تاريخ الإخوان في محافظة كفر الشيخ
إعداد: موقع إخوان ويكي
محافظة كفر الشيخ
كفر الشيخ من محافظات مصر. عاصمتها مدينة كفر الشيخ. تقع في أقصى شمال الجمهورية وتطل على البحر المتوسط بامتداد ساحلي يبلغ طوله 100 كم ويحدها غربًا فرع رشيد بطول 85 كم حتى مصبه في البحر المتوسط وشرقا محافظة الدقهلية وجنوبًا محافظة الغربية. سميت كفر الشيخ بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى المغربي الأصل الذي قدم إليها سنة 600 هجرية ودفن بها بالضريح المقام بمدينة كفر الشيخ، وتقدر مساحتها الكلية :- 3,748 كم2، وتتميز كفر الشيخ بالإنتاج الزراعي والثروة السمكية.
ومن المعروف أن كفر الشيخ كانت تابعة لمحافظة الغربية حتى قيام ثورة 23 يوليو وبعدها صدر قرار بجعلها محافظة مستقلة.
الإمام البنا ودعوة الإخوان بكفر الشيخ
لقد كانت كفر الشيخ تمثل للأستاذ البنا في نفسه مكانة كبيرة حيث انه المحافظة التي ولد فيها أبواه، كما أن مدينة دسوق كانت المدينة التي يحب زيارتها وهو صغير ويتجول فيها، فيقول في مذكرات الدعوة والداعية: "وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة ني ثلاث ساعات وهي نحو ع!ثرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً".
ومن ثم كان حريصا على زيارتها بعد تكوين جماعة الإخوان المسلمين، وتكوين شعب فيها.
وفيما يبدو ان دعوة الإخوان المسلمين قد دخلت محافظة كفر الشيخ عامة، وقرية محلة دياي خاصة كأول شعبة تنشأ في كفر الشيخ حيث دخلتها الدعوة قبل عام 1933م، أي بعد ما انتقل الإمام البنا من الإسماعيلية إلى القاهرة وانتقل معه المركز العام للإخوان المسلمين، ومن المعروف أن الإمام البنا انتقل إلى القاهرة في اكتوبر من عام 1932م، والدلائل التى تدل على ذلك هو حضور الأستاذ أحمد أفندي مصطفى فضيلة نائب شعبة محلة دياي الاجتماع الثاني لمجلس شورى الإخوان العام والذي انعقد في بور سعيد في الفترة من2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934 م.
وفي العام التالي حضر اجتماع مجلس الشورى العام للإخوان والذي عقد بالإسماعيلية عن نفس الشعبة الشيخ محمد بشر.
كما أن مكتب الإرشاد كان يوفد الطلبة ليقوموا بنشر الدعوة في المحافظات، حيث تكونت اللجنة التي اتجهت إلى كفر الشيخ من أحمد رفعت أفندي بكالوريا، وعلي أفندي مطاوع بالطب، وكانت وجهتهم مديرية الغربية ومراكزها، فوه، ودسوق، وكفر الشيخ، كفر الزيات، طنطا، المحلة الكبرى، طلخا، السنطة، زفتى، شربين وكان ذلك في عام 1936م وذلك كما ورد في مذكرات الإمام البنا.
ولم تتوقف الدعوة عند محلة دياي فحسب بل واصلت امتدادها إلى دسوق وفوه وكفر الشيخ ومطوبس وسنديون بفوه وقلين.
شعب الإخوان المسلمين في كفر الشيخ فترة الثلاثينيات
انتشرت دعوة الإخوان داخل هذه المحافظة وقد ورد في صحيفة الإخوان المسلمين عام 1937م بيان بشعب الإخوان بكفر الشيخ فكانت كالتالي:
1- دسوق ونقيبها الأستاذ صلاح الدين الحنفي أفندي – مدرس بالمدرسة الابتدائية.
2- محلة دياي ونقيبها الشيخ علي أحمد بشر – من الأعيان.
3- فوه ونقيبها أحمد فهمي أفندي – بجوار سيدي أبي المكارم.
4- مطوبس ونائبها الشيخ محمود نافع – رئيس المدرسة الإلزامية.
5- قلين ونقيبها الشيخ عطية محمد الدييهي – إمام مسجد منية قلين.
6- كفر الشيخ ونقيبها الشيخ محمد إبراهيم – مأذون شرعي.
7- سنديون ونائبها الحاج قطب غازي (من الأعيان).
8- محلة موسى – كفر الشيخ الدكتور حسن حسنون (المفتش البيطري).
