السودان
إعداد: إخوان ويكي بقلم / أ. عبده مصطفى دسوقي
نشأة الدعوةبدأ اتصال الإخوان بأهل السودان عن طريق الشيخ عبد الله حمد التاجر بأم درمان والأبيض، حيث أعجب بالإخوان المسلمين وجريدتهم أثناء تواجده في القاهرة، فزار مكتب الإرشاد العام، وجلس مع الإمام الشهيد حسن البنا في إحدى ليالي شهر أبريل من عام 1936م، وأبدى استعداده لنشر مجلة الإخوان الأسبوعية بين مواطنيه السودانيين، فرحب المكتب باستعداده الجميل، واعتمد حضرته مندوبًا للإخوان بأم درمان". غير أن الدعوة لم تكن بشكل انتمائي كلى للحركة في مصر، غير أن الإخوان كان لهم شعبتان في السودان عام 1937م وكان لهم فيها مندوبان، وإن كان الكلام لم يكن فعليا على أرض الواقع فكانت هناك شعبة الزيداب، ومندوبها الحاج حسن محمد فلاتي، وشعبة الخرطوم ومندوبها محمود عفيفي أفندي مهندس شركة المياه والنور. غير أنه من المعروف أن الدعوة بشكلها المنظم بدأت مع عام 1943م يقول الأستاذ: صادق عبد الله عبد الماجد تعرفنا على الامام البنا عام 1943م حيث دعينا في مدينة حلوان لحضور محاضرة للإمام الشهيد حسن البنا وتحدث الرجل حديثاً طيباً ، ملك على الناس القلوب ونحن في تلك السن وتحت تأثير ذلك التيار الذي أنطلق من ذلك الشيخ ، وقفت أسأل الرجل وأحدثه عن أهلنا المحرومين في السودان عن مثل ما سمعنا منه وما رأينا فيه، وفي حماس الشباب وقتذاك ناشدت الرجل بأن يمتد بقلبه إلى السودان، وأسرها الرجل في نفسه بعد أن أطلقت نفسه شرارة التحرك ومد الجسور لهذه الدعوة مع السودان. وفي عام 1944م أوفد الإمام البنا وفدا فيه الطالب السوداني جمال الدين السنهوري بكلية الحقوق، الذي طاف بعدة مدن يدعو ويبشر باسم الإخوان المسلمين شارحاً معاني أول دعوة تجديدية في تاريخنا المعاصر. ثم أرسل الإخوان الأستاذين صلاح عبد الحافظ وجمال الدين السنهوري ما بين عامي 1944م-1945م لنشر دعوة الإخوان المسلمين، حيث خطبا في نادي الخريجين، ودعوا لفكرة الإخوان المسلمين، وحسب رواية علي طالب الله فإن الفكرة -في تلك الفترة المبكرة- وجدت حماسًا وقبولاً شديدين، مما أدى إلى تكوين أول لجنة للإخوان المسلمين برئاسة إبراهيم المفتي، وبدوي مصطفي كنائب للرئيس، وعلي طالب الله سكرتيرًا، ومحمد إسماعيل الأزهري -عم إسماعيل الأزهري- وآخرين، وذلك حسب قول حسن مكي ولقد كانت عودة الأستاذ صلاح عبدالحافظ إلى مصر في 23 نوفمبر 1945م. وبعد عامين – خاصة في أكتوبر عام 1946م- أرسل الإمام البنا إلى السودان وفداً عالي المستوى برئاسة السكرتير العام للإخوان المسلمين عبد الحكيم عابدين، حيث تكونت أول هيئة فعالة للإخوان المسلمين برئاسة عوض عمر الإمام، إمام مسجد أم درمان الكبير، وعبد الفتاح جلي، ومحمد عبد الراضي زقالي -الذي أصبح مسئولاً عن توزيع الجرائد والمنشورات القادمة من مصر، وأخذت هذه الجماعة تجتمع كل مساء جمعة كجمعية دينية، إلا أن دورة اجتماعاتهم كانت تمثل تحركًا عمليًّا غير مسبوق في سبيل انتقال دعوة الإخوان إلى السودان، إلا أن غياب الفكر التنظيمي السليم أدى إلى ضياع مجهودات كثيرة في سبيل انتشار الدعوة. وخلال تلك الفترة تم اتصال بين الإمام البنا والأستاذ على طالب الله ودارت بينهما مكاتبات كون على أثرها الأستاذ طالب الله أول أسرة للإخوان مستوحياً برنامجه إلى حد ما من منهج الإخوان في مصر. وفي عودة بعض الطلاب السودانيين الإخوان في عطلاتهم إلى السودان مجال لبث الدعوة