الحركات الإصلاحية وثورة يناير .. النشأة والدور والمصير .. حركة أحرار أنموذجا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحركات الإصلاحية وثورة يناير .. النشأة والدور والمصير .. حركة أحرار أنموذجا


المقدمة

مثل ميلاد الحركات الشبابية الثورية معلماً هاماً من معالم ثورة يناير 2011 . والمقصود بها تلك الحركات التى تسعى إلى تغيير جذري سريع وشامل، سواء كانت تيارات أو تنظيمات، على خلاف المعارضة الإصلاحية التي تقبل الإصلاحات الجزئية المتدرجة .

وقد انقسمت تلك الحركات الثورية الشبابية الى ثلاثة انواع:

  1. اسلامية التوجه (مثل حازمون – حركة أحرار ..)
  2. ليبرالية التوجه (حركة 6 أبريل ..)
  3. يسارية التوجه (الاشتراكيون الثوريون ...)

ولا تُعد حركات الاولتراس حركة ثورية بالرغم من حضورها في المشهد الثورى ، اذ أنها فى الاصل لتشجيع لعبة كرة القدم، ولاتعنى بتغيير فى المشهد السياسى بشكل اساسى. نتعرض لواحدة من تلك الحركات، وهى حركة أحرار ولدورها فى المشهد الثورى، وهل كانت تلك الحركات إضافة أم خصما من الثورة ؟

طبيعة المرحلة .. ميلاد ثورة

كانت المرحلة منذ ساعة قيام الثورة فى يناير 2011 الى الانقلاب عليها فى 3/7/2013 ، مرحلة مخاض وصراع صعب . فكانت الثورة فى تلك الفترة تواجه صراعا عنيفا مع الثورة المضادة .. وكانت الدولة كلها مشدود أطرفها بيد الدولة العميقة وفى القلب منها العسكريون .

بين الثورة والثورة المضادة

فمنذ الايام الاولى للثورة المصرية كانت هناك ثورة (مضادة) ، بدأت بانفلات أمنى متعمد ، وصل الى حد فتح السجون (1) الى محاولة حرف الثورة عن مسارها ، من خلال وثيقة السلمى التى تعطى حصانة للقوات المسلحة وميزانيتها بدعوى حماية الأمن القومي ، وأن تكون لها الكلمة العليا في وضع الدستور ، وعندما اعترض الثوار فى مليونية 18/11/2011 ، تم ترتيب أحداث محمد محمود الدامية (2)

واستطاع الإخوان المسلمون – بحكم انهم القوة السياسية الاكبر – انتزاع المسار الديمقراطى من يد العسكريين ، حتى وصلنا الى رئيس مدنى ودستور مستفتى عليه شعبيا (3)

تحالف مبارك والعسكر

كانت الاجهزة الامنية تُمسك بخناق الحياة المدنية والسياسية ، خاصة جهاز مباحث أمن الدولة والقوات شبه العسكرية (الامن المركزى) (4) لكن الأخطر كان في انشغال كبار ضباط الجيش باستحواذ الثروة وجنى الأرباح ، فكان للشرطة شركاتها ولكبار ضباط الجيش شركاته و للمخابرات كذلك شركاتها (5)

كما سيطر العسكريون على عدد هائل من مناصب المحافظين ونائبي المحافظين والمساعدين والمدراء العموميين داخل المجالس المحلية التي تشكلت في مئات القرى والمراكز على مستوى الجمهورية ، بالاضافة لتواجدهم وترأسهم للهيئات الرقابية للدولة المصرية ، وخاصة هيئة الرقابة الادارية والتى كانت وسيلة لاختراق الجيش لإدارات الدولة (6)

فكان المجتمع المصرى والدولة كلها تحت السيطرة الكاملة للعسكريين ، سواء فى النشاط الحزبى والسياسى ، او النشاط الاقتصادى ، او أجهزة الادارة المحلية او مؤسسات الدولة (7)

الاستقطاب الاسلامى العلمانى

رفض التيار العلمانى من البداية اى دور حاسم للقوى الاسلامية ، حتى ولو كان هذا الدور جاء بارادة شعبية ! فطالبوا باطالة الفترة الانتقالية (8) ولم يحترموا نتائج المسار الديمقراطى (9)

