مدينة دسوق ودعوة الإخوان المسلمين
إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)
مدينة دسوق
دسوق، مدينة مصرية تُلقب باسم عروس النيل، تقع في أقصى شمال مصر، وتتبع محافظة كفر الشيخ إداريا، وتطل على فرع رشيد، تضم دسوق عدداً من المعالم الشهيرة على المستوى الوطني والعالمي، ومن أبرز معالمها مدينة بوتو القديمة التي كانت عاصمة مملكة شمال مصر في عصر ما قبل توحيد القطرين على يد الملك نعرمر عام 3200 ق.م.
والمدينة عضو مؤسس في منظمة العواصم والمدن الإسلامية، وتدرج المدينة تحت تصنيف المدن السياحية الإقليمية، ولذلك تظهر السياحة بها على أربع أشكال: السياحة الدينية، السياحة التاريخية، السياحة الترفيهية، والسياحة النيلية.
تقع مدينة دسوق جنوب غرب محافظة كفر الشيخ حيث يحدها:من الشمال: مركزي فوه وسيدي سالم، ومن الشرق: مركزي كفر الشيخ وقلين، ومن الغرب: نهر النيل - فرع رشيد، ثم مركزي الرحمانية وشبراخيت بمحافظة البحيرة، ومن الجنوب: مركز بسيون بمحافظة الغربية.
مساحة مركز دسوق: 70353 فدان، ويعادل ذلك 295,54 كم²، حيث تبلغ من إجمالي مساحة المحافظة: 7,9%. ولقد تتطور مركز دسوق ففي عام 3200 ق.م، أصبحت مدينة بوتو عاصمة مملكة الشمال (مصر السفلى) قبل توحيد الملك نعرمر للقطرين.
ومن سنة 1250م إلى سنة 1517م، كانت دسوق مدينة تابعة لأعمال الغربية، ومن سنة 1798م إلى سنة 1801م، أصبحت دسوق تابعة لإقليم رشيد، وذلك في فترة الحملة الفرنسية على مصر، وفي عام 1841م، أصبحت تسمى قسم المندورة ومقرها مدينة دسوق لكونها أكبر بلاده، وفي عام 1871م، صدر قرار من نظارة (وزارة) الداخلية بتسمية قسم المندورة باسم مركز دسوق، وفي 22 فبراير عام 1869م، صدر قرار من نظارة المالية بتسمية قسم المندورة باسم مركز دسوق لتوحيد التسمية في دفاتر نظارتي الداخلية والمالية، وظلت كذلك حتى أنشأت محافظة كفر الشيخ بعد ثورة يوليو فأصبح مركز دسوق أحد مراكزها الهامة.
يبلغ عدد القرى بالمركز 35 قرية، منها 10 قرى رئيسية و33 قرية تابعة، يتبعها إجمالاً 253 عزبات،وتشمل القرى الرئيسية على شباس الشهداء، ومحلة دياي: (منية جناج - كفر الخير)، وأبو مندور: (المندورة - النوايجة)، ومحلة أبو علي: (جماجمون - كفر إبراهيم)، وسنهور المدينة: (كفر أم يوسف - منشأة بطاح - كفر العرب)، وشابة: (كفر أبو زيادة - الشباسية)، وكنيسة الصرادوسي: (دمرو سليمان - منشأة علي أغا - لاصيفر البلد - أبيوقا)، وكفر مجر: (دمنكة - الصافية)، والعجوزين: (كفر عبد الرحمن - الشون - إبطو)، وشباس الملح: (محلة مالك - الزوامل - كفر السودان - الإبراهيمية - منشأة زعلوك).
دسوق في خلد الإمام البنا
لقد نشأت أسرة الإمام البنا قريبة من مدينة دسوق حيث كان والده ووالدته من قرية شمشيرة التابعة لمركز فوة والمجاور لمركز دسوق، وحينما ولد الإمام حسن البنا في المحمودية التابعة للبحيرة كان كثير الزيارة لمدينة دسوق، فيقول في مذكراته: في كثير من الجمع التي كنا نقضيها في دمنهور نتجه لزيارة مدينة دسوق حيث كنا نسير على أقدامنا من دمنهور لدسوق فنصلى الجمعة ونقضي بعض الوقت ونعود مرة أخرى.