والحديث حولها مما مهد أرضية طيبة في إطار محدد حيث يتواجدون. ويقول الشيخ ياسر عثمان جاد الله : لقد أوكل إلى الشيخ الأستاذ على طالب الله قيادة هذه المجموعة والعمل عبر مكونات الشعب السوداني الدينية والاجتماعية لبناء جماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل تم في عام 1945م العمل باسم جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الشيخ على طالب الله ومركزها في أم درمان، وركزت على التجمعات الدينية الصوفية التي تشكل خارطة العمل الإسلامي بالسودان في تلك الحقبة. وفي نفس هذه الفترة في نهاية الأربعينيات تكونت في مدرسة حنتوب الثانوية حركة من الطلاب أسموها (حركة التحرير الإسلامي) على رأسها الأستاذ بابكر كرار وظن الطلاب بعد انتقالها للخرطوم أنها جزء من حركة الإخوان وهى غير كذلك. وبعد أن حلت جماعة الإخوان في مصر عام 1948م هاجر عدد كبير من الإخوان المصريين إلى السودان من مختلف التخصصات، وأسهم ذلك في تركيز الجهود لبناء حركة إخوانية شاملة لكل قطاعات لكل قطاعات المجتمع، وأدى ذلك إلى أول تميز تنظيمي قياده رموز حركة التحرير الإسلامي بقيادة بابكر كرار وميرغني النصري، وتسمت تلك المجموعة باسم الحزب الاشتراكي الإسلامي، وذلك حفاظا على استقلاليتها عن جماعة الإخوان المسلمين. وفي أطار عملية الدمج بين الحركتين : الحركة الإخوانية الشعبية، والحركة الإخوانية الطلابية، ليكونا حركة الإخوان المسلمين، وقع أول خلاف حول اسم الحركة وتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والقيادة المناسبة لذلك العمل الكبير، والتحديات الكبيرة التي تقف أمامه، وقد حسم هذا الخلاف في مؤتمر الجماعة الأول في العام 1954م، والذي اعتبر أن اسم الحركة هو الإخوان المسلمين، واعتبرها امتدادا للحركة الإخوانية في مصر مع الاستقلال التنظيمي كتنظيم قطري. ويقول الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد : أن حركة التحرير الإسلامي لم يمتد بها العمر في علاقتها بالإخوان المسلمين لأكثر من نحو ثلاث سنوات حين حسم الأمر في موضوع الاسم في مؤتمر عقد عام 1954م بنادي أم درمان الثقافي واختار المؤتمر اسم الإخوان المسلمين عنواناً للجماعة وانسحب بعض الأفراد ليظلوا على اسم حركة التحرير الإسلامي بقيادة المرحوم بابكر كرار وميرغنى النصرى وأحمد عبد الحميد والدرديرى إبراهيم وأحمد الطيب حرحوف وآخرين حيث تحولت إلى الحزب الاشتراكي الإسلامي ثم إلى الجماعة الإسلامية. ويقول الدكتور يوسف حسن سعيد (أحد مؤسسي الحركة الاسلامية في السودان: في أغسطس 1951 التقينا في منزل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، وكنا بابكر كرار، ومحمد يوسف، وأحمد محمد بابكر، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وميرغني النصري، بالإضافة إلى شيخ صادق عبد الله عبد الماجد وشخصي، وتناقشنا في اجتماع السبع ساعات من المغرب إلى ما بعد منتصف الليل حول مختلف القضايا، لم نخلص في هذا الاجتماع إلى اتفاق، وبعدها بابكر كرار انسحب منا بحجة الاهتمام بالأكاديميات لمدة عامين تقريبا. في هذه الفترة نظمنا أنفسنا وأنشأنا مكتبتين في كل من عطبرة ومدني، وأنشأنا نادي ابن الفلاح في عطبرة، وكونا شعبا في بحري وأم درمان، وكنت أرى أن ندخل في نشاط العمال والمرأة، وكنت قمت بتجنيد الأخت فاطمة طالب، وقام بابكر كرار بتجنيد سعاد الفاتح البدوي. ويضيف: في اجتماع تم في