كتائب الإخوان
كتائب الإخوان
سافر القائد أحمد عبد العزيز إلى القاهرة، والتقى بالمرشد العام الأستاذ حسن البنا يوم 20من يونيو، وفي تلك الفترة دخلت فلسطين كتيبة من الإخوان المسلمين السوريين يقودها الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان في سوريا، وكتيبة من الإخوان العراقيين يقودها الشيخ محمد محمود الصواف مراقب الإخوان في العراق وكتيبة ثالثة من الإخوان الأردنيين يقودها الأستاذ عبد اللطيف أبو قورة مراقب الإخوان في الأردن، وكتيبتان مصريتان حيث وزعت هذه القوات على مواقع كثيرة في فلسطين.
وفي يوم 23من يونيو حضر اليوزباشي معروف الحضري من القاهرة بعد شفائه من إصابته في دير البلح، وكلفه القائد أحمد عبد العزيز باحتلال مواقع أمامية في مواجهة اليهود ومنها احتلال تبة "مار إلياس" وبالفعل تم الاستيلاء على التبة وتقدم معروف الحضري بثلاث فصائل لاحتلال ثلاثة مواقع أمامية أخرى، وبذلك أصبحت خطوطنا كلها متصلة، بعضها ببعض كالتالي.
قطاع صور باهر من الناحية الشرقية ويمتد من الوادي الفاصل بين جبل المكبر وقرية صور باهر، حتى أول الوادي الفاصل بينها وبين تبة "مار إلياس".
قطاع "مار إلياس" وهو أطول القطاعات، ويمتد من الوادي الفاصل لصور باهر، ثم أعلى التبة جنوبًا ثم يتجه شمالا إلى الأمام في أرض منخفضة، مزروعة بأشجار الزيتون إلى مسافة ألف وخمسمائة متر في مواجهة كامب "العالمين" ثم بيت صفافا، الذي به الإخوة السودانيون، ثم السرفات عرباوية، للإخوة الليبيين، ثم تبة اليمن، ثم قطاع كرمزان، وبدأن في حفر الخنادق وعمل الدشم من أكياس الرمل، ومن حسن الحظ أننا وجدنا آثارًا لخنادق قديمة من أيام الدولة العثمانية حول تبة مار إلياس فاستفدنا منها. اتخذ اليوزباشي معروف الحضري مقرًا له بدار إلياس، وبدأنا في زرع الألغام حول المواقع التي نتحصن فيها على امتداد الخط الفاصل بيننا وبين المستعمرات اليهودية، وفي تلك الفترة قام اليهود باغتيال "برنادوت" الوسيط الدولي من قِبَل الأمم المتحدة، والذي قرر مبدأ الهدنة، التي كانت في مصلحة اليهود تمامًا وضد مصلحتنا تمامًا.. ولم تتحرك أي دولة، ولا حتى دولة السويد التي ينتمي إليها "برنادوت" للوقوف في وجه هذه العصابات اليهودية.
وفي بيت لحم وما يجاورها كانت قوات من غير الإخوان المسلمين موجودة هناك، وكانت الخمور تباع في هذه المنطقة بشكل عادي إلا أن جنود وقيادات المتطوعين بذلوا جهدًا طيبًا في سبيل منع بيع هذه الخمور مما ترك أثرًا حسنًا في نفوس الأهالي، فقد كنا نحارب من أجل الدفاع عن بلاد المسلمين وأيضًا من أجل التزام المسلمين بأحكام الشرع الحنيف.
حاولت قوات الجيش المصري النظامية استرداد "العصلوج" بتمهيد من المدفعية وسلاح الطيران دون جدوى، واتصلت بالقائد أحمد عبد العزيز، الذي طلب من اليوزباشي محمود عبده القيام بهذه المهمة، وكلف الأخ محمود عبده الأخ يحيى عبد الحليم باختيار فصيلة من عشرين مقاتلا ووضع خطة لاسترداد "العصلوج" وفي 18يوليو ذهبت هذه القوة، وسجلت بطولات رائعة، واستردت "العصلوج" وحققت نصرًا كبيرًا، وأترك التفاصيل يحكيها قائد العملية الأخ يحيى عبد الحليم وهو من إخوان حي السيدة زينب بالقاهرة، في كتابه "سلسلة الله أكبر – بطولات إسلامية معاصرة".
كان من الممكن صنع الكثير من الأسلحة والطلقات الخاصة بها مثل رشاش الأستين، ومورتور 2 والقنابل اليدوية بالإضافة إلى الألغام المحشوة بقطع من الشظايا، وهذه كلها تصلح للهجوم والعمليات السريعة، وللأسف كانت الحكومات العربية تجري لاهثة وراء الدول الأوروبية بحثًا عن السلاح، دون جدوى، لأن الدول الغربية كانت تؤيد اليهود، وتريد إقامة الدولة الصهيونية لتكون شوكة في قلب الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي كانت تمدهم بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية المتطورة، وتمنعها عن الدول العربية، لقد كان في إمكان الدول العربية والإسلامية حصار اليهود والخلاص منهم لو أنهم اعتمدوا على الله أولا، ثم على أنفسهم، ونبذوا الخلافات ووحدوا الصفوف وجعلوا الإيمان سلاحهم الأساسي..