هند شلبي
مقدمة
ما زالت قضية حجاب المرأة تثير جدلا في كل مكان، وما زالت الطغمة العلمانية تعمل بكل جهد على محاولة طمس هوية الحجاب ونقله من كونه فريضة ربانية إلى عادة جاهلية كان قبل الإسلام، متناسين أنه كان فريضة في كل الأديان السابقة.
لا تزال قضايا المرأة تشغل هؤلاء لادراكهم أن معول هدم الأسر المسلمة يأتي من المرأة فكما قال أحد أعداء الإسلام (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوها، أي أمة محمد أغرقوها في حب المادة والشهوات).
لقد ابتليت الأمة الإسلامية في القرن الحديث بالضعف والذل والمهانة وأصبحت أراضيها مستباحة للقوى الغربية التي اجتاحتها ولم ترع فيها إلا ولا ذمة في محاولة مستهدفة الدين والثروة والأرض.
لم يأت المستعمر رحمة للدول الإسلامية، ولكن كان يهدف لطمس هويته الإسلامية ونهب خيراته وثرواته، ونشر الجهل بين ابناءه، وتحرير المرأة من سلطان الدين حتى تكون معول هدم لهذه الأمة، مستعينين في ذلك على بعض من تلقوا تعليمهم على أيدي الغرب، وكثير منهم خان دينه ووطنه من أجل جاه وعد به
واستمر الوضع بعد خروج المستعمر حيث عهد بالأمر إلى رجالا أعدوا جيدا لتولى الحكم والضرب بيدي من حديد على كل من يحاول إحياء الشعائر الدينية، فكان كثر في البلاد العربية خاصة والإسلامية عامة ومنهم الحبيب بورقيبه في تونس، الذي قاد تحرير البلاد إلا أنه أوقع البلاد في قبضة المستعمر وسياسته دون أن يتكبد المستعمر الغربي أي عناء.
لا ندري سببا حقيقا وراء النفسية التي كان يعيش بها هؤلاء الزعماء، وما أسباب عدائهم لدينهم ودين شعوبهم؟ وهل لرغبتهم في المكوث في السلطة طول حياتهم بل وتوريثها لأبنائهم وأبناء أبنائهم يكن دافعا قويا لمحاربة الدين والشعب معا؟ أم أنهم كان لديهم خوف ذو اتجاهين، خوف من أن الإسلام لا يرضى له الحكم المستبد، وخوف من أن يغدر به الغرب بقوتهم فيصيحوا به ولذا أصبح صنيعة في أيديهم.
الخلاصة: أن الغرب يحارب الدين الإسلامي بأيدي زعماء عربية وإسلامية صنعها ويدعمها ليس حبا فيها لكن لأنها أداة طيعة في يديه يشكلها ويؤمرها بما يشاء وما عليها إلا التنفيذ حتى ولو أعلن صريح الكفر وحارب شريعة الإسلام وقتل الشعب.
لكن سيظل يخرج من أصلاب هذه الأمة من يحيي تعاليم دينه في نفسه ومن حوله حتى يصبح شامة ينثر ثباته وتمسكه بدينه وتعاليمه لتصل للناس جميعا فينهار على صخرتها صراخ وعويل كل من حارب الدين، وهند شلبي كانت واحدة من هؤلاء الذين اعتزوا بدينهم وتعاليمه.
حياتها
في بيت عُرف بالصلاح والتمسك بشرائع الإسلام ولدت ونشئت هند شلبي أواخر الأربعينيات، فهي ابنه العالم الجليل الشيخ أحمد شلبي أحد مدرسي الزيتونة.
حفظت القرآن الكريم في سن مبكر على يد الشيخ محمد الدلاعي برواية قالون عن نافع، وهي من أوائل التونسيات اللاتي نلن تحصيلا علميا في جامعة الزيتونة، حيث درست على يد كل من الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وأحمد بن ميلاد وعلي الشابي ومحمد الحبيب بلخوجة والعربي العنابي ومحمد الشاذلي النيفر وأحمد مهدي النيفر وعبد العزيز بن جعفر وبلقاسم بن خضر ومحمد الحبيب بلخوجة والحبيب المستاوي وغيرهم.