العام 1953 التقى بعض الإخوة بقيادة بابكر كرار وقرروا فصلي أنا والأخ أحمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي، وكنت حينها في السنة النهائية بكلية الزراعة، وجاءني في الكلية ياسين عمر الإمام، وعثمان جاد الله وطلبوا مني كتابة مذكرة ضد هذا الفصل، وكانت الأغلبية ضد هذا الفصل، ونظمنا اجتماعا بالميدان الغربي بجامعة الخرطوم وكان اجتماعا كبيرا حضره كل من عبد الله زكريا، والترابي، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وأحمد محمد بابكر، ولم يحضر بابكر كرار، لكن عبد الله زكريا كان يدافع بشدة عن بابكر كرار، وتحدثت في هذا الاجتماع عن تاريخ الحركة وأنها كانت سرية في عهدها الأول لكنها الأول بضاعتكم ردت إليكم، وأعلنت أني منذ هذا الاجتماع خارج الحركة. بعدها تكونت لجان للمصالحة مع بابكر كرار برئاسة محمد خير عبد القادر وعضوية الرشيد الطاهر، وبابكر كرار لم يكن لديه مانع من التراجع عن قراره بفصلنا، الأخ أحمد محمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي قبلوا بالرجوع للحركة، لكني رفضت تماما. ويقول الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد: تغير اسم المنظمة في عهده أكثر من مرة بسبب تعرض حركات الاخوان المسلمين حول العالم إلى الهجوم والقمع من الأنظمة و للابتعاد عن المشاكل ، و هذه هي مراحل تغير الاسم : أدخل النص غير المنسق هنا الحزب الإشتراكى الإسلامي 1949 - 1954هو مجهود طلابى بحت (طلاب جامعة الخرطوم بابكر كرار وميرغنى النصرى وغيرهم) قام نتيجة لردة فعل ضد موجة الشيوعية والإلحاد بالجامعة و لم يكن لهم ارتباط مباشر بجماعة الإخوان المسلمين ولكنهم تأثرو بالكتيبات والمجلات الصادرة إليهم من مصر .. نص عنوان رئيسيالإخوان المسلمين 1954 - 1964كان اختيار الإسم بعد المؤتمر الأول واختيار المراقب العام الأول الأستاذ محمد الخير عبد القادر . جبهة الميثاق الاسلامي 1964 - 1969جبهة الميثاق الإسلامي هو تحالف إسلامي بين الإخوان المسلمين والسلفيين والطريقة التجانية الصوفية، وتكون هذا التحالف لخوض انتخابات 1964 ، هذا التحالف لم يلغ اسم الإخوان المسلمين بل كانوا جزءا منه وكان يقود المكتب التنفيذى حينها الشهيد محمد صالح عمر وزير الثروة الحيوانية.
جبهة الميثاق الإسلامي أو الإخوان 1969 - 1979فى العام 1969 تم انتخاب د. الترابى أمينا عاما لجماعة الإخوان المسلمين .. وخرجت قلة من الجماعة رافضة هذا الإنتخاب منهم الشهيد محمد صالح عمر و الشيخ والمجاهد محمد مدني سبال و الشيخ جعفر الشيخ إدريس و الشيخ برات الذى كان يكفر د. الترابى!!! ويدعو الناس لعدم الصلاة خلفه والشيخ علي جاويش .. (لم يكن الشيخ صادق معهم) ..كانو بعد ذلك النواة لجماعة الإخوان الحالية بعد انضم إليهم الشيخ صادق ود. الحبر فى العام 1979 .. فقد أجل إنقلاب الرئيس النميرى 25/5/1969 بمساعدة الشيوعيين والقوميين العرب إعلان الانشقاق الثانى فى الجماعة . بعد محاولة عسكرية انقلابية قام بها العميد محمد نور سعد 1976 مسنودا من ليبيا (غزو مسلح) وكان الغزاة الذين تدربوا عسكريا في ليبيا من أعضاء التنظيمات الكبرى في السودان (حزب الأمة (السيد الصادق المهدي)/ الحزب الاتحادي الديموقراطي (السيد محمد عثمان الميرغني) / والإخوان المسلمون (الترابي) استشعر الرئيس نميري خطورة تلك الأحزاب فعقد في السنة التالية ما عرف باسم المصالحة الوطنية فدخلت هذه