ قراره بالمقاطعة .

وحاولت حكومة المجالي الطعن في قرار الإخوان المسلمين وأنه كان نتيجة أزمة داخلية فرد الإخوان على ذلك فعادت الحكومة ودعت الإخوان المسلمين إلى الحوار معها فرأي الإخوان المسلمون أن يجري الحوار بين المعارضة التي تري المقاطعة وفي مقدمتها الإخوان المسلمون وبين الحكومة .

ولاحظ الإخوان المسلمون أن الحكومة غير جادة في الحوار وليس عندها أى توجه لأى تنازل وتلبية مطالب الإصلاح التي قدمها الإخوان المسلمون في بيانهم الصادر 13 /7/1997 بل رأوا مراوغة وتسويفا وعدم جدية في الحوار فأعلنوا أن الحكومة غير جادة في الحوار وأن الحكومة غير مؤهلة لإدارة شئون الوطن والخروج من الأزمة وهي وحدها تتحمل المسئولية في الوصول إلى طريق مسدود.

وأما حكومة المجالي فتحاول جاهدة عن طريق وسائل الإعلام الخاضعة لها من تلفاز وإذاعة وصحف أن توحي للناس وتشجعهم بالإقبال على المشاركة في الانتخابات بالتسجيل والدعاية والترشيح والانتخابات ولكن الملاحظ يجد أن هناك برودا وهدوءا شعبيا بخلاف انتخابات 1989 وانتخابات 1993 .

الخلاصة

وخلاصة القول بعد هذا العرض المسهب نسبيا لمواقف الإخوان المسلمين من الوزارات المختلفة نقول وبالله التوفيق ومنه السداد:

إن المرء يلاحظ أن القاعدة العامة التي يسلكها الإخوان المسلمون في حكمهم على أى حكومة هي مدي التزامها بأحكام الإسلام ومدي جديتها في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في شتي شئون الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجهادية والدولية وغيرها وكانت النظرة واضحة والموقف رشيدا وسديدا وواضحا
هو حجب الثقة عن هذه الحكومات التي تسلك سياسات عامة وتدافع عنها هذه السياسة التي تقوم على استبعاد شرع الله عن واقع الحياة وتبديل القيم الإيمانية والأخلاقية والإسلامية بقيم غريبة بعيدة كل البعد عن شريعتنا وديننا بل وسن القوانين وبخاصة في الأمور الجنائية تصطدم صداما واقعيا مع أحكام الشريعة الإسلامية فتبيح الربا والزنا وشرب الخمور والعري والسفور .
ومما يؤسف له أن هذه القاعدة التي كانت تحكم الحركة في اتخاذها الموقف السليم قد حدث لها استثناء فظنت في حكومة أو أكثر الخير اشترطت عليها شروطا فوعدت بالقيام بها فكانت الثقة .
وكان الأصل أن تكون الجماعة الإسلامية أكثر وعيا بحقيقة هذه الأنظمة القائمة على غير الإسلام والقائمة على إبعاد الإسلام عن التوجيه والحكم وألا تخدع بالوعود المعسولة والشروط المقبولة من أناس المحافظة على العهد والوفاء عندهم من النوافل والمراوغة والتنصل من العقود ديدنهم .
ولعل حقائق هذه الحكومات العملية الميدانية تقنع ثلة من الإخوان المسلمين أن هؤلاء في واد والإسلام في واد آخر .ولا يظن فيهم خيرا ما داموا بعيدين عن الإسلام فكرا وعقيدة وسلوكا وألا يترددوا في حجب الثقة عن كل الحكومات الرافضة للإسلام المعادية له السائرة في ركاب الغرب المستسلمة لأعداء هذه الأمة من صليبيين ويهود ومشركين
لعل هذا يحدث فيجمع بين القلوب وتتوحد النظرة ويتوحد الحكم تجاه هؤلاء الذي يشكلون الحكومات وتتشكل منهم الحكومات ويقدمون البيانات المنمقة والعبارات الرشيقة الرقيقة المخادعة وفي عزمهم مخالفتها ابتداء خداعا لعقول السذج من المسلمين ..
ومما يثلج الصدر وتهش له النفس وتبش أن يري الشباب المسلم المتوقد بالحركة والجهاد من أهل هذا الدين ليحكم واقع حياة الناس قد استبان لهم حقائق هؤلاء المراوغين فما عادوا ليثقوا بوعودهم وما عادوا يصدقون ببهرج كلامهم إن هؤلاء لا يخدعهم الخب وإنما يحيمهم من الخب الرب فيكشف عن بصيرتهم ويربط على قلوبهم وينير بصائرهم .؟

الموقف من رفع الدعم عن الخبز والأعلاف

إن المراقب للأحوال المعيشية للناس في الأردن يلاحظ أن الدخول الثابتة وأن الأسعار ترتفع والأيدي العاملة في بطالة والناس في فقر وضنك عسير تفاقم خطره.

وإن من المقرر في ميزانيات الحكومات منذ عشر سنين ونيف في الأردن دعم بعض المواد الغذائية كالسكر والأرز والحليب والخبز والأعلاف وبضغط من صندوق النقد الدولي رفعت الحكومة الدعم عن السكر والأرز والحليب وغير ذلك من المواد قبل خمس سنوات تقريبا وبقي الخبز والأعلاف مدعومين في الميزانية ..

وفي عام 1996 استجابت الحكومة لضغوط صندوق النقد الدولي وقررت رفع الدعم عن الخبز والأعلاف وهذا يجعل سعر الخبز على الناس يتضاعف ثلاثة أضعاف وبخاصة الفقراء والمحتاجين وصغر الموظفين مما يلحق الحرج والعسر

والمشقة بهم فاعترض نواب الإخوان المسلمين وغيرهم في مجلس النواب وحذروا الحكومة من مغبة الإقدام على هذه الخطوة التي تمس حياة المواطن في كل مكان وحاولوا في مجلس الأمة أن يثنوا الحكومة عن هذا القرار إلا أن الحكومة قد اتخذت قرارها وضربت برأي المجلس والشعب عرض الحائط.

وإزار هذا الإجراء المجحف بحق قوت الشعب تحرك المواطنون في الجنوب والوسط واحتجوا على ذلك غاضبين فتدخلت قوت الجيش وتم اعتقال عدد من الناس وكانت المعاملة لهم خشنة وذكرت الحكومة كعادتها أن جهات مشبوهة خلف هذه الحركة الشعبية المدافعة عن قوتها .

ولقد كان موقف الجماعة التصدي لهذا القرار ورفضه وطالبت الحكومة بإعادة الدعم للخبز وعدم رفع أسعاره استجابة لرغبة الجماهير الجائعة والفقيرة التي تشكل الأغلبية لهذا الشعب وطالب الإخوان الحكومة بالاستقالة التي تكرر منها الاعتداء على حريات الشعب وأقواتهم .

لقد سجلت الجماعة موقفها هذا بوضوح في بيان أصدرته في الرابع من شهر ربيع الثاني 1417 هـ الموافق 18/8/1996 وقد جاء في هذا البيان:

" لقد تمنت الجماعة أن تدرك الحكومة خطورة الأمر وأن تتراجع عن قراراتها برفع أسعار الخبز والأعلاف بعد أن عبرت كل الشرائح الاجتماعية عن رفضها لهذه الإجراءات وحذرت مما وقع من أحداث وتطورات ..
إن الإخوان المسلمين يرون أن ما حصل من تحركات شعبية عفوية هو رد فعل طبيعي على قسوة الإجراءات وإفراز لما تراكم في نفوس الناس من مشاعر النقمة على الفساد والتخريب الذي ينخر المجتمع والدولة وانكشاف ما سمي بالسلام مع أعداء الأمة التاريخيين
كما يطالبون بإلغاء قرارات رفع الأسعار واستقالة الحكومة التي اعتدت على قوت الناس وحرياتهم وحقهم في الحياة الكريمة وسن تشريعات أساسية تصلح الحياة السياسية والاقتصادية إصلاحا حقيقيا وشاملا وتوسع المشاركة الشعبية في الحكم وتتواكب مع تطورات الحياة وضرورات الاستقرار والنماء وفي مقدمتها التوافق مع روح الإسلام العظيم في مختلف شؤون الحياة ..
وتؤكد الجماعة تأييدها للمطالب الشعبية العادلة وتستنكر ما صاحبها من اعتداءات على المؤسسات العامة كما تستنكر الإجراءات الحكومية القمعية وتذكر بضرورة الإصلاح قبل فوات الأوان "

ومما يجدر ذكره أن الإخوان المسلمين ومعهم غيرهم قد دعوا إلى الاعتصام أمام مجلس النواب الأردني عندما قررت الحكومة مناقشة رفع الأسعار مع المجلس وحدث الاعتصام وتجاوز الإخوان كثيرا من العقبات التي وضعت للحيلولة بينهم وبين الوصول إلى المجلس فكان الاعتصام وكذلك حاولت منع المعارضة من الوصول إلى مكان الاعتصام .

ومما يجدر أيضا أن الحكومة والنظام قد حرصا على التمسك بقرار رفع الأسعار ولم يستجيبا لمطالب الشعب والنقابات والأحزاب المنبثقة من رحم الشعب ..

معرض الصناعات اليهودية في الأردن

ضمن سياسة التطبيع التي تقوم بها الحكومات لأردنية مع دولة العدوان اليهودي فقد أذنت الحكومة الأردنية بإقامة معرض للصناعات اليهودية بعمان كما أعلن المنظمون للمعرض عن ذلك وهم أردنيون .

لقد وقف الإخوان المسلمون يقودون المعارضة والقوي الرافضة للتطبيع للتصدي للفكرة ومحاولة ثني الحكومة الأردنية عن إقامة هذا المعرض ولقد صدرت تصريحات عن المسئولين بهذا الخصوص وقد أجل فتح المعرض أكثر من مرة ..

ولقد أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين بيانا بمناسبة الدعوة إلى هذا المعرض أنكروا فيه على الحكومة الأردنية هذه الخطوة التطبيعية المؤلمة التي جاءت بعد حفر الأنفاق تحت المسجد لأقصي تمهيدا لهدمه أو مصادرة الأراضي في القدس بهدف تهويدها وتفريغ القدس من أهلها الشرعيين ودعوا الحكومة إلى إلغاء الإذن وعدم السماح لإقامة هذا المعرض .

هذا وقد صدر هذا البيان في تاريخ 27/11/1996 ومما جاء فيه:

" في ظل هذه الأجواء كنا نتوقع أن تدفع أصحاب القرار الرسميين إلى إعادة النظر بطبيعة علاقاتهم مع العدو الصهيوني الذي كشف عن نواياه ومخططاته العدوانية بصورة جلية نفاجأ بتسريع خطوات التطبيع معه..نحن نعتبر أن هذه الخطوة المشبوهة أمرا في غاية الخطورة .
إننا نعرب عن بالغ غضبنا ورفضنا لمثل هذه الخطوات التي تستهدف مسخ الوجدان الوطني ونري أنها تساعد العدو الصهيوني على الخروج من العزلة التي بات يعانيها بسبب صلفه ووحشيته لندعو إلى إلغاء إقامة هذا المعرض ووقف كل الخطوات المماثلة ..
كم ندعو المواطنين جميعا إلى مقاطعة المعرض التزاما بالواجب الشرعي ودعما للاقتصاد والصناعة الوطنية ودفاعا عن حقوق الأمة ومصالحها قال تعالي (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
وعلى الرغم من الاحتجاجات الشعبية والحزبية فقد أصرت الحكومة الأردنية على إقامة هذا المعرض اليهودي للصناعات اليهودية على أرض المعارض بمرج الحمام بعمان وقررت فتحه ووجهت دعوت رسمية لشخصيات كثيرة لحضور افتتاحية في يوم الأربعاء صباحا الواقع في 26 شعبان 1417 هـ الموافق 8/1/1997 .
لقد قرر الإخوان المسلمون رفض قيام المعرض وقرروا مع غيرهم من قوي المعارضة ومقاومة الإذعان والتطبيع عمل مسيرة إليه ومحاولة إغلاقه وقد تكونت المسيرة فعلا ووصل الإخوان إلى قريب من المعرض حيث وجدوا أعدادا ضخمة من وقات الشرطة والأمن تحيط بالمعرض وعلى مسافة بعيدة منه وقامت الجماعة بإصدار تعليمات في جميع الشعب بالتوجه إلى مكان المعرض للاعتصام فيه كما أصدرت بذلك تصريحا جاء فيه ..
" إن الإخوان المسلمين يطالبون الحكومة بوقف كل أشكال التطبيع مع العدو ومنع إقامة معرض لصناعاته في عمان حفاظا على كرمة الوطن وكل المصالح الوطنية ويدعون جماهير الحشد والرباط المشاركة في الاعتصام الشعبي الذي تنظمه القوي الوطنية صباح يوم الأربعاء 26 شعبان 1417 هـ الموافق 8/1/1997"
ولقد استجاب الإخوان في كل مكان من الأردن وتوجهوا بالسيارات والباصات من الأماكن البعيدة في وقت مبكر ليصلوا في الوقت المحدد فقامت قوات الشرطة بإرجاع الباصات ومنع المتظاهرين من الوصول إلى عمان كما منعت السيارات المتوجهة من عمان أن تتجاوز منطقة معينة تبعد 2كم عن مكان المعرض ..
لقد تشكلت المسيرة وسار الناس على أقدامهم مسافة طويلة حتى اقتربوا من المعرض يتقدمهم المراقب العام للإخوان المسلمين وأعضاء المكتب التنفيذي وبعض النواب ونواب الشعب وأعضاء الهيئات الإدارية في المناطق لقد وصلت المسيرة إلى مكان قريب من المعرض فوجدت أعداد ضخمة من قوات الشرطة والأمن تحيط بالمعرض وترابط على مسافة بعيدة منه فاصطفوا سدودا بشرية في وجه المسيرة يدفعون بقسوة كل من يقترب منهم حتى التحمت صفوف المواطنين بهم فكانت المدافعة واستخدموا الكلاب البوليسية لصد المواطنين كما استخدمت خراطيم المياه الملونة لرش المواطنين بها سواء كانوا رجالا أو نساءا أو أطفالا .
لقد بدأ الاعتصام بالقرب من المعرض بعد الحيلولة بين المواطنين والوصول إلى مكان المعرض واستمر من الصباح حتى قريبا من صلاة العصر حيث تخلل الاعتصام كلمات ترفض معاهدات الاستسلام في وادي عربة وأوسلوا وتندد بالذين يطبعون مع العدو اليهودي وبالحكومة الأردنية التي أذنت بهذا العرض
وكان من المتكلمين ثلة من نواب الإخوان المسلمين ورموزهم وعلمائهم وقياداتهم وانتهي الاعتصام بصلاة الظهر جماعة على أن يعودوا يوم الجمعة يعتصمون ويصلون الجمعة بالقرب من المعرض وقد تم ذلك فعلا إذ أمت الآلاف من الناس هذا المكان تعبر عن غضبها واستيائها ورفضها لهذا التطبيع المهيمن وتمت صلاة الجمعة بعد خطبة خطبها أحد الإخوان المسلمين كان ذلك في 28 شعبان عام 1417هـ الموافق 10/1/1997 .

الموقف من قانون المطبوعات والنشر لعام 1997

إن مما يجدر ذكره أن أنباء رشحت قبل صدور قانون المطبوعات الجديد أن الحكومة عاكفة على وضع القانون وإن هذا القانون يكبل حرية الصحافة والصحفيين وقد حذر الإخوان المسلمون من هذا القانون قبل إصداره الذي كانت الحكومة تتكتم عليه

فأصدر الإخوان المسلمون بيانا صحفيا في الثاني عشر من شهر رجب سنة 1416 هـ الموافق 4/12/1995 وجاء فيه:

" لم تقتصر هجمة الحكومة على حرية التنظيم في النقابات والأحزاب التي كفلها الدستور بل طالت أيضا حرية التعبير إذ يجري إعداد قانون مطبوعات جديد يقضي على البقية الباقية من حرية التعبير حيث يعطي للسلطة التنفيذية صلاحية منع المطبوعات وإيقافها وإغلاقها وتغليظ العقوبات على الصحفيين .
إن ما يجري باختصار هو تقنين للردة الديمقراطية والانقلاب على المؤسسات والطغيان على الأفراد ومن ثم سيادة الأهواء والأمزجة لا القوانين والأنظمة
كان هذا في عهد حكومة عبد السلام المجالي الأولي ثم سكت عنه وسكت عنه من جاء بعدها حتى جاءت حكومة عبد السلام المجالي الثانية فكان من باكورة إنتاجها التشريعي أن أصدرت قانون المطبوعات والنشر المؤقت لعام 1997 وهو معدل للقانون الذي وضعه مجلس النواب عام 1993 وهذا القانون صدر بوجود مجلس النواب ودون استشاريه بل إهماله وتجاوز صلاحيته وهذا القانون يتيح للسلطة التنفيذية (الحكومة) ن تنفرد في تشكيل الرأي العام وصياغة عقليات الناس وفق ما تريد.

ومن هم التعديلات في هذا القانون

  1. رفع رأسمال الصحيفة الأسبوعية من 15 ألف دينار إلى 300 ألف دينار .
  2. رفع رأسمال الصحيفة اليومية من 300 ألف دينار إلى 600 ألف دينار .
  3. رفع الغرامات على مخالفات الصحف من خمسمائة دينار كحد أقصي لتصل إلى (30.0000) ثلاثين ألف دينار وهذا يجعل الصحفية تحجم عن نشر مقالات تنال من الحكومة خشية تغريمها بهذا المبلغ الباهظ مع الكتاب إن هذه المادة تجعل الكاتب وصاحب الصحيفة ورئيس التحرير يجبنون عن المعارضة بالكلمة الساخنة .
  4. اشترط القانون المؤقت عقوبة وقف الصحيفة أو إلغاء تصريحها ولم يكن هذا في القانون السابق الصدور ..
  5. وإن البند رقم 2 السابق يفيد أن الصحف الأسبوعية بخاصة الحزبية ستغلق أبوابها لقلة المال الموجود لديها ..
وقد حددت جماعة الإخوان المسلمين موقفها بوضوح من هذا القانون المؤقت الجائر فأعلنت رفضه والعمل على إلغائه بشتى الوسائل الممكنة لأنه اعتداء على مجلس النواب ويقيد الحريات العامة وبخاصة حرية الصحفي والكاتب والصحيفة ويحصر الصحافة في الرأسماليين من أصحاب الأموال .
ويشكل سيفا مصلتا على رقاب الناس جميعا وقمعا للآراء والسياسات التي تخالف الحكومة وهو يعمل على إلغاء الصحف الأسبوعية والحزبية الفقيرة التي لا تستطيع تدبير الرأسمال الجديد وهو أضعاف الرأسمال للصحيفة في القانون السابق فقد وضع شروطا فقد وضع شروطا يعسر تحقيقا .
وفي النتيجة يبقي الإعلام ووسائله الهمة تحت سيطرة الحكومة وهيمنتها توجه الناس الوجهة التي تريد لا ينازعها تيار قوي وصحافة قوية يمكن أن يملكها فقراء أو متوسط الحال لا يبلغون درجة البرجوازية بين أصحاب الأموال الوفيرة كما سيخفت صوت الكلمة الجريئة خوفا من العقوبة المالية الباهظة التي تصل إلى غرامة ثلاثين ألف دينار يتقاسمها الكاتب ورئيس التحرير والصحيفة .
وقد أصدرت الجماعة في الحادي والعشرين من شهر صفر سنة 1418هـ الموافق 17/6/1997 في نشرة الموقف (وهي نشرة تذكر مواقف القيادة في القضايا الحساسة وتعممها على القيادات في الشعب والأقسام للإطلاع والالتزام) والعدد 46 حددت الجماعة موقفها من هذا القانون .

وقد تضمن الموقف تحليلا ونقدا لمواد هذا القانون وجاء فيه العبارات التالية:

" لقد أثبت النظام أثناء السنوات لأربع الماضية التي أعقبت صدور قانون المطبوعات والنشر أنه غير معني بقضايا الإثارة والفساد الأخلاقي والاجتماعي والتي تولت كبرها مجموعة من الصحف أو نشر الإشاعات والأخبار غير المستندة إلى مصادرة منهجية وموضوعية فقد رفعت 62 قضية على الصحافة معظمها على أساس سيسي وليس بينها سوي قضيتين بدعوي مخالفة الآداب العامة ودعوي واحدة بعدم تحري الدقة والموضوعية والقارئ للقانون يلاحظ أن الفئة الأكثر عناية بالحريات والحقوق العامة هي المتضررة مباشرة من هذا القانون كالمعارضة والنقابات المهنية والسياسيين والنواب .. وهذه عودة أسوأ إلى الأحكام العرفية "

وختم البيان بالقول:

" وخلاصة الأمر فإن القضية تتعلق بتحولات مرحلية خطيرة وإعادة صياغة الحياة في المجتمع الأردني على المقياس الإسرا أمريكي تلبي استحقاقات معاهدة الصلح مع اليهود التي تكاد تبلغ درجة التحالف مما يقتضي محاصرة قوي الرفض والتغيير في مقدمتها الحركة الإسلامية وهذا ما يتفق مع إستراتيجية أمريكا العالمية للدخول في القرن القادم والقائمة على أساس السيطرة على قوي التغيير في العالم كما أعلن الرئيس الأمريكي في الآونة الأخيرة .
والمطلوب من جميع لإخوة في الصف وكل المخلصين التصدي لهذه التحولات والانطلاق بأقصي الطاقات المتوفرة في الدعوة والتوعية والتبشير بالإسلام ومضاعفة الجهد وهدم جدار العزل وإفشال محاولات التهميش والتحجيم للحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية وبناء الذات والإبداع في الأساليب والوسائل وقبل ذلك وبعده حسن التوكل على الله سبحانه ..

الانتخابات النيابية للمجلس النيابي الثالث عشر

لقد درست الجماعة ماذا سيكون موقفها من انتخابات المجلس النيابي الثالث عشر التي تجري في شهر تشرين الثاني عام 1997 واستشارت الهيئات الإدارية والأقسام العامة والمجالس الاستشارية وأجرت استفتاءا عاما لجميع الإخوان في قضية المشاركة في هذه الانتخابات أو مقاطعتها وقد اتخذ مجلس الشوري لجماعة الإخوان المسلمين قراره بمقاطعة الانتخابات النيابية للمجلس الثالث عشر.

وقد أصدرت الجماعة بيانا مفصلا طويلا تشرح فيه قرارها والأسباب التي وراء هذا القرار وقد صدر هذا البيان في السابع من شهر ربيع الأول لعام 1418 هـ الموافق 13/7/1997 .

ذكرت الجماعة أنها شاركت في الانتخابات 1989 واستطاعت من خلال نوابها وآخرين أن تحقق للمواطنين فوائد جمة في مجال الحريات العامة وحقوق الموطنين وفي المجال الخيري والاجتماعي والثقافي والتربوي والصحي والخدمي..

ولكنها لاحظت أن السياسة العامة قد تغيرت وصبحت الحكومات المتتابعة تضيق على الحريات العامة وتغمط كثيرا من حقوق المواطنين فعادت إلى تكبيل الحريات من جديد وزج كثير من الأحرار في غياهب السجون وافتعلت المؤامرات وأشيع استخدام قانون إطالة اللسان ضد كل من يخالف السياسة العامة وينتقدها ويعريها على حقيقتها .

وقد ظهر هذا بوضوح في نهاية المجلس الحادي عشر حينما أصر النظام على تحجيم الحركة الإسلامية بسن قانون الصوت الواحد وهو يعلم علم اليقين أن معظم النواب يرفضون هذا القانون ولذلك اتخذ النظام قرارا بحل مجلس النواب الحادي عشر في 3/8/1993 ثم اصدر قانون الصوت الواحد وأجري الانتخابات بموجبه .

وقال البيان

"إن الإعاقات ولتشوهات التي أحدثها هذا القانون في العملية الشورية تعمقت مع مرور الوقت وقد تجلي ذلك في فرز مجلس نيابي لا يمثل الضمير الشعبي العام ولا الشرائح الاجتماعية المختلفة وتديره الحكومة وتمرر من خلاله كل التشريعات والقوانين والقرارات التي تريد وبعد ن تبين كل هذا ...
وبعد كل الرفض الذي واجهه هذا القانون من مختلف الاتجاهات والفعاليات الاجتماعية والشعبية قد تم تحويله إلى قانون دائم للانتخابات من خلال مجلس الصوت الواحد الأمر الذي عبر عن استخفاف كبير بكل القوي الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات السياسية ..

إن الفترة بين عام 1993 -1997 قد شهدت تراجع عاما في مجالات كثيرة

  1. في مجال العمل النيابي التشريعي بدءا بانتخابات الصوت الواحد والتدخل الحكومي في الانتخابات في عدة دوائر ضد الحركة الإسلامية خاصة ولصالح بعض مرشحي الحكومة وبسطت الحكومات المتتابعة هيمنتها على المجلس من خلال محاصرة نواب المعارضة وبخاصة نواب الإخوان المسلمين بتحديد عددهم بتزوير الانتخابات ثم في عدم تمكينهم من خدمة المواطنين وتمكين نواب الحكومة من خدمة مواطنيهم في دائرتهم الانتخابية وحالت الحكومات دون صدور قانون نقابة المعلمين وقانون اتحاد الطلبة وماطلت في إصدار قانون الكسب غير المشروع وعدلت قانون محكمة أمن الدولة وأصدرت حزمة من التشريعات والقوانين التي تسهل للعدو الصهيوني في الدخول للوطن ليعيث فيه فسادا وعقدت اتفاقية وادي عربة وألغت قانون حظر بيع العقارات للعدو اليهودي وسنت قوانين للشركات وتشجيع الاستثمار الأجنبي في شراء حصص الدولة في أكبر المؤسسات الاقتصادية التي تمثل عصب الاقتصاد الأردني كشركة الفوسفات والبوتاس والأسمنت ..وعلى الرغم من أن قانون الصوت الواحد قد أفسد الحياة النيابية فقد أصبح قانونا دائما على يد نواب الصوت الواحد واستمرت السياسة العامة للنظام في التضييق على الحريات فسنت قانون المطبوعات المعدل فقضت على حرية الكلمة وحرية الصحافة .
  2. في مجال الحريات العامة: اتسمت السياسة العامة منذ 1993 بمطاردة حماس وأنصار حماس حيث تعرضوا لصور بشعة من التعذيب والتضييق على حركة المعارضة والأحزاب حينما تكون النشاطات متعلقة بمقاومة التطبيع واتفاقية وادي عربة والتصدي للمشاريع اليهودية في الأردن .
  3. في مجال الفساد الإداري والمالي : إن الفساد الإداري والمالي لم يتوقف بل استمر وازداد من ورائه منفذون في الدولة فانتشرت الرشوة والمحسوبية وسوء التصرف بالمال العام والمجلس المنتخب والمفروز من الحكومة لا يملك محاسبة المتنفذين الذي كان لهم فضل في إفرازه .
  4. في المجال السياسية معاهدة وادي عربة ونتائجها الوخيمة على الشعب والدولة من هيمنة العدو على الاقتصاد الوطني وزيادة البطلة والفقر وكتم أنفاس المعارضة ..
  5. في مجال القضاء ذكر البيان أن السلطة القضائية لم تفلت من تغول السلطة التنفيذية حيث توالت الاستقالات لأصحاب الخبرة والكفاءة من القضاء في السنوات الأخيرة حي أدي ذلك إلى غياب قضاء موثوق به .
  6. في المجال الثقافي والإعلامي: ذكر البيان أن الهبوط الثقافي والإعلامي لا زال مستمرا في الهبوط وبخاصة التلفزيون وأحفال عيد الميلاد التي عرضت صورا قذرة وممارسات مشينة لا يقبلها من عنده ذرة من إيمان أو حياء وهناك تحول لصياغة المناهج التربوية بما يتناسب مع الحالة الجديدة بعد اتفاقية وادي عربة والتنسيق والتحالف معهم ..