فجمعت في تعليمها بين العلوم العصرية المدرسية التي بلغت فيها منتهاها في اختصاصاتها الاجتماعية والانسانية وابت إلا أن تزاوج بينها وبين الثقافة العربية الإسلامية الاصيلة التي تلقت مبادئها الاولية والاساسية على أيدي شيوخها، حتى حصلت على الإجازة في أصول الدين عام 1968، وارتقت في درجاتها العلمية لتنال الدكتوراه، ثم عُينت أستاذة وباحثة في علوم القرآن عام 1981 في الجامعة ذاتها إلى أن تقاعدت.
وجاء في صفحة جامعة الزيتونة بتونس:
- وكان الاقبال على الدراسة في الكلية الزيتونية في تلك الفترة (الستينات والسبعينات من القرن الماضي) اختياريا وتلقائيا وكان القليل القليل جدا من يختار ذلك لعوامل عديدة مما لا يتسع المجال لذكرها لعل اهمها انسداد الآفاق إمام خريجي الكلية الزيتونية
- فكان الاقبال على الدراسة فيها قليلا وقد جعلها فضيلة الشيخ العميد محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله مسائية تبدا في الساعة الرابعة بعد الظهر لتمتد إلى الساعة الثامنة مساء كل يوم إلا يوم الجمعة لتستانف يوم السبت مساء وصبيحة يوم الاحد من الثامنة صباحا إلى منتصف النهار كل ذلك ليتمكن الموظفون سواء من العاصمة واحوازها أو من مختلف جهات الجمهورية من الحضور
- وكان طلبة الكلية في تلك الفترة من صنف الموظفين من حملة شهادة التحصيل وكذلك شهادة الترشيح الذين لم تمكنهم إلا الكلية الزيتونية من مواصلة تعليمهم العالي حيث تخرجوا منها بارفع الدرجات من الاجازة إلى شهادة البحث المعمق إلى الدكتوراه بنوعيها (دكتوراه المرحلة الثالثة ودكتوراه الدولة)
- والاستاذة الدكتورة هند شلبي هي من صنف الطلبة المتفرغين الذين لم يجذبهم إلى الكلية الرغبة في تحسين وضعيتهم الادارية (وذلك سبب مشروع) ولكنها التحقت بالكلية الزيتونية لمزيد التحصيل للعلوم الشرعية والتلقي عن البقية الباقية من شيوخ الزيتونة وعلمائها الاعلام الذين يمتد بهم السند إلى القرون الخوالي.
اهتمت بالبحث العلمي والتحصيل الأكاديمي واختارت الابتعاد عن الأضواء، فترة طويلة من حياتها دون معرفة الأسباب رغم شهرتها في مجالها حتى رحلت.
الحجاب عزي
بهذا الشعار عاشت هند شلبي لا تأبه بالحداثة التي اجتاحت وطنها التونسي، ولا التغريب الذي أصاب كثير من شباب وبنات هذا البلد، لكنها فاجأت الجميع بتمسكها بحجابها وستر نفسها، وكانت ترى في ذلك مرضاة لربها وتنفيذ لأوامر خالقها.
كانت ترى – مثلها مثل الجميع – أن للإنسان الحرية في اختيار معتقداته وتصرفاته ما دامت في إطار القانون العام ولا يقع منه ضرر على الأخرين، فجاء ارتدائها للحجاب من منطلق حرية ممارسة العبادة في دولة أغلبيتها مسلمين، لكن كان واضحا أن الشعوب في واد والقائمين على الحكم في وادي أخر.
وكان واضحا أن بورقيبه أعد جيدا لهذه المهمة من فترات طويلة، فكان صدامها وتحديها لقرارات رئيس الجمهورية التي سعت لنقض تعاليم الإسلام.
