مذابح الإخوان المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مذابح الإخوان المسلمين


إعداد: إخوان ويكي

مقدمة

جماعة الإخوان المسلمون جماعة إسلامية إصلاحية تهدف إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر والعالم، وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام.

ومن أجل ذلك تعرضت الجماعة وأفرادها منذ نشأتها عام 1928م لكثير من الاضطهاد أو التنكيل سواء بالنفي أو الاعتقال أو القتل أو مصادرة الأموال أو التشويه أو المطاردة أو التصفية المعنوية والجسدية.

مذابح حل الجماعة

ظلت جماعة الإخوان تعمل بشكل مؤسسي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها حتى ضاق المحتل بها ذرعا فدبر لها المكائد لحلها غير أن كل مرة يخطط فيها لا يفلح في ذلك كان كان النقراشي الذي استجاب لأوامر المحتل فأصدر قرار الحل في 8 ديسمبر 1948م وانطلقت جحافل الشرطة في الاعتقال والتنكيل والمضادرة، وقد جاء في أقوال من تم اعتقاله وتعذيبه أمامه النيابة ما يلي:

شهادة رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي

رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي
  • س: هل اتصل بعلمك أثناء توليك الحكم أن تعذيبًا وقع على أحد المتهمين في قضايا الإخوان؟
ج: إشاعات والنيابة تتولى التحقيق.
  • س: وهل وصلك بعد خروجك من الوزارة أن تعذيبًا وقع على بعض المتهمين؟
لم أسمع إلا إشاعات كما جرت في كل القضايا.
  • يقرر عبد الرحمن عثمان أنه في يوم 10 يوليو سنة 1949 أثناء رياستكم للوزارة استحضر إلى محافظة مصر وعذبه الضابطان محمود طلعت، ومحمد الجزار بوضع ساقيه في فلكة وبضربه بالسوط، وقد أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الإصابات الثابتة يمكن أن تنتج من مثل هذا التعذيب فما قولك؟
ج: لم أسمع بهذا.
  • س: يقرر عبد الرحمن عثمان أنه في يوم 11 يوليو سنة 1949 أثناء توليك رياسة الوزارة ومنصب الحاكم العسكري العام استدعى إلى محافظة مصر وقام اللواء أحمد طلعت بتعذيبه مع الضابط فاروق كامل، فهل وصل ذلك إلى علمكم؟
لا.

شهادة سعد أفندي جبر التميمي

  • س: بعد ما قبض عليك عندما كنت تخرج من السجن. هل كان يذهب بك إلى النيابة أو إلى مكان آخر؟
ج: مرة رحت المحافظة وضربوني وطلعت الساعة 11 ورجعت الساعة 1.30 صباحًا وده ثاني يوم قبض علي حوالي 7 أو 9 أو 10 مايو سنة 1949.
  • س: هل تستطيع أن تذكر لنا من اشتركوا في تعذيبك؟
ج: نعم اشترك توفيق السعيد وعبد المجيد العشري وواحد جاويش اسمه مصطفى التركي، وعملت بذلك محضر رسمي في سجن مصر أول ما رجعت والنيابة لم تسأل عني والطبيب بعد 21 يوم وصف الإصابات جميعها.
  • س: وما الغرض من ذلك؟
ج: كانوا طالبين بعض البيانات بالذات تتلخص في أني أقول أعرف فلان أو فلان وأشخاص معينين، وأول يوم رحت لطلعت بك عزم علي بسجاير وجاب لي فطار، ولم أقبل السجائر ولا الفطار، وبعدين ضربوني واللي ضربوني سبعة، وتوفيق السعيد قعَّدْني على كرسي مخروق وكان على جنبي الشمال، والعشري على جنبي اليمين، والتركي يضربني بالجزمة في وشي، ولم أقل الكلام اللي هم عاوزينه وأصريت على الحقيقة التي أعرفها والضرب لم يزعزعني.

