شبكة "الصومال اليوم" تحاور الداعية الجيبوتي عبد الرحمن بشير
من هو الداعية عبد الرحمن بشير؟
- عبد الرحمن سليمان بشير ، من مواليد عام 1964 في مدينة "علي صبيح ".
- تخرج من ثانوية المعهد الإسلامي التابع لجامعة محمد سعود الإسلامية. درس في جامعة الإمام عامين، ثم التحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا باليمن –الشريعة والقانون .
- يحضر الآن لرسالة الماجستير ،تخصص الأحوال الشخصي، جامعة النيلين –السودان .
- بدأ نشاطه بمدرس لغة عربية ،وعلوم الشريعة بمدارس الحكومة في جيبوتي.
- أصبح مستشارا للقضاء الشرعي ثم مديرا لإدارة الأوقاف في وزارة الشئون الدينية .
- ثم مستشار في المحكمة العليا بالأحوال الشخصية.
- له نشاط دعوي في الخطابة والإمامة، ودروس إذاعية وحلقات تلفزيونية ، ومقالات في جريدة القرن الصادرة في جيبوتي.
- مؤسس ومشارك في العديد من الجمعيات الإسلامية من بينها جمعية البر وهي أكبر وأنشط جمعية في جيبوتي (حسبما ذكر فضيلته) ولها أنشطة اجتماعية، وتشرف على مدارس لغة عربية وفرنسية، ومراكز تحفيظ القرآن، وكفالة الأيتام، مشروع كسوة العيد.
- ومنها جمعية الأمل الخيرية ، ومن مؤسسيها الشيخ حامد عبده سلطان وزير الأوقاف الجيبوتي حاليا ، وجمعية الأقصى تأسست أثناء الحرب على غزة .
- وهو متزوج وله أربعة أبناء.
كلمة لا بد منها قبل الحوار
الداعية عبد الرحمن سليمان بشير يتسم بأريحية الجيبوتيين، وحين ألقى كلمة مؤثرة في نادي الطلبة الصوماليين اكتشف الجميع من هو ؟ تجارب متدفقه عن الحياة ممزوجة بفهم شمولي للإسلام.... وخلال وجوده في القاهرة ، وإثر عودته من الحدود الفلسطينية المصرية التقت به (شبكة الصومال اليوم) ليطلعنا مشاهدته الأخيرة قرب فلسطين الحبيبة ،وليحملنا إلى آفاق الدعوة الإسلامية في جيبوتي ، والحقيقة أن الأستاذ عبد الرحمن من الشخصيات الدعوية النادرة في جيبوتي المعاصرة والتي تجمع بين الفقه الشرعي والعمل الدعوي والخبرة في مناحي الحياة، وعندما تحدث تحدث بحديث الواعي الذي يحسب لكل كلمة حسابها، ويدرك مقاطع الأفكار،ويعطي الاحترازات المناسبة، وبدا متفائلا جدا لدرجة أنه يضحك من كل قلبه بمستقبل الإسلام في جيبوتي ،مع وجود التحديات التي لم تخف عنه ولم يغفلها في حديثه ،بدا لي أن الرجل خير من يؤرخ للدعوة الإسلامية المعاصرة في جيبوتي ، ويتحدث عن مثل هذه المحاور التي يصحبنا فيها في هذا اللقاء.
ولم أرد أن أكتب الحوار بطريقة السؤال والجواب ، ولكن بتلخيص أهم المحاور كما يأتي ، والكلام للأستاذ عبد الرحمن البشير:
الدعوة الإسلامية في جيبوتي .. الماضي والحاضر
بإيجاز الدعوة الإسلامية في جيبوتي قديمة قدم الإسلام ولكن في المرحلة المعاصرة التي نعيشها مرت بأربع مراحل تتميز كل منها بمعالمها الواضحة ،وقسماتها البارزة بفعل المتغيرات التي رافقت مسيرة الحياة السياسية والاجتماعية في جمهورية جيبوتي التي صارعت وتصارع لاستعادة هويتها التي سلبتها فرنسا التي حاولت أن تسير بها في خط بعيد عن محيطها الإسلامي والعربي .
