الحلقة الخامسة عشر الإخوان المسلمون والسلطة التشريعية
إعداد: إخوان ويكي
ويحكي الدكتور إبراهيم الزعفراني مشهد من مشاهد الانتخابات في الإسكندرية فيقول:
- انتهي التفاوض مع الوفد علي مرشحين اثنين فقط في الدائرة الثانية (محرم بك) الأول والثالث ورشحنا لهما كل من أ. حسن التوني (عمال) والمهندس خالد داوود (فئات) ولكنهما اعتذرا. فتم ترشيح أ.محمد المراغي (عمال) وإبراهيم الزعفراني (فئات).
- كان أ.محمد عيد على رأس القائمة (فئات وفد) ثم أ.محمد المراغى (عمال إخوان) ثم إبراهيم الزعفراني (فئات إخوان) وكنت أبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما فكنت أصغر مرشح لمجلس الشعب على مستوى مصر حيث يلزم القانون ألا يقل عمر المرشح عن ثلاثين عاما ومن الطرائف أن بعض الناخبين أثناء جولاتي كانوا يسألونني نشكر حضورك لكن أين والدك الدكتور الزعفراني وكانوا يندهشون عندما يكتشفوا أنى أنا الدكتور الزعفراني لأنهم لم يشاهدوا من قبل مرشح فى مثل هذا السن.
- كانت لافتاتنا مميزه بقماشها الأزرق وكتابتها الصفراء ولقد اغرق إخواننا الدائرة بلافتات كتب عليها أسماؤنا "المراغى والزعفرانى ، وتحته شعار "عودي يا مصر إسلامية" وكان شعارا رنانا قامت السلطات بتمزيقه فقام إخواننا بإعداد ملصق حائط كتب عليه نفس الشعار دون أسمائنا فكان الناس حين يرونها حتى الأطفال يقرأون"عودى يا مصر إسلاميه" ويقولون المراغى والزعفرانى.ولقد كان هذا الشعار مثار انتقاد الخصوم والذي استبدل فى انتخابات 1987 بشعار "الإسلام هو الحل".
- ومن طرائف هذه الانتخابات أن احد الإخوة نصب سلما خشبا وصعد للصق احد الإعلانات وإذا بالضابط وعدد من المخبرين يحاصرونه ويصيح به الضابط (انزل ياحبيبى بتعمل إيه عندك) نزل الأخ وقال للضابط (أصلى أنا نظري ضعيف فطلعت على السلم عشان أقرأ اسم المرشح) فضحك الضابط وتركه يمشى وأثناء مرور الضابط فى شارع آخر رأى صاحبنا مرة أخرى معلق على السلم وهنا قال له الضابط :مش معقول ياحبيبى نسيبك طول الليل تقرى أسامي المرشحين على السلم تعالى ياسيدى معنا وهات سلمك معاك اللي تاعبك ده.
ويضيف الزعفراني:
- كان أ.عادل عيد ممن انضموا لحزب الوفد قبل الانتخابات وأصبح عضوا فى اللجنة التنفيذية للحزب وقرر الحزب بأن يكون أ. عادل رأس القائمة بدائرة غرب الإسكندرية عند ذهابنا لمديرية الأمن لتقديم القوائم لكننا فوجئنا بان احد أعضاء حزب الوفد ويدعي أ.عبد السلام ..المحامي (وفد) قد ملأ القوائم المختومة من الحزب عن دائرة غرب وجعل من نفسه رأس القائمة ووضع أ. عادل عيد رقم 3 بدلا من رأس قائمة واختفي، وتمسك مدير الأمن بالقائمة المقدمة وبعد فشلنا في تغيير الترتيب اتصلنا بمقر الوفد في القاهرة الساعة 2 ظهرا وكان أخر يوم لقبول التقديم للترشيح وأخر موعد هو الساعة 5 .
