قيادات ورموز حركة النهضة الإسلامية في تونس
1- الحاج محمد العكروت
- داعية شعبي، قيادي عصامي رباني صلب المراس غاية في التواضع والبساطة، مؤسس، إذ كان أحد الأعضاء الخمسة في أول خلية أدت قسم الإلتزام في الحركة في بداية السبعينات. هو أصيل قرية صغيرة من قرى مطماطة بالجنوب التونسي، درس تعليمه الثانوي بقابس واضطر بسبب وضعه المادي للانقطاع عن الدراسة لينخرط في التجارة وراقا في مدينة قابس، حيث كان أحد أبرز مؤسسي العمل الإسلامي بها. ومنها انتدب ضمن قيادة الجيل الثاني بإشراف الجبالي لعضوية المكتب التنفيذي مس}ولا عن الإدارة والمالية، حيث كانت له مساهمة فاعلة غي تطوير هذا الجانب، وشارك في كل مؤتمرات الحركة ومنها مؤتمر 84، وفي التشكيل القيادي الذي انبثق عنه انتدب مسؤولا عن العمل الاجتماعي أي القطاع النسائي في المكتب التنفيذي وشهد هذا القطاع في تلك الفترة (84-87 ) أعظم تطور وازدهار في تاريخ الحركة حيث برزت على الساحة قيادات نسائية معتبرة باعتبارهن أعضاء في المكتب المذكور، مثل السيدة النجار وابنتاها والسيدة عفيفة مخلوف الخ…
- شغل الحاج العكروت مهام أساسية في قيادة المواجهة سنة 87 وذلك قبل أن يقع إلقاء القبض عليه في يوم العيد وبسبب موقعه الهام في التنظيم فقد قطع مدير أمن الدولة (ابن قبيلة) عطلته ليتفرغ له هو وفريقه، وكانت جنبات مبنى أمن الدولة تهتز لوقع أسواط الجلادين التي استمرت أياما وليالي بطولها تنهال على جسم الشيخ محمد فلا تستخرج منه غير كلمة التوحيد يرددها في خشوع… ولم يفرحهم بصيحة ولا بدمعة.. وأذكر أنني عاهدت الله في تلك الأيام لان نجى الشيخ محمد من قبضتهم وأمد الله في عمره لأحمدن الله كل يوم مائة مرة ما حييت.
- وفي المرحلة التي تلت محنة 87 واصل الشيخ محمد مهامه القيادية عضوا في مجلس الشورى ومدرسا في المساجد، غير أنه أصر على استئناف الدراسة فانخرط في مدرسة حرة وأعد نفسه في اجتياز الباكالوريا وتحصل عليها في المرة الثانية لتكون الباب الذي يدخل منه الى كلية الشريعة حرصا منه على طلب العلم وحسن التأهل الشرعي ليقوم بمهمة الإصلاح على أتم الوجوه. لكن قوى القمع لم تمهله طويلا بل بادرت الى قطع طريقه بالاعتقال سنة 90. وكانت مواقفه خلال الاعتقال والمحاكمة والسجن شهادة شرف لملة الإسلام قاطبة.
- ومما اثر عنه انه لم ينقطع قط في كل جلساته مع أجهزة القمع في كل مستوياتها عن دعوتهم إلى التوبة وإلى الصلاة رغم أن ذلك كان يؤجج غيظهم عليه. ولما تكسرت عصيهم واحدة بعد الأخرى على جبل يقينه قرروا أن يمارسوا معه أساليب غسل المخ، فنظموا له رحلة عبر مختلف مناطق البلاد ليرى مشاهد الإستقرار والازدهار في البلاد، فما زاده ذلك إلا يقينا أن أمرهم إلى زوال شأن كل ملك قام على الظلم ولن يكون مآله خيرا من مآل فرعون. ولما اقترحوا عليه التفاوض رحب بذلك باعتباره سياسة للحركة غير أنه أحالهم على قيادة الحركة.
- بارك الله في الشيخ محمد العكروت وكثر من أمثاله في الأمة.. الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل.
