ردود فعل إسرائيل والغرب على فوز مرسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ردود فعل إسرائيل والغرب على فوز مرسي


خيمت أجواء الانتخابات الرئاسة في مصر على المشهد المحلي والاقليمي والدولي، حيث اتجهت جميع الأنظار ترقبا لإعلان اللجنة العليا للانتخابات نتيجة السباق الرئاسي بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق حيث جاءت ردود الأفعال مختلفة بين المشهد الرسمي والمشهد الشعبي.

فما أن أعلن المستشار فاروق سلطان – رئيس اللجنة العليل للانتخابات – فوز الدكتور محمد مرسي حتى انطلقت جموع الشعب المصري في كل مكان على أرض مصر فرحا وابتهاجا بفوزه، وهى الفرحة التي لم تخفيها بقية الشعوب الإسلامية التي أعلنت سعادتها بهذا الفوز.

غير أن هذه الردود اختلفت تمام عن ردود الفعل الرسمية سواء في الأوساط الغربية أو بعض الدول العربية الخليجية، كما خيم الفزع على الأجواء في دولة المحتل الصهيوني. ففي أول رد فعلي لرئيس أكبر دولة اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس محمد مرسي مهنئا اياه بفوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدا دعم واشنطن للعملية الديموقراطية في مصر.

وقال البيت الابيض ان اوباما

"يتطلع الى العمل المشترك مع الرئيس المنتخب مرسي على قاعدة الاحترام المتبادل لتعزيز المصالح المشتركة العديدة بين مصر والولايات المتحدة".

وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الانتخابات تمثل حدثا مهما في التحول الديمقراطي لمصر وانها تأمل في ان يكون الرئيس الجديد "ممثلا للتنوع في مصر."

كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بفوز مرسي وحثه على بناء الجسور والحفاظ على حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة والاقليات الدينية. (1) وهنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الرئيس المصري الجديد محمد مرسي مؤكدا أن فرنسا "على استعداد للعمل معه" ومعربا عن الأمل في "مواصلة العملية الانتقالية التي بدأت في البلاد في 2011".

بدورها اهتمت الصحف الأمريكية البارزة بنبأ فوز مرسي برئاسة مصر، حيث تباينت ردود فعلها على وصول مرشح الإخوان إلى سدة الحكم في مصر. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها على شبكة الانترنت تعليقا على فوز مرسي أن جماعة الإخوان المسلمين باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى من حلمها الخاص ببناء "ديمقراطية إسلامية جديدة" بعد 84 عاما من ممارسة نشاطها في الخفاء وداخل السجون. وأضافت أنه بإعلان فوز مرسي تكون الجماعة فازت بانتصار رمزي وحصلت على "سلاح جديد" في صراعها على السلطة مع المجلس العسكري الحاكم لمصر.

أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فكتبت تقول إن فوز سياسي إسلامي محسوب على الإخوان المسلمين، سوف يبعث برسائل وموجات صدمة عبر العالم العربي الذي كان خاضعا على مدار عقود لسيطرة حكام أوتوقراطيين علمانيين مدعومين من الغرب. أما صحيفة لوس "أنجليس تايمز" فقالت من جانبها إن فوز مرسي "التاريخي" يعد تتويجا لهدف الإخوان منذ عقود بتوسيع شبكتها الواسعة من البرامج الدينية والاجتماعية بعد وصولها على رأس السلطة السياسية. (2)

فزع في الكيان الصهيوني

كانت دولة الكيان الصهيوني من اكثر الدول ترقبا لنتيجة انتخابات الرئاسة في مصر والتي تملكها الفزع من كون مرشحا إسلاميا دخل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية، حيث كانت ترى فيه الخطر على كيانهم.

وعلى الرغم من الرد الرسمي الدبلوماسي الذي خرج من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان بعد إعلان فوز مرسي بالرئاسة خلفا للرئيس المخلوع حسني مبارك والذ جاء فيه: "تشيد إسرائيل بالعملية الديمقراطية في مصر وتحترم نتيجتها".

وقال البيان

"تتوقع إسرائيل استمرار التعاون مع الإدارة المصرية على أساس معاهدة السلام بين البلدين التي هي في مصلحة الشعبين والتي تسهم في الاستقرار الإقليمي". (3)

إلا أن الهاجس النفسي كان أقوى على المستوى الشعبي الصهيوني وباقي المؤسسات التي تملكها الخوف. فحسبما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر الاثنين 25-6-2012م، بقولها "ظلام في مصر".

وتخشى إسرائيل بعد فوز مرسي أن يصبح السلام البارد مع مصر أشد صقيعا، حسبما قال ممثل عن الحكومة الإسرائيلية في تصريح لصحيفة "هاآرتيس" الإسرائيلية الاثنين 25-6-2012م: "لقد ضحك علينا العالم عندما اعتبرنا الربيع العربي شتاء إسلاميًا.. ولكن الجميع الآن يدرك حقيقة الوضع".

