مذبحة دير ياسين
مقدمة
يسير الصهاينة ومذ أحتلوا فلسطين وفق سياسة واحدة فبالأمس القريب يقومون بمذبحة أسطول الحرية لتأتي كحلقة من حلقات السلسلة الدموية لديهم فالفكرة المعتمدة في دير ياسين هي هي ما نراه اليوم ..وقتل الشيوخ والنساء والأطفال قصة طويلة نبدأ التذكير بواحدة من حلقاتها وهي مذبحة دير ياسين..
المكان والزمان
في 9 أبريل عام 1948- قبل شهر وبضعة أيام من إعلان قيام إسرائيل- أقدمت منظمة الأرجون برئاسة مناحم بيجين بالاشتراك مع منظمة شتيرن ليحي برئاسة إسحق شامير مع عصابات الهجانا على القيام بمذبحة في قرية دير ياسين والتي هي قرية صغيرة تعتبر البوابة الغربية للقدس، إذ تقع على الطريق إلى يافا، وبما لا يجاوز خمسة كيلومترات من قلب القدس الغربية وكان يقطنها حوالي 800 مواطن .. لا يملكون إلا أسلحةً قديمةً يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى.
تفاصيل المجزرة
دخلت القوات اليهودية في فجر ذلك اليوم إلى قرية دير ياسين حيث دخلت قوات الأرجون من شرق وجنوب القرية، بينما دخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب باستثناء الجانب الغربي وليفاجئوا السكان وهم نائمون، وقد لاقى الهجوم مقاومة من سكان القرية في البداية وأدى إلى مصرع 4 وجرح 40 من الصهاينة ..ولمواجهة صمود أهل القرية فقد تم قصفها بمدافع الهاون, ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خاليةً تمامًا من أي مقاومة, ثم قامت قوات الأرجون وشتيرن "باستخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيدًا وهو الديناميت" على حد قول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون، وتم تفجير القرية بيتًا بيتًا, وبعد نفاذ المتفجرات قاموا "بتنظيف المكان" من العناصر المتبقية من المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة؛ حيث كان يتم إطلاق النيران على كل من يتحرك داخل المنازل من رجال أو نساء أو أطفال أو شيوخ، وتم إيقاف العشرات إلى الحوائط وإطلاق النار عليهم بلا رحمة... وفتح الأعيرة النارية على القرويين كان دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة وقام الصهاينة وعلى مدى يومين متتاليين بأعمال تعذيب وتقتيل بشعة .. ومثل الصهاينة بالجثث بشكل بشع بقطع للآذان وتقطيع للأعضاء وبقر لبطون النساء والقوا بالاطفال في الافران المشتعله وحصد الرصاص كل الرجال ثم ألقوا بالجميع في بئر القرية..
الضحايا
قتل الصهاينة عشرات المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا عائدين من أراضيهم في ذلك اليوم، ومعظمهم من النساء والشيوخ, وأسفرت المجزرة عن استشهاد 360 فلسطينيًّا من الأطفال والنساء وكبار السن، في واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعية التي حدثت في النصف الأول من القرن الماضي.
حيث كان عدد المدافعين لا يجاوزون 80 شابا بأسلحة خفيفة وقد كان اليهود يستهدفونة بالدرجة الأولى إشاعة مناخ عام من الذعر والخوف الشديد وعدم الاطمئنان في أوساط الفلسطينيين سكان الأرض الحقيقيين ودفعهم للهرب والمغادرة والنجاة بأنفسهم تحت تأثير هذا النوع من الإرهاب.
من مشاهد المذبحة
من الصور المروعة التي حدثت في ذلك اليوم.. تلك السيده التي كانت على وشك الولاده فدخلوا اليها فشقوا بطنها بالسونكى واخرجوااحشاءها وطفلها وذبحوه وقطعوا ثدييها ووضعوه في بطنها مع طفلها مره أخرى ..
وفي ذلك الإطار أيضا فقد قاموا بذبح 27 أمراة على مصطبة واحدة، في دار لأحد المقاومين و ألقوا بأحد المسنين و الذي كان مشلولاً، من الطابق الثاني إلى الشارع إلى غير ذلك من الصور الدامية ..
الإخوان يثأرون
تألم الإخوان لهذه المجزرة وتعاهدوا على الانتصار لإخوانهم المسلمين من الشيوخ والنساء و قامت كتيبة من فدائي الإخوان بالرد على مذبحة دير ياسين فقاموا بتفجير مستعمرة كفار دروم ويمكن مراجعة هذه البطولات في سيرة أحمد لبيب الترجمان قائد أحد سرايا الإخوان المسلمين ..
قادة المجزرة رؤساء ومقدمون لدى الكيان الصهيوني
لقد شارك في تلك المجازر"عصابة شتيرن" التي كان يتزعمها إسحاق شامير والذي خلف بيجن الذي كان زعيم عصابات الأرجون في رئاسة الوزراء في بداية الثمانينيات.. والملاحظ هنا أن كل الزعماء المشاركين في المجزرة يتم إبرازهم من قبل اليهود ويعتزون بهم ويقلدونهم المناصب فهذه هي الأيدي التي مد لها المتخاذلون يد الاستسلام وهم مبتسمون ..يصافحون يد ممثل دولة ما تزال أيدى رجالها ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرار.. حدث ذلك مثلاً عندما مد مناحم بيجن يده مصافحًا ومعاهدًا ومبتسمًا ، والجميع يعلم أنه صاحبُ مجزرة دير ياسين وتناسى البعض ذلك ولبسوا على الناس مروجوين له على أنه رجل السلام ، ثم ما لبث أن مرت الأيام وأخذ المجرم السفاح جائزة نوبل للسلام ..مناحم بيجين الذي أرسل برقية تهنئة إلى رعنان قائد الأرجون المحلي يقول فيها : لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل..
تاريخ لن ينسى
إن هذه المذبحة حفرت في الأذهان تاريخا لن ينسى نقول هذا ونذكر بتلك المأساة لتتعلم الأجيال جانبا من تاريخ المعاناة الطويلة التي يواجهها المسلمون على أرض فلسطين بأيدي أحفاد مرتكبي المجزرة، ولينجلي للمتابع أن ما تشهده مدينة القدس اليوم من تهويد وتهجير لأهلها، وما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصَر يؤكد أن الجرائم والمجازر والعدوان نهج نشأَ عليه الكيان الصهيوني الغاصب، وسياسة مستمرة..