وحينما نشأت جماعة الإخوان المسلمين، عمل الإمام البنا على زيارة مدن ومراكز وقرى القطر المصري لينشر فكرته، وتكونت شعب كثيرة في كثير من المدن والقرى.
ولقد كانت مدينة دسوق هى أول المدن في كفر الشيخ التي دخلتها دعوة الإخوان المسلمين، خاصة قرية محلة دياي وذلك لتبعيتها في ذلك الوقت لمحافظة الغربية، ولقربها من مدينة طنطا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لقربها من مركزي شبراخيت والمحمودية واللتان تكونا فيهما شعبتان للإخوان في وقت مبكر فشعبة المحمودية تكونت عام 1929م وكان رئيسها الأستاذ أحمد السكري، وشعبة شبراخيت تكونت عام 1930م وكان رئيسها الشيخ حامد عسكرية، ومن ثم دخلت الدعوة لمركز دسوق قبل عام 1933م، ومما يؤكد ذلك حينما عقد الاجتماع الثاني لمجلس شورى الإخوان العام والذي انعقد في بورسعيد في الفترة من2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، حضره الأستاذ أحمد مصطفى أفندي نائب شعبة محلة دياي، وفي العام التالي حضر اجتماع مجلس الشورى العام للإخوان عام 1935م والذي عقد بالإسماعيلية عن نفس الشعبة الشيخ علي أحمد بشر.
كما أن مكتب الإرشاد كان يوفد الطلبة ليقوموا بنشر الدعوة في المحافظات، حيث تكونت اللجنة التي تكونت من أحمد رفعت أفندي بكالوريا، وعلي مطاوع أفندي بالطب، وكانت وجهتهم مديرية الغربية ومراكزها، فوه، ودسوق، وكفر الشيخ، كفر الزيات، طنطا، المحلة الكبرى، طلخا، السنطة، زفتى، شربين وكان ذلك في عام 1936م وذلك كما ورد في مذكرات الإمام البنا، كما لم تتوقف الدعوة عند محلة دياي فحسب بل واصلت امتدادها إلى دسوق.
دعوة الإخوان بدسوق
كما ذكرنا وعرفنا أن شعبة محلة دياي كانت أول شعبة نشأت في مركز دسوق ثم تبعها شعبة في دسوق، وكان نائب محلة دياي هو الشيخ علي أحمد بشر، كما كان الأستاذ صلاح الدين الحنفي أفندي المدرس بالمدرسة الابتدائية هو أول نائب لشعبة الإخوان بدسوق المدينة، وذلك وفقا لتقرير شعب الإخوان عام 1937، وعام 1940م.
وحينما زاد عدد شعب الإخوان المسلمين عام 1944م نشرت صحف الإخوان مسئولي المناطق حيث تبعت دسوق منطقة البحيرة في ذلك التوقيت وكان مسئولها الأستاذ/ حسني الزمزمي، وزائرها من مكتب الإرشاد الأستاذ محمود أبو النجا.
و بعد عقد مجلس الشورى العام في دورته الثانية عام 1935م بفترة وجيزة أرسل مكتب الإرشاد أحد أعضائه وهو الأخ محمود عبد اللطيف لزيارة شعب الوجه البحري، وأرسل عضوًا آخر هو الأخ محمود علي إمام أفندي لزيارة شعب الوجه القبلي.
وقد نشرت جريدة الإخوان أخبار تلك الزيارة تحت عنوان: "مندوب مكتب الإرشاد العام": بدأ حضرة محمود عبد اللطيف أفندي مندوب مكتب الإرشاد العام للإخوان مروره على شعبهم في غرة ذي القعدة المبارك وفق المنهج الآتي، وسيخطر حضرته كل شعبة بخطاب عن موعد وصوله إليها بالضبط تفاديًا لما عساه أن يصادفه من الطوارئ التي ينجم عنها اختلاف بعض المواعيد وكان من الشعب التي زارها شعبة محلة دياي بكفر الشيخ وقد خصص لها هي وشعبة طنطا يومين.
وحينما بدأ الإخوان في إنشاء مطبعة للإخوان وطالبوا الإخوان بالمساهمة في إنشاءها سارعت جموع الإخوان لتحقيق ذلك وكان منهم منهم أحمد أفندي فضيلة – محلة دياي.