2- الدكتور الصادق شورو
- من مواليد 1952 حاصل على دكتوراء في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، ومدرس بكلية الطب في مادة الكيمياء إلى حدود اعتقاله سنة 1991 وعضو بلجنة البحث العلمي في تخصصه بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمنطقة برج السدرية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، وعضو بنقابة التعليم للاتحاد العام التونسي للشغل.
- وقد عرف الدكتور شورو بتأييده للنضال الطلابي. وحضر المؤتمر التأسيسي للاتحاد العم التونسي للطلبة. حافظ لكتاب الله عزّ وجل، ومعروف بسمته التربوي وعمق توكله على الله.
- انضمّ الدكتور شورو لعضوية مجلس الشورى المركزي للحركة منذ بداية الثمانينات، وانتخب في مؤتمر 1988 رئيسا للحركة وواصل القيام على مهامه حتى اعتقل في 17 فيفري 1991، وقد سلط عليه تعذيب شديد في وزارة الداخلية لحمله على الاعتراف بالسيناريوهات الأمنية التي وضعتها هذه الوزارة لتوريط الحركة وتشويه سمعتها فصبر صبرا جميلا حتى نقل للمستشفى في حالة خطيرة أكثر من مرة.
- حوكم أمام المحكمة العسكرية سنة 1992 على رأس 265 من الإطارات القيادية للنهضة. وقد طلب الادعاء العام إعدامه، ولكن تحت ضغوط المنظمات الحقوقية والإنسانية اكتفى النظام بإصدار حكم في حقه بالسجن مدى الحياة. ونقل بعد ذلك لأكثر من سجن، وتعرّض لضغوط شديدة لحمله على إدانة الحركة وطلب العفو من رئيس الدولة فأبى إلا الصمود والاعتزاز بانتمائه ونضالاته ونضالات إخوانه. ومما أثر عنه أمام المحكمة العسكرية قوله: "يا سيادة القاضي إذا كنتم بعملكم هذا تريدون اجتثاث حركة النهضة من مجتمعها ومن التربة التي أنبتتها، فهي شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
3- الأستاذ الصحبي عتيق
- تاربخ الولادة 14 08 1959 مكانها: مطماطة ولاية قابس
- الأب: مسعود بن سالم عتيق الأم: حليمة الفاضل
- متزوج وله بنت
- أستاذ تربية إسلامية متخرج من كلية الشريعة وأصول الدين بتونس
- باحث في العلوم الإسلامية
- له مؤلفات عديدة ضمن سلسة أطلق عليها إسم سلسلة التربية النفسية، كما كان يكتب من حين لآخر بالصحف المحلية التونسية.
- كان عند إعتقاله عضوا بمجلس الشورى لحركة النهضة وحوكم مع جملة قياداتها في المحكمة العسكرية بباب سعدون. وكان نصيبه حكما بالسجن المؤبد، يقضيه الآن متنقلا بين السجون بعيدا عن أسرته المستقرة بتونس العاصمة والتي تعرضت لمضايقات كبيرة خلال السنوات الماضية.
4- الاستاذ العجمي الوريمي
- من مواليد سنة 1961 بشط مريم من ولاية سوسة الساحلية. التحق بالجامعة التونسية سنة 1981 طالبا بشعبة الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس العاصمة. عرف بنباهته وتفوقه في المجال الدراسي، كما عرفته ساحات الجامعة التونسية مناضلا صادقا وخطيبا مفوها. قاد مع زملائه في قيادة الاتجاه الإسلامي بالجامعة التونسية معركة الصراع الفكري والايديولوجي ضد مجموعات اليسار الماركسي الستاليني غير الديمقراطية، ومعركة التنظيم الطلابي ضد هيمنة السلطة.. حتى استهدف بالاغتيال في مجزرة كلية الآداب بمنوبة (ضواحي العاصمة تونس) في شهر مارس 1982 التي نظمها الشيوعيون ولكن لطف الله كان أقرب.
