كيف تم اختيار الهضيبي مرشدا
بقلم : عبده مصطفى دسوقي
مقدمة
كان من العجيب أن تبقى جماعة الإخوان المسلمين في حيرتها لا تهتدي لمن يقودها بعد اغتيال مرشدها الأول حسن البنا، حيث كان تزخر بالكفاءات والتي عبر عنها الدكتور مصطفى السباعي –مراقب الإخوان بسوريا- حينما وقع عليه الترشيح ليخلف الإمام البنا فرفض هذا الأمر معتبراً أن رجالات مصر أولى بالأمر.
ظلت الجماعة منذ اغتيال حسن البنا في 12 فبراير 1949م حتى منتصف عام 1951م دون مرشد حقيقيا وإن كان نهض بالأمر الشيخ أحمد حسن الباقوري، وتولى شئون المعتقلين وأسرهم حتى خرج الإخوان من معتقلهم فكان لابد من اختيار من يخلف البنا حتى لا تحدث فتنة كبرى داخل الجماعة، وثارت نقاشات داخل قيادات الإخوان على من يخلف البنا فكان أربعة هم من وجدوا في أنفسهم القدرة وهم عبد الرحمن البنا (أخو الإمام حسن النبا) وصالح عشماوي وعبد الحكيم عابدين وأحمد حسن الباقوري، واجتمع الإخوة لكي يختاروا واحد منهم فلم يتفق المرشحين على أن أحدهم يصلح وثارت مشكلة، فتقدم منير الدلة باختيار شخص من خارج الإخوان –ظاهرا- لتولى المهمة حتى يستتب الأمر وتجرى انتخابات جديدة يختار مرشدا عاما خلفا للهضيبي، وبين إعلان المستشار الهضيبي مرشدا عاما للإخوان رسميا وبين المداولات التي حدثت والأحداث التي جرت أحداث كثيرة نترك شهود العيان ليطلعونا عليها حتى نزيل الأقاويل التي قيلت حول اختيار المستشار الهضيبي، ولنجيب على الأسئلة الحائرة في الأذهان ومنها:
- لماذا لم تجري انتخابات من الهيئة التأسيسية لاختيار مرشد جديد؟
- لماذا ظل الإخوة عبد الرحمن البنا وصالح عشماوي متمسكين بهذا الأمر؟
- هل كان بعض القادة طامعين في تبوء هذا المنصب؟
- لماذا استمر المستشار حسن الهضيبي رغم إجراء الانتخابات مرات متتالية؟فهل كان من الكفاءة التي جعلت الجميع يعيد انتخابه مرة أخرى، أم أن اللوائح كانت تعطي للمرشد حق البقاء الدائم؟
لقد ذكر هذا الأمر بشيء من الإيضاح عدد من الذين شهدوا هذه الأحداث وكانوا عنصر فعال فيها، وممن شاركوا في إيجاد حل لمعضلة عدم وجود مرشد للإخوان.
رواية حسن العشماوي
كان من هؤلاء الأستاذ حسن عشماوي – صهر منير الدلة المحرك الفعلي للأحداث في ذلك الوقت- عضو مكتب الإرشاد وأحد المقربين من الإمام البنا حيث قال: حين استشهد الإمام حسن البنا برصاصات غادرة في 12 فبراير سنة 1949 كانت الهيئة منحلة رسميا .. وأعضاؤها بين سجين ، ومعتقل وهارب .. ومطلق السراح مجاملة أو لجهل السلطات به .. واضطربت الأمور حقا، وكانت بداية الاعترافات في القضايا التي يجري فيها التحقيق .. وبداية التهور من جانب الإخوان قبل أن ينفرط عقدهم.
وكانت – أيضا – بداية تفكير البعض في أن يخلف المرشد العام الراحل، فظن كل من يطلق لحيته ويطيل صلاته ويخفض من صوته .. أنه قد جمع المؤهلات التي ترشحه للمركز، وما علم أنه مركز محفوف بالمخاطر التي تمهد إلى استشهاد جديد، على صورة أخرى.
فقد توارى أولئك الطامعون بعد ذلك، أو أولئك الذين فكروا في خلافة الشهيد .. تواروا ولم يعد لهم بين الإخوان أو العاملين في الحركة الإسلامية أو مؤيديها أو محبيها وزن.
لا أريد أن أعرض بأحد .. ولكني أتساءل .. والجميع يعلم الجواب ..!
