تاريخ الإخوان في محافظة الإسماعيلية
الإسماعيلية ومهد الدعوة
تعتبر محافظة الإسماعيلية من أولي المحافظات التي دخلت الدعوة وأيدتها، وعملت لها بكل حب وانتماء، وما إن دخلت الدعوة في شعبة إلا وانتشرت الفكرة بكل سرعة في الكثير من المناطق، وأخذ الإخوان الأفاضل بقيادة الإمام البنا –رحمة الله يفتتحون الشعبة تلو الشعبة.
أنشطة المحافظة
وقد قدمت محافظة الإسماعيلية جهود عظيمة ومنها:
اهتمام الإخوان بالناسبات الإسلامية المختلفة
اهتم الإخوان المسلمون بالمناسبات الإسلامية المختلفة، كمولد النبي صلى الله عليه وسلم ورأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج ورمضان وغيرها، وكان احتفال الإخوان المسلمون بتلك المناسبات مختلفًا عن غيرهم من طوائف الشعب المختلفة، حيث اتخذوا تلك المناسبات لتعليم الناس الخير وتذكيرهم بأيام الله، ونشر دعوتهم والالتقاء على طاعة الله، ونضرب لذلك مثالاً وهو احتفال شعب الإخوان المختلفة بالإسراء والمعراج، فقد نشرت جريدة الإخوان المسلمين تحت عنوان " الاحتفال بليلة الإسراء والمعارج " ما يلي:
في الإسماعيلية
وقد كان الحفل رائعًا بهيجًا في الإسماعيلية الكريمة وأمَّه الأهلون من جميع الطبقات وألقيت فيها الكلمة والخطب المناسبة، وازدان الحفل بالأناشيد الإسلامية العذبة يلقيها طلبة معهد حراء الإسلامي التابع للجمعية وطالبات مدرسة أمهات المؤمنين التابعة للجمعية كذلك، وقد انصرف الجميع وكلهم ألسنة ثناء وشكر على همة الإخوان وحسن استعدادهم، وقد كان في العزم أن يحضر هذا الحفل فضيلة المرشد العام لولا ضرورة وجوده في شبين، فأبرق فضيلته إلى الإخوان برقية تليت في أول الحفل فأخذ الإخوان يدعون الله لفضيلته بالمعونة والتوفيق.
المساجد
كما بنت جمعية الإسماعيلية مسجدًا فخمًا تام الأدوات على أحدث طراز وأنظمة، تقام فيه الشعائر ويدرس فيه العلم.
المدارس
بنت الإسماعيلية فوق مسجدها مدرسة نموذجية تسمى معهد حراء الإسلامي ذات منهج خاص قوامه الدين والتاريخ الإسلامي والقرآن الكريم ثم العلوم العصرية، ثم أنشأت مدرسة أخرى للبنات تسمى مدرسة أمهات المؤمنين، كما أنشأت مدرسة ليلية وسميت " مدرسة الأنصار " لتعليم الكبار الدين والأخلاق الكاملة، وقد سارت في سبيل الغاية شوطًا فسيحًا ومثلها المنزلة دقهلية، كما تكونت في الإسماعيلية رابطة للطلبة بجمعية الإخوان المسلمين, واجتمعت برياسة الشيخ محمد فرغلي ولقد كان من أهم القرارات تكوين لجان من الطلبة لجمع التبرعات لمنكوبي فلسطين، والدعاية لذلك بالنشر والإعلان.
فضيلة الإمام الشهيد حسن البنا وبجواره الشيخ محمد فرغلي نائب الإخوان بالإسماعيلية وعلى يساريوسف طلعت مع فرقة جوالة الإخوان بالإسماعيلية بمناسبة زيارة الإمام الشهيد لمدينة الإسماعيلية.
المصانع والمشاغل
ألحقت الإسماعيلية بها بعض المصانع تشرف على إدارتها ويذهب إليها كبار طلبة معهد حراء في نصف النهار الثاني لتعلم الصناعات.
المكتبات العامة
ورغبة في زيادة الفائدة فكرت بعض دوائر الجمعية في إنشاء مكتبات عامة يرجع إليها بعض الأعضاء للتسلية والاستفادة، وقد بدأت بذلك شعبة بورسعيد فكونت بناديها مكتبة لا بأس بمحتوياتها.
موقف الجمعية من حركات التبشير
وقد كان للجمعية مواقف مشكورة في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وإحباط مساعي المبشرين الدنيئة في سبيل النيل منها ووفقها الله إلى إنقاذ الكثير من البنين والبنات والفتيان والفتيات ممن كانوا سيذهبون ضحية هؤلاء المضللين، فقد آوت عددًا كبيرًا من هؤلاء الضحايا بعد إنقاذهم وفعلت مثل ذلك الإسماعيلية.
