الإخوان المسلمون وقضية الحجاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون وقضية الحجاب


إخوان ويكي

مقدمة

ما بين مظهر سياسي وزي طائفي يعمل العلمانيون الويساريون على تمييع قضية الحجاب عند المسلمين، ومحاولة إخراجه من الفرضية الربانية إلى السلوك البشري والعادات المتوارثة، وذلك بسبب ما يشكله الحجاب لهؤلاء من أزمات نفسية لعلاقتهم البعيدة عن الدين وشعائره.

ولقد جاء اهتمام الإخوان بقضية الحجاب لكون تشريع وأمر رباني افترضه على نساء هذه الأمة لكونه طهارة من أجل نشر العفة والحفاظ عليها.

لماذا الحجاب؟

الحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية عند بلوغها سنّ التكليف والتي تحاسب عليها بالثواب والعقاب من الله سبحانه وتعالى.

والحجاب في اللغة هو الستر والحجب والمنع، والجذر هو حَجَبَ. ويسمى (الحارس أو البواب) بـ (الحاجب) لأنه يحمي المكان الذي يحرسه ويمنع الوصول إليه، ويطلق أيضا على حاجب العين لأَنه يَحْجُب عن العين شُعاع الشمس. وقد وردت كلمة (حجاب) في القرآن الكريم في عدة مواضع كانت تأتي بمعنى الحائل الحاجز المانع عن تلاقي شيئين أو أثرهما.

وفي العصر الحالي يستخدم مصطلح (الحجاب) للدلالة على غطاء الرأس فقط بينما هو في الاصطلاح أو الفقه يعني اللباس الساتر لجميع البدن. وكلمه الخمار في العصر الحالي تستخدم للدلالة على غطاء الوجه فقط بينما هي في الفقه تعني غطاء الرأس. (1)

اهتم الشرع الحنيف بالمرأة أيما اهتمام وجمع القرآن الكريم والسنة المطهرة بين أحكامهما الكثير من أحكام المرأة، حيث قال تعالى معظما ومؤكدا على أمر الحجاب: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ" "الأحزاب:59".

وقال في موضع أخر: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) "النور: 31".

وقال تعالى: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" "الأحزاب: 53" ومن الأحاديث النبوية التي حذرت من التبرج والعرى ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا" (صحيح مسلم).

ولقد شرع الله تعالى الحجاب وفرضه على المرأة؛ تحقيقاً للعديد من الفضائل والحِكم، فالتزام الفتاة المسلمة بالحجاب يدلّ على امتثالها وانصياعها لأوامر الله تعالى وأوامر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كما أنّ الالتزام بالحجاب الشرعيّ من علامات وأمارات العفّة والطهارة؛ فالحجاب يمنع الأذى عن الملتزمات به.

كما أنّ الحجاب يحقّق طهارة القلوب والنفوس من الرذائل والأفكار الخبيثة، ويحقّق كامل الستر للفتاة، وفق ما يريده الله تعالى ويرغبه، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "إن اللهَ عزَّ وجلَّ حليمٌ حييٌّ ، سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الحياءَ" (صحيح النسائي).

وقضية الحجاب قضية منتهية لا لبس فيها مهما تقول المتقولون وتشدق بها المتشدقون ليخرجونها عن فهواها الرباني حيث وضع الله سبحانه الأمر موضع الجد حينما قال سبحانه: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" "الأحزاب: 36".

الإخوان المسلمون وأهدافهم

الإخوان المسلمون هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة"، تدعو وتطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام.

نشأت جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية على يد الشيخ حسن البنا عام 1928م، كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقياته، وفي عام 1932م، انتقل نشاط الجماعة إلى مدينة القاهرة حيث انتشرت بعدها في ربوع القطر المصري وخارجه.

اتسقت أقوال الإخوان بأفعالهم حيث سعوا إلى العمل على إصلاح المجتمع من كثير من الأمراض التي انتشرت فيه وعمل المحتل الغربي على نشرها بين أبناء الأمة الإسلامية، كالبغاء والعري والسفور، وإشاعة الفاحشة في وسائل الإعلام المختلفة كشرب الخمور وتعاطي المخدرات والميسر، ومظاهر انحراف الشباب وتفشي الفقر والبؤس والتسول والرشوة، وتدهور الحالة الصحية وانتشار البدع والعادات الفاسدة وغير ذلك.

والتي حقق فيها المحتل باعا كبيرا حينما نجحت سياسته التي أطلقها "كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوها، أي أمة محمد أغرقوها في حب المادة والشهوات". اهتم الإخوان بجميع جوانب الحياة ومظاهرها وسعوا إلى إصلاح جوانبها المتعددة سواء السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، وطالبوا بالتحرر من المحتل، والأخذ بسبل القوة للنهوض بالأوطان.