ولقد نشط الإخوان في دسوق في عمل البر وتقديم الخ0دمات والتصدي للفساد، فقد أرسل كثير من الإخوان في يوم 10 فبراير برقيات إلى الملك يؤيدون فيها بيان المركز العام للإخوان، ومنهم الإخوان بدسوق.
كما لم يكتف الإخوان ببعض الجهود بل قاموا بتشكيل وفد من حضرات أعيان مراكز فوه وشبراخيت ودسوق وكفر الزيات وعلى رأسهم سعادة محمد المغازي باشا وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبد الله دراز المدرس بكلية أصول الدين، وفضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين، وفضيلة الأستاذ الشيخ حامد عسكرية رئيس الإخوان بشبراخيت، والأستاذ أحمد فضيلة أفندي المدرس بشبراخيت وكثير من ذوي الوجاهة. وقد قام الوفد بمقابلة كل من سمو الأمير عمر طوسون ومعالي كبير الأمناء ودولة رئيس الوزراء ودولة رئيس الوفد المصري وفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر وسعادة وزير المعارف وعرضوا عليهم مطالبهم في إصلاح التعليم الديني في المدارس ورفعوا إلى حضراتهم عريضة بمطالبهم وذلك عام 1935م.
ومن المعروف أن الدكتور أحمد القاضي -مسئول شعبة دسوق- قد اختير ضمن أول هيئة تأسيسية للإخوان المسلمين والتي تأسست في عام 1947م.
ولقد كان للأستاذ أحمد البس دور في ترسيخ معاني الدعوة في دسوق، وكان له صله بإخوان دسوق مثل الدكتور أحمد القاضي والشيخ بسيوني خطاب من قرية سنهور المدينة، والذب استشهد ابنه عبدالحميد بسيوني خطاب في حرب فلسطين عام 1948م، فيذكر هذه العلاقة بقوله: وبعد أيام من سفر الإمام البنا ركبت قطارا من بسيون إلى القضابة فوجدت الدكتور أحمد القاضي" رحمه الله: رئيس شعبة الإخوان بمدينة دسوق آنذاك وتصادف أنه كان بجانب " محمد يوسف حتاتة" رحمه الله وهو كبير عائلة حتاتة وجرى بينهما هذا الحديث:
قال الدكتور القاضى: أنا علمت يا محمد بك أن الأستاذ البنا حين زار بلدتكم عملتم له حفل " كانت فيه قفه من الملاعق والشوك " يقصد أنه كان حفلا كبيرا وكان به من الإخوان عدد كبير. فقال محمد يوسف رحمه الله: إن الإخوان فى بلدنا عدد قليل من الشباب لا يحل ولا يحرم يقصد السخرية بهم والتقليل من شأنهم.
فقلت على الفور صدقت فإنهم لا يحرمون ولا يحللون فذلك شأن الله تعالى إنما هم يعملون ما أمر الله به قدر استطاعتهم ويجتنبون ما حرمه الله جل وعلا فسكت وسكتنا.
ولقد دخلت دعوة الإخوان المسلمين لقري مركز دسوق في وقت مبكر فكما علمنا أن أول شعبة كانت في قرية محلة دياي، كما التحق بالدعوة بعض العلماء من قرى مجاورة مثل سنهور المدينة وشباس وغيرها، فيذكر الأستاذ أحمد البس قصة الشيخ بسيوني خطاب –من سنهور المدينة- واختلافه مع أحد أعيان سنهور فيقول في كتابه (الإخوان المسلمون في ريف مصر):
"ولا أنسى يوم أن علمت باستشهاد ابنه وذهبت إليه بعد أن أشرت بعمل سرادق لمقابلة المعزين, وكان الشيخ مريضا بالفراش بمنزله. فدخلت عليه وأسررت له بالحادث المؤلم فقال: لا تتحدث ولا تخبر أحدا فإني مريض كما ترى وأمه ستملأ على البيت صياحا, كما أنه لا داعي لعمل مأتم, ثم سألني كم هناك من أخ معتقل؟ فقلت حوالي عشرين. فقال: وجه ما معك من المال الذي ستصرفه على المأتم إلى أهالي المعتقلين واصبر حتى ينفرج الجو وأقوم من مرضى ثم نخبر والدته بالتدريج وقد كان وبذلك ضرب المثل فى الجلد ومقابلة الخطوب.
