مجلة النذير
صحافة الإخوان المسلمين
أصبحت الصحافة منذ مجلة جريدة الإخوان المسلمين أحد أركان الدعوة الرئيسية حيث كانت إدارتها بالمركز العام، وقد تطورت إدارتها فبعد أن كان الإمام البنا رئيسًا للتحرير وصاحب الامتياز، فقد أوكل إدارة ورئاسة تحرير الصحف الجديدة لغيره من الإخوان، وكان كلما وقفت صحيفة للإخوان أصدروا أو استأجروا أخرى، وقد نطقت أربع صحف خلال هذه الفترة باسم الإخوان هي: "مجلة النذير– مجلة المنار– مجلة التعارف– مجلة الإخوان المسلمون النصف شهرية".
وتميزت الصحافة في هذه الفترة بأنها دخلت عالم السياسة مع الجماعة، فخاضت كثيرًا من المواجهات مع أوكار الفساد وأصحاب النفوذ؛ ولذا تعرض كثير منها للإغلاق والمصادرة، وكان من أهم سماتها في هذه الفترة:
1-اهتمامها بكافة شئون الحياة، فلم تعد تقتصر على الأمور الدينية، بل مع حرصها على هذا الجانب اهتمت بالجوانب: الثقافية، والفكرية، والاقتصادية، والعلمية، والطبية، والخارجية، والعسكرية.. إلخ.
2-طورت هذه الصحف نفسها من حيث التحرير والإخراج ومعالجة القضايا المختلفة ببراعة مهنية عالية، مع الحفاظ على الطابع الإسلامي العام.
3-حرصت صحف الإخوان في هذه الفترة على إصدار أعداد خاصة للمناسبات والقضايا الهامة حرصًا منها على الارتقاء بوعي القراء العام، مثل: مناسبة الهجرة، أو عند عقد مؤتمر عام للإخوان، أو عن قضية دولة من الدول الإسلامية في وقت أزمتها مع المحتل.
4-كانت إعلانات هذه الصحف في مجملها إعلانات داخلية، أي: من الإخوان، وباستثناء بعض الإعلانات الرسمية مثل الإعلانات القضائية، أو إعلانات أخرى قليلة.
5-حرص الإخوان على استكتاب عدد كبير من الإخوان الكبار والشباب في هذه الصحف لتنمية مواهبهم في الكتابة، وفتحت المجال خاصة أمام الطلبة، كما حرصت على فتح هذه الصحف أمام الكتاب والمفكرين الإسلاميين ذوي القبول الشعبي مثل: الشيخ مصطفى المراغي، والسيد محب الدين الخطيب، والشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور عبد الرازق السنهوري، وغيرهم.
6-عانت صحف الإخوان في هذه الفترة خاصة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م من أزمة الحصول على الورق وارتفاع سعره، والذي أدى إلى تأخير صدور أكثر من عدد عن موعده مرات متعددة، كما أدت هذه الأزمة إلى خفض عدد الصفحات في بعض الأحيان، ورفع سعر النسخة، أو الاشتراك في أحيان أخرى.
7-حرصت الصحف في هذه الفترة على علاقتها الطيبة بملك البلاد فاروق، والذي كان ما يزال صالحًا يحاول دعم الاستقلال الوطني ويؤدي الصلوات بالمسجد، ويساعد الضعفاء والفقراء، ويدعو لعمل الخير؛ ولذا لم تخف هذه الصحف تأييدها له من هذا المنطلق، فكانت تنشر صورته على أغلفتها أحيانًا، وتدعو له بالتوفيق والتأييد أحيانًا أخرى.
8-مع كل صحيفة جديدة كان الإمام البنا يحرص على تقييم سيرة الدعوة خلال الفترة الماضية، ويوضح للإخوان إلى أين وصلت دعوتهم، وما هي أهدافهم في المرحلة المقبلة، وماذا يطلب منهم لتحقيق ذلك.
