حسن هويدي
حسن هويدي فى سطور
- حصل على شهادة الثانوية العلمية، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة دمشق.
- حصل على شهادة الدكتوراه في الطب بتقدير "جيد" عام 1952م، وكانت رسالته لنيل شهادة لدكتوراه عن: فرط نشاط الغدة الدرقية Hyper Thyroidisme ثم حصل على شهادة التخصص في الأمراض الباطنة من كلية الطب في جامعة دمشق.
- نشأ في بيتٍ إسلاميٍ، وكان والده معروفًا في دير الزور، ملتزمًا بالدين والمساجد، وله أبلغ الأثر رحمه الله في مسيرة الدكتور.
- شغف بالعلم والدراسة منذ طفولته، فأخذ معظم العلوم الشرعية بوقت مبكر من علماء بلده وأبرزهم العالم الجليل الشيخ "حسين رمضان الخالدي" رحمه الله، ثم تابع تعليمه الشرعي جهود ذاتية عن طريق المطالعة والدرس لأمهات الكتب في مختلف الميادين.
- انضم إلى صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية شبابه، وعاصر الرعيل الأول وعلى رأسهم الأستاذ "مصطفي السباعي" رحمه الله وخلال متابعته لدراسته العليا في دمشق عُين عضوًا في المكتب التنفيذي للجماعة، وكان تاريخ انتسابه للجماعة عام 1943م.
- عاد بعد تخرجه إلى مدينته "دير الزور" فافتتح عيادته الخاصة لمزاولة تخصصه الطبي في الأمراض الباطنة.
- واصل العمل الدعوي الإسلامي من خلال موقعه في جماعة الإخوان المسلمين في "دير الزور" ثم في دمشق، وتعرض للكثير من المضايقات والاعتقال، فقد اعتقل عام 1967م في "دير الزور" ثم أفرج عنه، ثم اعتقل عام 1973م وسيق إلى سجن المزه في دمشق.
- بويع مراقبًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، وذلك بعد أن توحدت الجماعة عام 1400 هـ 1980م، وكان نائبًا للمراقب العام لعدة فترات.
- شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والفقهية والندوات الدعوية الإسلامية في أوروبا وأمريكا والبلاد العربية والإسلامية.
- اختير نائبًا للمرشد العام للجماعة في عهود المرشدين السابقين : السيد "محمد حامد أبوالنصر" والأستاذ "مصطفي مشهور" والمستشار "محمد المأمون الهضيبي" رحمهم الله جميعًا.
- استقر هويدي في الأردن مع مجموعة من إخوان سوريا بعد مواجهات دموية عنيفة مع السلطات في الثمانينات. وقررت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا تعليق انشطتها المعارضة ضد النظام في سوريا بعد أحداث غزة ، الامر الذي اوجد شرخا كبيرا في جبهة الخلاص التي تتكون بشكل أساسي من جماعة اخوان سوريا وعبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق اضافة الى تيارات أخرى.
- له عدة مؤلفات وهي :
- الوجود الحق.
- من نفحات الهدى.
- محاذير الاختلاط.
- الشوري في الإسلام.
- مفهومات في ضوء العلم "تحت الطبع".
اعتبر معارض سوري ان حسن هويدي المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذي توفي أمس في منفاه القسري عمّان، " من أهم الشخصيات السورية التي قادت ووجهت مسيرة الإخوان السوريين خلال العقود السابقة"، وأشار الى اننا " لم نسمع يوما ما انه اساء الى احد او اتهم احدا بشيء ليس فيه او انه مارس اي نوع من انواع الاقليمية الضيقة التي نراها ونحسها اليوم من بعض قادة الإخوان السوريين ، والتي يصرون عليها...".
وقال المعارض علي الأحمد
- "ان هويدي هو أحد كبار رجال الإخوان السوريين بعد ان تقلد عدة مواقع مهمة في مسيرة الجماعة السورية ، وكذلك على نطاق عربي حيث كان يشغل موقع نائب المرشد العام للإخوان في التنظيم العام لهم وهو واحد من آلاف السوريين الذين ذاقوا مرارة السجن والقهر والحرمان واجبر على امضاء قسم كبير من حياته في الغربة وعلى الموت فيها بعيدا عن وطنه واقاربه ".
