عبد المجيد الشاذلي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ عبدالمجيد الشاذلي

بقلم: علاء ممدوح

نبذة تعريفية

الأستاذ الشيخ عبد المجيد الشاذلي صاحب الوجه البشوش ، والروح الطيبة النقية . المحب للعلم ، الشغوف بطلبه و تحصيله .
كان أحد قادة الصف الثاني لتنظيم 1965 في القاهرة والوجه البحري عن محافظة الإسكندرية ، حيث كان معاونا و نائبا للأستاذ مجدي عبد العزيز متولي ( كيماوي متميز بشركة النصر للأقلام الجرافيت ) والذي كان يتولى قيادة منطقة الإسكندرية.

يقول عنه أ. أحمد عبدالمجيد

" تعرفت علي الشيخ عبد المجيد عام 1960 عن طريق الشيخ عبدالفتاح إسماعيل ، وعلاقاتي به قائمة علي الحب في الله والاحترام والتقدير ،نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتنا."
له من الصبر على البلاء و الثبات عند المحن الشيء الكثير فضلا من الله و نعمة .
ولد حفظه الله تعالى في بلدة بسيون بمحافظة الغربية، و نشأ وتربى في بيت من بيوتات الفضل و الصلاح ..وقد أكمل مسيرته التعليمية حتى حصل على بكالوريوس العلوم تخصص الكيمياء من جامعة الإسكندرية..ليلتحق بعد ذلك بالعمل كيميائي في شركة الحريرالصناعي بكفر الدوار بالإسكندرية و ظل بها حتى تاريخ إحالته للمعاش.
و لفضيلته موقع إسلامي مميز اسمه" موقع فضيلة الشيخ عبد المجيد الشاذلي... دعوة أهل السنة و الجماعة" يحوي الكتب الخاصة به حفظه الله تعالى ، وكثيرا من الكتب الخاصة بعلماء الإسلام ، كما أنه يركز جدا على مجال العقيدة والدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح ومحاربة أهل البدع و الضلالات.

في المحنة

في عام 1965م تم اعتقال الشيخ عبد المجيدالشاذلي على خلفية قضية تنظيم 65 المشهورة ليقضى عامين في السجن الحربي تعرض فيهما لصور من التعذيب الشديد ، والأذى و التنكيل الرهيب ، من ذلك عزله في سجن انفرادي لمدة 40 يوما بناء على أوامر حمزة البسيوني مدير السجن الحربي آنذاك .

كما لاقى عنتا خاصا بسبب دفاعه عن فكر الجماعة حينما كانت تقام لهم ما يعرف باسم محاضرات التوعية وغسيل المخ.

والتي كان يتم فيها تشكيك الإخوة في دعوتهم وبيان خطأهم في معارضة الحكومة وذلك من قبل بعض الشيوخ الموالين للنظام الناصري مثل د. محمد فتح الله بدران .
ولكن يأبى الله إلا أن يقوم بعض الإخوة ومنهم عبد المجيد الشاذلي بإقامة الحجة على هؤلاء المشايخ المحاضرين .
ليتم الله نصره و نوره و تثبيته لهؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

وفي ذلك يقول الأستاذ محمد الصروي رحمه الله :

"استدعى د. محمد فتح الله بدران الأخ عبد المجيد الشاذلي وناقشه ولكن عبد المجيد كان أقوى حجة منه وأحرج الأستاذ المحاضر، فكان أن عذبوه بالكرباج وأودعوه في زنزانة وأشاعوا قتله كما ذكرت آنفا، وبكينا عليه كثيراً وصلى بعضنا عليه صلاة الغائب واحتسبناه مع الشهداء."

ويقول عنه أيضا الأستاذ أحمد عبدالمجيد حفظه الله :

"أشيع أنه مات أثناء محاضرات غسيل المخ وقيل للمعتقلين حينذاك "صلوا صلاة الغائب علي" عبد المجيد الشاذلي".. ولقد صلي البعض صلاة الغائب على روح الشهيد الحي عبد المجيد الشاذلي الذي عاد إلينا بعد خطفه من السجن الكبير وإيداعه بعيداً عنا في سجن آخر من مباني السجون الحربية، ورغم ذلك لم تؤثر تلك الأمور ولم تهزه علي مرّ الأيام عليه بل عاد بروح صابرة ثابتة ذو يقين وصبر وروح بشوشة صابرة."
هذا وقد كان حفظه الله مع صحبة طيبة رائعة في نفس الزنزانة أمثال الأخ محمد يوسف هواش ، و الأخ مجدي عبد العزيز متولي ، و الأخ أحمد عبد المجيد .. لفترة من الزمن في السجن الحربي .

