مواقف من حياة الأستاذ أحمد البس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مواقف من حياة الأستاذ أحمد البس رحمه الله تعالى
موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم أ/ عبده مصطفى دسوقي


مقدمة

الداعيةالصابر الحاج أحمد البس عضو مكتب الإرشاد سابقاً

لقد كان الحاج أحمد البسّ نموذجاً رائعاً وقدوة حسنة للدعاة، في علمه وخلقه، ودينه وتقواه وسيرته ومعاملته، وكان التواضع والبساطة والكرم والبشاشة، من صفاته التي لا تفارقه، وهي قدر مشترك ينتظم معظم دعاة الإخوان المسلمين،

وبخاصة الذين تربوا على يدي الإمام الشهيد حسن البنا ومرافقيه فترة من الزمن، فهذا الجيل له من الأخلاق العالية، والنفوس الكبيرة، والصلاح والتقوى، والصبر والثبات والعمل الدؤوب في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، نصيب كبير وجهد متواصل، وباع طويل، وعمل مُتقبل مشكور بإذن الله.

إن الأستاذ المربي والداعية الحليم الحاج أحمد البسّ كان له في نفوس الإخوان وبخاصة الشباب والطلاب منزلة ومكانة الأب والموجه والأخ والمعلم،

حيث يحبونه غاية الحب، ويستجيبون لتوجيهاته التربوية دونما تردد، ويسيرون في ركاب الدعوة باندفاع وحماس حيث يرون في أستاذهم القدوة الحسنة، فقد كانت الدعوة إلى الله هي همُّه بالليل والنهار، وقضايا الإسلام والمسلمين، هي شغله الشاغل،

وقد وفقه الله لزوجة صالحة ومربية فاضلة كانت السند القوي، الذي يشد أزره، ويؤيد منهج الإخوان المسلمين، وكانت خدمتها لأبناء الدعوة لا تقل عن رعايتها لأولادها الذين وفق الله لتنشئتهم تنشأة صالحة، على مبادئ الإخوان المسلمين، فكانوا قرة عين للوالدين في البر والوفاء والصبر والثبات.

بعد سنين السجن القاسية والتي تحمل فيها وإخوانه ما لا يتحمله بشر ، خرجوا محتسبين ذلك عند الله عز وجل ، خرجوا صافية نفوسهم ،

نقية نواياهم لايحملون حقداً ولا غلا لأحد لأنهم يعلمون ان الجلاد الذي جلدهم انما هو ضحية لظالم أكبر وان العدو الحقيقي ليس السجان إنما هو من حدده صاحب المنهج سبحانه وتعالى بقوله ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود .. )

وهذا الأمر ليس كلاما ثقافياً إنما هو حقيقة واقعة وعقيدة راسخة واستمع لهذه الواقعة

الموقف الأول

تروي الحاجة إحسان الابنة الكبرى للحاج أحمد البس أنه رحمه الله دخل عليهم يوماً ومعه ضيف وإذا به متحمساً هاتوا غذاء لعمكم ، وبعد الغداء شاي وعصير وكرم الضيافة المعهود من الحاج رحمه الله وبعد كل ذلك أراد الرجل الانصراف فاستوقفه الحاج رحمه الله ودخل على زوجته متسائلاً بلهفة ( معاكي فلوس ياحاجة فأجابت نعم فرد مسرعا هاتي اللي معاكي وكانوا عشرون جنيهاً

وهي مبلغ محترم في هذا الوقت نهاية السبعينات ) أعطاها للضيف الكريم ثم انصرف الرجل وفي جو من الدهشة التي ملأت المنزل للحفاوة البالغة بالضيف الكريم كان السؤال المنطقي من هو هذا الضيف ؟؟؟؟

وكانت الإجابة الأكثر دهشة أن التي ساقها الحاج رحمه الله ببساطته المعهودة ( ده السجان اللي كان معانا في طره ، لقيته في الشارع عزمته على الغذاء ) عشرة كريمة فكانت ردود الفعل المتباينة والمستهجنة لهذا العمل لمن لا يستحق من وجهة نظرهم إلا ان الداعية الكريم كان له رأي آخر ان هذا الرجل كان مرافقا لهم محروم من رؤية اولاده واهله مثلهم ويستحق الشفقة عليه . انتهى

انظر الى الاخلاص في أوج صوره وسلامة الصدر في أروع ماتكون ولاضير فهو تلميذ محمد صلى الله عليه وسلم صاحب أشهر عفو في التاريخ ( إذهبوا فانتم الطلقاء ) ورفيق درب للفاضل الكريم عمر التلمساني الذي كان رد فعله حينما سمع خبر وفاة عبد الناصر مقولته الشهيرة ( الله يرحمه ) وعى ما يقول وقال ما كان يؤمن به عليهم جميعا رحمة الله.