مصطفى أفندي كمال

وجاء في أقوال مصطفى أفندي كمال عبد المجيد في شهادته أمام المحكمة عن التعذيب ما يلي:

  • س: ذكرت في تحقيق النيابة أنك تعرف الثلاثة وأنك كنت تقود السيارة الجيب.
ج: الكلام ده أحمد بك طلعت كتب به ورقة وبعد ضربي وتعذيبي وأخذني قسم مصر القديمة وربطني بقيد شديد في يداي وربط حبل في القيدين من الخلف وعلقوني في شباك القسم وجابوا نيران السجاير وحرقوني، وواحد ضابط طويل كان ماشي مع دولة إبراهيم عبد الهادي باشا، وكان يحرقني بالسجاير وبعد كده جاب ورقة
وقال لي: امض عليها، وكتب هو فيها كل حاجة، وفي نفس الليلة دي لا أذكر الساعة كام وبعد ساعتين ثلاثة جه حضرة المحقق (وأشار على محمد بك عبد السلام) وحكيت له القصة الخاصة بالتعذيب، فأعرض عني ونزل ولم يقبل أن يكتب ولا كلمة وتركني البوليس السياسي ومنعوني من النوم 48 ساعة، وقعدوا لي واحد ضابط كده وواحد ضابط كده، وكانوا يغيروا عليه وآجي أنام يضربوني
وأضربت عن الطعام احتجاجا وهددوني بالاعتداء على عرضي ومضوني على أوراق لا أعرف عنها حاجة، وقعدت عشرة أيام مضربًا عن الأكل إضرابًا تامًا، وقالوا إن لم تأكل سنعتدي على شرفك، وفتحت هذا التهديد بقيت آكل خوفًا من هذا وأنا وقعت على أوراق لا أعرف ماذا فيها، ووقعت عليها تحت إرهاقي، ومرة اثنين ضباط حضروا لي وقالوا أحنا وكلاء نيابة مستعدين ندون لك بس كل، فقلت لهم أنا عارفكم وليس عندي شيء.
  • س: متى حصل هذا التعذيب؟
ج: جزء منه في مصر القديمة.
  • س: متى؟
ج: في 5 مايو سنة 1949.
  • س: وكيف أحضروك؟
ج: البوليس حاصر الحي وأخذوني وقالوا فيه ناس ضربوا قنابل وقبض على مع ناس كثيرين جدًا وحطونا في حوش كبير وأنا ساكن في العباسية، وكنت مطارد من البوليس، وكان عاوز يقبض عليَّ، وكنت أزور واحد في مصر القديمة، وبعدين البوليس لما سألني قلت على اسمي بالضبط فقالوا مفيش غيرك فضلوا يضربوني وقالوا لي أنت اللي ألقيت قنابل على رئيس الوزراء.
  • س: في هذه الجهة هل حضر أحد من النيابة؟
جه منصور باشا العام وإبراهيم عبد الهادي باشا وضباط كثيرين وأنا قلت لإبراهيم باشا أنا في عرضك يا سعادة الباشا الحقني، فقال لي: "أنت ضربت قنابل عليَّ" فقلت له: "لا" فقال: "أنتم عاوزين تقتلوني ليه أنا مش ألغيت البغاء؟ مش علمت الدين في المدارس؟"
فقلت له ما أعرفش حاجة وسابني ومشي وقال إن ما كنش يتكلم شرحوه، وبعدين جم الضباط بتوع القلم السياسي في مصر القديمة، مضوني على ورق وأنا كنت ميت معلق في الهواء وكل ده بالليل، وجه محمد عبد السلام بك وعمل محضر وقال لي: "تعرف إيه عن الجيب" فقلت له: "ما أعرفش" وقال لي: "أنت كنت راكب ومعك فلان ده ولم يكتب حاجة" وبعدين قعدت في المحافظة يومين ورحت له في مصر القديمة فقعدوني في الزنزانة وملوها ميه لم أنم ليلتها.
  • س: هل عرض عليك حضرة المحقق محمد عبد السلام بك المتهمين الثلاثة أحمد عادل كمال وطاهر عماد الدين وإبراهيم محمود علي؟
ج: بعد يومين ثلاثة ضربوني وشالوني وأرسلوني لمحمد عبد السلام بك في النيابة وقعدوني على كرسي ودخل على شوية أفندية وقعدوا زعقوا مع بعض وبعدين مشيوا، وأنا كنت تعبان جدًا وكانوا يتناقشوا مع المحقق وأنا عبارة عن جثة.
  • س: لما دخل الناس زعقوا هل كنت واقفًا أم جالسًا؟
ج: كنت قاعد على الكرسي؟
  • س: عند وجودك بقسم مصر القديمة هل استمر تعذيبك بعد وصول سعادة النائب العام؟
ج: نعم واشتد.
  • س: هل كان أحمد طلعت بك موجود يوم الزعيق ده؟
ج: لا.

