حقائق ضد إحلال الديمقراطية في الشرق الأوسط
تجمد السياسة الأمريكية إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط
ينتابني الخوف عند تناول هذا الموضوع لأن الإطار الأمريكي للديمقراطية قد قدم لي العديد من الفوائد .
لذلك سأقوم بتحديد إطار الجهود الأمريكية الرامية إلى إحلال الديمقراطية في النظم الإدارية للدول الإسلامية–مع التنبيه على العوامل الحساسة من الناحية الثقافية–و العراقيل التي ستلوح في الأفق تلك الناجمة عن الأزمات الداخلية والحاجة إلى الدعم الداخلي
أقصى درجات الحماقة
تتحمل الإدارة الحالية قدرا من المسؤولية في المشهد السياسي ولذلك علينا ملاحظة أن هذا المقال ستتناول الوصف التفصيلي لتلك الحماقات التي تعد الأكثر فداحة على الإطلاق والتي توصف في اللغة اللاتينية "sinus asinorum in saecula saeculorum! "
هذا التعبير اللاتيني وغيره والذي يعني منتهي الغباء أو البلاهة يمكن أن نصف به جهود الأحزاب الأمريكية فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط .
وعلينا أن نضع كل شيء في نصابه الصحيح وأن نتيقن أن هناك هدفا مشتركا يتفق عليه كلا من الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وهو حماية المصالح الأمريكية والغربية في الشرق الأوسط من خلال دعم الأنظمة الديكتاتورية لدى دول المنطقة أو التعجيل في إحلال الديمقراطية.
وكلا الحزبين مجمع على تلك الأهداف ولعل الاختلاف الطفيف لدى الديمقراطيين يتمثل بنصب كمائن أكثر خطورة لذلك فليس لديهم الحق في توجيه الانتقادات اللاذعة من مكاتبهم ضد السياسات الفاشلة للحزب الجمهوري التي تبالغ في الاهتمام بالديمقراطية.تلك السياسات
الترحيب بالاعتبارات الدينية
إذا جاء ذكر السلام في الشرق الأوسط فسنستمع إلى عبارات مثل :
سياسة الإدارة الحالية،خارطة الطريق،عملية السلام،ومن الصواب أن نشير إلى أن السياسيين الذين يتجرؤون في استخراج المضمون الديني من المناقشات التي تجري على الساحة-الخاصة بالمسيحيين والمسلمين واليهود–يدركون أن ذلك هو أهم مضمون وقد ورد في أحد أسفار النبي زكريا ما معناه أن القدس ستظل محور اهتمام الناس كما ستكون حجر الزاوية الذي تعتمد عليه وتجتمع حوله سائر البلدان فهي كأس يتجرعه كل الناس.
ولعل استخدام هذا الوصف يوضح مدى تفاعل الناس مع قضية القدس من خلال تشبيه ذلك بمن يتجرع كأسا ويشعر بمضاعفات مختلفة عقب شربه حتى إذا ما أدت تلك المضاعفات إلى الوفاة .
وبشكل مبدئي فإن رئيسنا يفتقر إلى خطة متناغمة تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط مع استهلال إدارته العناية بتلك القضية .فهل يمكننا أن نوجه إليه اللوم بسبب الإحباط الذي نواجهه،أو نلومه على سير العملية السياسية والتي قد تقودنا نحو الدخول في صراعات معقدة وبالتالي فان بلادنا–الدولة الاستهلاكية الأولى في العالم – سيزج بها في نهاية الأمر إلى ذلك النفق السحيق ذى النهاية المظلمة.
الإشادة بالجهود التي اتخذتها الولايات المتحدة
لم نقدم الكثير في هذا السياق سوي جهود السيد " أرون دي ميلر " من مجلس العلاقات الخارجية والمتمثلة في عقد ندوة عن عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في فلسطين وإسرائيل وكان السيد ميلر–والذي عمل كوزير للخارجية–يعمل على المساعدة في صياغة سياسة أمريكية لعملية السلام بين العرب وإسرائيل تتفق مع مطالب كلا الطرفين .