الموقف:

" إن كل ما ذكره وغيره في المجالات يؤكد أن ما يجري هو إعادة صياغة كاملة للمجتمع والدولة على نحو لا يحقق العدل والاستقرار والحرية وكل ذلك يتم بعيدا عن المشاركة الحقيقية للمواطن في صنع القرارات وصنع التوجهات والسياسات
وإن القراءة الواعية والمتأنية لمجمل الواقع ومسيرة الحياة السياسية ترسخ القناعة بأن التقهقر في الحريات وفي الشورى والديمقراطية وفي فعالية مؤسسات المجتمع المدني سيستمر وأن الدور النيابي سيتضاءل أكثر لتغدو المعارضة مجرد رمز في مؤسسة البرلمان والهيكل السياسي لا تؤثر في أى قرار أو تشريع .
إن الإخوان المسلمين وهم يدركون دقة المعادلات المحلية والإقليمية والدولية ويستشعرون عمق المسئولية تجاه قضاءا الوطن والأمة وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة ليرون أن قرارهم مقاطعة الانتخابات القادمة لعام 1997 قد جاء خطوة ضرورية لترسيخ الديمقراطية وحماية الوطن مثلما كان قرارهم بالمشاركة النيابية في المراحل الماضية سعيا لتحقيق الهدف نفسه والغاية ذاتها
وقد جاء هذا القرار بعد حوارات ومدارسات معمقة في جميع المستويات التنظيمية وإذا كانت الجماعة قد تريثت في اتخاذ مثل هذا القرار في محطات سياسية هامة سابقة فلأجل إعطاء الفرص للإصلاح وأملا في تفعيل دورها في المجلس النيابي وتحقيق انجازات مهمة للتصدي لاتفاقيات الصلح مع اليهود وما نجم عنها من استحقاقات وتطبيع ... أملا في وقف التدهور الديمقراطي ... إلا أن تراكمات الأحداث والضغوط قد توالت نتيجة التقهقر المستمر في مختلف المجالات التي دفعت الجماعة للتوقف وإعادة النظر ...
إن قرار مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة انتخابا وترشيحا ليس انعزالا سياسيا ولا تخليا عن العمل العام أو منهج الجماعة في الانفتاح والعمل السلمي لكنه مرجعة للعملية السياسية في بلدنا وموقعنا فيها ومحاولة للتصدي للتردي الديمقراطي وحماية ما تبقي أو استرجاع ما سلب منها .
ومن ثم فإنه من واجب الحركة الإسلامية التي لم تزايد يوما على المصلحة الوطنية ولم تعرف الانتهازية السياسية أن تغار على الوطن والأمة وحرياتها وحقوقها وأن تتخذ في ذلك من المواقف ما تقدره هي بكامل إرادتها .

وإن الجماعة تري أن المدخل لتصويب الأوضاع الخاطئة القائمة يمكن ن يبدأ عبر جملة من الخطوات يأتي في مقدمتها:

  1. إجراء إصلاحات دستورية ترسخ الفصل بين السلطات وتعطي المؤسسة التشريعية حقها أو دورها الكامل في التشريع والمراقبة والمحاسبة .
  2. إلغاء قانون الصوت الواحد واستبداله بقانون حضاري يحقق النزاهة والعدل حتى يتسني للمواطنين فرز النواب الذين يمثلونهم بصدق .
  3. إلغاء قانون المطبوعات والنشر المؤقت حفاظا على حرية الكلمة وديمقراطية الصحافة والإعلام.
  4. العمل الجاد على معالجة الأوضاع الاقتصادية المختلفة ومقاومة جميع أشكال الفساد وأدواته والامتناع عن تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي وسياسات النظم لعالمي الجديد.
  5. وقف كافة الإجراءات التعسفية بحق الأحزاب وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني وإتاحة المجال أمام فعاليات لمعارضة السلمية ..
  6. إطلاق الحريات ووقف الاعتداءات والتجاوزات عليها بما يسهم بتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار والتوجهات التي تؤثر على حاضر الشعب ومستقبله ..
  7. وقف التطبيع مع العدو الصهيوني وإغلاق الأبواب أما اختراقاته .
إن جماعة الإخوان المسلمين ستبقي كما عهدها الجميع وفية لمصالح وطنها ومنها تسهم في بنائه ورفعته وتبذل كل ما تستطيع في سبيل (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (هود :88)
هذا وقد اعتبرت الحكومة الأردنية وبعض عملائه من الصحفيين والسياسيين أن الإخوان المسلمين قد فاجأوا الحكومة بقرار المقاطعة وكان الأولي أن يجري حوار بين الإخوان المسلمين والحكومة فإذا سددت كل السبل للتراجع والتفاهم والتنازل فيمكن للإخوان المسلمين إن يتخدوا قرارهم بالمقاطعة ومن ثم فهي تدعو إلى الحوار في أمر المشاركة في انتخابات عام 1997 .
والواقع يدحض هذا الكلام فقد نبه الإخوان المسلمون إلى خطورة إجراءات الحكومة في التضييق على حريات المواطنين والتضييق على حرية الصحافة وحذورها من أنها تسير في طريق صعب قد يحمل الناس على الاقتناع بأن الديمقراطية التي فآخرون بها قد أصبحت سرابا وأن نتائج هذه القوانين والسياسات الحكومية تجعل الناس يعيدون النظر في مواقفهم من الانتخابات وعيرها إن لم تصوب الحكومة الأوضاع الخاطئة في البلد ومع هذا وعلى الرغم من حالة عدم الثقة بالحكومة وجديتها فقد وافق الإخوان المسلمون لإجراء حوار
معها وحدودا مطالبهم في الحوار بسبعة مطالب ذكرناها سابقا وقد صدرت عن النظام تصريحات متناقضة فأحيانا يجزم ألا حوار وأن قانون الصوت الواحد وقانون المطبوعات لا رجوع عنهما أحيانا تهاجم المعارضة المقاطعة للانتخابات في التلفاز والإذاعة وفي لقاء المحافظات بل أحيانا ترد التهديدات من رسميين وشبه رسميين بأنه ستستحق رؤوس الإسلاميين والقوميين المقاطعة للانتخابات على مرأي ومسمع من رأس الحكومة وسائر المسئولين وقامت الحكومة بخطوات انتقامية من قوي المعارضة والتي قررت مقاطعة الانتخابات ..

وأصدرت الجماعة في نشرة الموقف عد الصادر في 9 جمادي الأول 1418 هـ الموافق 11/9/1997 موقفها من مراوغات الحكومة وعدم جديتها في الحوار ومما جاء في نشرة الموقف

" إن سلوك الحكومة في معالجة الأزمة الناشئة عن قرارات المقاطعة وطريقة تعطيها مع القوي والفعاليات المقاطعة في قضية ما سمي بالحوار من حيث عدم الجدية والإدارة بعقلية عشائرية أو بإجراءاته التعسفية اللاحقة بحق بعض الإخوان المسلمين أو منتسبي جبهة العمل الإسلامي في نقلهم التعسفي من وظائفهم أو اعتقال بعضهم كل ذلك قدم أدلة إضافية على صوابية القرار ودقة التحليل "

هذا وقد أعادت نشرة الموقف تلخيص الأسباب والمبررات الحقيقية لقرار المقاطعة التي اتخذته وهي:

  1. التدهور الكبير في الممارسة الديمقراطية وتراجع الحريات العامة.
  2. الإصرار على التطبيع مع العدو الصهيوني .
  3. الدخول في تحالفات سياسية وعسكرية مع دولة الكيان اليهودي وأمريكا وتركيا وحلف الأطلسي والذي يعني توظيف إمكانيات الأردن في خدمة برامج هذه القوي وفي إنقاذ مشاريعها المعادية لأمتنا .. حي تقام قواعد عسكرية في منطقتي الجفر والأزرق لخدمة هذه الأحلاف .
  4. تفاقم الفقر وبالطالة وتزايد احتكار فئات ونخب معينة السلطة والنفوذ والثروة والمال في البلد..
  5. تهميش المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الوطن وصناعة السياسات العامة والقرارات المصيرية .

وخلصت لموقف إلى عدم جدية الحكومة في إجراء حوار حقيقي وأن الحكومة غير مؤهلة لإدارة شؤون الوطن أو الخروج من الأزمة وتتحمل وحدها مسؤولية وصول الحوار إلى طريق مسدود ولم يعد مجديا الآن إجراء أى حوار مع هذه الحكومة .

وفي الثامن عشر من جمادي الأولي سنة 1418 هـ الموافق 20 أيلول سنة 1997 اجتمع مجلس الشوري للإخوان المسلمين في الأردن وقرر التأكيد على قرار المقاطعة الشاملة ترشيحا وانتخابا ودعاية وقرر قرارا حازما بحق كل من يخلف قرار المقاطعة فقرر من يرشح نفسه من الإخوان المسلمين وقرر فصل من ينتخب في عام 1997 وقرر تحويل المشارك بالدعاية إلى الهيئة الإدارية لاتخاذ القرار الحازم بحقه .

هذا وقد التزم جميع الإخوان المسلمين في الأردن بقرار الجماعة فقاطعوا الانتخابات ترشيحا وانتخابا ودعاية وشذ عن هذا الموقف الدكتور عبد الله العكايلة ومحمد الأزايدة فرشحا نفسيهما فاتخذت الجماعة قرارا بفصلهما من جماعة الإخوان المسلمين

ونشرت ذلك في الصحف الأردنية كما عممت قرار الفصل على جميع الإخوان في جميع الشعب في الأردن ومما يجدر ذكره أن الدكتور عبد الله العكايلة كان قد صرح للصحف أن الجماعة إذا قررت مقاطعة الانتخابات وعدم ترشيحه فلن رشح نفسه إلا أنه نكص عن وعده ورشح نفسه نسأله مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه ودعوته ..

ومما يجدر ذكره أيضا فإن الجماعة قد قررت مقاطعة الانتخابات في الخمسينات ترشيحا ودعاية وانتخابا وخالف القرار رجلان أحدهما من الكرك وهو الأستاذ يوسف المبيضين والثني من السلط وهو سليمان عربيات وكان مديرا لفرع البريد بالشونة في الخمسينات إذ قاما بالدعاية في الانتخابات النيابية في ذلك الوقت فأصدرت الجماعة قرارا بفصلهما .

الموقف من قانون الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانية

على إثر انتخابات 1989 ونجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات النيابية بنسبة غير متوقعة لدي كثير من المؤسسات في الداخل والخارج ممن يكرهون الإسلام ولا يريدون الحكم به ويخططون لإبعاد المسلمين الملتزمين عن كل منابر التوجيه وبخاصة مجلس النواب فإنه سلطة مراقبة فعالة على الحكومة وبيده عزلها أو عزل بعض وزرائها وله إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات الضارة بالأوطان والإنسان وله سلطة التشريع والتقنين في حكم الناس ووضع القيم التي يحتكمون إليها.

لقد خرجت الصحف العربية والعالمية من أول يوم تحذر من وجود الإسلاميين في البرلمان وصرحت رئيسة وزراء بريطانيا وهي في الهند حينما عملت بنتيجة الانتخابات مذهولة تقول:بركان يحدث في الأردن ووقفت نفس الموقف الدوائر الغربية والأمريكية والصهيونية واليهودية وبدأت الحملة الإعلامية تشوه صورة الحركة ونزاهتها .

ومن الحق الذي لا غلو فيه أن النواب في مجلس الحادي عشر قد قاموا بخطوات لم يعهد لها مثيل في تاريخ الحياة السياسية في الأردن فقد أجبروا الحكومة على إعادة جميع المفصولين لأسباب سياسية إلى أعمالهم في وظائف الدولة المختلفة وإعادة عشرات الآلاف من جوازات المواطنين إلى أصحابها وقد كانت محجوزة لدي الدوائر الأمنية .

وأجبروا الحكومة على عدم أخذ رأي المخابرات والدوائر الأمنية الأخرى في تعيين الموظفين في دوائر الدولة المختلفة وإعطاء شهادات حسن سلوك من غير الجهات الأمنية والسماح للمواطنين بالسفر إلى الخارج وكذلك عودة المواطنين إلى لأردن وقد كن قسم من المواطنين ممنوعين من السفر إلى الخارج وبعض المواطنين مقيم في الخارج وغير مسموح له بالقدوم والعيش في الأردن وحرية إنشاء وتأسيس الصحف الحزبية واليومية والأسبوعية وإلغاء الأحكام العرفية ومحاكمة الوزراء المتهمين بالفساد الإداري والمحالين من النيابة العامة ومحاكمة غير الوزراء في المحكم العادية .

وهذه الأفعال زادت أعداء الحركة الإسلامية قناعة بضرورة تحجيم هذه الحركة من المجالس النيابية القادمة فقامت الحكومة بحل مجلس النواب وأصدرت مؤقتا قانون الصوت الواحد فتصدي الإخوان لهذا القانون وأنكروه وهاجموه واعتبروه باطلا وغير دستوري ونبهوا إلى خطورته قبل صدوره وبعد صدوره .

أما قبل صدوره فقد أصدرت الجماعة أكثر من بيان حول هذا الموضوع منها ما صدر في 10 صفر 1414 هـ الموفق 30/7/1993 باسم المكتب الإعلامي للجماعة وقد جاء في هذا البيان:

" لاحقا لبياننا الصحفي الصادر بتاريخ 28/7/1993 فإننا إزاء ما يتكرر من الإعلان عن نية الحكومة في إصرارها على تعديل قانون الانتخاب الحالي وبالذات إقرار الصوت الواحد لكل ناخب وتجاهل مجلس النواب كسلطة تشريعية ودستورية ممثلة للشعب نري أن مثل هذا التعديل سيولد حالة من البلبلة وعدم الاستقرار وشعور بالإحباط لدى المواطنين وإزاء ذلك كله فإن الإخوان المسلمين يعلنون بأنهم سيضطرون إلى إعادة النظر في موقفهم من الانتخابات المقبلة وسوف ينسقون موقفهم هذا مع كافة القوي والفعاليات السياسية المختلفة التي تلتقي معهم في وجهة النظر هذه "
هذا وشنت الجماعة حملة على هذا القانون فكتب قادتها ورموزها يرفضون هذا القانون ويحذرون من سلبياته وفجأة وإذا بالجماعة تري المشاركة في الانتخابات تحت قانون الصوت الواحد وجرت الانتخابات وشارك الإخوان وأيقن الإخوان بأن الحكومة قد تدخلت في حرية الانتخابات ونزاهتها في أكثر الدوائر الانتخابية وأفرزت مجلسا ينفذ رغباتها ومقرراتها حتى ولو كان ذلك بإلغاء قانون بيع الأرض لليهود وبخاصة الضفة الغربية التي كانت جزء من أرض الأردن وأيد الحكومة في عقد اتفاقيات وادي عربة وما تفرع عنها من اتفاقيات .
واحتجت الجماعة والحزب على اللقاء بين الملك وبين رابين في 25/ 7/1994 في واشنطن من خلال بيان واعتصام أمام المسجد الحسيني.ولما عرض القانون المؤقت على مجلس النواب الثاني عشر رفضه نواب الإخوان المسلمين ولكن الأكثرية من نواب الحكومة وافقت عليه فأصبح قانون دائما بفضل مجلس النواب الذي أفرزته الحكومة ..

ففي الحادي عشر من شهر المحرم سنة1418 هـ الموافق 18/5/1997 أصدرت الجماعة بيانا حددت موقفها من قانون الصوت الواحد وقانون المطبوعات ..

" إن صدور قانون الصوت الواحد الذي اثخن في النسيج الاجتماعي تمزيقا وتفريقا وقانون المطبوعات الذي مسخ حرية الكلمة في وقت واحد ليرجح الظنون بانتخابات نيابية غير نزيهة ويؤكد الاتجاهات في استكمال ما يسمي برنامج التصحيح الاقتصادي ووصفه صندوق النقد الدولي في تخفيض الكادر الوظيفي وتحرير كل الأسعار .. وتمرير حل معين في قضية اللاجئين وبقية الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني ".

القضايا الفلسطينية

توطئة

إن القارئ للتاريخ لو تتبع البيانات الصادرة عن الإخوان المسلمين والتصريحات الصادرة عنهم وما كتبوه في نشراتهم التربوية والسياسية المتعددة والكثيرة على المستويات التنظيمية المختلفة وأن القارئ الكريم لو تتبع كلمات الإخوان النواب في المجالس النيابية المختلفة منذ الخمسينات وحتى يومنا هذا والمسجلة في ملحق الجريدة الرسمية يجد اهتماما بالغا من الجماعة لهذه القضية الحساسة

يفاصلون الحكومات من أجلها ويحجبون الثقة عنها لتهاونها ومراوغتها عن الإعداد لتحريرها وتعبئة الأمة على الجهاد والاستشهاد ويسجلون بوضوح عارضتهم القوية الحازمة لكل سياسات الحكومات المتعاقبة الاستسلامية التنازلية

ولقد لقوا من أجل هذه المواقف العنت والمشقة وزجوا في غياهب السجون وغربوا إلى الصحراء وسجون الصحراء وكانت الحكومة لا تصبر على نائب الإخوان وهو في مجلس النواب وتعتقله من بيته بل تقتحم حرمة مجلس الأمة وتعتقل النائب من الإخوان المسلمين وهو في المجلس كما حدث مع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة عام 1963 ولا تزال هذه الجماعة تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية لها تربط مصيرها بها وتبذل من أموالها ودماء شبابها وشيوخها من أجل التحرير ما ينكره إلا كل جاحد حاقد.

الجهاد من أجل فلسطين

من المعلوم أن الجهاد بذل ما في الوسع لمغالبة العدو باللسان والقلب والنفس والمال والمقام إعطاء لمحة موجزة عن جهاد الجماعة فنقول وبالله التوفيق : لقد كان موقف الإخوان المسلمين في الأردن وغير الأردن واضحا من إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين فقد وقفت تقاوم هذا المشروع الصليبي الاستعماري من أول يوم وشكلت الفرق الجهادية لمقاومة تهويد فلسطين وقاومت مشروع تقسيم فلسطين وصرح مؤسس الجماعة الأستاذ البنا رحمه الله أن مشروع التقسيم يدل على شلل في الدماغ الإنساني .

وهب إخوان الأردن يساعدون الحركات الجهادية ويسهمون فيها ويشاركون كذلك من خلال تطوع الإخوان للجهاد في فلسطين وبخاصة في حرب 1948 إذ أرسل الإخوان هذه الكتيبة برئاسة الشيخ عبد اللطيف أبو قورة وقائدها العسكري ممدوح الصرايرة.

ومما يجدر ذكره أن الأمير عبد الله أمير شرق الأردن قد وافق على مشروع تقسيم فلسطين 181 وإقامة دولة يهودية فعارضه الإخوان في ذلك.ولقد حدد الإخوان المسلمون في الأردن مواقفهم من أحداث القضية الفلسطينية ومراحلها في بيانات مكتوبة تشهد بذلك .

فقد أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بيانا في 29/11/1955 جاء فيه:

" ليست قضية فلسطين قضية مساومة على أرض أو على ماسحة معينة منها ولا قضية إعادة اللاجئين وتعويضهم عما افتقدوه إنما هي صراع بين إيمان وكفر .. ولا يمكن أن تحل إلا بالدماء نخوضها حتى الركب يوم نحمل العقيدة الحقة "

وفي العدد الأول من نشرة الصف التي تصدرها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الصادر في 1/12/1957 وتحت عنوان " جبل المكبر "

" ومازال اليهود يحتلون سفوح جبال الكبر ويهددون أمن القدس وسلامتها بل يهددون أمن البلاد جميعها إننا نطالب المسئولين مناجزة الأعداء واحتلال القدس فإما إلى نصر مبين أو موت كريم ولن تطيب لنا الحياة إلا بواحدة منهما وهل يريدون بنا إلا احدي الحسنيين.
أيها المسئولون دربونا على فنون القتال وأطلقوا أيدينا نريحكم من عدو الله وعدونا وصدق الله العظيم (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة : (216)

وفي نفس العدد نشرت الصف تحت عنوان " قافلة هداسا "

" من أعجب ما يري الذي يزور القدس الشريف وجود أوتاد يهودية (الجامعة العبرية ومستشفي هداسا) في داخل القسم غير المحتل ... وإن المسئولين في الأردن ما زالوا يسمحون لحد الآن .. لهؤلاء اليهود أن يمروا وسط الأحياء العربية وبحراسة القوات العبرية إلى هذه المعاقل التي يهددون بها البلد المقدس وفي الأسبوع المنصرم حاولت هذه القافلة اليهودية أن تمر على عادتها وهي تحمل مواد حربية ممنوعة فمنعوها وأصر اليهود على مرورها وشايعهم في طلبهم رئيس لجنة الهدنة (ليري) مظهر تحيزه ضدنا على عادته وعادة أمثله من بني جنسه المتعصبين ولقد طالب المسئولون في الأردن إبعاده ونرجو أن يثبتوا على طلبهم هذا .. ولا يقبلوا المساومة فإلى متي نسكت عن هذا التحدي في قضية . فلسطين"
واستمر الإخوان في الأردن على إستراتيجيتهم الثابتة في أن الجهاد والقوة هو طريق تحرير فلسطين . وعقدوا دورات تربوية لكثير من إخوانهم لإعدادهم للجهاد وبعد حرب 1967 اتخذت الجماعة قرارا بإعداد الكوادر الجهادية والقيام بعمليات ضد العدو اليهودي وشاركت في العمل الفدائي تحت راية وفتح وكان لها قواعد في الشمال وفي العالوك وقامت بعمليات جريئة .
ولقد هرع إلى هذه القواعد على الأراضي الأردنية الأخ السوري والمصري واليمني والفلسطيني والسوداني وكانت حصيلة هذه الحركة الجهادية اثني عشر شهيدا منهم الأستاذ المربي صلاح حسن والقائد الركن محمد سعيد باعباد والشاب المقدم محمود البرقاوي والطالب المجاهد رضوان كريشان .
ومما يجدر ذكره أن هذه الفترة لم تطل إذ حصل صدام دموي مفتعل بين الحركات الفدائية والجيش الأردني انتهي بإغلاق القواعد ومطاردة فلول الفدائيين وطردهم من الأرض الأردنية إلى خارج الأردن وبالذات إلى الأرض اللبنانية .

صدرت نشرة بعنوان : (حكم الإسلام في القضية الفلسطينية) عن الإخوان في الأردن ملونة من أربع صفحات بتاريخ 27 /3/1972 جاء فيها :

" كل دعوة يقصد بها ن تقود الأمة إلى الصلح والتسوية والإستسلام أو تؤدي إلى التفريط بشبر واحد من فلسطين وكل مطالبة بجلاء الغاصب عن جزء من أراضيها والرضا ببقائه في الجزء الآخر مهما اختلفت التسميات وتبدلت العناوين هي دعوة عقباها سوداء مظلمة مدمرة تتمثل في غضب الله بصبه على رؤوس المستسلمين ذلا في الدنيا وعذابا يوم القيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
الحل الوحيد والطريق الأمثل لحل القضية الفلسطينية هو الجهاد في سبيل الله وإن كان حكام العرب جادين في العمل للقضية الفلسطينية فإننا ندعوهم إلى أن يعتبروا بصورة جادة صادقة لا متاجرة فيها ولا ارتجال في أن فلسطين والقدس ديار إسلامية طاهرة والمسلمون في كل بقاع الأرض مكلفون شرعا باستنقاذها من براثن الغاصبين لا فرق في ذلك بين عربي وأفغاني أو باكستاني واندونيسي ...
وأن المسلمين جميعا مأمورون بالعمل للجهاد فوق أرضها لإعلاء كلمة الله وأن ديار العرب المحيطة بفلسطين مفتوحة لكل من حمل راية الجهاد الصادق محتسبا عمله عند الله لينال على أرض الإسراء في رحاب القبلة الأولي النصر والشهادة ..

وفي شهر آذار من سنة 1976 انتفض الشعب الفلسطيني ضد ممارسات اليهودية في تدنيس المقدسات فترة أسبوع تقريبا وأصدرت جماعة الإخوان في الأردن في 27 /2/ 1976 منشورا بعنوان هذا بيان للناس جاء فيه:

" الإخوان المسلمون يحيون انتفاضة الشعب المرابط في فلسطين ضد تدنيس المقدسات الإسلامية وتهويدها في القدس والخليل وجميع أنحاء فلسطين ويحذرون من المخطط الماسوني اليهودي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاضه ويرفض الإخوان جميع الحلول السلمية التي تؤدي إلى إقرار اليهود على أى شبر من أرض فلسطين الطهور ويدعون إلى التعبئة العامة وحشد طبقات الأمة تحت راية الإسلام من أجل تحرير الأرض المقدسة "
لاحظت الجماعة أن اليهود أخذوا يكثرون من مصادرة الأراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها وإقامة المستوطنات عليها فأصدروا بيانا في 30/3/1977 حددوا موقفهم من الاعتداء على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات فأنكروا ذلك وحيوا فيه إخوانهم المسلمين المرابطين والمجاهدين في سبيل الله على ثري فلسطين والجولان حاضين أهل فلسطين على الثبات على أرضهم وعدم الاستسلام للسياسة اليهودية في الاستيلاء على الأراضي والضغط على المواطنين للهجرة منها .
وقد أدانوا في هذا البيان تقليص القضية إلى الإطار القومي الضيق ثم تقزيمها إلى الإطار الإقليمي الأضيق ثم الحل المسخ بإقامة دويلة فلسطينية هزيلة على جزء صغير من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) والتنازل لليهود عن الجزء الأكبر من فلسطين والإقرار للدولة اليهودية على معظم فلسطين .

وجاء فيه أيضا:

" الإخوان المسلمين يرون أن الصلح مع إسرائيل في نظر الإسلام خيانة لله ولرسوله ولجماعة المسلمين ويحذرون أى حاكم من أن تسول له نفسه بعقد صلح مع اليهود أو الذهاب إلى مؤتمر جنيف المشبوه للتفاوض مع أبناء الأفاعي .

والإخوان المسلمون يعلنون بصراحة ووضوح أن أسباب ضياع فلسطين وغيرها هي:

  1. إقصاء شريعة الله عن واقع الحياة .
  2. موالاة حكام المسلمين لأعداء الإسلام واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين.
  3. فساد أنظمة الحكم القائمة على الرشوة والمحسوبية والطبقية وإشاعة الفاحشة في المجتمع .
  4. سيطرة أعداء الإسلام على منهج التعليم كدنلوب وتلاميذته حتى أصبح التعليم علمانيا كما خطط له .
  5. إغراق الشعوب والهاؤها في مشاكل جانبية تافهة حتى لا تفكر بمصيرها وما يحاك ضدها من مؤامرات يقصد منها اجتثاثها وسحقها .
  6. كبت الحريات العامة وتكميم الأفواه وتكبيل الأيدي عن حمل السلاح وقتال الأعداء ..
  7. دعم الحركات الهدامة في المجتمع كالمحافل الماسونية وأندية الليونز والروتاري التي هي واجهات يهودية.
  8. يري الإخوان المسلمون أن الحل السليم لقضية فلسطين هو : تربية الإنسان على العقيدة الإسلامية التي تحرر الإنسان من الخوف وتحرم عليه التولي يوم الزحف وإعلان الجهاد العام في سبيل الله .
  9. التدريب على استخدام السلاح لكل القادرين على حمله وتزويدهم بالسلاح .
  10. تعبئة لأمة ضد اليهود وكرههم وقتالهم .