الموقف الثاني

التعايش مع الأفراد

في فترة الأربعينات كان النشاط الإخواني واسعا وكان رحمه الله نشيطا لايكل متنقلا من بلد لأخرى مبلغاً دعوته التي آمن بها إلا ان كل هذه المشاغل لم تشغله عن إخوانه وما بدور حولهم من هؤلاء الحاج عبد المجيد الأحول رحمه الله وقد روى لنا هذه الواقعة التى قال عنها أنها كانت تكرر كثيراً من الحاج احمد رحمه الله ،

كان الطريق من القضابة بلد الحاج إلى بسيون حيث المدرسة التي كان يعمل بها يمر بحقل الحاج عبد المجيد فكان وقت الظهيرة يمر الحاج احمد راجعا من المدرسة إلى البيت فيرى عبد المجيد واخوته يعملون في الحقل فإذا به يسلم عليهم ويخلع البدلة والطربوش وينزل معهم الحقل ليعمل معهم ويساعدهم وحينما يحاولوا منعه يقول لهم أنا عاوز أشوف نفسي فاكر الفلاحة ولا نسيتها ثم يقترب منه أخيه عبد المجيد هامساً في اذنه هو فيه حاجة النهارده وجاي تبلغها لي فيرد الحاج لافي حاجة ولا شيئ أنا بس حابيت آجي اشوفكم ثم يتناولون جميعا الشاي وينصرف الحاج احمد الى بيته ) ويعقب الحاج عبد المجيد قائلاً كان الحاج احمد كأنه عايش مع كل واحد في بيته وسط أهله.

الموقف الثالث

يقول الأستاذ عبد الله حامد – كفر الزيات

بعد خروج الإخوان من السجن كان من أولويتهم إعادة بناء الصف والاتصال بمن كان لهم صلة بالإخوان قبل مرحلة المحنة ، وكان من هؤلاء رجل من المحلة الكبرى ذهب اليه الحاج أحمد ومعه شخصان ممكن يكونا الشيخ سيد عسكر والأستاذ لاشين توجها لهذا الرجل وطرقا الباب ولما عرف الرجل ان على الباب أحمد البس قال له من خلف الباب لن افتح وامشي من هنا ، فكان هدوء الأعصاب ورزانة العقل سيدا الموقف ، أخذ في حوار بسيط مع الرجل مدة من الوقت حتى فتح الرجل الباب ،

وطلبا منه ان يعرفهم على أقاربه وجيرانه خلال حفل غذاء يعده الرجل الأسبوع القادم وكان الموعد وقابل الأستاذ ومرافقوه الناس واتفقوا على موعد ثان الأسبوع الذي يليه ، كل هذا على غير رغبة من صاحب البيت الا انه مضطر حرجا من الحاج ورفقاؤه ، وفي الأسبوع الثالث أقسم الرجل الا يفتح الباب وطردهم شر طردة لم تخطر على بال أحدهم ،

خرجا من عند الرجل وهم في شدة الضيق وأقول خرجا لان المتضايق هنا هم من كانا مع الحاج رحمه الله وليس هو لانه كان مبتسما وكان يبشرهم بقرب الفرج من الله وهو قريب وكان يقسم لهم على ذلك ان الله لن يخذلهم وسيسوق الله لهم من يفرج الله به هذه الشدة ،

وأثناء انتظارهم سيارة تقلهم من المحلة لطنطا اذا بشاب يمر ويفاجأ بهم ويسلم عليهم بحرارة متسائلا أنتم خرجتم امتى انا كنت مستنيكم من زمان انتم فين من بدري أنا معايا 6 جلسات ومش عارف اعمل فيهم ايه كويس اني لقيتكم فانفرجت أساريرهم جميعا وقال لهم الحاج رحمه الله مش قلتلكم ان الفرج قريب هذا الشاب كان الدكتور محمد بديع حفظه الله تعالى.

لمزيد من المعلومات

روابط داخلية من مؤلفاتة

كتب متعلقة

مقالات متعلقة

متعلقات

وصلات خارجية

وصلات فيديو