- وعلي الفور استقل أ.د نعمان جمعة سيارته متوجها للإسكندرية وكان يومها سكرتير عام حزب الوفد الجديد ومعه أوراق الحزب والأختام لتدارك الموقف طلب منى أ. عادل عيد أن أنتظر بالتقدم بقائمة دائرة وسط واستسمحني في حالة لم يستطيع تغيير ترتيبه إلى الأول فى دائرة غرب أن ينزل مكاني في دائرة وسط لان فرصة نجاح قائمتنا في وسط كبيرة جدا. وافقت علي الفور دون تردد رغم ان أ.عادل عيد وضع علي القوائم بوصفه عضو أصيل في الوفد وليس من حصة الإخوان المسلمون .
- وظل الوضع متوترا حتى بعد وصول أ .د نعمان جمعة قبل الموعد وتفاوضه مع لجنة قبول أوراق الترشيح وقبل غلق الباب بنصف ساعة وافقت اللجنة علي استبدال قائمة غرب بقائمة أخري رسمية مختومة وموقع عليها من سكرتير عام الحزب مع إقرار علي أ.دنعمان جمعة بصحة القائمة البديلة التي علي رأسها أ.عادل عيد المحامي ثم تقدمنا بعدها بقائمة المرشحين لدائرة وسط.
- وكانت نتيجة الوفد بالإسكندرية فوز قائمة غرب بمقعد هو أ.عادل عيد وفوز دائرة وسط بمقعدين الأول أ.محمد المراغى إخوان والثاني أ.محمد عيد وفد والمقعد الثالث الذي أمثله حصل على 85%من المقعد الثالث. لكن القانون كان يجعل من كسر المقعد لصالح الحزب الأكثر عددا علي مستوي الجمهورية فأخذ الحزب الوطني المقعد رغم أن نسبته فيه كانت 15% وبهذا حرمنا المقعد الثالث.
- وكان أغلب من صوتوا لقائمة الوفد من أجل الإخوان الذين حوتهم القائمة ،ففاز أ.محمد المراغى (إخوان) وأ. محمد عيد (وفد) وكان أ.محمد عيد يمازحني فيقول: (أنت نجحت وأنا أخذت الكرسي،وإذا حدث لى شىء فسوف ترثني) لأن القانون يومها كان ينص على أنه إذا خلى مكان أحد الأعضاء حل محله من يليه في ترتيب القائمة. (1)
لم يرض بعض زعماء الأحزاب عن تحالف الإخوان مع الوفد كم لم يرض بعض العلمانيين عن ذلك فنرى الأستاذ إبراهيم شكري (رئيس حزب العمل) حينما وقف فى مؤتمر شعبى أثناء الانتخابات عام 1987م
وأعلن قائلا:
- "إن كانت هناك محاولات لاستقطاب الإخوان المسلمين فى صفوف الوفد فلنا الحق اليوم أن نتحدث عن موقفنا ليس لإقناع قيادات الإخوان للانضمام لنا، بل هى مواقف أعطت الجذور لحزبنا حزب العمل ..
- ففى عام 1950م كانت هناك أحكاما عرفية وأصدرت الوزارة السعدية قرارا بحل جمعية الإخوان المسلمين .. وعندما جاءت الوزارة الوفدية لتلغى الأحكام العرفية كان من الطبيعي بطلان أى قرار .. ومنه حل جمعية الإخوان المسلمين لكن الحكومة الوفدية أعدت قرارا جديدا بحل الإخوان المسلمين وجاء الإخوان إلى مجلس النواب ليثبتوا اعتراضاتهم على قرار حكومة الوفد
- وخرجت أنا وحدى من المجلس والتقيت بهم وأخذى منهم مذكراتهم برأيهم ورفضهم لحل جمعية ،الإخوان ووزعتها على جميع أعضاء المجلس .. هذا الكلام ثابت فى المضابط وفى كتابات متداولة بين الناس ووقفت على المنبر كى أدافع عنهم وطالبت بحقهم فى جمعيتهم واستمرارها. وأضاف أنهم يثيرون اليوم نقطة الالتقاء بأن الإخوان المسلمين أصابهم ضرر فى عهد عبد الناصر . والوفد يعتبر الثورة انقلابا عسكريا . لقد اجتمعوا على نقطة ضعف وليست نقطة مبادئ بل هى منقطة مشاعر فقط. (2)
وكتب فى منتصف أبريل عام 1984 بجريدة الحزب عن هذا التحالف حيث قال:
- ويشهد التاريخ أنهم أصابوا وأخطأوا فى اختياراتهم السياسية عبر المراحل الختلفة (يقصد الإخوان) .. ويشهد التاريخ أيضا أنهم قدموا تضحيات كبيرة فى سبيل عقيدتهم ويشهد التاريخ أيضا أننا اعتبرنا الإخوان فى أغلب المراحل حلفاء قريبين من مبادئنا ومواقفنا ووصل الأمر فى عام 1947م إلى طلب من جانبنا بالاندماج معهم إلى رفض من جانبهم لهذا الطلب ... وفى مرحلة ما قبل الثورة .. بداية الخمسينيات كان الشهيد سيد تطب يكتب أعنف المقالات الثورية فى الجريدة الاشتراكية التى كنا نصدرها .