وفي 18/3/1978 أصدرت الجماعة بيانا حول حملات الإبادة التي تشن ضد الشعب الفلسطيني المسلم وضد الشعب اللبناني الذي يشكل المسلمون فيه الأغلبية جاء فيه:

" في هذه اللحظات الحرجة والمآسي المؤلمة يحي الإخوان المسلمون الأبطال الصامدين على أرض لبنان تحية إكبار وإجلال ويستنكرون هذا الصمت العربي إزاء هذا التقتيل "
وفي عام 1983 قرر الإخوان تأسيس حركة جهادية على أرض فلسطين ودعموها بالمال ودربوا في الداخل عناصرهم واشتروا السلاح ولكن شاء الله تبارك وتعالي أن يكشف اليهود هذه الحركة وأن يعتقل الشيخ أحمد ياسين وأن يقدم للمحاكمة أمام محكمة عسكرية يهودية فحكمت عليه سنة 1984 بالسجن مدة 13 ثلاثة عشر عاما وكانت التهمة الموجهة إليه وإلى عدد من إخوانه في الداخل والخارج القضاء على دولة إسرائيل بالقوة وإقامة الدولة الإسلامية مكانها ..
هذا ولم يدم طويلا في السجن إذ تم إخراجه بموجب تبادل الأسري بين اليهود والجبهة الشعبية القيادة العامة (أحمد جبريل) وكان في مقدمة الأسماء التي طالب بإطلاق سراحها اسم الأستاذ أحمد ياسين

الموقف من اتفاقية رودس

بعد حرب 1948 الصورية وقيام دولة اليهود على جزء من أرض فلسطين وقعت مصر وسوريا والأردن ولبنان اتفاقيات في رودس مع دولة العدوان اليهودي على أرض فلسطين وهذه الاتفاقيات تعترف ضمنيا بوجود دولة اليهود وتدعوا إلى فض النزاعات على الحدود بالمفاوضات والطرق السلمية .

أما الإخوان المسلمون فقد أعلنوا ولا يزالون يعلنون حتى هذه الساعة أن فلسطين كل فلسطين أرض إسلامية ولا يعترفون بالدولة اليهودية على أرض فلسطين ويرون أن الواجب الشرعي عليهم وعلى سائر المسلمين يقتضي تحرير كل فلسطين وتكون السيادة عليها إسلامية

والانتفاضة التي فجرها الإخوان المسلمون في فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية حماس الجناح الضارب لجماعة الإخوان المسلمين وكتائب الشيخ عز الدين القسام تصر في بياناتها وميثاقها وجميع أدبياتها ن فلسطين من البحر إلى النهر إسلامية بل أن هناك نشرة سياسية كانت تصدر عن إخوان الأردن باسم كل فلسطين وشعارها فلسطين من البحر إلى النهر جزء من ديار الإسلام .

من أجل القدس

لقد كان اهتمام الإخوان المسلمين بالقدس اهتماما مبكرا حين كان يرسل الأستاذ البنا لفيفا من إخوانه ليزوروا فلسطين والقدس ويجتمعون بأهلها ويعبؤهم على الجهاد بشتي صوره وأساليبه واستمر هذا الاهتمام من ذلك الوقت إلى يومنا هذا وسيستمر بإذن الله حتى التحرير وبعد التحرير وحتى تقوم الساعة

ولقد قام الإخوان بجهود كثيرة من أجل المحافظة على إسلامية القدس فتطوعوا للدفاع عنها ورابطوا فيها وجاهدوا اليهود كذلك في 1948 واستمر هذا الجهاد من ثلة من الإخوان دربتهم الجماعة وسلحتهم على حسابها وكانوا يقومون بدورات حراسة في الليل..

وقاموا بكثير من أوجه الناشط الثقافي والسياسي والإعلامي من أجل القدس ففي سنة 1953 عقد الإخوان المسلمون مؤتمرا إسلاميا في مدينة القدس دعوا إليه علماء العالم الإسلامي وشخصياته المجاهدة ورجال السياسة دعوا إلى المؤتمر ليبينوا الخطر المحدق بالقدس فهي مديدة بالتهويد والتنصير والتدويل وانبثق عن هذا المؤتمر الإسلامي العام تكوين : مكتب المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس ومركزه مدينة القدس على أن يتولي شرح القضية الفلسطينية لشعوب العالم الإسلامي وحكامه ومناصرة القضايا الإسلامية العامة ..

وقد قام هذا المؤتمر وبالذات مكتب المؤتمر بجمع الأموال من العالم الإسلامي وتوعية المسلمين بالأخطار المحدقة بالقدس وبفلسطين وقام بتحصينات على الخطوط الأمامية وفي القدس لتمنع رصاص اليهود من قتل المسلمين في الساحات المكشوفة في القدس الشرقية التي تخضع تحت النفوذ العربي كباب العامود وغيره من الأماكن التي كان يقتل فيها عدد من الناس المدنيين الذين كانوا تحت رحمة رصاص اليهود.

وفي تاريخ 12/4/1954 طلب رئيس وزراء الأردن آنذاك من فضيلة الأستاذ المراقب لجماعة الإخوان المسلمين الذي كان يشغل أيضا (بالإضافة إلى كونه مراقبا للجماعة) عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر الإسلامي – إلغاء المؤتمر الإسلامي ونقله من القدس فأنكر عليه المراقب العام ورفض طلبه ولكنه أصر على طلبه مبررا طلبه بهمسه همسها في إذن المراقب العام قائلا : هذه مطالب الإنجليز والأمريكان وقد طلب مني أن استدعيك وأطلب منك نقل المؤتمر من القدس وأصر المراقب على الرفض كذلك وظل مصرا على موقفه مما أدي إلى اعتقاله .

ومما يجدر ذكره أن الإخوان المسلمين قطعوا المؤتمر الإسلامي منذ مطلع الستينات لما رأوا أن المؤتمر ابتعد عن أهدافه الذي أنشئ من أجلها وأصبح الأستاذ كامل الشريف هو المسئول عنه يوجهه حسب رأيه وتوجهه السياسي الذي يخدم النظام الأردني ولقد حذر الإخوان في بيانهم الصادر في 27/3/1976 من المخطط الماسوني اليهودي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ولما أعلن اليهود أنهم سيتوجهون يوم الاثنين في 8/10/1990 لوضع حجر الأساس المزعوم وسمعت بذلك زعامات أنها مخلصة للقدس وشق أسماع كثير من قادة الجيوش ذلك ولم نر ولم نسمع صوت رصاصة ولم تثر أنوف لهذه المقدسات ..

في هذا الوقت بالذات زحف الشباب المسلم من أرجاء فلسطين إلى القدس وإلى ساحات المسجد الأقصى ونام كثير منهم في القدس وبالقرب من المسجد الأقصى وبعضهم لم يذق طعما للنوم قائما لله مرابطا في المسجد ليدافع عنه ويمنع علوج اليهود من هدفهم الخبيث .

وفي يوم 8/10/1990 زحفت القطعان البشرية الضالة من اليهود ومعهم عشرون ألف شرطى مدججين بالسلاح ففوجئوا بشباب الإسلام وحراس المسجد الأقصى بيتصدون لهذه القطعان الضالة ويرمونهم بوابل الحجارة ويتلقون بصدورهم رصاص اليهود الغادرين الجبناء فوقع ثلة من هذا الشباب شهداء في ساحات الأقصى واستمرت المناجزة ولم يستطع اليهود أن يصلوا إلى المكان المزعوم ليضعوا حجرا للهيكل المزعوم ..

وفي 19 ربيع الأول 1411هـ الموافق 8/10/1990 أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بيانا بعنوان :بيان من الإخوان المسلمين:

الأقصى يستصرخ المسلمين فهل يلبون النداء " ونشر هذا البيان في جريدة الدستور بعد صدوره بيوم في 9/10/1990 وجاء فيه .
إن الإخوان المسلمين يضعون بين أيدي أمتهم الحقائق التالية:
  • إن القضية الفلسطينية هي قضية أمتنا الأولي وإن لها علينا حقوقا لابد من أدائها واقل هذه الحقوق أن نكون جنود الله لهذه القضية المباركة وأن نجمع لها الجنود والمال وأن نكون جيشها الموعود.
  • إن المخطط اليهودي سائر نحو تحقيق أهدافه وليس من باب المصادفة أن يحشد شامير جنوده لوضع حجر الأساس للهيكل في ظل ظروف عربية ودولية لا يستفيد منها إلا اليهود في الوقت الذي تحشد فيه أمريكا قوي البغي العالمية على أرض الجزيرة ..
  • إن هذا التآمر اليهودي الإجرامي ما كان ليمتلئ بنشوة الجريمة وسفك الدماء لولا السند الصليبي الأمريكي في بلاد المسلمين برا وبحرا وجو وإن الأيدي الممتدة لقتل الأبرياء في ساحات المسجد الأقصى تستمد دعمها المادي والمعنوي من مئات الآلاف من الصليبيين على أرض الجزيرة.
  • والإخوان المسلمون يدعون حكام الجزيرة إلى طلب سحب القوات الغازية وتطهير بلاد المسلمين منهم لأنهم يشاركون القتلة على أرض فلسطين جرمهم كما يدعون الشعوب العربية والإسلامية إلى إعلان الوحدة لتكن الرايات راية واحدة والجيوش جيشا واحدا والأمة أمة واحدة .
  • كما يدعون إلى إعلان الجهاد لتحرير فلسطين وإنشاء جيش الأقصى الذي بات إيجاده فريضة في أعناق المسلمين وندعو الشعوب الإسلامية إلى مناشدة حكمها ليحملوا هموم لأمة ويدفعوا عنها الأخطار وإلا فإن هذه الشعوب أن لها أن تبحث عن مخرج من أزمتها لأن بقاءها في خطر واقتصادها في خطر وكعبتها في خطر وقبر نبيها صلي الله عليه وسلم في خطر .
  • كما يدعون الحكومة المصرية إلى طرد اليهود من مصر الإسلام والعروبة وتطهير أرض الكنانة من سفارة اليهود النجسة وإلا فإن حماة الأقصي ستمتد لتطهير أرض الكنانة عن هذه الخبائث .
  • إن الإخوان المسلمين يدعونكم إلى المشاركة في حشود جماهيرية إيمانية في المساجد الكبرى في مختلف مدن الأردن وقراه وذلك يوم الثلاثاء 20 من ربيع الأول 1411 هـ الموافق 9 /10/1990 لأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء بعد صلاة العصر دعما لأهلنا المجاهدين على أرض الإسراء في جهادهم انتفاضتهم ومما يجدر ذكره في هذا المقام وتجدر الإشارة إليه بوضوح أن جماعة الإخوان المسلمين تري أن القدس الشرقية والقدس الغربية وكل شبر من أرض القدس أرض إسلامية والسيادة فيها للإسلام ولا سيادة على شبر واحد منها لغير الإسلام ..
  • لهذا فهي لا تعترف بالاحتلال اليهودي وهي تري أن طريق الجهاد هو طريق التحرير وأن المستوطنات التي يبنيها العدو اليهود على أرض فلسطين باطلة يجب تدميرها ويجب مطاردة ساكنيها من يهود فهم أعداء غاصبون وما يجري من تنقيب وحفر تحت المسجد الأقصى وفتح النفق تحته وتدنيس اليهود للمسجد لأقصي والتخطيط لبناء هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى يجب أن يتصدي له بالقوة ومنعه ولو أدي إلى استشهاد مئات الشهداء وجرح آلاف الجرحي .
  • ومما يؤسف له أن مشكلة أن القدس تقزمت هذه الأيام لتصبح محصورة في مستوطنة أبو غنيم.

وقد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانات كثيرة قبل مستوطنة أو غنيم تدعوا إلى رفض التطبيع مع العدو اليهودي كما تدعو إلى جهاده .ومن هذه البيانات بيان صدر في 3 ذي الحجة 1415 هـ الموافق 3 / 5/1995 حول الممارسات العدوانية للعدو اليهودي في القدس المحتلة جاء فيه .

"ومما يبعث على الآسي أن يتزامن العدوان الصهيوني على القدس مع زيارة الإرهابي رابين إلى أردن الحشد والرباط وأن يحظي بكل احترام وتقدير وحفاوة من مختلف المواقع والمستويات الرسمية كما حظيت زيارته باهتمام إعلامي تجاوز الاهتمام بالقدس وما يجري فيها بل وما يتعرض له الشعب العربي المسلم في فلسطين ولبنان من عدوان العدو الصهيوني "
ولما اتخذ مجلس الكونجرس الأمريكي قراره باعتبار القدس مدينة موحدة عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس أصدرت الجماعة في 10 صفر 1418 الموافق 16 /6/1997 وجاء في هذا البيان المعنون ب (قرار مجلس النواب الأمريكي عدوان جديد على العرب والمسلمين) تصر الإدارة الأمريكية على الوقوف باستمرار في الخندق المعادي لأمتنا العربية والإسلامية ولا تتورع أن تتحدي مشاعر العرب والمسلمين ضاربة عرض الحائط بمشاعرهم ومصالحهم .
إن هذا القرار الأمريكي الجائر يوضح حقيقة الأهداف التي دفعت لتأجيل قضية القدس لي المرحلة النهائية .. وقد جاء الدور الأمريكي ليكمل مسلسل التآمر على المدينة المقدسة في ظل تخاذل عربي وإسلامي كبير وصمت دولي مطبق يمثل حد التواطؤ .
وبعد إدانة البيان للقرار الأمريكي دعا إلى الدفاع عن القدس والتصدي للقرار الأمريكي والعودة إلى الجهاد ووقف جميع أشكال التفاوض .

الموقف من الهجرة اليهودية إلى فلسطين

إن الإخوان المسلمين يعلمون أن المؤتمر اليهودي الذي عقد في بال بسويسرا 1897 وقرروا فيه إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وأن أول خطوة لذلك هي هجرة اليهود إلى فلسطين من العالم العربي والغربي وأمريكا وروسيا ونشطت الوكالة اليهودية في تشجيع اليهود على الهجرة إلى فلسطين بعد القضاء علي حكم السلطان عبد الحميد إن الإخوان أدركوا خطورة الهجرة فوقفوا يعادونها ويقاومونها ويذكرون المسلمين بخطورتها على أرض فلسطين ومسري رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

ويذكر بيريز رئيس وزراء العدو اليهودي في كتاب الشرق الأوسط الجديد أن دولة اليهود قامت بفعل هجرة اليهود العرب من البلاد العربية إلى أرض فلسطين ولما قامت دولة اليهود في 15/5/48 كان عدد اليهود فيها 636 ألف يهودي منهم 600 ألف يهودي من البلاد العربية فحقق الحكام العرب قيام شعب يهودي لدولة يهودية على أرض فلسطين .

والإخوان المسلمون يدركون أن أهداف اليهود التوسعية في بسط نفوذهم على العالم العربي كله تجعلهم يخططون لهجرة اليهود من شتي أصقاع الدنيا إلى فلسطين ولذلك كانوا يحذرون من خطورة الهجرة اليهودية إلى فلسطين على فلسطين والعالم العربي التي تتمثل في إقامة دولة إسرائيل كبري ..

وقد أصدر الإخوان المسلمون بيانات بهذا الخصوص وفي فترة تقارب الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة الأمريكية كان الشرط الرئيس لمساعدة أمريكا المالية أن يسمح ليهود الاتحاد السوفيتي بالهجرة إلى فلسطين فوافق الطرفان وأخذت موجات اليهود المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي تابع على فلسطين مما شكل خطورة جادة في المنطقة .

لقد أصدرت الجماعة بيانا هاما بعنوان : بيان من الإخوان المسلمين حول هجرة اليهود السوفييت إلى فلسطين كان ذلك في 13 شعبان 1410 هـ الموافق 10/3/1990 ذكرت الجماعة في بيانه هذا أخطار هجرة اليهود على الأمة العربية والإسلامية واقترحت التدابير التالية :

  1. محاصرة مصالح الاتحاد السوفيتي في المنطقة حتى يستجيب لرغبة شعوب المنطقة في إيقاف الهجرة اليهودية ..
  2. ضرب مصالح أمريكا في المنطقة وسائر الدول التي تدعم دولة اليهود على أرض فلسطين بأى وجه من وجوه الدعم العسكري والاقتصادي وبخاصة إذا علمنا أن أمريكا هي الحليف العسكري لدولة اليهود في فلسطين وهي الممول الرئيسي لبناء المستوطنات اليهودية في فلسطين .
  3. وضع خطة حازمة للتصدي للهجرة اليهودية من الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية ومنعها .
  4. دعم الانتفاضة ماليا وإعلاميا وثقافيا وماديا حتى تقف سدا في وجه الهجرة اليهودية .
  5. إسقاط خيار الحل السلمي الذي توجهت إليه دول المنطقة منذ سنة 1974 .
  6. العودة إلى خيار الحل العسكري جديا الذي أسقط منذ سنة 1974 .
  7. تعبئة الأمة بكل أفرادها ذكورا وإناثا على الجهاد بحي تصبح جيشا مسلحا يحيل كل شبر يدنسه الغزاة إلى براكين متفجرة حيث تكون هذه الأرض مقبرة لهم وتكون منطلق لتحرير كامل التراب الفلسطيني .
  8. بث روح الجهاد والاستشهاد في أبناء الأمة ورفع الشعار الذي رفعه الشيخ عز الدين القسام وهو : إنه جهاد نصر أو استشهاد

الموقف من قرار التقسيم

أصدرت جماعة الإخوان أكثر من بيان حول هذا الموضوع وظل الإخوان يصدرون بيانات ونشرات في هذه المناسبة لأكثر من عام وفي نشرة الصف 8/12/1958:

"ولسنا بحاجة أن نجدد القول أن حل هذه القضية لا يكون إلا بعودة أهلها إليها وبفناء الغاصبين المعتدين وبعودة فلسطين مسلمة إلى ربها وإن أى حل غير هذا الحل مرفوض من أساسه وإن الطريق إلى حقنا هو الجهاد المخلص في سبيل الله (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)
إن هذا الكلام القديم باق وهو دستور لقضية ودستور لكل قضية من قضايا المسلمين في الجزائر وفي عمان وكشمير وإندونيسيا .إن الإخوان المسلمين وهم يتجرعون مرارة الذكري ويتوجعون لأكرم الجرح يدعون الحكام إلى أن يذكروا الله ويلتزموا أمره فإن فلسكين نذير من النذر الأولي لها ما بعدها إن لم يتداركوا الأمر ويجمعوا الكلمة إن فرقتنا داؤنا وإن في الإسلام الدواء "

وأصدر الإخوان المسلمون في الأردن نشرة بعنوان الإخوان المسلمون وقضية فلسطين مؤرخة في 29/11/1955 جاء فيه :

" ولئن كانت الظروف اليوم (المحلية والعالمية) تحول دون زحف الإخوان المسلمين من أبناء هذه الأمة إلى فلسطين زحفا نظيفا لا تشوبه خيانة ولا يلوثه تآمر في الظلام لطعنهم من الخلف كم حدث في الأولي فهذا لا يعني الاعتراف بمبدأ التقسيم الذي يطالب العملاء به ويشترطونه أساسا للمفاوضات مع اليهود في مساومات هزيلة لأن مبدأ التقسيم معناه الاعتراف بدولة اليهود شوكة في جانب الأمة الإسلامية
والاعتراف بها يجر وراءه أخطار جمة أقلها تبادل التمثيل السياسي والتعاون الاقتصادي معهم بل معناه التمكين لعدو دخيل اغتصب ديارنا وسيظل يتحين الفرص لمد جذوره ومد عيونه ونشر سرطانه الرهيب في كيان الأمة الإسلامية إلى أن يطوق أعالي الفرات وحوض النيل ..

الموقف من الحلول الاستسلامية والمبادرات الأمريكية

القارئ لما صدر عن جماعة الإخوان المسلمين على وجه العموم والإخوان المسلمين في الأردن جزء من هذه الحركة العالمية يجد أن موقفهم واضح جدا من المبادرات الأمريكية وغيرها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية والاعتراف لليهود الغاصبين بدولة على رض فلسطين .

إن بياناتهم تدل بوضوح على رفضهم لهذه التوجهات وبخاصة التوجهات الأمريكية والمبادرات الصادر عنها وعن موفدها في المنطقة كسيسكو وروجرز بمبادرته بمشروعه وموفقة الاتحاد السوفيتي عليها وعملائه في المنطقة من أحزاب ودول .

ولقد أصدرت الجماعة بيانها في 28 /5/1390هـ الموافق 13 /7/1970 تحذر من مشروع روجرز الاستسلامي وغيره من المشاريع الأمريكية وجاء في هذا البيان:

" إن الإخوان المسلمين يؤكدون أن الاستجابة لمشروع روجرز والقبول بالحل الاستسلامي هو أبشع مؤامرة منيت بها الأمة وإن هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 كانت الفصل الأول من مسرحية تصفية القضية الفلسطينية (هزيمة ثم يأس ثم استسلام)
إن لقاء اليمين المتآمر واليسار المخادع على تصفية القضية الفلسطينية يؤكد أن المؤامرة في حقيقتها على الإسلام ودياره تختفي خلفها الأطماع الصهيونية والأحقاد الصليبية ومكر الشرق الملحد وتآمر الغرب المستعمر, ووجدت هذه المؤامرة الدنيئة الأيدي الملوثة من العملاء في بلادنا لتنفيذها في الوقت الذي كان هؤلاء العملاء إلى عهد قريب يستقطبون الجماهير تحت شعار الوطنية والزعم بأنهم سيحررون فلسطين شبرا شبرا صباح مساء إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة !!

الانتفاضة الفلسطينية

لقد بدأت الانتفاضة الفلسطينية في 8 /12/1987 على إثر قيام شاحنة يهودية يقودها يهودي حقد بدعس شباب من مخيم جباليا عمدا فهب الشباب المسلم في مخيم جباليا يقارع قوات الاحتلال ويرجمهم بالحجارة ونتقل الأمر إلى عزة وعم قطاع غزة ثم انتشر كالهشيم في الصفة الغربية تعبر هذه الجماهير المؤمنة عن رفضها للاحتلال وتقاومه بسلاحها الميسور الحجر والحجارة .

فقام الإخوان المسلمون من أول أيام الانتفاضة بتوجيه إخوانهم بالاستمرار في الانتفاضة واتخذ هذا القرار المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في الأردن وكان الكاتب يومها عضوا فيه وأخذت الجماعة تبذل ما بوسعها لمساعدة الانتفاضة بعد أن تبنتها وكانت الصلة لا تنقطع بين أعضاء الحركة الإسلامية في فلسطين وفي الأردن

بل كانت الضفة الغربية جزءا من الأردن وكان الإخوان المسلمون في الضفة الغربية يتبعون إلى قيادة الإخوان المسلمين في الأردن وبذل الإخوان في مساعدة إخوانهم المنتفضين بالمال والرأي والمشورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

وطلب الإخوان في الأردن في بياناتهم تصعيد الانتفاضة وتطوير وسائل التصدي للعدو اليهودي المحتل الغاصب فضم المنتفضون إلى سلاح الحجارة سلام المسامير والزيوت لإتلاف دبابات العدو وسياراته وحتى تكون هدفا ثابتا لرم المجاهدين وظل الطلب ملحا لابد من تطوير الانتفاضة واستمرارها وأن يكون بجانبها جهاز عسكري يقوم بعمليات عسكرية ضد اليهود المعتدين الغاصبين وبعد تخطيط وإعداد أنشئت كتائب الشيخ عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس .

هذا ولقد كانت الشورى كاملة حتى في اسم الحركة بين القيادة في الأردن وبين أهل الانتفاضة في الداخل كما كانت مستمرة ولم تخرج حماس عن قرارات قيادة الإخوان في لأردن وحينما وضعت ميثاقها التي نصت فيه ن حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الجناح الضارب لجماعة الإخوان المسلمين وفقت على هذا الميثاق جماعة الإخوان في الأردن ونشرته بين الناس .

ولقد استمرت الجماعة في دعم حماس ومدها بما تحتاج إليه من مال وغيره لا تزال ولقد أصدرت الجماعة بيانات كثيرة في المناسبات المختلفة تؤكد مواقفها من حماس وتعبئ أفرادها على الجهاد بالمال ومناصرة حماس في كل قضايا الإخوان المسلمين .

ومن البيانات التي أصدرتها الجمعة بيان بتاريخ 28 ربيع الآخرة / 1408هـ الموافق 19/12/1987 أى بعد الانتفاضة بأحد عشر يوما أعلنت فيه تبنيها لحماس وأن طريق حماس هو طريق التحرير لأنه طريق الجهاد وأهابت بالأمة أن تدعم حماس حتى تستمر في جهادها حتى التحرير .

وجاء في هذا البيان بند رقم 5 يقول:

" إن هذه الانتفاضة انتفاضة العقيدة الأصيلة التي تعبر عن أصالة الإسلام في زمن يسوده الإحباط العربي إن الإسلام يوجب على أتباعه ن تظل قضية فلسطين المسلمة حية في نفوسهم بالجهاد والاستشهاد ومقاومة الاحتلال وإذا أصبحت حية في نفوسهم وبذلوا دماءهم في سبيلها استطاعوا أن يحيوها في نفوس الآخرين وأرغموا الدنيا على الاستماع لهم "

وفي البند رقم (7):

" إن الإخوان المسلمين يؤمنون بأن الطريق لتحرير المسجد الأقصى وسائر مدن فلسطين هو طريق الجهاد والاستشهاد ويؤكدون ألا علاج لليهود إلا العلاج الذي مر به الله تبارك وتعالي رسوله صلي الله عليه وسلم بقوله " فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون "ويطالبون الحكومات أن تختصر الوقت وتعبئ الأمة تعبئة جهادية لتحرير البلاد والعباد .

وأصدرت الجماعة بيانها الثاني بمناسبة دخول الانتفاضة شهرها الثالث وبيانا ثالثا بمناسبة دخول الانتفاضة شهرها الرابع وهكذا توالت البيانات حتى شهرها التاسع وبمناسبة مرور عام على الانتفاضة أصدرت الجماعة بيان في 9/12/1988 طالبت الجماعة فيه الأمة حكاما ومحكومين بالأمور التالية:

  1. اختصار الوقت وعدم تضييعه في الجري وراء الحلول الاستسلامية .
  2. اعتماد طريق الجهاد طريقا للتحرير.
  3. تعبئة الأمة تعبئة جهادية
  4. تدريب القادرين على حمل السلام وتزويدهم به.
  5. فتح الحدود للالتحام مع العدو وشد أزر الإخوة في الداخل .
  6. رفض قرارات مجلس الأمن 181, 242, 338.
  7. دعم الانتفاضة ماليا وإعلاميا وسياسيا وعسكريا بما يخدم ثوابتها المعلنة التي لا تتغير .
  8. أن تتضافر الجهود لتطوير وسائل الانتفاضة في التصدي للعدو والعمل على تيسير سبل ذلك حتى تنتهي إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة التي تطبق الإسلام وتسعي للإتحاد مع شعوب المنطقة تحت راية القرآن وبمناسبة دخول الانتفاضة عامها الثالث أصدرت الجماعة بيانا مؤرخا 12 جمادي الآخرة 1410 هـ الموفق 10/12/1989 أعلنت فيه هي وحمس رفضها المبادرات الأمريكية لأنه تخدم دولة اليهود الغاصبين على أرض فلسطين وأنهما يتبنين طريق الجهاد واستخدام القوة .

فقد جاء فيه:

" إن الإخوان المسلمين يؤكدون على موقفهم الثابت وتصورهم الإسلامي لحل قضية فلسطين وهو رفض كل المبادرات الاستسلامية العربية والغربية والأمريكية التي لا تخدم إلا دولة اليهود وتعلن أن الجري وراءها هو من قبيل الركض وراء السراب وتتبني قول مرشدها ومؤسسها حسن البنا القوة أضمن طريق لإحقاق الحق وما أجمل أن تسير القوة والحق جنبا إلى جنب .
وأخيرا فإن الإخوان المسلمين في الأردن يحيون تحية إجلال وإكبار أولئك الأشاوس من أبناء فلسطين الذي قهروا الجيش الإسرائيلي بالحجر وإنهم يعاهدون الله على أن يكونوا أوفياء لدماء الشهداء بالاستمرار على طريقهم ورفع شعار شيخ المجاهدين القسام:إنه جهاد نصر أو استشهاد .

