دعوة الإخوان في محافظة كفر الشيخ
إعداد: إخوان ويكي
مقدمة
كفر الشيخ من محافظات مصر التي نشأت في العصر الحديث، عاصمتها مدينة كفر الشيخ، وتقع في أقصى شمال الجمهورية وتطل على البحر المتوسط بامتداد ساحلي يبلغ طوله 100 كم ويحدها غربًا فرع رشيد بطول 85 كم حتى مصبه في البحر المتوسط وشرقا محافظة الدقهلية وجنوبًا محافظة الغربية.
سميت كفر الشيخ بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى المغربي الأصل الذي قدم إليها سنة 600 هجرية ودفن بها بالضريح المقام بمدينة كفر الشيخ، وتقدر مساحتها الكلية : 3,748 كم2، وتتميز كفر الشيخ بالإنتاج الزراعي والثروة السمكية.
ومن المعروف أن نظارة الداخلية أصدرت فى السادس والعشرين من نوفمبر سنة 1931؛ أصدرت قراراً بإنشاء مأمورية باسم مأمورية كفر الشيخ وتكون تابعة لمديرية الغربية ويكون مقرها بندر كفر الشيخ، وتشمل دائرة اختصاصها مراكز: كفر الشيخ ودسوق وفوه ومأمورية البرلس.
ثم في السادس عشر من أكتوبر سنة 1938، صدر قرار وزاري بإلحاق مركز بيلا الذى أنشئ في العام نفسه إلى مأمورية كفر الشيخ فصلاً عن مديرية الغربية. ثم في عام 1949 تم فصل مأمورية كفر الشيخ عن مديرية الغربية في عهد الملك فاروق الأول بالقانون رقم 149 لسنة 1949 ولتصبح تحت مسمى جديد وهو مديرية الفؤادية؛ نسبة إلى الملك فؤاد الأول.
وبعد إعلان الجمهورية؛ وتحديداً سنة 1955، صدر القانون رقم 191 الذي ألغى اسم الفؤادية وبموجبه أصبحت تُسمّى مديرية كفر الشيخ. وفي سنة 1960 صدر قرار جمهوري من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر برقم 1755 بتغيير اسمها من مديرية كفر الشيخ إلى محافظة كفر الشيخ، وهو اسمها الحالي. وذلك مع إقرار قوانين المحليات الجديد والذي حوّل المديريات إلى محافظات، وكانت تتكون إدارياً في ذلك الوقت من سبعة مراكز: كفر الشيخ ودسوق والبرلس وبيلا وسيدي سالم وفوه وقلين.
وتقسّم المحافظة إدارياً إلى 10 مراكز تضم 13 مدينة هم: كفر الشيخ ودسوق وفوّه ومطوبس وقلّين وسيدي سالم والرياض وسيدي غازي وبيلا والحامول وبلطيم ومصيف بلطيم وبرج البرلس. وتحتفل المحافظة بعيدها القومي في 4 نوفمبر من كل عام لإحياء ذكرى الانتصار في معركة البرلس البحرية سنة 1956م.
ومن المدن الهامة في كفر الشيخ مدينة دسوق حيث كانت بها مدينة بوتو عاصمة مملكة الشمال (مصر السفلى) قبل توحيد الملك نعرمر للقطرين عام 3200 ق.م، ومن 1250 م إلى 1517 م، كانت دسوق مدينة تابعة لأعمال الغربية.
ومن 1798 م إلى 1801 م، أصبحت دسوق تابعة لإقليم رشيد، وذلك في فترة الحملة الفرنسية على مصر. وعام 1841 م، أصبحت تسمى قسم المندورة ومقرها مدينة دسوق لكونها أكبر بلاده.
وعام 1871 م، صدر قرار من نظارة (وزارة) الداخلية بتسمية قسم المندورة باسم مركز دسوق، وحدث تضارب بين نظارتي الداخلية والمالية، حيث ظلت مسجلة باسم قسم المندورة في دفاتر نظارة المالية، وفي 22 فبراير عام 1869 م، صدر قرار من نظارة المالية بتسمية قسم المندورة باسم مركز دسوق لتوحيد التسمية في دفاتر نظارتي الداخلية والمالية.
قرية شمشيرة بداية الغرس
يعتبر مركز فوة هو أقرب المراكز لمدينة دسوق وآثارها وبه تقع قرية شمشيرة، والتي تعتبر أخر قرية في مركز فوة ناحية مطوبس. في هذه القرية كانت تقطن عائلة البنا، فقد ولد والد الإمام البنا الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا فى قرية شمشيرة مركز فوة محافظة الغربية وهى قرية صغيرة لا تختلف عن قرى الدلتا ولا تتميز عنها باستثناء وقوعها على ضفة النيل مباشرة.
وكان الشيخ رحمه الله يقول انه ولد سنة 1300 هجرية ويبدو أنه تاريخ سهل على الشيخ حفظه وهناك ما يؤيد هذه الرواية فإن الشيخ كان قد استخرج بطاقة من بطاقات إثبات الشخصية حدد فيها سنة ميلاده بأنها سنة 1882م وهى توافق سنة 1300هـ .
وكانت أسرة الشيخ تمتلك عدة فدادين من الأرض تقوم بزراعتها ويعمل فيها أخوه الأكبر "محمد" وكان محمد فلاحا ماهرا يحسن زراعة أرضه بل يستصلح بعض الأراضي البور التي كانت شائعة وقتئذ. ومن المحتمل أن أحد أسلاف الأسرة كان يعمل بصناعة البناء ومن هنا لحق بالأسرة لقب البنا.