أين أحمد حسن الباقوري، الشيخ الخطيب الشاعر اللبق، الذي وضع نشيد الإخوان، والذي كان مطلق السراح، والذي ظن أن مكانته في الإخوان وصلته بالحكام تؤهله للإرشاد العام مقابل اللين من جانبه .. واللين من جانب السلطات؟
أين صالح عشماوي الذي كان وكيل الإخوان .. والذي طالما تلقى بيعة أفراد النظام الخاص – في ظلام – يقسمون على المصحف والمسدس .. أين: عبد الرحمن الساعاتي شقيق الإمام الشهيد ، الذي أطلق لحيته وأشهد رسميا على تغيير اسمه إلى عبد الرحمن البنا ؟
أين عبد العزيز كامل الذي رشحته طريقته المدرسية ووضعه العلمي بين الشباب أن يكون خليفة المرشد ..؟
بل أين عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص، والذي أسمى نفسه الإمام الخفي والذي استقل فعلا بشعبة من الإخوان، وظن أن الجميع يخشاه، وأن من استولى على السلطة في الدولة كان أحد مرءوسيه .. فعجز هو عن أن يكون لصاحب السلطة تلميذا .. فاكتفى بأن يكون لديه أجيرا.؟ هؤلاء – وأمثالهم – علمنا أنهم تطلعوا إلى المنصب الشاغر المحفوف بالمخاطر .. وأعلنوا ذلك بأنفسهم على لسان مؤيديهم.
ولكن الأمر كان يحتاج إلى وضع آخر .. وضع يلتقي حوله الإخوان من ناحية ، وتحترمه السلطات – لا تشتريه – من ناحية أخرى .. وضع يحفظ للدعوة جوهرها واستقامتها وخلوصها لله.
كان الأمر يحتاج إلى من يعلم يقينا أن مركز المرشد العام غرم لا غنم .. إلى من يرغب عنه ولا يرغب فيه .. إلى من يحتسب عند الله كل شيء ليظل ثابتا على جادة الإسلام ..! هذا ما رأيناه .. وما استخرنا الله عليه وأعملنا فيه العقول لنصل إليه.
كنت عام 1949 وكيلا للنائب العام في المنيا – في صعيد مصر – وقدمت من مقر عملي إلى القاهرة يوم 2 فبراير سنة 1949 بناء على طلب الأستاذ الشهيد .. وكان – رحمه الله – في ذلك الوقت ضعيفا مرهقا .. ومع ذلك كان مستبشرا، ينتظر – كما قال – إحدى الحسنين؛ نصرا بانفراج الأزمة التي وقع فيها الإخوان .. أو شهادة يلقى بها الله راضيا مرضيا ..
وجلست إليه جلسة طويلة، ذكر فيها عزمه على السفر، وطلب إلي أن أستعد للاستقالة من عملي والاشتغال بالمحاماة .. وأنهي حديثه قائلا: لا يعلم إلا الله متى أعود، إن قدر لي أن أعود .. فإن احتجتم في غيابي إلى رأس فالتمسوه عند حسن الهضيبي المستشار بمحكمة النقض .. فإني أحسبه عند الله مؤمنا صادقا صائب الرأي .."
وكان وداع .. استشهد بعده بعشرة أيام .. وعلمت بالخبر، فعدت فورا إلى القاهرة، عاقدا العزم على أن لا أعود إلى عملي .. وكيف أعمل لحكومة قتلت رجلا أن يقول ربي الله ..!
عدت إلى القاهرة، فلقيت منيرا وصالحا وعبد القادر، وكان ثلاثتهم مطلقي السراح .. وكانوا – رغم الحادث الخطير- متمالكين لأعصابهم كما بدا لي .. واتفقنا على أن أقابل المستشار حسن الهضيبي ألتمس عنده رأيا في أمور ثلاثة: ماذا نفعل، وكيف نتصل بالمسئول عن الإنفاق على عائلات الإخوان المعتقلين .. وهل أستقيل الآن من عملي في النيابة العامة كوصية الإمام الشهيد ..؟
وكان أول لقاء لي مع المستشار، إذ فاجأته بالزيارة في منزله مساء يوم 17 فبراير سنة 1949 وقدمت نفسي كوكيل للنائب العام، وزميل لابنه، وواحد من الإخوان لم أكن قد التقيت به من قبل ، وإن كنت رأيته على منصة القضاء، صامتا، مسندا ذقنه إلى كفه، منصتا إلى المتخاصمين لا ينم وجهه عن شيء .. وسمعنا عنه كثيرا، وقرانا أحكامه ...
وكان لقاء عسيرا، دخل علي – وهو لا يعرفني من قبل – مرتديا عباءته ... وجلس جلسته التي رأيته عليها في المحكمة .. واستمع إلى حديثي، ثم أصدر حكمه في نقاط محدودة.
- إنه ليس عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ...!
- إنه صديق محب لحسن البنا ، يقدره، ويعتبره مجدد الدعوة الإسلامية لهذا القرن ..!
- إنه أراد أن يسير في جنازته، ويصلي عليه ولكن الحكومة منعته قسرا ..!
- إن يعتبر قتل حسن البنا جريمة في حق الإسلام سيحمل وزرها من فعلها ومن أرادها ومن رضي عنها ..!
