سراى آل لطف الله (فندق الماريوت) والمؤتمر الخامس للإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٤:٥٦، ٣ سبتمبر ٢٠٢٢ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (حمى "سراى آل لطف الله (فندق الماريوت) والمؤتمر الخامس للإخوان" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سراى آل لطف الله (فندق الماريوت) والمؤتمر الخامس للإخوان
أماكن لها تاريخ في ذاكرة الإخوان


إخوان ويكي


مقدمة

كثير من الأماكن في مصر وغيرها من البلاد شهدت الكثير من الأحداث التي مرت بها جماعة الإخوان المسلمين وظلت شامة في ذاكرة تاريخها ومنها سراى الجزيرة أو سراي آل لطف الله أو ما أصبح فيما بعد فندق الماريوت بالزمالك.

تاريخ السراي

في جزيرة طينية وسط النيل كان يتخذها الصيادون مكانا لانطلاق رحلات صيدهم، بل وتخزين أدوات الصيد فيها، وكان يكثر فيها الأكواخ الخشبية والعشش، كما كانت سوقا يباع فيها ويشترى كل شيء، كانت ترقد سراى الجزيرة التي شهدت احتفال افتتاح قناة السويس ، وكانت انطلاقة جزيرة الزمالك الساحرة فيما بعد.


ففي الوقت الذي كان فيه الأمراء يعيشون في حي الأزبكية وجاردن سيتي لقربهما من مقر الحكم في عابدين، كانت الجزيرة مكانا مهملا، حتى لفتت أنظار الخديوي إسماعيل الذي استقدم مهندسين من فرنسا وإيطاليا لتخطيط وبناء الحي بجانب "سراي الجزيرة" التي بناها علي مساحة 60 فدانًا وشهدت احتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869.


بنى الخديوي إسماعيل قصر الجزيرة عام 1869 ليكون المقر الرسمي لضيوف احتفالات افتتاح قناة السويس وخاصة ضيفة الشرف الامبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث، وقد صمم القصر المهندس المعماري الألماني جوليوس فرانز وقام بأعمال الديكور المهندس "كارل فون ديتش" الذي جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات وإكسسوارات من باريس و برلين في ذلك الوقت. وبلغت تكلفة بناء السراى في عام ١٨٦٩ نحو ٨٩٨٦٩١ جنيها.


ويعد "سراي الجزيرة"، الذي يطل على النيل، أحد معالم حي الزمالك التاريخية وما يضم بداخله من ذكريات لحفلات وأفراح أنجال العائلة المالكة فكان يتسع إلى 5000 شخص. فكانت شاهدًا على زواج أربعة من أولاد الخديو إسماعيل، والذى أقيم في يوم واحد، وهم الأمير توفيق، والأمير حسين كامل، والأمير حسن، وابنته الأميرة فاطمة التى تزوجت الأمير طوسون باشا نجل سعيد باشا


وفي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديوي إسماعيل وتم تحويله إلى فندق قصر الجزيرة، وبعد انهيار الحركة السياحية في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى قررت الشركة المالكة بيع القصر في عام 1919 إلى أحد الأمراء اللبنانيين وهو الأمير حبيب لطف الله الذي حوّله إلى سكن خاص.


وفي عام 1962 تم تأميم القصر وتحويله مرة أخرى إلى فندق باسم فندق عمر الخيام ثم في بداية السبعينيات تولّت شركة ماريوت العالمية إدارة الفندق. (1)


المؤتمر الخامس للإخوان بسراى لطف الله

في عام 1919م اشترى الأمير حبيب لطف الله اللبناني سراى الجزيرة التي بناها الخديو إسماعيل واتخذها سكنا خاص فترة من الزمان، قبل أن يسمح لاقامة الحفلات الكبيرة والمؤتمرات فيها. ولقد اعتاد الإخوان أن يقيموا مؤتمرهم العام فى إجازة عيد الأضحى المبارك، وذلك منذ مجلس الشورى الثالث 1935م. وبدءًا من مجلس الشورى الرابع الذى عقد عام 1936م ظهرت تسمية "المؤتمر" بدلا من "مجلس الشورى".


وأصبح هناك اجتماعان متزامنان هما:


مجلس الشورى وهو خاص بالإخوان من أعضاء الشورى، والآخر المؤتمر وهو خاص بالإخوان وغيرهم، كما تم الاتفاق على عقد مؤتمر الإخوان كل عامين، وعقد مجلس الشورى كل عام، وفى العام الذى يعقد فيه الاثنان يتم عقد مجلس الشورى أولا، وتكون جلساته سرية، ثم يعقد المؤتمر بعد ذلك. (2)


وجاء المؤتمر الخامس فى شكل جديد؛ حيث تزامن مع الذكرى العاشرة لميلاد الجماعة؛ فكان بمثابة تعريف جديد للجماعة حيث اعتُبر هذا المؤتمر بداية دخول المرحلة الثانية من حياة الجماعة. كان بسبب هذا التحول في التفريق بين مجلس الشورى الخاص ومؤتمرات الإخوان العامة أن احتاج الإخوان لمكان فسيح يستطيع استيعاب الحضور في أول مؤتمر علني كبير للجماعة.