وأضاف الأحمد
- "لقد اثبت جيل الراحل حسن والأجيال التي تبعته من أبناء سورية قدرتهم على تحدي المصاعب .."
د.حسن هـويدي ... علامة مضيئة فـي طريق الدعـوة
نقل عن د.حسن هويدي في وصف حال د.مصطفي السباعي في مرض وفاته منذ نصف قرن تقريباً قوله :
- " ولقد رأيته في مرضه يتكئ على العصا غادياً إلى الجامعة ورائحاً في الوقت الذي قعد فيه الأقوياء، وخمل فيه الأصحاء، ورُب مريض مشلول أشد من سيف مسلول "وكأنه كان يصف حاله حين موته !
نفس الحال التي كان الاستاذ كامل إسماعيل الشريف يعرفها بالفراسة فى وجوه شباب الإخوان فى معارك القناة قبل استشهادهم ، يميزها من خلال استبشار يطغى على مُحياهم ، وعبرحركة دائبة ونشاط غير عادي يسبق الموت. لكن استبشارهويدي على محياه كان ثمانيني الطلعه ، بينما حركته ونشاطه ينوء بتحملها الشباب أولو القوة .
كان دائم الأسفار متعهد الترحال ناشراً الدعوة مهاجراً بها حاملاً لها على غير عادة الشيوخ فى مثل هذه السن المتقدمة ، يطوف من اليمن إلى الإمارات و الكويت ومن لندن إلى استانبول والسودان ، لم تهدأ حركته وحتى وفاته ، كان يرتب للعودة الى السودان لمؤازرة البشير وشعبه ، ومساندتهم فيما يحاك ضدهم من مكائد؛
كان سفيراً للصلح يعيد الله به أواصر الثقة ، والوئام المفقود ، عاش متفائلاً بأنّ المستقبل لهذا الدين والحركات التي تحمله للناس ، مستشرفاً النصر يخرج من بين جنبات الظلم والقهر ، منتظراً الفجر ممتطياً جواده ،عابراً ظلام الليل ، لم تفارق الطمآنينة وجهه !
فى تلك الاثناء مات في مدينة عمّان فجر الجمعة 13/3/2009 ، وصلي عليه بمسجد الجامعة الأردنيّة، ودفن فيمقبرة سحاب الإسلاميّة بعد عقود من العطاء وآثارٌ رأي العين تمثل نبراساً ومعلماً للاهتداء لمن يريد ان يسلك الطريق من بعده ، ويتصدى للأجر .
ولد الدكتور حسن هويدي في قرية دير الزور بسوريا عام 1925م، ونشأ في كنف أسرة مسلمة مشهورةبالإباء والكرم. حيث حصل على شهادة الثانوية العلمية، فإنتسب إلىكلية الطب في جامعة دمشق، و حصل على شهادة الدكتوراه في الطب بتقدير "جيد" عام 1952م، وكانت رسالته لنيل شهادة الدكتوراه عن: فرط نشاط الغدة الدرقية ثم حصل علىشهادة التخصص في الأمراض الباطنة من كلية الطب في جامعة دمشق.
انضم إلى صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية شبابه في العام 1943م، وعاصر الرعيل الأول وعلى رأسهم د مصطفي السباعي رحمه الله وانتخب عضواً في مجلس شورى الجماعة، ثم مراقباً عامّاً لها في فترة عصيبة سنة 1981 ، وقاد الإخوان من المنفى ، وطالب الهيئات والمنظّمات بالسعي لإطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون ، ووقفالمجازر ، ولقي في مسيرته العديد من الصعاب وذاق مرارة الاعتقال و تعرض لمختلف صنوف المحن والابتلاءات انتهاءً بالهجرة القهرية ، والتشريد والتغريب .
