بريطانيا تكذب عسكر مصر بعمالة الإخوان لها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بريطانيا تكذب عسكر مصر بعمالة الإخوان لها


إخوان ويكي

مقدمة

بين الفنية والأخرى تتضح الحقائق وتظهر الصورة التي يعمد عسكر مصر وأتباعهم وحكام الإمارات والسعودية طمسها في محاولة لتشوية – قل القضاء - جماعة الإخوان المسلمين أكبر الحركات الإسلامية السنية في العالم وأكثرها تأثيرا وانتشارا.

فوفق الخطة التي وضعت في عهد جمال عبد الناصر واتضحت معالمها – ونشرها موقع إخوان ويكي تحت عنوان حتى يتذكر قومنا - العمل على طمس التاريخ الإسلامي الذي يربي الأجيال على محاربة الطغاة والمستبدين وعدم التبعية للأخرين، وإلصاق تهمة عمالة الإخوان لبريطانيا وللغرب.

بدأ هذا الأمر عبد الناصر حينما أصدر قرارا بحل الإخوان المسلمين في 15 يناير 1954م بتهمة الاتصال بالإنجليز وعمالة الإخوان لهم، وهي التهم التي ظل عسكر مصر يرددونها من أجل تشوية الإخوان المسلمين بل والعمل على وصفها بالجماعة الإرهابية والتي لم يستجب لها من الحكومات الغربية أحد.

لقد حاولت المراكز التابعة للعسكر ولحكام الإمارات والسعودية وإعلامهم العمل على وصم الإخوان بالعمالة للغرب تارة لبريطانيا وأخرى لألمانيا وثالثة لأمريكا إلا أن دراستهم ومعلوماتهم لا تستند لدليل مادى وحقيقي قوي ، بل على العكس بين الحين والأخر تظهر وثائق ومعلومات وخفايا تكذب عسكر مصر ومراكز أبحاثهم بل وتكشف أنهم هم العملاء وليس الإخوان المسلمين.

حقائق دامغة

كتب الباحث الغربي مارتين فرامبتون " (Martyn Frampton)" في كتابه الإخوان المسلمون والغرب.. تاريخ من العداء والمشاركة

حيث يقول:

جماعة الإخوان المسلمين معادية حتمًا للغرب، ويعود ذلك للظروف السياسية التي ظهرت فيها الحركة باعتبارها حركة معادية للاستعمار البريطاني والغرب الذي طالما اتهمته الجماعة بالتسبب في ضياع دولة فلسطين وإسقاط الخلافة العثمانية.

وفي يوليو 1941 أعد مكتب 5 MI في القاهرة تقريرًا نصح فيه بريطانيا بالاستمرار في دعم ومساندة الوفد ولكن عليها أيضًا إقامة علاقة غير رسمية ومتعاطفة مع حسن البنا باعتباره زعيمًا ثانيًا لأكبر حركة شعبية في مصر مع شرح الموقف للنحاس حتى لا يعتقد أن البريطانيين ينافسونه مع حسن البنا.

ويضيف:

لم يتنبه البريطانيون إلى الإخوان المسلمين إلا عند مشاركتهم في الثورة العربية الكبرى في فلسطين (1936-1939)، عندما حاولوا رشوة البنا من أجل التوقف عن المشاركة في الثورة وقد ساهم الإخوان بعد الحرب العالمية الثانية في المواجهات العسكرية المسلحة ضد البريطانيين. (1)

لقد كان الإمام الشهيد يستهدف نزع جذور الاستعمار الأجنبي من العقول والأفكار ومن النفوس والقلوب، ومن تبعية السلوك والتقليد وادعاءات المصالح والارتباطات، كان يريد تحريرًا واستقلالاً كاملاً شاملاً لا يقتصر فقط على مجرد رحيل القوات الأجنبية، ولهذا كان يؤسس مشروعه وخطته لمواجهة الاحتلال وفق هذه الرؤية الشاملة والبعيدة المدى.