شهادة عبد الفتاح أفندي

  • س: من كان يعذبك ولماذا التعذيب؟
أول ما قبض علي في ميدان الملكة فريدة الساعة 9 يوم 9 مايو سنة 1949 واللي قبض علي واحد اسمه العشري ومعه النكلاوي وهو ساكن جنبي، ووجدت الضرب فوق دماغي بالطبنجات ولم أدر إلا وأنا في المحافظة، ودخل أحمد طلعت بك وقال: "حتقول أو مش حتقول" فقلت له: "حاقول أيه؟"
فقال: "باين عليك مقاوح وأنا عاوز أشرحك" فقلت: "لا مفيش ما يدعو" فقال: "خذه يا عشري" وأخذوني عند محمود طلعت أفندي وهو ضابط فقال لي: "اقعد" وقال لي: "شوف يا ابني هنا أحكام عسكرية" وقال لي: "أتقول اللي حاقول عليه وإلا حتتعب قوي" فقلت له: "اللي أعرفه أقوله" فقال لي: "أنت من الإخوان المسلمين" قلت: "أنا أتشرف" وقال لي: "إنت من الإخوان" قلت: "أيوه" فقال لي: "بتعمل إيه" فقلت له: "فيه إخواني اعتقلوا واحنا بنلم لهم فلوس" فقال لي: "احنا حنخليهم يتشرمطوا"
وأخذوني ودخل العشري وواحد اسمه فاروق ومصطفى، ومصطفى قال لي أقلع وبعدين فضلوا يضربوني من الساعة 9 إلى الساعة 4 صباحا، وكانوا مقسمين نفسهم كل مجموعة 12 عسكري وضابط، وكانوا يحطوا في رجلي فلقة، وكانت الفلقة تنكسر، فجابوا عصا من بتوع المظاهرات، وبعدين جابوا كرابيج هجانة، وكتفوني من الخلف وفضلوا يضربوا في، وأثناء الضرب أغمى عليَّ، وفوقوني بالنشادر ولقيت أحمد طلعت، وقال دي أول جولة والجولات آتية، وبعدين أخذوني قسم مصر الجديدة، وبعدين رئاسة الوزراء، وكان فيه واحد ضابط هناك عرفت أنه أخ إبراهيم باشا، وإبراهيم باشا قال: حتقول أو مش حتقول؟
فقلت له: "أنا بانضرب كل ليلة ولم أنم وكل جسمي بيوجعني" وبعدين قال: "أنا عندي أمر أموتك" وقال لي: "أنا حاخليهم يشرحوك" وكان الضباط يتباهون أنهم يقسمون التعذيب، وبعدين جه واحد اسمه محمد علي صالح وقال: "إنت شميت ريحة الجلد لما يحترق؟" وبعدين قال نجرب كل واحد من الضباط يجيب السيجارة ويحرقني، وبعدين جاب سيخ حديد وحطوه على النار، وبعدين دخل محمود طلعت وقال سيبوه ده معايا
وقال أنت عمك زميلي ورئيسي وأعمامك اعتقلوا وأخوالك وأختك اعتقلت، وبعدين حطوني في سجن الأجانب على الأسفلت، وحطولي لمبة كبيرة جدًا وساعة ما آجي أنام يخبطوا على الباب، وبعدين لقيت بتجيني نوبات شديدة، وبعدين جابو لي واحد عسكري أسود لا يمكن أنساه، وقالو لي إذا لم تتكلم حيرتكب معك الفحشاء، وأنا قلت له إذا عملت هذه العملية أنا مش حاقدر أقاومك لأني متكتف
وبعدين قلت له: فيه رب وبعدين في هذه الأثناء أخذوني التحقيق وكان إسماعيل بك عوض يسألني وأنا أقول مش عارف، وييجي أحمد طلعت ويقول له أنا عوز الولد ده ولا أدري إلا وأربعة رامييني في سجن الأجانب، وييجي إبراهيم عبد الهادي باشا يقول أخوالك معتقلين وأعمامك معتقلين وأختك وأنا الحاكم العسكري
وفي أثناء التحقيق جه محمود باشا منصور وقلت له: "أنا عذبت" فقال: "الحكومة عارفه وأحنا عارفين وإن لم تتكلم حتعذب" وفي هذه الأثناء كانوا يأخذوني في التحقيق ويكتبوا اللي يكتبوه والنهارده وأنا جي لقيت الضباط بتوع القلم السياسي اللي هم من إجرامهم يجيبوا أخويا ويضروبه أمامي وأنا لا أعرف حاجة عن هذا الكلام.
  • س: قبل أن يضربوك طلبوا منك أن تقول أقولاً معينة؟
أيوه طلبوا مني أن أقول إني أعرف مالك وعاطف، وطلبوا مني أن أقول إني مشترك في عملية حامد جودة وأعرف المتهمين، وكانوا يجيبوا منهم ولا يعرفوني فيقولوا لهم مش ده عبد الفتاح ثروت.
وبعد ذلك أغمى على الشاهد المذكور وتشنج وتقلصت أعصابه وأخذ يصدر صوتًا منقطعًا عاليًا، واستمرت هذه الحالة مدة طويلة، ثم نقل بمعرفة ضباط الحرس إلى غرفة إسعاف المحكمة لإسعافه، وقد لاحظت المحكمة في أول الأمر أن الشاهد كان في حالة عصبية أثناء إدلائه بشهادته.