منـاقـبه
عاش الرجل ربانياً يدعو إلى الله بلسان حاله قبل مقاله ، حسن الخلق شديد الحياء حلو المعشر، ينتقي أطايب الكلام ، ولا يذكر أحداً بسوء أبداً، يتحدث العربية الفصحى بطلاقة ، عرفه السوريون طبيباً بارعاً بكل مناحي الطب وشئونه ، وعالماً محقّقاً ، ثريّ الثقافة ، واسع الاطلاع حجة في العلوم الشرعية لا يبارى يبارز العلماء ويباريهم؛
دارت بينه وبين عالم سوريا محمد المبارك في عام 53 مساجلات ونقاشات وحوارات حول دعوة العالم الجليل لتنقية السنة الإسلامية من الشوائب ، فرجح رأي هويدي على حداثة سنه ، وكان يرى أن هذه الدعوة قد تكون وسيلة يستغلها بعض ضعاف النفوس وأعداء الإسلام في النيل منه ، والتشكيك فيه والإساءة إليه ،عين عضواً باتحاد المجلس الأوربي للإفتاء .
كان شديد المجاملة والملاطفة عظيم التأدب ،عف اللسان ، يجمع إلى حماسة الشباب المتوقّدة الوثابة، رجاحة العقل والحكمة والأناة، يؤمن بالحوار ويتبنّاه سلوكاً ومنهجاً حتى فى لحظات مرضه الشديد .
لم يهجوه عدو قط حتى أن مسئولاً امنياً قال للرئيس الاسد: إن "حزب البعث" في تاريخه كله لو كان فيه واحد فقط مثل "الهويدي" لحققنا مكسباً كبيراً على المستوى الشعبي.
لا يحب الظهور زاهداً فى الكلام والكتابة ، لا يكتب إلا ما يراه فرضاً ! ومن كلماته:(الظهور يقسم الظهور) .
كانت له جلسة أسبوعية يجلس فيها للترويح مع إخوانه يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ثم تكون لهم دروس فى العقيدة او التزكية أو التاريخ ، وليلة وفاته تحدث حديثاً رقيقاً خاشعاً عن الموت وقرأ من التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي وكان يقول: إن الميت كمن تاه في الصحراء بلا ماء ، والحسنات والأعمال الصالحة للميت فى القبر كالماء للتائه فى الصحراء ، وكان يكرر حديث الرسول لاصلى الله عليه وسلم :
" ألا أدلّكم على خير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله)
وأوصى بقراءة جزء يومي من القرآن ، وقول لا إله إلا الله 100 مرة ، و الصلاة على النبي 100 مرة ، والاستغفار 100 مرة ، ثم ذهب إلى بيته ولقى ربه جالساً فى محرابه بعد أن أدى صلاة الفجر ، وكان آخر ما يسعى فيه بالإضافة إلى استعداده لزيارة السودان التأكيد على لحمة الإخوان في سوريا.
وعودة الأستاذ عدنان سعد الله إلى صفوفها، حتى أن الأستاذ عدنان تكلم في عزائه وقال :"أطمئنوا فإن الجماعة أحسن ما تكون ترابطاً وتماسكاً وأكثر توحداً " .
اشتهر د. حسن هويدي كواحد من ابرز دعاة الوسطية ، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، بالمسالمة والمحاورة والنقاش ، ومن كلماته "لا نكتم النصيحة ولا نستسلم للخطأ، هذا هو الأصل الذي لا يخفى على أولى الألباب " وهومن دعاةالتطوير والتجديد في الآليات وفي التناول وكان يدعو الى تطبيق الشريعة معتبراً ان الشريعة كلها عدل ورحمة وان كثيراً من الناس يعيشون في أوهام أعداء الإسلام فيظلمونها بغير حجة ولا فهم،.
فعجباً لهذه الدعوة المباركة (دعوة الاخوان المسلمين) ما ان تلتقى ربانية مبادئها وعظمة افكارها بشاب صغير الا وتحوله مجاهد اً يبتغي استاذية العالم ويسعى لها يقدم فى سبيلها التضحيات ويبذل الجهود .
