كلمة المرشد العام في حفل حركة حماس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة المرشد العام في حفل حركة حماس


بقلم : مأمون الهضيبي

كلمة المرشد العام في حفل حركة حماس بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد الإمام البنا

الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إخواني الكرام والأساتذة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يشهد العالم الكثير من المتغيرات في المواقف والقيم والقضايا، لكن دعوة الإخوان التي انتشرت في ربوع الدنيا، في شمالها وجنوبها، وفي شرقها وغربها، بقيت ثابتة على العهد، حارسة للقيم الأصيلة التي قامت عليها رسالة الإسلام العظيم.

لقد ربى حسن البنا الرجال الذين عاشوا هذه المبادئ سلوكًا في حياتهم ومنهجًا في أعمالهم، وطريقًا إلى عز الدنيا ونعيم الآخرة، فقدموا النماذج المشرقة لصاحب العقيدة الذي يضحي من أجل دعوته ومبادئه، وكانوا نعم القدوة التي يفخر بها التاريخ الإسلامي الحديث، وتمثل فيهم قول الله عز وجل: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 111].

رحل حسن البنا عن دنيانا قبل أكثر من نصف قرن بعد أن قدم دمه فداء لدعوته وكان أول من تحمل أعباء الطريق، فانقلب هذا الدم الزكي لعنة على الظالمين، وبدلاً من أن تنطفئ جذوة هذه الدعوة، وتخفت أنوارها، إذا بها أكثر توقدًا، وأوسع امتدادًا، وأكثر انتشارًا، وأبعد تأثيرًا في مجريات الواقع المحلي والدولي، وأصبحت هذه الدعوة المباركة بعد أكثر من نصف قرن من استشهاد مؤسسها ركنًا أصيلاً في كل بلد عربي وإسلامي، ولا نكاد نجد دولة من دول العالم إلا ودخلتها وزرعت الخير في أرجائها، وأقامت صروح الحق بين أهليها وشعوبها.

وما زالت هذه الدعوة التي أطلقها الإمام الشهيد في عام 1928 تؤرق مضاجع الصهيونية العالمية والصليبية الجديدة، وقوى الاستبداد والتسلط في عالمنا العربي والإسلامي، وما زالت هذه القوى تحيك المؤامرات وتدس الدسائس للضغط على حملة مشاعل النور ورواد الهداية، ولكن هذه الضغوط لا تزيدُها إلا اعتزازًا بما لديها من حق وما تملكه من هداية ورشاد، وما تمثله من قيمة، وما تبعثه من أمل لدى الشعوب التي تبحث عن العدل والحق والمساواة.

وكان من ثمار هذا الغرس المبارك حماس.. المجاهدة.. الصابرة التي أوقدت شعلة الانتفاضة في الثمانينيات وأشعلتها وما زالت تشعلها ومعها كافة المجاهدين في بداية القرن الواحد والعشرين، في مواجهة عدو صهيوني غاصب تدعمه أمريكا بكافة أسلحة الإبادة الشاملة ليغتصب قطرًا من أقطار المسلمين.. ويصادر حق شعبه العربي المسلم في الوجود والحرية والأمن.

فتحية مباركة للمجاهدين من شعب فلسطين الحبيب.. تحية إلى رجالها البواسل الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل عزة هذا الدين.. تحية مباركة إلى المجاهد الصابر الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.. الذي ثبت على الدرب القويم وما زال.. ثبتكم الله وسدد خطاكم

يا أبناء حماس والانتفاضة... يا أبناء الجهاد والتضحية:

يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 146 – 148].

إن قضية فلسطين هي قضية الإسلام الكبرى، وهي ساحة من ساحات المعارك الأزلية بين الحق الذي تمثلونه وتحمل حماس وكافة المجاهدين أعلامه مدافعين عنه بكل عزيز وغال، وبين الباطل الذي تمثله الصهيونية الباغية الفاجرة والتي تدعمها قوى البغي والشر، وفلسطين وقف إسلامي لا يحق لأي دولة أو حكومة أو هيئة، أو أي إنسان، أن يتنازل عن شبر من أرضها، أو أن يعترف للعدو الصهيوني الغادر الفاجر بشرعية اغتصابه لحبة من ترابها.