مشروع غزة أريحا أولا

لقد حدد الإخوان المسلمون في الأردن موقفهم من هذا المشروع انطلاقا من ثوابتهم الإسلامية في النظر إلى القضية الفلسطينية فاعتبرت هذا المشروع مرفوضا لأنه اعتراف بشرعية الاغتصاب اليهودي لأرض فلسطين وتنازل عن أرض فلسطين

ففي الخامس من شهر ربيع الأول سنة 1414 هـ الموافق 2/9/1993 أصدر المكتب الإعلامي للجماعة بيانا بعنوان : بيان صادر عن المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن حول ما يسمي (مشروع غزة أريحا أولا) بدأه بآيات من القرآن الكريم تتحدث عن حرمة الولاء لغير المؤمنين جاء فيه:

" إن جماعة الإخوان المسلمين وهي تقف على ثغرة من ثغر الإسلام لتدعو كل الغيورين والصادقين من أبناء لأمة إلى الوقوف صفا واحدا لدحر وإفشال هذا المخطط والمؤامرة التي تستهدف أرض النبوات , ويقايض مسري النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بحكم ذاتي على أقل من 2% من مجموع أرض فلسطين وأنهم يحذرون كل من فرط بحقوق الأمة من مغبة فعله ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله ويذكرون بمصائر الغابرين على هذا الدرب المهين .
إن الإخوان المسلمين انطلاقا من إيمانهم بعقيدتهم وفهمهم لطبيعة الصراع مع اليهود المحتلين وموقفهم المبدئي من قضية فلسطين القائمة على عدم الاعتراف بشرعية الاغتصاب والعدوان ليدينون هذا الاتفاق والقائمين عليه والداعين له , وكل من ساهم أو يساهم في التوصل إليه لأنه تجاوز لقضية القدس ويبقي المستوطنات ليهودية على حالها في الضفة والقطاع ويقزم الحق الفلسطيني إلى حكم ذاتي مسخ تحت سيادة الاحتلال على أقل من 2% من رض فلسطين ".
ولكن منظمة التحرير الفلسطينية لم تستجب لصوت الشرع والعقل فاستمرت في الطريق حتى وقعت مع رابين في القاهرة اتفاقية سميت باتفاقية الحكم الذاتي بموجبها تلتزم السلطة بمقاومة الحركة الجهادية على أرض فلسطين والقضاء على العمليات الجهادية وتوفر الأمن لليهود الغاصبين وتتعاون مع الأجهزة الأمنية اليهودية ..

ولقد أصدرت الجماعة في 26 ذي القعدة 1414 هـ الموافق 7/5/1994 بيانا عنونته بالعبارة التالية :

" اتفق الحكم الذاتي خيانة لله ولرسوله ولأمة العرب والمسلمين " وجاء في هذا البيان :" إن الإخوان المسلمين يعلنون استنكارهم لهذا الاتفاق وبراءتهم من بنوده ويعذرون إلى الله أنهم حذروا وبلغوا وأعلنوا إلى كافة الشعوب الإسلامية والعربية رفضهم لهذا الاتفاق وأمثاله وسيعملون على إحقاق الحق وإعادة الحقوق بكل السبل المشروعة والمتاحة ويؤكدون على الثوابت التالية ..
  • إن فلسطين وكل أرض إسلامية ملك للأمة وللأجيال المتعاقبة ولا يحق لأى كان التفريط بأى جزء منها تحت ى ذريعة .
  • إننا ندين ونرفض كل أشكال المفاوضات الحالية والسابقة منها , وكل الاتفاقات مع العدو الغاضب ونعتبرها خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين , وتعديا على أوامر الله تعالي وهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم بتحريم التنازل والتفريط بأى شبر من أرض المسلمين فكيف إذا كانت هذه الأرض هي فلسطين المباركة.

إننا نعلن استنكارنا لما نراه من مشاركة عربية وإسلامية في فتح أبواب العالم العربي والإسلامي لبرنامج تطبيع العلاقات مع العدو اليهودي واستقبال الوفود اليهودية في اجتماعات ولقاءات ضمن سلسلة التنازلات والتفريط بحقوق الأمة .

حول ممارسات سلطة الحكم الذاتي القمعية

ومما ينبغي الإشارة إليه أن الاتفاق في أوسلو واتفاقية القاهرة بين المنظمة وبين العدو اليهودي الغاصب قد ألزم السلطة بمطاردة المجاهدين الشرفاء الذين يقاتلون من أجل تحرير الأرض والإنسان وبخاصة حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي وهذا النشط يستوعب جميع فروع الأجهزة الأمنية من مخابرات واستخبارات وأمن وقائي وشرطة وغيرها .

ولقد قامت السلطة بممارسات عجزت عنها السلطات اليهودية الغاصبة بحق المجاهدين وأذاقتهم صنوف التعذيب ما لم يسمع به من قبل .

وإزاء هذه المواقف العدائية من المجاهدين أصدرت جماعة لإخوان المسلمين في الأردن بيانها بتاريخ 13 ذي القعدة 1415 هـ الموافق 13/ 4م1995 نددت بهذه الممارسات أللإنسانية وأدانتها وحذرت منها وطالبت بإيقافها لقد جاء في هذا البيان:

إن جماعة الإخوان المسلمين وهي تحيي حركات الجهاد الإسلامي وفي طليعتها حماس على تضحيات أبطالها وعلى ما تحلت به من ضبط للنفس حقنا للدم الفلسطيني لتدعو سلطة الحكم الذاتي إلى وقف هذه الممارسات القمعية وأن تتوقف عن التهديد والتحريض الداخلي والخارجي ضد المجاهدين
فما تفعله معول هدم للوحدة الوطنية الفلسطينية واستعداء للجماهير المسلمة على امتداد الساحة العربية التي تعتبر (حماس) طليعة جهادها وأملها في التحرير والعزة والتي هي على استعداد لدعمها وحمايتها بكل ما تستطيع .

الموقف من قبول وجود دولتين على أرض فلسطين

لقد أعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولته بناء على قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 181 عام 1949 الذي يوزع فلسطين إلى يهودية وأخري عربية واعترف المجلس بأغلبيته بقرار 242 وقرار 338 اللذين ضمنا الاعتراف بدولة اليهود الغاصبة وحقها في العيش بأمن وسلام في المنطقة بحدود آمنة ومعترف بها .

ففي السادس عشر من ربيع الآخر 1409هـ الموافق 26/11/1988 أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا أنكرت على المجلس الوطني قراره بالموافقة على قرار التقسيم وبناء دولة لهم على مقتضاه وأدانوا المجلس بتراجعه وتساهله في حق الأجيال في الأرض الفلسطينية المسلمة ..

وجاء في هذا البيان:

" إن الإخوان المسلمين ومعهم كل المسلمين كما عودوكم دائما يتمسكون بالمبادئ الثابتة مهما طال الطريق ومهما كثرت التضحيات ويطالبون لأمة كل الأمة بعدم التفريط بحقوق الأجيال وحقوق سائر المسلمين في أرض فلسطين المباركة وهم ينظرون إلى هذا الحدث الخطير من خلال الثوابت التالية .
  1. تأييد قيام دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني تحكم بشريعة الله وتتوحد كل الأقطار الإسلامية
  2. إن الإخوان يرون أن جميع القرارات بدءا بقرار (181) إلى قرار (338) سلسلة من التراجعات على حساب الأرض والشعب .
  3. إن الإخوان المسلمين يذكرون المنظمة بميثاقها الذي يبطل قيام إسرائيل وأن فلسطين لا تتجزأ والكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين .
  4. إن الإخوان المسلمين يحملون لأنظمة العربية أعظم المسئوليات بإيصال القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه وسوف لن يعفي أحد على تقصيره إلا بالتكفير عن هذا الذنب بإعداد الأمة للجهاد.

قضية المبعدين في مرج الزهور

على إثر العمليات الجريئة من حماس وغيرها التي جرت ضد اليهود في الأرض المغصوبة وفي القدس أصدر رابين قراره بإبعاد أربعمائة ونيف من شباب فلسطين وعلمائها المجاهدين خارج فلسطين إلى أرض لبنان ليتوزعوا في الأقطار العربية ولكن هؤلاء المبعدين أصروا على البقاء في هذا المكان البارد والمليء بالثلوج والصقيع حتى يعودوا إلى وطنهم فلسطين .

لقد كان موقف الإخوان في الأردن مؤيدا لموقف المبعدين وداعما لهم قرارهم لفيف من الإخوان واجتمعوا بهم وناموا معهم وتبادلوا الرأي والمشورة فيما يتعرضهم وفي قضيتهم كما ساعدوا بما يستطيعون عليه .
ولقد أصدرت الجماعة بيانات بهذا الشأن منها البيان الصادر بتاريخ 22 شعبان 1413 هـ الموافق 14 / 2/ 1993 نددت في هذا البيان بممارسة العدو اليهودي العدوانية أللإنسانية على أرض فلسطين وخارجها كخطف المرضي من المستشفي وهدم حي الأمل في خان يونس .

وقد جاء في هذا البيان:

" والإخوان المسلمين وهم يحذرون من خطورة القادم من الأيام ليوجهون تحية إكبار وإعزاز للصامدين في مخيم مرج الزهور ولأولئك القابضين على حجارتهم وإلى كل القوي المجاهدة والمقاتلة في فلسطين وفي طليعتها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي كان لها الحضور الأكبر في العمليات العسكرية الأخيرة التي أربكت الاحتلال وأحيت الأمل في نفوس الأمة باستمرار الجهاد كطريق وحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني ".

الموقف من مجزرة الخليل

في منتصف شهر رمضان المبارك من عام 1414 هـ قام يهودي حاقد وتساعده الشرطة اليهودية الموجودة في المسجد الإبراهيمي بالدخول إلى المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل قبل صلاة الفجر ولما غص المسجد بالمصلين وامتلأ صلوا صفوفا خلف الإمام واستغل هذا اليهودي الحاقد ومن معه وجود المصلين ساجدين فتناول رشاشه أمام الشرطة اليهودية وأخذ يطلق النار بغزارة على المصلين الساجدين فقتل على الفور ثلاثين مصليا وجرح عشرات المصلين

فما أوقف القتل إلا المصلون إذ هجموا عليه وحنقوه وبهذه المناسبة المؤلمة أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانها المؤرخ في 15 رمضان عام 1414 هـ الموافق 25/2/1994 ذكر أحداث الجريمة وبشاعتها وعدد القتلي والجرحي

وندد البيان بالجريمة وطالب الوفود العربية المشاركة في المفاوضات مع العدو اليهودي بالانسحاب من المفاوضات والعودة إلى خيار الجهاد وإلى جماهير الأمة الإسلامية وإلى حركة المقاومة الإسلامية حماس باعتبارها الجناح الضارب لجماعة الإخوان المسلمين وإلى كتائب الشيخ عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أن يحرقوا الأرض تحت أقدام المحتلين وإلى الإضراب يوم السبت احتجاجا على المجزرة والدعم المادي للمجاهدين على أرض الإسراء ..

وأقام الإخوان المسلمون مهرجانا حاشدا في المسجد الحسيني الكبير في وسط عمان من أجل التنديد بهذه الجريمة البشعة ومخاطبة الأمة على المستويين الرسمي والشعبي بما يجب عليها وكان ذلك في يوم السبت 16 رمضان 1414 هـ الموافق 26/2/1994 وأصدرت الجماعة بيانا صحفيا عن المهرجان جاء فيه

وقد أجمع المتحدثون على استنكار الجريمة البشعة وعلى ضرورة إيقاف المفاوضات مع اليهود والعودة إلى خيار الكفاح المسلح لتحرير كامل التراب الفلسطيني كما طالبوا الحكومة الأردنية خاصة والدولة العربية عامة بوقف المفاوضات مع اليهود لأنها لا تخدم إلا مصالح اليهود وأعداء الأمة ..
هذا وقد انفض الجمع بعد ذلك بمسيرات فرعية في مختلف الاتجاهات وهم ينددون بالجريمة ويطالبون بالثأر والانتقام وتبني خيار الجهاد وقطع المفاوضات .

الموقف من إبعاد أبي مرزوق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعضو المكتب عماد العلمي

لقد أقدمت الحكومة الأردنية بإبعاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور موسي أبو مرزوق وعضو المكتب السياسي المهندس عماد العلمي ونتج عن تسليم الدكتور أبو مرزوق أن قبضت عليه الحكومة الأمريكية وقضت بتسليمه إلى دولة العدوان اليهودي على أرض فلسطين لمحاكمته كإرهابي وقضي في سجون الاستعمار الأمريكي ما يقارب سنتين في زنزانة انفرادية ..

لقد أنكرت الجماعة على الحكومة الأردنية هذا القرار الجائر وأصدرت بيان في 3 محرم 1415 هـ الموافق 1/6/1995 ولقد نددت بهذا القرار وذكرت في بيانها :

" إن الاستغراب والاستعجاب لإبعاد المجاهدين في الوقت الذي يتم فيه استقبال قادة العدو المحتل المغتصب بأعلي درجات الترحيب والحفاوة .إن التضييق على الحركة الإسلامية عامة وحماس خاصة يعني خدمة للعدو لتكيد هيمنته وغطرسته وتمرده في المنطقة وإضعاف لقوي الصمود والنهوض في الأمة .
إن ثمن المعاهدات والاتفاقات التي وقعها بعض العرب مع العدو اليهودي سيكون مزيدا من الرضوخ والاذعان والفساد والتدمير في مجتمعاتنا العربية لصالح هيمنة العدو وسيطرته "

وعند سفر الأخ موسي أبو مرزوق من مطار عمان الدولي ودعه لفيف من رموز الإخوان المسلمين وقادتهم في الأردن وأعلنوا تعاطفهم معه وأدانوا قرار الحكومة بإبعاده وإبعاد أخيه العلمي .

واستمرت الجماعة تتابع قضية أبي مرزوق في السجون الأمريكية وما صدر عن القضاء الأمريكي المتصهين من تسليم أبو مرزوق لحكومة العدوان اليهودي في فلسطين فأنكرت الجماعة هذا التآمر الأمريكي ضد رئيس المكتب السياسي لحماس وأنكرت الصمت العالمي والعربي على هذه الجريمة وأصدرت الجماعة بيانا في 23 ذي الحجة 1416 هـ الموافق 11/5/1996 نددت فيه بالقرار الأمريكي المنحاز لصالح اليهود الغاصبين جاء فيه:

إن التعامل الأمريكي المنحاز وغير العادل مع قضايا العالم الإسلامي عموما وقضية الدكتور أبو مرزوق خصوصا كفيل بتعميق الفجوة مع أبناء العالم لإسلامي المتطلعين إلى التحرر والانعتاق والتقدم وسيكون لقرار التسليم فيما لو نفذ لا قدر الله آثار بالغة الخطورة والتعقيد تتحمل الإدارة لأمريكية وحدها مسؤوليتها كاملة تجاهها .
وقد أصدرت الجماعة بيانات كثيرة تواكب إبعاده وحتى اعتقاله ومحاكمته ثم خروجه من السجن لأمريكي بعد عامين تقريبا وعودته إلى الأردن تتركز هذه البيانات على الدفاع عنه وتأييد حماس وجهاد حماس وحق أهل فلسطين في جهاد الأعداء الغاصبين لأرضهم ..

محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس (أبو الوليد)

على إثر اعتقال السيد الدكتور موسي أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي لحماس وحكم القضاء الأمريكي بتسليمه إلى السلطات اليهودية في دولة العدوان اليهودي على أرض فلسطين المغصوبة بناء على طلب حكومة العدوان اليهودي اختار أهل الحل والعقد في حركة المقاومة الإسلامية حماس الأستاذ خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسي للحركة وقد كان نائبا للسيد موسي أبو مرزوق (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس)

باشر السيد خالد مشعل عمله الجديد في حماس وكان وضحا في طرحه لسياسة حماس وكان حركيا ومتحركا في الداخل والخارج مما أثار حفيظة رئيس الحكومة اليهودية وأجهزة الأمن فيها وبخاصة الموساد .

لقد قرر نتنياهو أن يقدم هدية للشعب اليهودي في دولة العدوان اليهودي ولليهود في العالم وهذه الهدية هي قتل رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وخالد مشعل أردني الجنيسية ومن الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الأردنية عم 1967 .

وعلى الرغم من المعاهدة المعقودة بين دولة العدوان اليهودي وبين الحكومة الأردنية في وادي عربة والاتفاقيات المنبثقة عنها والتي نيفت على خمس عشرة اتفاقية وفي مقدمتها الاتفاقية الأمنية وبموجب هذه الاتفاقية يمتنع الطرفان بل يتعاونان على توفير الأمن المتبادل ويحولان بين قيام العمليات الإرهابية في البلدين كما تلتزم كل دولة منهما بعدم إجراء أى عمل يخل بأمن الأخرى .

لقد حدثت المحاولة الفاشلة في 25/9/1997 حينما نزل خالد مشعل من سيارته إلى مكتبه إذ فاجأه اثنان من الموساد يحملان جوازي سفر كندي مزورين فهجمه حدهما يلف جهازا على يده فشعر بانفجار يده فولي هاربا .

لقد تدخل المرافق المجاهد محمد أبو سيف فطارد الرجلين واستطاع بعد عراك معهما تسليمهما إلى مديرية الشرطة وتسليمهما بعد ذلك للمخابرات العامة وكان التحقيق معهما فاعترفا بالجريمة الفاشلة .

ولقد أعلنت حماس بعد الحادث أن هذه محاولة اغتيال وأن وراءها الموساد الإسرائيلي إلا أن وزير الإعلام قد نفي أن يكون قد حدث شئ من هذا بل حمل المرافقين علما بأن الذي تعقب رجلي الموساد مجاهد واحد مسئولية الاشتباك مع رجلي الموساد إذ زعم وزير الإعلام أن العميلين كنديان يتسوقان ويشتريان هدايا فقام رجلان من حماس باستفزازهما واشتبكا معهما .

ولولا أن الله مكن المجاهد (أبو سيف) من الإمساك بالمجرمين لنجحت المحاولة محاولة الاغتيال وسجلت ضد مجهول وانتهي الأمر وإن مما يقضي منه العجب أن بعض المسئولين لم يكن متعاطفا مع حماس ومع رئيس المكتب السياسي لحماس وأخفي المسئولون كل ما يتعلق بالتحقيق مع هذين الرجلين من الموساد ولا ندري ما الحكمة في هذا التستر ؟

لقد كان موقف الإخوان المسلمين في الأردن واضحا فقد أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين تصريحا صحفيا بتاريخ 25/9/1997 جاء فيه:

" تابع الإخوان المسلمون في الأردن محاولة الاعتداء الآثم على الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عمان وإن الجماعة إذ تدين هذا العدوان الغاشم لتطالب الحكومة في تحمل مسئولياتها في تأمين سلامة المواطنين والكشف عن حقيقة المعتدين وإيقاع أشد العقوبات بهم والحيلولة دون وقوع مثل هذه الاعتداءات الأثيمة لاحقا "
إلا أن الحكومة لم تستجب لأى طلب من طلبات الإخوان فلم تكشف عن حقيقة المعتدين ولم تنشر لغاية هذه الساعة وبعد مرور شهر ونيف عن هذه المحاولة أى تحقيق رسمي عن هذه المحاولة الفاشلة والحكومة مصرة كذلك على إخفاء الحقائق وعدم نشرها وعدم تحويل الجناة إلى المحاكم الأردنية بل قد قامت بتسليم المجرمين من الموساد بطائرة إلى مدبر الجريمة ومتخذ قرارها رئيس الوزراء نتنياهو .
وتغاضت الحكومة عن بقية جهاز الموساد الذي خطط للمحاولة الفاشلة والذي جمع المعلومات والذي ساعد في تنفيذ العملية والذي قام بالمحاولة الفاشلة ..وفي تصريح للمراقب العام للإخوان المسلمين نشرته صحيفة السبيل أنكر تصرفات الحكومة وسكوتها فقال :" سكوت الحكومة عما حدث مع مشعل يدخل الشكوك في نفوس المواطنين من أنها تتسر على الإرهابيين "
وطالب الحكومة ألا تتستر على الحدث وعليها كشف أبعاده وكشف من وراءه حتى يشعر المواطن الأردني بالأمن ولأمان على أرضه وفي وطنه .كما أصدر حزب جبهة الإسلامي بيانا في 27 /9/1997 أنكر على وزير الإعلام تقزيم الخبر وتصويره بأنه حادث شجار بين حراس مشعل وسائحين كنديين .
وطلب البيان الحكومة الأردنية بإصدار بيان رسمي يوضح ما جري ويدين الأيدي الآثمة التي كانت وراء الحادث وطالب بالحزم في التحقيق الأمني والسياسي في دوافع هذا الحادث ومن يقف وراءه من خلايا الموساد ومن يتعاون معها وكشف ذلك للشعب الأردني أولا بأول وطالب بتقويم الموقف السياسي تجاه العدو الصهيوني من أجل حماية الوطن ومجابهة والتطبيع مع العدو الصهيوني الذي يستمر في عدوانه على فلسطين ويسعي إلى نقل معركته إلى البلاد العربية المحيطة به وفي مقدمتها الأردن .
كم وجهت أحزاب المعارضة كتابا إلى رئيس الوزراء الأردني عبد السلام المجالي حول المحاولة الآثمة للاعتداء على حياة خالد مشعل بعد أربعة أيام من المحاولة في تاريخ 29 / 9/ 1997 نكرت أحزاب المعارضة المحاولة الفاشلة وعدت ذلك الاعتداء انتهاكا للسيادة الأردنية وتدخلا ساخرا في شئونها الداخلية واعتداءا مرفوضا على أحد خياراتها الوطنية المعلنة المتمثل في دعم كفاح الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه على أرضه.
وقد طالب البيان بإحالة رجلي الموساد إلى المحاكمة لينالا العقوبة الزاجرة كما طالب سحب السفير الأردني من دولة العدوان اليهودي احتجاجا على هذا الحادث.
إن ردود الفعل على مستوي الجماعة الإسلامية والأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية لم يكن على المستوي المطلوب ولا بالجدية المطلوبة التي تؤثر في القرار السياسي الأردني ولهذا لم يأبه متخذ القرار الأردني بهذه النداءات اللطيفة الظريفة وقرر أن يخفي التحقيق عن الشعب وأحزابه
وأن يعيد رجلي الموساد معززين مكرمين لم يخدش شعورهما بكلمة أو همسه فهما معذوران في ظن المستوي الرسمي لأنهما مأموران والمأمور ينفذ الأمر علما بأن حكم الشرع والقانون والعقل والعرف الآمر مجرم ومباشر الجريمة مجرم وكل من أسهم فيها مجرم , ولقد قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعة بواحد تآمروا على قتله وقال رضي الله عنه لو تمال على قتل القتيل أهل صنعاء لقتلتهم به .
ولقد أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بيانا بتاريخ 7/10/1997 أوضحت فيه موقفها من تسليم عملاء الموساد إلى دولة العدوان اليهودي جاء فيه .وفي الوقت الذي كانت آمالنا كبيرة في محاكمة عملاء الموساد الإرهابيين فوجئنا بتطور الأمور إلى تسليمهم إلى سلطات العدو الصهيوني .
وإزاء هذا الحدث تعرب حركة المقاومة الإسلامية " حماس " عن أسفها الشديد لقيام الحكومة الأردنية بتسليم عملاء جهاز الموساد المتورطين بمحاولة اغتيال الأخ المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة " حماس "
وهي تري في هذا الإجراء تهاونا مع الإرهاب الصهيوني مما يغريه ويشجعه على تكرار محاولاته في الاعتداء على سيادة وأمن الأردن ولعل تصريحات الإرهابي بنيامين نتنياهو في المؤتمر الصحفي الذي عقده مسا أمس وعلى يمينه الإرهابيان شارون ومردخاي الملطخة أيديهما بدماء شعبنا وأمتنا والتي أكد فيها إصراره على ملاحقة الذين يقاومون الاحتلال الصهيوني " أينما كانوا دون استثناء لأية ساحة " إنما تؤكد على صحة ما نقول "
إن حركة " حماس " كانت أول من وجه أصابع الاتهام لجهاز الموساد في اللحظات الأولي بعد محاولة الاغتيال استنادا إلى معلوماتها واستنتاجاتها وكان لها الدور بفضل الله في إلقاء القبض على عميلي الموساد المتورطين بشكل مباشر في محالة الاغتيال وتسليمهما إلى الأجهزة الأمنية الأردنية مما ساعد على كشف جميع أفراد الشبكة والظروف والملابسات المحيطة بالحادث الآثم مسجلة بذلك ولأول مرة في تاريخ عمليات الاغتيال التي قادها جهاز الموساد ضد قيادات فلسطينية إنجازا كبيرا يفضح بالأدلة لإدانة هذا الكيان الغاصب وتورطه في الإرهاب .
وإن محاولة تبرير "الصفقة" التي تمت بعدم وجود أدلة استنادا إلى عدم اكتشاف الجهاز " أداة الجريمة" إنما يعني تبرئة غير مباشرة لجهاد الموساد في الوقت الذي أصبح تورطه واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار .

القضايا العربية والإسلامية

الوحدة العربية والإسلامية

إنا الباحث في تاريخ هذه الأمة يدرك بسهولة أنها كانت قبائل متنحرة يغزو بعضها بعضا ويسترق بعضها بعضا فجاء الإسلام فجمع بين هذه القبائل حين اعتصمت بحبل الله المتين قال تعالي : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)

وانتشر الإسلام في العجم من فرس وروم وعثمانيين فنصهروا جميعا في بوتقة الإسلام حيث شكلوا أمة إسلامية عظيمة ذات دين واحد وتاريخ واحد وحضارة واحدة .

ولكن أعداء الأمة لم يسكنوا في ساعة من ليل أو نهار يكيدون ضدها من أجل تمزيق أواصر المحبة والمودة بين أهلها حتى يسهل التغلب عليها فأثاروا النعرات الجاهلية كالعرقية والإقليمية وغيرها فأصغت إلى هذه الدعوات حتى مزقت كل ممزق وكان الاحتلال البغيض لبلاد المسلمين على يد المستعمرين الذي قسم العالم الإسلامي إلى دويلات هزيلة ومستعمرات ترزح تحت وطأة الاحتلال والقهر والطغيان وحجزت الحدود بين أبناء الدين الواحد ولأمة الواحدة وانتشر التعصب من كل أناس يسكنون على رقعة من الأرض لهذه الرقعة والساكنين عليها وربما انتقل الكره إلى غيرها بتوجيه من أعدائها

لقد أدرك العلماء المصلحون أن ول خطوة للتصدي لغزو الأعداء توحيد الصفوف وبناء الأمة الموحدة فكانت الدعوة إلى الوحدة العربية والوحدة الإسلامية وكانت النظرة إلى الوحدة العربية نواة إلى الوحدة الإسلامية أو الخطوة الأولي لبناء وحدة إسلامية شاملة .

وقد كان الإخوان المسلمون في مصر وفي الأردن أول من نادوا بالوحدة العربية والوحدة الإسلامية ولقد عالج الأستاذ البنا في رسائله التنظيمية هذا الموضوع بوضوح في حديثه عن القومية فقال :" قوميتنا وعلى أى أساس ترتكز وفاد بأن قومية الإخوان المسلمين ليست تستند إلى أمور عرقية أو إقليمية وإنما ترتكز على العقيدة الإسلامية عقيدة التوحيد فكل من قال لا إله الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو مسلم تربطنا به أخوة الإسلام "

أما جماعة الإخوان المسلمين في الأردن فقد صدر في بياناتها وأدبياتها ما يؤكد على أن الوحدة العربية والوحدة الإسلامية من ثوابتها التي يستحيل أن تتخلي عنها بل وتعمل بكل الوسائل لإيجادها .ومن هذه البيانات البيان الصادر عنها بتاريخ 27/3/1972 وهو مكون من أربع صفحات وقد جاء فيه .