- إنه ليس على استعداد للحديث معي أو مع غيري في أي أمر من الأمور، بل إنه يعجب كيف دخلت منزله، وأنا موظف حكومي – برغم أن منزله مراقب منذ استشهاد المرشد ..!
وعبثا حاولت أن أحمله على الحديث أو على مجرد الثقة بي – فاستأذنت في الانصراف، وذكرت له – وأنا واقف أسلم – حديثا جرى بينه وبين المرشد حين زاره يوم أول فبراير .. فأمسك بيدي التي بسطتها مسلما وقال:
- من أعلمك هذا الحديث ..؟
- أعلمني إياه الإمام الشهيد ..!
- صدقت ... لقد كنا وحدنا .. اجلس ... ماذا تريد ..؟
وجلست وأعدت أسئلتي ... وسمعت إجاباته – كما اعتاد على ما يبدو- أحكاما موجزة قاطعة:
- المسئول عن الإنفاق على العائلات فلان وسأبلغه أن يتصل بمن ذكرت ويتعاون معه...
- لا تستقل الآن، وإلا لفت إليك الأنظار، وأضررت بنفسك وبغيرك ممن لا نعرف، ولم تفد دعوتك شيئا ..!
- التزموا الهدوء وإياكم والتهور .. لا تعالجوا الجريمة بجريمة ..!
ووجدت نفسي أسأله – دون مقدما – ترى من يخلفه رحمه الله؟ فأطرق، ثم أجاب: في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... إن الدعوة أوسع نطاقا من مصر ... لماذا لا يكون واحد مثل عمر الأميري مثلا؟ على كل .. البركة فيكم .. عليكم بشخص من صفوفكم.
وسألته متطفلا: أتحملها أنت ؟ فأجاب: لا ليس مثلي لها ..
وتركته وانصرفت ... انصرفت وأنا أردد: هو لها .. ليته يقبلها .. أو يحمل على قبولها حملا ...
ولقيت من أوفدوني، فأعلنت لهم ما رددته في نفسي .. ولكن لم يكن ذلك الوقت – بما فيه من هول وإشفاق – وقت تفكير في اختيار مرشد – كان لا بد أولا من الاتصال بمن في السجون والمعتقلات ، نحاول تخفيف الوطأة عليهم – وعلى أنفسنا- ومنع الفرقة بينهم – وبيننا ..!
حين عدت إلى القاهرة في أواخر مايو 1949 – على عزم أن أبقى حتى أستقيل إن أمكن – كان جل المسئولين من الإخوان في المعتقلات أو خارج القاهرة ... ولم يكن مطلق السراح ممن أعرف غير منير وأحمد الباقوري والمحامي فهمي أبو غدير .. وبعض الشاب...
وكانت الاعترافات في التحقيقات قد تمت .. ومحاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادي قد أخفقت .. وقضية مقتل النقراشي في طريقها إلى المحكمة وكان يشغلنا في ذلك الوقت أمور ثلاثة، مرشد جديد ... وقضايا الإخوان ... والإعانة المالية لعائلات المعتقلين والمسجونين.
وكان الشيخ الباقوري – فيما بدا لنا – قد اتفق مع الحكومة السعدية أن يصبح هو المرشد العام، وأن تصبح الجماعة دينية بالمعنى الضيق المفهوم لدى المسيحيين .. وكان المحامي فهمي أبو غدير مخدوعا به دون بينة من أمره .. وكانت الأنباء تأتي من المعتقلات والسجون عن المتطلعين إلى مركز الإرشاد العام .. وكان منير يفكر في الهضيبي، و كنا نشاركه التفكير ، وأبلغنا تفكيرنا إلى من وراء القضبان، فأيدنا البعض، ورفض البعض الآخر وإن غلفوا رفضهم بقبول محوط بالتحفظات والتساؤلات! هل يوافق؟ هل يرضاه شباب الإخوان؟ ما خطته التي سيسير عليها ..؟ ولم يكن لدينا رد على هذه التساؤلات ، فالأمر لا يزال فكرة نتناولها ونحث جوانبها.
وفجأة استقالت وزارة إبراهيم عبد الهادي – أو أجبرت على الاستقالة- في صيف سنة 1949 وخلفتها برئاسة حسين سري لتحل مجلس النواب، وتجري انتخابات جديدة .. وبدأ الإفراج عن المعتقلين، حتى أغلق المعتقل أبوابه في فبراير سنة 1950.
وظل الإخوان منذ بدأ الإفراج عنهم يجتمعون، فيبحثون ويساءلون ... وبعد؟! من سيكون المرشد؟ وعلى أي نهج نسير ..؟
وبدا أول الأمر أن ليس هناك اتفاق على واحد .. وكثر تردد الإخوان على منزل حسن الهضيبي ليتعرفوا عليه، وإن كان بعضهم يعرفه من قبل حين كان يحضر معهم درس الثلاثاء الذي كان يلقيه الأستاذ البنا – رحمه الله – أسبوعيا في المركز العام .. فكان بعض الإخوان يراه، ويجلس صامتا يستمع .. قليلا ما يعلق .. فإذا كان حديث فإنما يجري بينه وبين المرشد العام على انفراد بعد الدرس.