مذبحة ليمان طرة 1956م

مذبحة الإخوان فى ليمان طره.JPG

إن الحقيقة التاريخية لتلك الحقبة وصلت بالشعب المصري وبالأمة العربية والإسلامية إلى ذروة المأساة، وهي الحقبة التي تمثلت في حكم عبد الناصر لمصر، ولم يكتب عنها الكثير وما زالت الوثائق لا يعرف مكانها ولم يفرج عن الكثير منها، وهي لا تزال ضائعة... لكن مهما طال الانتظار فسوف تتمزق الأستار وترى الأجيال القادمة حقيقة القوى التي كانت تمسك بخيوط الدمى التي صنعتها بيديها، وقدمتها كأبطال أسطوريين؛ ليعلبوا الأدوار التي رسمت لهم حتى ولو كان في ذلك ضياع أوطانهم، واستذلال شعوبهم.

لقد ذكرتنا هذه الحوادث بما حدث في خمسينات هذا القرن عندما قامت جحافل الشرطة العسكرية باقتحام منازل الأبرياء وساقتهم إلى المصير المجهول وغيبوا وراء السجون بهدف الحفاظ على أمن وراحة النظام وحكم علي بعضهم بالإعدام وآخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، ولم يكتف نظام عبد الناصر بذلك فبعد حادثة المنشية قام عبد الناصر بمذبحة ضد بعض العلماء أمثال الشيخ محمد فرغلي والقاضي عبد القادر عودة والأستاذ إبراهيم الطيب ويوسف طلعت وهنداوي دوير ليرسخ لنفسه مقاليد الحكم

وبعد أن استتب به الحال بعد عدوان 1956م أراد أن يغير الملكية إلى جمهورية في الدول المجاورة، فدعم انقلابًا ضد الملك حسين ملك الأردن غير أنه اكتشف، وساعد على اكتشافه إخوان الأردن، فتولد لدى عبد الناصر رغبة في الانتقام من إخوان مصر, فرتب مع بطانته القيام بمذبحة ضد العزل من الإخوان داخل المعتقلات، وخطط لذلك وحشد قواته لتصفية الإخوان في كل معتقل، وكانت البداية في سجن ليمان طرة.

فجرد لهم القوات واعد الخطط واستورد السلاح وقامت القوات بغزو سجن طرة واقتحمت العنابر على المعتقلين المعذبين وأطلقوا عليهم الرصاص وأجهزت عليهم بالعصي فمات واحد وعشرون من الإخوان وهم في زهرة شبابهم وجرح واحد وعشرون، هذا غير من أصابهم الجنون، ولم يكتف قادة سجن طرة بهذه المذبحة التي ارتكبها النظام في حق مجموعة من الإخوان العزل يوم 1 يونيو 1957م ودفع فيه الشباب ثمن تمسكهم بشريعة الله والتصدي لمخططات الغرب.

يقول الأستاذ جابر رزق:

"لقد أقيمت المذبحة في أول يونيو 1957م لمائة وثمانين من الإخوان المسلمين، هم الذين بقوا في سجن ليمان طرة بعد ترحيل إخوانهم إلى سجن المحاريق وبني سويف وأسيوط وغيرها من السجون.
لقد بلغ الطاغية عبد الناصر ورجال حكمه من الخسة واللاإنسانية أن أطلقوا الرصاص على المائة والثمانين من المسجونين داخل الزنازين وهم عزل لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ "البروج: 8" ، فقد استشهد فيها كلاًّ من أنور مصطفى أحمد، والسيد علي محمد، ومحمود شعبان، وأحمد حامد قرقر، ومحمود عبد الجواد العطار، وإبراهيم أبو الدهب، ورزق حسن إسماعيل وغيرهم، واستطاع عبد الناصر أن يحيط المذبحة بجدار من الصمت والتكتيم حتى لا يعرف الشعب المصري شيئًا عن المذبحة".