ضد العري والسفور

تعرضت مصر لكثير من الحملات الضارية من أجل سلخها من الأمة الإسلامية وتميعها عن الإسلام ودعوتها للأخذ بسبل النهضة الغربية حلوها ومرها – كما قال طه حسين – إلا أن الله سخر لها الكثير من علماء هذه الأمة ليدافعوا عن إسلامية الوطن ومظاهره، ومنهم الشيخ حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين.

حارب الإخوان المسلمين كثير من المظاهر الغربية التي لا تتوافق مع شرائع الإسلام والتي في معظمها كانت موجهة ضد حصن الأمة الأول وهو المرأة.

كانت مظاهر العري والسفور زحفت مع ضعف الخلافة الإسلامية وضعف الدولة المصرية، ونشوب الصراعات بين الولاة من أجل السلطة، والبعثات التي ابتعثت للغرب وعادت بغير الوجه الذي سافرت له، ثم دخول المحتل الغربي لمصر والعمل على تغيير التركيبة الاجتماعية للمرأة المصرية.

حارب الإخوان المسلمين كل المظاهر التي خالفت شرائع الإسلام وعلى رأسها تعري المرأة وخروجها سافرة، إذ بدأت تخرج بعض النساء في الطرقات عاريات سافرات متبرجات متهتكات، (فلا الزوج تدفعه الغيرة فيكبح جماح زوجه، ولا الأب تحركه نخوة الرجولة فيهذب ابنته ويراقبها).

بل هال الإخوان ما كانوا يرونه في المصايف، إذ كانوا يستبعدون أن يحدث هذا مهما تطور التمدين وانتشرت عوامل التقليد الأعمى، حتى كتب الشيخ عفيفي الشافعي عطوة – مسئول الإخوان بالسويس – يقول تحت عنوان (الفضيلة تنعى أنصارها)

جاء فيه:

"وهل هناك أكثر شرًا وأعظم سوءًا من أن يهرع النساء في مثل هذه الأيام إلى البلاد الساحلية يتسابقن في القفز والطفو في الماء وهي أجسام عارية لا يخشين الله، ولا يرعين للدين حرمة.. حالة مزرية وتبرج ممقوت، وشذوذ مرذول.. وقد سرت عدواهن إلى بناتهن فنشأت بعيدات عن طهارة الأخلاق ونقاوة النفس؛ إذ جعلن حصر همهن في التبرج والزينة، والخروج المروع عن حد الأدب. (2)

وكتب الشاعر سلامة خاطر شعرا تحت عنوان (فيا ضيعة الأخلاق في البر والبحر!!) قال فيه:

على شاطئ "استنلي" هنالك في الثغر

وقفنا نجيل الطرف في البر والبحر

فما راعنا إلا جسوم تمددت

إزاء جسوم قد تعرت عن الستر

نساء وأطفال وشيب وفتية

كأن عباد في موقف الحشر. (3)

وظل الإخوان يطالبون بسن القوانين التي تحافظ على الآداب العامة حتى استجابت بالفعل الوزارة، فأصدرت وزارة الداخلية قانونًا للمحافظة على الآداب العامة في سنة 1934م، وقد قام الإخوان بشكر هذه الخطوة الحكيمة

فجاء في جريدة الإخوان المسلمين تحت عنوان: "هكذا فلتكن المحافظة على الأخلاق":

"ولقد أحسنت وزارة الداخلية صنعًا في إصدار هذا القانون الذي نحن بصدده في جميع فقراته ومواده، وكم كان سرورنا عظيمًا وغبطتنا زائدة حينما قرأنا المادة التي تحرم أخذ الصور للمصيفين والمصيفات بلباس البحر".

ولقد برهنت وزارة الداخلية أنها جادة حقًا فيما تعمل بمحاولة محاكمتها إحدى المجلات الأسبوعية التي خرجت عن هذا القانون، ولا شك أنها بذلك ألقت درسًا قاسيًا لمن تسول له نفسه أن يلهو بالآداب ويطعن الفضيلة طعنات نجلاء.