تحول الشيوخ فى سنوات الراحة والدعة وفى مرحلة قلة العطاء و انتظار الموت الى نماذج للجهاد والمثابرة والحركة والمداومة على حمل رآية الإسلام ، والدعوة اليها والدفاع عنها . أفئدة لا تتكاسل وعريكة لا تلين .
لذا نحن نفاخر بشيوخنا وعلى رأسهم د. حسن هويدي الذين قدموا أعظم صنيع للبشرية : الم يحملوا راية الإسلام اليها ؟ ألم يقدموا النماذج لها ، ويضربوا أعظم المثل ؟
ولا يسعنا الا أن نكرر ماقاله اخونا ابو أنس : فنحن لا نرثيك يا شيخنا. إنما نرثي لأنفسنا، ولا نبكيك يا شيخنا.. إنما نبكي على أنفسنا، فقد قمت بواجبك على أحسن وجه، وأدّيت رسالتك على أحسن ما يكون الأداء، ثم لقيتَ ربك راضياً مرضياً، على أحسن ما يكون اللقاء بين العبد وربه.
نحن نرثي لأنفسنا.. لأننا فقدنا علماً من أعلام هذه الأمة هي أحوج ما تكون إليه، وفقدنا رجلاً من عظمائها، في وقتٍ عزّ فيه الرجال. نحن نبكي على أنفسنا لأننا فقدناك في وقتٍ نحنُ أحوجُ ما نكون إليك.
رحم الله أخونا الكبير ووالدنا العالم الرباني الجليل د.حسن هويدي رحمة واسعة ، وجزاه عنا خيرالجزاء ورفع مقامه فى عليين مع الانبياء والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا
وصية الدكتور حسن هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه). رواه البخاري ومسلم.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأوصي أهلي جميعاً أن يتقوا الله، ويصلحوا ذات بينهم، ويطيعوا الله ورسوله، ويوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، وأوصيهم بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما أوصى به إبراهيم ويعقوب عليهما السلام: (يا بنيَ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
وأوصي بما يلي :
- أوصي أن يحضرني عند الوفاة، إن أمكن، من تتوسمون بهم الصلاح، يذكرونني بحسن الظن بربي عز وجل وبرجاء رحمته ومغفرته، كما يذكرونني بكلمة التوحيد، ليكون آخر كلامي من الدنيا: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
- وأوصي إذا خرجت روحي إلى بارئها أن يغمض عيني من حضرني، ويدعو لي بالخير، فإن الملائكة يؤمنَون على ما تقولون وتدعون عند الميت.
- وأوصي الجميع بأن لا يُلطم علي خدٌ، ولا يشق جيب ولا يناح، فقد تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالقة والحالقة والشاقة.
- وأوصي الجميع بمسامحتي، ولا أذكرُ أن لأحد عليَ دينا حتى كتابة هذه الوصية (عدا بعض ما يخص بعض رواتبي بين تقديم وتأخير، فيجب أن يضبط حسب القيود التابعة لذلك بحيث لا يبقى بذمتي شيء إن شاء الله).
- وأرجو أن يتولى تغسيلي وتكفيني من يتوسم به الصلاح وأن يعجَل بدفني وأن يكون ثمن كفني من مالي الذي تركت.
- وأوصي بأن ادفن في البلد الذي متُ فيه، وأرجو أن يجعل الله وفاتي في المدينة بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم .
- وأوصي من يضعني في اللحد أن يقول : (بسم الله وعلى ملة رسول الله) وأوصي أن يمكث الحضور بعد دفني قليلاً وأن يسألوا الله لي التثبيت والمغفرة والرحمة.
- وأوصي أن لا يبنى قبري باسمنت ولا جبص ولا رخام ولا يُرفع عليه بناء.