مرحلة الضعف ...والصراع لإثبات الوجود :(مرحلة ما قبل الاستقلال)
مرحلة ضعف ، وكانت الدعوة تغالب لإثبات وجودها في وجه التيار الثقافي الإستئصالي الجارف ،واجتهد العلماء في تعليم القرآن في الخلاوي ،وقراءة المواليد في المناسبات الدينية ، لم يكن هناك مدارس إسلامية سوى مدرسة النجاح الإسلامية.
تميزت هذه المرحلة بطغيان كاسح للفرنكفونية ، واللغة العربية تعرضت للتهميش ، وكان حظها الوحيد أن تبقى حصة تدرس في بعض المدارس.
مرحلة بداية الدعوة في جيبوتي( من الاستقلال 1977 إلى سنة 1985)
وهذه هي مرحلة بناء الأسس للعمل الإسلامي ،ومن أهم المتغيرات التي عززتها : اتخاذ الحكومة لقرار تعريب جيبوتي، ومجيء مدرسين توانسة، وسودانيين ، ومصريين. وفتح مدارس مثل المدرسة العراقية ،واليمنية، والسعودية فالسعودية أنشأت معهدا في عام 1401هـ 1981م بمرحلتيه المتوسطة والثانوية،و يهتم باللغة العربية والعلوم الشرعية،.
ومن أهم العوامل التي لا تخطئها عين المتابع مجيء دعاة صوماليين من بينهم الشيخ عبد القادر نور فارح (عضو هيئة كبار العلماء في الصومال ما زال حيا يرزق بمدينة جاروي عاصمة ولاية بونت لاند) قرأ التفسير في جيبوتي في منتصف الثمانينيات ، والدكتور محمد علي إبراهيم (وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة التي تشكلت في جيبوتي مؤخرا 2009).
من المتغيرات المهمة في هذه المرحلة نشاط الطلبة المتخرجين من معهد الإمام السعودي في الدعوة والتعليم ، حيث فتحوا مدارس ليلية في مختلف أنحاء جيبوتي.
مرحلة الصحوة الإسلامية الحقيقية :( 1985 إلى 1995م)
أثمرت تلك الجهود السابقة مجتمعة ، والدعوة في هذه المرحلة أصبح لها حضورها ،وأثبتت وجودها عن طريق انتشار الحجاب بين الفتيات، وزيادة المدارس الإسلامية النوعية : ابتدائية وثانوية، وتعلق الشباب بالمساجد، وإلقاء المحاضرات، وانتشار الشريط الإسلامي، واحترام التدين والمتدينين؛ حيث أصبح شخصا موثوقا به في داخل المجتمع.
انتشار الصحوة واكبها ارتفاع في منسوب التعليم الإسلامي فقد عاد إلى جيبوتي شباب المعهد بعد أن تخرجوا من جامعات إسلامية في بعض الدول العربية،ولقوا ترحيبا من المجتمع الجيبوتي الذي اعتبر دارس الفرنسية "شخصية غير مكتملة "حين ظهر دارس العربية والعلوم الإسلامية مظهر الشخصية المنتجة والمنسجمة مع المجتمع وقيمه الأصيلة بتواضعها ، وبعدها عن المخدرات ومضغ القات ، مما ولد إحساسا في المجتمع الجيبوتي بأن دارس الفرنسية ومدارسها شخصية مشوهة تفتقر إلى التوازن والقيم .
مرحلة ما بعد الصحوة "( 1995 ......إلى اليوم)
أنا أطلق على هذه المرحلة بـ"مرحلة ما بعد الصحوة "، وهي مرحلة تغلغل الدعوة الإسلامية في مرافق الحياة بيسر وهدوء، فأين أينما حللت في زارات الصحة والمالية والتعليم وغيرها الكثير وفي القطاعات العامة والخاصة تجد موظفين ملتزمين يمارسون دعوتهم وحياتهم الطبيعية في آن واحد.