9-ترك الإمام البنا مساحة واسعة لصحفيي الإخوان لتحرير تلك المجلات والصحف، فلم يعد هو الذي يحرر أغلب أبوابها كما كان يفعل مع مجلة "جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية" السابقة، اللهم إلا مع "مجلة المنار" حرصًا منه على أن تظل هذه المجلة على نفس المستوى التي كانت تصدر به في عهد صاحبها الشيخ رشيد رضا وكانت في غالبها دينية، أما مع باقي صحف هذه المرحلة فكان يكتفي بنشر مقال أو أكثر في العدد، مع ترك باقي أبواب المجلة للكتيبة الصحفية الإخوانية التي كانت ترتقي يومًا بعد يوم برئاسة الأستاذ صالح عشماوي، وذلك تربية للكوادر، وكان أحيانًا يشرف على بعض الأبواب ويكتب العديد من الرسائل والردود والمقالات.
10-كانت صحف الإخوان في هذه الفترة إما أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية، ولم يصدر الإخوان صحفًا يومية فيها.
مجلة النذير
مع فقدان الإخوان لمجلتهم "جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية" في 25 فبراير 1938م بانحراف هذه المجلة عن سياسة الإخوان، وإن ظلت تصدر باسم الإخوان حتى العدد (68) في 4 نوفمبر 1938م، ومع بداية فترة جديدة من تاريخ الإخوان تم إصدار "مجلة النذير" التي عبرت بشكل دقيق عن سمات هذه المرحلة، وقد صدرت هذه المجلة الأسبوعية في 30ربيع الأول 1357ه الموافق 30 مايو 1938م، وكتبت على صدر صفحتها الأولى "سياسية إسلامية تصدر على مبادئ الإخوان المسلمين"، واستمرت في الصدور بلسان حال الإخوان حتى العدد (44) من السنة الثانية في 8 يناير 1940م، وكان صاحب الامتياز ومدير المجلة محمود أبو زيد المحامي، ورئيس التحرير المسئول الأستاذ صالح عشماوي.
سياسة المجلة
اختلفت "مجلة النذير" عن سابقتها "الإخوان المسلمون الأسبوعية" في سياستها وتحريرها، ذلك أن الأخيرة كان الأستاذ المرشد يحررها بأكملها تقريبًا، أما النذير فقد ترك شئون تحريرها للأستاذ صالح عشماوي، وقد ظهر فيها حماس الشباب الملتهب والمتطلع للثورة على الفساد بكافة أشكاله، وقد اجتذبت بأسلوبها القوي الثوري الكتاب الشباب الثائرين الذين يطمحون في التغيير، وقد وضح ذلك منذ العدد الأول من المجلة من خلال مقال الإمام البنا الذي تصدر العدد بعنوان: "خطوتنا الثانية– إلى الأمام دائمًا– الدعوة الخاصة بعد الدعوة العامة– أيها الإخوان تجهزوا"، الذي أشار فيه إلى دخول الدعوة مرحلة جديدة من حياتها، وهي دعوة المسئولين للسير بالبلاد في طريق الإسلام، فإن أجابوا آزرهم الإخوان في ذلك، إلا أن المقال الافتتاحي للأستاذ صالح عشماوي كان أكثر تعبيرًا عن سياسة المجلة خلال العامين اللذين نطقت فيها باسم الإخوان، وقد رأينا أن نعرض المقال كما هو لأهميته، والذي جاء تحت عنوان: "سياستنا" قال فيه: "بسم الله الواحد القهار، القوي المتين العزيز الجبار...
وباسم محمد صلي الله عليه وسلم المجاهد الصابر، والقائد الظافر، محطم الأصنام، ورافع لواء التوحيد... وباسم الإسلام عقيدة وعبادة، ودين القوة والقيادة، وشريعة العزة والسيادة...
وباسم الشباب الثائر، المتقد حماسة، والمشتعل نارًا، المتحفز للوثوب، والمتعطش للجهاد والفداء في سبيل الله ورسوله وفي سبيل الإسلام ودستوره...
وعلى مبادئ الإخوان المسلمين السليمة القويمة التي هي صدى الدعوة الأولى، وصوت التجديد الإسلامي القوي الجريء، وتحت لواء المرشد المؤيد نقدم اليوم إلى القراء صحيفتنا "النذير".
لتنذر قومًا نسوا الله فأنساهم، وضلوا سبيله فارتدوا فاسقين، أولئك الذين باعوا دينهم بدنياهم، واتخذوا هذا القرآن مهجورًا.