- إثر توفق الاتجاه الإسلامي بالجامعة وحلفائه في شهر أبريل 1984 إلى تأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي كان لـ"هيثم" (وهو الاسم الذي عرف به العجمي الوريمي في الجامعة) دورا بارزا فيه تعرض هذا الزعيم الطلابي الكبير إلى الطرد من الجامعة فالتحق سنة 1985 بكلية الآداب بالرباط في المغرب حيث واصل دراسته حتى حصوله على الإجازة في الفلسفة بتقدير جيد جدا.
- عاد سنة 1988 ليستأنف دوره في قيادة الاتجاه الإسلامي بالجامعة رئيسا لمكتبه السياسي وناطقا باسمه، مسؤولا عن تحرير جريدته الأسبوعية "الحدث الطلابي"... وعضوا بصفته تلك في المكتب السياسي لحركة النهضة. وعند صدور جريدة "الفجر" التحق بهيئة تحريرها مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية.
- إثر اعتقال المهندس علي لعريض الناطق باسم الحركة، والمهندس حمادي الجبالي المدير المسؤول عن جريدة "الفجر" انتدب هيثم في فيفري 1991 لعضوية المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئيسا لمكتبها السياسي.
- اعتقل في مارس 1991 ومورس عليه تعذيب شديد حتى فقد الوعي والذاكرة وظل على ذلك الحال عدة أشهر دون علاج. وحوكم ضمن قيادة النهضة في جويلية 1992 أمام القضاء العسكري وقد صدر في حقه حكم بالسجن مدى الحياة.
5- المهندس حمادي الجبالي
- من مواليد مدينة سوسة الساحلية، مهندس أول في الطاقة الشمسية. التحق بمؤسسات الحركة وخاصة المؤتمر ومجلس الشورى منذ بداية الثمانينات. عُرف في الحياة السياسية التونسية بعد اعتقال القيادة التاريخية لحركة الاتجاه الإسلامي ومحاكمتها سنة 1981 . وقد انتخبه مجلس الشورى في سنة 1982 رئيسا للحركة.
- تشهد له الأوساط السياسية ودوائر الحركة بحسن إدارتها وتوسيع علاقتها بالوسط السياسي. وقد اشترك المهندس حمادي الجبالي مع المهندس علي العريض في إدارة الحركة في فترة دقيقة جدا تلت أول اعتقالات واسعة في صفوفها.
- ابتداء من سنة 1984 وبعد اطلاق سراح القيادة التاريخية وعودتها إلى رأس الحركة تولى المهندس حمادي الجبالي عضوية المكتب التنفيذي والمكتب السياسي ومجلس الشورى.
- وفي مواجهة سنة 1987 التي عزم فيها بورقيبة على استئصال الحركة لعب حمادي الجبالي دورا بارزا في إدارة المواجهة. وبالرغم من حرص السلطات على اعتقاله فقد نجح الجبالي في الحفاظ على حرية حركته ومواصلة إدارة المواجهة في وضع حرج.
- تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر منذ صدورها حتى اعتقل وأوقفت الجريدة عن الصدور بعد قرابة سنة من صدورها.
- حوكم أمام المحكمة العسكرية في سنة 1992 وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة سجنا. وقد عرف المهندس الجبالي بتوازن تحليلاته للأوضاع القطرية والدولية، وبجرأته في إبداء آرائه.
6- الشيخ الحبيب اللوز
- من مواليد 1953 بمدينة صفاقس، زاول تعليمه الابتدائي والثانوي في صفاقس ثم التحق بالجامعة (علوم اقتصادية). تخرج سنة 1973 وعمل مقاولا في بداية السبعينات ثمّ تفرغ للدعوة والتدريس حيث كان كثير التنقل بين مساجد ولاية صفاقس. واكب العمل منذ السنوات الأولى فهو من الرعيل الأول ومؤسس العمل بصفاقس. تربى على يديه إخوة كثيرون. شغل عاملا للمنطقة بعد مؤتمر 1979، ثم التحق بالعمل المركزي ليشرف على الدعوة ثم عضوا في مجلس الشورى منذ سنة 1979 حتى إلى 1991 .