وكان من أكثر ما أثار قلق إسرائيل تصريحات مرسي التي أكد فيها على أن مصر تسعى لعلاقات وثيقة مع إيران التي تعتبرها إسرائيل عدوا لدودا لها، حيث إن إنشاء محور إسلامي على عتبة إسرائيل مباشرة يمثل كارثة استراتيجية لإسرائيل حسبما رأى ممثل الحكومة الإسرائيلية. (4)

وذكرت صحيفة اليوم السابع أن المسئولين الإسرائيليين بحكومة بنيامين نتنياهو أصيبوا بحالة من الارتباك عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" برئاسة مصر، فبينما سيطرت حالة الخوف من المستقبل على صناع القرار في تل أبيب، أعرب مسئولو تل أبيب عن أملهم بأن يحافظ الرئيس الجديد على معاهدة السلام بحكم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الجانبين.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن

"بعض المسئولين بالحكومة الإسرائيلية دعوا إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقات بين الأطراف في المنطقة من خلال ترميم محور الاعتدال وتعزيز العلاقات السعودية والأردن والسلطة الفلسطينية".

وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن تل أبيب استيقظت على شرق أوسط إسلامي جديد بفوز مرسي وباتت أكثر عزلة في المنطقة بعد ضياع نظام كان حليفا لها للأبد وهو نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وخسارة المرشح الأكثر اعتدالا بالنسبة لها الفريق أحمد شفيق، مضيفة أن بفوز مرسي ازداد المخاوف من إلغاء معاهدة "كامب ديفيد" للسلام مع مصر.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه خلال حديثه لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية:

"إن المجتمع الدولي الذى سخر منا عندما حذرناه في البداية من الثورات العربية بات يدرك اليوم أن الحديث يدور عن شتاء إسلامي وليس ربيعا عربيا كما يزعمون، وعليهم أن ينظروا لحالنا أين أصبحنا".

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على صدر صفحتها الأولى بالبنط العريض "القلق أصبح واقعا.. جماعة الإخوان المسلمين استولت على مصر"، حيث تصدر الصفحة الأولى هذا المانشيت العريض من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها بنوع من التهكم تجاه حالة المنطقة العربية واصفة إياها بـ"شرق أوسط جديد".

فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكبر الصحف الإسرائيلية انتشارا بالبنط العريض " مصر أصبحت إسلامية"، مبرزة مشاعر الفرح وأصوات البهجة لدى الجماهير المصرية عقب الإعلان عن فوز مرسي، مشيرة إلى أن القصر الرئاسي فى القاهرة ارتدى لأول مرة لونا إسلاميا.

وأوضحت يديعوت أن

حالة من الحرج تسود القيادة الإسرائيلية حيال نتائج الانتخابات فى مصر لكن نتنياهو أعلن أن إسرائيل تحترم النتائج. (5)

أما موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي فقال إن مصر انتقلت من مرحلة السلام البارد إلى مرحلة الحرب الباردة، وأضاف الموقع:

"مفهوم أن إسرائيل لن تكون في أول نقطة على جدول أعمال رئيس مصر الجديد، ولا حتى الثانية ولا الثالثة، ولكنها بالتأكيد ستكون ضمن جدول أعماله اليومي، وسيكون من السهل توحيد الجماهير خلفه في حال اتخاذه أي خطوة متطرفة ضد إسرائيل" (6)

ولقد أجمعت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية أنه ما من خطر يهدد تل أبيب بالمقارنة مع صعود شعبوية الإسلاميين في مصر. وفي 1 يوليو - تموز 2019م، نشر "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، تقريرا بعنوان "محمد مرسي شهيد أم خائن؟"

جاء فيه:

"السلوك العقائدي لجماعة الإخوان المسلمين تجاه إسرائيل، كان من الصعب أن يسمح بالحفاظ على معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية بمرور الوقت، ناهيك عن أي تقدم في التعاون (الذي يزدهر في ظل السيسي) حول القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالأمن والطاقة".

وشدد التقرير أن

"الكابوس الحقيقي الذي كان سيخلفه استمرار حكم مرسي ضد إسرائيل، هو التقارب بين مصر، وتركيا، وإيران، وإنشاء محور إسلامي".

واختتم المركز الإسرائيلي بقوله:

من الواضح أن تقوية علاقات السلام الإسرائيلية المصرية مشروط بجملة أمور من بينها إضعاف قوى الإسلام السياسي، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين. (7)

في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، في كلمة لها خلال محاضرة نظمها "معهد الأمن القومي الإسرائيلي، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني:

لدينا متطرفين أكثر في المنطقة، وقادة يريدون أن يختاروا مسارهم وطريقهم، لدينا في مصر مرسي الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين، ويجب أن نتكاتف سويا، ونتحد ضد هؤلاء، الذين يعادوننا، وأن نفعل شيئا، فمسئولية أي حكومة إسرائيلية هي العثور على طريقة علنية أو غير علنية، للسيطرة على التغيير الحادث في المنطقة، والتأثير في تشكيل مستقبلها.