ولتشرح للناس أمورهم العامة، وسياستهم في الداخل والخارج من الوجهة الإسلامية بأسلوب سهل، وبيان واضح يفهمه العامة، ويرضي الخاصة، فليعذرنا إخواننا المثقفون إذا لم نسمُ إلى مستواهم الرفيع ولم نشبع رغبتهم من الأدب العالي، وليتنازلوا عن بعض ما يريدون خدمة للشعب وإفادة للجمهور.
ولتوضح فكرة نظام الحكم الإسلامي، والوطن الإسلامي العام، والتربية القومية على قواعدها الإسلامية الصحيحة، متناولين مع ذلك ما يتصل بهذا المعنى من السيرة النبوية والتاريخ العربي والقصص، غير مهملين الناحية الخلقية والاجتماعية، فهي دعامة الحكم الصالح والمجتمع القوي السليم.
ولتوثق الروابط وتحكم العلاقات بين الهيئات الإسلامية عمومًا وشعب الإخوان المسلمين خصوصًا، ناشرين أخبارها ومعلنين نواحي النشاط ومظاهر العمل فيها، شاكرين للمُجِد عمله، ومنبهين الغافل إلى إهماله، وناقدين المتخلف في قعوده وجموده.
أما المعنى العلمي والفقهي -فمع تقديرنا لأثره، واعترافنا بمكانته- فلن تتسع له صفحاتنا، وحسبنا أن نلمح إلى أقرب السبل للوصول إليه، ونحيل الناس فيه على الكتب العلمية من: فقهية، وحديثية، وتفسيرية.
هذه سياستنا، وذلك برنامجنا، نعاهد عليه الله ورسوله ونشهد الناس جميعًا، نقول الحق ولا نخشى في الله لومة لائم، لا نتبع الهوى، ولا نميل مع الريح، ولا نسير مع التيار، فلسنا نسعى وراء الربح من أية سبيل، ولكنا أصحاب مبادئي سنفرضها على الناس فرضًا مهما كلفنا الثمن، لا تثنينا عقبة، ولا يغرينا وعد، ولا يخيفنا وعيد".
وعلى هذا المنوال سارت "مجلة النذير" مهتمة بالشئون الداخلية والخارجية، والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية على السواء، وتوجيه الدعوة إلى العامة والمسئولين، تنقد وتحلل وتفضح وسائل الفساد في أي مكان، فكانت معبرة بصدق عن شمولية الإسلام كما يفهمها الإخوان.
مضمون المجلة
طبقًا للإحصاءات التي أوردها الدكتور شعيب الغباشي في كتابه "صحافة الإخوان المسلمين" فقد احتلت الموضوعات الدينية في المجلة من: تفسير، وفقه، وحديث، وعقيدة، ودعوة، وسيرة، وقيم إسلامية، وتصوف نسبة 25.8٪ متصدرة المرتبة الأولى بين القضايا التي اهتمت بها، إلا أنها تراجعت كثيرًا عن مجلة "الإخوان الأسبوعية" التي كانت هذه الموضوعات فيها بنسبة 65.18٪، وذلك طبيعي؛ لأن المجلة التي كانت في الفترة الأولى من حياة الجماعة كانت تركز على بث الروح الإسلامية وإحياء الدين في النفوس والعودة بالناس إلى مصادر الإسلام الأولى، فكانت الموضوعات الدينية هي العنصر الرئيس في المجلة، أما في "النذير" والتي تهتم بالإصلاح الشامل فقد جاءت الموضوعات الدينية في المرتبة الأولى ولكن بنسبة أقل.
وقد جاءت القضايا الاجتماعية مثل قضايا: الشباب، والمرأة المسلمة، والعمال، والتعليم، والإصلاح الاجتماعي، والبغاء، والأنشطة الاجتماعية في المرتبة الثانية بنسبة 24.8٪ من موضوعات المجلة.
وجاءت القضايا السياسية كالحديث عن: المفاوضات، والجلاء، والملك، والأحزاب، والعالم الإسلامي والعربي في المرتبة الثالثة بنسبة 20.7٪.
ولم تهمل المجلة قضايا عديدة أخرى كـ: القضايا الاقتصادية، والاتجاهات الهدامة، مثل: التبشير، والقاديانية، والبهائية، والاستشراق، والصهيونية والتي مثلت نسبة 5٪.
