الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإخوان المسلمون .. وإعلان الدولة الفلسطينية»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
<center>'''[[الإخوان المسلمون]] .. وإعلان الدولة | <center>'''[[الإخوان المسلمون]] .. وإعلان الدولة ال[[فلسطين]]ية'''</center> | ||
مراجعة ٠٦:٣٦، ١ مايو ٢٠١١
بقلم المرشد العام الرابع للإخوان المسلمين / الأستاذ محمد حامد أبوالنصر ..
الموقف الذي اتخذه الإخوان المسلمون من إعلان الدولة الفلسطينية نابع من مفهومهم للقضية الفلسطينية وتعاملهم على مدى يقرب من الستين عامًا وهو موقف مبدئي ينطلق من رؤية إسلامية وجدت في شرع الله – عن إيمان عميق ويقين راسخ وفهم واضح – النهج والسبيل والضوابط والأصول فكانت معالم الطريق واضحة ودلائل صحة النتائج والغايات لا لبس فيها ولا غموض.
وقد التزم الإخوان المسلمون بالنهج ومضوا على الدرب ما جادوا وما بدلوا فالنهج رباني ومن حاد عنه ضل وغوى والدرب قد حدده النهج ومن مضى عليه على غيره تخبط وهوى.
•ففي الانتفاضة التي اجتاحت فلسطين سنة 1936وبعد نشأة جماعة الإخوان المسلمين بسنوات قلائل كان من بين أبناء الجماعة من دخل فلسطين مجاهدًا لينضم إلى مجاهديها بسلاحه مشاركًا في القتال ضد اليهود والإنجليز.
•وفي 1948 نادى الإخوان بالجهاد سبيلا، وحشدوا كل الطاقات والإمكانات وباعوا النفس والنفيس لنصرة القضية وطافوا أرجاء مصر يجمعون السلاح والمال والدعم لفلسطين العربية الإسلامية.. وباع الفلاحون من أعضاء الجماعة ما يملكون من ماشية ليحصلوا على السلاح يواجهون به قوى الظلم والشر على أرض فلسطين وروت دماء الإخوان المسلمين أرض فلسطين وصمدت كتائبهم يوم تقاعس الآخرون مدبرين أو متآمرين أو مشاركين في المؤامرات.
•وطوال محنة الإخوان المسلمين إبان العهد الناصري والتي امتدت من 1952 حتى 1974 والتي جاءت نتيجة تمسكهم بالنهج ومضيهم على الدرب وإصرارهم على الهدف والغاية وظل الإخوان يتابعون مسار القضية ويناصرونها قدر طاقاتهم وظروف محنتهم ففي نكبة 1967 التي جرها عبدالناصر وحافظ الأسد على العرب والمسلمين والإخوان خلف جدران السجون أعلنوا استعدادهم للخروج من غياهب السجون إلى ساحات القتال رافعين السلاح منادين بأسلمة القضية وتصحيح الوجهة والتوجه وهو موقف اتخذوه من قبل في 1956 يوم أن وصل يهود إلى قنال السويس وضرب الإنجليز والفرنسيون مطارات ومدن مصر.
•وحين بدأت توجيهات السادات نحو صلح مع يهود فيه الاعتراف بكيانهم الغاصب الدخيل على أرضنا وعلى حساب دمائنا وأعراضنا كان الإخوان المسلمون أول من رفع الصوت معارضًا معترضًا فاضحًا النوايا والمقاصد مؤكدًا أنه ليس إلا درب الضلال والضياع والخسران.
•ومع كل خطوة خطاه أبناء فلسطين على درب العمل المسلح وإشعال الأرض نارًا تحت أقدام الغزاة أعلن الإخوان تأييدهم للعمل المسلح ومناصرتهم للمجاهدين واستعدادهم للمساهمة بكل ما يملكون.
•وعند كل محاولة من بعض الجهات على الساحة العربية لاستغلال العمل الفلسطيني أو سلبه إرادته واستقلالية رأيه وتمزيق صفه والانحراف بهويته أعلن الإخوان المسلمون استنكارهم لكل من هذه المحاولات وفضحهم لها داعين القيادات الفلسطينية لإنكار الذات وتغليب العام على الخاص والمضي على درب الإسلام في إعراض عن محاولات الإغراء والتضليل.
•وحين رفعت الشعارات المستوردة على ساحة العمل الفلسطيني وتعددت توجهات على الساحة نحو موسكو ونحو واشنطن ونحو الأسد وغير الأسد وجه الإخوان النصح والتحذير من عواقب الأمور لا تحقق للقضية غير الخسارة ولا تلحق بالشعب الفلسطيني العربي المسلم غير الضرر وتنحرف بالقضية عن المسار وتنحرف بها عن تحقيق الأهداف الصحيحة والغايات المأمولة.