وزاد من فزعهم حينما شنت إسرائيل عدوانها على غزة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012م فوقف الرئيس مرسي متوعدا إسرائيل بقوله:

لن نترك غزة وحدها، إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، ونقول للمعتدي إن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم وستكون محركا لكل شعوب المنطقة ضدكم، أوقفوا هذه المهزلة فورا وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة.

وفي 2 أبريل / نيسان 2019، كتب البروفيسور "آرييه إلداد" الجنرال في الجيش الإسرائيلي، مقالا بصحيفة "معاريف" العبرية قال فيه:

اسرائيل سارعت في تلك المرحلة إلى تفعيل أدواتها الدبلوماسية، وربما وسائل أكبر من ذلك، من أجل إيصال عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر، وإقناع الإدارة الأمريكية آنذاك برئاسة الرئيس باراك أوباما بعدم معارضة هذه الخطوة.

في 24 يونيو / حزيران 2019، نشر موقع "سيحا مكوميت"، الذي يعبر عن اليسار غير الصهيوني، مقالة للباحثة الإسرائيلية "أورلي نوي" قالت فيها: "إن إسرائيل فرحت بموت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لأنّ وصوله للحكم جسّد في حينه إرادة الشعب المصري في تحقيق التحوّل الديمقراطي، وهذا ما يتعارض مع مصالح تل أبيب".

وأشارت أن

"إسرائيل معنية بإفشال عمليات التحول الديمقراطي في العالم العربي، لأنها تعي أن بإمكانها فقط بناء تعاون وتحالفات مع الحكام الشموليين".

وأكدت أن

"كل ما أثار اهتمام دوائر الحكم في تل أبيب في أعقاب وفاة مرسي، هو قلقها إزاء قدرة نظام عبد الفتاح السيسي على قمع أي مظهر من مظاهر الاحتجاج الجماهيري التي يمكن أن تتفجر ردا على هذا الحدث". (8)

وفي 29 يونيو/ حزيران 2019، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن "يسرائيل شرنتسل" الخبير الإسرائيلي بتاريخ الإخوان المسلمين بجامعة "تل أبيب" قوله: "من وجهة نظر إسرائيلية، فإن سقوط مرسي كان أفضل بشرى لإسرائيل، بل أن الأخيرة ووزارة دفاعها نظرت للأمر على أنه معجزة، هذا الأمر يتأكد إذا نظرنا إلى مدى التعاون السري بين إسرائيل ومصر منذ ظهور السيسي". (9)

كما ذكر الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين - مستشار في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - بأن "محمد مرسي كاد أن يكون كارثة لإسرائيل لولا حدث انقلاب السيسي عليه. قلتها سابقا مرسي شكل خطر على أمن اسرائيل القومي لا بل كان اخر رئيس مقاوم بعد صدام حسين".

لقد أقمت اسرائيل المآتم منذ وصول مرسي إلى الحكم، كما نشطت أجهزتهم الاستخباراتية والمراكز البحثية بالتعاون مع مخابرات خليجية ومصرية للتجهيز للانقلاب على الرئيس مرسي في أسرع وقت وإلا تحولت حياة إسرائيل إلى شتاء قارص بسبب موقف مرسي المناوئ لإسرائيل.

المراجع

  1. ردود الفعل الدولية على انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر فرانس 24، 25/06/2012م
  2. طنطاوي ومسؤولون عرب وغربيون يهنئون مرسي بفوزه برئاسة مصر 24 يونيو 2012م
  3. طنطاوي ومسؤولون عرب وغربيون يهنئون مرسي بفوزه برئاسة مصر مرجع سابق.
  4. بعد فوز مرسي.. إسرائيل تخشى شتاءً إسلاميًا في مصر 25-6-2012م
  5. محمود محي: صدمة فى تل أبيب بفوز مرسى، الاثنين، 25 يونيو 2012م
  6. أحمد بلال: الخارجية الإسرائيلية تقرر عدم التعليق على فوز «مرسي»، 24 يونيو 2012م
  7. أحمد يحي: لماذا شكّل محمد مرسي كابوسا لـ”إسرائيل، 9 يوليو 2019م
  8. أحمد يحي: لماذا شكّل محمد مرسي كابوسا لـ”إسرائيل مرجع سابق
  9. محمد سلام: هكذا استقبلت إسرائيل سقوط "مرسي".. ما علاقة الأمر بالتعاون "السري" مع "السيسي"؟، 29 يونيو 2019م