كما اهتمت المجلة بإصلاح الأزهر والقضايا الأدبية والفنية والرياضية والعلمية.
أهم الكتّاب
استقطبت المجلة عددًا كبيرًا من الكتاب من الداخل والخارج، والذين أثروا المجلة بقيمة علمية وثقافية كبيرة، فبالإضافة إلى فضيلة المرشد العام الإمام البنا والأستاذ صالح عشماوي كتب بالمجلة كل من الأساتذة:
الإسم | الإسم |
---|---|
الأستاذ أحمد السكري وكيل الجماعة | الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير الجماعة |
الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي | الأستاذ محمد حلمي نور الدين |
الشيخ محمد الهادي عطية | الشيخ علي الطنطاوي |
الأستاذ محمود أبو السعود | الأستاذ عبد العزيز كامل "وكان طالبًا بكلية الآداب" |
الأستاذ عبد العزيز كامل "وكان طالبًا بكلية الآداب" | الأستاذ محمد الحلوجي |
الشيخ مصطفى الطير | دكتور محمود صالح |
الأستاذ علي يوسف علام | الأستاذ فهمي أبو غدير "وكان طالبًا بكلية الحقوق" |
الأستاذ علي النشار | الأستاذ عيسى عبده "من مانشستر بإنجلترا" |
الأستاذ محمود عبد الحليم | الأستاذ حسن سليم المكي "أحد أعضاء المؤتمر الإسلامي" |
الأستاذ حسين كمال الدين | الأستاذ يوسف زايد |
الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد | الأستاذ محمد علي المغلاوي |
الأستاذ سيد محمد راضي | دكتور محمد سليمان |
الأستاذ عبد الحفيظ أبو السعود | الأستاذ عمر التلمساني |
الانحراف بالمجلة عن دعوة الإخوان
رغم أسلوب المجلة الثوري وطابعها الحماسي ودخولها في الكثير من المعارك السياسية والأدبية مع مسئولين وأدباء، إلا أن فئة من الإخوان لم يكتفوا بذلك، بل راحوا يتهمون الجماعة بالتقصير والتساهل بصورة اندفاعية لم يرض بها الإخوان، فتكونت جماعة "شباب محمد" من هذه الفئة وانشقوا عن الإخوان، وكان من هؤلاء محمود أبو زيد المحامي صاحب ترخيص المجلة الصوري ومدير التحرير، فأخذ ينحى بالمجلة منحى بعيدًا عن منهاج الإخوان، وقد كان العدد (44) بتاريخ 28ذو القعدة 1358ه الموافق 8 يناير 1940م آخر عدد من المجلة بلسان حال الإخوان المسلمين، وذكر ذلك الأستاذ صالح عشماوي قائلاً: إنه في ديسمبر سنة 1939م سافر إلى الأقطار الحجازية لأداء فريضة الحج، فلما رجع في مستهل سنة 1940م وجد أن جماعة جديدة قد تكونت هي "جماعة شباب محمد"، وأن "النذير" أصبحت لسان حاله، وأمام إصرار محمود أبو زيد على الاستمساك بحقوقه القانونية الصورية بأنه صاحب امتياز المجلة رغم أن الامتياز الحقيقي كان للمركز العام رأى الإمام البنا أن يترك له المجلة بعد أن انفصل عن الإخوان.
ورغم هذا ظلت جماعة "جماعة شباب محمد" تكتب اسم الأستاذ صالح عشماوي كرئيس تحرير للمجلة على مدى ثلاثة أعداد أثناء سفره، وعندما عاد وعلم بانفصالهم عن الإخوان أعلن رفض الاستمرار في المجلة وكتب على الفور استقالته من المجلة ونشرها بمجلة "التعارف" التي استأجرها الإخوان، وأرسل صورة منها للنذير لنشرها حتى يعلم الجميع ذلك، ونشير هنا إلى ما ذكرته "مجلة التعارف" بشأن استقالة الأستاذ صالح عشماوي من "مجلة النذير": "صورة الخطاب الذي أرسله الأستاذ صالح عشماوي رئيس تحرير "مجلة النذير" سابقًا إلى محمود أبو زيد أفندي صاحبها، وذلك لمناسبة الموقف الذي اتخذه أخيرًا من الإخوان المسلمين.