ويقول الشهيد محمد يوسف هواش - وهو أحذ الذين شاهدوا المذبحة:

لقد سبقت المذبحة عدة مقدمات؛ ففي يوم الأربعاء 22/5 منعت صلاة العصر بصورة غاية في الاستفزاز، ويوم الخميس 23/5 منع لعب الكرة الذي كان مرخصًا به، ويوم الجمعة ظلت الزنازين مغلقة حتى صلاة الجمعة، ويوم السبت حدثت مشادة بين الضابط عبد العال سلومة وثلاثة من الإخوان بغير داع
ويوم الأحد 26/5 قال سلومة مهددًا: "فيه أوامر عالية بجر الإخوان لمعركة نِخَلَّص فيها على ثلاثين.. أربعين" ، وأخذ الضابط عبد الله ماهر يحتك بالإخوان بغير مناسبة ويحاول استفزازهم بكل طريقة، ويوم 29/5 شرح الإخوان لمدير السجن ما يحدث لهم، ويوم 30/5 منعت الزيارات، ويوم 1/6 حدثت المذبحة".

ويقول الأستاذ جودة شعبان - الشاهد الحي:

كنا في ليمان طرة ما يقرب من 180 من الإخوان، وكان أكبر عدد منهم في الليمان من إخوان شبرا، وكانت زياراتهم هي يوم مشهود؛ فقد كان عدد الحضور في اليوم المخصص لهم كبير وفي أواخر مايو شعرنا بأن ضباط السجن يقومون بعمليات استفزازية ضد الإخوان، خاصة الضابط عبد العال سلومة وعبد الله ماهر، فأخذنا نتواصى بالصبر وضبط النفس وحكمة التصرف أمام كل ما نتعرض له من معاملة المسئولين في الليمان
خاصة الضباط الذين كشفت الأحداث عن مدى حقدهم وكراهيتهم للإخوان أمثال عبد العال سلومة وعبد الله ماهر وعبد اللطيف رشدي، وكانت الأحكام للإخوان الموجودين في الليمان تتراوح بين العشر سنوات والخمس وعشرين سنة، وكنا نطلع الجبل مثل بقية المساجين، وكانت لنا طريحة لابد من أن ننجزها، وكان من بين وسائل الضغط النفسي علينا في الليمان عملية التفتيش المستمر
وكانت تتم بصورة مستفزة، وكادت هذه المذبحة تحدث في فبراير 1956م لكن مدير السجن كان حكيمًا فحال دون ذلك، مما دفع زكريا محيي الدين وزير الداخلية آنذاك أن يقوم بنقله عقابًا له على ذلك، وجاء بمأمور آخر هو السيد والي والذي كان شديد الحنق على الإخوان المسلمين.
وقبل يوم المذبحة جاءت زيارة لمجموعة إخوان شبرا، وكانت من أكبر الزيارات، وكنت واحدًا من المطلوبين للزيارة، وقد جاء أهالينا ببعض الطعام، وكان من ضمن الذين أخذوا طعامًا الأخ عبد الغفار السيد، وفجأة ظهر الضابط عبد الله ماهر ودفع الأخ مما أوقعه في صورة مستفزة، ولم يقتصر على ذلك بل قام بضرب أم أحد الإخوان ثم أنهى الزيارة
وسارع إلى الإدارة وقال: إن الإخوان اعتدوا عليه، وكأن الأمر مبيت، فانتفضت الإدارة لتنفذ ما اتفق عليه مع السادة من قبل، وجاءوا وقالوا: من أخذ شيئًا فليركن على جنب، فخرجت ومعي بعض الإخوة، فأمر بأخذنا إلى عنبر التأديب، وساقوا أهلنا إلى قسم المعادي مرفق معهم مذكرة يقولون فيها: إنهم أدخلوا ممنوعات للسجن، وكان من ضمنهم والد الأخ حسن علي حسن فقال لوكيل النيابة: إننا لم ندخل ممنوعات لكنه كان طعامًا، والأمر أننا إخوان مسلمين فأفرج عنهم، وبعد أن أدخلونا عنبر التأديب لم ندر بما يحدث في الخارج، وعشنا في لحظات كلها تعذيب وتكدير
لكننا كنا قبل الحادث قد رأينا أنهم أعادوا مرضى الإخوان الموجدين في المستشفى، وشعرنا بأن شيئًا يدبر لنا فقررنا الامتناع عن الخروج للجبل حتى لا نُضرب بالرصاص بحجة أننا حاولنا الهروب، وكتبنا مذكرة نطلب فيها التحقيق معنا، ولنعرض عليهم أن حياتنا في خطر، وكنا ما زلنا في عنبر التأديب، وثاني يوم من الزيارة سمعنا صوت رصاص منهمر وصرخات الإخوان من كل مكان
وبعد فترة صَمَت صوت الرصاص وجاءت النيابة وسمعت منا وأدانت إدارة السجن لكنها تغيرت، وفي الليلة الرابعة بعد المذبحة أخرجونا إلى سجن القناطر الخيرية وبقينا فيه ثلاثة أشهر في تعذيب وتكدير، وعلمنا أن المذبحة أسفرت عن مقتل واحد وعشرين من الإخوان وأصيب مثلهم.
وقد نقل معنا عبد العال سلومة إلى سجن القناطر الذي أذاق الإخوان أشد أنواع العذاب البدني والنفسي، حتى إن ستة من إخواننا فقدوا عقولهم أثناء وجودنا في سجن القناطر.