بالإضافة إلى ذلك هناك ثلاثة شخصيات أمريكية كان لها دور بارز في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية بشكل عام وهم "هنري كيسنجر " و " جيمس بيكر " من الحزب الجمهوري–والذين عملا كوزيرين للخارجية–بالإضافة إلى الرئيس الديمقراطي " جيمي كارتر " وقد أسهمت تلك الشخصيات في تفعيل دور الدبلوماسية الأمريكية ولكن علينا أن نجدد من جهودنا (يجب أن نذكر أن السيد –" ميلر " يرفض المحاولات التي يبذلها الرئيس كلينتون ) .
وأوجز معهد أبحاث السيد " ميلر " عوامل الإجماع السياسي بين الحزبين الرئيسين فيما يتعلق بعملية السلام في النقاط التالية :
- على الرئيس بوش أن يضع عملية السلام في الشرق الأوسط على قائمة أولوياته وأن يعمل مع فريق كفء من الخبراء
- على السياسة الأمريكية ألا تغض الطرف عن الأحداث التي تجري على أرض الواقع .
- على الولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في السياسات الخاصة بها وأن لا تفتح المجال أمام الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني لفرض شروطه
- أن تكون على دراية بالاتفاقيات الداخلية وأن تدرك مغبة التعجيل في جهود حل هذه المشكلة .
- أن تمزج السياسة الأمريكية بين التسامح والثقة والصرامة في نفس الوقت مع الجانب العربي والإسرائيلي .
ويضيف السيد " ميلر " أنه تلافي الوقوع في النفق المظلم سيكون أمرا غير ذي جدوى إذا ما أردنا تعزيز حربنا على الإرهاب وتدعيم الديمقراطية فإن السبيل الأمثل لتحقيق ذلك يتمثل في تعزيز مصداقيتنا من خلال الانخراط التام في عملية السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين .
ويتعين على ذلك الانخراط أن يكون آمنا ومعقولا وذكيا ومجديا ، وبلا شك فان الواقعية التي يتحدث بها "ميلر" قد قوضت الآن بعد تولي كونداليزا رايس ــ والتي كانت مستشارة للأمن القومي ــ بدلا من كولن باول ، مهام ذلك المنصب .
وفي خطابها التي ألقته وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في العشرين من شهر يونيو 2005 في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، ذكرت ما يلي :
" السيدات والسادة " :
في هذا الوقت الهام جئت إلى القاهرة لأتحدث عن المستقبل لا عن الماضي ذلك المستقبل الذي يستطيع المصريون أن يقوموا فيه بدور قيادي.
السيدات والسادة في عالم اليوم تتزايد أعداد الرجال والنساء الذي يسعون لتحقيق حريتهم.وقد أنشئت الولايات المتحدة على يد أفراد يقدرون قيمة الإنسان ويدركون جيدا أن هناك جوانب نقص في الحكومات.
فقد ولدت أمريكا وهي تتمتع بالحرية وتعاني من العبودية في نفس الوقت ، لذلك فقد منحت الحكومة الحق للجميع للتصويت والمشاركة في اتخاذ القرار .
فالمبادئ التي يكفلها الدستور تمكن المواطنين من نقل أمريكا كل يوم خطوة للإمام نحو تحقيق الديمقراطية.وفي الشرق الأوسط هناك عملية مرتقبة لإحداث تغيير ديمقراطي مأمول مازالت في مراحلها الأولية ، فالملايين من الناس يريدون الحصول على الحرية لأنفسهم وتحقيق الديمقراطية في أوطانهم .
ومن الطبيعي أن تتناول رايس قضية التطلعات الديمقراطية للمنطقة وكانت تنادي على الحضور بالسيدات والسادة لتبرز الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة عامة بصرف النظر عن أي حساسيات ثقافية ومن المهم أن نعلم أن هناك فروقا بين الثقافة الأمريكية المسيحية وبين الثقافة السائدة في الدول الشرق أوسطية،وقد ذكرت رايس :
"إن أمريكا لن تفرض نموذجا محددا قد لا ترغب دولة ما في تطبيقه ولكن هدفنا يتمثل في مساعدة الآخرين على توصيل صوتهم وتحقيق حريتهم وانتهاج طريقهم ( وقد اقتبست رايس أثناء حديثها عبارة الرئيس بوش التي قالها في خطاب الافتتاحي " نحن ندعم التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب " )
ويتضح جيدا التذبذب الثقافي من خلال رغبة الدول الشرق أوسطية في استهلال مسيرتها نحو حرية وديمقراطية ولكن على الطراز الإسلامي .
