نظرات في منهاج الإمام الشهيد حسن البنا الإصلاحي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نظرات في منهاج الإمام الشهيد حسن البنا الإصلاحي

بقلم:أ.عدنان سعد الدين*


نظرات في منهاج الإمام الشهيد حسن البنا الإصلاحي

أ.عدنان سعد الدين

شاع في السنوات الأخيرة مصطلح (الإصلاح)، وتمَّ تقديمه على أنه اسم لمشروع غربي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على فرضه على ما يُسمَّى بدول العالم الثالث.

ونسي أو تناسى الكثيرون أنَّ الإصلاحَ هو مصطلح إسلامي ورد ذكره في القرآن الكريم﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾ (هود: من الآية 88).

ولدي دراسة معمقة في تاريخ الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يتبين أنه كان رائدًا من روِّاد الحركة الإصلاحية المعاصرة، وأنه وعلى الرغمِ من استشهاده في سنٍّ مبكِّرة، وفي ريعان الشباب، وقمة العطاء، طرح نظراتٍ واجتهاداتٍ متقدِّمة جدًا، وجدت ضرورة طرحها للأجيال الحالية في هذه المقالة المركّزة والمكثفة.

مَن هو حسن البنا؟

إنه حسن بن أحمد عبد الرحمن الساعاتي الملقب بحسن البنا، وُلد في قريةِ المحمودية من مديرية البحيرة في مطلع القرن العشرين الميلادي عام 1906 م، أكمل تحصيله الابتدائي والمتوسط في بلدته، ودرس بمعهد المعلمين في مدينة دمنهور، وتتلمذ على والده الشيخ أحمد عبد الرحمن، الرجل الصالح، والمحدث الكبير، صاحب شرح وتحقيق المسند لأحمد بن خليل، وعلى عدد من الشيوخ، فأخذ من التصوف الزهد وتطهير النفس وتزكيتها، وتنقية القلب من العلل والشوائب، كما أخذَ من السلفيةِ الطريقة والاتباع مبرّأة من الجمود والجفوة والتطاول على العارفين وذوي الصلاح، وعندما التحق بدار العلوم في القاهرة نال شهادتها وكان الأول بين طلابها.

الإمام الشهيد:حسن البنا

في مدينة الإسماعيلية التي باشر مهنة التعليم في مدارسها، شرع بوضع الأسس في بناء كبرى الحركات الإسلامية عام 1928 م الموافق 1347 هـ، ولما يحصل على مكثه في الإسماعيلية عام واحد، إذْ تضافرت عوامل عدة في تكوين شخصيته القيادية الفريدة، فقد حباه الله تعالى عقلاً راجحًا، وذكاءً حادًّا، وبديهة حاضرة، وقلبًا كبيرًا يسع المحسن والمسيء، وإحساسًا مرهفًا، وذاكرة عجيبة، وفراسة تنظر بنور الله، وكان مفتاح شخصيته الزهد ونكران الذات، والخروج من سلطان الدنيا، وتحرره من التفكير بها، أو الاهتمام بشأنها أو متاعها، ذكر من دخلوا منزله إنهم شاهدوا صورةً من الزهد تذكر بما كان عليه العارفون الكبار من أمثال الإمام أحمد بن حنبل (1)

لقد كانت تجربته المبكرة، ومشاهداته المثيرة عاملاً حاسمًا في وضوحِ الرؤية، وتحديد الهدف لديه، فقد راعه ما رآه في أوساطِ الشيوخ من انقسامٍ وصراع، واستفزته رؤية المعسكرات البريطانية جاثمة على صدر الوطن، وآلمه تفشي البؤس والفقر والحرمان في السواد الأعظم من المصريين لحساب المستعمر والملاّكين الكبار والشركات الأجنبية، كما راعه تخاذل القصر والأحزاب السياسية أمام العدو المحتل، فشرع بوضع نظريات العمل الإسلامي، وأطلق الشعارات، وحدّد الغايات، ورسم الخطط، وشرع في مخاطبة الشعب وتوعية الجماهير وبناء التنظيم، وهو دون الخامسة والعشرين، وكتب رسائله كالمتون في اختصارها ودقتها، فجاءت أعماله من حيث النضج والاكتمال في بدايتها مثلها في نهايتها.