ليس هذا فقط فله من الحكايات ما يدهش العقول فى الغيرة على الإسلام خرج من بيته فى أحد أيام رمضان يقوده ابنه فوزى . فقال له: يا أبى إن أرى رجلا يأكل على بعد منا. فقال : قدنى إليه. فلما وقف أمامه قال:
ما اسمك؟ فقال محمد. قال : ومحمد كمان. لماذا تأكل فى رمضان؟ قال الرجل: وماله؟ فأخذه الشيخ من جلبابه وانحن يخلع حذاءه وأخذ يضربه به وهو لا يبدى حراكا مع أنه فتى جلد. ثم قال الشيخ: هذا حقنا.. أما حق الله فسيأخذه منك, وكان عبد الفتاح حسن مرشح الوفد يعتبر من أحسن الوفديين سلوكا وتدينا فسانده الشيخ حتى نجح وكسب الدائرة 26 فكافأه الأستاذ عبد الفتاح حسن ونقله إلى مسجد سيدنا عمرو بن العاص بالقاهرة وكان المسجد فى هذا الوقت مهملا للغاية لا يرد إليه إلا نفر قليل, فأبدع الشيخ فى إلقاء الخطب والوعظ فكثر رواد المسجد حتى أصبح أول مسجد يزدحم بالمصلين بالقاهرة كما كان فى بداية مهده كأول مسجد أسس فى مصر.
ولنعد إلى سيرته الكريمة فقد ذكر لى هذه القصة بينما سافر من القاهرة إلى بلده سنهور المدينة رآه بمحطة مصر رجل من أغنياء الجهة "جهة سنهور المدينة" فقال ذلك الرجل لتابعه: سأل الشيخ إلى أين هو مسافر؟ فسأله التابع إلى أين أنت مسافر يا شيخنا فقال إلى البلد فقال : وتذكرتك فقال الشيخ: درجة ثالثة. فأمر الوجيه أن تبدل التذكرة على حسابه درجة أولى ليركب معه الشيخ.
ولما ركب الشيخ مع الثرى أراد أن يقدم إليه الخبر عن الإسلام وعن مزاياه وفضائله ظنا أن الوجيه سيسر لذلك, ولكن الوجيه لا يحب الإسلام ولا الحديث عنه. فقال للشيخ: يا شيخ بسيونى الله يلعن الإسلام ده .
فسكت الشيخ مبهوتا فترة قصيرة ثم قال: بيه . بيه. الله يلعن أبوك فوقف البك وأخرج مسدسه من جيبه بحركة غير إرادية فصرخت سيدة كانت تجلس أمامهما بالدرجة الأولى وقالت للسيد: هل تريد أن تقتل الشيخ؟ فقال لا أنه من بلدى ولكننى أخرجت المسدس بحركة غير إرادية ثم جلسا يتحدثان فى أمور بعيدة عن هذه الواقعة حتى وصلا إلى محطة الوصول وركب الوجيه سيارته وركب الشيخ دابته وذهب كل إلى بيته.