أنشطة شعب إخوان كفر الشيخ
قام الإخوان فى مختلف الشعب بجهود مشكورة فى محاربة الفقر و مساعدة الفقراء، وذلك عن طريق جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على الفقراء، ومن ذلك ما قام به إخوان شعبة "سنديون بفوة" بشراء كمية كبيرة من الذرة وزعت على الفقراء والمساكين، وكان يقدم فى التوزيع النساء الأرامل اللائى فقدن أزواجهن، والرجال العاجزين عن الكسب والصغار واليتامى، كما تبرع الإخوان بمبلغ 2 جنيه لإصلاح دورة مياه جامع سيدى على النشيف، ولقد رأى الإخوان أن سقف الدار التى يحفظ فيها القرآن الكريم قد تصدع ونخر فى خشبه السوس فعملوا على إصلاحه.
ولم تكتف الشعب على ذلك فكانت تجري بين الحين والآخر انتخابات لاختيار مجلس الشعبة الجديد، فقد ورد في صحيفة الإخوان المسلمين اليومية السنة الأولى، 27 جماد آخر 1366هـ, 18/5/1947 م الصفحة 4، أن بعض الشعب ستقوم بإجراء الانتخابات خلال شهر مايو 1947 ومنها شعبة الخادمية فى 22/5 ومنطقة قلين 23/5, وشعبة الحمرواى فى 24/ 5, وشعبة سخا فى 25/5, ومنطقة كفر الشيخ من 26/5.
زيارة مندوبي مكتب الإرشاد إلى الشعب
بعد عقد مجلس الشورى العام في دورته الثانية بفترة وجيزة أرسل مكتب الإرشاد أحد أعضائه وهو الأخ محمود عبد اللطيف لزيارة شعب الوجه البحري، وأرسل عضوًا آخر هو الأخ محمود علي إمام أفندي لزيارة شعب الوجه القبلي.
وقد نشرت جريدة الإخوان أخبار تلك الزيارة تحت عنوان: "مندوب مكتب الإرشاد العام": بدأ حضرة محمود عبد اللطيف أفندي مندوب مكتب الإرشاد العام للإخوان مروره على شعبهم في غرة ذي القعدة المبارك وفق المنهج الآتي، وسيخطر حضرته كل شعبة بخطاب عن موعد وصوله إليها بالضبط تفاديًا لما عساه أن يصادفه من الطوارئ التي ينجم عنها اختلاف بعض المواعيد وكان من الشعب التي زارها شعبة محلة دياي بكفر الشيخ وقد خصص لها هي وشعبة طنطا يومين.
ولقد أرسل كثير من الإخوان في يوم 10 فبراير برقيات إلى الملك يؤيدون فيها بيان المركز العام للإخوان ومنهم: الإخوان بدسوق.
ومن المعروف ان الدكتور أحمد القاضي -مسئول شعبة دسوق- قد اختير ضمن أول هيئة تأسيسية للإخوان المسلمين والتي تأسست في عام 1947م.
مشروع المطبعة ودور إخوان كفر الشيخ فيه
أيد مجلس الشورى العام للإخوان قرار الاجتماع في إنشاء مطبعة للإخوان المسلمين وقرر أن تؤلف لذلك شركة مساهمة تعاونية رأس مالها ابتداءً ثلاثمائة جنيه مصري تقسم إلى 1500 سهم قيمة السهم الواحد عشرون قرشًا، ولا يصح أن يساهم فيها إلا الإخوان المسلمون فقط، ووكل المجلس إلى مكتب الإرشاد أن يتفق مع بنك مصر أن يتقبل قيمة الأسهم وتكون في عهدته حتى يتم جمعها، وقرر المجتمعون كذلك أن يكون الدفع فورًا من غير تقسيط، وأن للمكتب الحق في زيادة الاكتتاب إذا وجد الإقبال الذي يستدعي ذلك، وقد بدأ الاكتتاب حضرات الإخوان الآتية أسماؤهم بعد على أن يدفعوا قيمة أسهمهم بمجرد طلب المكتب منهم ذلك، وكان منهم أحمد أفندي فضيلة – محلة دياي.