كما ذكر النحاس باشا في خطاب العرش سنة 1936م بأن الحكومة "ستضع مشروع قانون للأحكام الشرعية المستمدة من المذاهب الأربعة والملائمة للتطور الاجتماعي، وقد جمع بين الدين والدنيا" (4)

ظل الإخوان وكثير من الغيورين من أبناء الشعب المصري يرسلون لرئاسة الوزراء وشيخ الأزهر ووزارة الداخلية من أجل العمل على حفظ الآداب العامة ومحاربة العري والسفور في الشوارع وفي الشواطئ وفي المتنزهات والضرب بيد من حديد على المجلات التي تنشر صور النساء عاريات. حتى أنهم وقفوا خلف النائب محمد قرني عندما طالب مجلس النواب بسن تشريع لأزياء النساء وأخذوا يراسلون لجنة الشئون الدستورية بتأييد هذا الاقتراح. (5)

الإخوان وقضية الحجاب

اهتم الإخوان في أدبياتهم بشئون المرأة والعناية بها وفق الشرائع الإسلامية والخصوصية التي أفردتها للمرأة. ولذا دافع الإخوان عن قضية حجاب المرأة بكل وسيلة سواء عبر الخطب أو الصحف أو المجلات أو المؤتمرات والندوات أو تحت قبة البرلمان.

كما جاءت كتاباتهم منددة بالسفور والعري الذي انتشر وسط نساء المسلمين وطالبوا بتربية النساء على الالتزام بالحشمة وستر العورات والحجاب. وإن كانت كاتبات الشيخ حسن البنا جاءت قليلة في معنى الحجاب إلا أن القضية أخذت حيزا كبيرا لدى الإخوان بعد ذلك وتأكيد شرعية الحشمة ولبس الحجاب للمرأة ومحاربة التبرج والرد على من يطالب بحرية المرأة في الخروج عن شرع الله.

فنجد أن الإمام البنا يكتب قوله:

ويقول الذين لا يعلمون: إنه ضيَّق عليها الخناق، ومنعها الاختلاط، وحبسها فى المقاصير، وضرب عليها الحجاب، وحرم عليها التبرج، وفى ذلك عنتٌ ما بعده عنت، وإرهاق ليس وراءه إرهاق، ويقول الراسخون فى العلم: على رسلكم أيها المغالون، وماذا جنت المرأة من الاختلاط بالأجانب، والتسكع فى الشوارع، والغلو فى الزينة، والإسراف فى التبرج إلا الكساد والبوار والعار؟ وهل من الخير أن تغيروا خلق الله وهو على ذلك جبلها، مكانها البيت، ومملكتها الأسرة، ورعيتها البنون والبنات ووظيفتها الأمومة "والجنة تحت أقدام الأمهات" (6)

وقف حسن البنا مع تعليم المرأة فلم يحجر الأمر على الرجال دون النساء لكنه مع ذلك طالب بأن يكون التعليم مناسبا لطبيعتها بعيدا عن الاختلاط، فيقول: أيها القوم جميعًا: أما تعليم البنت وتثقيفها وتهذيبها وتربيتها فأمر لا نجعله محل نزاع فيما بيننا، وليس هو من شئون بحثنا. وأما سفورها أو حجابها واختلاطها أو اعتكافها فلنا فيه كلام. (7)

ويضيف أيضا مشددا على قيمة المرأة في المجتمع الإسلامي بقوله:

ويقول حسن البنا: وإنما يكون كمال المرأة ورقيها إذا استطاعت أن تكون فتاة عفة طاهرة راجحة العقل نبيلة العاطفة سامية الغاية والمطمح صحيحة الجسم والروح، وزوجًا مخلصة وفية، يجد فيها زوجها ما يملأ فراغ قلبه ويصل إلى مقر الطمأنينة من نفسه ويدبر شئون الحياة في بيته، وأمًا برة صالحة تقدم للإنسانية رجالاً فضلاء، ذاك هو كمال المرأة الصحيح الذي إذا وجدت السبيل إليه فقد وفقت إلى كل خير.. فما الوسائل إلى هذه الغاية؟. (8)

وأفاض محمد حلمي نور الدين عضو مكتب الإرشاد بقوله:

دعونا نعلم الفتاة الاعتزاز بكرامتها دعونا نحافظ على شرفها أن يثلم، وعرضها أن يهتك وحجابها أن يتبذل وإذا كانت دعوتكم قد نجحت بعض النجاح فوجدت من بعض فتياتنا آذانًا صاغية فلا شك من أنهن سيفقن من غشيتهن ويرجعن عما هن فيه (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) "الرعد: 17" (9)

وكان لاهتمام قسم الأخوات المسلمات بقضية الحجاب والحشمة شأن عظيم، حتى أنهن أقمن معرض للملابس الإسلامية وأغطية الرأس وغيرها من المنتجات في يوم الأربعاء 9 من المحرم 1368 الموافق 10 من نوفمبر 1948م والذي استمر أسبوعا وخصص إيراده لتنفيذ أغراض الدار الخيرية.