تقول فاطمة حافظ:
- عاصرت في شبابها فترة حكم الرئيس بورقيبة الذي عرف عنه ميله إلى تجفيف منابع الثقافة الإسلامية واقتباس القوانين والنظم الغربية، وقد حدث في عام 1975 أن اختيرت بمناسبة السنة الدولية للمرأة أن تتحدث كمحاضر في ندوة عن مكانة المرأة في الإسلام
- بحضور الرئيس بورقيبة -الذي كان يفاخر بالتجربة التونسية في مجال حقوق المرأة ويعدها استثناء بين الدول العربية-، وبدلا من أن تكيل المديح للرئيس انتقدت السياسات المتعلقة بالمرأة التي تضاد الشرع كحظر تعدد الزوجات وأبت مصافحة الرئيس في ختام كلمتها كما تقضي التقاليد المتبعة.
- تعرضت هند شلبي للمضايقات حين صدر منشور 108 الذي يقضي بمنع النساء من ارتداء الزي الشرعي باعتبار أنه يحمل دلالات سياسية فأكرهت بذلك على خلع الخمار لكنها استعاضت عنه بارتداء السفساري (الزي التقليدي التونسي) وهو زي فضفاض يحقق الستر المطلوب، وظلت تمارس عملها.
وتقول صفحة جامعة الزيتونة:
- كانت الأستاذة الدكتور هند شلبي من الدفعة الاولى أو الثانية من طلبة الكلية الزيتونية ادركتها وقد تخرجت بالاجازة ولكنها لم تنقطع عن الكلية بمجرد التخرج كنا نراها تتردد على مكتبة الكلية وعلى العمادة، نراها من بعيد فهي تكاد تكون المراة الوحيدة في الكلية، وكنا نجلها ونكبرها ونحترمها وان لم يتهيا لنا الحديث معها والجلوس إليها
- كنا نرى فيها مظهرا وسلوكا رمزا للاصالة التونسية أما المظهر فيتمثل فيما كان يسميه فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله بالزي الشلبي وهو عبارة عن سفساري ولكنه ملفوف مشدود بكيفية تسهل معها الحركة ويتحقق بها الستر الشرعي المطلوب، زي لم تستورده هند شلبي وانما اقتبسته من الموروث التونسي الاصيل والجميل. أما السلوك فهو تلك الحشمة وذلك الحياء غير المتكلفين الذين تتحلى بهما.
مواقف من حياتها
كان هند شلبي شامة على جبين كل فتاة في تونس سواء من حيث الأدب الإسلامي أو قوة الحجة أو الشجاعة فكان لا تخشى في الله لومة لائم
ومن هذه المواقف كما تذكر صفحة جامعة الزيتونة:
- اولهما في الاربعينية التي اقيمت بالمسرح البلدي بتونس سنة 1970 لفضيلة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله والتي اشرف عليها الدكتور الصادق المقدم رحمه الله رئيس مجلس الأمة آنذاك. فقد شاركت فيها الأستاذة الدكتورة هند شلبي بكلمة وفاء لروح الفقيد وكانت مشاركتها إلى جانب وفود جاءت من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وسوريا فضلا عن المشاركين من تونس وقد تضمن عدد خاص من مجلة (جوهر الإسلام) كل ما القي في هذه الذكرى وهي سنة سار عليها ووفاء واخلاصا مؤسس ومدير هذه المجلة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله.
- أما الظهور الثاني للاستاذة الدكتورة هند شلبي فكان بمناسبة السنة العالمية للمراة 1975 وقد اختير موضوع مكانة المراة في الإسلام ليكون محور مسامرة القتها الأستاذة هند شلبي بحضور رئيس الجمهورية ورجال الدولة واعضاء السلك الديبلوماسي الاجنبي فضلا عن ثلة من رجال العلم والثقافة والفكر فاجادت وافادت في إباء وعزة نفس وتقيد بآداب الشرع وذلك ليس بالامر الهين ولا في المستطاع في ذلك الظرف، كما انها انتقدت سياسة رئيس الجمهورية ومواقفه من الإسلام.