مصر ينبغي أن تتخذ دورا قياديا كما هو الحال سابقا:
" على المصريين أن يقوموا بدورهم القيادي في هذه الرحلة الطويلة كما فعلوا ذلك في السابق "وفقا لما ذكرته رايس في خطابها .
ولكن علينا أن نتأمل الأدوار السابقة التي لعبتها مصر والنظام القمعي الذي من خلاله شيدت الأهرامات وكذلك الحضارة الشمولية للفراعنة؟
ونحن كأمريكيين ندرك بالبديهة ما يقصده الرئيس ووزيرة خارجيته ولكن أخذ هذا النموذج الديمقراطي نحو الإطار الحضاري الإسلامي سيجعلنا نحتاج لقرار مثل قرار الأسكندر الأعظم بتفكيك" عقدة جورديان "في مدينة"جورديم" (والتي تبعد 100 ميل إلى الغرب من مدينة أنقرة التركية ) .
تلك العقدة التي زعم أن من يستطيع توحيدها سيتمكن من غزو آسيا بأكملها،وقد قطع الكسندر تلك العقدة بسيفه بدلا من توحيدها وبالرغم من ذلك حصل الكسندر على آسيا
وكان اليونانيون هم أول من نادى بإدماج التفكير الغربي والأيديولوجية الديمقراطية في الحضارة الإسلامية التي استمرت 1500 عام وإنهاء عملية السلام في الشرق الوسط ربما سيتطلب أن نحتذي بالنموذج اليوناني .
ولكن إذا ما عدنا إلى مصر ووضعنا في اعتبارنا الدور القيادي الذي يجب أن تمارسه فيما يتعلق بالتحرر الديمقراطي سنجد أن الدلائل الديمقراطية تؤكد فوز الإخوان المسلمين في أي انتخابات حرة نزيهة تعقد في مصر.
وقد أجبرت سياسات الرئيس مبارك المؤيدين للنموذج الديمقراطي الغربي أن يكونوا إما صامتون أو مطرودون خارج البلاد لذلك أصبح الإخوان المسلمون هم الطرف الوحيد المعارض والمنظم ومن المحتمل بشكل كبير أن تفوز في الانتخابات التي ستجري في هذا العام لأن تلك الجماعة حازت على قلوب وعقول المصريين من خلال الأعمال الخيرية التي تقوم بها رغم ما تتعرض له من قمع،كما أنها تخلت عن العنف في عام 1970 لكنها مازالت تحمل الشعار ذاته " الله غايتنا ، والرسول زعيمنا ، والقران دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمي أمانينا "
من هم الإخوان المسلمون ؟
هم أعضاء حركة سياسية اجتماعية بدأت في مصر عام 1928 على يد حسن البنا من أجل إنشاء دولة إسلامية تلغي كل الحدود و الانقسامات الجغرافية والسياسية ورأى حسن البناأن الغرب هو الخطر المستقبلي المحدق بمستقبل الإسلام ورأى أن الأفكار والسياسات الغربية التي يتم تصديرها للدول الإسلامية أخطر بكثير من الحملات العسكرية وأن المشكلة الكبرى التي يواجهها المسلمون هي عدم تطبيق الشريعة الإسلامية التي يعني بتطبيقها تسيير كل شيء نحو الأفضل.