الحجاب وتطور شكله

قضية الحجاب لم تطفوا بالصورة الحالية ولا بالشكل الحالي في عهد الإمام البنا وحتى خروج الإخوان من سجونهم في منتصف السبعينيات حتى بدأ شكل الحجاب يظهر بشكله الحالي. فقد كانت المرأة ترتدي الملاءة أو البرقع أو غطاء الرأس أو الإيشارب وهو ما ظهرت عليه كثير من الأخوات في صورهن، إلا أن القليل اترتدى الحجاب المعروف بشكله الحالي، لأن ذلك كانت سمة نساء مصر.

لكن بعض نساء بعض الفئات سواء من الطبقة العليا أو البرجوازية التي نالت حظوة من التعليم لم يرتدين الحجاب أو غطاء للرأس ومع ذلك كانت ملابس الحشمة تسيطر عليهم، إلا من بعض النساء الذين كانوا يتاجرون بأجسادهن أو يسايرون الثقافة الغربية حيث خلعن أكثر مما اردين من ملابس، وظهر بعضهن على أغلفة المجلات والصحف وهو ما حدى بالإخوان محاربة تلك الأصناف خوفا على تفشى الظاهرة وسط نساء المسلمين.

يقول الباحث حسام تمام:

لم تكن الدعوة الإسلامية فترة الشيخ البنا تتكلم وقتها عن شكل أو نمط محدد للباس المرأة، إلا ما كانت ترفضه من ملابس نساء النخبة والطبقات المترفة المستغربة، التي كانت تقلد المستعمر وتتماهى معه. ودون ذلك لم يكن هناك استقطاب بشأن الزي ولباس المرأة. فغالبية المجتمع كانت نساؤه محتشمات يقترب لباسهن من مواصفات الحجاب الشرعي، إذا ما أردنا توصيف الحشمة والستر في قائمة مواصفات مفصلة.

يؤرخ بنهاية الستينيات وعقد السبعينيات من القرن الماضي كبداية لانتشار ما صار يعرف بـ"الحجاب"، وارتفاع الدعوة إليه لباساً شرعياً، بل اللباس الشرعي الوحيد للمرأة المسلمة على مدى واسع في بلد كمصر. في هذه الفترة كانت البلاد تعيش موجة واسعة للعري والابتذال، الممنهج أحياناً عبر بعض التيارات اليسارية العلمانية المتطرفة، وهو ما ظهر جلياً في الأعمال الفنية التي كانت تمثل خرقاً وتعدياً على ثقافة الستر والاحتشام التي تربّى عليها المجتمع. (10)

غير أن الأستاذ وفاء مصطفى مشهور أزالت اللثام عن طريقة الحجاب الذي ارتدته الأخوات المسلمات في عهد الإمام البنا والهضيبي فقالت:

(منذ طفولتي وأنا أرى والدتي بحجابها المميز هي وبعض زوجات الإخوان، وعلمت أنه منذ بداية تأسيس قسم الأخوات في بداية الأربعينيات اتفق الأخوات على طريقة معينة لغطاء الرأس وكانت عبارة عن طرحة طويلة وتلف حول الرأس أكثر من مرة بطريقة معينة بالإضافة إلى "البالطو" المعروف والذي كان طوله يصل إلى قرب القدم مع لبس جورب سميك لتغطية ما قد يظهر من القدم، وقد كان هذا في الوقت الذي لا يعرف فيه الحجاب بمفهومه الشرعي وما كان يوجد من احتشام حينئذٍ يعتبر من العادات والتقاليد).

وتضيف:

انتشر بين بنات وزوجات الإخوان في منتصف الستينيات "الكاب" والإيشارب الكبير، حتى إنه قبل أن تظهر موضة ما سمي بـ"الماكسي" كنا نرتدي الثياب الطويلة .

وفي بداية السبعينيات كانت أكثر فترة شهدت تطورًا لحجاب الأخوات للأحسن، وكما قلت إن في هذه الفترة انتشر بين بنات وزوجات الإخوان "الكاب" والبالطو الطويل مع البنطلون والإيشارب الكبير، ومع ازدياد الوعي والصحوة ظهر مباشرة الخمار والجلباب، والتزمت به عدد كبير من بنات وزوجات الإخوان خاصةً في الجامعة، حتى أنه كان يباع في المعارض الطلابية الخمار والجلباب، وعرف بأنه زي للأخوات. (11)