" كل وحدة لا تقوم على أساس من العقيدة الصالحة والإيمان الصادق والإسلام الخالص وحدة مشبوهة ودعوة زائفة لابد أن تنهار دعائمها مهما زين لها في أعين الناس وكل صف لا يقوم على الإخاء الصافي والتضحيات الجسام والبر والتقوى مهزوز في النهار ممزق آخر المطاف ... لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم "

ولقد تضمن برنامج الجماعة الانتخابي لعام 1989 نظرة الإخوان للوحدة العربية والإسلامية والأسس التي تقوم عليها وجاء فيها:

" إن الأمة لا يجوز أبدا أن تبقي غارقة في مستنقعات التشرذم والفرقة ولديها من مقومات الوحدة ما لديها فوحدة العقيدة ووحدة اللغة , ووحدة الموقع الجغرافي ووحدة التاريخ , ووحدة لأهداف والآمال ولآلام ووحدة المخاطر التي تهددها والتكامل والتناسق في توزيع ثرواتها الزراعية والنفطية ما يساعد على اتحادها تحت راية الإسلام

كما توحدت في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم إننا نسعي إلى تحقيق وحدة الشعوب العربية في أمة واحدة تحت راية الإسلام من خلال الوسائل التالية :

  1. التركيز على الولاء والانتماء لعقيدة التوحيد .
  2. محاربة كل الحركات الشعوبية التي تمزق وحدة الأمة .
  3. محاربة النعرات الطائفية والإقليمية والعصبية التي تؤدي إلى تشرذم الأمة وتفرقها .
  4. وضع مناهج تربوية إسلامية موحدة .
  5. تسهيل السفر والانتقال للناس في هذه البلاد برفع القيود الموضوعة التي تعمق التفرقة وتحارب الوحدة .
  6. العمل على إيجاد سوق عربية مشتركة لتكون نواة لسوق إسلامية.
  7. عقد اتفاقيات تعاون بين البلاد العربية .

8:#دعم الحركات الجهادية في البلاد العربية .

إننا نؤمن إيمانا عميقا بأن الوحدة العربية هي اللبنة الأولي بل هي القاعدة الإسلامية الصلبة التي ينبغي أن ترتكز إليها الوحدة الإسلامية الشاملة وإننا لندعو كل المخلصين إلى العمل على وحدة الأمة العربية نحو وطن عربي واحد تمهيدا لتجميع الأمة الإسلامية في وطن إسلامي واحد يستطيع أن يواجه عمالقة الغرب ندا إلى ند.

إننا سنعمل على تحقيق ما يلي:

  1. تنمية الروابط الإسلامية بين المسلمين .
  2. نشر اللغة العربية .
  3. العمل على تشجيع التبادل الثقافي والتجاري والخبرات الفنية والإدارية والعسكرية .
  4. تسهيل إجراءات الانتقال والسفر بين أرجاء العالم الإسلامي .
  5. محاربة الحركات الشعوبية التي تفرق المسلمين ولا تجمعهم العمل على توحيد المناهج التربوية أو تقاربها .
  6. تعميق الولاء والانتماء لعقيدة وضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية .
  7. دعم الحركات الجهادية في العالم الإسلامي .

الموقف من الأنظمة العربية

إن الإخوان المسلمين في الأردن وفي كل مكان هدافهم العامة واحدة وهي تحرير العالم الإسلامي وإقامة الدولة الإسلامي فيه وهم يعملون على تحقيق هذين الهدفين في البلاد العربية والإسلامية ومن ثم العالم كله .

ومن هذا المنطلق يحددون موقفهم من الأنظمة التي لا تحكم بالإسلام وعلى ضوء هذا صدرت كثير من البيانات والسياسات ففي سنة 1957 عرض النظام على الإخوان المسلمين في الأردن والاشتراك في الحكم فرفضوا ذلك لأن الحكم لا يقوم على أساس الإسلام وأصدر الإخوان بيانا وزعوه على الناس ونشروه في العدد الحادي عشر من جريدتهم الكفاح الإسلامي جاء فيه:

" افهموا هذا يا حكام العرب لن يقبل العرب أن يحكموا بغير الإسلام ولن يصادقوا من يدعم إسرائيل " انظر الإخوان المسلمين في سطور ص 41 .

الحلف الإسلامي

بعد فشل حلف بغداد قامت بعض الدول في العالم العربي والإسلامي بفكرة إنشاء حلف إسلامي لمقاومة الشيوعية يقوم مقام حلف بغداد, يتكون من هذه الدول ويدعم هذا الحلف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وعملاؤها بالمنطقة وفي حقيقته يخدم الأهداف الاستعمارية ..

وقد حددت جماعة الإخوان المسلمين موقفها من هذا الحلف فوجهت مذكرة إلى رؤساء دول البلاد الإسلامية بتاريخ 24 ربيع الثاني 1376هـ الموافق 27 تشرين الثاني 1956 ونوجز أهم ما جاء فيها من نقاط وهي :

  1. إن هذه الفكرة يرفضها الإخوان المسلمون رفضا باتا.
  2. إن للعالم الإسلامي مشاكله الكثيرة مع دول الاستعمار , وما لم يتحمل هذه المشاكل فإن أية دعوة للتعاون مع الغرب ستلقي مصيرها المحتوم من الفضل والإخفاق .
  3. إن تكتل العالم الإسلامي باسم مقاومة الشيوعية في الوقت الذي يستمر فيه عدوان الدول الاستعمارية على شعوبه وحرياته وكرامته هي دعوة مهتوكة الأستار مفضوحة الغايات .
  4. إن الذي يدفع خطر الغزو الشيوعي هو وقوف العالم الإسلامي موقف الحياد بين المعسكرين.
  5. إن الشعوب الإسلامية تندفع اليوم إلى تحقيق تحررها التام من استعمار الغرب لأراضيها .. وكان من الواجب أن تشعر الحكومات المشتركة في حلف بغداد بشعور شعوبها وتنسجم معها في إرادة التحرير من السيطرة لاستعمارية .
  6. نري هذه الحكومات تتستر باسم الإسلام لإقامة أحلاف عسكرية لتمكين السيطرة الاستعمارية مرة أخري من أن تجثم على صدور المسلمين .. وجعلهم وقودا لحرب عالمية ثالثة ..
  7. إن على الحكومات المشتركة في حلف بغداد أن تنفض يدها من التحالف مع بريطانيا المجرمة التي شنت حربا عدوانية على مصر فدمرت وسفكت الدماء .
  8. على الحكومات أن تستخلص حقوق شعوبها من دول الاستعمار وتطهر أراضيها من آثاره وتخلص للإسلام وتعمل بتعاليمه ثم تدعو بعد ذلك إلى حلف إسلامي , والإخوان المسلمون عندها سيؤيدون الحلف الإسلامي النقي من كل شبهة الغيور على مصلحة المسلمين .

اتفاقية الجلاء المصرية البريطانية

إن مما ينبغي ذكره للقارئ الكريم أن مصر قد وقعت تحت الاحتلال البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر وسيطرت على الملاحة في قناة السويس واستغلال المياه لصالحها وحمت هذه المصالح بالحديد والنار وبجيش يجثم على أرض القنال وبموجب اتفاقيات إذعان عقدتها الحكومات المصرية مع الحكومات البريطانية المتعددة.

ولقد تنبه الشعب المصري فقام بثورات ضد الوجود البريطاني في مطلع القرن العشرين إلا أنها أخمدت بالحديد والنار ولما اقترب موعد انتهاء المعاهدة بين مصر وبريطانيا بدأ التفاوض بين الفريقين وأخذت تناور بريطانيا فأعلن الإخوان ضرورة قطع المفاوضات وإخراج القوات الإنجليزية على القنال وقد استطاعوا فعلا أن يحيلوا الأرض نارا تحرق المحتلين البريطانيين .

مما جعل بريطانيا تسرع إلى المفاوضات وتعقد مع حكومة الثورة في عهد عبد الناصر اتفاقية سميت باتفاقية الجلاء كان ذلك في 27/7/1954.

لقد عارض الإخوان هذه الاتفاقية في مصر والأردن وسائر البلاد العربية وحللوا بنود هذه الاتفاقية بندا بندا ووجهوا إلى مجلس الوزراء بتاريخ 2/8/1954 مذكرة حللت بنود الاتفاقية وبينت أخطارها على مصر وعلى العالم العربي والإسلامي وقد نشرت هذه المذكرة بكل تفاصيلها في جريدة الكفاح الإسلامي العدد الثالث الصفحة الرابعة وبقيتها في الصفحة الخامسة عشرة

وجاء في مقدمة هذه المذكرة قياما بواجب مجلس الشورى في الأمر والتواصي بالحق والصبر والتعاون على البر والتقوى قد اطلع مكتب الإرشاد الإخوان المسلمين على الخطوط الرئيسة للاتفاق المقترح عقده بين مصر وانجلترا الذي وقعه رئيس وزراء مصر ووزير حربية انجلترا في يوم 27 /7/1954 كما اطلع المكتب على الملحق رقم (1) الذي نشر في اليوم الثاني للتوقيع وقد تبين المكتب من دراسة الخطوط الرئيسة والملحق أمور خطيرة يعرضها فيما يلي عليكم ويتقدم بالرأي والنصيحة فيها إليكم:

واستعرضت المذكرة مواد الاتفاقية مادة فحللتها وذكرت مخاطرها وسأقيس لك أخي القارئ الكريم من هذه المذكرة الطويلة مناقشة المادة الرابعة من هذه الاتفاقية والأخطار المترتبة عليها .
تعطي المادة الرابعة الحق لإنجلترا في العودة إلى قاعدة القنال إذا هوجمت مصر أو أى دولة من دول الجامعة العربية والتي وقعت معاهدة الدفاع المشترك أو إذا هوجمت تركيا وتوجب المادة على مصر أن لإنجلترا كل التسهيلات اللازمة لتهيئة القاعدة للحب وإدارتها إدارة فعالة ويدخل في ذلك استخدام جميع الموانئ المصرية وسنبين وجوه الخطر في هذه المادة:
(أ) أعطت انجلترا الحق المطلق في العودة إلى القنال واحتلال القاعدة بجنودها لمجرد حدوث هجوم على مصر أو دولة عربية أو تركيا ..
ولإنجلترا حق العودة للقنال دون استشارة مصر ودون الحاجة للحصول على موافقتها بل ودون رضاها ولو كانت الدولة المعتدي عليها قادرة على رد الاعتداء وحدها ..والدول المستقلة لا تقبل أن يفرض عليها العون فرضا ولا تعرض أرضها للاحتلال بهذه السهولة ولا تجعل دخول الأجانب بلادها راجعا إلى مشيئة الأجنبي ..
(ب‌) وإذا كان الاعتداء على تركيا يقلق كل مسلم وكان الدفاع عن كل بلد إسلامي واجبا إسلاميا فإننا لا نفهم كيف أن اعتداءا على تركيا يعطي انجلترا الحق المطلق في احتلال لقنال ويلزم مصر التزامات مادية وأدبية قبل انجلترا لا قبل تركيا المعتدي عليها إلا إذا كان المقصود تدعيم السياسة الإنجليزية وحماية الإمبراطورية ..
(ت‌) لقد انتقدت مصر حلف باكستان تركيا ورفضت من قبل أن تدخل في حلف بلقاني أو في حلف الأطلنطي ولكنها طبقا للمادة الرابعة دخلت في كل هذه الأحلاف بطريق غير مباشر لأن تركيا حليفة باكستان, وحليفة لبعض دول البلقان, كما أنها مرتبطة بحلف الأطلنطي فإذا هوجمت أى دولة محالفة لتركيا ودخلت تركيا الحرب فقد حق لإنجلترا أن تحتل القنال وإذا دخلت انجلترا الحرب وهي محتلة القنال فقد اشتركت مصر فعليا في الحرب بسماحها باستخدام أراضيها ومطاراتها وموانئها وبما تقدمه من معونات وتسهيلات لإنجلترا ..
ولا شك ن هذه النتيجة التي وصلت إليها انجلترا عن طريق التحالف الواقعي الذي فرضته المادة الرابعة هي نفس النتيجة التي طالما حرصت انجلترا على الوصول إلى المفاوضات السابقة عن طريق التحالف الإتفاقي والدفاع المشترك.
(ث‌) أعطت المادة الرابعة لانجلترا الحق في استعمال جميع الموانئ المصرية ويترتب على ذلك أن يكون لها الحق في نقل جنودها وعتادها على الطرق البرية والمائية والسكك الحديدية المصرية التي تصل مختلف الموانئ بالقاعدة وأن يكون لها مندبون في كل ميناء وكان كانت انجلترا تستطيع أن تصل إلى شئ من هذه أو تطلبه قبل أن تقرره لها المادة الرابعة .
وقد تبني الإخوان المسلمون في الأردن هذه المذكرة فنشروها بين الناس وتبناها أفراد الجماعة كذلك كما نشرت في جريدة الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين ..
وقد سبق أن حدد الإخوان المسلمون في الأردن موقفهم من هذه الاتفاقية مكتوب ونشر في مجلة الكفاح الإسلامي قبل نشر المذكرة من مكتب الإرشاد فقد نشروا في العدد الثاني من الكفاح الإسلامي الصادر في 19 آب 1954 الصفحة الثانية جاء فيه تحت عنوان مرة أخري , معاهدة الذل المصرية:
" أصحيح أن هذا الظل الثقيل قد انحصر ؟ إن الاتفاقية التي عقدت بين الثورة وبريطانيا تخول للإنجليز إبقاء عدد من جنودهم فيمصر بحجة أنهم فنيون وتخول كذلك القوات الحليفة أن تأتي إلى مصر في حالة وقوع حرب ثالثة واستعمال مطاراتها وموانئها وليس في القنال فقط بل في مصر كلها ومعني ذلك ارتباط مصر بحلف غير مباشر مع المعسكر الغربي ومن جملته تركيا وإسرائيل وتركيا هذه مرتبطة بحلف الأطلسي من جهة وبحلف مع باكستان من جهة أخري نحن نعلم خطورة هذه الأحلاف وما ترده من ويلات على العالم الإسلامي أجمع.
هذا ومنذ العدد الأول الصادر في 9 آب 1954 من الكفاح الإسلامي تعرض الإخوان المسلمون لهذه الاتفاقية المشئومة فقد ورد في هذا العدد الصفحة الأولي منه :
" الشعب المصري يستنكر المعاهدة وقد تحدثت الصحيفة عن أسلوب القمع والإرهاب الذي واجهت به الحكومة المصرية الشعب المصري لإرغامه وكتم أنفاسه حين قررت عقد هذه الاتفاقية حيث زجت في غياهب السجون ثلة من الشباب المسلم والمفكرين المسلمين الذين أدركوا خطورة هذه الاتفاقية على مصر والعالم العربي والعالم الإسلامي .
ومما يجدر ذكره أن ما كان يحذر منه الإخوان المسلمون مصر وحكومة مصر فقد وقع وجنت منه حكومة مصر الصعاب وهذا ما سنحدثك عنه في العدوان الثلاثي .

الموقف من العدوان الثلاثي على مصر 1956

توطئة

ومما يجدر ذكره أن حكومة الثورة برئاسة جمال عبد الناصر قد عقدت مع بريطانيا اتفاقية السويس وقد اعترض الإخوان المسلمون عليها وطالبوا بإلغائها لأنها تحوي بنودا تعطي امتيازات لبريطانيا والغرب أكثر من سابقتها التي طلب الإخوان المسلمون أيضا بإلغائها وطرد الإنجليز بالقوة وشكلوا تنظيما عسكريا ودربوا كثيرا من الشباب لشن عمليات جهادية ضد قوات الاحتلال البريطاني نشر بعض هذه العمليات في كتاب كامل الشريف سماه المقاومة السرية , ثم سمي فيما بعد قتال الفدائيين.

ولما شعرت بريطانيا بخطورة هذه العمليات الجهادية على وجودها ووجود جنوده ومصالحها في مصر سرعت إلى عقد هذه الاتفاقية مع حكومة جمال عبد الناصر فاعترض على ذلك الإخوان وبينوا خطورة المعاهدة والبنود التي حوتها ومن ذلك أنها سمحت لجيش الاحتلال البريطاني بحق العودة لاحتلال قناة السويس برا وبحرا وجوا إذا تعرض أمت القناة للخطر وكذلك إذا تعرض أمن تركيا للخطر .

وفي سنة 1956 اتفقت بريطانيا وفرنسا مع دولة العدوان اليهودي في فلسطين على أن تهاجم قطاع غزة وتحتله ثم تتابع سيرها إلى قناة السويس وحينئذ يكون مبررا لبريطانيا وفرنسا لاحتلال قناة السويس من جديد بحجة الدفاع عنها وحماية المصالح المشتركة في قناة السويس .

ولقد قامت القوات اليهودية باحتلال غزة بأكمله ثم تابع الجيش اليهودي سيره باتجاه قناة السويس فأنذرت بريطانيا وفرنسا مصر بالتدخل إذا لم تستطع القوات المصرية رد قوات الجيش اليهودي وحماية المصالح البريطانية والفرنسية في قناة السويس وبعد نهاية مدة الإنذار تدخلت بريطانيا وفرنسا وأنزلت قواتهما المظلية في بور سعيد وبور فؤاد .

وبالرغم من أن حكومة عبد الناصر قد نكلت بالإخوان المسلمين في مصر وتآمرت عليهم في خارج مصر وبخاصة في الأردن , واعتقلت بعض الإخوان الأردنيين من طلاب جامعات وغيرهم وحكمت بالإعدام على ستة من قادة الجماعة وأعدمتهم وأصدرت أحكاما جائرة وشنت حملات إعلامية ظالمة مفتراه ضد الجماعة كم قامت بتعذيب شباب الإخوان صور من التعذيب تشيب لهولها الولدان وتقشعر منها الأبدان ..

ولقد تناسي الإخوان في الأردن آلامهم وطلبوا الحكومة الأردنية بتدريبهم للقتال ضد العدوان الثلاثي على مصر وإن كاتب هذه لأسطر قد تدرب على يدي مدربين من الجيش الأردني في هذه الفترة وإني لأذكر الضابط المسئول عن التدريب من الجيش الأردني يقال به أبو تخينة .

وعقد الإخوان المهرجانات والمؤتمرات وأصدروا البيانات التي أعلنوا فيها عن وقوفهم مع الشعب المصري المعتدي عليه وناشدوا جميع الاتجاهات وسائر فئات الشعب الوقوف معهم ضد الغزو الثلاثي على مصر .ولقد وقف الشعب الأردني وفي مقدمته الإخوان المسلمون ينتصر لمصر على الرغم من الأذى الذي لحقهم من حكام مصر .

ومما يذكره كاتب هذه الأسطر أن الإخوان المسلمين قد أصدروا بينا أكدوا فيه بصراحة أنه على الرغم من الأذي الذي لحق بإخواننا في مصر وقادتنا فإننا نكظم ونتجاوز آلامنا ونعلن عن وقوفنا مع الشعب المصري المعتدي عليه ونقدم كل ما نستطيع من أموالنا ودمائنا دفاعا عن حرية مصر وشعب مصر وأرض مصر .

هذا وبعد حرب السويس أى العدوان الثلاثي بقي الإخوان على موقفهم الثابت من اتفاقية السويس التي سميت باتفاقية الجلاء فقد أصدروا بيانا في سنة 1957 وضحوا فيه موقفهم من حقيقة الحكم في مصر ووجوب إلغاء اتفاقية السويس ..

ولا يفوتني أن أذكر أن المكتب التنفيذي لمؤتمر قادة الإخوان المسلمين في البلاد العربية المنعقد في دمشق لبنان سنة 1956 قد رسل برقية في جلسته المؤرخة 31 /10 / 1956 إلى جمال عبد الناصر يقول فيها:

" الإخوان المسلمون في البلاد العربية الذين يرون العدوان الصهيوني والإنجليزي والفرنسي أخطر مؤامرة على حرية العرب والمسلمين وكيانهم وجهادهم للتحرر من الاستعمار يحيون بطولة الجيش المصري في المعركة القائمة ويعلنون أنهم يضعون إمكاناتهم كلها لنصرة مصر ضد العدوان الصهيوني والمؤامرة الاستعمارية المفضوحة ويؤكدون استعدادهم لكل التضحيات الكفيلة بصيانة مصر وانتصار حق العرب والمسلمين على باطل الصهيونية والاستعمار ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"
عن المكتب التنفيذي لمؤتمر قادة الإخوان المسلمين في البلاد العربية الدكتور مصطفي السباعي مراقب الإخوان في سوريا ,الشيخ محمد الصواف مراقب الإخوان في العراق , الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة مراقب الإخوان في الأردن .
وبعد هذا المؤتمر أصدر الإخوان بيانا في الأول من شهر ربيع الثاني لعام 1376هـ الموافق 5 تشرين الثاني لعام 1956 جاء فيه :
" ليس من جديد نذيعه حين نقول إن الإخوان المسلمين كانوا أول من أعلن التأييد العملي لأكيد لخطوة تأميم القنال مما برهن للعالم أجمع أن الإخوان المسلمين حين يخاصمون إنما تقوم خصومتهم على أسس الحق والرجولة وهم بذلك يبرهنون أنهم لا يؤيدون أو يعارضون أشخاصا بأعينهم وإنما يؤيدون الحق ويعارضون الباطل أني كان مصدرهما "
والإخوان المسلمون قد لقنوا سنة 1951 بريطانيا درسا لن تنساه من البطولة والتضحية والفداء على ضفاف القنال إنما يلقون اليوم بالاشتراك مع القوات المسلحة المصرية والشعب المصري المناضل بنفس الدرس ويؤدون نفس المهمة التي بدأوها بمحاربة الإنجليز وقوات الاحتلال الآثمة ويعاهدون الله بجميع تشكيلاتهم في الأردن والبلاد العربية عامة وفي مصر بصورة خاصة أن تكون دماؤهم وأموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الله للدفاع عن مصر الغالية التي هي جزء من ديار الإسلام الكريم
وإنه لعهد أكدناه بالعمل من قبل ونعيد اليوم تأكيده بقرار المكتب التنفيذي وبهذا البيان الذي نعتبره امتداد لذلك القرار الصادق الأكيد ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " الإخوان المسلمينالأردن .

إلغاء اتفاقية الجلاء

لقد علمت أن الإخوان المسلمين قد اعترضوا على هذه الاتفاقية وحذروا من أخطارها على العالم العربي والعالم الإسلامي وعلى مصر في المرتبة الأولي فواجههم النظام الحاكم بالاعتداء والأذى وزجهم في غياهب السجون .

ولقد تبين النظام الحاكم في مصر أن الإخوان المسلمين في مصر وفي الأردن وفي كل مكان كانوا على صواب في رفضهم لهذه الاتفاقية وأن الغزو الثلاثي كان مستندا إليها وإلى المادة الرابعة وغيرها وبخاصة إذا تعرض أمن القناة إلى خطر فلبريطانيا أن تحتل المرافئ البرية والبحرية للدفاع عن القناة فأوعزت لحكومة العدوان اليهودي بالزحف والعدوان وأكملت هذا العدوان فرنسا وبريطانيا تنفيذ لاتفاقية الجلاء واعتمادا عليها .

ولما سمع الإخوان المسلمون بهذا الإلغاء الذي طالبوا به أيدوه لأنه حر إرادة الشعب المصري واقتصاده وأمنه الداخلي والخارجي .

ولقد أصدر الإخوان المسلمون بيانهم الشامل الذي وضحوا فيه رأيهم في يوم الجمعة الحاضر من شهر جمادي الثانية سنة 1376 هـ الموافق الحادي عشر من شهر كانون الثاني سنة 1957 في الصفحة الرابعة والصفحة التاسعة جاء فيه بشأن إلغاء اتفاقية الجلاء:

" وخلال إعداد هذا البيان أذيع على العالم نبأ إلغاء حكومة مصر لاتفاقية القناة المعقودة بينها وبين الإنجليز عام 1954 ولعل الرأي العام يذكر أن الإخوان المسلمين في مصر كانوا أشد الناس معارضة لهذا الاتفاقي قبل توقيعه وفي سبيل هذه المعارضة لقي الإخوان ما لقوه أما وقد سارع المسئولون في مصر إلى إلغاء هذا الاتفاق بعد العدوان الغادر
فإن الإخوان المسلمين يعلنون غبطتهم البالغة لهذا الحديث السار ويقدمون تهنئتهم لمصر بزوال آخر آثار التعاقد بينها وبين بريطانيا ويقدرون لحكام مصر مبادرتهم إلى هذه الخطوة الجريئة التي دقت آخر مسمار في نعش النفوذ البريطاني في أرض الكنانو المحبوبة كما يأملون ذلك بالقضاء على كل آثار الاستعمار البريطاني في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية "

البوليس الدولي

إن فكر البوليس الدولي في منطقتنا فكرة بريطانية وهي تقوم على مرابطة قوات من هيئة الأمم المتحدة ومن دول مختلفة على الحدود بين دولة العدوان اليهودي في فلسطين والدول العربية الأخرى المجاورة لها.

والباعث على هذه الفكرة البريطانية وجود احتكامات واشتباكات على الحدود بين العرب واليهود ووجود البوليس الدولي يحجز بين القوات ويتلاشي الصدام ويوفر الأمن على الحدود.

وكان موقف الإخوان المسلمين الرفض القطع لهذه الفكرة الاستعمارية بخاصة أن البوليس الدول سيكون على الأرض العربية وهذا كما هو معلوم يمس السيادة الوطنية على الأرض العربية ويجعل السيادة لغير أهلها .

ومما يجدر ذكره أن البلاد العربية في بداية الخمسينات كانت تلتقي في موقفها مع موقف الإخوان المسلمين فلا تقبل فكرة البوليس الدولي وترفض مرابطته على أرضها ومما يوسف له أنها غيرت موقفها بعد الغزو الثلاثي على مصر سنة 1956 إذ قد استجابت لاقتراح رئيس وزراء البوليس الدول على الأرض المصرية

وإزاء هذا طالب الإخوان المسلمون في مصر والدول العربية الأخرى ألا يستقر البوليس الدولي على الأرض العربية ون يكون مؤقتا تنتهي مدة بقائه بانتهاء انسحاب القوات المعتدية من الأراضي المصرية

وبعد الانسحاب طالب الإخوان المسلمون في الأردن وغير الأردن بوجوب انسحاب القوات الدولية نهائيا من المنطقة حتى لا يحال دون تعاون جيش مصر مع جيش الأردن وسوريا عند وقوع عدون يهودي غادر على احدي الدول وهذا الفصل الذي يحلم به اليهودي لأنه يحقق مصلحتهم ..

ولفت الإخوان المسلمون الأنظار إلى خطورة الفكرة التي ينادي بها الجنرال بيريز وهي قيام منطقة حرام بين مصر ودولة العدوان اليهودي لأن هذه الفكرة تسهل على اليهود الاحتفاظ بقواهم المصرية مسافات طويلة على حدودها الدفاعية لعدم وجود قري عربية محصنة في تلك المنطقة لتحول دون تجدد عدوان يهودي فجأة على غزة وسيناء ..

انظر الكفاح الإسلامي العدد الخامس الصادر في يوم الجمعة 17 جمادي الآخرة 1376هـ الموافق 18 كانون الثاني عام 1957 .

ولكن مصر لم تطلب من البوليس الدولي المرابط على أرضها الانسحاب بل بقي منذ حرب 1956 وحتى عام 1967 حرب حزيران أو الأيام الستة .وخلال هذه المدة التي كان البوليس الدولي يرابط في شرم الشيخ وهي أرض مصرية وأم الرشراش ومضائق تيران انتهز اليهود الفرصة ليفتحوا طريقا بحريا آخر عن طريق البحر الأحمر وقد كان هذا الطريق مغلقا في وجه الملاحة اليهودية لأن مضائق تيران وشرم الشيخ أرض مصرية ومياهها مصرية فلا طريق لليهود ولملاحة اليهود .
وهذا الميناء اليهودي كان في خليج العقبة أو ايلات كما يسمونه وأصبح لليهود اتصال بآسيا وأفريقيا فنشطت الحركة الاقتصادية بينها وبين كثير من الدول الآسيوية ولأفريقية عن طريق البحر الأحمر ..
لقد نبه الإخوان المسلمون بعد مرابطة البوليس بعام إلى خطورة الوضع وطالبوا بطرد اليهود وانسحاب البوليس الدولي ن خليج العقبة (شرم الشيخ , مضايق تيران) الذي مكن اليهود من استخدام هذا الطريق البحري الجديد..

