المناوي: قوات الاحتلال تستفز العراق لاستنزاف ذخيرته
[30-08-2003]
مقدمة
القوات الغازية تستفز العراق لاستنزاف ذخيرته
أمريكا تخشى صواريخ طويلة المدى، قالت إن روسيا باعتها للعراق
عدم نسف جسور نهر دجلة خطأ استراتيجي فادح للقوات العراقية
أكد اللواء طيار صلاح المناوي الخبير في الاستراتيجية والعسكرية أن الوقت مازال لصالح العراق لو أعد نفسه جيدًا لحرب المدن، مؤكدًا أن أي مجهود حربي آخر خارج المدن لن يكون في صالح القوات العراقية.
وأكد الخبير الاستراتيجي على ضرورة أن تقوم القيادة العسكرية العراقية بوضع "تكتيك" منظم لتوزيع قوات مدربة لديها قدرة على المناورة في كل الاتجاهات التي تشكل خطرًا على بغداد، مع عدم إهمال أية نقطة حتى لا يستغلها العدو في محاولة التسلل للمدينة.
وعن "التكتيك" الأمريكي البريطاني في حرب المدن، قال المناوي:
إن حرب المدن واحدة؛ لأن القوة المهاجمة ليس لديها القدرة على المناورة، وبالتالي لا تستطيع أن تدخل المدينة إلا من شارع أو طريق رئيسي أمام الجميع وتسبقها المدرعات والدبابات، ولذلك فهي تتوقف مع أي صاروخ يوجه لأية مدرعة أو دبابة ويقعوا في الفخ.
"تكتيك" جديد
وأضاف المناوي لو استطاع العراق أن يطبق خطط حرب المدن بشكل عسكري واستخدم أسلحة فعالة في تدمير الدبابات- وخاصة الدبابة الأمريكية الحديثة M1- فإنه سيكبد القوات الغازية خسائر رائعة وقوية في الأرواح والعتاد، ولهذا السبب وحده تخشى القوات الأمريكية البريطانية حرب الشوارع؛ ولذلك فهي تلجأ إلى استنزاف الجهد العسكري العراقي أملاً في نفاذ الذخيرة العراقية وبالتالي سهولة ضرب القوات العراقية.
حول تأثير القصف الجوي والصاروخي الأمريكي لمدينة بغداد وهل لذلك تأثير على وضع القوات العراقية في حرب المدن؟ قال اللواء المناويك
إن القوات النازية دمرت مدينة "استرنجرات" تدميرًا كاملاً بالطائرات والصواريخ في الحرب العالمية الثانية ورغم ذلك فشلت في اقتحامها أمام بسالة وتصدي القوات الروسية التي كانت تدافع عنها، وهو ما يعتبره العسكريون أبرز مثال على حرب المدن، وهناك أيضًا حرب السويس الشهيرة، فرغم الحصار الذي قامت به القوات الصهيونية استطاعت المقاومة الموجودة بالمدينة أن تتصدى لها ولقنت القوات الغازية المعتدية درسًا لن ينسوه، ويدرس حاليًا في الأكاديميات العسكرية، وحصار السويس استمر أكثر من ثلاثة أشهر ورغم ذلك لم تستسلم المدينة، وهناك مثال ثالث وهو العدوان الثلاثي على بور سعيد عام 1956 ومقاومة أهالي المدينة، وأضاف المناوي: إن الأهم كما قلت هو "التكتيك" العسكري المضبوط، والسلاح الذي يواجهوا به القوات الغازية والذي يستطيع أن يدمر الدبابة الأمريكية الحديثة.
وعن مدى توافر هذه الأسلحة لدى القوات العراقية، قال المناوي:
لا أحد يعرف قدرة تسليح القوات العراقية إلا أن العراق قد يكون لديه صواريخ متطورة مداها 3 كيلو، وهو ما أزعج الولايات المتحدة ودفعها إلى توجيه اتهام لروسيا بأنها زودت القوات العراقية بأسلحة متطورة، خاصةً وأن هذه الصواريخ حديثة جدًا وتستطيع أن تدمر الدبابة الأمريكية M1؛ لأنها صواريخ تسير في مدى مستقيم، والأهم من ذلك وكما قلت وأكرر دائمًا هو ما هي الكمية التي تملكها القوات العراقية من هذه الأسلحة المتطورة؟ وما مدى استيعابها للأسلحة التي تملكها؟؛ لأن مثل هذه الأسلحة الدقيقة لن يكون لها فائدة لو لم يكن الجنود متدربون عليها.