وكان الزائرون للمستشار من الإخوان يتحدثون إليه،وينصتون إلى الكلمات القليلة التي يقولها ... ولكن أحدا منهم لم يحاول – في البداية أن يفاتحه في أمر اختياره مرشدا عاما للجماعة.
وتقرر أن يعقد اجتماع موسع في منزل منير الدلة – رحمه الله- في منتصف مايو سنة 1950 لبحث الموضوع، موضوع اختيار مرشد عام يخلف الشهيد حسن البنا، وتم التحضير لهذا الاجتماع بعدة جلسات تحضيرية، فجلسة لمكتب الإرشاد .. وأخرى للطامعين في مركز المرشد العام .. وثالثة لأعضاء النظام الخاص ... ورابعة لبعض ذوي المكانة الخاصة والكلمة المسموعة بين الإخوان عامة.
وفي هذه الجلسات التحضيرية استعرضت أسماء، فمن بين أعضاء الهيئة التأسيسية للجماعة لم يعد مرشحا غير الباقوري وصالح عشماوي... ومن خارج أعضاء الجماعة الرسميين، كان المرشحون عبد الرحمن عزام، ومحمد العشماوي ، وحسن الهضيبي – ولم تطل المناقشات ، كل مرة وكانت تنتهي إلى اتفاق على شخص واحد هو حسن الهضيبي .. ذلك المستشار المؤمن الصامت ..!
لا زلت أذكر سؤالا وجهه إلى الشهيد الشيخ محمد فرغلي يوما إذ قال:
- أسألك بالله، أيهما أقدر عليها، محمد العشماوي أم حسن الهضيبي ..؟
- يعلم الله أن ليس على وجه الأرض أحب إلي من أبي، وليس عندي منزلة أكبر من منزلة المرشد العام ... ولكني أشهد الله أن الهضيبي أقدر عليها ..
- إذا، لا محل للتفكير في غيره .. وجزاك الله خيرا...!
وحين عقد الاجتماع الموسع في منزل منير دلة – رحمه الله – لم يكن هناك مرشح غير حسن الهضيبي، واتفق على البدء في الخطوتين التاليتين؛ الحصول على ترشيح الهيئة التأسيسية له رسميا بأغلبية الثلثين، والحصول على موافقته.
أما الهيئة التأسيسية فكانت تضم رسميا مائة وخمسين عضوا، ترك الجماعة منها عضوان، ووافق الباقون بالإجماع على الترشيح.
وأما المستشار فقد ذهب إليه منير ومعه أربعة من مكتب الإرشاد يحملون قرارا من المكتب، وموافقة الهيئة التأسيسية، ويعرضون عليه الأمر ... فرفض .. وأصر على الرفض..
وشاع نبأ رفضه بين الإخوان، فراحوا يتوافدون عليه في منزله جماعات وأفرادا، يصرون أن يقبل ، ويبايعونه رغما عنه .. ويقول له قائلهم: إن كنت ترى قتل حسن البنا إثما لا يغتفر .. فكيف ترى تشتيت هذا الجمع في الله؟ أليس إثما أكبر؟
وهكذا، وافق .. وافق وبشروطه.
- أن نقدر سنه وطبعه ..
- أن نتعاون في حمل العبء عنه، فلا نختلف حتى نجد بيننا من يحل محله ..
- أن لا جهاز سري في الجماعة .. فالدعوة عامة، والجهاد ليس مفروضا على البعض دون البعض الآخر .. فيجب أن يتهيأ الجميع لتحمل أعبائه.
ووافق الإخوان على شروطه، وعند أول اجتماع رسمي للهيئة التأسيسية في الدار المؤقتة للإخوان في أواخر عام 1950 حيث بايعت المرشد الجديد، واختارت مكتب الإرشاد .. واختارت وكيلا للجماعة، الشهيد عبد القادر عودة، الذي كان قاضيا واستقال من منصبه القضائي ليعمل في الجماعة التي كان أحد أبنائها من قديم.
وبدأ عهد جديد ... بأسلوب جديد .. لم يتغير فيه الهضيبي عن طريقته التي عرفناه عليها قاضيا .. فكان مرشدا مستشارا (1).
صلاح شادي يكتب
كما كتب الأستاذ صلاح شادي في كتابه صفحات التاريخ حصاد العمر حول هذا الأمر فقال:
ويقول صلاح شادى إن المرشد حسن البنا أراد أن يتوجه الى أحدى القرى فى الريف ولا يتصل بأحد حتى لا يتعرض من يتصل به للضرر، وقد عهد الى أحمد حسن الباقورى برعاية شئون الإخوان داخل المعتقلات وخارجها واستعان أحمد حسن الباقورى بمنير دله وحسن العشماوى فى هذه المهمة".