- ونحن نعلم أن للإخوان المسلمين كيانا ذاتيا صلبا . ونعلم أننا بصدد ائتلاف مؤقت وليس بصدد اندماج بين حزب الوفد وحزب الإخوان . ونعلم فوق ذلك أن من حق الإخوان أن يقيموا ائتلافا ما مع قائمة من القوائم المتاحة مادامت الشرعية الحالية ضاقت عن إمكانية تقدمهم إلى الانتخابات في بقائمة مستقلة . ورغم علمى بكل ذلك يظل سؤالي المحدد قائما وهو لماذا التحالف مع الوفد بالذات ؟. إن حالة التحالف لا تعنى أن يتعاون أى حزب مع اى حزب .. ولكنها تعنى أن يتحالف حزبى مع حزب آخر يرى أنه الأقرب إلى توجهاته .
- فهل يعتبر الوفد فى الساحة السياسية الحالية أقرب القوى السياسية إلى الإخوان ؟ إذا كان المعيار هو السمعة التاريخية فهل يفيد الإخوان سياسيا أن يبدو أمام الأجيال الجديدة أن أقرب القوى السياسية إليهم هو الحزب الذى مثل زعامة النظام القديم ؟
- وإذا كان دوركم التاريخى والذى من حقكم ان تباهوا به هو مقارنة هذا النظام القديم فلماذا تسهمون فى (تجميل) دور الوفد وفى إحداث مزيد من البلبلة فى فهم التاريخ والحاضر والمستقبل ؟ وإذا كان المعيار هو ضدة العداء للاستعمار الغربى والصهيونية وهو الموقف الذى مثله الإخوان فى كل تاريخهم والذى عبرت عنه الدعوة حتى آخر أعدادها .
- فهل ترون أن الوفد بمواقفه المعتدلة التقليدية .. وبأشخاص قيادته الحالية هو أقرب الحلفاء فى الساحة السياسية المعاصرة ؟واذا كان المعيار هو الموقف من الشريعة فهل ترون عن صدق أن الوفد هو أقرب الحلفاء ؟ وإذا كان يعلن اليوم فى هذا المجال غير ما مارسه تقليديا وبدون نقد لهذه الممارسة يؤكد إخلاصه فى الإعلان الجديد فلمصلحة من تسهمون فى خداع الجماهير وتدفعونها إلى تصديقه ؟
- ولست هنا بصدد تقديم مقترحات محددة للإخوان المسلمين وقد لا تكون الصيغة التى اتخذناها اتجهادأ سائغا من وجهة نظهرهم . ولكننى أعتقد بكل إخلاص أن من واجبهم أن يقدموا اجتهادا مقابلا يراعى كل الاعتبارات الأصولية واعتبارات الزمان والمكان . ولا أعتقد أنه من صالح الأمة . . بل ولا أعتقد أنه من صالح جمعية الإخوان أن يشيع هذا القلق الشديد بين صفوف إخواننا الأقباط كلما جاء ذكر (الإخوان المسلمين) (3)
غير أن المستشار مأمون الهضيبى رد على ذلك بقوله:
- إنه فى انتخابات 1984 لم يوجد أى تحالف مع حزب الوفد ، والإخوان لم يغيروا من عقيدتهم في شيئا .. وقد قيل هذا لحزب الوفد بوضوح ، ولم يكن الأمر سوى أن حزب الوفد سمح لبعضنا على قوائمه وانتهى الاتفاق بنهاية الانتخابات لذلك لم يحدث اى خلاف أو تحول عن حزب الوفد.
