جمال أبو سويرح
النشأة
في يوم مبارك من أيام الله، أبصر الشهيد جمال عبد الرحمن أبو سويرح النور في التاسع عشر من أبريل لعام 1986م لينشأ في أحضان أسرة إسلامية كريمة ملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف، تنهل من موائد الرحمن وحفظ القرآن، ويشار إليها بالبنان حينما يتحدث عن الدعوة والجهاد.
تعود جذورها إلى بلدة سكرير المحتلة حتى كبر وكبرت معه أحلام الشعب الفلسطيني بالنصر والتحرير، وترعرع شهيدنا يتيماً حيث توفي والده وهو في سن الخامسة عشر وتحمل المسئولية مبكراً، ولشهيدنا ثلاثة أخوة وثلاثة أخوات وكان ترتيبه الثاني بين إخوته.
تعليمه وحياته الدعوية وحياته الروحية
تلقي الشهيد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث بالنصيرات، وأنهى المرحلة الثانوية من مدرسة خالد بن الوليد للبنين الفرع العلمي بمعدل 85%، والتحق بالجامعة الإسلامية قسم الرياضيات، وبعد فترة قرر الإنتقال إلى كلية أصول الدين الماضي لينهل من العلم الشرعي الذي أحبه، وهو ابن مسجد الشهيد جهاد أبو سويرح ” الصراط ” الذي تربي فيه علي موائد القرآن وسقي من لبن الإسلام العظيم.
فحافظ علي الصلوات جميعها في المسجد حتى صار شابا فتياً عابداً وزاهداً وشيخاً داعية، ولقد تعلق قلبه بالمسجد رغم صغر سنه، لقد كان رجلا في زمن عز فيه الرجال فهو يعمل للإسلام ليل نهار وكان يتميز بعدة صفات منها السرية فهو لا يفصح عن أي شيء من أعماله العسكرية حتى لأقرب الناس له وكان حسن المعاملة ومحبوباً من الجميع أحبه الصغير والكبير لحسن أخلاقه واحترامه وتواضعه مع الجميع.
أبو السعيد ذلك البطل المقدام عرف بأخلاقه العالية وحياته الروحانية، فهو كثير القيام والصيام فكان حريصاً على صيام يومي الاثنين والخميس وقيام الليل حيث كان يوم استشهاده صائماً وأقام الليل كله، وأحب عمل الخير، وتميز جمال بحفاظه على نشاطات المسجد والمحافظة على خدمة دينه ودعوته ، وكان يقيم الليل ويبقى لساعات الليل المتأخرة وهو بين يدي الله عز وجل يدعو ويبتهل أن يرزقه الله الشهادة في سبيل الله ، وكان قلبه دائماً مشغولاً بذكر الله والصلاة على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم والاستغفار.
كان شهيدنا معلقاً قلبه بكتاب الله، حيث كان بالصف السادس يذهب إلى مركز النور لتحفيظ القرآن الكريم الكائن في مخيم 2، وبعدها أخذ على عاتقه أن يعلم القرآن كما تعلمه، فحصل شهيدنا على دورات في الأحكام إلى أن وصل إلى مرحلة ما قبل السند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنذ بدأ جمال “أبو السعيد” يعي ما يدور حوله ، اعتنق الفكرة الإسلامية ، وانطلق يدعو لها، ويحملها وتحمله كما رباه أباه منذ صغره، حيث تشهد ساحات المدارس التي تعلم فيها له بأنه كان من أنشط أبناء الكتلة الإسلامية ، الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على الجيل المسلم من الضياع، وتحذيره من مصائد الشيطان، وتنبيهه من مزالق العصيان.
البيعة لجماعة الإخوان المسلمين
التحق شهيدنا بحركة المقاومة الإسلامية حماس منذ نعومة أظفاره، فالتزم بالأسر الإخوانية منذ بداية انتفاضة الأقصى المباركة وتشرب منها حب الجهاد والاستشهاد وأعطى البيعة لجماعة الإخوان المسلمين في العام 2002م، وكان جمال نشيطاً جداً وخاصة عند تكليفه بأي عمل لذلك وقع الاختيار عليه ليكون أول من يعمل في جهاز الأحداث في منطقته وهو لا يتعدى سن الثالثة عشر من عمره، تميز أبو السعيد بالتزامه بنشاطات الحركة التي تدعو لها، فهو من أوائل المشاركين في المهرجانات والمسيرات التي تنظمها.
نشاطاته الحركية والمسجدية
- كان أميراً ومسئولاً لمركز الصراط لتحفيظ القرآن الكريم حيث خرج العشرات ممن يحفظون أجزاءاً كثيرة من كتاب الله، وأعطى العديد من دورات الأحكام في المسجد، حيث أن أحد طلابه أتم حفظ نصف المصحف الشريف
” 15 جزءا ”.
- كان خطيباً للناس في صلاة الجمعة وألقى الكثير من الدروس الدينية وحلقات الذكر في مساجد الزوايدة والنصيرات.
- استشهد وهو أمير اللجنة الدعوية في أسرة مسجد الشهيد جهاد ابو سويرح، وإماماً للمسجد.
- كان أميراً للكتلة الإسلامية ومسئولاً عن جهاز الأحداث والطوارئ في منطقة السوارحة.
- شارك في العديد من المخيمات الصيفية وكان يعلم الأشبال حب الجهاد والدفاع عن المقدسات.
- ونظراً لسريته الشديدة فقد عمل أميراً في جهاز الأمن التابع للحركة.
- كان مسئولاً عن الزيارات الاجتماعية في المسجد حيث ما أن يعلم أن أحداً مرض أو عنده مناسبة إلا وسارع مع شباب المسجد لزيارته وتقديم الواجب له.