إخوان كفر الشيخ والرياضة
ككل مكان في شعب الإخوان وسيرا على منهاج قسم الرياضة والجوالة بالجماعة أنشأ الإخوان في كفر الشيخ فرقا رياضة استطاعت أن تنافس على كأس الإمام البنا، ولنرى بعض نتائج المباريات لإخوان كفر الشيخ:
بعض مظاهر اضطهاد الحكومة لإخوان كفر الشيخ
لقد تصدى الإخوان بكفر الشيخ للفساد المستشري في البلاد، غير أنهم تعرضوا للعنت الشديد من قبل الحكومة، ومن مظاهر هذا العنت:-
1- كتبت مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية عن الانتهاكات التي مارستها الحكومة ضد الشعب فى كفر الشيخ, حيث اعتنت الحكومة بحيوانات تفتيش سخا بأن مدت هذه الحيوانات بالماء النقي والطعام, فى حين أن أهالي سخا الفقراء يشربون من مصارف الصرف الصحي، كما أن الحكومة مدت مواسير المياه النقية لمحطة تربية سخا ودفعت أموال باهظة فى حين ضنت على الأهالي بوصلة صغيرة من هذا الماء.
فقد قامت شعبة سخا بمناسبة رئيس الديوان الملكي برعاية أهل المدينة, حيث ندرة مياة الشرب والتي لا تكفى حاجة عشرة آلاف ساكنيها, ذلك بالرغم من توفر المياه النقية للحيوانات فى محطة التربية لسخا والتي تصل إليها أنابيب الماء المرشح من كفر الشيخ, فى الوقت التي يشرب فيه الأهالي من ترعة القاصد والتي أصبحت مصرفا مفتوحا، وطالبت الشعبة بأنابيب المياه النقية إلى أهالي المدينة ورفعت هذه العريضة لرئيس الديوان الملكي بتاريخ 14 أكتوبر 1946م.
نهيك الآن عن الاعتقالات المستمرة وتحجيمهم عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو تزويرها، بالإضافة لباقي الانتخابات كالمحليات، بالرغم أنهم قدموا نموذجا طيبا في محليات 1992 م.
أضف لذلك الحكم على احد قيادات الإخوان بكفر الشيخ وهو الدكتور محمد فؤاد عبدالمجيد في المحاكمات العسكرية عام 1996 م، لمدة ثلاثة سنوات.
ومهما تحدثنا عن انتهاكات النظام والأمن لإخوان كفر الشيخ خاصة والإخوان عامة لن تكفي هذه السطور أن تجمعها.
2- حادثة تفتيش محلة موسى :
فهى مأساة تستحق الدراسة والرثاء، فقد كان الإخوان عامل تهدئة لنفوس هؤلاء المظلومين المجروحين الذين يستغيثون ولا مغيث، فاتهموا بالإثارة والتحريض وقبض على أربعة منهم من خيرة الشباب، واستمروا فى الحبس أربعين يومًا تحت التحقيق دون مبرر مكبلين بالحديد بين طنطا وكفر الشيخ حتى أفرجت عنهم النيابة بلا ضمان.
ومن المعروف أن هذا الحادث وقع في يوم 26 يونيو سنة 1948 م، وقد اتخذته حكومة النقراشي مدعاة لحل الجماعة في 8 ديسمبر عام 1948 م حيث جاء في تقرير عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية والذي جهز مذكرة الحل أن الإخوان المسلمين حرضوا عمال تفتيش زراعة محلة موسى التابع لوزارة الزراعة على التوقف عن العمل مطالبين بتملك أراضي هذا التفتيش، الأمر الذي سجلته تحقيقات القضية رقم 921 سنة 1948 م جنح مركز كفر الشيخ.
3- وفى قرية سنديون بفوه ( كفر الشيخ) تحرك طابور الجوالة بين تكبير الشيوخ وتهليل الشباب, غير أن البوليس تعدى عليهم بالضرب, وقد استنكر الإخوان هذا الاعتداء بإرسال التلغرافات إلى ديوان الملك.
مواقف وقصص لإخوان كفر الشيخ
لقد حفلت شعب الإخوان بكثير من المواقف التربوية داخل هذه المحافظة فيذكر الأستاذ أحمد البس أنه أثناء فترة هروبه بعد حادثة المنشية قطن بعض الوقت في منزل الحاج رزق حسن إسماعيل المولود في عام 1914م وكان يعمل مزارعا، ويعيش في قرية كفر المرازقة، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين فيقول الأستاذ أحمد البس: " نشأ الحاج رزق رحمه الله فى بلدة كفر المرازقة محافظة كفر الشيخ حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم بالمدرسة الابتدائية ثم انشغل بالزراعة حيث كان يمتلك أكثر من عشرة أفدنة ببلدته, وكان محبا للخير فلا يدع مريضا بالقرية أو القرى حولها حتى يزوره. ويمشى فى جنازة المتوفى ويحضر محافل الصلح بين المتخاصمين من الأفراد والعائلات, ويشارك فى بناء المدارس والمستشفيات. ويزور أهله وجيرانه ويتودد إلى الفقراء بالصدقة والمساعدة يطفئ الحريق, ويقف مع المظلوم حتى يأخذ حقه,واشتهر بذلك بين الناس فى صدق وأمانة.