وقد كان لذلك أطيب الأثر في نفسه حفظه الله .

ثم كانت المحاكمة الظالمة والتي حكم فيها على بعض الإخوة بالإعدام أمثال سيد قطب و يوسف هواش و عبد الفتاح إسماعيل وغيرهم ، وبالأشغال الشاقة المؤبدة على 25 آخرين طبقًا لأدوارهم الفرعية في قيادة التنظيم التي تلي دور مجلس القيادة مجتمعًا كان منهم عبد المجيد الشاذلي ، والذي قضي من المدة عشر سنوات ما بين السجن الحربي وليمان طره وسجن :قنا العمومي وأخيرا سجن طره بالقاهرة. ثم كان الإفراج عنه عام 1975م .

الشاذلي .. و فرية التكفير

يقول الأستاذ أحمد عبدالمجيد :

"عندما وصل إخوان 1965 إلي قنا ، طلب منهم الإخوان القدامى المحكوم عليهم في عام 1954 بعد فترة من استقرارهم كتابة بعض الأوراق الخاصة بآرائهم ، وقالوا إننا نريد أن نسمع منكم بعد الزوبعة التي أثيرت حولكم ، والكلام الذي قيل عنكم بأنكم تكفرون الناس ، وتصدرون الأحكام السريعة ...
وقد ساهمت أجهزة الإعلام المختلفة في ذلك ، وقد أوضح لهم إخوان 1965 الأمر وأنهم لا يقولون بذلك ، ولا نكفر أحدًا دون ضوابط شرعية ، ثم إنه ليست قضيتنا هي إصدار الأحكام علي الناس والانشغال بذلك ، بل نحن ندعو الناس إلي الإسلام بصورته الواضحة الناصعة التي نزل بها علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مع تبيان ما هم فيه الانحراف عن منهج الله حتى يفيقوا ويرجعوا إلي الله .
وبعدها تم كتابة مذكرة تقع في أربع وثلاثين صفحة (فولسكاب) تشرح جوانب العقيدة ، وما عليه أعضاء تنظيم 1965 ، اشترك في كتابتها البعض أذكر منهم الشيخ فتحي رفاعي ، مبارك عبد العظيم وعبد المجيد الشاذلي ".
وهذا رد كاف واف لمن اتهم فضيلته و افترى عليه زورا وبهتانا في أمر التكفير ، فما زال فضيلته على منهجه المنضبط على أصول أهل السنة و الجماعة بعيدا عن الغلو و الزيغ و الانحراف بفضل من الله و منة.

المسيرة المباركة وحصاد الخير من العلم

كان الشيخ عبد المجيد حفظه الله محبا للعلم ، شغوفا بطلبه و تحصيله .. و لا عجب في ذلك فالبيئة التي نشأ فيها بيئة علمية حيث كان الجد و الوالد من علماء الأزهر .

و كان يحب قراءة كتب الفقه و السيرة و الأصول ، ومن أهم الكتب التي قرأها كتاب الموافقات والاعتصام للإمام الشاطبي وكتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين للإمام ابن القيم . فكانت تلك البيئة هي أولى روافده المنهجية ( الروافد العقيدية ) .

ثم كانت مواظبته على قراءة الدوريات و المجلات في فترة الشباب الأولى كان منها الدورية الإنجليزية

" خلاصة مهضومة للقاريء " والتي كان علي أحد أغلفتها صورة تذكارية لـجمال عبد الناصر مع أعضاء المحفل الماسوني .

وكذلك رسالة من جندي إسرائيلي كان أسيرا في حرب فلسطين يقول فيها :

"إن الضابط المسئول عنه البكباشي جمال عبدالناصر قال له أن ما فيش معركة بيننا وبينكم وأن الملك هو الذي ورطنا في الحرب معكم " فكانت هذه أولي المؤشرات الدالة عند عبد المجيد الشاذلي وهو في مقتبل شبابه علي شخصية عبد الناصر العميل التاريخي لأعداء الإسلام .. وبذلك تكونت ثاني روافده المنهجية ( الروافد السياسية ) .

