سيد قطب مدافعاً عن الإسلام
مقدمة
كان سيد قطب حاملاً للواء العدالة الاجتماعية، ثائراً على الظلم، محارباً للاستعمار، وأخيراً مدافعا صلبا عنيدا عن الإسلام وحصونه. فقد كان الإسلام يواجه حملة شرسة لاقتلاعه من صدور الرجال، وإبطال فعله وأثره في واقع الحياة، وقد جاءت هذه الحملة من مصدرين، من حضارة استعمارية همجية مخربة، ومن طغاة استأسدوا على شعوبهم واستنوقوا أمام أعداء أوطانهم، فاتخذوا من (التكفير السياسى والوطنى) سبيلا وحيدا للتعامل مع معارضيهم، وكانت الشيوعية في زمن عبد الناصر هي الحصان الرابح لهؤلاء وأولائك.
وكان سيد قطب هو ذلك الفارس الشجاع والمحارب الجسور والحجة الناطقة في وجه هجمة بربرية تريد استئصال الإسلام، وإحلال المادية محله.. في هذا السياق تحدث سيد وكتب كتاباته.. فكانت كتاباته تسكب الطمأنينة في قلوب الشباب المدافعين عن الإسلام، وكانت في الوقت ذاته حربا ضارية وسهاماً خارقة حارقة على الهجمة العلمانية الشرسة على الإسلام. واى قراءة لكتابات سيد في غير هذا السياق، تأتى بنتائج غير صحيحة.
قطب جندي في دعوة الإخوان
كانت دعوة الإمام الشهيد حسن البنا علامة فارقة فى الحياة المعاصرة، على المستوى الفكرى أوالمستوى العملى سواء بسواء، وكان ممن تأثر بدعوة حسن البنا ومنهجه ومشروعه، المفكر والاديب الثائر سيد قطب. وبرغم أن سيد قطب كان هو الاسم الاشهر فى سماء النقد والأدب، ثم ازداد لمعاناً بكتاباته ضد الفساد والاستعمار، الا أنه بانتسابه لجماعة الإخوان المسلمين، قد ارتقى مرتقى أرحب وأرقى وأعلى، اذ صار بمواقفه بعد كتاباته مثلا يُضرب وملحمة تُروى، ليس لجيله فحسب، انما لأجيال بعد أجيال.
ظل المفكر الثائر منذ إنتسابه لجماعة الإخوان المسلمين وحتى استشهاده، وفياً لمنهجها ملتزماً به، يرى في نفسه تلميذاً لأستاذٍ وجندياً لقائد، فالإمام الشهيد حسن البنا كان بالنسبة لسيد قطب هو الاستاذ والمعلم والمؤسس، يقول حذيفة الخالدي نقلا عن الدكتور عبد الفتاح الخالدى العالم الأردني المتخصص في تفسير القرآن وعلومه: (كان – سيد قطب - يسير في دعوته على خطى الأستاذ حسن البنا)
ونقل حذيفه عن قطب ما قاله في حق الإمام البنا
- (قرأت جميع رسائل الإمام الشهيد، ووقفت على سيرته النقية وأهدافه الحقَّة، وعلمت لماذا يُحارب ولماذا قُتل، وعاهدت الله على أن أحمل الأمانة من بعده، وأواصل المسير على نفس الطريق الذي لقي الله عليه) (1)
وكان سيد قطب يقول لإخوانه داخل السجن:
- لقد اختط الإمام الشهيد حسن البنا نهرًا واسعًا وطريقًا واضحة للحركة والدعوة الإسلامية، وعلى كل من يأتى بعده أن يصُبَّ في ذلك النهر وأن يدعمه، لا أن يشتق أو يختط له مسارًا آخر. (2)
أما عن علاقته بخليفة الامام حسن البنا، فقد كان المستشار حسن الهضيبي بالنسبة لسيد قطب الوالد والاستاذ والقائد، فعندما كان في زيارة للأردن عام 1953 طلب أن يتصل بالقاهرة وذلك لشوقه لسماع صوت (الوالد المرشد)، كما قال هو، وقبل إعدامه بيوم أوصى أخته حميدة قطب في الزيارة: "إن رأيت الوالد المرشد فبلغيه عني السلام وقولي له: لقد تحمل سيد أقصى ما يستطيع حتى لا يصل فضيلتك أدنى سوء".