- ويقول صلاح شادى وبعد قتل حسن البنا فى 12 فبراير 1949م = 13 من ربيع الثانى 1368هـ كان أغلب الإخوان داخل المعتقل والقليل فى الخارج، وكانوا يعيشون على أمل سقوط حكومة إبراهيم عبد الهادى وكان الإخوان يفكرون وهم فى المعتقل فى من يخلف المرشد بعد قتله، وظهرت من داخل المعتقل ثلاثة أسماء كان أصحابها مرشحين ليتولى أحدهم مسئولية الارشاد بعد قتل حسن البنا وهؤلاء الثلاثة هم.
الأستاذ عبد الرحمن البنا –شقيق الشهيد الذى يشبهه فى ظاهر الشكل وطريقه الحديث والحركة، وكانت عواطف الإخوان تنجذب إليه بحكم تعلقهم بمرشدهم الشهيد.
الأستاذ صالح عشماوي وكيل الجماعة ويحظى بتأييد جناح النظام الخاص حيث يعتبر رأساً من رؤوسه.
الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير الجماعة حين ذاك والذى كان مشهودا له بوفرة الحركة والنشاط، إلا أنه كان موضع شك من الذين خرجوا من الجماعة من مكتب الارشاد وهم الدكتور إبراهيم حسن وأحمد السكرى وغيرهما ممن أخذوا عليه سلوكاً غير لائق فى علاقاته الشخصية.
ويقول صلاح شادي مستشهداً بكلام الأستاذ عبد القادر حلمي (المحامى) مما دار بهذا الاجتماع فيقول: تم الاجتماع المشار إليه فى أوائل عام 1950م = 1369هـ فى منزل الأستاذ منير دله، وقد بدأ حوالى الساعة التاسعة والنصف مساءا واستمر حتى منتصف الليل، وقد استهل الأستاذ منير حديثه بتناول المشكلة بأبعادها وجوانبها المختلفة فعرض عليهم الصورة التى يمكن أن يؤدى إليها الخلاف بينهم وترشيح كل واحد منهم نفسه وسط صفوف الإخوان والانشقاقات التى يمكن أن تحدث مما سيكون له أسوأ الأثر على الجماعة، وهو على الأقل سوف يورث الضغائن بينهم ويصعدها مما لا يختلف فى شئ عن بقية الأحزاب، وإن كان خطر هذه الأمور بالنسبة للأحزاب قليلاً إذ أن منشأها يكون غالبا بسبب الدوافع والمصالح الشخصية التى تسير أفرادها أو حتى مصالح الحزب الذى ينتمون إليه إلا أن ذلك يختلف فى حالة جماعة الإخوان، فلا يصح ذلك بالنسبة لهم فالمفروض أنه لا مصلحة لأحد فى هذا الأمر إلا ما يقربهم الى الله".
"فدعاهم الأستاذ منير أن يتفقوا على أحدهم أو على شخص آخر غيرهم لكى يقدموه الى الإخوان، فلا يكون هناك بعد مجال للاختلاف وسط الإخوان".
"بدأ الاقتناع التام من الحاضرين لكلام ورأى منير دله ووافقوا بالإجماع على هذا الاقتراح وأهمية توحيد الكلمة وضرورة الاتفاق بينهم على أن يجنبوا الإخوان الفرقة وعلى أثر ذلك دعاهم الأستاذ منير الى أن يقول كل واحد منهم وجهة نظره الخاصة فإن كان أحدهم يرى نفسه أهلاً وكفئاً لهذا الأمر ثم وافق عليه الثلاثة الباقون تكون المشكلة قد انتهت وزال خطرها".
"بدأ الأستاذ عبد الرحمن البنا بالكلام فقال ما ملخصه إنه سيرشح نفسه لمنصب الإرشاد وسيسعى إليه وتلاه الأستاذ صالح عشماوى فقال إنه سيرشح نفسه للمنصب ولكن لن يسعى إليه والرأي للإخوان".
"وأما الأستاذ عبد الحكيم عابدين فقال إنه لن يرشح نفسه ولن يسعى الى المنصب ولكن إذا دعى إليه من الإخوان أجاب. أما الأستاذ الباقورى فقال: إنه لن يرشح نفسه ولن يسعى الى الانتخاب وإذا دعى الى المنصب رفض".