فوقع اختيارهم على سراى آل لطف الله والتي كانت تُستأجر في هذا الحين للمؤتمرات الكبيرة، فتواصل الإخوان مع أصحاب السراى وقاموا باستأجرها ليوم 13 من ذى الحجة 1357هـ الموافق 2 فبراير 1939م، وقد أخذت مجلة النذير فى الإعلان عن هذا المؤتمر قبل بدايته بما يقرب من شهر


حيث كتبت:


"أروع مؤتمر لأروع دعوة، كلمة الحق الداوية، منبر الدعوة الصريحة، الإخوان المسلمون يقررون ويعلنون، المؤتمر العام، أكبر عرض لمندوبى فرق الإخوان المسلمين، بمشيئة الله وفضله سيعقد المؤتمر العام للإخوان المسلمين فى هذا العام فى أيام عيد الأضحى، وسيحضره مندوبو جميع الفروع والشعب فى القطر المصرى وفى الخارج" (3)


انعقد المؤتمر فى تمام الساعة السادسة مساء يوم 13 من ذى الحجة 1357هـ الموافق 2 فبراير 1939م بحضور الآلاف من الإخوان والمهتمين بالشأن الإسلامى فى مصر، والذي قام بتقديم الضيوف الأستاذ أحمد السكري، وتحدث فيه على إسلام باشا عن أهمية العناية بالصناعة من أجل الفقراء، كما تحدث فيه الإمام البنا وأعلن فيه استراتيجية الجامعة في الفترة القادمة.


وقد اهتمت بمتابعة أخبار المؤتمر صحف الأهرام ومنبر الشرق والصدق وغيرها من الصحف التي نشر وقائع المؤتمر داخل سراى آل لطف الله. (4)


محاولة عقد المؤتمر السادس للإخوان بالسراى

بعد عقد المؤتمر الخامس عام 1939م ظهرت قوة الإخوان كأكبر جمعية إسلامية منظمة فى مصر، وعندما قامت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939م كان موقف بريطانيا وحلفائها فى بداية الحرب ضعيفًا أمام دول المحور.


في هذه الظروف حل الموعد الدورى لمؤتمر الإخوان الذى تقرر عقده كل عامين فى إجازة عيد الأضحى المبارك، لكن الأمور لم تسر على المعتاد، حيث إن هذا المؤتمر جاء فى ظروف استثنائية، وفى وقت كانت الأجواء ملبدة بالغيوم؛ إذ كانت الأحكام العرفية قد فرضت على البلاد مع قيام الحرب العالمية الثانية.


ونظرًا للحشد الكبير الذى يحضر المؤتمر العام من الإخوان المسلمين من كافة أنحاء القطر المصرى فقد تخوف رئيس الحكومة حسين سرى من هذا المؤتمر فى ظل تلك الأجواء؛ خاصة أن الشارع المصرى كان معبأ ضد الإنجليز بسبب سياستهم القمعية ضد الشعب وقياداته. وكان الإخوان يعقدون مؤتمراتهم قبل فرض الأحكام العرفية بدون تصاريح رسمية من الحكومة، إلا أنه فى ظل هذه الأحكام أصبح لا بد من الترخيص لأى اجتماعات أو مؤتمرات من الحاكم العسكرى.


وجاء ميعاد المؤتمر فى ذى الحجة سنة 1359هـ - يناير 1941م، وتقدم الإخوان طبقًا لقانون الأحكام العرفية بطلب للحاكم العسكرى بالتصريح لهم لعقد مؤتمرهم فى سراى آل لطف الله بالجزيرة التى عقد بها المؤتمر الخامس فلم يوافق على ذلك الحاكم العسكرى، فطلبوا منه عقده بالأزهر الشريف فرفض ذلك أيضًا، فطلبوا عقده بدار الشبان المسلمين بالقاهرة فلم يوافق.


لكن الإخوان واصلوا الاتصالات مع الحكومة لعقد المؤتمر، وتدخلت كثير من الشخصيات الوطنية المحبة للإخوان من المسلمين والمسيحيين على السواء لدى الحكومة لإقناعها بعقد المؤتمر، حتى فقد الإخوان الأمل فى عقد المؤتمر، وفى آخر لحظة استطاع الوسطاء إقناع الحكومة بإعطاء ترخيص للإخوان بعقد المؤتمر، بشرط ألا يحضر من كل شعبة أكثر من اثنين وأن يعقد المؤتمر بدار الإخوان.