ولما جاءت دعوة الإخوان المسلمين إلى بلدته حوالي عام 1940 انضم إليها بصدق وإخلاص وتجرد وشجاعة وإقدام, فبرزت صفاته النبيلة ونمت وأزهرت وأحب إخوانه وأحبوه. حتى جاءت محنة عام 1954 فكان شجاعا كريما صادقا أمينا, أخفى عنده كاتب هذه السطور وكان يعلم الخطر فى ذلك ولكنه لم يتهيب الموقف وانتهى الأمر بالحكم عليه خمس عشر عاما قضى بعضها غير متبرم ولا ضجر... بل مشجع لغيره من الإخوان... حمل الحجارة على كتفه فى سبيل مرضاة ربه مبتسما راضيا بقضاء الله وقدره حتى لقى الله شهيدا بيد الغدر والظلم فى 1/6/1957 بليمان طره".
كما يسوق قصة أخرى وهي قصة الشيخ بسيوني خطاب من قرية سنهور المدينة التابعة لمركز دسوق، والذي أرسل أكبر أبناءه ليحارب فى صفوف الإخوان أثناء حرب فلسطين عام 1948 م, ثم أرسل الثاني الذي استشهد وهو ابن سبعة عشر عاما وتقابل مع الإمام حسن البنا وفى الحديث معه قال له: "إن ابني الثالث في الطريق إليكم".
يقول الأستاذ البس : " ولا أنسى يوم أن علمت باستشهاد ابنه وذهبت إليه بعد أن أشرت بعمل سرادق لمقابلة المعزين, وكان الشيخ مريضا بالفراش بمنزله. فدخلت عليه وأسررت له بالحادث المؤلم فقال: لا تتحدث ولا تخبر أحدا فإني مريض كما ترى وأمه ستملأ على البيت صياحا, كما أنه لا داعي لعمل مأتم, ثم سألني كم هناك من أخ معتقل؟ فقلت حوالي عشرين. فقال: وجه ما معك من المال الذي ستصرفه على المأتم إلى أهالي المعتقلين واصبر حتى ينفرج الجو وأقوم من مرضى ثم نخبر والدته بالتدريج وقد كان وبذلك ضرب المثل فى الجلد ومقابلة الخطوب.
ليس هذا فقط فله من الحكايات ما يدهش العقول فى الغيرة على الإسلام خرج من بيته فى أحد أيام رمضان يقوده ابنه فوزى . فقال له: يا أبى إن أرى رجلا يأكل على بعد منا. فقال : قدنى إليه. فلما وقف أمامه قال:
ما اسمك ؟ فقال محمد. قال : ومحمد كمان. لماذا تأكل فى رمضان؟ قال الرجل: وماله؟ فأخذه الشيخ من جلبابه وانحن يخلع حذاءه وأخذ يضربه به وهو لا يبدى حراكا مع أنه فتى جلد. ثم قال الشيخ: هذا حقنا.. أما حق اله فسيأخذه منك, وكان عبد الفتاح حسن مرشح الوفد يعتبر من أحسن الوفديين سلوكا وتدينا فسانده الشيخ حتى نجح وكسب الدائرة 26 فكافأه الأستاذ عبد الفتاح حسن ونقله إلى مسجد سيدنا عمرو بن العاص بالقاهرة وكان المسجد فى هذا الوقت مهملا للغاية لا يرد إليه إلا نفر قليل, فأبدع الشيخ فى إلقاء الخطب والوعظ فكثر رواد المسجد حتى أصبح أول مسجد يزدحم بالمصلين بالقاهرة كما كان فى بداية مهده كأول مسجد أسس فى مصر. ولنهد إلى سيرته الكريمة فقد ذكر لى هذه القصة بينما سافر من القاهرة إلى بلده سنهور المدينة رآه بمحطة مصر رجل من أغنياء الجهة" جهة سنهور المدينة" فقال ذلك الرجل لتابعه: سأل الشيخ إلى أين هو مسافر؟ فسأله التابع إلى أين أنت مسافر يا شيخنا فقال إلى البلد فقال : وتذكرتك فقال الشيخ: درجة ثالثة. فأمر الوجيه أن تبدل التذكرة على حسابه درجة أولى ليركب معه الشيخ.