فليس ثمة انفصام ما بين الحياة وبين الداعية، كما لا يوجد هناك تصادم بين السلطة والدعوة، مما يعطينا الثقة بالقول بأن الدعوة في جيبوتي "هادئة هادية " تنمحي الحواجز الفواصل التي تمنع من سيادة مبدأ الثقة، هدوء بين الجماعات الإسلامية ، فالفكر الغالي المتشدد والتكفير لا وجود له في جيبوتي، فقط هناك شباب معدودون بالأصابع ليس لهم تأثير في مجريات الأحداث ولا يقدرون على التجنيد ، يوجد الفكر السلفي التقليدي إلى جانب الفكر الإخواني والتبليغي فالاعتدال هو الغالب .
علماء ودعاة بارزون في جيبوتي
هناك كوكبة من الدعاة والعلماء البارزين من قوميتي الصومال والعفر كانت لهم بصمات واضحة في الدعوة من خلال نشر العلوم الشرعية وإلقاء المحاضرات ،والحلقات في المساجد وعبر برامج التلفزيون ،من بينهم رجال الصحوة المعاصرون وعلماء تقليديون برعوا في الفنون العلمية المختلفة :
من أبرز الشخصيات الدعوية والعلمية التي يمكن ذكرها:
- الشيخ مصطفي حاجي هارون الغني عن التعريف.
- الشيخ حسن داهيي أحمد داعية معروف في الأراضي الجيبوتية.
ومن أشهر العلماء التقليديين الشيخ الفاضل عبد الله علي جيللي برع في علوم الحديث،ويعتبر في الحقيقة من أبرز العلماء في القرن الإفريقي، له كتب تحت الطبع وهو همزة وصل بين العلماء .
- عبد الله نوح وعيس من الآباء المؤسسين للصحوة الإسلامية في جيبوتي ما زال يفسر القرآن عبر التلفزيون.
- حامد عبده سلطان وزير الأوقاف الحالي في جيبوتي.
- الشيخ علي إبراهيم ورسمه فقيه له حلقات في الفقه تخرج من اليمن كلية الشريعة والقانون.
- الشيخ الداعية عبد الرحمن برخد جود ، من أنشط الدعاة في جيبوتي وهو عمدة في دراسة الفكر الغربي تخرج من بلجيكا ،ويعد حاليا الدكتورة في اللغة الفرنسية من جامعة ليل، له حلقات في الحديث باللغة الفرنسية حيث يقرأ صحيح مسلم بالفرنسية .
- الشيخ عمر أمين العفري من المراجع العلمية النادرة في جيبوتي يقيم في توجورا .
- الشيخ محمد عمر العفري أيضا له دروس وبرامج تليفزيونية باللغة العربية والعفرية .
العربية تزاحم الفرنسية في جيبوتي
في الماضي شهدت جيبوتي سيطرة تامة لصالح الفرنسية حيث اعتبرت (جيبوتي)جزيرة فرنسية بين دول ناطقة بالإنجليزية والعربية ،وتطرف الفرنسيون للتمكين للغة الفرنسية.
وحاليا الأمر خف بعض الشيء بسبب التغيرات في ميزان القوى والتفاعلات الدولية، والناطقون بالفرنسية أنفسهم منقسمون إلى عدة تيارات من حيث التشدد والاعتدال ، فهناك جيل تعلم الفرنسية كلغة ،ولكن ليسوا تلاميذ مطيعين، وهناك الفرنكفوريون وهم طبقة يرون أحقية الفرنسية على سائر اللغات ،ويرون المتحدث بالعربية والإنجليزية جاهلا. وهناك الفرنكفيليون وهؤلاء يرون تفوق الفرنسية ، وبالإضافة تمثل الفرنسية وتقاليدها بالنسبة لهم المثل الأعلى ، وبمثابة العقيدة الراسخة، وهم إقصائيون لا يروق لهم غير الفرنسية ،وتتفانون لخدمتها والذب عنها ،ويعتبرون أنفسهم حماة التقاليد الفرنسية ولا يريدون أن تزاحمها لغة أخرى ، وهؤلاء يحاولون الاحتفاظ ببعض الوزارات المهمة التي رأوها تضمن لهم ذلك مثل وزارات العدل ،والتعليم ،وفي قطاع البنوك، ويحاربون حتى الانجلوسكسن .