سافر إلى الإسكندرية والتحق بدروس مسجد الشيخ إبراهيم باشا ، وأقام بجواره عدّة سنوات، وتعلم بها إصلاح الساعات. عاد إلى قريته عالماً شرعياً ومصلحاً للساعات فتزوّج منها، وسار بأهله إلى بلدة المحموديّة سنة 1331/1903 واستقر بها.
كما أنه في في يوم الأحد 19 صفر سنة 1322 الموافق 25 أبريل سنة 1904م تزوج الشيخ البنا من إحدى فضليات قريته شمشيرة وهي الفتاة ذات الخمسة عشر ربيعا أم سعد إبراهيم صقر. كان والدها يعمل تاجرا للمواشي وبحكم الوضع الموجود – آنذاك - في ريف مصر لم تنل حظها من التعليم لكنها اتصفت بالذكاء وحسن التدبير والفطنة.
ويقول الأستاذ جمال البنا:
- " كانت والدتي - رحمها الله – تتصف بالعناد فى الحق وقوة الشخصية وكانت على جانب كبير من الذكاء وكانت اذا انتهت الى قرار فمن الصعب أن تتنازل عنه. ولقد انتقلت مع زوجها إلى مدينة المحمودية حيث استقروا بها".
الإمام البنا ودعوة الإخوان بكفر الشيخ
لقد كانت كفر الشيخ تمثل للأستاذ البنا في نفسه مكانة كبيرة حيث انه المحافظة التي ولد فيها أبواه، كما أن مدينة دسوق كانت المدينة التي يحب زيارتها وهو صغير ويتجول فيها
فيقول في مذكرات الدعوة والداعية:
- "وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كم، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصلي العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً". (1)
بداية دعوة الإخوان بكفر الشيخ
لقد كانت مدينة دسوق هى أول المدن في كفر الشيخ التي دخلتها دعوة الإخوان المسلمين، خاصة قرية محلة دياي وذلك لتبعيتها في ذلك الوقت لمحافظة الغربية، ولقربها من مدينة طنطا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لقربها من مركزي شبراخيت والمحمودية واللتان تكونتا فيهما شعبتان للإخوان في وقت مبكر فشعبة المحمودية تكونت عام 1929م
و كان رئيسها الأستاذ أحمد السكري، وشعبة شبراخيت تكونت عام 1930م وكان رئيسها الشيخ حامد عسكرية، ومن ثم دخلت الدعوة لمركز دسوق قبل عام 1934م، فقد نقلت جريدة الإخوان خبرًا آخر بعد تكوين شعبة طنطا بحوالي ستة أشهر تقريبًا ورد فيه تكوين شعبة جديدة في قرية محلة دياي وكان نائبها الشيخ أحمد عبد الحميد.(2)
ومما يؤكد ذلك حينما عقد الاجتماع الثاني لمجلس شورى الإخوان العام والذي انعقد في بورسعيد في الفترة من2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، حضره الأستاذ أحمد مصطفى أفندي فضيلة نائب شعبة محلة دياي ، وفي العام التالي حضر اجتماع مجلس الشورى العام للإخوان عام 1935م والذي عقد بالإسماعيلية عن نفس الشعبة الشيخ علي أحمد بشر. (3)
كما أن مكتب الإرشاد كان يوفد الطلبة ليقوموا بنشر الدعوة في المحافظات، حيث تكونت لجنة من أحمد رفعت أفندي بكالوريا، وعلي مطاوع أفندي بالطب، وكانت وجهتهم مديرية الغربية ومراكزها، فوه، ودسوق، وكفر الشيخ، كفر الزيات، طنطا، المحلة الكبرى، طلخا، السنطة، زفتى، شربين وكان ذلك في عام 1936م وذلك كما ورد في مذكرات الإمام البنا، كما لم تتوقف الدعوة عند محلة دياي فحسب بل واصلت امتدادها إلى دسوق. (4)
ولم تتوقف الدعوة عند محلة دياي فحسب بل واصلت امتدادها إلى دسوق وفوه وكفر الشيخ ومطوبس وسنديون بفوه وقلين.
شعب الإخوان المسلمين في كفر الشيخ فترة الثلاثينيات
انتشرت دعوة الإخوان داخل هذه المحافظة – والتي كانت تتبع منطقة الغربية - وقد ورد في صحيفة الإخوان المسلمين عام 1937م بيان بشعب الإخوان بكفر الشيخ
فكانت كالتالي:
- دسوق ونقيبها الأستاذ صلاح الدين الحنفي أفندي – مدرس بالمدرسة الابتدائية.
- محلة دياي ونقيبها الشيخ علي أحمد بشر – من الأعيان.
- فوه ونقيبها أحمد فهمي أفندي – بجوار سيدي أبي المكارم.
- مطوبس ونائبها الشيخ محمود نافع – رئيس المدرسة الإلزامية.
- قلين ونقيبها الشيخ عطية محمد الدييهي – إمام مسجد منية قلين.
- كفر الشيخ ونقيبها الشيخ محمد إبراهيم – مأذون شرعي.
- سنديون ونائبها الحاج قطب غازي (من الأعيان).