التحاقه في كتائب القسام
التحق شهيدنا في كتائب الشهيد عز الدين القسام في مارس عام 2005م، حيث كان ذلك لالتزامه بالجانب الدعوي وسريته في العمل لاحتياج المنطقة لمثل هؤلاء الرجال , وعمل في مجموعات المرابطين التي كانت تحرس ثغور الوطن.
وخلال عمله هذا ، لقب أبو السعيد بـ ” شيخ المرابطين ” نظرا لورعه وتقاه، وعشقه للرباط في سبيل الله رغم صعوبته ومخاطره الكبيرة، حيث لم يكن يكتفي بالرباط خلال الفترة المخصصة له، بل تعدي ذلك للرباط في كل الأوقات التي يتمكن فيها من ذلك ولقد شارك إخوانه بالعديد من الأعمال الجهادية وزرع العبوات، ولأنه كان شجاعاً مقداماً مبادراً لأي عمل يوكل إليه، فقد تم اختياره ليعمل في وحدة الدروع التابع لكتائب القسام، وتلقي العديد من الدورات العسكرية في الكلية العسكرية لكتائب القسام، وقبيل استشهاده التحق جمال بدورة جديدة ومتميزة هي دورة الشهيد القائد جهاد أبو سويرح العسكرية دورة ” إعداد مقاتل فاعل”
والتي كانت مدتها خمسة شهور، أتمها بنجاح وكان فيها نعم الجندي الصابر المحتسب والكفء، وتمكن خلالها من التدرب على فنون قتالية عالية جدا، من ضمنها الفنون القتالية الميدانية، واقتحام الكمائن، وغيرها الكثير من الجوانب العسكرية التي تؤهل المقاتل الفلسطيني المسلم للمعركة القائمة مع بني صهيون.
ومع بداية تأسيس القوة التنفيذية انضم أبا السعيد لصفوف القوة التنفيذية ليؤدي واجبه الوطني، هذا إلى جانب جهاده ضد أعداء الله اليهود، فكان في الليل مرابطاً على الثغور لليهود وفي النهار مرابطاً ليحمي وطنه من المارقين والخونة.
قبل الشهادة – صدق مع الله
لأنهم صدقوا الله فصدقهم الله، حيث كان شهيدنا في أيامه الأخيرة يحس بقرب لقاء ربه، فكان يقول للشباب انه على موعد مع الشهادة في القريب العاجل وأنه سيستشهد ويقول سأقتل ها هنا وكان يشير بيديه على قلبه صدقت الله فصدقك الله وحقق أمنيتك حيث كانت إصابتك في نفس المكان الذي كنت تشير إليه.. حيث كان يتمنى قتل سميح المدهون ويقول إن شهادتي ستكون على أيدي المنافقين وقبل استشهاده كان يوصى الشباب على المسجد وحلقات الذكر وحلقات العلم ” علم العقيدة ” وحلقات تحفيظ كتاب الله.
وليلة استشهاده كان مرابطاً في الليل وأخذ يحضن رفاق دربه ويقول لهم هذه لحظة الوداع ، وطلب منهم أن يسامحوه، ومن علامات الشهادة أن كان دائماً يوصي والدته بأن لا تبكى عليه عندما يأتيها نبأ استشهاده وأن توزع الحلوى وكان يُهيئها لهذا اليوم الذي كان يتمناه دائماً، وكان يقول أنه اشتاق لوالده الذي علمه طريق المساجد وحب كتاب الله، وتمنى أن يلقاه في القريب العاجل.
موعد مع الشهادة
وفي يوم الخميس الموافق الرابع عشر من يونيو 2007م، وأثناء تأديته واجبه الوطني والجهادي، ولأنه صدق الله فلم يكن عليه حراسة، حيث قال لزملائه قبل استشهاده بربع ساعة أريد أن أكون على الحاجز لأنه يريد أن يقتل الطاغية سميح المدهون (وهو من رجال حركة فتح وقام بالكثير من أعمال القتل والتخريب والتعذيب للمجاهدين)، وأنه يحس بأنه سيهرب من الطريق الساحلي، وبعد أن امتشق أبا السعيد سلاحه ووقف على الحاجز بانتظار الطاغية الذي كان أبو السعيد بانتظاره والذي جاء متنكراً ويتستر في سيارة أجره فأوقف أبو السعيد السيارة إلا أن رصاصات الغدر والخيانة أصابته مباشرة في المكان الذي كان يشير إليه ويتمنى أن يصاب به، فارتقى إلى العلا شهيداً مقبلاً غير مدبر.
القصاص لكل المظلومين والمقهورين
وبفضل من الله ومنته ثم بدماء الشهيد الداعية الصادق مع الله جمال أبو سويرح تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام من السيطرة على السيارة وقتلت اثنين من التيار الخياني العميل، واعتقلت ثلاثة منهم واعترف اثنين منهم بأن ثالثهم هو الطاغية سميح المدهون، فكانت عدالة السماء وكانت أمنية الشهيد جمال بأن يقضي على الطاغية سميح فقد قررت قيادة كتائب القسام بأن يكون القصاص والإعدام للمجرم الطاغية سميح المدهون في قلعة الشهيد القسامي القائد جهاد أبو سويرح، وأمام منزل الشهيد الداعية المجاهد جمال أبو سويرح كان القصاص بعد ساعة من استشهاد جمال.
وصلات خارجية
|
|
|
|
مواقع إخبارية |
الجناح العسكري . الجناح السياسي |
الجناح الطلابي الجناح الاجتماعي
|