أعمالها
أصدرت هند شلبي خمس مؤلفات تراوحت بين التأليف والتحقيق في الفترة ما بين (1979-1990):
- 1979: التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه، ليحيى بن سلام (تحقيق)، الشركة التونسية للتوزيع
- 1983: القراءات بأفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس، الدار العربية للكتاب، (الكتاب في أصله رسالتها للدكتوراه)
- 1985: التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق
- 1990: عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل، لابن البناء المراكشي (تحقيق)، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
ويصفها الأستاذ بلحاج شريفي بقوله:
- هند شلبي خير ما كتب حول الدراسات القرآنية في القرون الإسلامية الأولى بإفريقية.
صفاتها العلمية
اتصفت الدكتور هند شلبي بالنزاهة العلمية والدقة؛ فهي إذا حررت مسألة وتبنت قولا وذكرت أدلته ووثقتها كرت على أدلتها في نزاهة علمية نادرة تبين وجوه الضعف فيها وتورد الاحتمالات مفسحة المجال لها ولغيرها لمزيد البحث في هذه المسألة.
اندراج جل مؤلفاتها ضمن مشروع معرفي محدد ألا وهو التأريخ للدرس القرآني في شمال أفريقيا ويروم إلى درء الفجوات والثغرات في تاريخ المعرفة القرآنية، فنحن إزاء باحثة لديها مشروع ولا تتملكها الرغبة في الكتابة لمجرد النشر، فجاءت مؤلفاتها بمثابة حلقات متصلة تدور في فلك هذا المشروع.
التحقيق في كتاباتها يتجاوز مجرد مقارنة نسخ المخطوط وترجمة للشخصيات والتعريف بما غمض من ألفاظ إلى مناقشة القضايا المعرفية وعلى سبيل المثال ناقشت في مقدمتها لكتاب التصاريف قضية الوجوه والنظائر أو علاقة الألفاظ بالمعاني، وفي تفسير يحيى بن سلام درست قضية نشأة التفسير وتطوره وعلاقة التفاسير الأولى بعضها ببعض.
الإفادة من الإنتاج المعرفي الغربي حول القرآن، إذ لا تخلو مؤلفاتها من قائمة بالمصادر الأجنبية وهي مصادر فرنسية بالأساس، وربما يكون توجهها لدراسة هذه الحقبة المبكرة بوحي منها حيث تعنى بوجه خاص بالمراحل الأولى لتشكل العلوم الإسلامية.
رحيلها
ظلت الدكتور هند شلبي نموذجا مشرفا للمرأة المسلمة المتمسكة بشريعة دينها والمحافظة عليها رغم ما واجهته من عنت من النظام الحاكم التونسي على مدار سنوات طوال، وظلت كذلك ما بين العلم والعمل حتى أصيبت بفيروس كورونا والتي لم تتحمله صحتها واصطفاها الله بالشهادة فيه فرحلت يوم 24 يونيو 2021م الموافق 14 ذو القعدة 1442هـ.
قالوا عنها
يقول جمال أبو حسان:
- هند شلبي هذه العالمة الفاضلة التي ثبتت على دينها ومبادئها الشرعية يوم عصفت التيارات العلمانية بتونس وأهلها، وهي من النساء القلائل التي حافظت على حجابها على الرغم من الحرب الشعواء التي أثيرت حوله في تونس، فكانت مثال العالمة الصابرة المثابرة.
وقال الحبيب بن طاهر:
- نشأت هذه السيدة الفاضلة في عائلة معروفة بالدّين والعلم، فوالدها هو الشيخ أحمد شلبي أحد علماء جامع الزّيتونة ومدرسيه. وعرفت بتمكّنها من علوم الشريعة، وخاصّة في مجال علوم القرآن، تحصّلت على شهادة الدكتوراه سنة 1981، والتحقت بكلية الشريعة وأصول الدّين للتدريس، إلى أن تقاعدت.