وقد ذكرت الأستاذ سلوى مصطفى مشهور كيف تعاملت أمها مع قضية حجاب ابنتيها في عهد عبد الناصر بتمسك شديد بفرضية الحجاب، فتذكر أن أمها الحاجة زبيدة عبدالحليم مشهور عام 1965 م كانت ابنتيها وفاء وسمية ترتديان الحجاب، غير أن هذا الوضع لم يرق لمدرسة العربي ومدرسة الإنجليزي فأمرتهما بخلعه، كما كانت مديرة المدرسة تنتظرهما على الباب الرئيسي للمدرسة لتجبرهم على خلع الحجاب، وكانتا تذهبان وتشكوان لأمهما ما يحدث لهما، فكانت تحثهم على الصبر وتحمل المسئولية، كما أنها ذهبت إلى مديرة المدرسة

وقالت لها:

"إنني مصرة على أن ترتدي ابنتيّ الحجاب، وإلا فأنا استغني عن المدرسة، وتكملة تعليمهما، فاستجابت المديرة على أن يكون الحجاب طرحة بيضاء، وكانت هذه الزيارة فتحًا مبينًا حيث طالبت الطالبة يسرية الشناوي بمساواتها في ارتداء الحجاب مثل وفاء وسمية فوافقت المديرة". (12)

وهو ما ذكرته وفاء بنفسها فقالت:

"ارتدَيتُ أنا وأخواتي سلوى وسمية الحجاب في السن الشرعية للفتاة، بل إن أختي سمية ارتدته معي، وهي أصغر سنًا حيث كانت في الصف الخامس أو الرابع الابتدائي، وكان هذا في أوائل الستينيات، وأذكر عندما كنت في الصف الأول الإعدادي بمدرسة "سراي القبة" سنة 1965م وكنت الوحيدة في المدرسة بأكملها التي ترتدي الحجاب حتى إن مديرة المدرسة كانت تنزعه من على رأسي عنوةً، ونتيجةً لحرص الوالد وتوصياته ذهبت والدتي إلى المديرة، وأصرَّت على ارتدائي للحجاب، وقالت: لا بدَّ أن تظل ابنتي بالحجاب، ولكم فقط ما تطلبون من لونٍ معين". (13)

حاول الإخوان في بداية الخمسينات العمل بالتوزاي مع بناء الوطن خاصة بعد ثورة 23 يوليو واستمروا على منهجهم في الدعوة – رغم ما حدث من أزمات داخل الجماعة – إلا أنهم اصطدموا بمجلس قيادة الثورة العسكري خاصة عبد الناصر الذي رأى أن الدين ليس من أولويات حكمه، فكان أول ما فعله هو ضرب المعارضين له سواء من داخل الجيش أو من المدنين، حيث زج بالإخوان في السجون عام 1954م وظلوا فيها حتى وفاته عام 1970م وتولى السادات.

الغريب أن عبد الناصر في تسجيل له في الستينيات حاول تشويه صورة الإخوان بأنهم طلبوا منه فرض الحجاب على المرأة المصرية فرفض وقال للهضيبي حجب بنتك أولا. (14) وهو ما يبدو أن عبدالناصر كان يكذب ويختلق الكذب خاصة وأن ما قاله كان في يوليو 1960م، وأن أحد لن يستطيع الرد عليه وتفنيد كذبه لوجود الهضيبي والإخوان في السجون.

والدليل أن بنات الهضيبي كن جميعا محجبات ما ذكرته عالية الهضيبي إنها تشعر بفخر واعتزاز لا يوصفان؛ حيث إنها كانت لسنوات كثيرة الوحيدة التي ترتدي الحجاب في الجامعة، أما الآن ترى الآلاف والآلاف مختمرات ومحجبات، وهو ما زاد من انتمائها وفخرها بهذه الدعوة. (15)

ويضيف عصام تليمة:

أما الدلالة القوية على كذب عبد الناصر، فهو أن هذا الرأي والفقه لم يكن من آراء الهضيبي، ولا الإخوان وقتها، فليس في أدبيات الإخوان في هذا التوقيت أي نص يفيد بفرضهم الشريعة للتطبيق، أو فرض الفرائض على المجتمع سواء حكموا أم لم يحكموا، فتراث البنا يخلو تماما من ذلك، وهو مرجع الإخوان في ذلك. (16)

كما أن الهضيبي صرح على العموم حول تطبيق الشريعة أنهم لا يلزمون أحد بها ويجب أن يستفتى الشعب عليها، والشريعة أمر أعم وأشمل من موضوع الحجاب، مما وضح كذب عبد الناصر

حيث يقول الهضيبي:

(أرى أن تستفتى الأمة أولا في دستورها الجديد؛ وهل هي تختار شرائع الإسلام أم شرائع الغرب، فإذا رأت الأمة أن تُحكم بالإسلام، كان على اللجنة التي تشكل لصياغة الدستور أن تنفذ ذلك، وأن تلتزم به، ولم تعد مطالبتها بالتزام الشريعة استجداء لا يليق بالإسلام، ولا بالأمة المسلمة، وإذا رأت الأمة أن تُحكم بشرائع الغرب، وهو رأي لا يمكن أن يقول به مسلم، عرفنا أنفسنا، وعلمنا الأمة أمر ربها، وما يجب عليها) (17)

بل إن الشعبو القانونية بجماعة الإخوان وضعت نموذج لدستور البلاد فلم تذكر فيه فرض الشريعة الإسلامية على الشعب، بل إن المادة (89) أقرت أن لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير.