الأحزاب معه الحكم 7/7/1977، وقام الترابي ـ وقتها ـ بحل تنظيم الإخوان المسلمين (صوريا) (لأن الرئيس نميري لم يكن يعترف بالأحزاب). عنوان وصلة الجبهة الاسلامية القومية 1986 - 1989شكل الدكتور حسن عبد الله الترابي الجبهة الاسلامية القومية: (لم يكن كثير من الناس يفرقون فعليا بين الأخوان المسملين وبين حسن الترابي وفريقه لإن حسن الترابي كان المراقب العام لفترة مهمة وكان أغلب تنظيم الجبهة فعليا من الأخوان المسلمين) الترابي أصبح الأمين العام للجبهة لتصبح حزباً اسلامياً عصرياً، وظل الإخوان المسلمون تنظيم الحبر يوسف نور الدايم (هكذا كان يميزهم الناس) يحملون اسمهم بعيدا عن الجبهة، وخاضوا باسم (الأخوان المسلمون) انتخابات 1986 (ولم يفز منهم أحد).. بجانب الأحزاب الأخرى بما فيها الجبهة الإسلامية القومية. الجبهة التي أسسها الترابي 1986 دعمت حق المرأة في التصويت و الترشح ، و كانت أهداف الترابي الرئيسية هي أسلمة المجتمع و تأسيس حكم الشريعة الإسلامية في السودان . (الجبهة الإسلامية) اخترقت البرلمان و الحكومة و الجيش و المنظمات المحلية و الاقليمية و منظمات رعاية المرأة و الشباب . وقد قامت أيضاً بإنشاء منظمات الرعاية الخاصة بهم مثل شباب البناء و رائدات النهضة ، كما أقاموا الحملات التعليمية لأسلمة المجتمع من خلال الدولة. و في نفس الوقت قاموا بالسيطرة على مؤسسات إسلامية خيرية من أجل الترويج لأفكارهم و التي أدت لنشر أفكارهم في المجتمع (فقد استفادوا من مشاركتهم للرئيس النميرى 1979 حتى 1985 فى التمكين الإقتصادى والإجتماعى ). كما أخذت الجبهة الإسلامية، المنفصلة عن الإخوان المسلمين مواقع الإدارة في البنوك الإسلامية الناشئة في السودان و أصبحوا موظفين وإداريين فيها وأصبحت الممول الأساسي لمشاريعهم ليصبحوا قوة أثرت على سياسة و قانون و دولة و مجتمع السودان .. ففازت 51 مقعد فى البرلمان السوداني وحلت فى المركز الثالث بعد حزبى الأمة والاتحادى الديمقراطى ولكن د. الترابى لم يفز فى هذه المرة أيضا!!!! . أما (الإخوان المسلمون) فقد حدث انشقاق آخر في صفوفهم في العام 1991 حيث تم انتخاب الشيخ سليمان أبو نارو رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الكثير ظلوا مع قيادات الإخوان التقليدية(صادق عبد الله عبد الماجد)؛ الذي أيدته أيضا الجماعة العالمية والمرشد العام؛ بعد أكثر من 10 سنوات قامت جماعة أبو نارو بحل نفسها وتغيير اسمها إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة. حل الترابى الجبهة الاسلامية القومية بعد انقلاب 1989 ..ليتسنى له الانفراد الكامل بالسلطة .. ولكن تبين له بعد ذلك الخطأ الفادح الذى قام به .. خاصة فى المعركة التى قادها ضد الرئيس البشير فى العام 1999 . حزب المؤتمر الوطني الحاكم: 1994 - حتى الآنعندما كانت الأوضاع السياسية مضطربة في السودان استطاعت الجبهة الإسلامية، المنفصلة عن الإخوان المسلمين، بقيادة عمر حسن البشير السيطرة على مقاليد الحكم في السودان في ثورة الإنقاذ التي جاءت بإسلاميين للحكم و من ثم تحول الاسم من الجبهة الإسلاميةإلى حزب المؤتمر الوطني الذي أعتبر وعاءً يضم جميع الطوائف والأديان السودانية ،لكن تنازل الاسلاميون الحاكمون من المؤتمر الوطني عن كثير من طموحاتهم بعد اتفاقية نيفاشا للسلام (2005 ) التي ألغت حكم الشريعة في الجنوب و سمحت بالتعاملات الربوية هناك. قيادات الإخوان في السودان
|