وقد حاول فؤاد سراج الدين فى تلك الآونة الدفاع والرد على حملات الهجوم التى وجهت لذلك التعاون فقال :
- (إن الهدف منها إضعاف مركز الوفد فى المعركة الانتخابية . وإن الذين يضربون على وتر الخلاف الدينى يسعون إلى واحد من هذه الأمور : إما أن ينحسر تعاطف الأقباط أو ينحسر تعاطف الإخوان المسلمين وإما أن أن ينحسر تعاطف الفريقين معا أو يقع الانقسام داخل صفوف الوفد)، لكم علاقة الوفد بالإخوان تاريخية وطيبة حتى من قبل الثورة.
- والإخوان كانوا دائما يناصرون الوفد فى الانتخابات، وفى التاريخ القريب كنت عضوا فى الوزارة الائتلافية التى شكلت برئاسة حسين سرى عام 1949م ومن خلالها كافحت كفاحا مريرا من أجل الإفراج عن آلاف الإخوان المسلمين المعتقلين إيمانا منى بحق الحرية لكل مصرى. فلما شكل الوفد الوزارة عام 1950 على الفور فى الأسبوع الأول أصدرت قرار9 بصفتي وزيرا للداخلية - بالإفراج عن جميع المعتقلين وأرجعنا لهم دار المركز العام وكل متعلقاتهم .
- ونحن نفرق بين الإخوان المسلمين وبين أعضاء الجماعات ذات الميول المتطرفة الذين يكفرون المجتمع بمن فيهم الإخوان أنفسهم، كما أن تعاطف الإخوان معنا ليس بجديد أو ليس وليدا للظروف الحاضرة أو المعركة الانتخابية الجديدة . فقد انضم إلينا أحدهم وهو نائب فى البرلمان عام 1978 ولم تكن هناك انتخابات، فما هو الغريب أن يقوم بيننا وبين الإخوان تعاطف".؟
وقال:
- وإنني أسأل هؤلاء المنافقين لو أن الإخوان تعاطفوا مع حزب آخر، هل يكونون سعداء؟ وهل يرفض أى حزب أن يتعاطف الإخوان معه؟.
- هاجمت بعض عناصر الحكومة تحالف الإخوان مع الوفد مما دفع بالأستاذ عمر التلمساني - المرشد العام للإخوان حينذاك - فى أثناء احتفال نقابة المحامين بذكرى وفاة حسن البنا أن يتساءل فى تهكم قائلا : لماذا لا تحرم الحكومة انضمام الإخوان للوفد ؟ ولماذا لا تصدر قانونا يحرم انضمام جماعة الإخوان المسلمين إلى قائمة حزب الوفد للترشيح للانتخابات إذا كان هذا الانضمام فى نظر الحكومة حرام.
وفى تصريح صحفي لمجلة المجلة قال:
- إننا لا نحرص على ما يسمونه بنصر سياسي إنما الذي يهمنا تحقيقه ، هو نصر الله بتطبيق شرعه فينا، فإذا دخلنا مجلس الشعب فلا نعتبره نصرا بمعاير الناس ولكننا نعتبره منبرا له قدره فى تبليغ دعوة الله وإذا لم ندخل فلن نعتبر ذلك هزيمة لأن دخولنا المجلس ليس هدفا ولكنه وسيلة وإذا لم تنجح الوسيلة تركناها وبحثنا عن وسيلة أخرى وهكذا فليس فى حساباتنا نصر سياسي أو هزيمة انتخابية (4)
يقول الزعفراني:
وكانت كلمته الشهيرة لمن أرادوا فض التحالف من اجل هذا الموقف من جانب الوفد (لو لم يضع الوفد أحدا من الإخوان على قوائمه فسوف ننتخب الوفد وذلك من اجل إثراء الحياة السياسية بمصر وليس من مصلحة مصر أن يستأثر حزب واحد وهو الحزب الوطني بالساحة السياسية وحده). كما كان يقول (أنا لا أحب مصطلح "معركة انتخابية" والأحب إلى نفسي أن اسميها منافسة انتخابية). (5)
أما عن أسباب تعاون الإخوان مع حزب الوفد فتعود لعدة أسباب:
- أولا: أن حزب الوفد يخوض انتخابات برلمانية لأول مرة بعد الثورة التي كان من أشد خصومها ومنتقديها (هي ثورة 23 يوليو) وأن عودته بدون انتخابات فى 1978 قد لاقى ترحيبا شعبيا . وبعد تجميد نشاطه تزايد التعطش الشعبى لعودته، وبعدما عاد بحكم قضائي وقرر خوض انتخابات 1984 كان من المتوقع أنه سيحقق نتائج جيدة ومؤثرة فى الانتخابات وهذا ما حدث بالفعل.