مذابح محنة 1965م

كانت محنة 65م من المحن الشديدة التي تعرض لها الإخوان وذاقوا الهول حيث تنافس العسكر والداخلية على انتزاع الاعترافات التي ترضي عبد الناصر فاشتعل السجن الحربي تحت قيادة العسكر بقيادة شمس بدران وحمزة البسيوني وصفوت الروبي، واشتعل سجن القلعة تحت اشراف الداخلية بقيادة أحمد طلعت.

دبر صلاح نصر هذه التمثيلية ووافق عليها عبد الناصر حيث اعلن اعتقال الإخوان وهو في الكرملين وأخذت سيارات الشرطة العسكرية والداخلية تنهب الطرق بحثا عن أى منتسب للإخوان أو أى شخص تحوم حوله الشبهات أو معترض على عبد الناصر ونظامه أو معترض على الأوضاع

حتى وصل الحال بعبد الناصر أن أعلن اعتقال كل من سبق اعتقاله من عام 1948م حتى علم 1965م فزج بالآلاف البريئة في أتون السجون، وبدأت ملحمة التعذيب العنيف وقد مات تحت وطأة التعذيب الكثير ومنهم الشهيد سيد قطب والشهيد محمد يوسف هواش والشهيد عبد الفتاح إسماعيل حيث تم إعدامهم بعد محاكمة هزلية أمام الفريق الدجوي.

وأيضا الشهيد محمد عواد والذي ألقي القبض على الأستاذ محمد عواد ، وذهبوا به إلى السجن الحربي عام 1965م حيث التعذيب الرهيب .. واستمر التعذيب يومين وظل ثابتا وقد تأكد الذئاب أنهم لن يستطيعوا أن ينتزعوا منه كلمة واحدة فصدرت أوامر صفوت الروبي بإغراقه فى الفسقية التى كانت موجودة فى صحن السجن الحربى..

وأنزل عواد إلى الفسقية ونزل وراءه جندى يقال له : (خرشوف) فركب على أكتافه وأمسك برأسه وراح يغطسه فى الماء حتى إذا ما رأى أنه قد أشرف على الهلاك أخرج رأسه وانهال عليه باللكمات والصفعات وهكذا دواليك! فلما أعيتهم الحيل معه نزل صفوت الروبي بنفسه إلى الفسقية وأمسك براس عواد ورواح يضرب به جدار الفسقية حتى هشمه تماماً، عندئذ أمر (الجلاد بإخراجه) من الفسقية فاكتشف الجميع أنه قد مات، وفاضت روحه في صباح ذالك اليوم الموافق الجمعة 20 أغسطس 1965م، وبعد أن مات حملوه ودفنوه في الصحراء.

وأيضا الشهيد فاروق المنشاوي والذي نشأ في بيت قاضي شرعي حيث كان والده يعمل قاضيا، وترعرع في وسط هذه البيئة التي عملت على خدمة دينها، وقد ولد في عام 1943م. عذب فاروق المنشاوي تعذيبا شديد فوق طاقته بسبب كونه مسئولا عن خلية الطلبة وأن منهم عدد قد هربوا إلى ليبيا ولم يستطع عبد الناصر القبض عليهم ولذا وقع التعذيب الشديد على فاروق، وبعد الحكم عليه نقل إلى سجن قنا عام 1969م وكان نشط بين المساجين السياسيين مما أغاظ نظام عبد الناصر فتم نقل فاروق المنشاوي ثانية إلى عنبر الإيراد..

الذي كان فارغاً تماماً سوى من نفر قليل من محترفي الإجرام، وافتعل أحدهم مشادة مع فاروق المنشاوي، وقابل فاروق ذلك باحترام وأدب زائد، وصبر جميل. وفي اليوم التالي أحضر هذا المجرم المحترف سكينة طولها 25سم.. وعند قيام فاروق بغسل رأسه تحت الحنفية قام المسجون بطعن فاروق المنشاوي في رقبته 13 طعنة، بسرعة فائقة، ووقع فاروق على الأرض، وحملوه بسرعة إلى مستشفى الليمان.