الحجاب وانتشاره في السبعينيات

كانت هزيمة 1967م ضربة قاصمة في أحلام الشباب المصري الذي خدعته شعارات الناصرية الزائفة، فاستيقظوا على دولة مهترأة ضعيفة وشعارات جوفاء، ولذا تحركوا في مظاهرات – لأول مرة – ضد النظام الناصري، وهي المظاهرات التي شارك فيها عدد كبير من شباب الجامعات.

لم تكن الحرب قاصمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل كانت أيضا قاصمة للشيوعية التي كان يعمل من أجلها النظام الناصري، وتيقن المجتمع المصري بأهمية العودة إلى الدين وإلى الالتزام وحشمة النساء خاصة في الوقت الذي كانت تخرج النساء والبنات بصورة مبتذلة لا يغطون من اجسادهن أكثر مما يكشفون، وإن رأيت فتاة محجبة فتمشي بين الناس وهي غريبة.

استيقظ الشعور الديني ونفض الشباب غبار الناصرية واتجهوا إلى الالتزام حيث صاحب ذلك بداية خروج أنصار التيار الإسلامي من السجون بداية عهد السادات، والذي سمح لهم بالعمل لمواجهة الفكر الشيوعي الماركسي.

انضم عدد كبير من الشباب للحركة الإسلامية في الجامعات في السبعينيات وبرز منهم أعداد كثيرة منهم عصام العريان وحلمي الجزار وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد المقدم وغيرهم الذين برزوا في الجامعات وعملوا على عودة الطلاب إلى دينهم فانتشر الحجاب

وهو ما ذكره الدكتور عصام العريان بقوله:

ويذكر فيه أنه التحق بكلية الطب عام 1971، ولم تكن هناك سوى زميلة واحدة محجبة بالكلية -على حد تعبيره، ثم، وفي ظرف خمس أو ست سنوات من العمل الدعوي، انتشر الحجاب بين نصف أو ثلث فتيات الكلية دون إكراه. (18)

انتشر الحجاب بين الطالبات ومنه لنساء مصر حتى عاد السمت الإسلامي إلى وجه المجتمع المصري، غير أن الحكومة ظلت تحاربه خاصة في المؤسسات الرسمية كالمدارس والجامعات وغيرها. دعى ذلك نواب الإخوان لتوصيل قضية الحجاب إلى مجلس الشعب وطرحه للمناقشة وأخذ التدابير التي تحافظ عليه.

حيث قدم النائب مصطفي محمد مصطفي سؤال لوزير الإعلام عن تفشي ظاهرة منع المذيعات المحجبات من العمل كمذيعات ونقلهن للعمل الإداري، وأن هناك أكثر من 24 مذيعة صدر بحقهن قرار منع من العمل كمذيعات بعد ارتدائهن الحجاب منهن تسعة في تليفزيون محافظة الإسكندرية.

كما قدم النائب حسنين الشورة سؤالا لرئيس الوزراء ولوزير الإعلام عن استمرار عدم تمكين المذيعات المحجبات من الظهور على الشاشة بالرغم من حصولهن على أحكام قضائية بأحقيتهن في العودة إلى ممارسة عملهن خاصة أن ارتداء الحجاب لا يخل بقوانين الاتحاد . وتساءل النائب : لماذا كل هذه الهجمة الشرسة علي الحجاب ؟ وقال النائب : إنه في الوقت الذي يعج به التليفزيون المصري والقنوات الفضائية المصرية والعربية بمظاهر العرى والإسفاف كان الأمر يتطلب تشجيع الفضيلة وليس محاربتها. (19)

أمر هام

لم يطالب الإخوان المسلمين بفرض الحجاب على نساء الأمة، لكنهم طالبوا بتربية النساء على شرائع الإسلام، في الوقت الذي طالبوا باستفتاء الأمة على تحكيم شرع الله أولا قبل أى إجراء.