المدنيون والجسور
وعاب اللواء المناوي على القيادة العسكرية عدم ترحيل سكان بغداد منها أو حتى على الأقل الجزء الأكبر منهم، مؤكدًا أن وجودهم سيعوق حركة القوات العراقية في حرب الشوارع داخل بغداد، إضافةً للعامل النفسي والمعنوي المتوقع للقوات العراقية عندما يشاهدون القتلى من المدنيين يسقطون أمامهم كل يوم، فلابد أن ذلك سيؤثر عليهم، وأكد المناوي أن القوات الأمريكية لم تعد تهتم بأن بهذه المنطقة مدنيين، أو أن هذه المنازل يسكنها مدنيون، فهي تضرب وهي تعرف أن من تضربهم مدنيون والذين أصبحوا أهدافًا عسكرية للقوات الأمريكية.
وأضاف المناوي أن سير العمليات الحالية تؤكد ذلك... فالقوات الأمريكية جربت أن تدخل المدينة من باب " جس النبض " وصحيح أن القوات العراقية تصدت لهم وكبدتهم خسائر إلا أن النتيجة النهائية أن القوات العراقية موجودة بالمدينة ومعها ما بين 5 إلى 6 ملايين مدني، وهو أمر يشكل خطورة؛ لأن الصاروخ لا يفرق بين مدني وعسكري.
وفيما يتعلق بعد تدمير القوات العراقية للجسور بين نهري دجلة والفرات، اعتبر اللواء المناوي عدم قيام القوات العراقية بنسف هذه الجسور خطأً استراتيجيًا عسكريًّا بكل المقاييس.
وقال: لا يعرف أحد لماذا لم يقم الجيش العراقي بتدميرها حتى الآن، فتدميرها يمثل إعاقة شديدة للقوات الأمريكية في نقل القوات والعتاد، ووقتها لن يكون أمامهم سوى إنشاء جسور وممرات، وهي فرصة رائعة للقوات العراقية لتكبيدهم خسائر كبيرة.
وعن الجبهة الشمالية قال اللواء المناوي: إنها لم تعد هامة للعراق ولم تعد هامة في محاصرة بغداد، مؤكدًا أن المشكلة الأساسية التي واجهت القوات الأمريكية في الشمال هي الإمدادات التي كانت تحتاجها لقواتها الموجودة وقد أخذت ما أرادت بعد الاتفاق الأخير مع تركيا، مؤكدًا أنه لا أحد يعرف ما تحمله السيارات والناقلات الأمريكية التي تعبر من تركيا إلى شمال العراق!!
مدة الحرب
أمد الحرب ليس مرتبطًا فقط بقدرة الجيش الأمريكي، ولكنه مرتبط أيضًا بقوة الجيش العراقي ومعداته، وهل ما لديه من أسلحة ستجعله يطيل أمد الحرب ويصمد في ظل المواجهات المستمرة أم لا؟؟
وفيما يتعلق باستخدام الطائرات الحربية العراقية في شن عمليات استشهادية ضد حاملات الطائرات الأمريكية الموجودة بالخليج، قال اللواء طيار صلاح مناوي:
هذا الكلام بعيد عن الواقع... فالعراق ليس لديه طائرات على أرضه... فطائراته الموجودة في حوزة إيران منذ حرب الخليج الثانية، وهي طائرات من طراز قديم وتحتاج لممرات معينة للإقلاع، وهو أمر مستحيل في ظل امتلاك قوات العدو للسماء العراقية، وللأسف فإن من يمتلك الجو يمتلك ناصية الحرب، ولعل هذا يبرر لنا أيضًا عدم فاعلية صواريخ "سكود" العراقية؛ لأن القوات الأمريكية دمرت بطاريات الرادار التي كانت تحركها وتوجهها.
السلاح النووي
واستبعد اللواء المناوي أن يكون لدى العراق سلاح نووي ينوي استخدامه مع اقتراب نهاية النظام العراقي، مؤكدًا أن القنابل النووية التي تمتلكها الدول الصغرى قنابل كبيرة جدًا، وتحتاج لطائرات عملاقة لحملها، وهو أمر غير متوفر بالمرة للعراق؛ لأن الدول الكبرى فقط هي التي استطاعت أن تخفض حجم هذه القنابل، وحتى دول مثل الهند وباكستان لا تمتلك سوى القنابل الكبيرة، ولذلك فمن المستحيل أن يكون لدى العراق السلاح النووي، وإن وجد فيستحيل استخدامه.
أما السلاح الكيماوي- وهو أقل حجمًا وأكثر تأثيرًا- فإن العراق لا يمتلكه.. ولو امتلكه فلن يستخدمه أيضًا؛ لأنه يضره ويضر شعبه قبل أن يضر العدو، كما أن وقت استخدامه انتهى منذ حاصرت القوات الغازية المدن العراقية واقتربت من بغداد.
المصدر
- تحقيق: المناوي: قوات الاحتلال تستفز العراق لاستنزاف ذخيرته موقع اخوان اون لاين
للمزيد عن الإخوان في العراق
|
. |
|
. . |
بيانات الحزب الإسلامي العراقي