يا شباب حماس.. يا شباب فلسطين المجاهد: يا أبناء الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد المرابط في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وما حولها من أرض الإسراء والمعراج المباركة، يا من آمنتم بحقكم في السيادة على كل ذرة من تراب هذه البقعة المباركة، يا من حملتم لواء الرباط للدفاع عن بلدكم، إن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو الجهاد، وأنتم جذوة الأمل، بعد أن وضح الصبح لكل ذي عينين، وأسفرت المؤامرة الظالمة، عن هذا الواقع الأليم، ولستم بحمد الله قلة، فإن الله معكم، ومن كان الله معه، فلن يهزم أبدًا ولن يغلب أبدًا (أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: من الآية 22]، وقال جل شأنه: (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: من الآية 56]، أنتم تفضلونهم بهذا الإيمان بحقكم، وبتأييد الله إياكم، ومناصرته لكم (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: من الآية 40]، (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ) [النساء: من الآية 104].

لقد أتاح الله لكم بهذا العدوان الصهيوني، ميدانًا من ميادين العز في الدنيا والكرامة في الآخرة، كنتم تحنون وتشتاقون إليه، قال تعالى:(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) [التوبة: 52]، لقد هبت رياح الجنة، وفتحت أبوابها، تستقبل بنسمات معطرة الشهداء الأبرار، قال تعالى: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140].

إن الانتفاضة جهاد في سبيل الله مشروع، والعمليات الاستشهادية سلاح من أسلحة الجهاد، حين يحاصر عدو غاصب مدن وقرى فلسطين.. ويحصد الأرواح والأنفس البريئة العزلاء بكافة أسلحة الدمار الشامل، وينصب مجازره في كل قرية ومدينة، وكل شارع وحي.. وتعتبر أمريكا عدوانه الوحشي دفاعًا عن النفس.. أما صيحات المعتدى عليهم الأبرياء العزل فهي العنف والإرهاب.

إن العدو المعتدي الغاصب، لن يجدي معه سوى الجهاد، وقد فرض الإسلام على الأمة الإسلامية كلها، أن تقف من وراء حماس وكافة المجاهدين في سبيله في دعم للانتفاضة وحرص على استمرارها.

لقد أصبح الجهاد الآن فرض عين على الجميع، وحين أسس الإمام الشهيد حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين.. إنما كان يهدف - هو والذين استجابوا لدعوته فانخرطوا في سلك الجماعة أو الذين مضوا على نفس الطريق من بعده، غير مبدلين ولا مغيرين – كان يهدف لجمع الأمة على مبادئ ومعالم ودعائم وقيم الإسلام، كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبقه وعمل به والسلف الصالح من بعده، الجهاد فريضة من فرائضه، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا احتل شبر من أرض المسلمين أو تطاول عدو على أعراضهم أو طمع في ثرواتهم أو سعى لمصادرة وجودهم ودورهم الحضاري وحقهم في الحرية والأمن والمشاركة في أي قرار على المستوى العالمي.

ولقد ضرب الإمام الشهيد حسن البنا المثل حين حمل ومعه المجاهدون أعلام الجهاد في ثورة فلسطين العربية المسلمة 1936 ثم عادوا ليرفعوها مع المجاهدين من أبناء فلسطين في معارك 1948 وكادوا أن يردوا الغاصبين.. ويحرروا الأرض.. لولا القرارات التي اتخذتها بعض حكومات العرب حينذاك، ولولا التآمر الأمريكي الغربي الذي انحاز في سفور لصف العدو الصهيوني الغاصب وقدم الشهيد حسن البنا دمه وروحه لنصرة الحق والحرية، ونصرة قضايا المسلمين في كافة ديارهم.. ليقترن الإيمان بالفهم والعمل.. والعطاء والتضحية.

وتجيء حماس اليوم.. امتدادًا لنفس المبادئ ومضيًا على درب التضحية والفداء.. والتزامًا بذات القيم والمثل لتؤكد أن مشاعل الجهاد على الطريق لا تخبوا.. ولا تذبل.. بل توقدها الدماء والأرواح.. في امتثال لقول الرب عز وجل: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 111]، وترقب لوعده الذي جاء في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].

