انتفاضة الأقصى 36 شهرًا من المقاومة
نداء الشيخ "أحمد ياسين" في ذكرى الإسراء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم... وبعد
اليوم هو السابع والعشرون من رجب، ذكرى الفتح العالمي للقُدس، هذا هو اليوم الذي تمَّ فيه تحرير القدس من الصليبيين على يد الناصر "صلاح الدين الأيوبي"... في هذا اليوم نوجِّه نداءً لكل الأمة العربية والإسلامية أنّ القدس هي قبلة المسلمين الأولى، نناشدهم أن يقفوا إلى جانب شعبنا، إلى جانب شعب فلسطين؛ حتى يتم تحرير القدس وتحرير الأقصى.
اليوم نوجِّه هذا النداء إلى كل مسلم، إلى كل قائد، إلى كل زعيم، إلى كل ملك، إلى كل رجل وامرأة أنّ القدس اليوم تضيع وفي خطر، وأنه لابد من جمع القوة لاستردادها وتحريرها، والوقوف إلى جانب شعب فلسطين فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ من أجل مستقبل الأمة وعزتها، القدس أرض الإسراء والمعراج، القدس قبلة المسلمين الأولى.
واليوم أيضًا تصادفنا ذكرى نهاية ثلاثة أعوام وبداية العام الرابع من انتفاضة الأقصى المبارك من المقاومة الشرسة من التضحيات والدماء من الشهداء والجرحى والمعتقلين؛ لذلك أوجِّه التحية لشعب فلسطين- كل أبناء فلسطين- في الشتات، في الأرض المحتلة، في الضفة، في غزة، وفلسطيني الـ48، وكل الشعب الفلسطيني الذي ضحَّى ويضحي، هذا الشعب المجاهد الصابر الذي تحمّل ووقف في وجه أعتى قوة في العالم، أشُدُّ على يديه، وأؤكد للجميع في هذه الذكرى أنّ المقاومة و الجهاد هو خيارنا، وأنّ طريق النصر محفوف بالشهداء والدماء، وأننا عاهدنا الله ثم نعاهد شعوبنا أننا لن نستسلم ولن نرفع الرايات البيضاء، وسنقاتل... إما النصر وإما الشهادة، هذا هو عهدنا، وهذا هو طريقنا مهما بلغت التهديدات، ومهما بلغ العدوان والقصف، ومهما بلغ التدمير لبيوتنا وأبنائنا، ومهما بلغت مجازر العدو، فنحن شعب صاحب حق، صاحب وطن، لن نستسلم وسنبقى على هذا الطريق مهما طال، وفي النهاية النصر للمؤمنين، وإنّ الله وعدنا بالنصر والتمكين في الأرض، إنه على ما يشاء قدير، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.