واليوم نزلت اللغة العربية إلى الساحة، لتزاحم الفرنسية مزاحمة قوية، لتكون في البداية لغة نخبة ثم لغة الشارع بتأثير تيار الصحوة الإسلامية،بالإضافة إلى الجاليات العربية وأبرزها الجالية اليمنية التي لها وجودها وأسواقها ومحلاتها التجارية ،فاليوم الأمهات في جيبوتي يعرفن العربية بحكم التعامل والاحتكاك اليومي المباشر مع الجاليات العربية .
ويعمق من هذا الازدهار الانفتاح على العالم العربي المجاور حيث العلاقات التجارية الواسعة مع الإمارات (دبي)، ومع السعودية، ومجيء شركات تجارية كبرى، فتحت البنوك ،وأنوا الاستثمارات ؛فالعربية –أيضا- لغة الدين والتراث ،وحتى الإنجليزية بدورها بدأت تحاول تحجز لنفسها مكانا في حلبة تنافس اللغات على جيبوتي، ولها مستقبل جيد حيث أصبحت حاليا لغة المعاملات التجارية والتكنولوجيا، وفي المنظور القريب من الصعوبة سحب البساط من تحت أقدام الفرنسية؛ فهي لغة الدستور، وقطاع كبير من التعليم.
ولذلك الإنسان الجيبوتي حاليا سيكون مطالبا على تعلم تلك اللغات الثلاثة : العربية والفرنسية،والإنجليزية إذا أراد أن يتأقلم مع محيطه ومع العالم من حوله .
جهود التعريب تجري في جيبوتي بشكل هادئ وفعال في كل مراحل التعليم حتى الجامعي ففي جامعة جيبوتي قسم لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية ، وقد تأسست حوالي قبل 6 سنوات، وهي جامعة حكومية تابعة لوزراة التعليم وتدرس باللغة الفرنسية والعربية ، وبها سبع كليات منها : القانون والشريعة الإسلامية وبها مدرسون جيبوتيون وفرنسيون ويمنيون .
المصالحة الصومالية في جيبوتي وأسباب النجاح
كانت المبادرات تفشل في الغالب ،ومن أهم أسباب الفشل أن الدول الراعية كان لها أجندات خاصة تصطدم في النهاية مع الواقع الصومالي وتستثير أطرافا أخرى للمعارضة ، وهذا بخلاف جيبوتي .
وأنا أولا : أعتبر من أهم أسباب نجاح مصالحة جيبوتي أن دولة جيبوتي ليست دولة محورية مؤثرة في المنطقة ذات أجندة خاصة في الصومال، ثم التقارب اللغوي والإسلامي والنفسي بين الصوماليين وجيبوتي فلا توجد هناك مسافات لغوية وحواجز ثقافية بخلاف أي مكان آخر مثل إثيوبيا أو كينيا ،فالمسافات تذوب كلها بين الشعب الصومالي والجيبوتي .
وثانيا : الإرادة السياسية في جيبوتي كانت جادة وصادقة لإنجاح المصالحة .
وقد مرت عملية المصالحة التي أثمرت في النهاية مراحل صعبة حيث سادها الجفاء والتنافر بين الأطراف ثم إلى مرحلة التوترات التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى كلما تقدمت العملية إلى الأمام فتتدخل جيبوتي لتلطيف الأجواء والتقريب بين وجهات النظر ، وأخيرا مرحلة الانسجام وتقارب وجهات النظر بين الطرفين .