وبهذه الحاسة السياسية توقع الشيخ ضربة 65 حيث كان لهذه الضربة في تصوره ثلاثة أسباب :

  1. التهرب من حرب اليهود بحجة أنه لا يمكنه (عبد الناصر) الدخول في حرب مع اليهود والعرب يتآمرون عليه في الداخل زاعما أن السعودية كانت وراء تنظيم 65 .
  2. إرضاء الشيوعيين الذين قال زعيمهم خروتشوف أنه لن يأتي مصر وفي سجونها شيوعي واحد فأخرج عبد الناصر الشيوعيين من السجون وزاد علي ذلك إدخال المسلمين .
  3. توجيه ضربة أمنية استباقية للحركة الإسلامية .
ثم كانت مصاحبته لـسيد قطب و قراءاته لكتاباته خصوصا كتاب "هذا الدين" .. و "المستقبل لهذا الدين " و "الإسلام ومشكلات الحضارة." و.. "وخصائص التصور الإسلامي.".

" ومعالم في الطريق.".. ثم "في ظلال القرآن " ليتكون من هذه الحصيلة ثالث الروافد المنهجية " الروافد الفكرية " .

وجدير بالذكر أن الشيخ عبد المجيد هو المؤصل الفقهي والشرعي لفكر سيد قطب ، ليكون هذا التأصيل هو المواجهة الفكرية الواقعية والرد القاطع علي الزعم القائل بأن كتابات سيد قطب مجرد كتابات أدبية حيث لم يفهم كثير من القائلين بذلك أن سيد قطب كان يخاطب الناس بما يناسبهم ويؤثر فيهم لتكون مهمة التأصيل هذه و التي تعتبر كتابات الشيخ عبد المجيد نموذجا كاملا لها هي المتممة للاتجاه الفكري الصحيح للدعوة .

وهكذا اجتمعت الروافد العقيدية والفكرية والسياسية في عقل شيخنا الفاضل ، لتكون كل كتاباته التي بدأها في مرحلة ما بعد الخروج من السجن قد امتزج فيها الاطمئنان واليقين بالعلم .

ويصبح كل كتاب معلما في الطريق ودليلا علي المرحلة التي كتب فيها الكتاب فمثلا :

  1. كتاب " حد الإسلام " و الذي استغرق في كتابته سبع سنوات ليقرأه شباب الدعوة فيكون حصنا حصينا لهم أمام هجمة الفكر الإرجائي التي بدأ تناميها في تلك المرحلة ، و أيضا سدا منيعا أمام هجمة الفكر الخارجي الذي ظهر كرد فعل لظهور الفكر الإرجائي .
  2. و كتاب "البلاغ المبين" الذي ناقش فيه الشيخ رد الفعل الناشئ عن طرح كتاب حد الإسلام ، وناقش فيه أيضا مسألة الولاء و البراء ، و كذلك قضية عوارض الأهلية .
  3. وأما كتاب "وصية لقمان " فهو كتاب في بيان العقيدة و التوحيد عند أهل السنة و تفنيد أقوال الفرق صورة ميسرة ..وهو أيضا تفسير لقول الله في سورة لقمان (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13) .
  4. وأخيرا كتاب "الطريق إلى الجنة "وهو كتاب إيماني يرغب المسلم في طلب الجنة ، و يبين طبيعة الطريق الموصل لها وما فيه من ابتلاءات لتكون العبادة على بصيرة .

تواصل ..... في العطاء و أخوة الدين

ولايزال الشيخ عبد المجيد الشاذلي مستمرا في الدعوة إلى الله ، و الذود عن هذا الدين ،و حماية فكر و عقيدة أبناء الإسلام . حتى وقتنا هذا .. ولايزال أيضا متواصلا مع إخوانه أمثال أ. أحمد عبدالمجيد ، فما كان لله دام و اتصل ، وعلاقته مع الإخوان علاقة حب في الله لا تمحوها السنون .

وفاتة

  • توفي الأستاذ الشيخ عبد المجيد الشاذلي يوم 13/ 9/ 2013

المراجع

إقرأ أيضا

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

متعلقات

روابط خارجية