وفي المستشفى كان هناك الأخ المهندس محمد شاكر خليل الذي تم ترحيله من سجن قنا إلى مستشفى ليمان طره للعلاج، ولما علم بالخبر، ذهب إلى حجرة العمليات، فأشار إليه فاروق بتوجيهه إلى القبلة، وطلب أن ينام على جنبه الأيمن، ثم فاضت روحه إلى بارئها.. نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.. آمين.

ونشرت جريدة الأهرام الخبر يوم 30 مايو 1970م، ثم جاءت النيابة، وحققت مع السجين القاتل، وأثناء التحقيق تم حبسه في عنبر الإيراد بدون طعام ولا ماء حتى مات صبراً، ودفنت معه الأسرار كلها. هذا غير إسماعيل الفيومي والذي كان حارسا لعبد الناصر غير أنه زج به في رحلة طويلة من التعذيب حتى فاضت روحه لله.

ما بعد عبد الناصر

بعدما مات عبد الناصر خلفه السادات في سدة الحكم ثم مبارك، سار الجميع على منهج إضطهاد الإخوان فكانت أول حالات القتل في عهد مبارك هو الأستاذ محمد كمال الدين محمد علي السنانيري، وهو من مواليد القاهرة 11 مارس 1918 ميلاديًّا، حصل على الثانوية عام 1934، ولم يستكمل تعليمه الجامعي، والتحق بالعمل في وزارة الصحة

وكان يقوم على رعاية ثلاثة من الأشقاء وثلاث من الشقيقات بعد وفاة والده، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين سنة 1941م، تزوج من أمينة قطب شقيقة سيد قطب، تم اعتقاله في الفترة من 1954م إلى 1974م بعد محاكمات الجماعة في عهد عبد الناصر، فأمضى في السجن عشرين عامًا بعد تخفيف حكم سابق بالإعدام.

استمر في ساحة الدعوة إلى أن أصدر الرئيس أنور السادات قرارات التحفظ الشهيرة في سبتمبر 1981، وكان كمال السنانيري من بين المعتقلين. تم الإعلان عن وفاة السنانيري في الثامن من نوفمبر 1981م بعد ساعات من زيارة مجموعة من كبار ضباط مباحث أمن الدولة لسجن استقبال طره للتحقيق مع كمال السنانيري، في محاولة أخيرة للحصول على معلومات طلبتها أجهزة الأمن الأمريكية، في إطار التنسيق والتعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المصرية والأمريكية في عهد مبارك.

ثم لحق به في درب الشهداء المهندس أكرم عبد العزيز بدوي أبو العينين زهيرى (24 فبراير 1963 - 8 يونيو 2004م وهو أحد ناشطي الإخوان بالإسكندرية حيث قبض عليه ضمن 58 من الإخوان يوم 15/5/2004م وقد توفى بعد تركه بلا دواء ولا علاج قرابة عشرة أيام بعد أصابته أثناء ترحيلة في سيارة غير ملائمة، حيث فاضت روحه بمستشفي القصر العيني يوم الاثنين الثامن من يونيو عام 2004 بعد أكثر من أسبوع من المعاناة دون طبيب أو معالج داخل زنزانة 6 بعنبر 2 بسجن مزرعة طرة.

ولحق بهم الشهيدَ "طارق مهدي غنام" شهيد الحرية الذي استشهد ظهر الجمعة بعد اختناقه بالقنابل المسيلة للدموع التي ألقتها قوات الأمن على المصلين بمسجد الغنام بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية؛ لمنعهم من القيام بوقفةٍ رمزية أمام المسجد للمطالبة بإصلاح سياسي حقيقي بمصر.

وأيضا مسعد قطب الذي ولد في حي النهضة بمدينة السلام شرق القاهرة عام 1960م وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة وعمل منذ عام 1988م بنقابة المهندسين، كما حصل على ليسانس دار العلوم عام 2001م، وسجله بالدراسات العليا عام 2003م.

اعتقل مسعد قطب أكثر من مرة، سواء قبل زواجه او بعدها، غير أن المرة التي اعتقلها بعد زواجه كانت المرة الأخيرة له حيث خرج من مبنى أمن الدولة بجابر بن حيان إلى مثواه الأخير. فلم يمر عليه سوى ثلاثة أيام على اعتقاله حتى فاضت روحه إلى بارئها على يدي رجال أمن الدولة خاصة الضابط حسن عبدالحميد –والذي انتقم الله منه فيما بعد حيث فصل وسجن في عدة قضايا.