المفهوم .. والأصول
• إن مفهوم الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية ولكل قضايا العالم الإسلامي مفهوم له مرتكزاته وأصوله.. والضوابط والأصول من شرع الله عز وجل وإن كان ثمة اجتهاد ففي السبل والوسائل مع وجوب اتفاقها مع الغايات وتحقيقها للأهداف.
• فالقضية الفلسطينية قضية إسلامية كما جاء في بيان الإخوان المسلمين بعد إعلان الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وليست قضية شعب أو قوم.. إنها قضية كل المسلمين تحشد لها كل الإمكانات والطاقات وكل الجيوش والمسلحين وليس من حق أناس أن يزعموا أن لهم حق القرار في إجازة تنازلات أو تفريط في أرض أو ديار أو عقد للصفقات.
• وإن احتلال شبر من أرض المسلمين يوجب على كل المسلمين الجهاد لتحريره واسترداده وفلسطين ليست بشبر أو أشبار ولكنها دولة تقع من العالم الإسلامي موقع القلب وتفصل شرقه عن غربه ويهدد وجود عدو فيها أو على شبر من أرضها كافة الديار الإسلامية – وعلى مدى تاريخ فلسطين الحافل الطويل لم تسقط فلسطين في أيدي عدو إلا حين نحيت رايات الإسلام من فوقها – كما لم تُسْترد فلسطين من عدو تتري أو صليبي إلا حين حشدت لها الجيوش تحمل المدافع والسيوف في الأيدي والمصاحف في قلوبها تحرك الجوارح وتشحذ الهمم وتصحح المسار وترتفع بالهامات فوق ساحة المساومات أو التنازلات وهي تهتف.. إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.. و(إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)[ سورة التوبة الآية 111].
• وأسلمة القضية تعني أن التفريط في شبر أو التنازل عن شبر من الأرض خيانة والرضا بكيان دخيل يقاسمنا أرضنا هو أفدح من الخيانة والبحث عن شعارات غير شعارات الإسلام تتحرك تحتها في مواجهة عدو يحتل أرضنا وانتهك وينتهك وسفك ويسفك دماءنا – أو البحث عن مسارات أو دروب كمسار المؤتمر الدولي ومظلته أو التسكع في دهاليز الهيئات الدولية ننتظر الفتات أو شحذ الأقلام تدبج بيانات الاستنكار والشجب والاحتجاج – لا يعدو هذا وذاك الفرار من المعارك والإعراض عن المواجهة وتولية الأدبار في غير زحف.
الخيار العسكري وقاموس التحرير
• إن المفهوم الإسلامي للقضية لا ينحِّي الخيار العسكري بل يرتكز عليه، ولا يقبل بالغاصب الدخيل شريكًا في الأرض أو الديار ولا يتنازل عن الثأر للدم المسفوك والعرض المنتهك ويركز على وحدة الصف تحت راية واحدة وهو ما ركز عليه بيان الإخوان المسلمين عقب إعلان الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة.
فالقضية إسلامية.. والمسار يجب أن يكون إسلاميًا.. فهو المسار الوحيد الذي يؤدي إلى الحرية والعزة.. والسلام والعدل والإنصاف.. مضى عليه خالد وأبو عبيدة.. وقطز وبيبرس والقسام وكل الذين رفعوا راية الحق على الأرض الطاهرة أعلن ملامحه صلاح الدين وهو يحشد جنده لتحرير القدس وفلسطين بالأمس:
"اعلموا أنكم جند الإسلام اليوم ومنعته، وأنكم تعلمون أن دماء المسلمين وأموالهم وذراريهم بكم معلقة والله سائلكم عنهم يوم القيامة، إن هذا العدو ليس من المسلمين من يلقاه من العباد غيركم فإن توليتم والعياذ بالله طوى البلاد وأهلك العباد وأخذ الأموال والأطفال والنساء وعُبد الصليب في المساجد وعزل القرآن عنها والصلاة.
وكان ذلك كله في حسابكم فأنتم الذين تصديتم لهذا كله.. وأكلتم مال المسلمين لتدفعوا عنهم عدوهم.. وتنصروا ضعيفهم..
فالمسلمون في كافة البلاد متعلقون بكم.
المصدر : مجلة لواء الإسلام السنة التاسعة العدد43، جماد أول 1409هـ / 11/12/1988م.