- محلة موسى – كفر الشيخ الدكتور حسن حسنون (المفتش البيطري). (5)
دعوة الإخوان في الأربعينيات
استمر العمل الدعوي في هذه المديرية النائية، حتى زادت عدد الشعب والأفراد بها بل كانت بعض الشعب مكتملة الإمكانات المادية والبشرية وبعضها كان في طور التكوين، حيث جاء وفق حصاد الدعوة عام 1940م توزيع الشعب ومسئولها كالتالي:
- سنديون – فوه – غربية الحاج قطب غازي (من الأعيان)
- دسوق صلاح الدين أفندي الحفني (المدرس بالمدرسة الابتدائية)
- محلة دياي عبد الرحمن أفندي بشر
- كفر الشيخ – غربية حسن أفندي حسن مرعى
- محلة موسى – كفر الشيخ الدكتور حسن حسنون (المفتش البيطري)
- مطوبس – غربية الحاج محمود نافع (رئيس المدرسة الإلزامية). (6)
في عام 1944م بلغت دعوة الإخوان فى تلك الفترة أشدها، وأتمت تقريبًا هياكلها الإدارية، كما تضاعفت أعداد الشُّعب حتى بلغت الألف شعبة، كما بلغت المناطق 29 منطقة، ولما كان من الصعب نشر أسماء كل الشعب فقد قام الإخوان بنشر أسماء المناطق ورؤسائها وزوارها من المكتب العام.
فقد نشرت صحف الإخوان مسئولي المناطق حيث تبعت دسوق منطقة البحيرة في ذلك التوقيت وكان مسئولها الأستاذ. حسني الزمزمي، وزائرها من مكتب الإرشاد الأستاذ محمود أبو النجا. وكانت كفر الشيخ تابعة لمنطقة الغربية ومسئولها هو الأستاذ البهي الخولي، كما كانت بيلا تابعة لمنطقة الدقهلية ومسئولها الدكتور محمد خميس حميدة. (7)
وتذكر صحيفة الهادي – الصادرة في إخميم – خبر انتقال الأستاذ عطوة الهلالي أفندي معاون تموين إخميم ورئيس شعبة الإخوان بها إلى دسوق حيث كان قوة دافعة في نشر فكر الإخوان بها ومعاونا لإخوانها. (8)
ومن المعروف ان الدكتور أحمد القاضي - مسئول شعبة دسوق - قد اختير ضمن أول هيئة تأسيسية للإخوان المسلمين والتي تأسست في عام 1947م، وذلك قبل أن يسافر وينشر فكر الإخوان في أمريكا ويكون مراكز إسلامية كبيرة هناك.
أنشطة شعب إخوان كفر الشيخ
قام الإخوان فى مختلف الشعب بجهود مشكورة فى محاربة الفقر و مساعدة الفقراء، وذلك عن طريق جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على الفقراء، ومن ذلك ما قام به إخوان شعبة "سنديون بفوة" بشراء كمية كبيرة من الذرة وزعت على الفقراء والمساكين
وكان يقدم فى التوزيع النساء الأرامل اللائى فقدن أزواجهن، والرجال العاجزين عن الكسب والصغار واليتامى، كما تبرع الإخوان بمبلغ 2 جنيه لإصلاح دورة مياه جامع سيدى على النشيف، ولقد رأى الإخوان أن سقف الدار التى يحفظ فيها القرآن الكريم قد تصدع ونخر فى خشبه السوس فعملوا على إصلاحه.
ولم تكتف الشعب على ذلك فكانت تجري بين الحين والآخر انتخابات لاختيار مجلس الشعبة الجديد، فقد ورد في صحيفة الإخوان المسلمين اليومية أن بعض الشعب ستقوم بإجراء الانتخابات خلال شهر مايو 1947 ومنها شعبة الخادمية فى 22/5 ومنطقة قلين 23/5, وشعبة الحمرواى فى 24/ 5 وشعبة سخا فى 25/5 ومنطقة كفر الشيخ من 26/5. (9)
كما لم يكتف الإخوان ببعض الجهود بل قاموا بتشكيل وفد من حضرات أعيان مراكز فوه وشبراخيت ودسوق وكفر الزيات وعلى رأسهم سعادة محمد المغازي باشا وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبد الله دراز المدرس بكلية أصول الدين، وفضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين، وفضيلة الأستاذ الشيخ حامد عسكرية رئيس الإخوان بشبراخيت، والأستاذ أحمد فضيلة أفندي المدرس بشبراخيت وكثير من ذوي الوجاهة.
وقد قام الوفد بمقابلة كل من سمو الأمير عمر طوسون ومعالي كبير الأمناء ودولة رئيس الوزراء ودولة رئيس الوفد المصري وفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر وسعادة وزير المعارف وعرضوا عليهم مطالبهم في إصلاح التعليم الديني في المدارس ورفعوا إلى حضراتهم عريضة بمطالبهم وذلك عام 1935م.
زيارة مندوبي مكتب الإرشاد إلى الشعب
بعد عقد مجلس الشورى العام في دورته الثانية بفترة وجيزة أرسل مكتب الإرشاد أحد أعضائه وهو الأخ محمود عبد اللطيف لزيارة شعب الوجه البحري، وأرسل عضوًا آخر هو الأخ محمود علي إمام أفندي لزيارة شعب الوجه القبلي.