- كما عرفت بتشبّثها بقيم الإسلام ومبادئه وأحكامه، فعرفها النّاس وهي في سنّ الشّباب بلباسها السّاتر لما عدا وجهها وكفّيها، كما عرفوها مدافعة عن حقوق المرأة من مرجعية الإسلام ومبادئه، وداعية إلى التّمسّك بهذه المرجعية، وقد دعيت لإلقاء محاضرة في الغرض أمام رئيس الدولة وطاقم حكومته آنذاك سنة 1975، وهي المرّة الأولى التي تدعى فيه امرأة للحديث عن الإسلام بمناسبة ليلة 27 من رمضان، فكانت المحاضرة سببا في إثارة الضغائن عليها؛
- لأنّها لم تذكر فيها المزايا التي يدّعيها هذا الرئيس لنفسه في ما يتعلّق بالمرأة، ولم تلتفت إلى فضله المزعوم ولو بالإشارة، وكان موضوعها مركّزا على بيان فضل الإسلام وفضل نبيّ الإسلام محمّد صلّى الله عليه وسلّم على المرأة، بإخراجها من الذّلّ والهوان الّذي كانت تعانيه في الجاهلية، والنّظرة الدّونية والقيمة السّلعية التي كانت تعامل بها، قالت ذلك في الوقت الّذي كان يسعى هذا الرئيس إلى أن يصنع من نفسه صنما تعبده المرأة، وتقدّم قوانينه على شريعة الله تعالى.
- وحين ضُرب الحصار على لباس المرأة الذي أمر به الإسلام، وصدر سنة 1981 منشور عدد 108 بإمضاء الوزير الأول مزالي يمنع ارتداءه، وطال التضييق على النساء في الإدارات والمعاهد والجامعات بل وفي الطريق العام، ضَرَبتْ الدكتورة رحمها الله تعالى أروع موقف برهنت به على تحدّيها القوي للمنشور المشؤوم، المناهض لحكم الله تعالى المنصوص عليه في القرآن الكريم
- وذلك أنّها لبست لباس المرأة التّونسية التقليدي (السّفساري)، فأُسْقِط في أيدي الطغمة المعادية للدّين؛ لأنّهم كانوا يروّجون على التونسيين بالباطل أنّ ما يرتديه المتديّنات إنّما هو لباس طائفي وليس له صلة بلباس المرأة التونسية، فأرتهم كيف أنّ العبرة بمقصد الستر لا بشكل اللباس، وكشفت أنّ عداءهم للمقصد لا للشكل؛
- إذ واجهها زملاؤها المنخرطون في معاداة اللباس الشرعي في كلية الشريعة وأصول الدين بكلّ أصناف التضييق، حتّى وصل بهم الأمر أنّهم كانوا يعادون ويضيّقون على الطلبة الذين كانت تشرف على رسائلهم الجامعية، رغم أنّ الجميع كان يعلم أنّها لا تنتمي لأي حزب أو اتّجاه سياسيّ؛ لكنّ خصومها ذهبوا بوصمة العار، وتألّقت الدكتورة هند شلبي ـ بسلوكها وهدوئها ومهابتها ـ كوكبا منيرا ينير طريق كلّ امرأة مسلمة ثابتة على إسلامها، معتزّة بشريعته.
المصادر
- هند شلبي، القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس، بيروت: الدار العربية للكتاب، 1979، صـ 13-14.
- فاطمة حافظ: النساء وإنتاج المعرفة الدينية: هند شلبي نموذجًا
- جمال أبو حسان: هند شلبي عالمة فاضلة فقدناها، 26 يونيو 2021
- جامعة الزيتونة تونس: 29 سبتمبر 2013
- عبدالرحمن بن معاضة الشهري: دعوة لقراءة كتاب (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) لهند شلبي، 5 مايو 2009
- آمال الهلالي: تحدت بورقيبة وبن علي وتمسكت بلباسها الشرعي، 26 يونيو 2021
- أول محجبة في جامعات تونس.. وفاة العالمة الزيتونية هند شلبي: 27 يونيو 2021
ألبوم صور