فقد كتب الأستاذ صالح عشماوي – وكيل جماعة الإخوان المسلمين – منددا بالحركات الإسلامية التي تريد أن تحبس المرأة في البيت خلف سبعة أبواب، فقال: ومن المؤلم حقا أن يختلف المتدينون في موقف الإسلام من المرأة فبينما نرى جماعة إسلامية في مصر تنادي بالحجاب الكامل وغطاء الوجه وتحض على بقاء المرأة وراء سبعة جدران لا يكاد يراها إنسان أو ترى إنسانا. (20)

فقد كان سبب انشقاق بعض الإخوة في صيف 1937م وعلى رأسهم الأستاذ محمد عزت حسن عضو مكتب الإرشاد أنهم طالبوا الأستاذ البنا بإلزام المرأة بحدود الإسلام، في عدم التبرج والاحتشام.

كما أنهم رأوا أن الإخوان لم يتخذوا إجراء ما في شأنه؛ مكتفين بدعوة المرأة إلى ذلك بالنصيحة والكلام دون العمل، ورؤيته أن يسلك الإخوان بصدد هذا الأمر الخطير مسلكًا عمليًا، بأن يوزع الإخوان أنفسهم في شوارع القاهرة ومع كل منهم زجاجة حبر، كلما مرت أمامه فتاة أو امرأة متبرجة ألقى عليها من هذا الحبر، حتى يلطخ ملابسها فيكون هذا رادعًا لها. (21)

مما دفع الأستاذ البنا للرد عليهم موضحا أن دعوة الإخوان تلتزم بالدعوة والقول الحسن والتدرج في التربية والتغيير، وأن الإسلام لم يجبر الناس على الإيمان به أو بشرائعه

ولذا جاء رد الإمام البنا على هؤلاء بقوله:

تريدنا يا عزت أفندي أن نتعجل المنهاج ونسرع الخطى، فنناجز الناس العداء وننبذ إليهم على سواء، ونضع بذلك الدعوة في ميزان لم يستبن لنا فيه وجه النصر ولو من بعيد، ونقامر بجهود مثمرة وبآمال تلوح مزهرة في سبيل الله.
لا لا يا عزت أفندي، ادع إلى سبيل ربك بالحكمة وما أظن الحكمة في القول دون العمل ولعلها بالعمل ألصق ولا سيما في الخطوة الحاسمة. وأقول لك إن ما فعله الإخوان إلى الآن فيما أعتقد مستمد مما فهموا من كتاب الله، ومما علموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما ألقي في روعهم أنه سنة الله في عباده ويرجون أن يكون عملهم في ذلك من العمل الصالح ولله الأمر من قبل ومن بعد. (22)

وعقد اجتماع حضره كل ما طالب الإمام بإجبار المرأة على الحشمة فقال لهم: وبخصوص المرأة أن ما يطلبه سيضع من قام به للمساءلة القانونية والحبس ومن ثم لابد من التدريج في الدعوة. (23)

ويؤكد ذلك الاتجاه الدكتور شعيب الغباشي بقوله:

اهتمت صحافة الإخوان بمنزلة المرأة فى الإسلام، وتناولت العديد من القضايا التى تخص المرأة وكانت أبرز هذه القضايا هى قضية الحجاب والسفور، ودافعت عن الحجاب، لكن في نفس الوقت طالبوا أن يكون ذلك دون حرمانها من حقها الطبيعى فى التمتع بالحياة، أو إجبارها أو حبسها إذا لم ترتدي الحجاب، فهو وإن كان فريضة إلا أنه دون إجبار، والمطلوب هو تعامل المرأة فى حدود الآداب السامية والسياج الخلقى الإنسانى، وأن القضية ليست هى الحجاب ذاته وإنما هى المحافظة على المرأة. (24)

كما كتب محمد عبد الحميد أحمد – أحد القيادات المؤسسة لقسم الطلبة في الإخوان - يوضح أن الأمة تستنكر الأصوات التى تدعوا بتحرير المرأة ومساواتها بالرجال فى كل مرافق الحياة دون مراعاة لأصول دين ولانظام، حيث انطلقت الصحف تنشر الصور التى تدعوا للفاحشة، مما دفع الإخوان وشباب العروبة بمقاطعة هذه الصحف والحث على عدم اقتنائها، وذكر بأن المرأة التى تتمرد على الحجاب إنما تثور على كرامتها، وأخذ يحذر المرأة ممن يسمون أنفسهم أنصار تحرير المرأة. (25)

بل إن الدكتور رشاد البيومي – نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين – صرح "بأن الحرية الشخصية للمواطنين مكفولة وأن الجماعة لا يمكنها التدخل في زى أى امرأة وأن الإخوان سيسعون من خلال الإقناع إلى الدعوة إلى قيم الدين الحنيف".