وقد نشرت جريدة الإخوان أخبار تلك الزيارة تحت عنوان: "مندوب مكتب الإرشاد العام":
- بدأ حضرة محمود عبد اللطيف أفندي مندوب مكتب الإرشاد العام للإخوان مروره على شعبهم في غرة ذي القعدة المبارك وفق المنهج الآتي، وسيخطر حضرته كل شعبة بخطاب عن موعد وصوله إليها بالضبط تفاديًا لما عساه أن يصادفه من الطوارئ التي ينجم عنها اختلاف بعض المواعيد وكان من الشعب التي زارها شعبة محلة دياي بكفر الشيخ وقد خصص لها هي وشعبة طنطا يومين. (10)
مشروع المطبعة ودور إخوان كفر الشيخ فيه
أيد مجلس الشورى العام للإخوان قرار الاجتماع في إنشاء مطبعة للإخوان المسلمين وقرر أن تؤلف لذلك شركة مساهمة تعاونية رأس مالها ابتداءً ثلاثمائة جنيه مصري تقسم إلى 1500 سهم قيمة السهم الواحد عشرون قرشًا، ولا يصح أن يساهم فيها إلا الإخوان المسلمون فقط، ووكل المجلس إلى مكتب الإرشاد أن يتفق مع بنك مصر أن يتقبل قيمة الأسهم وتكون في عهدته حتى يتم جمعها
وقرر المجتمعون كذلك أن يكون الدفع فورًا من غير تقسيط، وأن للمكتب الحق في زيادة الاكتتاب إذا وجد الإقبال الذي يستدعي ذلك، وقد بدأ الاكتتاب حضرات الإخوان الآتية أسماؤهم بعد على أن يدفعوا قيمة أسهمهم بمجرد طلب المكتب منهم ذلك، وكان منهم أحمد أفندي فضيلة – محلة دياي، والذي ساهم بعشرة أسهم. (11)
إخوان كفر الشيخ والقضايا المصرية
تفاعل الإخوان المسلمون بشعب كفر الشيخ مع القضايا المصرية سواء الداخلية أو الخارجية، وحرصوا أن يدعموا مواقف المركز العام في الاصلاح، فحينما أرسلت كثير من مناطق الإخوان عام 1946م برقيات أو تلغرافات إلى الملك فاروق يؤيدون فيها بيان المرشد العام من المذكرة المصرية التي أرسلتها الحكومة إلى بريطانيا لتحقيق الجلاء ووحدة وادي النيل وكذلك رأيه في الرد البريطاني على هذه المذكرة كانت من ضمن هذه الشعب شعبتي دسوق وفوه. (12)
كما تصدى الإخوان للفساد الذي نخر في جوانب الدولة المصرية، فحينما اعتنت الحكومة بحيوانات تفتيش سخا بأن مدت هذه الحيوانات بالماء النقي والطعام في حين أن أهالي سخا الفقراء يشربون من مصارف الصرف الصحي، كما أن الحكومة مدت مواسير المياه النقية لمحطة تربية سخا ودفعت أموال باهظة في حين ضنت على الأهالي بوصلة صغيرة من هذا الماء
قامت شعبة سخا برعاية أهل المدينة في ظل ندرة مياه الشرب والتي لا تكفى حاجة عشرة آلاف ساكنيها بالرغم من توفر المياه النقية للحيوانات فى محطة التربية لسخا والتي تصل إليها أنابيب الماء المرشح من كفر الشيخ وفى الوقت التي يشرب فيه الأهالي من ترعة القاصد والتي أصبحت مصرفا مفتوحا، ومن ثم طالبت الشعبة بأنابيب المياه النقية إلى أهالي المدينة ورفعت هذه العريضة لرئيس الديوان الملكي بتاريخ 14 أكتوبر 1946م. (13)
وفي تفتيش محلة موسى حدثت مأساة تستحق الدراسة والرثاء، فقد كان الإخوان عامل تهدئة لنفوس هؤلاء المظلومين المجروحين الذين يستغيثون ولا مغيث، فاتهموا بالإثارة والتحريض وقبض على أربعة منهم من خيرة الشباب، واستمروا فى الحبس أربعين يومًا تحت التحقيق دون مبرر مكبلين بالحديد بين طنطا وكفر الشيخ حتى أفرجت عنهم النيابة بلا ضمان.
ومن المعروف أن هذا الحادث وقع في يوم 26 يونيو سنة 1948 م، وقد اتخذته حكومة النقراشي مدعاة لحل الجماعة في 8 ديسمبر عام 1948 م حيث جاء في تقرير عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية والذي جهز مذكرة الحل أن الإخوان المسلمين حرضوا عمال تفتيش زراعة محلة موسى التابع لوزارة الزراعة على التوقف عن العمل مطالبين بتملك أراضي هذا التفتيش، الأمر الذي سجلته تحقيقات القضية رقم 921 سنة 1948 م جنح مركز كفر الشيخ. (14)
وحينما أعلن الإخوان عن فتح باب التطوع لحرب فلسطين شارك عدد من أبناء كفر الشيخ وعلى رأسهم الشهيد خطاب بسيوني خطاب من قرية سنهور المدينة. كما أقامت الشعب الأخرى حفلات تأبين للشهداء مثلما حدث في سنديون مركز فوه حيث أقام الإخوان حفلاً حضره كثير من إخوان فوّه وسنديون ومطوبس وحلق الحمل والمحمودية. (15)
العناية بالرياضة
اهتم الإخوان في كفر الشيخ بالرياضة والجوالة، حيث كانت لهم فرق تشارك في إقامة المباريات الرياضية، ومن ذلك مباراة كرة القدم التي أقيمت في المحمودية بين "الإخوان المسلمين بالمحمودية" وفريق طلبة "فوه" حيث أسفرت النتيجة عن تغلب فريق الإخوان المسلمين بالمحمودية 5-2، وقد ساد اللعب النظام بفضل الحكم الأخ الدكتور درويش عمر، وقد ابتدأ وانتهى اللعب بهتاف الإخوان المسلمين. (16)
وفى قرية سنديون بفوة (كفر الشيخ) تحرك طابور الجوالة بين تكبير الشيوخ وتهليل الشباب غير أن البوليس تعدى عليهم بالضرب وقد استنكر الإخوان هذا الاعتداء بإرسال التلغرافات إلى ديوان الملك. (17)
محن وفراق
كان من رجالات كفر الشيخ الذين تعرفوا على الإمام البنا الحاج عبد المنعم مكاوي والحاج جلال عبد العزيز والحاج علي أبو شعيشع، حيث يذكر الحاج جلال أنه تعرف على دعوة الإخوان المسلمين في وقت مبكر حتى أنه كان يرسل للإمام البنا بعض الخطابات
فيقول:
- بايعنا الإمام البنا على العمل من أجل نشر هذه الدعوة المباركة، وفي أول زيارة لي إلى القاهرة والمركز العام، وعندما ذهبت للسلام على الإمام الشهيد ولم يكن يعرفني من قبل كما لم يرني من قبل وجدته يبادرني بالسلام علي ويقول أهلا بالأخ جلال عبد العزيز، كيف حال والدتك فتعجبت من كونه يعرفني ولم يكن قد قابلني من قبل، وكيف أنه متذكر أمي.