ولما ركب الشيخ مع الثرى أراد أن يقدم إليه الخبر عن الإسلام وعن مزاياه وفضائله ظنا أن الوجيه سيسر لذلك, ولكن الوجيه لا يحب الإسلام ولا الحديث عنه. فقال للشيخ: يا شيخ بسيونى الله يلعن الإسلام ده فسكت الشيخ مبهوتا فترة قصيرة ثم قال: بيه . بيه. الله يلعن أبوك فوقف البك وأخرج مسدسه من جيبه بحركة غير إرادية فصرخت سيدة كانت تجلس أمامهما بالدرجة الأولى وقالت للسيد: هل تريد أن تقتل الشيخ ؟ فقال لا أنه من بلدى ولكننى أخرجت المسدس بحركة غير إرادية ثم جلسا يتحدثان فى أمور بعيدة عن هذه الواقعة حتى وصلا إلى محطة الوصول وركب الوجيه سيارته وركب الشيخ دابته وذهب كل إلى بيته.
ومر شهر وإذا بالثرى يقتل ولا يعرف من قاتله, ويمر شهر آخر ويدخل رجل على الشيخ فيقول له: هل كان بينك وبين فلان الوجيه عداء؟ قال لا إلا أنى كنت مسافرا من القاهرة إلى سنهور المدينة منذ شهرين ورافقنى فى القطار وأبدل تذكرتى من درجة ثالثة إلى درجة أولى وتحدثت معه عن الإسلام ولعنه فلعنت أباه ولا شئ غير ذلك, فقال الرجل – وكان ممن يأخذون المال ليقتلوا خصم من يدفع لهم الأجر – قال : إن فلانا هذا الوجيه الذى لعن الإسلام أرسل إلى وأعطاني خمسين جنيها وقال لى: عندي مسألة بسيطة: رجل ضرير ستقتله لأنه قليل الأدب لعن والدى. فقلت له: ليس عندى سلاح, فقال أحضر بالليل من وراء القصر وأعطيك السلاح, وقد سررت لذلك لأنى أخذت أجر قتله ولم أتمكن منذ زمن طويل فقلت فى نفسى قد جاءتك الفرصة, وفعلا حضرت إليه بعد أن جاء الليل وخيم الظلام على المكان وجثته من خلف قصره وتسلمت منه السلاح, وما إن كان بيدى حتى وجهته إلى صدره وانصرفت تاركه جثة هامدة وبعد أن هدأ الجو ومر شهر فى قتله جئت إليك لأخذ باقى الأجرة" قال ذلك مازحا" فقال له الشيخ: مازحا أيضا : هات الخمسين جنيها التى أخذتها منه. وقد ضحك"، ولقد اعتقل الشيخ عام 1949 م في عهد وزارة إبراهيم عبدالهادي مع باقي إخوانه الذين اعتقلوا بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
إخوان كفر الشيخ ما بعد محنة عبد الناصر
عاد الحاج علي أبو شعيشع إلى كفر الشيخ عام 1969م بعد ان تم ترقيته، وكان قبل ذلك قد عمل منذ تخرجه في محافظة البحيرة، وبعدما انتقل ووفاة عبد الناصر نشط في نشر الدعوة في هذه المحافظة البكر وزاد الأمر قوة بعد خروج المهندس عبد المنعم مكاوي وجلال عبد العزيز من المعتقل، وتضافروا لنشر الدعوة وكان يشاركهم المر الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد، وقد ظهر عدد من أبناء هذه المحافظة حملوا فكر هذه الدعوة المباركة وقد تم اعتقال الكثير منهم في أحداث سبتمبر من عام 1981م، وبعدما خرجوا جميعا بدأ الجميع يجوبون المحافظة لغرس المعاني التربوية في نفوس أبناء هذا المحافظة، حتى انتشرت هذه الدعوة في كل قرية وكل مدينة في المحافظة، وظل الثلاثة يجوبون المحافظة لتربية الإخوان حتى توفى الحاج علي أبو شعيشع في 17 /11/ 1992م، ثم لحق به الحاج عبدالمنعم مكاوي في يونيو من عام 1998 م، ثم لحق بهم ثالثهم الحاججلال عبدالعزيز يوم 17/ 12/ 2009 م الموافق 30 من ذي الحجة 1430 م.
الموقع الرسمي للإخوان بكفر الشيخ
المراجع
1- دار الوثائق, محفظة عابدين, التماسات الإخوان المسلمين رقم (557).
2- جمعة أمين عبدالعزيز: [[أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين.
3- جمال البنا: [[رسائل الإمام حسن البنا إلى أبيه (صور)|خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه]].
4- محمود عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، دار الدعوة.
5- أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
6- علي أبو شعيشع: يوميات بين الصفوف المؤمنة، دار التوزيع والنشر الإسلامية.