وقال البيومى فى تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" إن الحرية الشخصية لكل امرأة مكفولة وأن منهج الجماعة قائم على الدعوة إلى التزام المرأة بالزي الإسلامي والحجاب من خلال الإقناع وفقا للآية الكريمة "وليضربن بخمرهن على جيوبهن"، وأن المرأة التي لن تلتزم لا يمكن إجبارها على ما ترفضه وحسابها على الله، مشيرا إلى أن هذا هو موقف الإخوان من مختلف القضايا المتعلقة بالدين. (26)

المراجع

  1. حسن المصطفوي: كتاب تحقيق في كلمات القران الكريم، جـ2، مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، 1416هـ، صـ194.
  2. عفيفي عطوة: جريدة الإخوان المسلمين، السنة الأولى، العدد 15، 1 جمادى الآخرة 1352هـ - 21 سبتمبر 1933م، صـ12.
  3. المرجع السابق: السنة الثانية – العدد 17 – جمادى الأولى 1353هـ / أغسطس 1934م.
  4. حسن البنا: إلى صاحب الدولة وزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء حضرة صاحب الدولة الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا، مجلة الإخوان المسلمون، السنة الرابعة – العدد 8 – 12 ربيع الأول 1355هـ / 2 يونيو 1936م– صـ9.
  5. مجلة الإخوان المسلمون: العدد (1)، السنة الأولى، 17 شعبان 1361ه - 29 أغسطس 1942م، صـ12.
  6. حسن البنا: كيف أنصف القرآن المرأة، جريدة الإخوان المسلمين اليومية – السنة الأولى – العدد 83 – 11 رمضان 1365هـ - 8 أغسطس 1946م، صـ3.
  7. حسن البنا: جريدة الإخوان المسلمين، العدد (8)، السنة الأولى، 11 ربيع الثانى 1352ه/ 3 أغسطس 1933م، صـ19.
  8. المرجع السابق: السنة الثالثة – العدد 2 – 20 محرم 1354هـ - 23 أبريل 1935م.
  9. المرجع السابق: السنة الثانية – الأعداد 1، 3 – محرم، صفر 1353هـ - مايو 1934م.
  10. حسام تمام: الإسلاميّون ولباس المرأة: من الحشمة إلى الحجاب ثمّ النقاب، 2 نوفمبر 2009
  11. هدى عبده: وفاء مشهور تتحدث عن: جهود الإخوان في نشر الحجاب، 23 نوفمبر 2019
  12. عبده دسوقي: عمالقة في زمن النسيان، مؤسسة منارات للتوزيع والنشر والترجمة، 2010م، الجزء الأول، صـ214.
  13. عبده دسوقي: عمالقة في زمن النسيان، مؤسسة منارات للتوزيع والنشر والترجمة، 2010م، الجزء الأول، صـ214.
  14. أنظر خطاب عبدالناصر: صدى البلد - فيديو نادر لـ الزعيم جمال عبد الناصر يسخر من طلب مرشد الإخوان بفرض الحجاب، 20 سبتمبر 2018
  15. مؤتمر الأخوات المسلمات.. تغطية شاملة، 2 يوليو 2011
  16. عصام تليمة: هل طلب الإخوان من عبد الناصر فرض الحجاب في مصر؟!، 8 يونيو 2017
  17. مجلة (المسلمون) الشهرية: العدد الثاني، السنة الثانية، ربيع الآخر سنة 1372هـ ـ ديسمبر سنة 1952م. صـ 103.
  18. عصام العريان يتحدث عن دور الإخوان فى نشر الحجاب: 20 يوليو 2019
  19. عصام العريان يتحدث عن دور الإخوان فى نشر الحجاب: 20 يوليو 2019
  20. الإخوان في برلمان 2000، دراسة تحليلية لأداء نواب الإخوان المسلمين، في برلمان 20002005، المركز الدولي للإعلام.
  21. محمد عبد الجواد محمد، مشهور مصطفى مشهور: حياة مصطفى مشهور كما عاشتها أسرته، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1426ه- 2005م، ص(64).
  22. جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الخامسة – العدد 23 – 29 رمضان 1356هـ - 12 نوفمبر 1937م.
  23. محمود عبد الحليم – مرجع سابق، صـ167.
  24. شعيب الغباشى: صحافة الإخوان المسلمين دراسة فى النشأة والمضمون، دار التوزيع والنشر الإسلامية 1421هـ، 2000م، صـ 205.
  25. الإخوان المسلمون: العدد 118 السنة الرابعة، 8 شوال 1365هـ، سبتمبر 1946م، صـ 6.
  26. الاخوان المسلمون :لا لفرض الحجاب.. وشرب الخمور حرية: 11 ديسمبر 2011