- فتذكرت أنه تعرف على من خلال الصورة التي أرسلتها للمركز العام لتضع على كارنيه الجوالة، كما أنني أرسلت له يوما أكلمه في وضع الوالدة، وكان هذا أول لقاء به. شارك المهندس عبد المنعم مكاوي نشر الدعوة في كفر الشيخ وقت أن كان المهندس علي أبو شعيشع يعمل في البحيرة.
- وحينما صدر قرار بحل الجماعة عام 1948م اغلقت كل شعب الإخوان بكفر الشيخ واعتقل الأستاذ عبد المنعم مكاوي والأستاذ جلال عبد العزيز لانضمامهما للنظام الخاص، حيث اعتقل في سجن الطور مع إخوانه، وبعد خروجهما في فبراير 1950م وعودة الجماعة أخذ على عاتقه العمل للدعوة ونشرها في نطاق كفر الشيخ، فكان مثالاً للقائد المربي.
- وبعد ثورة 23 يوليو اعتقل عبد الناصر عدد من قيادات الإخوان كان منهم عبد المنعم مكاوي في يناير 1954م، قبل أن يفرج عنه بعد ثلاثة اشهر، ولم يكد ينعم بالخروج من محنة يناير وزفاف أخته على الحاج علي أبو شعيشع، حتى وقعت حادثة المنشية في 26/10/1954م، وتمَّ اعتقاله واعتقل معه الأستاذ جلال عبد العزيز وأُودعوا السجن الحربي حيث التعذيب الشديد وإهدار كرامة الإنسان فذاق مرارة العذاب، وقدِّم مكاوي للمحاكمة والتي حكمت عليه بخمسة عشر عامًا "أشغال شاقة"؛
- وظهرت الصحف تحمل صورته وخبر الحكم مما كان له وقع شديد على أمه وإخوته الذين كانوا يعتبرونه كل شيء في حياتهم، ورحل إلى سجن الواحات مع عددٍ كبيرٍ من إخوانه، كما حكم على الأستاذ جلال بعشر سنوات والذي رحل أيضا مع الأستاذ عبدالمنعم، لسجن الواحات وكان سجنًا يقع في صحراء الواحات ليس به سبل الحياة، وهو عبارة عن مخيم محاط بالأسلاك الشائكة
- فكان الزائر يقطع المسافة إليه من خلال قطارٍ متهالك يقطع المسافة فيما يقرب من 24 ساعة ذهابًا ومثلها إيابًا، وقضى الأستاذ عبد المنعم الخمسة عشر عامًا كاملاً وهي مدة العقوبة وبدلاً من أن يُفرج عنه حول لمعتقل ليمان طرة بقرار اعتقال، وظل فيه حتى أُفرج عنه عام 1970م بعد وفاة عبد الناصر
- لكن رفيقه جلال خرج بعد انتهاء العشر سنوات إلا انه سرعان ما اعتقل مرة أخرى ليقضي في السجن 6 سنوات أخرى ويخرجا سويا بعد موت عبد الناصر ويبدأ العمل سويا لنشر الفكرة في كفر الشيخ مع عودة الأستاذ على من البحيرة. (18)
الدعوة في كفر الشيخ بعد عبد الناصر
عاد الحاج علي أبو شعيشع إلى كفر الشيخ عام 1969م بعد ان تم ترقيته، وكان قبل ذلك قد عمل منذ تخرجه في محافظة البحيرة، وبعدما انتقل نشط في نشر الدعوة في هذه المحافظة البكر وزاد الأمر قوة بعد خروج المهندس عبد المنعم مكاوي والمهندس جلال عبد العزيز من المعتقل
وتضافروا لنشر الدعوة وكان يشاركهم الأمر الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد، وقد ظهر عدد من أبناء هذه المحافظة حملوا فكر هذه الدعوة المباركة وقد تم اعتقال الكثير منهم في أحداث سبتمبر من عام 1981م، وبعدما خرجوا جميعا بدأ الجميع يجوبون المحافظة لغرس المعاني التربوية في نفوس أبناء هذا المحافظة، حتى انتشرت هذه الدعوة في كل قرية وكل مدينة في المحافظة
وظل الثلاثة يجوبون المحافظة لتربية الإخوان حتى توفى الحاج علي أبو شعيشع في 17 /11/ 1992م، ثم لحق به الحاج عبد المنعم مكاوي في يونيو من عام 1998 م، ثم لحق بهم ثالثهم الحاج جلال عبد العزيز يوم 17/ 12/ 2009 م الموافق 30 من ذي الحجة 1430 ه.