- وأوصي أبنائي وبناتي ببرَ والدتهم، وأن يتعاونوا جميعاً على البر والتقوى، وأن يبتعدوا عن المنازعة والاختلاف، وأن يحرصوا على صلة أرحامهم، ويستوصوا بأصهارهم خيراً، وأن لا يحرموني من الدعاء وقراءة القرآن، وجزى الله الجميع عني كل خير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الفقير إلى رحمته تعالى حسن هويدي شعبان 1426هـ
بعض حسنات الفقيد حسن هويدي يرحمه الله
رحم الله شيخنا أبا محمد ، فقد كان حكيماً حليماً هادئاً ، لاتسوقه العواطف والانفعالات ، وله من المواقف العظيمة التي لاينساها تاريخ الحركة الاسلامية في سوريا ...منها:
- في بداية السبعينات الميلادية، عندما انقسم الاخوان السوريون يومها إلى إخوان حلب وإخوان دمشق ، بقي الدكتور حسن يرحمه الله ، وبعض الأخوة من حماة وادلب على الحياد ، وسمي ذلك ب (المراكز المتفقة) ، وكان منهم كذلك الشيخ مروان حديد يرحمهم الله جميعاً ، وحاول مروان وحاول الجميع في هذه المراكز المتفقة إعادة اللحمة إلى صف الإخوان السوريين ، ولكن شاء الله أن يرسخ الانقسام يومها ليستمر حتى نهاية (1980) فيكون الدكتور حسن يرحمه الله أول مراقب عام عند عودة اللحمة للصف يومذاك ...
- وفي عام (1982م) وخلال النفير لنصرة حماة ، بينما كانت وحدات الجيش تدمر المدينة وتقتل آلاف النساء والأطفال والشيوخ ، ورأى كثير من شباب الإخوان وبعض الشيوخ أن ينصروا حماة، وينزلوا من العراق عبر البادية السورية لنصرة حماة، بأسلحتهم الفردية طبعاً.. وكان الحماس والعاطفة تغلي في صدور الشباب المؤمن الذي زاد شوقه إلى الجنة ..
لكن ذلك من الناحية العسكرية مقامرة ، وقال أحدهم: ضابط مدفعية يقضي على هذا النفير الذي نزل لنصرة حماة بينما يشرب كأساً من الشاي ... وعندئذ تحمل الدكتور حسن يرحمه الله المسؤولية أمام الله ، وقرر بحزم إلغاء النفير ... مما سبب حنقاً عند الشباب على قيادة الإخوان عامة وعلى الدكتور حسن خاصة ، ولكن الرجل تحمل المسؤولية، واستخدم صلاحياته وألغى النفير، ومنع الشباب من تلك المقامرة ... رحمه الله رحمة واسعة ...
وإنه موقف عظيم ، حقن فيه دماء مئات الشباب من خيرة أبناء الإخوان ، كانت العاطفة تسوقهم نحو حب الشهادة، وبأمل مساعدة حماة في محنتها التي لم ير التاريخ لها مثيلاً ....ساصأسأ
رحمك الله يا أبا محمد ، فقد كنت مثالاً يحتذى في الحكمة والحلم والأناة ، واسأل الله عزوجل أن يجعل ذلك وأضعافه في ميزان حسناتك ....ونسأله تعالى أن يلحقنا بك في جنات الخلد ، إنه غفور رحيم ، على كل شيء قدير ...
المرشد العام ينعى نائبه حسن هويدي
ينعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين للأمة العربية والإسلامية نائبه حسن هويدي، الذي لبَّى نداء ربه في العاصمة الأردنية عمَّان بعد حياة حافلة بالعطاء على كافة المستويات.
وقال المرشد العام في نعيه إن وفاءً لرجل بحجم المجاهد حسن هويدي لا تعدله كلمات ولا تكافئه جُمَل، غير أن عزاءنا أنه لقي ربه ثابتًا على دربه، متمسكًا بحبله، محتسبًا كل ما لاقاه قُربى لرضا بارئه، وإننا إذْ نودع اليوم هويدي فلا يسعنا إلا أن نقول فيه ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأضاف: نقول لكل محبي هويدي سيروا على ما سار عليه؛ حيث سار على درب الدعوة المباركة قبل 66 عامًا؛ حيث ارتبط بها عام 1943م، فكان خير حاملٍ لرايتها داخل سوريا وخارجها، سطر بعلمه وعمله في صرحها سطورًا نفيسة، وترك بسيره على دربها أثرًا لا تخطئه العين، وما لانت له يومًا قناة بسبب محنة أو ابتلاء.