ففي صحيفة الكفاح الإسلامي وعددها الخامس عشر الصادر يوم الجمعة في 27 شعبان 1376 الموافق 29/3/1957 وعلى الصفحة الأولي وبالخط العريض : اطردوا اليهود من خليج العقبة ..

وجاء في نفس الصفحة تحت هذا العنوان : كيف تسللت إسرائيل من الحصار الذي كان مطبقا عليها حتى كاد يفقدها نسمات الحياة فاستأجرت باخرة دنمركية وتعلن أنها استأجرتها لحسابها للتحدي والاستفزاز وتجتاز مياه العقبة علانية وبصورة استفزازية ؟
كيف سمحت الدول العربية لهذه اللقيطة إسرائيل أن تتطاول عليها وتتمادي في حبك الدسائس والمؤامرات ضدها هل دخلت قوات الطوارئ الدولية لتكون درعا واقية ضدنا لصالح إسرائيل ؟ وإلا كيف نفسر موقف هذه القوات في شرم الشيخ بوقوفها متفرجة على اعتداء إسرائيل على حرمة مياهنا في خليج العقبة ؟
إن الذي نعرفه أن هذه القوات الدولية قد دخلت بلادنا برضي المسئولين في مصر وأنهم اشترطوا عليها ألا تبقي لحظة واحدة إذا طلبوا إليها الرجوع من حيث أتت وبما ن مهمتها قد انتهت فإننا نطالب هؤلاء المسئولين أن يأمروها بالخروج ونطالب الدول العربية كلها أن تقف من ورائها في هذا الكفاح المرير ..

فيا قومنا إن روائح المؤامرة الدنيئة قد زكمت أنوف الأحرار من أبنائنا وأفسدت أجواء الحرية في أوطاننا فهل يملك هؤلاء الزعماء الأبطال الشجاعة الكافية ليفصحوا عن أسباب ضعفهم الشديد في معالجة المشاكل وعله قعودهم المزري في نصرة الأمة وتدنيهم المريب في معالجة الأخطار والكوارث التي بدأت تلوح في الأفق القريب ؟

ويختم البيان بالعبارات التالية:

" إن السماء التي لا تملآنها بطائراتكم أخشي أن تصب جام غضبها عليكم فأحذروا ضياع الوطن ولعنة السماء واطردوا اليهود من خليج العقبة قبل أن يمتد شرهم إلى الحجز واستكملوا أسباب العزة والظفر ليطردوا من كل فلسطين "
ولقد تكرر تنبيه الإخوان المسلمين على الأخطار المترتبة على وجود قوات الطوارئ البوليس الدولي في شرم الشيخ وطلبهم المتكرر بضرورة إخراج البوليس الدولي وسحبه من الأرض المصرية وإغلاق الملاحة في وجه دولة العدوان اليهودي كما كانت قبل مرابطة البوليس الدولي ..

ففي العدد الخامس والعشرون من صحيفة الكفاح الإسلامي الصادر يوم الجمعة 16 ذي القعدة عام 1376 هـ الموافق 14/6/1957 والصفحة الثانية صدر عن الإخوان المسلمين بيان جاء فيه:

" لم يعد خافيا أن الملاحة الإسرائيلية قد انطلقت في خليج العقبة ومياه البحر الأحمر وإن عدد السفن والناقلات الإسرائيلية التي تتحرك بين ميناء ايلات اليهودي والبلاد الأفريقية والآسيوية في ازدياد مضطرد وإن الحصار العربي الذي كان مفروضا على الدولة اليهودية من هذه الناحية قد انهار دفعة واحدة وأمام هذه الحقائق الأليمة نستطيع أن نقول إن القضية الفلسطينية قد تردت في نكسة خطيرة ودخلت مرحلة جديدة هي لصالح العدو وضد مصلحة الأمة العربية ومستقبلها ..
ما الذي يمنع الحكومة المصرية من معاودة احتلال منافذ الخليج والجزر المتحكمة فيه ومنع السفن اليهودية من استخدامه كما كانت تفعل قبل العدوان الثلاثي ؟
إن المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين وقد سبق له أن نبه لخطورة هذه المسألة وأثرها المرير في مستقبل الأمة العربية أمام التوسع اليهودي ليعود ليوم فيناشد الدول العربية مرة أخري أن تقوم بعمل مخلص تدفع به العدوان عن حرمة المياه العربية ويدعو الحكومتين المصرية والسعودية بوصفهما الدولتين المتحكمتين في الخليج إلى تحمل مسئولياتهما والوفاء بالأمانة الملقاه عليهما في حماية كيانهما وحماية الكيان العربي من تلك الجهة
ومما يجدر ذكره أن هذه النداءات المتكررة من الإخوان المسلمين قد أدت إلى ارتفاع أصوات عالية ازدادت يوما بعد يوم تطالب باستعادة شرم الشيخ ومنع الملاحة اليهودية من خليج العقبة ومما يؤسف له أن هذه النداءات لم تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية تستدرك لأمر قبل فوات الأوان فاستفحل وتوسعت الملاحة اليهودية بعد هذا النداء بعشر سنوات أى إلى عام 1967 الذي انتهي باحتلال سيناء وبقية فلسطين والمرتفعات السورية ".

الموقف من اتفاقية سيناء

على إثر الحرب التي قامت بين مصر ودولة العدوان اليهودي في شهر أكتوبر عام 1973 وانتهت بوقف إطلاق النيران وبمفاوضات بين الحكومة اليهودية والحكومة المصرية ومؤتمر دولي حضرته مصر واليهود والأردن في سويسرا ثم استبعد الأردن وتمت اتفاقية بين اليهود والمصريين سميت اتفاقية سيناء .

لقد أصدر الإخوان في الأردن بتاريخ 20/10/1975 يحددون فيه موقفهم من هذه الاتفاقية جاء فيه :

" إننا نعلن رفضنا القاطع لهذه الاتفاقية وأمثالها التي تدعو إلى الاعتراف بوجود الكيان اليهودي وشرعية اغتصابه للأراضي العربية وتنهي حالة الحرب مع العدو اليهودي وتؤدي إلى عزلة مصر السياسية والعسكرية عن محيطها العربي والإسلامي وتؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وفق مخطط الوفاق الأمريكي الروسي لمصلحة العدو الصهيوني المغتصب كما تؤدي إلى تصعيد الصراع الطائفي البغيض في لبنان وتمزيقه إلى دويلات طائفية هزيلة تخدم المخطط الصهيوني الاستعماري القديم وإشعال نار الفتنة في المنطقة "

زيارة السادات لدولة العدوان اليهودي

بعد حرب 1973 وخذلان السادات للقيادة العسكرية في استمرار حرب التحرير وإصداره قرارا بوقف إطلاق النار وكان التفوق بجانب الجيش المصري بقيادة الشاذلي بناء على أمر أمريكا وظهر أن الحرب كانت فقط لتحريك القضية المصرية قضية الأرض المصرية والسلام المنفرد بين اليهود والحكومة المصرية وخذلان الشعب الفلسطيني المخدوع بالزعماء العرب وفي مقدمتهم زعماء مصر.

وقرر الدخول في مفاوضات مع رئيس وزراء العدو اليهودي وكان يومها بيفن وقد قام بزيارة لدولة العدوان اليهودي باتفاق مع أمريكا واليهود وقد أعلن ذلك بأنه سيتوجه إلى زيارة القدس ويصلي في المسجد الأقصى بل ويحضر صلاة عيد الأضحى المبارك وأذن له اليهود وللذين معه.

في العاشر من شهر ذي الحجة سنة1398 الموافق 1978 أصدرت الجماعة بيانا حول هذه الزيارة المشئومة جاء فيه:

" يستنكر الإخوان المسلمون زيارة السادات إلى دولة الاغتصاب لتصفية القضية الفلسطينية ومفاوضة اليهود على أرض المسلمين ويطالبون بإعلان الجهاد تحت راية العقيدة الإسلامية لتحرير كل الأرض المغتصبة ويري الإخوان أن سبب ضياع الأرض والمقدسات هو ابتلاء الأمة بالين أبعدوا الإسلام وخضعوا للمخططات اليهودية الأمريكية الشيوعية المتآمرة "

السادات وضرب الحركة الإسلامية

بعد قيام السادات بالخيانة الكبرى وزيارة الأقصى تحت حراب اليهود وعقد اتفاقية كامب ديفيد مع رئيس وزراء العدو اليهودي بيفن تفرغ لتنفيذ مستحقات كامب ديفيد وهو مطاردة رجال الحركة الإسلامية في مصر واعتقال شبابها وبخاصة حينما شعر أن هذه الحركة لم تؤثر عليها السجون والمحاكم الصورية الظالمة في عهد عبد الناصر بل انطلق الإخوان في عمل دائب ليل نهار يبلغون دعوتهم للناس فقبلوها وانتظموا في سلكها وأصبحت تهدد أطراف اتفاقية كامب ديفيد الأمريكية واليهودية والمصرية .

فتداعت المخابرات الأمريكية واليهودية والمصرية لطبخ المؤامرة ضد الحركة الإسلامية .فلقد افتعل هو وأجهزته أحداث الزاوية الحمراء التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء وحاول أن يلصقها بشباب الحركة الإسلامية ولكن محاولته باءت بالفشل ولم يقنع أحد من الشعب بمنطقة المتناقض المتآمر .

وفي الثامن من شهر ذي القعدة عام 1401 هـ الموافق 7/9/1981 أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بيانا يفضحون المؤامرة الساداتية اليهودية الأمريكية وجاء في هذا البيان:

" إن السادات حين أقدم على خيانة قضايا المسلمين في فلسطين وغيرها لصالح اليهود والتزم بتطبيع العلاقات معهم إلا أنه فشل لأن الأمة وفي مقدمتها الإخوان المسلمون قد أخذت على عاتقها مقاومة التطبيع ومحاربة الصلح فهم الذي يقومون بتوعية الأمة بالحقائق الناصعة ".
وبعد أن قامت الثورة المصرية على فاروق قام الإخوان بمطاردة القوات البريطانية في قناة السويس والتف حولهم الشعب المصري مما جعل الإنجليز يفكرون جديا في الخروج من مصر .

وجاء في البيان أيضا:

" واليوم يقوم السادات بعد عودته من أمريكا وقد حظي بالرضا من المخابرات الأمريكية التي عبرت عن هذا الرضا فمنحته جائزة على تأديته خدمات جلي لمصالح أمريكا في المنطقة ..
إن الذي يقرأ خطاب السادات ويراقب تحركاته يجد انه قد ولع في العمالة لأمريكا وعمل لإسرائيل كثر مما عمل لها بيغن أو ى مسئول يهودي ويجد التناقضات التي تؤكد انهيار أعصابه وانعزاله عن شعبه الذي سيرفضه ويطرده ليلحق بالخونة والعملاء أعداء الشعوب المتآمرين على متهم .
إن هناك تواطؤا بينا في المؤامرة الدولية بين ما يجري على أرض سوريا وأرض تونس وأرض مصر من مقاومة الشباب المسلم العائد إلى الله .
إننا نخذ السادات وغير السادات من مغبة هذه الجريمة البشعة التي أقدم عليها وإن الشباب المسلم الذي يحمل روحه على يده لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم النكراء"
ومما يجدر ذكره أن هذا التحذير قد تحقق على يد الشباب المسلم الذي طارده السادات ومخابرات السادات فلم يقف مكتوف الأيدي بل وقف خالد الإسلامبولي وعبود الزمر ومن معهما من الشباب المسلم يصلون السادات المجرم بنار رصاصهم ويردونه قتيلا وهو في زينته يوم عيده وفي العرض العسكري في مدينة نصر بالقاهرة أمام سفراء الدول العربية والأجنبية والساسة العالميين وبحضور وكالات الأنباء ومندوبي التلفزيون وبثت أحداث ذلك الحدث بالإذاعة والتلفاز وسمعها السامعون وشاهدها كما شاهد أصحاب موسي عليه السلام فرعون يقاسي سكرات الموت غرقا .

نهاية السادات

لقد تسلم السادات الحكم بعد موت جمال عبد الناصر وكان هو نائب رئيس الجمهورية حين موته وكان السادات وثيق الصلة بالأمريكان منذ عهد الثورة وقبلها ..

ولقد تظهر السادات بعد تسلمه للحكم بتشجيع الحريات التي كانت مكبوتة والسماح للناس بإبداء الرأي والمعارضة وأسس له حزبا سياسيا كان هو الحزب الحاكم الذي وفر له كل أسباب القوة والنفوذ والسيطرة الرسمية وجعل أمول الدولة تحت تصرفه.

ولكنه شع بعد فترة من الزمن أن الحركة الإسلامي بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص قد انتشرت بين أفراد الشعب المصري ولها قوة تهيمن على الشارع وتوجهه وبخاصة بعد أن عقد السادات معاهدة كامب ديفيد عام 1979 وحيد مصر وجيش مصر في الصراع العربي اليهودي واعترف بدولة الكيان اليهودي والتطبيع معها بجميع صور التطبيع السياسي والاقتصادي والمني والثقافي.

لقد كان لعقده اتفاقية كامب ديفيد أثر سلبي على نفوس الشعب المصري فقام الإسلامبولي ورفاقه بإطلاق النار عليه يوم زينته فأردوه قتيلا يتلبط بنياشينه في الوحل.

ولقد سرت الجماعة بهذا العمل الجهادي الجرئ فأصدرت بيانا بعنوان السادات : رئيسا وعميلا وطاغية وصريعا برصاص أبناء مصر المضطهدين وذكرت في هذا البيان أسباب قتله فقد جاء فيه: حين انطلقت الرصاصات الهادفة التي أنهت حياة السادات على يد فريق من أبناء مصر الذي رفضوا الهوان ..

وسمع العالم أجمع على لسان قائد العملية خالد الإسلامبولي أن سبب قتل السادات عدم حكمه بالإسلام وخيانته للأمة وتعامله مع اليهود ولقد قدم الشيخ صلاح أبو إسماعيل رحمه الله عضوا مجلس الشعب المصري هذه الأسباب مفصلة في شهادته أمام المحكمة التي حاكمت الشهيد الإسلامبولي وإخوانه وقد طبعت في كتاب نصح القارئ الكريم بقراءته .

محمد حسني مبارك والإخوان المسلمون في مصر

وجاء بعد قتل السادات محمد حسني مبارك فأخذ على نفسه من أول يوم مطاردة المسلمين والزج بهم في غياهب السجون ولم يستثن حركة من الحركات الإسلامية بل كانت سياسة دموية مع معارضيه الإسلاميين حيث البطش والقتل والمطاردة والتدخل في الانتخابات البرلمانية والمحلية ولقد أخذ على نفسه عهدا بإبعاد المجاهدين الإسلاميين والدعاة المسلمين عن منابر التوجيه وعن السلطة التشريعية واعتقل يومئذ ثلة من رموز قادة الإخوان المسلمين وشبابها وحاكمهم محاكمة عسكرية وأصدرت بحقهم أحكاما بالسجن فترات متفاوتة .

لقد وقف الإخوان في الأردن ينكرون على مبارك سياسته العدوانية الظالمة وأصدروا في ذلك بيانات وتصريحات كان التعاطف مع الحركة الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر واضحا ..

فقد أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصريحا صحفيا حول المضايقات إلى تمارسها السلطات المصرية ضد الإخوان المسلمين في مصر بتاريخ 22 محرم سنة 1415 هـ الموافق 21/6/1994.

لقد أنكر الإخوان في التصريح الممارسات القمعية للنظم ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر وأوضحوا أن ذلك يخدم السياسة الأمريكية واليهودية في المنطقة القائمة على ضرب عوامل القوة في الأمة الإسلامية وفي مقدمتها مصر والحركة الإسلامية فيها .

وتضمن التصريح صراحة تأييد الإخوان لقوي المعارضة في أرض الكنانة من أحزاب وهيئات والذين وقفوا مؤازرين للإخوان المسلمين في موجهة الإجراءات التعسفية للسلطة الحاكمة .

وختم التصريح بأن ذكر أن مصر ستبقي كنانة الإسلام وستفشل بإذن الله وقوته كل المخططات الاستعمارية في ضرب الحركة الإسلامية كم فشلت وتلاشت قوي البغي البائدة والتي حاولت من قبل أن تمارس دور أدوات المؤامرة على الإسلام والحركة الإسلامية في مصر العزيزة .

جاء في بيان أصدرته الجماعة في الأردن في 24 شعبان 1415هـ الموافق 25/1/1995:

" إننا ومن واجب المسؤولية والنصيحة ندعو الحكومة المصرية إلى الإفراج فورا عن كافة المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها وفتح أبواب الحرية والتعددية الحقيقية كما ندعو كافة الحكومات والهيئات الرسمية والشعبية العمل على ترسيخ الحريات العامة واحترام عقيدة الأمة والالتزام بمصالحها وإلى ممارسة واجبها في الدفاع عن المعتقلين والمظلومين ومواجهة الأخطار التي تهدد الأمة وجود وأنظمة وسيادة ومصالح"

وأصدرت الجماعة بيانا في 6 ربيع الثاني 1416 هـ الموافق 4/9/1995 تستنكر الاعتقالات وتطالب باحترام إرادة الأمة وإطلاق الحريات العامة والعمل على الإفراج عن كافة المعتقلين .

الثورة الجزائرية

إن الذي عاصر الأحداث في الخمسينات من هذا القرن من الإخوان المسلمين وواكب حركة الجهاد الجزائري يجد ن الإخوان المسلمين في الأردن كانوا في طليعة الشعب الأردني في الوقوف بجانب الثورة الجزائرية يعبرون عن ذلك بالمساعدات المالية والمظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة الفرنسية الاستعمارية أو بخاصة عند اختطاف الطائرة التي كان فيها بن بلا ونفر من المجاهدين من قادة الثورة الجزائرية .

وإن كاتب هذه الأسطر ليذكر بوضوح الحفلات التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين ويرص ريعها للثورة الجزائرية ويذكر بوضوح أيضا المباريات الرياضية في الملاكمة والمصارعة وغيرها التي كانت تقيمها الجماعة وترصد ريعها للثورة الجزائرية ..

ويذكر أيضا الأستاذ عبد الرحمن العقون مندوب الثورة الجزائرية ورئيس مكتبها في عمان وطوافه مع الإخوان في المدن لتوعية الناس بالثورة الجزائرية وجهادها ويذكر أيضا أن الإخوان في الأردن كانوا يملكون بعض الأسلحة قد استخدموها في حرب 1948 قد سلموا هذه الأسلحة للأستاذ عبد الرحمن العقون لينتفع المجاهدون الجزائريون بها وكان الذي سلمها له المراقب العام الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة ..

ومما يؤسف له أن الثورة المجاهدة قد استولي عليها اليساريون فأبعدوا الإسلاميون وحكموا الجزائر بالحديد والنار وزجوا في غياهب السجون المجاهدين المخلصين كان ذلك في عهد بن بلا ويومدين وابن جديد حتى قام الشعب الجزائري يطالب بحقوقه في اختيار حكامه وتطبيق الشريعة الإسلامية فرضخ النظام لإرادة الشعب وأجري انتخابات أفرزت نوابا مسلمين يشكلون معظم المجلس وكانوا من جبهة الإنقاذ .

التي يرأسها عباس مدني فبارك الإخوان في كل مكن هذا النجاح وأيدوه ولكن الضباط الذين تربوا في أحضان فرنسا رفضوا التوجه الإسلامي وحكم الإسلام وقاموا بانقلاب وألغوا الانتخابات وزجوا بالنواب الذين نجحوا وبالمجاهدين الذين دعموهم في غياهب السجون وقهروا الناس بالحديد والنار مما ترتب على ذلك ثورة مضادة من حركات إسلامية وغير إسلامية ولاؤها للنظام العسكري الحاكم لتشويه صورة الإسلام والحركات الإسلامية في نفوس الناس والشعب الجزائري المسلم.

ولقد أصدر الإخوان المسلمون في الأردن أكثر من بيان يؤيدون جبهة الإنقاذ ومن هذه البيانات ما صدر في 10 رجب 1412 هـ الموافق 15/1/1992 بعنوان : بيان من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ارفعوا أيديكم عن إرادة الشعب الجزائري .

جاء في هذا البيان:

" اليوم وقد حدد الشعب الجزائري المسلم وجهته واختار الإسلام منهجا وقيادة بعد عقود من محاولات التغريب ومخططات طمس الهوية الإسلامية ومحاولات التركيع بالمديونية والفقر بعودة المستعمر من جديد فاغرا فاه ليحاول اغتيال حرية هذا الشعب المسلم من جديد من خلال اغتصاب إرادته التي تجلت في الانتصار الساحق لجبهة الإنقاذ الإسلامية .
إن الإخوان المسلمين في الأردن ليستنكرون الإجراءات التعسفية التي خطط لها بليل في أوكار الاستعمار والصهيونية أعداء الإسلام التاريخيين ونفذتها مجموعة من المغامرين بمستقبل الشعب الجزائري ليعلنون وقوفهم بكل قوة إلى جانب إخوانهم الشعب الجزائري المسلم , وحركته الإسلامية المظفرة ويطالبون باحترام إرادة الشعوب وحقها في اختيار هويتها ومنهج حياتها وإن من حق الشعب الجزائري أن يدافع عن إرادته وخياره ومن حقه على الشعوب المسلمة أن تنصره في محنته وجهاده "

اختطاف الطائرة التي تقل بعض قادة الثورة الجزائرية وفي مقدمتهم أحمد بن بيلا

وفي أثناء الجزائرية العارمة وبدء ظهور تفوقها على جنود الاحتلال الفرنسي بل وتوجه فرنسا بعد أن تكبدت خسائر كثيرة في الأرواح والأموال وأخذت الخزينة الفرنسية تنوء بحمل هذه النفقات نحو المفاوضات والخروج من الجزائر .

وفي الخمسينات دبرت فرنسا طريقة لاختطاف طائرة تقل زعماء الثورة الجزائرية فهب العالم العربي ينكر هذه القرصنة الجوية .

وكان الإخوان المسلمون في الأردن في طليعة الشعب الأردني الذي وقف مع الشعب الجزائري ومع قادته وسيروا المسيرات والمظاهرات أياما إنكارا لهذه القرصنة الفرنسية وطالبوا بالإفراج عن الطائرة وعن الذي فيها ونتيجة الضغوط الشعبية في الأردن وغيرها من العالم العربي والإسلامي أفرج عن الطائرة وعن ركابها واستمرت الثورة والجهاد ولم تتوقف نتيجة اعتقال بعض القادة والرموز.

ومما يجدر ذكره أنه في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات بين الوفد الجزائري والحكومة الفرنسية كان العمل الجهادي مستمرا ولم ينقطع ثم تمت اتفاقية جلاء الجيش الفرنسي الغازي عن الجزائر .

الموقف من الأحداث الدامية في الجزائر

إن مما يجدر ذكره أن الشعب الجزائري شعب مسلم مجاهد قد طرد المستعمرين الفرنسيين من بلاده إلى غير رجعة ولكن الذين تولوا الحكم بعد زوال الاستعمار الفرنسي أناس غير إسلاميين استبعدوا الإسلام من الحكم ومن غير الحكم بل ضربوا ستارا حديديا على الجزائر وضد الكتاب الإسلامي لسنوات طويلة حتى يبقي هذا الشعب بعيدا عن الإسلام وجاهلا به ولكن شاء الله تبارك وتعالي أن يحدث وعي إسلامي في الجزائر أذهل العالم ظهر هذا الوعي الشعبي العام في نهاية الثمانينات وحتى أيامنا هذه .

هذا الوعي الشعبي أرغم النظام على إجراء الانتخابات ليقرر مصيره بنفسه ويختار دستوره بملء إرادته فجرت انتخابات للمجالس البلدية فسيطر الإسلاميون عليها وجرت انتخابات تشريعية سيطر الإسلاميون عليها فقام الجيش بانقلاب وألغي الانتخابات فأدي ذلك إلى قيام حركات مسلحة..

إلا أن الذي يراقب الأحداث في الجزائر والعمليات المسلحة يخلص إلى أن هذا العمل قد انحرف وأصبح مدبر للأمة يقوم بعمليات إجرامية لا يقبلها الشرع الإسلامي بل يحرم صاحبها وينزل به اشد العقوبة هذه العمليات التي تستهدف ذبح الأطفال والنساء والشيوخ وسبي النساء والدخول بهن ظلما وزورا وعدوانا وتفحشا.

لم يملك الإخوان المسلمون في الأردن وغير الأردن إلا إنكار هذه الأفعال الوحشية المنافية للشرع وأعلنوا ذلك في تصريحات المسئولين وبيانات القيادة المتعددة .

فهم وإن كانوا يدينون النظام الجزائري الحكم في ديكتاتوريته ومصادرة الحريات وإبطال وإلغاء إرادة الشعب الجزائري لا يرون في الوقت ذاته هذا الأسلوب الهمجي المتوحش وهم يبرأون من مرتكبيه ومؤيديه ويدعون إلى وقف هذه الجرائم البشعة كما يدعون النظام الجزائري الحاكم إلى احترام إرادة الشعب ووقف أسباب هذه الفتنة العمياء .

الموقف من العدوان على لبنان

إن الإخوان المسلمين يعتبرون الأراضي اللبنانية وسائر أراضي بلاد الشام والعراق وكل أرض رفرفت عليها راية الإسلام أرضا إسلامية لا يجوز تسليمها لأعداء المسلمين بل يجب الدفاع عنها وتحريرها إن وقعت تحت الاحتلال لقد تضافرت جهود اليهود والنصارى في احتلال لبنان والوصول إلى المسلمين وبخاصة المخيمات الفلسطينية وشنوا ضدهم مذابح تقشعرت لهولها الأبدان وشابت معها رؤوس الولدان .

لقد كان موقف الجماعة المسلمة في الأردن تأييد تكوين جبهة جهادية ضد الاحتلال اليهودي وللتاريخ فإن الجماعة الإسلامية في لبنان قد تبنت خط الجهاد متعاونة مع أهل الجنوب في التصدي للعدوان من خلال معارك طاحنة وعمليات جريئة أفزعت اليهود وعملاء اليهود ولقد قام الإخوان في الأردن بتقديم مبلغ من المال يساعدون إخوانهم في الجماعة الإسلامية بذلك.

وما زالت الحرب مستمرة بين لإخوة في الجنوب وبين اليهود المحتلين وترتب على ضربات حزب الله وغيرهم غارات يهودية وحشية قتلوا الأطفال والنساء ودمروا القري والمنازل حتى يرغموا المجاهدين على التوقف عن الغارات فلم يستطيعوا بل استمر الجهاد والمجاهدون ..