مواقف تربوية مع إخوان كفر الشيخ
لقد حفلت شعب الإخوان بكثير من المواقف التربوية داخل هذه المحافظة فيذكر الأستاذ أحمد البس أنه أثناء فترة هروبه بعد حادثة المنشية قطن بعض الوقت في منزل الحاج رزق حسن إسماعيل المولود في عام 1914م وكان يعمل مزارعا، ويعيش في قرية كفر المرازقة، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين
فيقول الأستاذ أحمد البس:
- " نشأ الحاج رزق رحمه الله فى بلدة كفر المرازقة محافظة كفر الشيخ حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم بالمدرسة الابتدائية ثم انشغل بالزراعة حيث كان يمتلك أكثر من عشرة أفدنة ببلدته وكان محبا للخير فلا يدع مريضا بالقرية أو القرى حولها حتى يزوره. ويمشى فى جنازة المتوفى ويحضر محافل الصلح بين المتخاصمين من الأفراد والعائلات ويشارك فى بناء المدارس والمستشفيات.
- ويزور أهله وجيرانه ويتودد إلى الفقراء بالصدقة والمساعدة يطفئ الحريق ويقف مع المظلوم حتى يأخذ حقه واشتهر بذلك بين الناس فى صدق وأمانة. ولما جاءت دعوة الإخوان المسلمين إلى بلدته حوالي عام 1940 انضم إليها بصدق وإخلاص وتجرد وشجاعة وإقدام فبرزت صفاته النبيلة ونمت وأزهرت وأحب إخوانه وأحبوه.
- حتى جاءت محنة عام 1954 فكان شجاعا كريما صادقا أمينا أخفى عنده كاتب هذه السطور وكان يعلم الخطر فى ذلك ولكنه لم يتهيب الموقف وانتهى الأمر بالحكم عليه خمس عشر عاما قضى بعضها غير متبرم ولا ضجر... بل مشجع لغيره من الإخوان... حمل الحجارة على كتفه فى سبيل مرضاة ربه مبتسما راضيا بقضاء الله وقدره حتى لقى الله شهيدا بيد الغدر والظلم فى 1/6/1957 بليمان طره". (19)
كما يسوق قصة أخرى وهي قصة الشيخ بسيوني خطاب من قرية سنهور المدينة التابعة لمركز دسوق، والذي أرسل أكبر أبناءه ليحارب فى صفوف الإخوان أثناء حرب فلسطين عام 1948 م ثم أرسل الثاني الذي استشهد وهو ابن سبعة عشر عاما وتقابل مع الإمام حسن البنا وفى الحديث معه قال له: "إن ابني الثالث في الطريق إليكم".
يقول الأستاذ البس :
- " ولا أنسى يوم أن علمت باستشهاد ابنه وذهبت إليه بعد أن أشرت بعمل سرادق لمقابلة المعزين وكان الشيخ مريضا بالفراش بمنزله. فدخلت عليه وأسررت له بالحادث المؤلم فقال: لا تتحدث ولا تخبر أحدا فإني مريض كما ترى وأمه ستملأ على البيت صياحا كما أنه لا داعي لعمل مأتم ثم سألني كم هناك من أخ معتقل؟ فقلت حوالي عشرين. فقال: وجه ما معك من المال الذي ستصرفه على المأتم إلى أهالي المعتقلين واصبر حتى ينفرج الجو وأقوم من مرضى ثم نخبر والدته بالتدريج وقد كان وبذلك ضرب المثل فى الجلد ومقابلة الخطوب.
- ليس هذا فقط فله من الحكايات ما يدهش العقول فى الغيرة على الإسلام خرج من بيته فى أحد أيام رمضان يقوده ابنه فوزى فقال له: يا أبى إن أرى رجلا يأكل على بعد منا فقال : قدنى إليه فلما وقف أمامه قال:ما اسمك ؟ فقال محمد قال : ومحمد كمان. لماذا تأكل فى رمضان؟ قال الرجل: وماله؟ فأخذه الشيخ من جلبابه وانحن يخلع حذاءه وأخذ يضربه به وهو لا يبدى حراكا مع أنه فتى جلد. ثم قال الشيخ: هذا حقنا.. أما حق الهأ فسيأخذه منك. (20)
- وكان عبد الفتاح حسن مرشح الوفد يعتبر من أحسن الوفدين سلوكا وتدينا فسانده الشيخ حتى نجح وكسب الدائرة 26 فكافأه الأستاذ عبد الفتاح حسن ونقله إلى مسجد سيدنا عمرو بن العاص بالقاهرة وكان المسجد فى هذا الوقت مهملا للغاية لا يرد إليه إلا نفر قليل فأبدع الشيخ فى إلقاء الخطب والوعظ فكثر رواد المسجد حتى أصبح أول مسجد يزدحم بالمصلين بالقاهرة كما كان فى بداية مهده كأول مسجد أسس فى مصر.
- وبينما هو مسافر من القاهرة إلى بلده سنهور المدينة رآه بمحطة مصر رجل من أغنياء الجهة "جهة سنهور المدينة" فقال ذلك الرجل لتابعه: أسأل الشيخ إلى أين هو مسافر؟ فسأله التابع إلى أين أنت مسافر يا شيخنا فقال إلى البلد فقال : وتذكرتك فقال الشيخ: درجة ثالثة. فأمر الوجيه أن تبدل التذكرة على حسابه درجة أولى ليركب معه الشيخ.