واختتم عاكف نعيه لهويدي داعيًّا الله عز وجل أن يشمله برحمة واسعة، وأن يجعل نُزُله اليوم أولى خطواته في رحلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
هذا ومن المقرر أن يُشيَّع جثمان الفقيد عقب صلاة الجنازة عليه عصر اليوم الجمعة 13 مارس 2009م بالعاصمة الأردنية عمَّان.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعي الفقيد الراحل
تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، للأمتين العربية والإسلامية، وللشعب السوري، ولأبناء جماعة الإخوان المسلمين في كلّ مكان.. العالم العامل الداعية المجاهد، نائب المرشد العام، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، فضيلة الدكتور حسن هويدي، الذي وافاه الأجل فجر هذا اليوم الجمعة 16 ربيع الأول 1430 الموافق 13 آذار 2009، في مهجره في مدينة عمان في الأردن، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، أمضاه في ميادين العمل الإسلاميّ والدعوة إلى الله.
ولد الفقيد رحمه الله تعالى في مدينة دير الزور في سورية، في مطلع عام 1925، وكان أحد رجالات الرعيل الأول من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذين لم ينقطعوا في أيّ مرحلة من مراحل السير، عن العطاء والبذل، وكان يعمل بعزيمةٍ ودأب، حتى الساعات الأخيرة من حياته الحافلة بجلائل الأعمال.
ستكون الصلاة على الفقيد، في مسجد الجامعة الأردنية في عمان، بعد صلاة عصر اليوم الجمعة، وسيوارى مثواه الأخير في مقبرة سحاب قرب عمان، وسوف تُقبَلُ التعازي في منزله في حي المدينة الرياضية في عمان، بعد صلاة المغرب، ولمدة ثلاثة أيام.
رحم الله الفقيد، وتقبل منه صالح ما عمل، وألحقه بالصالحين. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين.
وتتقدّم جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إلى أسرة الفقيد وأنجاله وبناته وأحفاده وإخوانه، وإلى الشعب السوريّ.. بأحر مشاعر العزاء، سائلين المولى عز وجل أن يلهمنا جميعاً الصبر وحسن العزاء، وأن يأجرنا في مصيبتنا ويعوضنا والمسلمين خيراً.
إنا لله وإنا إليه راجعون..
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.
علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية 13/3/2009.
كلمة الأستاذ البيانوني المراقب العام للإخوان في سوريا في مجلس العزاء بوفاة الدكتور حسن هويدي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فنحن لا نرثيك يا شيخنا أبا محمد .. إنما نرثي لأنفسنا، ولا نبكيك يا شيخنا .. إنما نبكي على أنفسنا، فقد قمت بواجبك على أحسن وجه، وأدّيت رسالتك على أحسن ما يكون الأداء، ثم لقيتَ ربك راضياً مرضياً، على أحسن ما يكون اللقاء بين العبد وربه؛ فقد لقيتَه بعد أن أدّيتَ صلاة الفجر يوم الجمعة، وأنت جالسٌ في محرابك، تذكرُ الله وتسبّحه وتحمده، كما هي عادتُك وديدنُك في كلّ وقتٍ وفي كلّ حين. وهل هناك أطيب من هذا اللقاء!.
ومن منا لا يتمنّى لنفسه مثل هذه الخاتمة؟. فهنيئاً لك لقاء ربك وأنت على هذه الحال التي ترضيه، وهنيئاً لك هذه الخاتمة السعيدة وأنت تناجيه.
نحن نرثي لأنفسنا .. لأننا فقدنا علماً من أعلام هذه الأمة هي أحوج ما تكون إليه، وفقدنا رجلاً من عظمائها، في وقتٍ عزّ فيه الرجال. نحن نبكي على أنفسنا لأننا فقدناك في وقتٍ نحنُ أحوجُ ما نكون إليك.