ولقد أصدرت الجماعة بيانات كثيرة حول تأييد الجهاد اللبناني ودعمه وإنكار التخاذل جاء فيه :

" إن الإخوان المسلمين في الأردن وهم يعيشون هذه اللحظات الحرجة أو المآسي المؤلمة ليحيون المجاهدين الأبطال على أرض لبنان وغيرها تحية إكبار وإجلال وهم في الوقت ذاته يستنكرون هذا الصمت .
الغريب العجيب من الأنظمة العربية الحاكمة إزاء هذا التقتيل والتشريد لإخواننا في لبنان من قبل اليهود وأعوانهم الأمريكان ويشجبون دعم المارونيين الدنئ للجيش الإسرائيلي "
إن التآمر على الإسلام والمسلمين يظهر من خلال تقاسم أمريكا وروسيا العالم إلى مناطق نفوذ يسكت كل طرف عن تصرفات الآخرين في منطقة نفوذه فأمريكا تغاضت عن أفعال روسيا في إقليم أوغادين الصومالي وروسيا تغاضت عن اعتداء إسرائيل حليفة أمريكا على لبنان فقد ذكرت وكالات الأنباء يوم الخميس 16/3/1978 أن روسيا تعهدت بالضغط على سوريا بعدم مساعدة المقاتلين في لبنان مقابل تعهد أمريكا بانسحاب إسرائيل بعد تحقيق أهدافها في جنوب لبنان .
إن ثبات المقاتلين الأبطال على قلة عددهم أمام جيش العدو المدجج بأحدث الأسلحة ليدمغ تخاذل الأنظمة العربية التي حرمت جيوشها شرف الجهاد والذود عن البلاد.
  1. لابد من شن حروب على سائر الجبهات لإرباك العدو وتوهين قواه فقد خسرت إسرائيل من حرب الاستنزاف الماضية أضعاف خسائرها في حروبها الأربع مع الجيوش العربية .
  2. يجب ضرب المصالح الاستعمارية الشرقية والغربية وتصفيتها من المنطقة .
  3. غن قوبل الدول العربية بوضع قوات دولية على حدود لبنان و أى بلد عربي آخر مؤامرة لئيمة لا تخفي على أحد وخيانة لا تغتفر .
  4. نرفض الصلح مع اليهود وجميع الحلول الاستسلامية المطروحة في الساحة ويجب أن يبقي الحاجز لنفسي بيننا وبين اليهود يغرس الحقد والكره لأعداء الإنسانية أبناء القردة والأفاعي وإن أى محاولة لتحطيم الحواجز النفسية والعقائدية هي مؤامرة على الأمة ومصيرها.

وفي 25/9/1983 أصدرت الجماعة في الأردن بيانا حول تآمر النظام ضد القوي الإسلامية والفلسطينية في لبنان جاء فيه.

" يا جماهير أمتنا لنقف صفا واحدا ضد المؤامرة اليهودية النصيرية الجديدة"

لم يفاجأ الإخوان بمؤامرة النظام النصيري الجديد ضد القوي الفلسطينية والإسلامية في لبنان لأنهم يعلمون أن خيانة النظم النصيري المستبد المتسلط لن يقف عند حدود إخراج المقاومة الفلسطينية من بيروت أو عند حماية العدو الصهيوني في الجولان من ضربات رجال المقاومة أو عند تدمر أو مأساة حماة.
لقد أنيط بهذا النظام دور تقليص المقاومة الفلسطينية واحتوائها والإجهاز عليها ليتسني لليهود والأمريكان تنفيذ خططهم الاستيطانية وفرض الحل السلمي المهين لقضية فلسطين وفي 17/10/1983 أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانا بمناسبة الذكري الأليمة لمذبحة أهالي مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان وهم مخيمان للأجئين الفلسطينيين في لبنان تحدث هذا البيان التنديد بسكوت الأنظمة العربية عن المذبحة وغفلة الأمة الإسلامية عن قضاياها وتذكر الجماعة الأمة بحقائق أهمها:
  1. ما حل بالأمة من مصائب يعود إلى بعدها عن شرع الله .
  2. وإن الذين يلتهون وراء سراب الحلول الأمريكية المخادعة كمثل الذي يأمن الذئب على غنمه واللص على ماله .
  3. ألا تنخدع الأمور الإسلامية والأخوة الفلسطينيون بخاصة بالأنظمة العربية سواء كانت ثورية أو رجعية .
  4. مطالبة إعادة القضية الفلسطينية إلى إطارها المنطقي صراع بين الحق والباطل وبين المسلمين واليهود.

وصدرت بيانات أخري كثيرة تؤيد الشعب اللبناني والوقوف بجانبه نكتفي بذكر بعض تواريخ هذه البيانات.

  1. بين في 11 رمضان 1405 هـ الموافق 30/5/1985
  2. بيان في 15/9/1992.
  3. بيان في 26/7/1993.
  4. بيان في 15/4/1996م.
  5. بيان في 23/4/1996م.
  6. الموقف من الصراع الدامي في الين
  7. في عام 1957 قام الضابط اليمني عبد الله السلال بانقلاب عسكري في اليمن أطاح فيه بالحكم الملكي في اليمن الذي كان على رأسه الملك البدر وقد كان زيديا وكان بتخطيط ومساعدة من مصر, ودعمه نظام عبد الناصر بما يقرب من مائة ألف جندي مصري للقضاء على الملك وحكومته وفي المقابل فقد دخلت دول عربية كالأردن والسعودية في الحرب الدائرة في اليمن واستخدمت مصر الأسلحة المحرمة دوليا كقنابل النابالم الحارقة واستمر الصراع سنين طويلة ولم يعد الجيش المصري من اليمن إلا بعد حرب 1967 .

ولقد أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بينا في سنة 1957 أنكروا فيه هذا الصراع الدامي وطالبوا الجهاد المتناحرة أن توفر هذه الدماء لتحرير فلسطين من أيدي اليهود.

الموقف من الصراع بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي

لقد كانت في خطة اليمن الجنوبي الذي يسيطر عليه الشيوعيون أن يغزو اليمن الشمالي واحتلاله ودمجه مع اليمن الجنوبي ويحكم اليمن الموحد الحزب الشيوعي وكان الاتحاد السوفيتي آنذاك يزود الحزب الشيوعي الحاكم بأحدث الأسلحة والمدربين الروس فوقف الإخوان المسلمون في اليمن ضد هذه الخطة وقاوموها مع النظم القائم الذي يرأسه على عبد الله صالح واستطاعوا أن يقهروا الشيوعيين وأن يردوهم على أعقابهم خاسرين .

ولقد أيد إخوان الأردن إخوان اليمن في موقفهم هذا وأمدوهم بما يحتاجون من معلمين وغيرهم لتقوية التيار الإسلامي في اليمن وزارهم بعض المسئولين من الإخوان الأردنيين وكانوا متحمسين حماسا شديدا لهم ولمساعدتهم ..

ولقد تطورت الأمور حتى تناسي اليمنان ما بينهما من دماء وقررا أن يتحدا في دولة واحدة تحت اسم الجمهورية اليمنية وما لبثا أن اختلفا وتحاربا وأراد الجنوبيون الشيوعيون الانفصال فأيد الإخوان في الأردن وحدة اليمنين ورفضهم لفكرة الانفصال .

وأما احتلال إرتيريا للجزر اليمنية فإن الإخوان يؤيدون اليمن في استعادتهما إلى السيادة اليمنية ويرفضون هذا الاحتلال ويرون مشروعية مقاومته .

نصرة العلماء في سوريا

حين انتفض علماء سوريا وشعب سوريا ضد الحكم البعثي سنة 1964 الذي يتصدره أمين الحافظ وزمرته من تلامذة ميشيل عفلق فهدموا المسجد وزجوا بالعلماء والأحرار في غياهب سجونهم ونكلوا بهم أشد تنكيل لقد وقف الإخوان المسلمون في الأردن بجانب إخوانهم في سوريا وآزروهم

وأعلنوا عن ذلك من خلال نشرة الصف وبياناتهم الصادرة عنهم فقد جاء في نشرة الصف غير دورية التي تصدر باسم الإخوان المسلمين في الأردن بتاريخ 26 م4/1994 ما يلي :

" بقلوب ملؤها اللوعة والآسي نستقبل العيد ونودعه وكلنا حسرة وألم لما أصاب إخواننا الأبرياء من علماء حماة وأبنائها الشهداء وما حل بالأحياء لآمنة وبيوت الله المطمئنة التي روع مصلوها وهدمت محاربها ونكست مآذنها بعد شموخ وخمد فيها صوت الحق الذي كان يدوي بالنداء الخالد يعلن الله أكبر "

وقررت قيادة الإخوان المسماة بالمكتب العام يومها أن يرسل الدكتور حافظ عبد النبي برقية للملوك والرؤساء في الدول العربية تستصرخهم لإنقاذ سوريا ونص البرقية هو :

" بيوت الله التي همها البعثيون في سوريا على المصلين والنفوس البريئة التي قتلت وما كان ذنبها إلا أنها أبت ظلم حكم البعث الملحد في سوريا وخطر المصير الذي يهدد سوريا المجاهدة في دينها وعروبتها وتاريخها تستصرخكم أمم الله والناس والتاريخ أن تتدخلوا لإنقاذ الشعب السوري من عصابة البعثيين المارقين الملحدين .
الدكتور حافظ عبد النبي عن المكتب الإعلامي للجماعة

كما وجه برقية إلى المفتي العام وقاضي القضاة هذا نصها:

" علماء الإسلام في سوريا الذين لبسوا أكفانهم وهم يدافعون عن الإسلام ويقاتلون البعثيين الملحدين الذين هدموا بيوت الله وقتلوا الأبرياء يسألونكم بين يدي الله أن تجهروا بكلمة الحق لنصرتهم التي تفرضها أمانة العلم وأخوة الإسلام "

الموقف من الثورة السورية ضد النظام النصيري الحاكم

إن القارئ لأحداث تلك الفترة التي سيطر النصيريون على الحكم بقيادة حافظ الأسد وأخيه الدكتور رفعت الأسد يجد أنهم كانوا يخططون لإبعاد الفكر الإسلامي الملتزم وأصحابه من منابر التوجيه والتربية في المؤسسات التربوية والدراسات الجامعية الأولي والعلوم وطبقوا خطتهم هذه فنقلوا فطاحل المربين إلى وظائف كتابية أو إدارية بسيطة للحيلولة بينهم وبين الاتصال بالأجيال والشباب وتربيتهم التربية السليمة ووصل الأمر إلى نقل أساتذة لجامعت إلى وظائف في الدولة لا وزن لها ولا اعتبار .

وازداد الأمر سوءا بالتضييق على حريات المواطنين واضطهاد الدعاة المسلمين وملاحقتهم في كل مكان حتى ألجئوهم إلى التصدي لهم واستباحة دمائهم في حرب شعبية ضروس سقط من جرائها آلاف القتلي .

وعلى إثر ذلك الصدام لاذ كثير من الإخوة المسلمين السوريين ببلد الحشد والرباط فاستقبلهم إخوانهم المسلمون في الأردن بالترحاب والسرور وقاموا بما يقوم المضيف تجاه ضيفه وأخيه وحيث عملوا على المحافظة على سلامتهم وسلامة أعراضهم وقدموا لهم يد العون بالمال وغيره .

ولم يتوقف الأمر عند المساعدات المالية بل جند الإخوان المسلمون في الأردن ثلة من شبابهم لمساعدة الأخوة السوريين والدخول إلى سوريا للقيام بما يقتضيه الجهاد وما يحتاجه من مال ومعلومات وغير ذلك.

ولقد استشهد بعض الإخوان في سوريا إبان هذه المعركة, كم فقد بعض الشباب الذين لا تعلم الجماعة مصيرهم أهم في الأحياء أو الأموات .

هذا وقد قبضت المخابرات الأردنية ساموه سوء العذاب حتى قدم معلومات كثيرة لهم وسلموه مع ملف التحقيق إلى المخابرات الأردنية واستفادت المخابرات الأردنية من هذا التحقيق فعرفت بعض الشباب من كليات الجامعة الأردنية ,واعتقلت بعضهم في سجونها لتحصيل معلومات منهم .

وحاولت أجهزة الأمن الأردنية الفصل بين الإخوان السوريين والإخوان الأردنيين ولكن الإخوان الأردنيين اعتبروا إخوانهم في سوريا مجاهدين وعليهم نحو هؤلاء المجاهدين والوقوف بجانبهم ونصرتهم .

ومما يجدر ذكره أن هذا الموقف من الإخوان المسلمين في الأردن تجاه إخوانهم السوريين قد عرضهم لغضبة النظام النصيري في سوريا فخذ بجمع المعلومات عنهم ويحاول تصفية بعض زعمائهم وقادتهم فاتخذوا التدابير اللازمة للمحافظة على أمنهم وأمن إخوانهم السوريين كما اثر هذا الموقف على الإخوان المسلمين في الأردن إذ أصبحت الأجهزة الأمنية تخشي أن تنتقل إليهم عدوي الجهاد والعمليات الجهادية التي يقوم بها الإخوان السوريون ضد النظام النصيري في سوريا .

ومما يجدر ذكره أن النظام بأركانه وقادته ورؤساء أجهزته الأمنية وغيرها يعلمون كل صغيرة وكبيرة عن أحوال السوريين وعن جهادهم ضد النظام الحاكم في سوريا ومع هذا فقد فوجئ الناس بالأردن وفي غير الأردن بأن كل ما جري في سوريا من عمليات جهادية وعلاقة الإخوان بالأردن وغير الأردن بها كان خافيا عن المسئولين .

ومما يجدر ذكره ن موقف الإخوان المسلمين في الأردن ظل يدعم الإخوة السوريين ماديا ومعنويا وحتى يومنا هذا ولم يخذلهم ولم يتقاعس عن تقديم العون والمساعدة على قلة ذات يد الجماعة وعسرة ظروفها ..

الموقف من السودان

لقد كانت حركة الإخوان المسلمين متعاطفة مع الحركة الإسلامية في السودان على الرغم من أن الدكتور الترابي الذي ترأس الإخوان ثم تخلي عن الإخوان المسلمين وانفصل عن قيادتهم العالمية وشاغب عليها في الداخل والخارج أكثر من مرة فإن قيادة الإخوان انطلاقا من مبادئها في التعاون مع الحركات الإسلامية وجميع العاملين في الإسلام

فقد قدم الإخوان في التنظيم العالمي مساعدات مالية سواء كان لذلك قبل ثورة الإنقاذ في 30/6/1989 أو بعد ثورة الإنقاذ ولما تمالأت القوي السياسية في السودان مع المتمردين في الجنوب ومع الدول المجاورة للسودان كالدولة الأرتيرية والحبشة واحتلت بعض الأراضي السودانية قام الإخوان المسلمون في الأردن بتشكيل لجنة لنصرة السودان من الإخوان ومن غيرهم من الحركات يرأسها المراقب العام للإخوان المسلمين فجمعت الأموال وزودت السودان بها فكان لذلك أبلغ الأثر في نفوس الشعب السوداني المسلم .

وقد دعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في 26م1/1997 إلى عقد مؤتمر وطني لمساعدة ومناصرة السودان في المركز العام للإخوان المسلمين وأصدر المؤتمر بيانا يؤيد السودان ويدعو الشعب الأردني إلى دعم القطر السوداني ماديا ومعنويا بما يتناسب مع شراسة الهجمة على السودان .

هذا ولقد صدر قبل هذا المؤتمر بيانات عن الإخوان المسلمين في الأردن يعلنون فيه وقوفهم بجنب حكومة السودان ورئيسها عمر البشير ومناشدتهم الجمهوريات والشعوب والحركات الإسلامية والقوي الوطنية العالمية مساعدة الشعب السوداني في تجوز محنته ودعمه بشتي الوسائل المادية والمعنوية .

وقد أقام الإخوان في الأردن أكثر من مهرجان خطابي في المساجد وغير المساجد لتوعية الشعب بما يجري من مؤامرات على السودان ولدعم السودان ماليا وقدموا للسودان مبلغا لا يستهان به من المال .

الموقف من الحصار الأمريكي لليبيا

على الرغم من أن الإخوان المسلمين لا يوافقون القذافي على استبعاده الشرع الإسلامي عن واقع الحياة ومطاردة الحركات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين إذ قتل منها عددا كبيرا فإنهم يقفون بجانب الشعب الليبي المحاصر المظلوم والمعتدي عليه من القذافي نفسه ومن أمريكا ومجلس الأمن .

لقد وقف الإخوان المسلمون في الأردن يعلنون تضامنهم مع الشعب الليبي الذي يتعرض للحصار والتجويع ففي 19 شوال 1412 هـ الموافق 11/4/1992 أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بيانا يتعاطفون مع الشعب الليبي جاء فيه:

إن الإخوان المسلمين يستنكرون بشدة العدوان الصليبي اليهودي على ليبيا وعلى أى أرض عربية أو إسلامية أو انتهاك لحق الإنسان وكرامته وسيادته على أرضه وتناشد الأمة وحكومتها وكل القوي الشعبية فيها بحشد طاقاتها للتصدي للمؤامرة العالمية التي تقودها أمريكا وإسرائيل وحلفاؤها على الأمة العربية والإسلامية .

وأصدرت الجماعة مع القوي المناهضة للاستسلام بتاريخ 21 شوال 1412 هـ الموافق 23 نيسان 1992 بيانا ختمته بالفقرة التالية:

إن الدفاع عن الشعب العربي الليبي الذي يتعرض اليوم للعدوان هو دفاع عن أنفسنا وعن حاضر هذه الأمة ومستقبل أجيالها لأن مسلسل العدوان الأمريكي الصهيوني لن يتوقف ولن يكون القطر العراقي والليبي آخر من يتعرض للعدوان فغدا سيأتي دور سوريا والسودان ومواقع أخري في عالمنا العربي والإسلامي .

الموقف من النظام العراقي

إن الإخوان المسلمين في الأردن أدركوا خطورة النظام العراقي الذي يرأسه صدام وحزب البعث العراقي على مستقبل الإسلام في العراق فالحزب يرفض تطبيق الإسلام ويطارد الدعاة المسلمين ويحكم عليهم بالإعدام جزاف ودون تحقيق عادل ونزيه ..

ولقد لقي عدد كبير من قادة الإخوان المسلمين ودعاتهم في العراق صنوف الأذى والتعذيب من السلطة الصدامية والبعثية فأنتجت الكره والبغض للنظام العراقي ..

لقد ظل الإخوان المسلمون ينظرون إلى الحكم العراقي والرئيس العراقي وحزب البعث العراقي أنهم يعادون الإسلام ولا يلقون عن اليهود في مطاردة الدعاة وقتلهم ومع هذه القناعة إلا أنهم لما اجتمعت الصليبية العالمية بقيادة الغرب وأمريكا ومعها اليهود الخبيثون لتحطيم العراق وإبادة الشعب العراقي ولا سيما لأطفال والنساء بعد حرب الخليج

واستسلام النظام العراقي أمام إرادة أمريكا وجد الإخوان أن الإسلام العظيم الذي سكب في قلوبهم الرحمة يأمرهم أن يتعاطفوا مع الشعب العراقي المسلم ويعملوا على مساعدته داخليا وخارجيا أردنيا وعربيا وإسلاميا ودوليا .

ولقد هبوا يجوبون البلاد يحذرون من تقسيم العراق وينادون بفك الحصار عن الشعب العراقي المسلم ويفتي علماؤهم بحرمة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في محاصرة الشعب العراقي وتجويعه فهاجموا أمريكا لاعتداءاتها المتكررة على الأراضي العراقية بعد استسلام العراق .

وأصدرت الجماعة بيانات كثيرة تتعاطف مع شعب العراق ووحدة أراضيه ومن هذه البيانات

  1. بيان صدر في 26 صفر 1413 هـ الموافق 25/8/1992
  2. بيان صدر في 26 رجب 1413 هـ الموافق 19/1/1993
  3. بين صدر في 8 محرم 1414 هـ الموفق 28/6/1993.

الحرب العراقية الإيرانية

إن مما يجدر ذكره أن الحكومة العراقية عقدت اتفاقية مع الحكومة الإيرانية في عهد الشاه المخلوع لترسيم الحدود بين الدولتين بعد مفاوضات في الجزائر والتزام الفريقان بها, ولما قامت الثورة الإيرانية وأزالت النظم الإمبراطوري الملكي في إيران وأقامت النظام الجمهوري الإسلامي حسب الفقه الحديث لعلماء الشيعة وعلى رأسهم الخميني,

والمعتمد على ولاية لفقيه حتى يظهر الإمام الثاني عش من أئمتهم وهو محمد بن الحسن العسكري المولود سنة 256 والمتوفى سنة 261 ولكنهم يعتقدون أنه لم يمت وإنما غب وسيعود بعد غيبة طويلة ويحكم الناس وحتى يظهر الإمام هذا يتولي الفقيه ما يتولاه الإمام فيحكم .

لقد أعلنت العراق برئاسة صدام حسين أن اتفاقية الجزائر التي عقدوها غير ملزمة وأنهم فسخوها من طرف واحد وادعوا بالأراضي لهم قد استولي عليها الإيرانيون بموجب الاتفاقية ويجب أن تعود إلى العراق وشنوا حربا على إيران ودخلوا الأرض الإيرانية واحتلوا ما يدعون أنه لهم من الأرض

واحتلوا كذلك مسفات شاسعة من الأرض الإيرانية فنشبت الحرب بين الدولتين المتجاورتين وكان هناك تشجيع للعراق من أمريكا والدول الأوربية لحرب إيران وتزويد العراق بالسلاح بل وقامت الطائرات الأمريكية بضرب بعض المنشئات الإيرانية .

وكان من موقف معظم الدول العربية متعاطفا مع العراق الذي بدأ بالحرب وفي مقدمة الدول التي تحمست في الحرب الإيرانية العراقية النظام الأردني وسخرت وسائل الإعلام الأردنية للحديث عن دعم البوابة الشرقية للوطن العربي العراق وأعلن الأردن موقفه من الحرب مع العراق وقر إرسال متطوعين من الأردن وأطلق على هذه القوات قوات اليرموك وسير أربعة آلاف متطوع يقودهم ضباط من الجيش الأردني.

لقد كان موقف الإخوان المسلمون في الأردن واضحا من الثورة الإيرانية عند قيامها فأيدتها الجماعة وأقامت المهرجانات الخطابية في المساجد وغير المساجد وأرسلت الوفود للتهنئة كما استقبلت وفودا إيرانية واحتفت بهم وعملت لهم مهرجانات ومن هذه المهرجانات أقيم في المستشفي الإسلامي قبل استكمال بنائه وقبل إشغاله .

وكان رأي الإخوان المسلمين في الأردن يعارض موقف النظام ويتلخص في أن الاقتتال بين المسلمين مر يحظره الشرع ولا يجوز تشجيع فريق على فريق والموقف السليم توقف الحرب لا زيادها اشتعالا وأنكروا على النظام هذا الموقف وطلبوا من إخوانهم ومن الشعب ألا يشاركوا في هذه الفتنة وكان من أوضح القيادات الإخوانية الدكتور عبد الله عزام رحمه الله في هذا الأمر فنسب السيد أحمد عبيدات يوم أن كان مديرا للمخابرات بعزله إلى السيد مضر بدران وكان يومها رئيسا للوزراء بصفته حاكما عسكريا عام فأصدر بدران قرارا بعزله من الجامعة لأردنية .

ولقد اصدر علماء الإخوان يومها فتوى شرعية بحرمة التطوع والقتال في هذه الحرب والتزم الإخوان المسلمون وغيرهم هذه الفتوى وهذا لم يرق للسلطة هذا وقد أنكر الإخوان المسلمون في الأردن وغير الأردن ضرب منطقة حلابشة الكردية بالغازات السامة وإزهاق رواح الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وشيوخ وحتى نفقت الدواب وأصبحت المنطقة قاعا بلقعا .

رأى الإخوان في تطبيق الشريعة عن طريق الأنظمة الحاكمة

من المعلوم أن الأنظمة الحاكمة في العالم العربي أنظمة لا تطبق الإسلام وبقاؤها مرتبط بعدم تطبيق الإسلام وهي تعادي من ينادي بتطبيق الإسلام وتطارد الدعاة العاملين الداعين إلى إقامة الدولة الإسلامية.

لقد تلقت الجماعة نبأ انقلاب ضياء الحق وتسلمه الحكم في باكستان وأعلن أنه سيطبق أحكام الشريعة وقال النميري الذي حكم السودان حكما غير إسلامي حكما دموي دكتاتوريا سنوات طويلة أنه سيطبق الإسلام .

لقد حددت الجماعة موقفها من هؤلاء الحكام العسكريين وأبدت تخوفها وتوجسها من هذه التصريحات ووضعت أكث من إشارة استفهام حول هذه الأنظمة في توجهها نحو تطبيق الشريعة الإسلامية فأصدرت الجماعة في 27/1/1985 وفي العدد السادس والعشرين من نشرة آفاق إسلامية وكانت هي افتتاحية العدد بعنوان : تطبيق الشريعة وتجربة الأنظمة . جاء فيها :

ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الأنظمة التي تبنت تطبيق الشريعة في مجال أو أكثر من مجالات الحكم .. وتراوحت مواقف الحركات الإسلامية الشعبية منها بين الحماس الحذر والتشكيك المطلق .. وربما كانت التجربتان السودانية والباكستانية هما الأكثر مجالا للجدل , ولعله من المناسب أن نورد ما بين التجربتين من نواحي الشبه .

  1. من ناحية كل منهما جنرال حملته إلى الحكم دبابة انقلاب عسكري .
  2. كلاهما تم في بلد يعاني من أوضاع اقتصادية متردية

ونذكر في هذا المجال ما قاله مفكر الحركة الإسلامية الشهيد سيد قطب محذرا من الإسلام الأمريكاني والتجربة المسخ لأعظم أمانة وأنصع رسالة ولعلنا لا نجانب الصواب إذا قرنا حتمية لا مناص عنها في توسيد الأمر إلى أهله عندما نقول:

إن تطبيق الشريعة لابد أن يقوم به ويتولاه جماعة لا فرد تنظيم لا حاكم فالجماعة المنظمة تملك وسيلة الحماية من أخطار تسلط الفرد أو تقلبه ..
وبيدها تكون مفاتيح الرقابة والمحاسبة فهي لا تختار الحاكم فحسب بل تقومه وتغيره .. الجماعة تنوي من الحكم تحقيق رسالة والحاكم الفرد غايته ضمان الكرسي .

الموقف من قرار باكستان ترحيل الرعايا العرب من أراضيها

لقد تناقلت وكالات الأنباء والتقارير الصحفية القادمة من باكستان أن نية الحكومة الباكستانية تجاه لترحيل الرعايا العرب المقيمين على أراضيها وأن اعتقالات عديدة قد جرت بينهم ون هناك أنباء تحدثت عن نية الحكومة الباكستانية لتسليم هؤلاء المجاهدين إلى حكوماتهم العربية .

لقد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا تطلب فيه من الحكومة الباكستانية أن تراعي حق الإخوة الإسلامية وأن تعامل هؤلاء الشباب على أنهم مجاهدون وليسو إرهابيين وأن يخيروا بالسفر خارج باكستان بالصورة التي تحفظ حقوقهم وألا يعاملوا معاملة المجرمين .

قضية أفغانستان

لقد تعرضت أفغانستان إلى غزو روسي كثيف مدجج بأحدث الأسلحة وأفتكها فتصدي له المجاهدون الأفغان ببسالة منقطعة النظير واستمروا في جهاده ولاقوا من العنت والمشقة , واحتاجوا إلى المال الوفير والسلاح الكثير ليحرروا أرضهم من الغزو .

ولقد قامت جماعة الإخوان المسلمين في كل مكان وفي كل قطر ومنها قطر الأردن تنصر القضية الأفغانية وتجمع الأموال ولقد بذل الشعب الأردني المسلم أموالا طائلة لنصرة المجاهدين الأفغان

وكما أرسل بعض أبنائه للجهاد في صفوف الثوار الأفغان ضد الغزاة الروس واستشهد ثلة من شباب الإخوان المسلمين من الأردن وغير الأردن ومن هؤلاء شخ المجاهدين العالم المجاهد الشيخ عبد الله عزام رحمه الله وولداه محمد وإبراهيم .