- عضو مؤسس لحركة الإتجاه الإسلامي وللنهضة، وقد تولى رئاسة مجلس الشورى ما بين سنتي 1988 حتى 1991 على فترات متقطعة ثم رئاسة الحركة في شهر جوان 1991 حتى تاريخ إيقافه في سبتمبر من سنة 1991 .
- عرف بمواقفه المبدئية وعارض تغيير إسم الحركة وكان يرى ضرورة أن تدخل الحركة الساحة السياسية بصفتها الإسلامية وأن يتجسد ذلك في خطابها فهو يعتبر أن المعركة الحقيقية هي معركة الهوية قبل أن تكون معركة سياسية. وكان يدعو إلى تكوين قيادات دعوية شعبية. وقد عرف بفصاحته وخطابته. اختار البقاء في تونس على الهجرة إلى رغم اشتداد الحملة الاستئصالية. كان عضوا بالمكتب السياسي للحركة والناطق الرسمي بالنيابة إثر اعتقال الأخ علي لعريض. عرف بالتزامه بالعمل الجماعي وبحرصه على الشورى ووقوفه عند قرار المؤسسات.
- حكم عليه غيابا بعشرة سنوات سجنا في محنة 1981 وقد خرج في تلك الفترة إلى الجزائر مع عائلته وعاد سنة 1984 إثر وفاة والدته. في مواجهة سنة 1987 بقي في صفاقس حيث باشر العمل متخفيا. إثر عودته إلى صفاقس سنة 1988 احتفل برجوعه 10000 شخص.
- الشيخ الحبيب اللوز رجل رباني متواضع جدا في عيشه، محبوب من طرف الجميع، صبور، نذر نفسه للدعوة رغم حالته الصحية فهو يشكو من عدة أمراض مزمنة. تعرض إلى التعذيب الشديد عندما أوقف. خيره النظام بين السجن والحرية على أن يتبرأ من الحركة فاختار السجن. تشهد له ساحة المحكمة بموقفه المشرف أثناء المحاكمة الأخيرة. محكوم عليه بالمؤبد وهو أحد أبرز الرموز الدعوية في الحركة.
7- الشيخ لطفي السنوسي
- لطفي السنوسي: من مواليد 04 جانفي 1953 بتونس. زاول تعليمه بكل من المعهد الصادقي بتونس و المعهد الفني. تحصل على شهادة الباكالوريا و التحق بالتعليم العالي بكلية العلوم، ثم التحق بوزارة المالية إثر مناظرة بالكتابي و الشفاهي و شغل خطة مراقب المصالح المالية و ظل يشغل هذه الخطة مدة سنوات إلى أن بدأ التآمر عليه لفصله من الوظيفة العمومية في إطار المخطط العام "لتطهير الإدارة". و كانت معاناته عبر هذه المراحل:
1) في شهر جويلية 1981 وقع إيداعه السجن في إطار حملة السلطة على الإسلاميين ثم وقع الإفراج عنه إثر مثوله أمام قاضي التحقيق نظرا لعدم ثبوت الأدلة و تضارب الشهادات ضده.
2(في شهر ماي 1982 وقع إيقافه من طرف شرطة أمن الدولة و بقي رهن الإيقاف ما يناهز الشهر دون سؤال أمام قاضي التحقيق أو توجيه أي تهم إليه و قد نال من العذاب و التعنيف ما خلف له كسر ضلعتين و أربعة أسنان. ثم أطلق سراحه.
3) في شهر جانفي 1984 هوجم بيته ليلا ووقع إيداعه السجن على إثر الأحداث التي عرفتها البلاد و سميت آنذاك "ثورة الخبز". ثم أطلق سراحه على إثر هذه الأحداث.