عرفناك يا شيخنا عالماً ربانياً يدعو إلى الله بحاله قبل مقاله، تعلّمنا الخشوع من صلاتك، وتعلّمنا الذكر من لسانك الذي كان دائماً رطباً بذكر الله. كنتَ تُفيضُ علينا بصفائك وروحانيتك لتتحوّلَ جلساتنا معك إلى روضاتٍ من رياض الجنة.
وما زلت أذكر تلك اللقاءات الأسبوعية الروحانية، التي أكرمتنا بالاستجابة إليها، وكنتَ سعيداً بها لأنها تنسجمُ مع طبيعتك الربانية، وتلتقي مع حرصك على الارتقاء بإخوانك إلى هذه المرتبة التي أكرمك الله عز وجلّ بها.
عرفناك يا شيخنا جريئاً في الحق لا تأخذك في الله لومة لائم، صلباً في مواقفك تجاه الظلم والطغيان والعدوان، وتعرّضت من أجل ذلك لمختلف صنوف المحن والابتلاءات من السجن والهجرة والتشريد. ومع ذلك كنت ثابتاً على الحق، صابراً على الأذى، حليماً، عفيف اللسان، تجمع إلى حماسة الشباب المتوقّدة، رجاحة العقل والحكمة والأناة.
عرفناك يا سيدي طبيباً بارعاً، وعالماً محقّقاً، ثريّ الثقافة، واسع الاطلاع، يؤمن بالحوار ويتبنّاه سلوكاً ومنهجاً، أكرمك الله بمجموعةٍ من الخصال الحميدة قلّما تجتمع في شخصٍ واحد، فقد كنت حسن الخلق، طيب المعشر، متواضعاً، قريباً من القلب.
عرفناك يا شيخنا عاليَ الهمة، قويّ العزيمة، دؤوباً، لا تخلدُ إلى الراحة، ولا تضعف أمام المرض والشيخوخة، ما دامت ساحاتُ العمل وميادينُه بحاجةٍ إليك.
ولذلك يا سيدي، ولما عرفناه فيك، كنتَ المثالَ للداعية المؤثر، والأنموذجَ القدوةَ للمربي الناجح، والقائدَ الذي جمع الله عليه القلوب، ولذلك كان لك دورك الرائد على مستوى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وعلى مستوى الجماعة في كل الأقطار، بل وعلى المستوى العربي والإسلاميّ والدوليّ. كنت المتفائل دائماً بنصر الله، الواثق بأن المستقبل لهذا الدين.
ولذلك يا سيدي نلت احترام الخصوم قبل الأصدقاء، ومحبة البعيد قبل القريب.
ومن المفارقات العجيبة يا سيدي، أنّ رجلاً مثلك، يملك كلّ هذه القدرات، ويتحلّى بكلّ هذه الصفات، ويضطلع بكلّ هذه المهمات، يوافيه الأجل بعيداً عن وطنه، مهاجراً إلى الله عز وجل من ظلم الطغاة والمستبدّين، محروماً من وداع أهله وعشيرته وأبناء بلده وأحبابه، قبل أن يواريَه مثواه الأخير.
لكنك لست وحدك في هذه المحنة، فقد سبقك في ذلك العشرات بل المئات من القادة والعلماء الذين حُرِمَت منهم بلادهم ومجتمعاتهم، كما حُرِموا هم أن يكحّلوا عيونهم قبل وفاتهم برؤية بلادهم وأهليهم وأحبابهم.
لذلك كله يا شيخنا، فإننا لا نرثيك ولا نبكيك، إنما نرثي لأنفسنا ونبكي على أنفسنا، نحن الذين ما زلنا نعاني من لأواء الطريق، وصعوبة السير، وشدة المحنة والابتلاء. وعزاؤنا فيك يا سيدي، أنك قمت بواجبك على أحسن وجه، وأدّيت رسالتك على أحسن ما يكون الأداء، ولقيت وجه ربك على أحسن ما يكون اللقاء.
وصدق الله عز وجل إذ يقول:
- (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا).
