جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف
مقدمة
وضع الإخوان على رأس أولوياتهم الاهتمام بالتربية والعمل على إصلاح التعليم، لاستشعارهم أهميتها لإصلاح المجتمع. نشط الإخوان في العمل التربوي وإصلاح المجتمع، وقدموا الرؤى النظرية وأتبعوها بالمفاهيم العملية لإصلاح التعليم والعمل الصحي والخدمي للمجتمع فأنشأوا المدارس وفصول محو الأمية كما نشروا فكر وعمل المستوصفات الطبية
واستشعروا المعاناة التي يعيشها المواطن فعملوا على تقديم يدي العون له قد استطاعتهم، وظلوا كذلك حتى حلت جماعتهم في 8 ديسمبر من عام 1948م، ودخول الجماعة في دوامة الحرب الشرسة التي تنتهي بتغيب الجماعة أكثر من عشرات السنين في السجون قبل أن يموت جلاديهم ويخرجوا في أوائل السبعينيات، ليعيدوا المنهج الإصلاحي مرة أخرى.
وبدأوا هذا الأمر بإنشاء أكبر جمعية طبية إسلامية في الشرق الأوسط، وما أن خرج جميع الإخوان من السجون فانطلقوا في كل المحافظات يدشنون المنهج الإصلاحي في التعليم ويعملوا على تقديم الخدمات لجموع الشعب المصري.
جمعية الدعوة ببني سويف
لقد بدأ الإخوان في أواخر السبعينيات من تدشين الجمعيات الإسلامية فكانت البداية الجمعية التربوية الإسلامية في الغربية ثم جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف والتي ضمت العديد من المدارس التربوية بمختلف مراجلها، كما أنشئت المستشفيات والمستوصفات الطبية والتي انتشرت في المراكز المختلفة للمحافظات لخدمة جموع الفقراء وحققت نجاحات كبيرة على أرض الواقع.
نشئت جمعية الدعوة الإسلامية وسجلت برقم 176 في يوم 21 يونيو 1977م وكان باكورة هذه الجمعية هي تأسيس مسجد الدعوة الإسلامية، وفي العام التالي لإنشاء هذه الجمعية المباركة أي في عام 1978م أنشأ حضانة الدعوة الإسلامية بشارع المدارس أمام سكن مدير أمن بني سويف، وكذلك مدارس الدعوة الابتدائية ببني سويف والفشن.
ثم ناصر و الوسطى في عام 1979م ، بعد ذلك تم إنشاء مستوصفات ببا وناصر ومستشفى الدعوة الإسلامية كان الحاج حسن جودة مؤسس هذه الجمعية يشاركه هذا الفضل الحاج محمود الأسيوطي وممدوح الدرديري وعبد الرؤوف بدران والحاج عبده طلبة، والحاج حسن الخضري، والشهيد محسن حسين ومختار إسماعيل ومصطفى طعمة وغيرهم. (1)
أهداف الجمعية
كان منهج وأهداف الإخوان واضح في نشأة هذه المؤسسات التي كانوا ينشدون من ورائهم غرس معاني التربية في قلوب المجتمع وتأليف القلوب لدين الله والعمل على تقديم أفضل الخدمات للمحتاجين ولجموع الشعب في ظل غياب كامل للحكومة
ولذا كان من أهداف هذه الجمعية:
- الخدمات الثقافية والعلمية: وذلك بمدارسة القرآن الكريم والسنة النبوية وإقامة فصول لتحفيظ القرآن الكريم والعودة بالمسجد إلى رسالته الأولى.
- نشر الوعي الإسلامي: وذلك بعلاء كلمة التوحيد الخالص لله بين المسلمين والمسلمات لتكوين الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والحكومة المسلمة.
- المساعدات الاجتماعية: وذلك بفتح فصول للتقوية للطلبة والطالبات بمختلف المراحل التعليمية وإقامة مشغل للأخوات ومستوصف للعلاج الخيري ونشر الوعي الصحي.
- رعاية الأسر إسلاميا: وذلك ببناء المدارس التي تعد الطفل المسلم وتربيه مع تكوين الأسر الإسلامية التي تمثل النواة الأولى للمجتمع المسلم.
- رعاية الطفولة والأمومة: وذلك ببناء الحضانة الإسلامية لتنشئة الأطفال على التقاليد والعادات الإسلامية.