4) و بما أنه من حفاظ كتاب الله فقد كان يعقد بالمسجد الجامع إملاء للقرآن الكريم يتبعه بتفسير لكتاب الله و قد تلقى تحذيرا من السلط الأمنية و الحزبية (التابعة للحزب الحاكم) بأن يمتنع عن إلقاء الإملاء و خصوصا درس التفسير لكنه أصر على ذلك فما كان من هؤلاء إلا أن نسقوا فيما بينهم و تمت محاصرة الجامع من طرف مليشيات الحزب الحاكم و الشرطة و ألقي القبض على السيد لطفي السنوسي و أودع السجن بتهمة ثلب النظام. و جمع الحزب الحاكم مجموعة من شهداء الزور لكن تناقض أقوالهم دفع حاكم التحقيق إلى إرجاع الملف إلى الشرطة لمزيد التنسيق فكان لهم ذلك و أعيد ملف القضية إلى الباحث الإبتدائي ووقع إيداع المتهم إلى السجن بعد تنسيق شهادات الشهود و مثل أمام المحكمة و حكم عليه بالسجن 08 أشهر مع تأجيل التنفيذ.
5) و على إثر ذلك وقع فصله من وظيفته، و لم تمض سنة حتى دخلت البلاد في محنة جديدة حيث شن النظام حملات اعتقال للإسلاميين و كان ذلك أواخر عهد بورقيبة و كان السيد لطفي السنوسي ضمن المعتقلين. حيث بقي رهن الإعتقال دون محاكمة لمدة سنة حيث أفرج عليه في سنة 1988.
6) و لم تمض سنتان حتى وقع اعتقاله من جديد في مطلع سنة 1991 بتهم ملفقة منها تكوين جمعية غير قانونية و الإنتماء إلى حزب غير مرخص فيه و مخالفة فصول "قانون المساجد" و التآمر لقلب نظام الحكم و حكم عليه بالسجن لخمس سنوات و عندما أوشكت المدة على الإنقضاء و في السنة الرابعة أضيفت إليه قضية التآمر لقلب نظام الحكم و مثل من جديد أمام المحكمة (إثر التعديلات التي أدخلت على المجلة الجنائية و كانت خصيصا لتشديد الأحكام على المساجين الإسلاميين) التي حكمت عليه بالسجن لمدة خمس و عشرين سنة. و قد ناله في هذه الفترة من السجن ما نال إخوانه من تعذيب مادي و معنوي و قد قضى لحد الآن في السجن 11(إحدى عشر) سنة، تخللتها فترات و حملات في السجون أو زنزانات وزارة الداخلية، لإعادة التحقيق من جديد لمزيد تلفيق التهم منها الحرص على تلفيق تهم وقعت سنة 1992 في حين أنه محبوس منذ أوائل 1991 و قد حفظت القضية في شأنه.
- السيد لطفي السنوسي و غيره من سجناء الضمير يعانون من التضييق و التحطيم المادي و المعنوي فظروف سجنهم مأساوية إلى أبعد الحدود و هم يتعرضون إلى القتل البطيء ممنوعين من كل ما هي أبسط حقوق للإنسان مثل الحق في الدواء و العلاج و الغذاء الصحي و الكتب و الجرائد. يكفي أن نذكر مثلا أنه يطلب كشفا طبيا على المعدة منذ 05 أشهر و لم يجد جوابا.
- السيد لطفي السنوسي متزوج و هو أب لأربعة أطفال.
8-الأستاذ أحمد الأبيض
- تاريخ الولادة: 05 - 02 - 1955 مكانها: الزريبة من ولاية زغوان
- الأب: محمد الصالح الأبيض، الأم: شاذلية بالحاج حسين
- متزوج وله 3أبناء
- عنوان الأسرة: 57 شارع الطيب المهيري حي التضامن 2041 تونس
- دكتور في الطب العام، له مؤلفات عديدة حول التربية الجنسية وحول مواضيع علمية وإجتماعية وحضارية أخرى، وكان له إسهام جيد في تحريك الحياة الثقافية والعلمية في الجامعة التونسية وخارجها، حيث كلن يقوم بمحاضرات علمية في مختلف الكليات وفي النوادي الثقافية المنتشرة في العاصمة ومدن تونسية أخرى، كان له ركن شبه قار في جريدة الفجر التونسية كما كتب سابقا في جريدة الرأي (انظر المقال المرافق)، كان إضافة لإهتماماته العلمية والفكرية مناضلا سياسيا. نشط منذ أواخر السبعينات في أطر حركة الإتجاه الإسلامي (حركة النهضة حاليا). وكان عند إعتقاله (في مايو 1991) عضوا بمجلس الشورى للحركة.