كان رحمه الله يملك جاذبيةً لا تُقاوم في ذلاقةِ اللسان، وسحر البيان، والاستشهاد بآي القرآن، فإذا بالإسماعيلية مركز القيادة للجيوش البريطانية المحتلة تصبح قلعة المقاومة وحصن الجهاد وموئل الأبطال من أمثال شيخ الفدائيين يوسف طلعت، وقائد المجاهدين محمد فرغلي رحمها الله وأعلى مقامهما.

انتقل الإمام حسن البنا إلى القاهرة عام 1932 م لتكون مقرًّا لقيادةِ التنظيم، وسرعان ما أثمرت حركته رحمه الله قطوفًا يانعة، فسددت لها حكومة حسين سري أولى الضربات فانتشرت في القطر المصري من أدناه إلى أقصاه، ودخلت بيوت المثقفين والموظفين والعمال والفلاحين، فعاجلتها حكومة السعديين برئاسة إبراهيم عبد الهادي بضربة قاسية عام 1948 م، فجاءت ردة الفعل اتساع دائرتها لتصل إلى الأقطار العربية، وعندما قررت حكومة جمال عبد الناصر القضاء المبرم عليها عام 1954 م ورفعت قادتها وعلماءها على أعواد المشانق، وأعربت جميع القوى الكبرى على لسان صحفها عن ارتياحها وسعادتها (2) كانت النتيجة وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى جميع أنحاء العالم، ودخولها القارات الخمس وانتشارها في أكثر من خمسين بلدًا، وكذلك في أوساط الأقليات والجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا وجميع بقاع العالم.

لسنا بصدد دراسة شافية عن الإمام حسن البنا في هذه المذكرات والذكريات، فهذا يحتاج إلى مجلدات، والرجل متعدد الجوانب والمواهب، بيد أن إلمامه سريعة عن شخصية وأفكاره وبعد نظره في أمور كثيرة وخطيرة لا بد منها، باعتباره مؤسسًا وقائدًا لكبرى الحركات والجماعات الإسلامية في العصر الحديث.

حسن البنا واحد من العمالقة الكبار في هذا العصر، جدّد للأمة الإسلامية دينها، وأحيا آمالها، وأيقظها من سباتها، وأسمعت صيحته أرجاءها، أسس كبرى الجماعات الإسلامية في القرن العشرين الميلادي (الرابع عشر الهجري)، وأنشأ جيلاً بل أجيالاً صلبة عازمة على التغيير والتحرير والنهوض الكبير، وانتقل بالعمل الإسلامي من حيز النظريات والفرضيات إلى سوح الجهاد والبناء، وأعطى من نفسه القدوة في العطاء والفداء، والإخلاص والتجرد ونكران الذات.

نظرات في منهاج الإمام الإصلاحي

الإمام البنا مع الصحفي روبير جاكسون

إنَّ معظم الدراسات التي تناولت سيرة حسن البنا رحمه الله اقتصرت على سجاياه، وصفاته، وشمائله، وسيرته الذاتية، وقلَّما وقعت عيني على دراسة تتناول تجديده الديني وإصلاحه الاجتماعي، وفكره السياسي، وفي هذه العجالة أُشير إلى نظرات ومواقف مهمة تلقي الضوء على شخصية الإمام، ومنهجه في الإصلاح، وسبقه في قضايا كثيرة تقدم بها على غيره من المفكرين.

1- حدد منذ وقت مبكر دعائم عدة لدعوة الإخوان، فذكر منها أنها ربانية تستمد من هذه الصلة روحانية تسمو بها إلى طهر الإنسان، وإنها عالمية موجهة إلى الناس كافة (فالبشرية عائلة واحدة، أبوها آدم وأمها حواء). (3)

2- عني- رحمه الله- بالإصلاح الاجتماعي بعد تأسيس الجماعة بوقتٍ قصير فبنى المساجد، وأنشأ المعاهد للينين والبنات، وأقام الأندية، وأسس مقرات لحفظ القرآن الكريم، وشجّع على الصناعات المنزلية والخفيفة للنسيج والسجاد، وشكَّل لجانًا للمصالحات ودفع الخصومات، وأخرى لجمع الصدقات وإسعاف المعوزين والفقراء، وهيأ للمرضى مستوصفات متنقلة.... إلخ في أنحاء مصر، كالذي عرفه المواطنون وشاهدوه واستفادوا منه في الإسماعيلية وشبراخيت ومحمودية الاقهلية وغيرها (4).