- بناء المجتمع إسلاميا: بتدعيم رباط العقيدة والأخوة والمحبة بين المسلمين والمسلمات مع إقامة المشروعات الاقتصادية والإسلامية. (2)
أثرها على أرض الواقع
ظهرت الجمعية في وقت كان الجهل منتشر، والفقر يسيطر على معظم الشعب – خاصة مع الانفتاح الذي قام به السادات وأدى لظهور الطبقية المقيتة - ومن ثم لامست هذه المؤسسة قلوب الناس الذين سارعوا لتقديم أبنائهم إلى الحضانة والمدارس، وسعوا إلى المستوصفات
بل كثير منهم سارع للمعاونة بالجهد والمال لإتمام هذا الصرح الذي خدم جموع المحافظة، وقد كللت هذه الجهود بتحقيق بعض الأهداف حيث تم إقامة حضانة إسلامية تستوعب 400 طفل – في حينها – يتربون على العادات والتقاليد الإسلامية، كما أقاموا مشغل لتعليم الأخوات بحيث تتخرج منه دفعة كل 3 شهور.
أقامت الجمعية أيضا مدرسة إسلامية بمدينة الفشن ضمت وقتها 7 فصول، كما عمدت الجمعية لإنشاء مسجد ومدرسة وحضانة بمدينتي ببا وبوش، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أنشئوا جمعية تعاونية استهلاكية. (3)
يقول الشيخ عبد الخالق:
- في عام 1986م تم افتتاح فرع للجمعية ومدارسها في مدينة ناصر (بوش) حيث تولى مسئوليته من عام الافتتاح حتى عام 1995م حينما تم القبض عليه في القضية العسكرية، ثم فرع في الفشن والواسطى وببا وسمسطا وأهناسيا غير أن الثلاثة أفرع الأخر شهدوا بعض الضعف في بداية النشأة بسبب انتباه الأمن لنشاط الجمعية والعمل على عرقلتها.
ويذكر أنه عام 1979م افتتح أول مستوصف في بني سويف والذي سرعان ما تحول لمستشفى كبيرة تخدم المحافظة. لقد اشتملت مستشفى الدعوة التخصصي على 40 سرير ووحدة عناية مركزة ومعمل تحليل ومركز أشعة ويتبع لهذه المستشفى 7 مستوصفات تخدم أكثر من 1000 مريض يوميا على مستوى المحافظة وذلك في أبريل من عام 2011م.
وفي مجال التعليم توسعت مدارس الدعوة حتى أصبح يعمل بها ما يقرب من 800 مدرس ومدرسة وعامل، حيث كان يتولى الإشراف على فرع الواسطى الحاج عزمي، كما تولى الشيخ عبد الخالق الشريف الإشراف على فرع بوش، وتولى الأستاذ ماهر عباس وعباس حسب الله الإشراف على فرع ببا، وفي فرع الفشن تولى الأستاذ ماهر محي الدين الإشراف عليه. (4)
في وجه المحن
منذ نشأت الجمعية وكان مسئولها هو الحاج حسن جودة حتى توفاه الله، ثم تولى مسئوليتها الدكتور محمد بديع حتى أصبح مرشدا عاما، ثم تولى خلفه الحاج سيد هيكل وذلك بعد ثورة يناير 2011 ولمدة عام، ثم اسندت رئاسة الجمعية إلى الشيخ عبد الخالق الشريف منذ ذلك التاريخ حتى وقوع الانقلاب العسكري في مصر وسيطرة الدولة على الجمعية.
ولقد مرت الجمعية بمواجهات مع الدولة خاصة حينما أدركت ما تقوم به الجمعية من خدمات وتصحيح للوعي لدى الناس، حيث قام نظام مبارك بحل الجمعية، حتى استطاع القائمون عليها استردادها مرة أخرى بعد ثورة يناير 2011م.
لكن ما أن وقع الانقلاب العسكري عام 2013م حتى تعرضت الجمعية ومدارسها ومستوصفاتها لحملة مصادرة شديدة وحل مجلس إدارتها المنتخب من قبل الإخوان بقرار رقم "9133" وتعيين مجلس إدارة كان من أهدافه تخريب وتشويه هذه المؤسسة.
المراجع
- صفحة الجمعية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
- مجلة الدعوة: العدد 63 السنة 31، رمضان 1401هـ - يوليو 1981م، صـ 26.
- مجلة الدعوة: المرجع السابق.
- صفحة الجمعية: مرجع سابق