حضرة المحترم محمود أفندي أبو زيد صاحب ومدير "مجلة النذير"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، فوجئت يوم عودتي من الأقطار الحجازية يوم الجمعة 8محرم سنة 1359ه - 16 فبراير سنة 1940م بخبر انفصالكم عن الإخوان المسلمين، وقلبكم ظهر المجن على صفحات "النذير" لفضيلة أستاذك وأستاذي ومرشدنا جميعًا إلى خير دعوة أخرجت للناس الأستاذ حسن البنا، ولقد اشمأزت نفسي من هذا الغدر والجحود، وهالني أنكم نشرتم اسمي على صدر "النذير" كرئيس تحرير المجلة مما يوهم القارئ أني أشارككم الرأي، وأنحدر معكم إلى الهاوية التي اندفعتم إليها، مع أنه لم يؤخذ رأيي لا تلميحًا ولا تصريحًا، وكيف يمكن ذلك وقد حدثت الفتنة أثناء سفري ولم تجر بيننا مكاتبات؟؟
وشاء الله أن ألزم فراش المرض عقب وصولي إلى القاهرة أسبوعًا كاملاً لم أستطع فيه الاتصال بكم، ولا الكتابة إليكم تصحيحًا لهذا الخطأ الفاحش الذي وقعتم فيه دون أن أرى لكم عذرًا يبرره.
واليوم أحمد الله تبارك وتعالى الذي رد علي عافيتي، ومكنني من الكتابة إليكم معلنًا استقالتي من رياسة تحرير "النذير" من أول يوم خرجت فيه على مبادئ الإخوان المسلمين، واستباحت لنفسها النيل من أكبر داعية إلى الله، وأطهر وأشرف هيئة تعمل في سبيل الله، أعني من العدد الأول من السنة الثالثة الذي صدر بتاريخ أول محرم سنة 1359ه الموافق 9فبراير سنة 1940م، قد كتبت إلى إدارة المطبوعات مضمون هذه الاستقالة لإجراء ما يلزم.
ولما كان ظهور اسمي كرئيس للتحرير على صفحات "النذير" في الأعداد الثلاثة الأخيرة مما يوهم القارئ أني قد وافقت وأجزت نشر ما ظهر فيها وهو ما لم يحدث لسفري خارج القطر بالنسبة للعددين الأول والثاني ولمرضي بالنسبة للعدد الثالث؛ لذلك أرى من حقي أن تنشروا في مكان ظاهر نص هذه الاستقالة في أول عدد يصدر من "النذير" دفعًا لهذا اللبس وتقريرًا للواقع والحقيقة.
والسلام على من اتبع الهدى
19محرم سنة 1359ه / 27 فبراير سنة 1940م
رئيس تحرير "النذير" سابقًا
يقول الدكتور شعيب الغباشي "وبذلك تطوي "مجلة النذير" فترة جليلة من فترات صحافة الإخوان، بعد أن كانت تجذب بأسلوبها الكثير من الشباب والكتّاب، حتى إنها كانت توزع في سنتها الثانية 25ألف نسخة للعدد الواحد وهو رقم كبير في هذا الوقت، كما كانت بمثابة رصيد متكامل من الخبرة الصحفية اعتمد عليها الإخوان في تطوير صحافتهم التي صدرت فيما بعد، بالإضافة إلى كونها مصدرًا لتأريخ مسيرة الجماعة المباركة.
تصفح أعداد مجلة النذير
- العدد 1 من مجلة النذير
- العدد 2 من مجلة النذير
- العدد 3 من مجلة النذير
- العدد 4 من مجلة النذير
- العدد 5 من مجلة النذير
- العدد 6 من مجلة النذير
- العدد 7 من مجلة النذير
- العدد 8 من مجلة النذير
- العدد 9 من مجلة النذير
- العدد 10 من مجلة النذير
- العدد 11 من مجلة النذير
- العدد 12 من مجلة النذير
- العدد 13 من مجلة النذير
- العدد 14 من مجلة النذير
- العدد 15 من مجلة النذير
- العدد 16 من مجلة النذير