"ويستمر عبد القادر حلمي المحامى عضو جماعة الإخوان فى سرد القصة ويقول: ظهر الآن بوضوح أنه لا اتفاق بينهم، ولما كان عبد الرحمن البنا هو الذى رشح نفسه فى البداية، وقال أنه سيسعى الى المنصب بقوة اعتبر نفسه الوحيد الذى يصلح لهذا الأمر وقام منير دلة بعرض اسمه على الثلاثة الآخرين فرفضوه بالإجماع وبالمثل قام بترشيح كل من الثلاثة الآخرين فلم ينل أحد منهم موافقة أحد من إخوانه الثلاثة الباقين".
"وعلى أثر ذلك أوضح منير الدلة لزملائه المجتمعين خطورة هذا الاختلاف ثم عرض عليهم فكرته التى تقضى بترشيح شخص آخر لهذا المنصب، واقترح عليهم ساعتها اسم حسن الهضيبى، وعرفهم بعلاقته بالدعوة من قديم وصلته بالمرشد الأول حسن البنا وأسباب عدم ظهوره، وكان الهضيبى معروفا للباقورى وعبد الحكيم عابدين ولكنه لم يكن معروفاً لدى الآخرين".
"لم يرفض المجتمعون اقتراح منير دله لأول وهلة ولكنهم أرجأوا البت وإبداء الرأى حتى يتعرفوا عليه ويدرسوه عن قرب بصفته مرشحاً لهذا المنصب الخطير، وكان هذا هو رأى الباقورى وعبد الحكيم عابدين، وانتهى الاجتماع عند هذا الحد على أن يتعقد بعد أن يقابل الأربعة حسن الهضيبي". "تمت عدة مقابلات بينهم مجتمعين ثم منفردين للتعرف عليه، ذلك دون أن يفاتحوه فى الغرض من هذه الزيارات والمقابلات وبعد أن أبدى كل منهم موافقته الكاملة واطمئنانه لهذا الاختيار راجين من الله أن يكون ذلك لصالح الدعوة وخيرها".
"زاره الأربعة مع منير الدله لمفاتحته فى الأمر ولكن حسن الهضيبى اعتذر في البداية بشدة وقدم لذلك أسبابا عدة أهمها: أنه كان بعيداً عن صفوف وتنظيمات الجماعة، وكذلك عدم معرفته بكثير من أفراد الجماعة، غير أنهم تمسكوا به مفندين لهذه الاعتذارات واعدين أنهم سيكونون سنداً له وعوناً فى قيامه بهذه المسئولية الخطيرة، وأخيراً قبل على أن يكون هذا الوعد أحد الشروط، والشرط الآخر هو موافقة أعضاء الهيئة التأسيسية وكثير من أفراد الجماعة، وقد تم اختياره فعلا من الهيئة التأسيسية بالإجماع فى أكتوبر 1951م = المحرم 1371هـ كما هو معروف ومما يذكر أن كل ذلك قد تم وقرار حل الجماعة ما زال قائماً (2).
رواية محمود عبد الحليم
كما تحدث الأستاذ محمود عبد الحليم في هذا الصدد خاصة أنه عرض الأمر على الشيخ أبو الحسن الندوي فقال: وبعد انتهاء خطابه قام جميع الحاضرين فصافحوه وانصرفوا لكنه استبقاني ثم جلسنا معا هو وأنا وحدنا دون أحد من تلاميذه وأخذنا في الحديث فقال لى : إن إخواني حدثوني عنك حديثا فهمت منه من أنت فقلت له : وماذا فهمت ؟ قال : فهمت أنك من قادة الإخوان المسلمين في مصر . فقلت : نعم .. قال إننا في الهند كنا نتابع الإخوان في مصر , ونعتبرهم قيادة وأملا , وقد كنت حريصا على أن ألتقي بالأستاذ البنا للتعارف ولإيجاد صلة بين حركتنا في الهند وبين الإخوان في مصر ولكن الظروف الأخيرة وما حدث للإخوان في مصر كان صدمة لنا .
قلت : وما رأيكم في هذه الأحداث ؟
قال : إن الإخوان تسرعوا, وما كان لهم أن يتسرعوا وهذا التسرع هو الذي أوردهم هذا المورد وحرم العالم الإسلامي من أعظم هيئة كان يعقد آماله عليها .
فقلت : لقد كنت حريصا أن أسمع منك هذا الكلام وإذا كان هذا الذي تقوله يقوله المقيمون في مصر فما كان لإنسان بعيد كل البعد عن مصر ولم تتح له فرصة واحدة للالتقاء بالإخوان – إلا أن يتكلم بما وقع عليه بصره في الصحف أو قرع سمعه في الإذاعات وكل هذا المقروء والمسموع هو من طرف واحد ..وإذا كان المقيمون في مصر لا يكادون يعرفون حقيقة ما جري في بلادهم فأنتم – وبيننا وبينكم آلاف الأميال – معذورون ألا تعرفوا حقيقة ما يجري في بلادنا .