ولهذا يؤكد ضرورة التصدي للمحتل بكل أشكاله فيقول:

"ومن هنا يعتقد الإخوان المسلمون أن كل دولة اعتدت وتعتدي على أوطان الإسلام دولة ظالمة لا بد أن تكف عدوانها، ولا بد من أن يعد المسلمون أنفسهم ويعملوا متساندين متحدين على التخلص من نيرها".

وردا على تصريح الصحفي عمرو عبدالسميع (توفي 2020) الذي قال في حوار عام 2015 إن "الإخوان صناعة بريطانية من أولها إلى آخرها".

قال الدكتور الباحث ماهر بدوي إن

"الحق ما شهد به العدو، وبعيدا عن تاريخ هذه المرحلة الذي تم تزويره ومحاولة محقه بالكامل، فإن التراث الذي كتب في مذكرات قادة مجلس قيادة الثورة، والناقدين للناصرية أكدوا الدور المحوري للإخوان في مقاومة الاستعمار البريطاني".

وبالتالي فإن بريطانيا كانت ترى في الجماعة ألد أعدائها في المنطقة، لا سيما أنها شاركت في تصفية الإمام حسن البنا عام 1949 أي قبل اندلاع الثورة بـ 3 أعوام.

ويؤكد بدوي:

النظام الحالي (نظام السيسي) والأنظمة السابقة تغافلوا أنهم بتشويه تاريخ الإخوان يشوهون ويخونون تاريخ مصر، بإنكار جماعة قاومت الاحتلال والمستعمر، ثم ساهمت في الثورة وإقامة الجمهورية المصرية، فكيف إذا تكون صناعة بريطانية، هذا حديث لا يصدقه إلا جاهل بالتاريخ لا يقرأ، أو موتور غير منصف. (2)

وثائق تكشف الحقائق

كشفت وثائق حكومية بريطانية، نشرها موقع هيئة الإذاعة الرسمية "بي بي سي" في 3 أغسطس - آب 2022، أن استخبارات المملكة المتحدة حذرت قبل 70 عاما من مغبة أن يمكن الجيش المصري (الضباط الأحرار) جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى حكم مصر.

وأرجعت ذلك إلى أن [الإخوان]] كانوا يتمتعون بشعبية طاغية بين الجيش والشعب في تلك الحقبة، وكانوا الأقدر على الفوز بأي انتخابات. وهو ما يدحض إدعاءات العسكر بعمالة الإخوان لبريطانيا، فلو كانوا عملاء حقا لرحبت بهم الدوائر الغربية في الحكم.

حيث ذكرت الوثيقة البريطانية أن مجلس الوزراء البريطاني، برئاسة ونستون تشرشل، علم بالتحذير من وزير الخارجية خلال اجتماع عقُد في اليوم التالي لإعلان الحركة خلع نظام الملك فاروق، وفق محضر الاجتماع.

حيث اعتبرت الاستخبارات الأمنية البريطانية في الشرق الأوسط "إس آي إم إي" الحركة انقلابا ولذا تابعت الوضع المصري في ظله يوما بيوم. وأثمرت المتابعة عن تقرير في أول أغسطس - آب عام 1952 بعنوان "الوضع الراهن في مصر بعد الانقلاب الأخير"، أعدته "فرقة تنسيق الشؤون المصرية" في مقر الاستخبارات في القاهرة.

وذكر التقرير أن أهمية التقرير يعود إلى أنه صادر عن جهاز يضم ممثلين عن عدد من وكالات المخابرات البريطانية وجمع المعلومات المختلفة، التي كانت تدعم حكومة الحرب البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت هي أيضا مصدر المعلومات الأساسي لصانعي السياسة البريطانية تجاه الشرق الأوسط.

وخلص إلى أن معلومات الاستخبارات أكدت أنه

"إذا قرر الإخوان المسلمون دخول المعترك السياسي، فإنهم سيكتسحون الجميع في الانتخابات القادمة، ولن يكون لحزب الوفد فرصة في المشهد".

وبعدما نجح الضباط في السيطرة على السلطة، اختاروا علي ماهر رئيسا للوزراء تحت قيادة اللواء نجيب. غير أن ماهر لم يكن الاختيار الأول، كما يكشف التقرير الاستخباراتي البريطاني.