ثالثا: المسئول عن الملف وهو الموريتاني أحمد ولد عبد الله كان ملتزما ليدخل التاريخ من باب ايجاد مصالحة في الصومال.
رابعا : المعنيون بالملف من جانب جيبوتي وأولهم وزير الأوقاف السيد حامد عبده سلطان كانوا مخلصين جدا للقضية .
خامسا: وهناك أسباب داخل الشعب الصومالي منها أن الشعب الصومالي سئم من المشاكل والتناحر، بالإضافة إلى إرادة دولية اقتنعت بأهمية إغلاق الملف الصومالي بعد تنامي ظاهرة القرصنة على السواحل الصومالية ، وإرادة إقليمية اقتنعت بضرورة إعادة الاستقرار إلى الصومال.
كل تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى إنجاح المبادرة.
غياب " مشروع ما بعد المصالحة " هو مكمن الفشل
وهذا لا يعني عدم وجود أي معوقات عديدة قد تفشل الحكومة والعملية برمتها ،ومن بين ما لاحظنا أن الإخوة الصوماليين يرتجلون الأمور بصورة غريبة فليس بأيديهم-كما يبدو- " مشروع ما بعد المصالحة"، ويتحدثون عن تطبيق الشريعة الإسلامية دون تحديد تصور عن كيفية التطبيق ، وما هي الشريعة التي يراد تطبيقها في الصومال ، فالأمر بحاجة إلى بلورة ، فهل يبدؤون ببناء الدولة ،وإقامة أركانها، أم بمشروع إعادة الاقتصاد والتعمير والبنية التحتية، من أين نبدأ تطبيق الشريعة ؟ وكل هذه الأمور أليست من الشريعة ؟هذا سؤال مهم بعضهم ينظر إلى الشريعة وكأنها مرادفة لقطع يد السارق، ورجم الزاني .
من أسباب الفشل غياب دور جماعات الضغط مثل الأحزاب السياسية، والنقابات، والصحافة المسئولة فلا توجد مجموعات ضغط ،وكثير من المثقفين وزعماء العشائر ولاؤهم لعشائرهم . العلماء أكبر جماعات الضغط حاليا ،ولهم سلطة روحية إذا اتفقوا على تهدئة الأمور.
رأيت بعيني سجنا كبيرا (معبر رفح)
كان الشعب الجيبوتي تضامن جدا مع الإخوة في فلسطين ونظمنا المظاهرات الحاشدة نطالب بوقف الاعتداءت الوحشية ، ثم بدأ الشعب الجيبوتي حملة تبرعات وكانت المبالغ الأولية لهذه المساعدات هي التي حملتها معي إلى مصر هنا لأنقلها إلى الأخوة في فلسطين ، وعندما جئت هنا تعاقدت مع اتحاد الأطباء العرب ، وهي منظمة معترف بها ،ونصحوني بتحويل المبلغ إلى مستلزمات طبية، وأدوية ، ومواد غذائية، وأخيرا تحركتُ مع قافلة النائب البريطان جالوي، ودخلت الأدوية أول يوم من معبر رفح وكذلك الأغذية تسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني بالتنسيق مع اتحاد الأطباء العرب، ووزارة غزة المقالة ..
وفي الحقيقة عندما وصلنا إلى الحدود رأيت بأم عيني سجنا كبيرا على أهل غزة ، والجريمة تنطق شاهدة بنفسها ،وكل المجتمع الدولي شارك في الجريمة، فماذا ارتكب الشعب الفلسطيني؟ إنه يتعذب بسبب إرادته الحرة واختياره لحكومته ،يتعذب بسبب ممارسته لحق النضال وتقريره لمصيره بنفسه .
والذي آلمني جدا هو صورة الفتاة الباقية في بيتها بعد مقتل والدها أو زوجها ، فالمواطنون من غزة هيهات لا يفرون من منازلهم رغم ما حل بها من دمار، هذا الصمود هو الذي أثر في نفسي.
- المصدر: شبكة الصومال اليوم