وهددوا بفوضى داخل البلاد بسبب (نقاب) السيدات المسلمات ! (10) حتى ان المخرج المصرى داوود عبد السيد (فبرغم انه رفض مجموعات بلاك بلوك) الا انه انتهز الفرصة وربط موضوع القناع الذى يرتدونه بالنقاب على وجه المنتقبات !! بمعنى انه اذا أراد الحاكم ان يمنع قناع البلاك بلوك فليمنعه عن السيدات المنتقبات !! (11)

وبرغم ان الإخوان المسلمين اخذوا موقفا حازما من محاولة المجلس العسكرى وضع دستور دائم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية خلال لقائه قيادات حزبية في أبريل 2012 .. ابدى الإخوان المسلمون تخوفا من إطالة الفترة الانتقالية ، فهددت الجماعة بسحب (شرعية العسكرى) فى حال مد الفترة الانتقالية وحذرت المجلس العسكرى : (لا تضع نفسك فى مواجهـة مع الشعـب) (12)

الا ان القوى المدنية اختارت ان تجعل معركتها مع رأس الدولة المصرية (الرئيس محمد مرسي) بدل ان تصطف معه فى مواجهة الثورة المضادة والتى يقودها المجلس العسكرى !

فبطلب من المجلس العسكرى اجتمع حسب الله الكفراوي ومنى مكرم عبيد وسعد هجرس وعمرو موسى ورفعت السعيد في بيت الأول ، ليعدوا ما يسمونه "بيان الأمة"، عرف فيما بعد بـ"وثيقه المثقفين"، والتي كانت تمهيدا للانقلاب وإقرارًا به ، وفيه تحدث "الكفراوي" فقال : إنه في تواصل مستمر مع قيادة الجيش، والبابا القبطي، وشيخ الأزهر.

وقد صَرَّحت "منى" بأن هذا الطلب قد أُعِدَّ خلال ساعات، ووقّع عليه أكثر من خمسين من رجالات المعارضة، وقُدِّم إلى "السيسي" على عجل في الساعة الثالثة ظهرًا؛ حتى لا يحدث تأخير في تنفيذ ما يريد تنفيذه من خطة التدخل العسكري السافر والانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي .. حصل ذلك قبل أن تُنَظِّم المعارضةُ احتجاجها في ميدان التحرير. (13)

كيف تعاملت معها حركة أحرار ؟

نشأت حركة احرار فى أثناء ذلك المخاض الصعب ، حيث عاشت كل تفاصيله . فهل كان وجودها وحراكها اضافة للثورة ام خصما منها ؟

التوجه الفكرى والسياسى

هى حركة شبابية بالاساس ، تشكلت في أكتوبر 2012 من قلعة صلاح الدين الأيوبي تحت شعار (أمة تنتفض .. كرامة تسترد .. وطن يتحرر) .

حركة "الحد الدنى" .. فهي تتبنى ما لا يمكن أن يختلف معه صاحب فطرة سليمة .. لذلك ستعجب من حجم التنوع بداخلها .. بل نزعم أن هذا التنوع لم يكن لأي حركة سياسية من قبل .. فليست الحركة التي لها نمط محدد لأفرادها .. أو الحركة التي يعرف المنتمون لها بشكل وهيئة محددة .. بل هي نبض حقيقي لواقع الشباب الحر المحب لدينه وبلده هي:: حركة شمول تدور مع الحق حيث دار .. تارة تراها حركة ثورية وتارة تراها حركة حقوقية وتارة تراها دعوية وتارة تراها خيرية لن نترك بابا من الحق نستطيع أن نطرقه إلا وطرقناه (14)

فلايجمع افرادها اطار فكرى واحد فهم من مشارب شتى ، فمنهم كان من مؤيدى حمدين صباحى ومنهم من كان من حملة حازمون ومنهم من كان من شباب الاولتراس ، لكنهم فى النهاية تتجمعهم جملة من المبادئ العامة :