- حوكم في المحكمة العسكرية باب سعدون في صائفة 1992 بالسجن لمدة 21 سنة نافذة. وتعرض قبل المحاكمة لتعذيب وحشي. وقد قضى السنوات السبع الماضية متنقلا بين سجون عديدة، حيث أراد النظام التنكبل به وإرهاق عائلته ماديا ومعنويا. وذكرت لنا مصادر أسرية أنه حرم من الزيارة مرات متكررة. وقد تردت حالته الصحية في المدة الأخيرة بشكل ملفت.
9- الشيخ صالح بن عبد الله
- من مواليد سنة 1952 بقلعة سنان ولاية الكاف. زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بالكاف ثم التحق بالجامعة (علوم اقتصادية) وتحصل على الإجازة سنة 1973 ثمّ التحق بالمدرسة القومية للإدارة (مرحلة ثالثة حيث تخرج قاضيا بدائرة المحاسبات سنة 77\78 وسافر إلى أمريكا وإلى فرنسا حيث بقي بها سنة كاملة لإجراء تربص ثم عاد ليشتغل بدائرة المحاسبات.
- هو من أوائل الإخوة الذين أسسوا العمل سنة 69\ 70 وشارك في كل المؤسسات والأنشطة منذ انطلاق الحركة، كما حضر أغلب مؤتمرات الحركة، وحوكم سنة 1981 بعشرة سنوات سجنا قضى منها ثلاث سنوات، وفي سنة 1987 حكم عليه بخمسة عشرة سنة، ومنذ سنة 1989 حكم عليه مرات متتالية من أجل التدريس في المساجد. والشيخ صالح بن عبد الله من الإخوة الربانيين بأتم ما في الكلمة من معنى، كثير الصلاة وتلاوة القرآن والصيام، وهو يعتبر التربية الروحية أساس كل عمل. وقد عرف داخل الحركة بعدم مساومته على المبادئ. عارض تغيير اسم الحركة من الاتجاه الإسلامي إلى النهضة بشدة، كما عارض دخولها للانتخابات التشريعية على اعتبار أن الوقت غير مناسب وأن على الحركة أن لا تتعجل وتحرق المراحل. كان يرفض التوجه المبالغ فيه نحو السلطة ويرى العمل من خلال الشعب.
10- المهندس عبدالحميد الجلاصي
- من مواليد 1960 بولاية نابل. التحق بالمدرسة القومية للمهندسين بقابس سنة 1982 حيث درس لمدة ستة سنوات جمع خلالها بين التفوق في دراسته والإشراف على فرع الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية منذ أوت 1988 ثم تولى لاحقا الاشراف العام على هذا الفرع للحركة من ربيع 1989 إلى ديسمبر من نفس السنة. في جانفي 1990 انتدب عضوا في المكتب التنفيذي للنهضة مشرفا على جهازها الداخلي الذي يضم شؤون العضوية والتربية والتكوين والإدارة والفروع الجهوية.
- عرف الأخ بجديته وصبره، واستفاد من تكوينه العلمي في تحديث الجهاز الإداري للحركة وتطوير عملها الداخلي
- اعتقل في مارس 1991 وتعرض نظرا لمهمته داخل الحركة لتعذيب قاتل لولا لطف الله سبحانه وتعالى. ورغم ضراوة التعذيب لم يسجل عليه انهيار أو اعتراف مهزوم بين يدي جلاديه.