فقال إن نجيب عرض رئاسة الحكومة على حسن الهضيبي، المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت. وقال التقرير البريطاني إن "دقة وصدق ومكانة المصدر" تشير إلى أن "مرشد الإخوان عُرض عليه بالفعل هذا المنصب من جانب نجيب" (3)

وكان هذا سبب قلق الاستخبارات مما قد يأتي. فحذرت من أن

" قدرة الضباط العشرة الشبان على إتيان تصرفات متطرفة لتحقيق أهدافهم أمر ممكن بالتأكيد".

إلى جانب الجيش وضباطه الثوريين، اعتبر البريطانيون الإخوان والوفد الضلعين الآخرين لثلاثي يسيطر على الساحة السياسية في مصر بعد 23 يوليو /تموز 1952. وفي مواجهة تأثير الإخوان ونفوذهم، تمتع حزب الوفد بشعبية كبيرة بفضل سمعته في مقاومة الاحتلال البريطاني.

غير أن المقارنة، وفقا للتقرير الاستخباري، كانت في مصلحة الإخوان. وقال "مرة أخرى، يمكن الحكم بأن النفوذ الوفدي في الجيش ليس بقوة نفوذ الإخوان". وأحال معدو التقرير القيادة في لندن إلى تقييم سابق، أعده قسم التنسيق الخاص بالشأن المصري أيضا، وأكد أن " 20 في المئة من الجيش أعضاء في الإخوان المسلمين مقارنة بـ 4 في المئة فقط أعضاء في حزب الوفد".

ولُخص تقدير الاستخبارات في أنه إذا لم يستطع نجيب الاحتفاظ بالسيطرة على الضباط الشبان وضبطهم "فإن هناك خطرا جديا في أن فصيل الإخوان أو الوفد سوف يكون له اليد العليا". ورجحت الاستخبارات أن تكون "يد الإخوان هي العليا".

وتضمن هذا التقرير تنبيها إلى أنه

"إذا لم ينجح على ماهر في تحقيق تماسك في الوضع السياسي خلال فترة معقولة، فإن الجيش سيدفع بالإخوان والهضيبي إلى السلطة".

رصدت المخابرات البريطانية الإنجازات التي حققها الهضيبي ونجح بها في "تقوية التنظيم إلى درجة جعلته قادرا على أن يبزغ كقوة سياسية كبيرة فعلا".

وأشار إلى أن من هذه الإنجازات التي حققها الهضيبي:

  1. إحياء الجماعة وإعادة تنظيمها، لذا أصبحت قوة نابضة محترمة في البلاد
  2. أدى هذا إلى استعادة أصول وأموال الإخوان
  3. تحقيق هدف مقابلة الملك، وهو مالم يحدث مع حسن البنا، مؤسس الجماعة نفسه.
  4. تشاور رئيسي الوزراء، علي ماهر (أول رئيس وزراء بعد الثورة) وأحمد نجيب الهلالي (آخر رئيس وزراء قبلها) مع مرشد الإخوان في مناسبات عدة
  5. أشرك الإخوان في فترة التحرير دون أن يُشرك، رسميا، التنظيم، وبذلك أرضى العناصر المتهورة العنيفة (في الجماعة) بالسماح لبعضهم بالقتال في منطقة القناة. (4)

لقد جاءت تصريحات المخابرات البريطانية بقولها: مصالحنا كانت مهددة لو استمر تحالف الإخوان مع الضباط الأحرار.

المراجع

  1. مارتن فرامبتن: الإخوان المسلمون والغرب.. تاريخ العداوة والارتباط، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 2020.
  2. [ لم تتحالف مع الخارج.. بريطانيا تكذب عسكر مصر عن دور “الإخوان” عام 1952: أغسطس 2022]
  3. [ عامر سلطان: الإخوان المسلمون: مخابرات بريطانيا حذرت من عواقب تمكين الجيش المصري الجماعة من الحكم بعد ثورة 23 يوليو - وثائق بريطانية، 3 أغسطس 2022]
  4. المرجع السابق