لجنة مقاومة التبشير في الإسماعيلية
وكانت الإسماعيلية هي أسرع الشعب تكوينًا للجنة مقاومة التبشير، وبعثت بالتقرير التالي إلى المرشد العام الإمام حسن البنا:
" حضرة صاحب الفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فتنفيذًا لقرار مجلس الشورى العام وبمناسبة تنصير المبشرين للشاب إسماعيل بكر السواق بالإسماعيلية وتسميته بجان بكر، تكونت لجنة لمقاومة التبشير بالإسماعيلية من حضرات الأستاذ الشيخ شافعي من العلماء وإمام مسجد الإخوان المسلمين رئيسًا، والأستاذ سلامة أفندي خاطر ناظر معهد حراء الإسلامي سكرتيرًا، والأستاذ عبد الحميد أفندي رجب والأستاذ محمد أفندي حسام الدين والأستاذ سيد أفندي الهندي والأستاذ عبد العزيز أفندي الغفاري المدرسين بمعهد حراء الإسلامي وعبد الرحمن أفندي حسب الله وحسن أفندي موسى وفؤاد أفندي إبراهيم خليل وإسماعيل أفندي عز وإسماعيل أفندي إبراهيم وزكي أفندي المغربي أعضاء جمعية الإخوان، أعضاء في اللجنة ثم قررت:
أولاً: عمل نداء للأهلين ببيان أخطار المبشرين وتحذيرهم من الوقوع في شراكهم.
ثانيًا: تشجيع مدرسة أمهات المؤمنين التي أسست خصيصًا لإيواء بنات المسلمين والحيلولة بينهن وبين مدارس التبشير، وكذلك معهد حراء الإسلامي الذي أنشأته الجمعية لذلك أيضًا.
ثالثًا: تكوين لجنة من فرقة الأخوات المسلمات المتعلمات للاتصال بالسيدات في بيوتهن، وإفهامهن خطر التبشير والمبشرات الجوالات.
رابعًا: التفكير في إنشاء ملجأ لإيواء البائسين والبائسات ومنعهن من الارتماء في أحضان المبشرين الذين يستغلون عوزهم وفاقتهن في سرقة الضمائر وإفساد العقائد.
خامسًا: نشر هذه الإقرارات في الصحف وإرسالها إلى مكتب الإرشاد العام بالقاهرة.
سكرتير اللجنة
ويرجع سبب ذلك إلى أنه في الإسماعيلية ألقى المبشرون عصا التيار بها منذ عهد بعيد، ولهم فيها مدرستان للبنين والبنات، ولهم مستشفى أقامته شركة قنال السويس تغلب فيه الصبغة الطبية صبغة التبشير التي تظهر عند اللزوم، وقد كان للمبشرين جهود موفقة في حمل بعض الفتيات والشبان الأغرار على ترك دينهم وفي استغلال بساطة عقول بعض سكان الضواحي وإدخال الشكوك والشبهات عليهم.
وتألفت جمعية الإخوان المسلمين ورأت ما يقوم به هؤلاء المضللون من وسائل الدعاية غير الشريفة والإغراء والخداع واستغلال المدارس والصدقات في غير ما وضعت له، فحاربتهم بمثل سلاحهم فأقامت المحاضرات الأسبوعية لتمحو بها أثر محاضراتهم.
وأُنشِئ معهد حراء الإسلامي للبنين يلجأ إليه من تنقذه الجمعية من مدرسة البنين عندهم، وأنشئت مدرسة أمهات المؤمنين للبنات، يلجأ إليها من تنقذه من مدرسة البنات التابعة لإرساليتهم، وقامت فرقة الأخوات المسلمات بمحو آثار المبشرات بغشيان المنازل التي يطرقنها وتحذير أهليها من الوقوع في حبائلهن وقامت فرقة الوعظ والإرشاد بالرحلة إلى الأسواق الريفية ونهى الناس عن الاستماع لهم أو تناول كتبهم.
وهكذا أرصدت الجمعية لكل سلاح من أسلحتهم آفة من جنسه تفل حده وتخضد شوكته، وفي هذه الحركة الأخيرة ألفت لجنة خاصة لدراسة هذا الموضوع ووضع العلاج الحاسم له بحول الله تعالى وقوته.
بيد أننا نلاحظ مع الأسف أن المبشرين يحاولون جعل الإسماعيلية وكرًا لتهريب البنات من مختلف الجهات، كما كانت المنزلة سابقًا، فعلى حضرات الأهلين الكرام ورجال الإدارة النشيطين أن يقوموا بنصيبهم من مؤازرة الجمعية في مهمتها من ناحية ومن الحيلولة دون هذه الغاية من ناحية أخرى، فليست الإسماعيلية الكريمة بأقل غيرة على الإسلام من غيرها من البلاد.
إنشاء دار التائبات بمدينة الإسماعيلية
عندما كان يبحث الإمام البنا وإخوانه بالإسماعيلية عن قطعة أرض ليقيموا عليها مسجدًا في عام 929م اهتدوا إلى قطعة أرض فضاء مناسبة مساحتها حوالي 80مترًا تقريبًا، ولكن كانت قريبة من مكان للدعارة، فاعترض الإخوان جميعًا على هذا المكان، ولكن الأستاذ البنا جمعهم وقال إن هذا البلد بلد إسلامي ولا يستطيع أي إنسان أن يبعدنا عن أي جزء منه، وإننا بعون الله سنقضي على هذه البؤرة من الفساد، وسيرحلون حالاً من هذا المكان بمجرد أن نضع أيدينا عليه فوافق الإخوان، واشتروا قطعة الأرض بسعر جنيه للمتر الواحد.