3- دعا إلى الحرية السياسية بلغة لا ينقصها الوضوح، فقال: الحرية السياسية ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائضه، وإننا نعمل لاستكمال الحرية ولإصلاح الأداة التنفيذية كجزء من تعاليم الإسلام (5) والإسلام الحنيف يعلن الحرية ويزكيها، ويقررها للأفراد والأمم والجماعات بأفضل معانيها، ويدعوهم إلى الاعتزاز بها والمحافظة عليها، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أعطى الذلة من نفسه طائعًا غير مكره فليس مني" (6)، ومن هذا المنطلق رفضه الهيمنة الأجنبية مهما كان الثمن، فقال: وقد وطنا أنفسنا على أن نعيش أحرارًا عظماء، أو نموت أطهارًا كرماء (7).

4- أقرَّ وجود الأحزاب السياسية بضوابط ومناهج معلنة، وامتدح كثيرًا من رجالات الأحزاب، وقال: قد عملوا على خدمةِ القضية السياسية المصرية، ونحن لا نبخس الرجال حقهم، بيد أنه رحمه الله أخذ على الأحزاب أنها لم تُحدد منهاجًا دقيقًا لما يريد من ضروب الإصلاح، وقال: إن هذه الأحزاب تعاقبت على الحكمِ فلم تأتِ بجديد، فالإمام البنا لم يرفض فكرة الأحزاب وحقها في الوجود والمشاركة السياسية، ولكنه أنكر واقعها، وانحرافها، وفشلها، وافتقارها إلى المنهج الإصلاحي الذي يخدم البلاد والعباد، وعندما عرَّف الإمام جماعة الإخوان بجملةٍ من المزايا والصفات والمقومات، جاء منها كما قال رحمه الله: نحن حزب سياسي نظيف يجمع الكلمة، ويبرأ من الغرض (المنافع الخاصة) ويحدد الغاية، ويحسن القيادة والتوجيه(8)، وفي نفس الاجتماع أكد على موضوع فلسطين وقال: إن مصر والعالم العربي والإسلامي يفتدي فلسطين (قلب العالم العربي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم).

5- دعا الإمام البنا- رحمه الله- إلى الوحدةِ العربية بحماسةٍ شديدة، وتحدَّث عن ميّزات العروبة، وخصائصها، والقيم التي تحلَّت بها وعرفت عنها فقال: نحن نعلم أنَّ لكلِ شعبٍ مميزاته وقسطه من الفضيلة والخلق، ونعلم أنَّ الشعوب في هذا تتفاوت وتتفاضل، ونعتقد أنَّ العروبة لها من ذلك النصيب الأوفى والأوفر، ولكن ليس معنى هذا أن تتخذ الشعوب هذه المزايا ذريعةً إلى العدوان، بل عليها أن تتخذ ذلك وسيلة إلى النهوض بالإنسانية، ولعلّك لست واحدًا في التاريخ من أدرك هذا المعنى من شعوب الأرض كما أدركته تلك الكتيبة العربية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، (9)، وتحدث الإمام عن الوحدة حديثًا يفيض في الحماسة والاقتناع، وربطه بالعقيدة وأصول الدعوة إلى الإسلام في مناسبات كثيرة، وفي فترات متفاوتة، كان واضحًا ما جاء في خطابه بالمؤتمر الخامس عام 1938 م فقال: ثم إنَّ هذا الإسلام نشأ عربيًّا، ووصل إلى الأمم عن طريق العرب، وجاء كتابه بلسان عربي مبين، وتوحَّدت الأمم باسمه على هذا اللسان يوم كان المسلمون مسلمين، وقد جاء في الأثر: إذا ذلَّ العربي ذلَّ الإسلام، وقد تحقق هذا المعنى حين زال سلطان العرب السياسي، وانتقل الأمر من أيديهم إلى غيرهم من الأعاجم والديلم ومن إليهم، فالعرب هم عصبة الإسلام وحراسة، وأحب هنا أن ننبه- يقول الإمام- إلى أن الإخوان المسلمين يعتبرون العروبة، كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن كثير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "ألا إن العربية اللسان، ألا إن العربية اللسان"، ومن هنا كانت وحدة العرب أمرًا لا بد منه لإعادة مجد الإسلام، وإقامة دولته، وإعزاز سلطانه، ومن هنا وجب على كل مسلم أن يعمل لإحياء الوحدة العربية وتأييدها ومناصرتها، وهذا هو موقف الإخوان المسلمين من الوحدة العربية (10).