حيث كان الجلادون يشتدون في تعذيبه ليتكلم بأى شيء يدين الأستاذ الهضيبي. وقبل أن يساق الشهيد لتنفيذ حكم الإعدام فيه - وقد فهم ذلك - طرق باب أحد الزنازين وأبلغ الأخ فيها أن يبلغ الأستاذ الوالد أنه على العهد باق، وأنه يجدد بيعته، وأنه لم يكفر أحدًا، وكان هذا الأخ هو الأستاذ مأمون الهضيبي. (3)
وعندما حاولوا خداعه فعرضوا عليه وهو سجين أن يكون مرشدًا عامًا للإخوان المسلمين مكان المرشد الصابر حسن الهضيبي، فسخر من تجار المساومة وأكد لهم التفاف الإخوان حول مرشدهم، ثم قال للطغاة ناصحًا: "أكون غاشًا حينما أقول: إن الإخوان يجتمعون على غير مرشدهم حسن الهضيبي"
وبرغم أن سيد قطب كان على اتصال بجماعة الإخوان المسلمين، الا أنه تأخر فى الانتساب اليهم، اذ كان يرى أن الانتقال من فضاء الفكر الى عملية التنفيذ، له تحديات هو لم يكن قد استعد لها
كما صرح بذلك للعلامة الهندى أبو الحسن الندوي عندما التقاه أثناء زيارته لمصر فى 25/11/1952:
- (لم أكن قد اجتزت المراحل الأولى في التربية الإسلامية، وإعداد النفس، وأنه لا تزال هناك معركة قائمة بين بيئته، وما هو فيه من راحة ورخاء وفرص، وبين ما يطلبه الإيمان والجهاد من التضحية والإيثار والزهد، والقوة الروحية) وكان سيد قطب يرى أن الإخوان المسلمين (هى انجح حركة للتربية منذ أربعة قرون خلت) كما ذكر فى (لماذا أعدمونى) (4)
قطب رأس حربة في كبد الطغاة
لقد كانت سلطة عبد الناصر تمارس (التكفير السياسى) ضد مخالفيها، فلا حق لمن يجهر بمعارضة عبد الناصر في الحياة! فهو أما معتقل أو طريد شريد أو تحت التراب مقبورا! وذلك في الوقت الذى كانت الشيوعية الحمراء تمرح وترتع في أروقة الثقافة والأدب والاعلام والتوجيه، وكان يقع في حبائلها مثقفون وساسة وشباب.. لقد كانت حربا قاسية ضارية على الإسلام.
في هذا الجو كان سيد قطب وحده هو رأس الحربة الذى يقاوم هذا الهجوم الوحشى والهمجى على الإسلام وشبابه، أو بتعبير المستشار طارق البشري حيث يقول: لقد كان سيد قطب (كالمدفعية الثقيلة التى ترد على الهجمة من خندق الدفاع والثبات)
ففي مواجهة شرور الشيوعية والرأسمالية كتب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) و(السلام العالمي والإسلام) و(ومعركة الإسلام والرأسمالية)، وفي مواجهة انحرافات الحضارة وأخطائها كتب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، وفي مواجهة العقائد والتصورات والمناهج الضالة كتب (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) و(هذا الدين) و(المستقبل لهذا الدين)، وفي منطلقات العمل وخطواته الحركية كتب (معالم في الطريق). (5)
وقد علق البشري على ذلك:
- "لقد قيل إن سيد قطب فى "معالم في الطريق" بلغ قمة الرجعية لأنّه حكم على مجتمعنا كله بالجاهلية، ولكن فهم "معالم فى الطريق" فى إطار منطق الدعوة الإسلامية يكشف أن سيد قطب لم يغل فى الرجعية، بل غلا فى المقاومة (6)
لقد كان انضمام سيد قطب لصف الإسلام والعروبة في مواجهة صف الحضارة الغربية الوافدة، حدثا ضخما في التأريخ لتلك المواجهة. يقول أبو الحسن الندوي (مذكرات سائح في الشرق العربى) بعد مقابلته لسيد قطب واهدائه للندوى كتاب (معركة الإسلام والرأسمالية)، يقول الندوى: (ومن فتوح الإسلام الجديدة أنه يسخر لرسالته مثل هذا الكاتب الكبير والأديب المثقف) (7)
وقد مارس عبد الناصر هذه (التكفير السياسى) المستحل لدماء وكرامة من يخالفه في الرأي، ومن هؤلاء عائلة الشهيد سيد قطب فأخت سيد الكبرى "نفيسة" سُجنت وعُذبت، وابنها "رفعت " الطالب بكلية هندسة تم تعذيبه فى السجن الحربي للاعتراف على خاله إلى ان فاضت روحه، كما عُذب ايضا ابنها الثانى "عزمى" الطالب بطب، وعندما خُطبت "أمينة" لأحد الإخوان المسلمين المسجونين "كمال السنانيرىي" فى عام 1954 وتزوجته بعد الأفراج عنه عام 1973