- أصدرت المحكمة العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة، ورغم نقله للسجن لم يتوقفوا عن تعذيبه، بل ظل جلادوه يتعهدونه من حين لآخر أملا في تحطيم معنوياته وحمله على الاستقالة وطلب العفو إلا أنهم لم يظفروا منه بشيء.
11- المهندس علي العريض
- من مواليد مدينة مدنين في الجنوب التونسي. تخرّج مهندسا أولا من مدرسة البحرية التجارية بالساحل التونسي. واكب مؤسسات الحركة وخاصة المؤتمر ومجلس الشورى منذ أوائل الثمانينات.
- أشرف بين 1982 وسنة 1986 على لجنة مشروع الأولويات الذي أفرز ورقات أساسية في بلورة مشروع الحركة أهمّها:
- تقييم مسار الحركة منذ النشأة حتى سنة 1984 .
- الاستراتيجية المؤقتة للحركة التي أجابت على أولويات الحركة وتصورها لمنهج التغيير وبلورت طبيعتها كحركة سياسية مدنية سلمية.
- معالم رؤيتنا التنظيمية.
- رأس المهندس علي العريض مجلس شورى الحركة من سنة 1982 إلى مؤتمر ديسمبر 1986 وتولى صحبة المهندس حمادي الجبالي إدارة قيادة الحركة الداخلية وتوثيق العلاقة مع الوسط السياسي في أجواء من الملاحقة الأمنية الشديدة بين محاكمة القيادة في سنة 1981 والانفراج السياسي في سنة 1984 الذي عقبه مؤتمر أعاد انتخاب القيادة التاريخية على رأس الحركة.
- شغل الأخ علي العريض عضوية المكتب التنفيذي للحركة وكان رئيسا للمكتب السياسي منذ مؤتمر سنة 1988 حتى تاريخ اعتقاله في 23 ديسمبر 1990 .
- كما كان الناطق الرسمي بالنيابة للحركة.
- حوكم سنة 1987 بعشر سنوات سجنا غيابيا، ثم حوكم في نفس السنة بالإعدام الذي أسقط عنه بعفو رئاسي سنة 1988 . ومثل سنة 1992 أمام المحكمة العسكرية التي أصدرت عليه حكما بالسجن 15 سنة. وزيادة على ألوان التعذيب البدني الرهيب الذي تعرض له المهندس العريض في أروقة وزارة الداخلية أثناء الإيقاف التحفظي الذي استمر أشهرا، خضع في السجن بعد الحكم عليه إلى ضغوط مادية ومعنوية شديدة كان من بينها ما نشرته صحيفة الفضائح المخابراتية "الإعلان" من ادعاء امتلاك شريط فيديو يتّهمه بالوقوع في "جريمة جنسية"، وكان كل ذلك لحمله على الاستقالة وطلب العفو، لكنه صبر واحتمل.
12- السّجين المبتلى دُنْيَال زروق
- الأستاذ دنيال زروق من مواليد تونس العاصمة في جويلية 1955 انخرط مبكّرا في صفوف الحركة الإسلامية بتونس زاول تعليمه الجامعي بالجامعة الزيتونية بتونس العاصمة ثمّ أتمّ دراسته العليا بالسربون بالجامعة الفرنسية حيث عاد إلى تونس في أواخر الثمانينات حيث مارس لمدّة قليلة مهنة التّدريس.
وانطلقت من وقتها محنته مع الأجهزة الأمنية من ايقاف وسجن وتحقيق.
- تولّى لمدّة طويلة مهمّات عديدة بمنطقة تونس المدينة لفترتين 88-89 ثمّ 90 إلى حين اعتقاله سنة 91، حيث حوكم في عدد من المحاكمات فاقت جملتها أكثر من 60 سنة سجنا.
- ذاقت عائلته أصنافا جمّة من المضايقات والمحاصرة بعد اعتقاله حيث أوقفت زوجته السيدة سميرة بن سلامة بوزارة الدّاخلية مباشرة بعد وضعها حيث عنّفت ومورس عليها إرهاب مادي ومعنوي وهدّدت ثمّ حاولوا اغتصابها.