ثم أكد الإمام المرشد على هذا المعنى في المؤتمر السادس الذي تمَّ عقده عام 1941 م وجاء فيه: العروبة لها في دعوتنا مكانها البارز وحظها الوافر، فالعرب هم أمة الإسلام الأولى وشعبة المتخيّر، ولن ينهض الإسلام بغير اجتماع كلمة الشعوب (الجماهير) العربية ونهضتها، فهذه الحدود الجغرافية والتقسيمات السياسية لا تمزق في أنفسنا أبدًا معنى الوحدة العربية الإسلامية التي جمعت القلوب على أملٍ واحدٍ، وجعلت من هذه الأقطار جميعًا أمة واحدة مهما حاول المحاولون وافترى الشعوبيون، ونحن نعتقد أننا حين نعمل للعروبة نعمل للسلام ولخير العالم كله (11).

هذا هو رأي الإمام حسن البنا في العرب والعروبة والوحدة العربية، وأزعم أن أعضاء الجماعة في خارج مصر، ولا سيما في بلاد الشام- سوريا ولبنان والأردن وفلسطين- والعراق لو أخذوا برأي الإمام الشهيد حسن البنا، ورفعوا لواء الوحدة العربية ومن المفاهيم التي حددها الإمام- رحمه الله- في هذا الشأن، لقطعوا الطريق على الحركاتِ والأحزاب القومية التي جنحت بالعروبة جنوحًا ضارًا، والتي اشترطت للوحدة العلمانية أو الماركسية مضمونًا لها، وأخذوا بكل ما يبعدها عن الإسلام ورسالته التي صار العرب بها خير أمة أخرجت للناس.

6- أما الشئون الاقتصادية فقد سبق الإمام عصره بما يخصها بخمسين عامًا على الأقل، فقد آلمه ما يعانيه المواطنون من فقر، ومرض، وبؤس، وجهل، واضطهاد، فأرسل صيحة مدويّة حذَّر فيها من النتائج المترتبة على ذلك، والتي قد تُفضي إلى سوء المصير، وقد شخَّص- رحمه الله- أحوال الناس، وما يعانونه من جوعٍ وحرمان، في المؤتمر السادس عام 1941، فذكر أن دخل الفرد في الشهر جنيهان، بالوقت الذي تبلغ تكاليف الحمار 340 قرشًا أي ضعف دخل المواطن على وجه التقريب (12)، وأنَّ في مصر 320 شركة يملكها أجانب وغرباء وجاليات، بينما لا يملك المصريون سوى 11 شركة (13).

ونادى رحمه الله بتأميم قناة السويس، وقال: قناة السويس أرض مصرية حفرت بدماء المصريين وجهود أبنائها، فيجب أن يكون لمصر حق الإشراف عليها وحمايتها وتنظيم شأنها (14).

وفي مكانٍ آخر من بحوثه ورسائله نادى الإمام بتأميم القنال صراحةً، وعبر عن ذلك بقوله (تمصير القنال)، كما نادى بتمصير الشركات، وإحلال رؤوس الأموال الوطنية محل رؤوس الأموال الأجنبية كلما أمكن ذلك (15)، والتحول إلى الصناعة فورًا؛ لأن ذلك من روح الإسلام (16).

وطالب في نفس البحث وفي هذه الرسالة باستقلال النقد (عن الاسترليني) واعتماده على رصيد ثابت من موارد مصر وذهبها لا على أذونات الخزينة البريطانية وعلى أوراق لا قيمة لها إلا بالضمان الإنجليزي!

كما تحدث الإمام عن نظام الملكيات، فدعا إلى إعادة النظر في تملّك الأرض، وقال بتشجيع الملكيات الصغيرة، وتعويض ذوي الملكيات الكبيرة، حتى يشعر الفقراء أنَّ لهم في الوطن ما يعنيهم أمره، ويهمهم شأنه (17).