ثم أخذت أشرح له أطوار الدعوة في مصر وحقائق المواقف بها وناقشت معه كل موقف منها .. ثم أخذ هو يشرح لى أسلوبهم في الدعوة في الهند وأنه أسلوب هادئ ولا يمضي يوم إلا ويدخل في الإسلام عشرات ومئات من غير المسلمين – فقلت له : إن وضعكم في الهند لا يقتضي أكثر من ذلك , لأنكم أقلية وسط أكثرية من غير المسلمين أما الإخوان في مصر فهم مسلمون في بلد مسلم , ثم إن هذا البلد هو طليعة البلاد الشرقية والإسلامية عل الإطلاق ..وطال الحديث بيننا حتى انتهي باقتناع الرجل يعد أن تكشفت له الحقائق التي طمسها المغرضون .
وبعد أن استعرضنا معا أحوال العالم الإسلامي واتفقت وجهتا نظرنا إزاء كل مشكلة من مشاكله .. رأيت في الرجل من صفات القيادة الإسلامية ومؤهلاتها ما قد يندر وجوده ولم نكن بعد في مصر قد انتهينا إلى رأي في هذا الموضوع – فعرضت عليه فكرة ترشيحه لمنصب المرشد العام للإخوان المسلمين فشرح لى وجهة نظره في هذا الموضوع شرحا مستفيضا وهي تدور حول النقاط التالية :
- 1- أنه غريب عن مصر ,وليس ملما بأحوال أهلها ولا بظروف الحكام ولا المحكومين .
- 2- أن الظروف الحاضرة في مصر لا تسمح لرجل مثله باقتحامها.
- 3- أن الدعوة في الهند في أمس الحاجة إلى قيادة بل إلى أكثر من قيادة لاتساع رقعة البلاد وكثرة الناس .
- 4- أن انتقاله إلى مصر في مثل هذه الظروف ربما كان ذا أثر سئ على سير الدعوة في الهند في الوقت الذي لا يضمن أن تواتيه الظروف في مصر .
- 5- وقد وافقته على ملاحظاته , ولكنني طلبت إليه أن يحضر إلى مصر ليتصل بالناس فيها وليعرف أحوالها عن قرب , وقلت له . إننا نحن الإخوان سنكون بمنأى عنك حتى لا تقيد خطواتك أو تمنع من البقاء فيها ... وقد وفي الرجل بوعده وحضر فعلا إلى مصر , واتخذ مقره دار الشبان المسلمين بالقاهرة , وألقي بها عدة محاضرات جذبت إليه أنظار الكثيرين . وأذكر أنه طبع في فترة إقامته بها – كتابة الذي سماه " لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم.
أدت بحوث إخوان مكتب الإرشاد المتواصلة الدائبة إلى العثور على الضالة المنشودة, والشخصية المثالية المفتقدة التي تحقق كل الآمال وتسد جميع الثغرات في البناء الإخواني وفي علاقاته مع المجتمع المصري , وكانت هذه الشخصية هي الأستاذ حسن إسماعيل الهضيبي ..وقد أيد الإخوان في جميع نواحي القطر عن طريق مندوبيهم الذين كانوا يفدون إلى القاهرة كل أسبوع.
لقي هذا الاتجاه ارتياحا من جماهير الإخوان لأنهم مع اقتناعهم بجدارة الرجل باعتباره رجلا ذا تاريخ ناصع وله مواقف مشرفة في الدفاع عن الإسلام والشريعة الإسلامية فإنهم كانوا يرون في اختياره مصالحة مع القضاء الذي يعتبرون التصالح معه رد اعتبار للدعوة وتصحيحا لوضعها أمام الناس .
وكان الأستاذ الهضيبي إذ ذاك مستشارا بمحكمة النقض والإبرام وفي السنتين الأخيرتين له قبل الإحالة إلى المعاش . وكان قد أصيب بانفجار في شرايين المخ وعولج منه لكن زملاءه أعفوه من العمل الشاق حتى لا يعاوده المرض إذا أرهقه العمل .
وقد اتصل به بعض أعضاء مكتب الإرشاد وفاتحوه في الموضوع فاعتذر بحالته الصحية ومع تقديرهم لظروفه الصحية فإنهم يرون أنه مع ذلك هو أنسب من يصلح لهذا المنصب , ولذا فإنهم ظلوا على اتصال به , وجمعوا بينه وبين مجموعات من مختلف المستويات في الإخوان بعضهم من القاهرة وبعضهم من إخوان الأقاليم محاولين بذلك التقريب بينه وبينهم وإطلاعه على وقع الإخوان ..وقد حضرت – عرضا – إحدى هذه اللقاءات في الدار التي أشرت إليها بحي العباسية أو بحي الظاهر على الأدق ويبدو أن هذه الزيارة كانت الزيارة الأولي لهذه الدار وكانت عقب جلاء إخوان الجهاز عنها - وأحسست بأن الرجل كان سعيدا بهذا اللقاء .. لكنني أخبرت بعد ذلك أنه أصر على الاعتذار وأن إصراره هذا لم يكن للقاءاته الكثيرة مع جمهور الإخوان وإنما كان صدي لاجتماعه بأعضاء مكتب الإرشاد الذي كانت آثار التيارين اللذين نوهنا عنهما بادية فيه مسيطرة على مناقشاته .