ولما دب الخلاف بين القادة الأفغان أثناء الثورة أرسل الإخوان المسلمون كثيرا من قادتهم وأهل الرأي والمشورة عندهم ليصلحوا بين هؤلاء القادة كالأستاذ محمد كمال السنانيري رحمه , ومصطفي مشهور وأحمد الملط, والأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين وكان يمكثون عشرات الأيام للإصلاح والتوفيق ولقد أرسل الإخوان بعض الشباب ليتدربوا على فنون القتال وليستعدوا علي قيد الحياة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عله فمنهم من قضية نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في عام 1981

لقد صدر العدد الثاني من نشرة الآفاق الإسلامية التي تصدرها جماعة الإخوان المسلمين المؤرخ في 6/2/1981 وجاء في هذا العدد تحت عنوان :" المؤتمرات الرسمية.... هل هي موضع ثقة الأمة ؟"

" إننا من منطلق إسلامي واع نؤكد أن هذا المؤتمر كغيره من المؤتمرات العربية منها والإسلامية لن يقدم انجازات ذات وزن لا على صعيد القضايا العربية ولا على صعيد القضايا الإسلامية وما هو الخبر المرتجي للإسلام وقضاياه من مؤتمر يحمل هذه الصفات والسمات .
إن هذا المؤتمر حقيقة لا يمثل جماهير الأمة الإسلامية بطموحاتها وأمنيها وإنما هو مؤتمر يمثل الأنظمة الحاكمة بسلبياتها الكثيرة التي لا يحصيها العدد إن هذا المؤتمر الذي يرفع شعار الإسلام يشارك فيه طغاة وأنظمة مستبدة لا تتورع عن الإعلان والجهر بالعداء للإسلام ومحاربة دعاته ومجاهديه ولا تتورع عن المجاهدة باعتناق الشيوعية والماسونية أو العمالة لأمريكا .
إن الخلافات الثنائية والجماعية بين الأنظمة المشاركة في المؤتمر تكاد لا تنتهي ولا يثق حدهم بالآخر "

ثورة الشيشان

لقد أعلن الشيشان بعد تفكك دول الإتحاد السوفياتي دولة مستقلة ذات سيدة على أرضهم فلم يرق ذلك لروسيا الذي يقودها بالتسن فأرسل الجيش الروسي بأحدث الأسلحة الهجومية والدبابات والطائرات والصواريخ لقهر شعب الشيشان المسلم ولكن باء بالفشل الذريع أمام الإرادة الإيمانية والعزيمة الفلاذية لجهاد الشعب الشيشاني المسلم .

لقد أعلن الإخوان المسلمون في الأردن تأييدهم التام لجهاد الشيشان ودعوا الناس إلى تأييدهم وأصدر علماؤهم فتوى شرعية بوجوب الجهاد ضد الروس المحتلين ..

وقد أصدروا أكثر من بيان وتصريح يؤكدون موقفهم من قضية الشيشان العادلة ففي 15 رجب 1415 هـ الموافق 18 /12/1994 أصدر الإخوان المسلمون بيانا جاء فيه :

" إن الإخوان المسلمين إذ يعلنون تأييدهم ومساندتهم لشعب الشيشان وقيادته وحقه في الاستقلال ليطالبون المجمع الدولي وهيئاته بالتخلي عن الموقف السلبي الذي يمارسه تحت لافتة الحياد وعدم التدخل في الشئون الداخلية .

وجاء فيه أيضا والإخوان المسلمون يؤكدون على ما يلي:

  1. لوقوف إلى جانب الشعب الشيشاني المسلم في صموده ومقاومته للغزو الروسي الحاقد.
  2. يحيي الإخوان المسلمون شعب الشيشان المسلم وقيادته على صمودهم وجهادهم وثباتهم في وجه الغزو والعدوان.
  3. يدعو الإخوان المسلمون الحكومة والشعب الأردني الطيب والدول العربية إلى الوقوف بجانب حق الشعب الشيشاني وتقديم العون والمساعدة المادية والمعنوية حتى لا تتكرر مأساة المسلمين في البوسنة .

القضايا الدولية

الموقف من المؤتمر الدولي

إن المؤتمر الدولي يقوم على أن تجتمع أطراف النزاع بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية والأردن وسوريا وإسرائيل والدول الخمس الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدول لتسوية قضية الشرق الأوسط على أساس الاعتراف المتبادل بين دول المنطقة بما فيها دولة اليهود وتصبح العلاقات طبيعية بلين الجميع في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية وإقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .

وتقوم الدول الخمس في مجلس الأمن بتذليل الصعوبات التي تطرأ أثناء المفاوضات كما تقوم بضمان الأمن لدول المنطقة ضمن حدود آمنة ومعترف بها ومتفق عليها كما نص قرار مجلس لأمن رقم 242,338.


وقد حددت الجماعة موقفها من المؤتمر الدولي من خلال تصريحات صادرة عنها ومن خلال بيانات مكتوبة موثقة ولقد أصدرت الجماعة بيانا جاء في الصفحة الثانية منه:

  1. إن أرض المسلمين وفي مقدمتها فلسطين أمانة في عنق كل مسلم يؤمن بالله واليوم لآخر ويجب على المسلمين أن يحافظوا على هذه الأمانة ويصونها من كل اعتداء .
  2. إن التنازل عن شبر وحد من أرض فلسطين ليقيم اليهود دولتهم خيانة لله ولرسوله ولجميع المسلمين ويرفضها الإسلام ويحرمها تحريما قاطعا .
  3. إن نجح هذا المؤتمر بعقد صلح دائم بين اليهود ليس في مصلحة المسلمين لأنه يؤدي إلى غزو اليهود للدول المجاورة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا تمهيدا لغزو عسكري عام في نهاية المطاف .
  4. إن أمريكا والدول الغربية والشرقية معادية للإسلام والمسلمين تآمرت وتتآمر عليهم وعلى مصالحهم وما حرب 1967 إلا دليل على تواطؤ أمريكا وروسيا على مصر وغيرها من البلاد المجاورة لدولة اليهود في أرض فلسطين .
  5. إن الصلح مع اليهود الذي ينتهي إليه المؤتمر الدولي يعني أن تموت قضية فلسطين في نفوس أهلها بصورة خاصة وفي نفوس الناس بصورة عامة وتروضهم ليرضوا بالأمر الواقع الآسن , ومن ثم يخسرون بلادهم فلسطين إلى الأبد.
  6. إن الحصول على مكاسب آنية – إن حصلت – لا تعادل تلك الخسارة الفادحة التي تلحق بإرادة الأمة ومستقبلها ومستقبل بلادها هذه الخسارة التي تتمثل في استسلام إرادة الأمة والتنازل عن أرض هي من أقدس مقدساتها ..
  7. إن الحال التي يمر بها المسلمون في واقعهم المعاصر من الضعف والهوان لا تكون مبررا لقبول هذه الحلول الاستسلامية الهزيلة بل ينبغي أن تكون دافعا قويا وباعثا للنفوس على القضاء على هذا الضعف وتعبئة الأمة لتحرير أرضها كما حررها آباؤنا من أيدي الصليبين والتتار بل ظلوا يعدون ويستعدون حتى أذن الله لهم بالتحرير ..
  8. إن بقاء قضية فلسطين حية في نفوس المسلمين في شتي أنحاء العالم هو الطريق السليم لحشد الطاقات وتوجيه الجهود لمعركة التحرير القادمة إن شاء الله .
  9. إن التاريخ مواقف فينبغي ألا يسجل في صفحات التاريخ الذي نكتبها للأجيال إلا كل ما يشرف بشأن أخطر قضية مقدسة في عمالنا المعاصر .
  10. إننا نري أن الطريق لتحرير فلسطين وسائر بلاد العرب والمسلمين هو طريق الجهاد وكل طرق غيره إنما هي من قبيل الضرب في حديد بارد..

فلتوفر هذه الجهود ولتوجه في هذا الطريق ولقد بشرنا رسول لله صلي الله عليه وسلم بالقضاء على دولة اليهود في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بإسناده عن ابن عمر رضي لله عنه " تقاتلكم يهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر والشجر يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله "

ولقد أصدرت الجماعة بيانا في 28/5/1390هـ الموافق 31 /7/1970 جاء فيه:

" إن الإخوان المسلمين الذين شرد العملاء دعاتهم وحاربوا أبناءهم وعلقوا أبطالهم وعلماءهم على أعواد المشانق يستنكرون القبول بالمبادرة الأمريكية بل المؤامرة الأمريكية الجديد لتصفية قضية فلسطين وهم رغم هذه الضربات المتلاحقة لم يتخلوا عن الجهاد,
وإن الذين يعلنون اليوم قبولهم بالحلول الاستسلامية الذليلة هم صانعو هزيمة الخامس من حزيران وهم الذين أوصلوا الأمة إلى هذه الدرجة من اليأس ليفرضوا عليها الاستسلام في الوقت الذي كانوا يملأون فيه الدنيا ضجيجا بالإعداد والاستعداد لتحرير المعتصب من الأوطان بالقوة لقد تناسوا قرارات مؤتمر الخرطوم التي خطوها بنفس أيديهم الآثمة (لا اعتراف ولا صلح ولا مفاوضة مع إسرائيل)
إن هؤلاء المتآمرين المجرمين سيلقون غضب الله ولعنة التاريخ وسخط الأجيال مهما حاولوا تزوير الحقائق وتبرير الاستسلام .
يا جماهير أمتنا المرابطة: لا خلاص لكم إلا بتحطيم الأصنام من طواغيت الحكم وبخاصة كبيرهم الذي علمهم السحر (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا أتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعنا كبيرا)

الموقف من قرار مجلس الأمن 242 ورقم 338 ومن الحلول السلمية الاستسلامية

إن موقف الجماعة من هذين القرارين ينبثق من حكم الشريعة الإسلامية الناطق بأن فلسطين كلها بلاد إسلامية والسيادة عليها للإسلام ومرفوض شرعا أن تكون السيادة لغير الإسلام عليها أو علي أى جزء منها ولما كان القراران يسلمان بأن الأرض المحتلة قبل 5/6 /1967 أرض يهودية والسيادة عليها لليهود والتفاوض يجري على الأرض التي احتلت بعد 5/6/1967 التي زرعها اليهود بالمستوطنات

ولم يبق إلا سوي 5 % من أرض فلسطين يمكن أن يجري عليها التفاوض فإن الإخوان المسلمين يرفضون هذين القرارين وكل قرار لمجلس الأمن يعطي أى حق لليهود على أرض فلسطين في إقامة دولة لهم عليها , ويرفضون جميع الحلول الاستسلامية ويرون تبني خط الجهاد وطريق الجهاد هو طريق التحرير ..

ولقد صدرت بيانات عن الجماعة تركز على هذا الثابت من ثوابت الجماعة منها ما صدر في 31 /10/1967 جاء فيه:

" إن قضية فلسطين هي قضية إسلامية ويجب استنفار جميع طاقات المسلمين لإنقاذ بيت المقدس وما حوله من أيدي الصهيونية الغاصبة عن طريق حرب إسلامية مقدسة وإعلان الجهاد في سبيل الله ولتكون كلمة الله هي العليا .
إن الحل السلمي مستحيل لأنه مخالف لطبيعة وجود إسرائيل النازية فهي دولة استعمارية معتدية ذات طموح للتوسع والاستيلاء على ثروات هذه البلاد بعد أن تحشد لها جميع يهود الأرض ما بين النيل والفرات إلى المدينة المنورة وهي حدود الدولة الإسرائيلية الكبرى التي تخطط لها .
وإن الإخوان المسلمين كانوا وما زالوا يشجبون الحلول السلمية ويرفضون قرار مجلس الأمن ووساطة يارنغ ولا يرضون بها , ويعلنون اشمئزازهم وسخطهم على المحاولات ويحذرون المسئولين في الدول العربية من الانزلاق والتسبب في مزيد من التفريط في الأوطان والأرواح
كما حدث منهم في سنة 1948 وسنة 1956 وسنة 1967 وليعلموا أن الحساب عسير وأن الرب منتقم جبار وأن التاريخ يذكر للمحسن إحسانه وللمسئ إساءته ولعذاب الآخر أشد وأخزي .
هذا وقد تكرر مثل هذا الكلام في نشرة الصف وفي العدد الصادر في شهر تشرين الأول لسنة 1968 جاء : الحل السلمي أقذر مؤامرة على القضية الفلسطينية ..

وفي العدد رقم 126 الصادرة في 8/10/1968 من الصف جاء ما يلي:

" قبول الحل السلمي وقرار مجلس الأمن طعنة نجلاء لقضية فلسطين وخيانة الله وللتاريخ وللأمة الإسلامية "

الموقف من حرب الخليج

لقد صدرت عن جماعة الإخوان المسلمين بيانات تحدد موقف الجماعة من احتلال العراق للكويت ومن استدعاء القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها لاحتلال الجزيرة العربية لضرب العراق .

ويتلخص موقف الإخوان المسلمين من أحداث الخليج في القضايا التالية:

  1. معارضة احتلال العراق للكويت .
  2. إنكار استدعاء القوات الأمريكية وغيرها للجزيرة العربية.
  3. وجوب إخراج القوات الأمريكية من الجزيرة .
  4. انسحاب العراق من الكويت.
  5. تشكل قوات من العالم العربي الإسلامي محل القوات لأجنبية في الجزيرة العربية .
  6. إعطاء الفرصة للشعب الكويتي لتقرير مصيره واختيار النظام الذي يحكمه .

وشاركت الجماعة في أكثر ن مؤتمر من جهة وبين النظام العراقي ولكن جهود الوفد لم تفلح ووقعت الحرب التي أدت إلى كارثة حلت بالمنطقة كلها وعاد عهد الاستعمار من جديد وبشكل سافر.

وفي 15/1/1991م عقد مملثو الحركات الإسلامية ومنهم إخوان الأردن اجتماعهم الثاني في المنصورة بلاهور في باكستان بدعوة من أمير الجماعة الإسلامية وأصدروا البيان الثاني حول حرب الخليج جاء فيه : قرر المؤتمرون الآتي:

  1. تشديد وطأة الضغوط الإسلامية على الولايات المتحدة وحلفائها حتى تضطر إلى إيقاف هذه الحرب الشريرة وحتى تصان دماء المسلمين وتحفظ ثرواتهم وحتى تطرد القوات الأجنبية من دول الخليج ويفسح المجال لمفاوضات تؤدي إلى انسحاب العراق من الكويت وتعود إلى حل عادل لمشكلات المنطقة في إطار إسلامي خالص .
  2. مطالبة حكومات البلاد العربية والإسلامية المشاركة بقوات في التحالف الأمريكي سحب تلك القوات ومناشدة الشعوب للضغط على حكوماتها سبيل ذلك.
  3. تأكيد الالتزام بالحكم الشرعي الصريح في تحريم الولاء للكافرين باعتبار الحكومات التي تورطت في ذلك فاقدة لكل شرعية وفق قول الله تعالي (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)

ولقد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانات كثيرة حددت موقفها من الوجود الأمريكي والغربي في الجزيرة العربية وطالبت الشعوب بمطاردة المحتلين من أمريكان وغيرهم .

ففي 4 رجب 1410 هـ الموافق 20/1م1991 صدر بين عن الجماعة جاء فيه:

" يا أيتها لأمة المجاهدة في الجزيرة وفي مصر وفي الشام وفي المغرب وفي الهند وفي الباكستان وفي كل أرض من أرض العروبة والإسلام هذا يوم النزال وهذا يوم الثأر وهذا يوم الجهاد هذا يوم الشهادة والشهداء فلتلتهب بلاد الإسلام نارا على أعداء الله ولتشتعل الصدور غيظا وحقدا على أعوان الشيطان من الأمريكان والإنجليز والفرنسيين والطليين والأسبان وليعلموا أن الله يمهل ولا يهمل "

وفي 30 جمادي لآخرة 1411 هـ الموافق 17/ ؟/ 1991 أصدرت الجماعة بيانا بعنوان " يا حكم العرب اطردوا أمريكا من بلادنا الطاهرة .

وجاء في هذا البيان :" إننا نعتقد أن واجب كل مسلم في الأردن كلها أن يقف في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني ولابد ن تقوم الجماهير المؤمنة بضرب القوي الغازية ومصالح أمريكا في كل مكان وندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجه جميع الحكام الذين يقبلون لشعوبهم السير في فلك أمريكا وحلفائها "

الموقف من مؤتمر شرم الشيخ

عقد هذا المؤتمر على إثر العمليات الاستشهادية التي قام بها مجاهدوا حماس والجهاد الإسلامي في وسط تل أبيب وفي عمق الدولة الباغتة الغاصبة لفلسطين هذا الأمر الجلل الذي أربك اليهود وحلفاءهم من الأمريكان والعرب والغرب والشرق فتداعوا لعقد مؤتمر في شرم الشيخ دعا إليه رئيس جمهورية مصر محمد حسني مبارك وتداعت إليه دول الشرق والغرب والعرب بعد أن شجب هؤلاء جميعا العمليات الاستشهادية وعدوها إرهابا وأصحابها إرهابيين وشددوا النكير عليهم وطالبوا بمطاردة لإرهاب في كل مكان .

لقد أصدر الإخوان المسلمون بتاريخ 22 شوال 1416هـ الموافق 12 /3/1996 بيانا بمناسبة انعقاد مؤتمر شرم الشيخ حدد الإخوان موقفهم السياسي من هذا المؤتمر وبينوا فيه أن الدولة التي هرولت لحضور المؤتمر إنما حدث منها هذا لأنه يتعلق بمصلحة الكيان الصهيوني ورغبته وأن المؤتمرين لا يهتمون بالدم العربي الذي يسفك على يد اليهود وهو كثير ويهتمون بقطرات الدم اليهودي الغاصب لأرض فلسطين

وجاء في هذا البيان:

إن عقد هذا المؤتمر في هذا الوقت يرسخ هيمنة دولة العدوان اليهودي الصهيوني على المنطقة التي قامت على الإرهاب والاغتصاب أصلا ويقدم لها الدعم العضوي والمادي باعتبارها طليعة في محاربة الإسلام ومقاومة مشاريع النهوض في الأمة وفي ترسيخ التجزئة والتشرذم ولتوظيف إمكانات الدول العربية في حرب شعوبها وقواها الحية .
الموقف من زيارة الموفد الأمريكي سيسكو للمنطقة بعد مرور ثلاث سنوات على حرب حزيران عام 1967 التي تآمرت فيها أمريكا وروسيا ومهدتا لدولة العدوان اليهودي لاحتلال بقية فلسطين وسيناء من أرض مصر والقنيطرة وقري كثيرة من الجولان السوري أرسلت أمريكا موفدها سنة 1970 لتصفية القضية الفلسطينية .
لقد أصدرت الجماعة بيانا هتكت فيه أستار أمريكا المتآمرة وكشفت عن حقيقة زيارة الموفد الأمريكي ووسيلته في إغراء حكام المنطقة بالرشاوي للموافقة على سياسة أمريكا في المنطقة ..
ودعت الأمة في بيانها الصادر يوم الجمعة 11 صفر 1390 هـ الموافق 17/4/1970 إلى رفض جميع الحلول الاستسلامية التصفوية والتزام خط الجهاد فإنه طريق النص والتحرير والعودة إلى الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة وتوحيد الصفوف .

الموقف من زيارة بوش إلى دول الخليج

بعد أن حملت أمريكا مجلس الأمن الدولي على قرار استخدم القوة مع العراق وغزو قوات الجيش الأمريكي والفرنسي والبريطاني غيرهم المنطقة وانتشارهم في السعودية وقطر والبحرين والإمارات قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة للقوات الأمريكية في المنطقة

واحتفل معها على الأرض المقدسة بالعيد المسمي عندهم بعيد الشكر أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بتاريخ 22/1/1990 بيانا بهذه المناسبة قالوا فيه : لقد بلغت الوقاحة برأس الطغيان الاستعماري بوش أن يحتفل مع جنوده بعيد الشكر على الأرض المقدسة في جزيرة العرب .
إن الإخوان المسلمين يستنكرون دخول هذا العدو الغاصب إلى مهبط الوحي ويستنكرون زيارته لأرض الكنانة قاعدة صلاح الدين قاهر الصليبيين والمظفر قطز قاهر التتار ويستنكرون لقاءه مع رأس النظام السوري في جنيف ويدينون هذه المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي تشارك فيها بعض الأنظمة العربية وينبهون الأمة إلى خطورة هذه الزيارة لما فيها من تكريس للوجود الأجنبي الصليبي فوق ديارنا المقدسة ..
وإن الإخوان المسلمين ليطالبون الخطباء في الأردن أرض الحشد والرباط وفي سائر ديار العروبة والإسلام أن يفضحوا جرائم أمريكا ومؤامراتهم على فلسطين وشعبها وسائر شعوب المنطقة "

بدء النشاط الأمريكي في الأردن

لقد كان مخطط الولايات المتحدة الأمريكية استعمار البلاد الإسلامية والعربية وأن يحل الاستعمار الأمريكي محل الاستعمار الغربي كالبريطاني وغيره القديم الذي كرهته الشعوب وقامت بثورات للتخلص منه .

وفي الأردن ومنذ بداية الخمسينات بدأت أمريكا تنشئ المؤسسات والجمعيات الأمريكية وهدفها المعلن هو مسعدة الأردن ماليا وفنيا كبلد فقير ضغطت الحكومة الأمريكية كما تقول جريد الكفاح الإسلامي الناطقة باسم الإخوان المسلمين على الحكومة الأردنية بالموافقة على وجود النقطة الرابعة فيها وكان الذي يمثل الحكومة الأمريكية السفير الأمريكي في عمان .

ولقد قام الإخوان المسلمون عن طريق صحيفتهم الكفاح الإسلامي بكشف حقيقة النشاط الأمريكي في المنطقة وكشف حقيقة النقطة الرابعة واستمرت ملاحقة هذه الأنشطة الأمريكية وتوعية الشعب الأردني من خطورتها على البلد

ففي العدد الأول وفي الصفحة الأول من صحيفة الكفاح الإسلامي الصادر في العاشر من شهر ذي الحجة عام 1373 هـ الموافق 9/8/1954 جاء تحت عنوان:

(النقطة الرابعة تقدم خرائط ومعلومات عن الأردن لوزارة الحربية الإسرائيلية): ليس جديدا أن نقول إن النقطة الرابعة فرع من قلم المخابرات الأمريكي تقدم معلومات وحقائق وصورا عن الدوائر والمصالح الحكومية والشعبية التي تغلغلت فيه باسم المعونة الأمريكية الفنية ..
ولكن الجديد أن نعلن أن هذه الخرائط التفصيلية التي يضعها قسم المساحة التابع لهذه البعثة الأمريكية الاستعمارية إنما تذهب أولا بأول إلى إسرائيل لتعرف بلادنا مترا مترا وقد درست أحوالها الاقتصادية والجغرافية والبيولوجية دراسة تفصيلية .
وهذا المشروع الاستعماري الجديد أو ما سمي بالنقطة الرابعة كانت تشكل دراسة بالإضافة إلى التجسس وتزويد اليهود بأخبار الأردن حكومة داخل حكومة , أو كما قالت الكفاح الإسلامي دولة داخل الدولة الأردنية تشتري الذمم وتفسد البلد وتفسد المواطنين وكانت بما تملك من مال أمريكي وفير تضغط على دول المنطقة وتهددها بقطع المعونة عنها وجهازها الإداري يتكون من الموظفين اليهود أو الأجانب الذين يوالون السياسية اليهودية ومعظم موظفيها العرب تلاميذ نجباء لهؤلاء اليهود والأجانب الموالين لسياستهم .
انظر الكفاح الإسلامي العدد الثاني الصفحة الثنية (الصادر في يوم الخمس الموافق للعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1373 هـ الموافق 19 /8/1954)

وقد كشفت الكفاح الإسلامي في العدد الثالث الذي عطله الظالمون قبل أن ينتهي من طاعته عن خطورة مدير لنقطة الرابعة الجديد المستر جريجوري الذي كان في إيران ولعب دورا خطيرا في إقصاء الدكتور مصدق عن الحكم كما كان له دور هائل في العراق لتقريب وجهة النظر بين أمريكا والعراق وكشفت دوره في الأردن.

فقالت في العدد المثال الصفحة التاسعة الصادر في 17 ذي الحجة سنة 1373هـ الموافق 26/8/1954:

" لقد بدأ الاستعماري الخبيث في تنفيذ برنامجه الخطر والذي طبقه قبل أن يحضر إلى الأردن في إيران فكبلها بقيود ثقيلة لا قبل لها بحملها فلقد أصبحت النقطة الرابعة بعد لآن دولة داخل دولة بعد قرار مجلس الوزراء بإنشاء مكتب الخدمات الموحدة شرك نصبه مدير النقطة الرابعة وأوقع فيه معالي وزير الاقتصاد وكان الطعم وظيفة براتب مائة دينار لصهر معالي الوزير بطل الاتفاقية الجديدة .
واعتبارا من أول أيلول القادم تنتقل السلطة التي كانت بأيدي الوزراء إلى صهر معالي الوزير ويصبح التعيين والمشتريات وكل أعمال النقطة الرابعة بيد الأمريكيين مع موافقة معالي الوزير الهمام الذي جئ به من مصر ليكون أداة طيعة في يد جريجوري ينفذ بها ما جعبته من مشاريع استعمارية خبيثة "
لقد وفقت الحكومة الأردنية على اتفاقية مع النقطة الرابعة ترتب على هذه الاتفاقية إلحاق تشكيله من الخبراء يساعدهم موظفون عرب في كل دائرة من دوائر الدولة .
وأطلق على هذه التشكيلة: الدائرة التعاونية لتنمية مصادر المياه الحراج الزراعة والمواصلات وبذلك تمكنوا من التغلغل في كل مرافق الدولة .ووافقت الحكومة الأردنية على وجود جمعية أصدقاء الشرق الأوسط الأمريكية في الأردن واتخذت لها مقرا في دبين في قضاء جش وفي غاباتها .
وقد قامت الكفاح الإسلامي جريدة الإخوان المسلمين وفي عددها الأول وفي الصفحة الثانية منها بالتنبيه إلى خطورة هذه الجمعية على أراضي المواطنين وأخلاقهم فقالت عن أعضائها يغررون الفلاحين بتأجير أرضهم لمدة عشر سنوات بأجور غالية ..
ويجمعون جموعا غفيرة من أهالي القري ليشهدوا حفلات راقصة خليعة يتناولون أثناءها المشروبات الروحية وكل ذلك ليتمكنوا من بث سمومهم الاستعمارية بين المسلمين هم على استعداد لإقراض الفلاح الفقير ما يريده من المال على أن يجعل أرضه تحت تصرفهم مما يمكنهم من الاستيلاء عليها حيث لا يتمكن من أداء دينه في المستقبل "

الحلف الأمريكي الأردني

المراقب لتطور الأحداث منذ الخمسينات وحتى يومنا هذا يجد ن نجم بريطانيا أخذ بالأفول في المنطقة وبخاصة في الأردن ويجد في الوقت ذاته أن نجم أمريكا بدأ يسطع وينتشر وتوثقت العلاقات حتى وصلت إلى درجة الصداقة والتحالف وأعلنت أمريكا أن الأردن حليف مهم من خارج حلف التانو وأنها ستدعم الأردن في الجانب العسكري وتزوده بأسلحة متطورة وتمت مناورات عسكرية مشتركة بين الجيش الأردني والجيش الأمريكي على أرض الأردن ..

وقد حددت الجماعة بوضوح موقفها من هذا التحالف فرفضته وحذرت من مغبته وخطورته فأصدرت بيانها في تاريخ 23 رجب 1417 هـ الموافق 4 /12 / 1996 جاء فيه:

إننا من خلال هذه المعطيات ومسيرة الصراع نخلص إلى ن أهداف هذا الإعلان أو الحلف ما يلي:

  1. محاولة لمكافأة الأردن على توقيعه اتفاقيات صلح مع الكيان الصهيوني وتدعيم موقفه النفسي إزاء الصلف والاستهتار اليهودي
  2. إشراك الأردن في أدوار تخدم المشروع الأمريكي اليهودي في المنطقة من خلال استخدام أراضيه وإمكاناته.
  3. ترسيخ التجزئة في الوطن العربي والواقع العربي وشحن العلاقات العربية بالعداء بل ربما إعادة تشطير بعض الأقطار العربية وكذلك دعم الرؤية الصهيونية ومصالحها في المنطقة ..
  4. وإذ يرفض الإخوان المسلمون هذا الحلف فإنهم يؤكدون رفضهم أيضا لكل ما من شأنه المساس بسيادة الوطن العربي وحقوق الأمة أو بالعلاقات الأخوية العربية الإسلامية .