الانقلاب العسكري ومذابحه

قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي

كان الكل يدرك أن قادة الجيش الذين تربوا في أحضان النظام الفاسد بقيادة مبارك لأن يرضوا عن وجود رئيس مدني منتخب وصادف هواهم هوى العلمانيين الحاقديين والشيوعيين المجرمين والنصارى وأصحاب المنافع الشخصية الذي يجدون في الإصلاح عقبة أمام تحقيق أغراضهم، فتم الانقلاب في 3/ 7/ 2013م ثم حدثت المذابح في كل ربوع الوطن ضد المعارضيين للانقلاب على اختلاف مشاربهم

فقد حدثت مذبحة بين السرايات بالجيزة مساء الانقلاب حيث راح ضحية هجوم الداخلية على المعتصمين بالنهضة لعشرات الشهداء ثم كانت مذبحة ماسبيرو يوم 5/ 7/ 2013م والذي ايضا استشهد عشرات المعارضيين للانقلاب، وظل المذابح في شوارع مصر حيث استعان الانقلابيون بقوات الجيش والشرطة والبلطجية الذين لم يرعوا في الله إلا ولا ذمة (وذلك بمباركة بعض علماء الأزهر وشيوخه)

مذبحة الحرس الجمهوري

في فجر يوم 8 يوليو 2013 اندلعت اشتباكات في محيط دار الحرس الجمهوري بين محتجين يريدون عودة الرئيس محمد مرسي وقوات الجيش أدى ذلك لمقتل 61 شخصًا وفقًا لتقرير أخير لمصلحة الطب الشرعي، وأصيب أكثر من 435 آخرين، وإن كان العدد أكر من ذلك وفق التقديرات الأخرى لعدم صدق الطب الشرعي في حصر من استشهد في الاحداث.

مذبحة المنصة

فوجيء المعتصمون بقوات من الجيش والشرطة والبلطجية يهجمون عليهم من ناحية النصب التذكاري للجندي المجهول وجامعة الأزهر حيث حاول المعتصمين رد هذا الهجوم والذي استعملت فيه قوات الشرطة كافة أنواع الاسلحة المحظورة يساعدهم البلطجية وظل الامر حتى صباح اليوم التالي حيث خلفت ما يزيد عن المائة شهيد هذا غير المصابين، وذلك في يوم السبت 27 يوليو 2013م.

مذبحة رابعة والنهضة

ظل المعتصمون في أماكنهم رغم التشويه الشديد من قبل أبواق الانقلاب العسكري والافتراءات على المعتصمين رغم زيارة لجان متعددة من الاتحاد الاوروبي وغيرهم لأماكن الاعتصام، لكن الجميع كان قد اتفق على على فض الاعتصام حتى ولو حدثت مجازر، واخذت أبواق العسكر تروج لذلك بأن التقديرات تشير الى أن نتائج الفض ستسفر عن 5000 قتيل وغيرهم من المصابين

ووقع الجميع في الخطأ حتى استيقظ العالم كله على أبشع مذبحة في التاريخ الحديث حينما هجمت جحافل الجيش والشرطة مدعومة بكل أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والطائرات يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013م على المعتصمين في الميدانين وعملت دائرة القتل في المتواجديين بل وصل الحال بالانقلابيين أن اشعلوا النار في القتلى والمصابين ودور العبادة الموجودة في المكان مثل مسجد رابعة والمستشفى

وظل الحال طوال اليوم بين قتل واعتقال وحرق ودمار، وظل الجميع في ذهول من هول ما رأوه وشاهدوه ومن بشاعة المذبحة التي خلفت آلالاف الشهداء والمصابين رغم مرور 4 سنوات عليها إلا أن الجاني حر طليق يكمل مخططه البشع في ذبح كل من يعترضه.

وستظل هذه المذابح شاهده على هؤلاء حيث لم يقجم أحد دليل قاطع على الاتهامات التي يرمون بها الإخوان ويتخذونها ستار لعمل هذه المذابح..فحتى الان لم يذكر النظام لماذا حدثت مذبحة ليمان طرة رغم أن الشهداء عزل ولا يملكون شئ ومع ذلك قتلوا داخل الزنازين فوق العشرين مما يؤكد أن العسكر لا يطيقون المصلحون وصدق الله حينما قال(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) النمل. لن تتوقف هذه المذابح من قبل النظم العسكرية والعلمانية التي لا تقبل بالفكر الوسطي للإسلام الذي ينتهجه الإخوان المسلمين.