وهي أيضا نفس الجماعة التي قامت باغتيال السادات رغم أنه حاول مرارا أن يبين لهم توجهاته الإسلامية فهل مازال احد يتساءل عن نداءات الإخوان المسلمين بضرورة وجود نظام سياسي ديمقراطي أكثر انفتاحا؟
ولا أهدف هنا إلى وصف الحركات والمنظمات الإسلامية المتشعبة لأن ذلك قد يستغرق ساعات طويلة والأفضل بزيارة هذا الموقع (http://www.state.gov/s/ct/rls/rpt/fto/2001/5258.htm ) ولكن القضية تكمن في الخطاب الذي ألقته رايس في مصر حيث يوظف الأخوان المسلمون والإسلاميون بشكل عام المتمردين على الحرب الأمريكية على الإرهاب.
الديمقراطية الإيرانية في الصورة
في خضم المحاولات الأمريكية لتخفيف حدة الآثار السلبية للديمقراطية والتحررية في العراق – مثل تفجيرات لندن وتزايد التمرد من الإسلاميين والتهديدات الموجهة للأهداف الأمريكية كالمسارح والمطاعم والمدارس – تفضل بزيارة موقع (http://www.jihadwatch.org/archives/005364.php)
في خضم كل ذلك اختار الإيرانيون بمحض إرادتهم نظاما متشددا يتولى قيادة بلادهم نحو المواجهة مع الغرب .
وأقصد هنا انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في صيف عام 2005 ذلك الرئيس الذي اختطف رعايا أمريكيين ، ولنتأمل أول خطاب ألقاه نجاد :
"نرى اليوم أن الحصول على التكنولوجيا النووية هو حق مشروع لنا" ولك ايضا أن تعلم عن دولة فارس الكبرى التي ستشمل الجنوب العراقي ذو الأغلبية الشيعية وعن رغبة الإيرانيين- الذين ينتجون سياسات ديمقراطية-في امتلاك السلاح النووي .
وقد ذكر مايكل روين الصحفي في مجلة"فور وارد"إن إدارة الرئيس يوش لا تملك سياسة واضحة إزاء الانتشار السريع للديمقراطية في إيران وأقول إن الغرب بقيادة أمريكا يعلم جيدا كيف يطبق النظام الديمقراطي وكيف يمنع أيضا وجود القنبلة النووية الإسلامية وهو ما قد يبدوا مخالفا لأيدولوجيا العملية الديمقراطية.
المعتدلون الإسلاميون
يوجد مفكرون مسلمون ينتهجون أساليب تفكير مختلفة تتسم بالعفو والتسامح والدعوة إلى التعايش مع الآخر بشكل عام ومع الغرب بشكل خاص،وربما يكون هذا التيار قد نشأ نتيجة التيار الذي ساد في وسائل الإعلام المتحررة والذي قاده مجموعة من المثقفين الغربيين .
وهناك نماذج لهؤلاء مثل سلمان رشدي و خالد دوران وتشبيه سيد وهو رئيس مركز الديمقراطية والتسامح حيث تتوافق أفكار هؤلاء المعتدلة مع الأفكار الغربية وهو ما أشار إليه السيد "ميلر بحديثه عن المعتدلين الإسلاميين وقد تتضح صورة الرئيس بوش وسط حشد من المعتدلين الإسلاميين هؤلاء المعتدلين الذين يمثلون الجزء الأصغر من المسلمين حيث ترى البقية فيهم أن مثلهم مثل اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس وان هناك آيات في القران تشير إلى مثل أولئك المعتدلين .
(For entire article . . . please go to http://www.the-tribulation-network.com; includes graphics, links, etc.)
لمزيد من المعلومات زورا موقعنا على الانترنت : http://www.the-tribulation-network.com
دوغ هو احد أعضاء لاست داي نتوورك وهي عبارة عن مجموعة من المثقفين المسيحيين الذين يتناولون التحليلات والأخبار في القضايا السياسية والدينية وقد ناقشت هذه الجماعة مواضيع متعددة منها: النبوءات الإنجيلية المحققة و تغيير الدين والخداع و أثر النظام العالمي الأمريكي الجديد وأثار الحقوق الدينية على الثقافة الأمريكية .
ويقيم السيد " دوغ " في شمال كاليفورنيا وله مقالات عديدة في العديد من المدونات في جميع أنحاء أمريكا والعالم .
المصدر:أربيا أون لاين