وقد جاوزت ال50 من عمرها و اعتقل مرة أخرى عام 1981 عُذب فيها تعذيبا شديدا إلي أن مات ولقى ربه شهيدا وقد زعموا أنه انتحر، وقد شهد اللواء "سمير عيد" لجريدة الحقيقة العدد الثانى عشر 27/8/1988 "إن كمال السنانيري لم ينتحر كما قالوا و إنما قتلوه وكان "حسن أبو باشا" وزير الداخلية فى يومها موجود بالسجن ولم تثبت دفاتر السجن تواجده كعادتها وكانت هناك خطة لقتله تتضمن عدم الأبلاغ عنها الا فى اليوم التالى"
أما حميدة أصغر الأخوات فقد نالت نصيبها من التعذيب والعذاب وحُكم عليها بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة المؤبدة من القاضي بالمحكمة العسكرية الفريق "محمد فؤاد الدجوى" وكانت الوحيدة من آل قطب المحكوم عليها التى قضت منها ست سنوات واربعة اشهر..
أما ما حدث مع سيد نفسه بعد استشهاده، فقد كانت خصومته مع عبد الناصر وانتماءه الفكري للإسلاميين وراء إقصائه، وطمس إنتاجه الفكري والأدبي، بحيث لا تدرس أفكاره ونظرياته ضمن المناهج الدراسية، ولا يذكر اسمه في المحافل العلمية، مما سيجعل الناشئة تجهله تماما، وتجهل أن من رواد النهضة العلمية شخصا لامعا اسمه سيد قطب.
بل إن سيد لم يتم تجاهله على المستوى الرسمي فقط، وإنما تم تجاهله حتى من طرف الكتاب والنقاد الذين كان أكثرهم من العلمانيين، وبعضهم كان من تلامذته الذي تربوا على فكره وفي أحضان مدرسته، بل سلخ بعضهم أفكاره ونسبها لنفسه وتجاهل ذكر اسمه! (8)
شهادات من عاشوا معه وأخذوا عنه
لقد كان سيد قطب ينتمي إلى التيار الوسطي في العقيدة والفقه، والاتجاه الإنساني في الحرية، والتوجه الديمقراطي في الحكم، والمدرسة التقدمية تجاه المرأة، والنزعة الثورية في التغيير، والرؤية النقدية لدراسة التاريخ، والاتجاه الوحدوي الذي يجمع بين السنة والشيعة في بوتقةٍ واحدة... ففكر سيد قطب وفكر الوهابية ليسا سواء، والمسافة بينهما بعيدة بُعد المشرق عن المغرب، وبُعد الثُريا عن الثرى. (9)
لذلك لم يكن سيد قطب (تكفيريا)، وهذه شهادة أخيه الأستاذ محمد قطب حيث يقول:
- (لقد سمعت الشهيد يردد أكثر من مرة قوله: نحن دعاة ولسنا قضاة إن مهمتنا ليست إصدار أحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله.... نحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس، فلسنا دولة وإنما نحن جماعة مهمتها الدعوة لتبيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم) (10)
ويؤكد هذا المعنى مرة أخرى حيث يقول:
- (لقد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى؛ لأن المطالبة بإقامة النظام الإسلامي وتحكيم شريعة الإسلام ليست هي نقطة البدء، وإنما هي نقل المجتمعات ذاتها إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله، فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل في إقامة النظام الإسلامي) (11)
وعندما سُئل في التحقيق - وكانت إجاباته من منطلق أنها شهادة للتاريخ؛ حيث كان متأكدًا أنه سيصدر عليه الحكم بالإعدام، سأله المحقق: هل ترى أن هناك فرقًا بين المسلم المنتمى لجماعة الإخوان وغير المنتمى لتلك الجماعة؟
كانت إجابته المدونة في الأوراق:
- (الذي يميز الإخوان أن لهم برنامجًا محددًا في تحقيق الإسلام فيكونون مقدمين في نظري على مَن ليس لهم برنامج محدد) ثم سأله المحقق: فلم التمييز بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبةً وهم جميعًا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج؟
أجاب: (التمييز - في رأيي - ليس تمييز شخص على شخص، ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج، وأن كل فردٍ مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليًّا، وهذا هو وجه التمييز في رأيي) (12)
شهادات أنصفت سيد قطب
وهى شهادات تواترت عبر العديد من الافراد، وهى منقولة من مقال الدكتور محمد عبد الرحمن عضو مكتب الارشاد:
(1) شهادة عمر التلمساني:
كلفت قيادة الإخوان الأستاذ عمر التلمساني عندما كان سيلتقى به في السجن، بسؤال سيد قطب عن التكفير، فعاد عمر التلمساني بنفي الشهيد أنه يكفر أحدًا أو يقصد بجاهلية المجتمع تكفير الناس (شهادة أ. جمعة أمين).