وكانت دار الإخوان بالحلمية لا تتسع لأكثر من ألفى شخص، لكن الإخوان وافقوا على ذلك منعًا للصدام مع الحكومة. ورغم الرقابة المفروضة على الصحف بحظر نشاط أخبار الإخوان فى هذه الفترة، إلا أن بعض الصحف أشارت على استحياء للمؤتمر؛ مثل جريدة الوفد المصرى. (5)


ومع رفض الحكومة لعقد المؤتمر في سراى لطف الله، إلا أن المؤتمر عقد في المركز العام للإخوان بالحلمية فى يوم الخميس 11 من شهر ذى الحجة المبارك سنة 1359هـ الموافق 9 من يناير 1941م توافد على دار الإخوان المسلمين بالحلمية أكثر من خمسة آلاف شخص من كافة أنحاء القطر المصرى لحضور المؤتمر الدوري السادس. (6)


حفل الإخوان لتكريم نواب البرلمان في السراي

اهتم الإخوان بالتعليم ورأوا فيه سبيلا لنهضة الأمة وعدم تبعيتها للأخرين، كما رأوا من صميم النهضة الأخذ بالمفاهيم التعليمية الصحيحة للإسلام، بأن يتعلم الأولاد أمور دينهم وتكون مادة أساسية في برامج تعليمهم حتى تعظم وطنيتهم وحفظهم على هويتهم الإسلامية والعربية، ولذا طالب الإخوان بجعل مادة التربية الدينية مادة أساسية وليست هامشية.


وفي أغسطس سنة 1935م اجتمع لإخوان عدد كبير من عرائض المطالبة بالتعليم الديني في المدارس، ومن ثم ألفوا وفداً كبيراً في مقدمته فضيلة الشيخ محمد عبد الله دراز المدرس بالأزهر والأستاذ الشيخ حامد عسكرية وكيل جماعة الإخوان والشيخ عبد الرحمن دراز عمدة محلة دياي حينذاك رحمه الله والشيخ عبده أحمد حسن المدرس بالمعارف الآن وبعض العمد والوجهاء، وذهبوا إلى الإسكندرية حيث كانت الوزارة.


يقول البنا:


طلبنا مقابلة سعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء، وقدمنا له صورة من هذه العرائض فناقشنا فيها ثم قال إنها من اختصاص رئيس الديوان وكان إذ ذاك على باشا ماهر، ولما لم نجده تركنا له منها صورة وأوصينا بها معإلى سعيد ذو الفقار باشا رحمه الله خيراً.


"وقابلنا فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي وكان لنا معه حول المبدأ في ذاته حديث طويل ونقاش بلغ أحياناً درجة من الحرارة. وقابلنا نجيب الهلالي باشا وحققنا بعض النجاحات بتقرير بعض الأمور الخاصة بالدين في التعليم. وفي مجلس النواب بعد ذلك تقدمت لجنة المعارف وعززها الأستاذ سعد اللبان بتقرير تناصر فيه فكرة جعل الدين مادة أساسية.


ولذلك قرر الإخوان إقامة حفل كبير في سراى لطف الله في جمادى الأول 1357هـ الموافق يونيو 1939م لدعم النواب المطالبين بجعل الدين مادة أساسية مع تطوير التعليم بما يتناسب مع قيمنا الإسلامية.


وفي الحفل اجتمع النواب والشيوخ المحترمين في صعيد واحد بغض النظر عن حزبيتهم وألوانهم السياسية، والغرض من هذا الحفل:


أولا: لتكريم الروح الإسلامي الذي بدا في مجلس النواب والشيوخ متمثلاً في النواب الذين يدافعون عن دين الله.


ثانياً: لتشجيع الذين يترددون في مناصرة المؤمنين.


ثالثاً: لدعوة الذين على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقر إلى نصر دين الله وإعلاء كلمته وذلك بهم أولى.


رابعأ: لإنذار الذين يقفون حجر عثرة في سبيل النهضة الإسلامية ويصدون عن سبيل الله من آمن ويبغونها عوجا.


وأخيرا: لدعوة الجميع على مختلف أحزابهم إلى الوحدة المقدسة تحت لواء الإسلام.


وقد شارك في هذا الحفل سمو الأمير شكيب أرسلان، وسعادة علوبة باشا، والأستاذ الكبير محمود بسيوني، والنائب المحترم سعد اللبان، وفضيلة الأستاذ الشيخ عبد اللطيف دراز، والدكتور عبد الحميد سعيد، ومدكور بك، والدكتور عبد الوهاب عزام بالإضافة للمرشد العام الأستاذ حسن البنا. (7)


المراجع

  1. نورهان مصطفى: «الزمالك» من أرض الفجور إلى جزيرة المشاهير، 15 ديسمبر 2015
  2. جريدة الأهرام: العدد 19537، 14 ذو الحجة 1357هـ - 3 فبراير 1939م، صـ10.
  3. مجلة النذير: السنة الأولى، العدد 32، 18 ذو القعدة 1357هـ - 10 يناير 1939م، صـ10.
  4. جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، جـ4، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م، صـ71- 87 بتصرف.
  5. جريدة الوفد المصرى: 9 ذو الحجة 1359هـ - 7 يناير 1941م.
  6. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، جـ1 ، دار الدعوة للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1998، صـ226.
  7. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، صـ 272:271