أسأل الله عزّ وجلّ أن يسدّد خطانا على الطريق الذي سلكه شيخنا أبو محمد، ورسم لنا بسيرته العطرة معالمه، وأن يحسن ختامنا كما أحسن ختامه، وأن يغفرَ لشيخنا ويسكنه فسيح جناته، وأن يعليَ مقامه عنده، مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
14 آذار 2009م أبو أنس
الدكتور حسن هويدي رحمه الله بقلم الأستاذ عصام العطار
فاجأني وأوجعني وأحزنني أشدَّ الحزن هذا اليوم:
- (الجمعة 16 ربيع الأول 1430ه - 13 آذار مارس 2009م) نبأ وفاة الأخ الجليل الحبيب العالم العامل التقيّ الصالح الدكتور حسن هويدي (أبي محمد) رحمه الله تعالى.
أكثرُ من خمس وستين سنة من التعارف والتآلف والأخوّة والمحبة والصداقة والتعاون في مجالات الدعوة والتربية والعمل الاجتماعيّ والسياسيّ.
أكثرُ من خمس وستين سنة تَفَرَّقَتْ بنا في بعضها البلدان، واختلفتِ الظروف والأحوال والاجتهادات؛ ولم تتفرّق فيها القلوب، ولم تَهِنْ فيها الْوَشَائج، بل ازدادتْ على الزمن والتجارب بصيرةً وقوةً وعمقاً، فكان يحرص أشدّ الحرص في سفراته الدعوية إلى أوروبا على أن يلقى أخي الدكتور محمد الهواري ويلقاني في المدينة التي نقيم فيها في ألمانيا: مدينة آخن، فنقضي في كلّ زيارة من زياراته ساعات من أثمن الساعات وأحلى الساعات، في جوٍّ من المحبة الخالصة، والثقة الصادقة، والشوق والبوح بما في السرائر .. ساعات فيها العامّ والخاصّ، والعلم والفكر، وحديثُ العاطفة والقلب، وعِبَرُ الماضي، ومشكلاتُ الحاضر، وتطلّعاتُ المستقبل.
بعضُ حياتي جُزْءٌ من حياة حسن هويدي ..
وبعضُ حياة حسن هويدي جزء من حياتي ..
بعضُ تاريخي جزء من تاريخه ..
وبعضُ تاريخه جزء من تاريخي ..
وأبو محمد وبعضُ من بقي لنا من شيوخنا الأجلاء هم صلتنا بأصول دعوتنا، ونشأة حركتنا، وشبابنا وجهادنا، ونهوضنا وعثراتنا، ونجاحاتنا وإخفاقاتنا، وتجاربنا ودروس تجاربنا، وذكريات من فقدنا على الدرب من أساتذتنا وإخواننا وأحبابنا .. فلا غَرْوَ أن نشعر بفراغ كبير بعده في معرفته وتجربته وأمانته، وهمته وعطائه وقدرته، وأن نحزن هذا الحزن لفقده، وحرماننا وحرمان أجيالنا من مثله.
نحزن لفقده ولا نحزن له، فقد كان ما علمنا (ولا نزكّي على الله أحداً) مؤمناً صادق الإيمان، محبّاً لله ورسوله، مجتهداً في ذكر ربه وشكره وحسن عبادته، عاملاً بطاعته مجانباً لمعصيته، وإننا لنرجو له ما وعد اللهُ به عباده المتقين الصالحين من المغفرة والكرامة والثواب، والآخرةُ خير للمتقين الصالحين وأبقى.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس .. وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله.
والسلام عليك يا أخي الحبيب يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته.
وإلى اللقاء في ظلّ عرش الله تبارك وتعالى إن شاء الله.
وتعزيتي إلى السيدة الجليلة أم محمد صبّرها وأعانها الله، وإلى أبناء الفقيد وبناته وأحفاده وحفيداته وأصهاره وإلى سائر أسرته وأهله، وإلى "إخوانه" وأصدقائه حيثما كانوا من الأرض.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
إقرأ أيضا
للمزيد عن الإخوان في سوريا
1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان. 2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م). 3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م). 4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م). 5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م). 6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م) |
7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر). 8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م) 9- د. حسن هويدي (1991- 1996م). 10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م) 11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010) . |