- ثانيا: أن الإخوان فى تلك الآونة - وهم بصدد خوض هذه الانتخابات- ليس لهم قناة شرعية أو رسمية ، يخوضون من خلالها الانتخابات - كانوا يدركون أن حزب الوفد سيحقق نتائج وسيجتاز نسبة ال 8% المقررة للحصول على مقاعد برلمانية وأنه يمكنهم عمل جس نبض من خلال خوضها على بعض قوائم حزب الوفد .
- ثالثا: فى ذات الوقت يدرك الإخوان أن حزب العمل أحد الروافد الرئيسية للنظام السياسي، وأنه لذلك ربما لا يحقق نسبة الاجتياز، وبذلك يكون الرهان عليه غير مضمون، في وقت يسعى الإخوان فيه إلى تأكيد ذاتهم من خلال مكسب مؤكد، وهذا ما دفعهم إلى حزب الوفد .
- رابعا: إن حزب الوفد وهو يخوض الانتخابات، لأول مرة بعد الثورة، حاول بتأكيد دوره فى لم شمل أبرز وأهم التيارات غير الممثلة فى أحزاب رسمية ، وأن يقدم خدمة للنظام السياسي فى محاولة لاحتواء الإخوان تحت مظلته ، وهو الحزب العلمانى تاريخيا والذي عرف عنه أنه يضم عنصري الأمة المسلمين والأقباط، وبذلك فهو يؤكد هويته العلمانية الغالبة عليه، لا يفرق بين مسلمين ومسيحيين، بل إن فؤاد سراج أكد - كما سبق وأكد الهضيبى - أن علاقة الوفد بالإخوان هى علاقة تعاون فقط .
- خامسا: لا شك أن السلطة السياسية لم تجد ضررا من تعاون الوفد مع الإخوان ، حيث أن هؤلاء رأوا خوض انتخابات 1984 على سبيل جس النبض وكانت كل الأطراف بما فيها السلطة السياسية ، تسعى إلى معرفة مدى حجم تأثير الإخوان فى الشارع السياسي . لأنه على ضوء ذلك سيتم إعادة ترتيب قواعد اللعبة الديمقراطية وتطويرها، كما أنها كانت على ثقة من أن حزب الوفد لن يغلب عليه الطابع الدينى إطلاقا .
- سابعا: هاجم إبراهيم شكري بعنف، حزب الوفد ورئيسه ، وهو يدرك أن السلطة السياسية ستسعى بل ستمنح الفرصة لعودة هذا الحزب ليكون أقرب أحزاب المعارضة الى الصدق على مستوى الشارع السياسى وحتى لا يكون متهما بأنه من صناعة النظام حيث أن ذلك الحزب نفسه له قواعد شعبية، ويمكن التعاون والتفاهم معه حول بعض المبادئ أو الأهداف القومية . وتم ذلك بالفعل فى عدة مواقف وأحداث على المستوى المحلى والعربى والدولى وهذا ما أغضب إبراهيم شكري بشدة واعتبر أن النظام تخلى عنه. (6)
المراجع
- مذكرات د. إبراهيم الزعفراني، مرجع سابق
- الإخوان في البرلمان، محمد الطويل، دار التوزيع والنشر الإسلامية، الطبعة الثانية يناير 1994م
- الإخوان في البرلمان، مرجع سابق.
- المرجع السابق.
- مذكرات الزعفراني: مرجع سابق.
- المرجع السابق.