- ولما ركب الشيخ مع الثرى أراد أن يقدم إليه الخير عن الإسلام وعن مزاياه وفضائله ظنا أن الوجيه سيسر لذلك ولكن الوجيه لا يحب الإسلام ولا الحديث عنه. فقال للشيخ: يا شيخ بسيونى الله يلعن الإسلام ده فسكت الشيخ مبهوتا فترة قصيرة ثم قال: بيه . بيه. الله يلعن أبوك
- فوقف الوجيه وأخرج مسدسه من جيبه بحركة غير إرادية فصرخت سيدة كانت تجلس أمامهما بالدرجة الأولى وقالت للسيد: هل تريد أن تقتل الشيخ ؟ فقال لا أنه من بلدى ولكنني أخرجت المسدس بحركة غير إرادية ثم جلسا يتحدثان في أمور بعيدة عن هذه الواقعة حتى وصلا إلى محطة الوصول وركب الوجيه سيارته وركب الشيخ دابته وذهب كل إلى بيته.
- ومر شهر وإذا بالثرى يقتل ولا يعرف من قاتله ويمر شهر آخر ويدخل رجل على الشيخ فيقول له: هل كان بينك وبين فلان الوجيه عداء؟ قال لا إلا أنى كنت مسافرا من القاهرة إلى سنهور المدينة منذ شهرين ورافقني فى القطار وأبدل تذكرتي من درجة ثالثة إلى درجة أولى وتحدثت معه عن الإسلام ولعنه فلعنت أباه ولا شئ غير ذلك فقال الرجل – وكان ممن يأخذون المال ليقتلوا خصم من يدفع لهم الأجر – قال : إن فلانا - هذا الوجيه - الذى لعن الإسلام أرسل إلى وأعطاني خمسين جنيها وقال لى: عندي مسألة بسيطة: رجل ضرير ستقتله لأنه قليل الأدب لعن والدى.
- فقلت له: ليس عندي سلاح فقال أحضر بالليل من وراء القصر وأعطيك السلاح وقد سررت لذلك لأنى أخذت أجر قتله ولم أتمكن منذ زمن طويل فقلت فى نفسى قد جاءتك الفرصة وفعلا حضرت إليه بعد أن جاء الليل وخيم الظلام على المكان وجئته من خلف قصره وتسلمت منه السلاح
- وما إن كان بيدي حتى وجهته إلى صدره وانصرفت تاركه جثة هامدة وبعد أن هدأ الجو ومر شهر فى قتله جئت إليك لأخذ باقي الأجرة " قال ذلك مازحا" فقال له الشيخ: مازحا أيضا : هات الخمسين جنيها التي أخذتها منه. "وقد ضحك"، ولقد اعتقل الشيخ عام 1949 م في عهد وزارة إبراهيم عبدالهادي مع باقي إخوانه الذين اعتقلوا بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. (21)
وتستمر مسيرة العطاء
استمر الثلاثي الكبار ينشرون الدعوة بمعاونة بعض الإخوة من الجيل القديم أمثال الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد – والذي تعرف على الإمام البنا عام 1942م قبل أن يلتحق بالإخوان عام 1951م أثناء دراسة الطب، وفي ديسمبر 1963 انتقل الدكتور محمد انتقالاً كاملاً للعمل فى مستشفى كفر الشيخ، وتم اعتقاله في 9/9/ 1965 أثناء اعتقالات 1965 حيث تم استدعاؤه فى الساعة الحادية صباحًا من مستشفى كفر الشيخ
وتم ترحيله إلى لاظوغلي – وبعد خروجهم من السجون انضم لهم أعداد كبيرة من شباب المحافظة أمثال حسن أبو شعيشع وعلاء عبدالعزيز وأسامة عبدالعزيز ورجب البنا وموسى زايد وأبو زيد الطنوبي وعبدالله مصباح ومحمد شاكر سنار وصلاح الفقي وغيرهم.
حمل الجميع الدعوة في كل مراكز المحافظة وانتشروا بها، حتى أضحت المحافظة من افضل المحافظات في التربية الإخوانية. وشهدت الكثير من الاعتقالات لأبناء الحركة الإسلامية بها على مدار حكم مبارك، نهيك عن الاعتقالات المستمرة وتحجيمهم عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو تزويرها، بالإضافة لباقي الانتخابات كالمحليات، بالرغم أنهم قدموا نموذجا طيبا في محليات 1992 م.
أضف لذلك الحكم على احد قيادات الإخوان بكفر الشيخ وهو الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد في المحاكمات العسكرية عام 1996 م، لمدة ثلاثة سنوات. (22)
وكان أيضا للشيخ محمد بظاظو بسنهور المدينة دور في نشر فكر الإخوان المسلمين في القرية والقرى المجاورة ومن المعروف أن الشيخ محمد بظاظو له عدد من الأولاد الذين يشكلون بعض قادة الإخوان أمثال الدكتور محمد محمد بظاظو وإبراهيم بظاظو والشيخ من مواليد 1/ 1/ 1929م وتخرج في كلية أصول الدين عام [[[1954]]]م، وكان من وصفه لقريته سنهور المدينة في الأربعينيات.