اليوم ينادي الإخوان المسلمون ويدعون الأمة على مستوى شعوبها وحكامها بإعادة ترتيب البيت العربي وتوحيد الصف والكلمة.. وإزالة الخلافات بين الحكومات وأيضًا إزالة الفجوات بين الشعوب وحكامها في توحيد للصف والكلمة.. وحشد للإمكانات والطاقات مع رفع لأعلام الجهاد.. كسبيل وحيد لتحرير الأرض واقتلاع جذور العدوان.

إن الأمة اليوم تمر بمرحلة صعبة ودقيقة. تُستَهدفْ فيها الحكومات والشعوب والحكام وَتُستَهدفْ فيها العقيدة والهوية والأصالة.. وتُستَهدف فيها الأوطان والدور الحضاري في ظل العدوان الوشيك على الشعب العراقي الشقيق والأجواء التي تتدفق بها الجيوش الأمريكية على المنطقة تنذر بشر أكثر من وخيم وعدوان أكثر من وحشي.. لا يدفع ثمنه إلا الشعب العراقي الشقيق وتوسع أضراره وشروره لتلحق القضية الفلسطينية وبكافة دول المنطقة.. الأمر الذي يحتم عقد قمة عربية وقمة إسلامية حرة الإرادة والقرار، تستنهض الهمم وتحرك جذور الإيمان لمواجهة هجمة أمريكية صهيونية شرسة على الأمة.

أيها الأحباب:

إن الإسلام لا يموت، وأمته بإذن الله لا تموت، فمن كان يتصور أنه يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة، لما استولى الصليبيون على الكثير من بلاد الإسلام، وعلى المسجد الأقصى، والمذابح التي ارتكبوها، من كان يظن أن هذه الشعوب ستتغلب بقيادة البطل المجاهد العظيم صلاح الدين في معركة حطين، لقد صار للمسلمين بعدها الكيان والقوة والعزة والمنعة، ومن كان يتصور أن يعود المسلمون مرة أخرى بعد أن خرب المغول والتتار بلاد الإسلام، وفعلوا الأعاجيب بالمسلمين، وقتلوا الآلاف حتى أحصى المؤرخون، عدد القتلى بثمانين ألفًا من المسلمين، حتى إن 'هولاكو' أقام من جماجم المسلمين جبلاً، فإذا بالبطل المسلم المجاهد قطز يقف أمام الطغاة في عين جالوت لتكون فيصلاً لرد هؤلاء الطغاة عن الإسلام والمسلمين.

يا أهل الانتفاضة:

إن الأمل في النصر هو مقدمة النصر، وإن قوة العقيدة في كل أمة هي التي تدفع بشبابها إلى المعارك، وتحقيق النصر، وإن الأمل كبير في أن المسلمين لو استيقظوا وساروا سيرة صلاح الدين، لوصلوا إلى النصر، وتتحرر القدس وستعود فلسطين، وترتفع راية الإسلام من جديد، قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [القصص: 5].

ونحن على ثقة تامة بأن هذا كله سيتحقق بإذن الله على أيديكم، وعلى عزائم الأمة في الأرض المقدسة، وعلى جهاد الأبرار من هذه الأمة، وما ذلك على الله بعزيز، قال تعالى:(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

وأوصيكم بما كان يوصي به الخلفاء الراشدون، من الالتزام بتقوى الله، والاحتراس من المعاصي، والعمل بأحكام الإسلام.

فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يقول لسعد بن أبي وقاص حين وجهه إلى فتح فارس – أما بعد – فإني آمرك ومن معك بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم، ولولا ذلك لم تكن لها بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، وعدتنا ليست كعدتهم، فإن استوينا في المعصية، كان لهم علينا الفضل في القوة، وإن لم ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا.

فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله، يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، فلا تقولوا إن عدونا شر منا، فلن يسلط علينا، وإن أسأنا، فرب قوم سلط عليهم من هو شر منهم، كما سلط على بني إسرائيل – لما عملوا بالمعاصي – كفار المجوس.

وسلوا الله العون على أنفسكم، كما تسألونه النصر على عدوكم، وأسأل الله ذلك لنا ولكم.

المستشار
محمد المأمون الهضيبي
المرشد العام للإخوان المسلمين
13 ذو الحجة 1423هـ = 14 فبراير 2003م

المصدر