إنَّ الإمام لم يترك مناسبةً، في المؤتمرات، أو الرسائل، أو المقالات، أو صحف الجماعة إلا دعا إلى تحرير الفلاحين والعمال والحرفين من الظلم والاستغلال وسيطرة الشركات الأجنبية، وإعطائهم حقوقهم المجزية ليعيشوا وأبناؤهم حياة كريمة تكفل لهم التعليم والعلاج والرزق الحلال والكرامة الإنسانية كما نصَّت الآية الكريمة في كتاب الله تعالى ﴿ولقد كرّمنا بني آدم، وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ (الإسراء).

7- وأخيرًا- وليس بآخر- دعا الإمام إلى وحدةِ الكلمة، وجمع الشمل، ورص الصفوف، والتقاء الهيئات والمؤسسات والشخصيات على الأمور التي توحِّد ولا تفرِّق، وتجعل الشعب كله صفًا واحدًا وكتله متراصة كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وأن يعذر الأخ أخاه، والجار جاره، والمواطن أبناء وطنه في أي خلاف ينشب بينهم كما كان يفعل الفقهاء الكبار والأئمة العظام، فأطلق- رحمه الله- كلمته الشهيرة التي ذهبت مثلاً، فقال: "فلنتعاون على ما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه".

هذه ملامح عن شخصية الإمام، وشذرات من فكره الثاقب، ورأيه السديد، ونظره البعيد، وسبقه أبناء جيله في استشراف المستقبل، وهذا هو شأن الكبار والمصلحين، فرحمه الله وأعلى مقامه في عليين، وجزاه عن أمته وملته خير الجزاء وأحسنه.

الهوامش

(1) سمعتُ هذا من الشيخ الداعية الدكتور مصطفى السباعي، ومن طبيب مصري، التقيته في مؤتمر انعقد في فندق انتركونتننال بمكة المكرمة عام 1397 هـ أي من حوالي ثلاثين سنة، وقد دخل غرفة نومه وهو مسجى بعد استشهاده قبيل دفنه رحمه الله.

(2) كنت طالبًا في السنة الأخيرة بكلية آداب القاهرة عندما نفّذ حكم الإعدام في قادة الإخوان المسلمين من أمثال المشرع الكبير عبد القادر عودة، وشيخ المجاهدين محمد فرغلي وإخوانهما، وكانت صحف القاهرة الأهرام والجمهورية والأخبار تنقل ما تكتبه الصحف العالمية في السوفيت وأوروبا وأمريكا من ابتهاجها وشماتتها بإعدام قادة وشيوخ الإخوان المسلمين.

(3) رسالة دعوتنا في طور جديد، صدرت عام 1942، ص 226 من كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا، الطبعة الثالثة عام 1984، وكل ما ورد عن الإمام في هذه المذكرات مأخوذ عن هذه الطبعة.

(4) رسالة: هل نحن قوم عمليون 1353هـ 1934 م، من مجموعة الرسائل.

(5) رسالة المؤتمر الخامس عام 1941ص 213 من كتاب مجموعة الرسائل.

(6) مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، ص 308 من مجموعة الرسائل صدرت 1948.

(7) رسالة المؤتمر السادس ص 220 من مجموعة الرسائل صدرت عام 1941.

(8) كلمة الإمام في اجتماع رؤساء والمناطق الذي عقده عام 1364هـ الموافق 1945 م ص 252 من كتاب مجموعة الرسائل.

(9) رسالة دعوتنا ص 24 من مجموعة الرسائل (الطبعة الثالثة 1404هـ 1984 م) في مطلع الثمانينات.

(10) رسالة المؤتمر الخامس الذي ألقى فيه الإمام خطابه الجامع عام 1357 – 1938 م، ص 142 من مجموعة الرسائل.

(11) المؤتمر السادس عام 1941 ص 230 – 231 عن مجموعة الرسائل.

(12) المؤتمر السادس ص 208 .

(13) المرجع السابق ص 209.

(14) رسالة اجتماع رؤساء المناطق عام 1945 ص 261.

(15) رسالة النظام الاقتصادي ص 346 عن مجموعة الرسائل.

(16) المصدر السابق ص 347 عام 1948.

(17) ص 349 من رسالة النظام الاقتصادي عام 1948.


للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.