مضت الشهور ومرت الأعوام وبنوا المدينة في البيوت نيام
فإلى متى سيظل يحكمنا الهوى وتسودنا الأحقاد والأوهـام؟
من حولنا كل البلاد تقدمت ورجالنا عن حقــهم قد نامـــوا
سنهور أنت الآن أضعف قرية مع إن أهلـــك طيبون كــرام
ضعفت قيادتها فساء مصيرها وغدت كأن رجالهـــا أيتــــام
قالوا خلاف أصله عمدية من أجلها افترق الجميع وهاموا
وأطل أهل السوء من أوكارهم في ثوب من هم ناصحون عظام
باسم النصيحة ينفثون سمومهم ويروجون الشر حيث أقاموا.
نصحوا فما صدقوا وساء صنيعهم وتفــــرق الأبناء والأعمـام
وإذا القلوب على الصفاء تعارفت وتقاربـت مستـهم الآلام
وإذا تراهم أعجبتك جسومهم والثغر منهم ضاحـــــك بســـام
ما بالنا ننسى مبادىء ديننا وكتابنــا فيه هدى وسـلام؟
الحق بالسلطان ينصر دائما وبدونــــه قد يمرض الإســــلام
وإذا أراد الله عز مدينة جعل الخيار بهـــا هم الحكــام. (23)
تولى مسئولية مكتب إداري كفر الشيخ الحاج عبد المنعم مكاوي حتى إذا تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد ومسئولا عن وسط الدلتا تم اختيار الحاج علي أبو شعيشع مسئولا للإخوان، وبعد وفاته تم اختيار الحاج جلال عبد العزيز وظل كذلك حتى توفاه الله عام 2009م ليتم اختيار الدكتور حسن أبو شعيشع.
انتشرت الدعوة في كفر الشيخ وفي المراكز التابعة لها، وكان للإخوان صوات عالي وحب لدى الناس حتى أن انتخابات مجلس الشعب عام 2005م شهدت خروج كثيف للناس من اجل انتخاب مرشحي الإخوان، وحينما تم تدشين حزب الحرية والعدالة في كفر الشيخ ترك الدكتور حسن المسئولية لينضم لهيئة الحزب والدخول في معترك الانتخابات، وتم اختيار الدكتور صلاح الفقي ليقوم بمسئولية الإخوان في هذه المحافظة، ويصبح الأستاذ رجب البنا الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بكفر الشيخ.
وحينما تولى الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية تم اختيار المهندس سعد الحسيني محافظا لكفر الشيخ، والذي قام باختيار عدد من الإخوان رؤساء للمدن كأسامة الحسيني عليه رحمة الله رئيسا لمدينة مطوبس وغيره، وذلك قبل أن يقع الانقلاب وتدخل المحافظة في صراع مع العسكر، الذي عمد إلى اعدام عدد من شبابها بتهم كاذبه.
ولقد انتفض ابناء الإخوان بكفر الشيخ في مظاهرات ضد الانقلاب مطالبين بعودة الشرعية، قبل أن يزج بالمئات منهم في السجون لفترات طويلة خلف القضبان.
المراجع
- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2001م، صـ35.
- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الأولى – العدد 27 – 23 شوال 1352هـ - 8 فبراير 1934م.
- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2002م، الجزء الثاني، صـ 128.
- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية: السنة الرابعة ، العدد 10 – 26 ربيع أول 1355هـ - 16 يونيو 1936م.
- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية: السنة الخامسة، العدد 4، 2 من ربيع الثاني 1356هـ - 11 يونيو 1937م.
- مجلة التعارف الأسبوعية: السنة الخامسة، العدد 13 ، الموافق 11 ربيع الآخر 1359هـ - 18 مايو 1940م، صـ3 : 11.
- جمعة أمين الكتاب الخامس نقلا عن تقرير المركز العام، قسم المناطق، النشرة العامة، ملحق رقم (3) – ربيع الآخر 1363هـ - أبريل 1944م.
- صحيفة الهادي: العدد (30)، السنة العشرون، 11 شوال 1363ه/ 28 سبتمبر 1944م، صـ3.
- الإخوان المسلمون اليومية: العدد 319، السنة الأولى - 27 جماد آخر 1366هـ 18/5/1947م صـ4.
- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية ، السنة الأولى ،العدد 29 ، الخميس 8 ذي القعدة 1352هـ - 23فبراير 1934م.
- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية: السنة الأولى، العدد 27 ، الخميس 23 شوال 1352هـ - 8فبراير 1934م.
- الإخوان المسلمين الأسبوعية: العدد 94 – السنة الرابعة – 15 ربيع الثاني 1365هـ - 19 مارس 1946م – صـ21
- مجلة الإخوان الأسبوعية العدد 124 السنة 4/ 1 ذو الحجة 1365 هـ, 26/10/1946 ص11.
- صلاح شادي: صفحات من التاريخ، الإخوان المسلمون وسنوات الحصاد، دار التوزيع والنشر الإسلامية، صـ 337:346
- الإخوان المسلمين اليومية: العدد 611 ، السنة الثانية ،17 جماد آخر 1367هـ - 26 أبريل 1948م، صـ5.
- مجلة النذير الأسبوعية: السنة الثانية، العدد 19 ، 8 جمادى الأولى 1358هـ - 27 يونيو 1939م، صـ27.
- دار الوثائق محفظة عابدين التماسات الإخوان المسلمين رقم (557).
- عبد المنعم مكاوي وجلال عبد العزيز: إخوان ويكي
- أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1987م.
- أحمد البس: مرجع سابق
- أحمد البس: مرجع سابق.
- علي أبو شعيشع: يوميات بين الصفوف المؤمنة، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
- الشيخ محمد بظاظو:ديوان فيض الشجون