وقول الأستاذ عمر التلمساني:
- "وما أراد الشهيد الأستاذ سيد قطب في يومٍ من الأيام أن يكفِّر مسلمًا... وإن كثرة ترداده "للمجتمع الجاهلي" لم يقصد بها تكفير المجتمع، ولكن تشديد النكير على الظلمة والطغاة والمستغلين والمشككين، وهو أسلوب تعرفه اللغة العربية"
(2) شهادة د. محمد بديع، ود. محمود عزت:
- أنه قال عمن فهم من كلامه تكفير المسلمين: (لقد حُملت كتبي وآرائي على حمارٍ أعرج)
(3) شهادة الداعية زينب الغزالي:
أنها سألته مباشرةً عام 1964م عندما زارها في منزلها عن إشاعة أنه يكفر الناس.. حيث بيَّن أن فهمهم هذا خاطئ لما كتبه، وأنه سيوضح هذا ويرد عليه في الجزء الثاني من "المعالم". (حوار مجلة المجتمع الكويتية 1982م، صـ 85 كتاب العبقري العملاق).
(4) شهادة الأستاذ سيد نزيلي:
(أنه - يقصد الشهيد سيد قطب - لم يتهم عامة المسلمين بالكفر، وكان يصلي خلف الإمام العادي، وكان يأكل ذبائح المسلمين، ويؤثر عنه في سجنه أن سُئل: "هل أنت تُكفِّر عامة المسلمين؟" فقال: "كيف أكفر عامة المسلمين وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وحب الدين متغلغل في وجدانهم وقلوبهم.."، ثم نادى على سجينٍ من أرباب الإجرام والمعروفين بالشراسة وسوء الخلق، وقال له: يا فلان إذا قابلك رجل ولعن دينك ماذا يكون موقفك؟ فقال هذا السجين: أقتله، فاستشهد سيد قطب بذلك في أن للإسلام قدسيةً واحترامًا في نفوس حتى الذين يُخيل إلينا أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام بأعمالهم)
ويقول أيضًا الأستاذ سيد نزيلي:
- ".. نحن الجيل الذي تربَّى على فكر سيد قطب لم نلحظ هذه الدعاوى التي تتهمه بالتكفير، وهو لم يطلب منا ذلك في الكتابات التي كان يرسل بها إلينا ويربينا عليها نحن جيل 65، نحن كنا نعيش بإسلامنا بين أهلينا ومجتمعنا ولم يخطر على بالنا أننا متميزون بأي شيء عن غيرنا من المسلمين".
ويقول:
- (وسيد قطب لم تكن كتاباته لانعزال هذه الفئة، بل كان يطلب من الشباب أن يندمجوا مع المجتمع حتى يغيروا هذا المجتمع)
- .. وقد انتهيت بعد لقائي بإخواني واستجلاء حقائق الأمور إلى: أننا لم نكفر مسلمًا ولم نعلم من الأستاذ سيد قطب أنه يأمرنا بالتكفير أو الانعزال عن المجتمع أو المفاصلة الشعورية التي يفهمها البعض خطأ بمعنى الانعزال". إ.هـ (صـ78، 88، 89 من كتاب العبقري العملاق).