ومر شهر وإذا بالثرى يقتل ولا يعرف من قاتله, ويمر شهر آخر ويدخل رجل على الشيخ فيقول له: هل كان بينك وبين فلان الوجيه عداء؟ قال لا إلا أنى كنت مسافرا من القاهرة إلى سنهور المدينة منذ شهرين ورافقنى فى القطار وأبدل تذكرتى من درجة ثالثة إلى درجة أولى وتحدثت معه عن الإسلام ولعنه فلعنت أباه ولا شئ غير ذلك, فقال الرجل – وكان ممن يأخذون المال ليقتلوا خصم من يدفع لهم الأجر – قال : إن فلانا هذا الوجيه الذى لعن الإسلام أرسل إلى وأعطاني خمسين جنيها وقال لى: عندي مسألة بسيطة: رجل ضرير ستقتله لأنه قليل الأدب لعن والدى. فقلت له: ليس عندى سلاح, فقال أحضر بالليل من وراء القصر وأعطيك السلاح, وقد سررت لذلك لأنى أخذت أجر قتله ولم أتمكن منذ زمن طويل فقلت فى نفسى قد جاءتك الفرصة, وفعلا حضرت إليه بعد أن جاء الليل وخيم الظلام على المكان وجدته من خلف قصره وتسلمت منه السلاح, وما إن كان بيدى حتى وجهته إلى صدره وانصرفت تاركه جثة هامدة وبعد أن هدأ الجو ومر شهر فى قتله جئت إليك لأخذ باقى الأجرة" قال ذلك مازحا" فقال له الشيخ: مازحا أيضا : هات الخمسين جنيها التى أخذتها منه. وقد ضحك"، ولقد اعتقل الشيخ عام 1949م في عهد وزارة إبراهيم عبدالهادي مع باقي إخوانه الذين اعتقلوا بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
إخوان دسوق بعد الإمام البنا
دخلت دعوة الإخوان المسلمين عموما في محنة فترة حكم عبد الناصر، وبعدما خرجوا عملوا على إعادة بناء الكيان مرة أخرى فاهتموا بالطلبة في ذلك التوقيت حتى خرج ما يسمي بجيل السبعينيات من الإخوان، وكان لمحافظة كفر الشيخ عدد من هؤلاء الجيل أمثال الدكتور حسن أبو شعيشع والدكتور موسى عبدالخالق زايد وغيرهم ممن ذكرهم الحاج علي أبو شعيشع في كتابه بين الصفوف المؤمنة.
وكان أيضا للشيخ محمد بظاظو بسنهور المدينة دور في نشر فكر الإخوان المسلمين في القرية والقرى المجاورة ومن المعروف أن الشيخ محمد بظاظو له عدد من الأولاد الذين يشكلون بعض قادة الإخوان أمثال الدكتور محمد محمد بظاظو وإبراهيم بظاظو والشيخ من مواليد 1/ 1/ 1929م وتخرج في كلية أصول الدين عام [1954]م، وكان من وصفه لقريته سنهور المدينة في الأربعينيات.
- فإلى متى سيظل يحكمنا الهوى وتسودنا الأحقاد والأوهـام؟
من حولنا كل البلاد تقدمت ورجالنا عن حقــهم قد نامـــوا
- سنهور أنت الآن أضعف قرية مع إن أهلـــك طيبون كــرام
ضعفت قيادتها فساء مصيرها وغدت كأن رجالهـــا أيتــــام
- قالوا خلاف أصله عمدية من أجلها افترق الجميع وهاموا
وأطل أهل السوء من أوكارهم في ثوب من هم ناصحون عظام
- باسم النصيحة ينفثون سمومهم ويرجون الشر حيث أقاموا
نصحوا فما صدقوا وساء صنيعهم وتفــــرق الأبناء والأعمـام
- وإذا القلوب على الصفاء تعارفت وتقاربـت مستـهم الآلام
وإذا تراهم أعجبتك جسومهم والثغر منهم ضاحـــــك بســـام
- ما بالنا ننسى مبادىء ديننا وكتابنــا فيه هدى وسـلام؟
الحق بالسلطان ينصر دائما وبدونــــه قد يمرض الإســــلام
- وإذا أراد الله عز مدينة جعل الخيار بهـــا هم الحكــام
وحينما حدثت اعتقالات سبتمبر من عام 1981م اعتقل الدكتور موسى زايد والذي قضى ما يقرب من عشرة شهور حتى تم الإفراج عنهم وذلك حسب ما ذكره الحاج علي أبو شعيشع في كتابه.
ما أن أفرج عن المعتقلين حتى نشط الشباب في نشر الدعوة داخل مدينة دسوق وقراها، حتى انتشرت الدعوة فبعد أن كانت دسوق شعبة فتطور الحال حتى قسمت لعدد من الشعب والآن زاد عدد الشعب فيها حتى أصبحت أكثر من منطقة.
ولقد برز في هذه المدينة بعض قيادات الإخوان في المحافظة أمثال الدكتور موسى زايد والأستاذ رجب البنا والأستاذ محمد الحليسي وغيرهم الكثير.
المراجع
1- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
2- أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
3- علي أبو شعيشع: يوميات بين الصفوف المؤمنة، دار التوزيع والنشر الإسلامية.