في بيته بالإسكندرية
عجز إخواننا المتصلون بالأستاذ الهضيبي من أعضاء مكتب الإرشاد عن أن يثنوه من شدة إصراره . وشاع نبأ هذا الفشل بين جماهير الإخوان في كل مكان . وكان لهذا النبأ أسوأ الأثر في نفوس الإخوان لأن ترك هذا المنصب شاغرا يتيح الفرص لفتن لا يعلم مداها إلا الله وسيؤوله جمهور الشعب بأن القضاء يري هذه الدعوة غير جديرة بتقديره .
وكان الوقت صيفا, والتقيت في الإسكندرية بمجموعة من أكرم الإخوان من مختلف البلاد .. ولا أدرى والله كيف اتفق لهذه المجموعة أن تلتقي قي وقت واحد وفي مكان واحد إلا أن تكون تفسيرا لقول الحق تبارك وتعالي : ( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) (الأنفال : 42) نعم إنه التوفيق الذي جاء على لسان شعيب عليه السلام حين قال ( ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )(هود :88 ) .
أراد لله للدعوة أن تخرج من ورطتها فوفق لهذا اللقاء , وكان العدد غير قليل فقد كنا نحو العشرين , ولكنني لا أكاد أذكر منهم الآن إلا أفرادا قلائل منهم الإخوة عبد العزيز عطية ومختار عبد العليم وعبد القادر عودة ويوسف طلعت وعبد العزيز كامل . وقد قررنا أن نذهب بجمعنا هذا إلى بيت الأستاذ الهضيبي بالمندرة .
وتلقانا الرجل وأبناءه بالترحاب , ثم أخذنا في الحديث معه فتكلم الإخوان عبد العزيز عطيه وعبد القادر عودة , وشرحا الظروف المحيطة بالدعوة وشدة حاجتها إلى قيادته وتحدث كثير من الحاضرين من مختلف البلاد معبرين عن رغبة بلادهم في قيادته .. ثم تكلم هو فشرح حجته في أنه لا يستطيع أن يتسلم قيادة دعوة , وأقرب معاونيه فيها متفرقوا القلوب والأهواء وضرب لذلك أمثلة لا داعي لذكرها الآن – ولكن تبين فيما بعد ا،ه كان ملهما وكان بعيد النظر – ثم قال : إنني مريض ولا أستطيع تحمل مسئولية دعوة كهذه وأنا في الحالة التي وصفتها لكم ..
وكانت بعد ذلك هدأة .. هي هدأة الخيبة واليأس الذي أحسسنا جميعا بمرارته في حلوقنا .. وما أجمل أن يذكر اليائسون وهم في حمأة اليأس قول الله تعالي ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) ( الشرح : 5, 6) فإذا بنا ونحن في هذه الحال نسمع صوت أخ منا ينطلق صارخا باكيا هو الأخ الكريم يوسف طلعت يقول للأستاذ الهضيبي :
" إننا نعلم ما تعانيه ولكن الدعوة أعز علينا وعليك من أن نتركها بلا قيادة . وقد اتفقنا على أن تكون قائدها . وإذا كنا قد بايعنا على أفتدائها فلتفتدها أنت كذلك . والله قادر على شفائك إذ استجبت لدعوته .. ولن نخرج من هذا المكان إلا بنزولك على رأي الإخوان الممثل فينا ".
ولقد كانت لكلمات الأخ يوسف ولدمعه المنهمر فعل السحر في قلب الأستاذ الهضيبي وقلوبنا , حتى إننا انهمرت دموعنا , ووجدنا أنفسنا قد انتقلنا إلى جو روحي غامر , لم يملك معه الأستاذ الهضيبي إلا أن يبتسم والدموع تترقرق في عينيه ويقول :" ولقد نزلت على رأيكم – وأسأل الله تعالي أن يعنني ".
وقمنا جميعا نعانق كل منا أخاه .. وكانت جلسة قصيرة عابرة ولكنها كانت جلسة تاريخية فاصلة لها ما بعدها (3).
الهامش
(1) - حسن العشماوي: جانب من قصة العصر، الأيام الحاسمة وحصادها، طــ 1، دار الفتح، بيروت، 1985م.
(2) - صلاح شادي: صفحات التاريخ حصاد العمر،الزهراء للإعلام العربي، 1987، القاهرة، صـ 121.
(3) - محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، جــ2، دار الدعوة، الإسكندرية، 1999م، صــ 451.