(5) شهادة العالم الشيخ محمد عبد الله الخطيب
حيث ذكر أنه زار الأستاذ سيدًا في الفترة القصيرة التي خرج فيها من السجن عام 1964م، وأنه زاره في بيته يوم جمعة، فوجده عائدًا من صلاة الجمعة مصليًا وراء إمام المسجد، وحكى لي أحد الإخوان أنه رأى الأستاذ سيدًا يصلى خلف أحد المسجونين الجنائيين في فترة محبسه.. فهل يعقل أن الأستاذ يحكم بالكفر على عموم الأفراد والمجتمعات ثم يصلى وراءهم؟ (صـ 94 من كتاب العبقري العملاق).
(6) شهادة الأستاذ إبراهيم منير والأستاذ أحمد كنزي (من شعبة عابدين بالقاهرة):
- حيث إنهما وهما في السجن عام 1963م وصل إليهم من بعض الإخوان أن الأستاذ سيد يقوم بوضع كتاب عليه اتفاق من الجماعة هو (معالم في الطريق) وأن على الإخوان جميعًا خارج السجون قراءته.. وعندما اشتد المرض على الشهيد سيد قطب تم نقله إلى مستشفى قصر العيني، فتحايلنا على زيارته كل يوم جمعة - أسبوعيًّا تقريبًا - لنسمع منه ونستفسر
- ولم نسمع منه على الإطلاق أنه يعنى بالجاهلية تكفير الناس، ولم نسمع منه قولاً بكفر الحكام، ولم نسمع منه أن العزلة الشعورية عن الناس تعني مقاطعتهم والعيش في الكهوف والجبال وتجنب العمل في وظائف المجتمع، ولكنه كان يركز على إحياء معانى الإيمان في قلوب الأمة، ويعنى بالجاهلية جاهلية السلوك وليست جاهلية الاعتقاد.. وهذه شهادة بما علمت ألقى بها الله عز وجل: أنى لم أسمع منه خلاف ما قلت) (صـ7 كتاب العبقري العملاق للأستاذ إبراهيم منير)
ويقول أيضًا الأستاذ إبراهيم منير:
- (صرح الشهيد أكثر من مرة وفي أكثر من موضع أن من رغب في معرفة.. إننا دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم) (13)
خلاصة مهمة
- لم يكن سيد قطب له منهج مستقل عن منهج الامام البنا، فهو لم يدعى ذلك لنفسه
- لم يكفر سيد قطب أحدا، بل التزم بمنهج الإخوان المسلمين في أنهم دعاة لا قضاة
- كلمات وعبارات سيد قطب، بعضها يحتاج الى ضبط في ضوء منهج الإخوان المسلمين الذى ارتضاه لنفسه، خاصة أنها كتبت في أثناء المحنة ومتأثرة بجوها النفسى، وهذا مافعله المستشار حسن الهضيبي حين ألف كتاب (دعاة لا قضاة)
- من يتعامل مع بعض نصوص من كتابات سيد قطب بمعزل عن شهادات من عاصروه في فترة سجنه، سيخرج بنتائج لم يردها سيد قطب نفسه.
- أجمع الكل على صمود سيد قطب في مواجهة الطغيان الناصرى، وأنه كان مثالا جاذبا لاجيال لم تعاشره في الصمود والثبات في مواجهة الطغيان.
المصادر
- مجلة المجتمع عدد 115، ص:11. كيف دافع صلاح الخالدي عن أفكار سيد قطب الإشكالية؟
- (شهادة أ. طلعت الشناوي- وقد التقى بالشهيد وحاوره داخل السجن). ليس دفاعًا عن الشهيد سيد قطب (صـ 55 من كتاب العبقري العملاق).
- (راجع كتاب العبقري العملاق- وشهادة أ. جمعة أمين). المصدر السابق
- المصدر السابق
- رابطة أدباء الشام - الأديب الشهيد سيــــــد قطب
- https://bit.ly/3BxD6ZU
- مع سيد قطب في فكره السياسى والدينى
- سيد قطب.. الأديب الذي ظلمته الأيديولوجيا
- سيد قطب والوهابية.. ليسا سواء
- (من كتاب أعلام الحركة الإسلامية لعبد الله العقيل صـ 652)
- (كتاب شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر- المستشار سالم البهنساوى صـ 237، وكتاب العبقري العملاق سيد قطب صـ83 للأستاذ إبراهيم منير)
- لماذا أعدمونى؟
- (صـ 81 العبقري العملاق). ليس دفاعًا عن الشهيد سيد قطب