- وبعد سنة من اعتقاله توفيت والدته كمدا على ابنها وقهرا من المعاملة التّي تعرّضت لها.
- عرف عن الأخ دُنْيال جرأته وبداهته وخفّة روحه وكان متميّزا بذكاء حاد كما عرف عنه قدرته المتميّزة في الإدرارة والتّنظيم وكان مشتهرا بين إخوانه بسعة صدره وقدرته على التّسيير.
- بعد اعتقاله وخلال كامل فترة سجنه المتواصلة إلى اليوم عومل الأخ دُنْيال "معاملة خاصّة" حيث عذِّب عذابا شديدا وعانى كثيرا من جلاّديه ونكّل به تنكيلا وكان من جرّاء ذلك أن اصابه الهزال الشّديد وحالة الضعف البدني العام وأصيب كذلك بالرّبو جراء ظروف الزنزانات وغرف السجن المتعفنةوالفاقدة لأبسط المرافق وزاد الأمر سوءًا انعدام العلاج والدّواء. وفي المدّة الأخيرة تساقطت أسنان الأخ إضافة إلى التّساقط الكلّي لشعره. ولكن ورغم كلّ ذلك فإنّ عزيمته باقية صلبة تتحدّى الطّغاة والجلاّدين وتكذب المتاجرين بشعارات حقوق الإنسان وتنادي المدافعين حقّا عن هذه الحقوق وتبعث فيهم أملا بأنّ حمل هذه المبادئ والدّفاع عنها هو أقلّ ما يمكن تقديمه إلى مثل هؤلاء الأبطال.
12- السجين الدكتور لمين الزيدي
- يعتبر الأخ لمين من أبرز القيادات الطلابية الإسلامية.
- التحق بالجامعة التونسية من بداية الثمانينات وتخرج منها طبيبا قبل أن يعتقل سنة 91 وحوكم بـ 21 سنة سجنا.
- عرفته ساحات الجامعة مناضلا سياسيا ملتزما وعرفته نواديها رجل فكر وحوار وعرفته مساجدها رجل دعوة.
- ينطبق على الأخ لمين قوله تعالى :{أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين، لا يخافون في اللّه لومة لائم}.
- لا يرى الأخ لمين إلاّ مبتسما، لطيفا سمحا كان ملائكيا في أخلاقه ولكنّه عند فترات الاعتقال والسجن في سنة 87 وفي 91 وما بعدها كان صلبا عنيدا صبورا وكانت هذه الصّفات كافية لتغذية نقمةجلاوزة التّعذيب عليه.
- لم يكن يسكت عن ظلمهم المتواصل وبحكم تخصّصه كان يقوم معالجا بما تيسّر ومواسيا بما أعطاه اللّه لكلّ موقوف أو مسجون. كان يطالب لهم بالدواء ويلح ويخاصم من أجل ذلك وكان جزاءه في كلّ مرّة إمّا واجبات إضافية من التّعذيب أو الحبس الانفرادي حتّى صار يمضي غالب وقته في هذه الزنزانات.
- خلال أواسط الثمانينات كان الأخ لمين من أبرز الوجوه التّي عملت وركّزت أساليب جديدة ومبتكرة في العمل الدّعوي بالجامعة التونسية مثل الدروس التّربوية بالساحات العامّة والتّظاهرات الدّعوية الضخمة وأسابيع التّخصص (كأسبوع الصلاة...)
- عرف الأخ لمين بدماثته وكان محبوبا جدّا من طرف كلّ إخوانه محترما ومسموع الكلمة بينهم. لا يرى إلاّ راضيا بما أعطاه اللّه زاهدا في الدنيا.
- أتمّ الأخ لمين حفظ القرآن الكريم بالسجن وهو يمضي الآن حكمه راضيا بقدر اللّه محتسبا الأجر عنده.
الأخ لمين أصيل مدينة قفصة وهو متزوج.