فما هي إلا فترة يسيرة من بناء المسجد وإقامة الشعائر فيه وتحذير الناس من سوء عاقبة الزنا في الدنيا والآخرة، حتى بدأ الأهالي يمتنعون عن الذهاب لدار الدعارة، وبدأ بعضهن يفكرن في التوبة، عندئذ أعلن الإخوان المسلمون عن افتتاح ملجأ التائبات، وقد استأجروا لذلك مبنى مستقلاً تلتحق به كل من تتوب إلى الله تعالى من بيوت الدعارة وليس لها عائل، فتوافد عليه كثيرات ممن تاب الله عليهن، وقد كلف الإخوان الشيخ علي الجداوي لتولي شئون هذا الملجأ والإنفاق عليه وترتيب الدروس الدينية لهن، وقد وفق الله الكثيرات منهن فتزوجن وأصبحن ربات بيوت صالحات، ومن لم تتزوج منهن تعلّمت فن الخياطة والتفصيل، أو فن الطهي إلخ وكان لهذا العمل الجليل أكبر الأثر في نفوس المسلمين جميعًا من أهالي الإسماعيلية وغيرها.
وكان هذا النموذج العملي الذي قدمه الإمام البنا في هذه الفترة المبكرة من نشأة الدعوة بمثابة إشارة البدء لمحاربة الإخوان لظاهرة البغاء، ومعها أيضًا رسالة واضحة للمنهج الذي سيتبعه الإخوان للقضاء على البغاء خلال هذه الفترة.
الإسماعيلية تساند البنا في ترشيحه للانتخابات
كما ساندت مدينة الإسماعيلية الإمام حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين في ترشحه للانتخابات، فقد أقام أهل الإسماعيلية على نفقاتهم 60 سرادقًا للدعاية الانتخابية للإمام البنا، وتوافد على الإسماعيلية الآلاف من إخوان البلاد الأخرى تأييدًا للإمام البنا.
التضييق علي جماعة الإخوان المسلمين
شنت الحكومات المتعاقبة حملات تفتيش ومداهمة لكثير من شعب الإخوان فأغلقت بعضها واعتقلت بعض أفرادها ومن أمثلة هذه التضييقات:
حل شعبتي الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وبورسعيد سنة 1948
كان أول أمر عسكري أصدره النقراشي بحق جماعة الإخوان المسلمين هو حل شعبتي الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وبورسعيد، ففي شهر نوفمبر من عام 1948م قام رجال البوليس والمباحث بغلق جميع الشُعب في هذه المنطقة والاستيلاء على جميع الأوراق الخاصة بالإخوان، وكان هذا الأمر بمثابة جس نبض لجماعة الإخوان، وصدر الأمر خلال تأدية الأستاذ حسن البنا الحج مع مجموعة من الإخوان في السعودية.
وهذا هو نص القرار:
" أمر رقم 58 بحل شعبتي الإخوان المسلمين بمنطقتي الإسماعيلية وبورسعيد.
نحن محمود فهمي النقراشي باشا
بعد الاطلاع على المرسوم الصادر في 13 مايو سنة 1948م بإعلان الأحكام العرفية وعلى المذكرة المرفوعة إلينا من إدارة الأمن العام في شأن شعبتي جمعية الإخوان المسلمين في منطقتي الإسماعيلية وبورسعيد وبمقتضى السلطات المخولة لنا بناء على المرسوم المتقدم ذكره تقرر ما هو آت.
مادة (1): تحل فورًا شعبتا الإخوان المسلمين بمنطقتي الإسماعيلية وبورسعيد ويغلق المكان المخصص بنشاط كل منهما، ويحظر على أعضائها والمنتمين إليها عقد اجتماعات من أي نوع كان وفي أي مكان كما يحظر على الجمعية المذكورة إنشاء شعبة جديدة لها في هاتين المنطقتين أو عقد اجتماعات فيهما أو تنظيمها أو الدعوة إليها.
مادة (2): يعاقب على كل مخالفة لأحكام هذا الأمر بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
القاهرة في 28 أكتوبر سنة 1948م.
أعلام المحافظة
- محمد فرغلي.
- يوسف طلعت.
- أحمد الحصري.
- علي نويتو.
- علي رزة.
- محمد الفرغلي.
- زكي المغربي.
- عثمان الجضي.
- طلعت المغربي.
- محمد درويش.
- سيد الشناوي.
- مصطفي جويد.
- إبراهيم كشك.
- سيد الصولي.
- سعيد الصولي.
- زينب مصطفى شحاتة .. زوجة على الثغر.