  1. يحترمون الثوابت الثوابت الدينية والمجتمعية
  2. يرفضون المسار السياسى بداية الذي حدده المجلس العسكري
  3. ينتهجون السلمية ، فلا يلجأون للعنف فى التعبير عن ارائهم
  4. يهتمون بنشر الوعي السياسي بخطورة الهيمنة الغربية (15)

مفهوم المعركة الرئيسية

ففي مؤتمر في جامعة القاهرة بتاريخ 21/4/2013 استمر لمدة ساعتين تحدث بعض من مؤسسى حركة احرار فهم يرون ان :

  1. المعركة الرئيسية هي مع النظام العالمى الجديد، والهيمنة الامريكية . فهى المعركة الاولى وهى نقطة البداية، واى طرح ثورى يتجاوز تلك البداية يكون قد ضل طريق الثورة وخالف وعيها الثورى .
  2. اتهام النخب السياسية بانها جميعا عاجزة عن إيجاد حلول للمأزق الحالي ، فاحداث الثورة كانت كبيرة ، لكن النخب السياسية ورجالها كانوا صغارا !
  3. وان هناك نخبة شبابية تظهر لان ، وسنسعى الى تنجيم هذه النخب ..
  4. وانهم سيتواصلون مع من يملك مشروعا ، وبعد سنة او سنتين سينبثق من كل ذلك مشروعا سياسيا متكاملا .. (16)

الحركة والممارسة

لم تقدم حركة احرار طرحا سياسيا او فكريا ناضجا ومكتملا حول كيفية الخروج من أسر الهيمنة الامريكية او الفكاك من التغلغل العسكرى فى مفاصل الدولة المصرية ! بل تركز نشاط الحركة فى المسيرات والاعتصامات ..

  1. فمسيرة بعنوان (اتحدوا) ، عند مسجد الفتح بتاريخ 23/10/2012 وحدثت في بدايتها مشادات ، لكن تم تجاوزها واستمرت (17)
  2. و مساعدات لقطاع غزة منعتها السلطات المصرية فى 23/11/2012 (18)
  3. ومسيرة في 24/11/2012 عند دار القضاء العالى وانتهت باشتباك بين الامن وبين الحركة (19)
  4. ثم دعم للثورة السورية ، من خلال وقفة عند السفارة الإيرانية يوم 15/3/2013 . (20)
  5. ومسيرة عند سفارة لبنان في 13/3/2013 نصرة للشيخ الأسير (21)
  6. ووقفة بمحطة الشهداء ضد حكم العسكر في 25/7/2013 (22)
  7. وبعد الانقلاب حدثت "مذبحة ميدان لبنان" في أغسطس - آب 2013، وقتل فيها ستة من أعضاء الحركة (23))

هذه عينة من انشطة الحركة . ليس فيها مايدل على انشطة او حتى مجرد تصور لكيفية منع او على الاقل الحد الهيمنة الامريكية على الدولة المصرية

الاختبارات الصعبة .. العلاقة بالاخر

حملت الحركة مشاعر ودية ورغبة فى التعاون مع الحركات الشبابية ، على عكس مشاعرها وموقفها تجاه جماعة الإخوان المسلمين ...

تنسيق وتعاون مع القوى الشبابية

ظهر ذلك فى حدث مؤتمر القاهرة من كلام احمد سمير تجاه حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات .

كما ظهر فى حديث أحمد عبد الجواد أحد مؤسسي الميدان الثالث الذي تحول مؤخرا إلى جبهة "طريق الثورة" المشكلة من حركتي شباب 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وعدد من الناشطين المستقلين في حديث لـ"المونيتور" إن "حركة أحرار يتحركون في نفس المساحة التي نتحرك فيها وهي إسقاط العسكر من الحكم

وكنا ننسق معها في بداية الأحداث والفعاليات الثورية مثل مظاهرة ميدان سفنكس، ثم شاركونا هم في فعاليات محمد محمود بدون ان يرفعوا أي اعلام، ونحن رفضنا أن تكون حركة "أحرار" ممثلة معنا في جبهة طريق الثورة بالرغم من خطابها الثوري لكننا وجدناه راديكالي وخاص أكثر بالمشروع الإسلامي وهناك تمايز بين خطابنا وخطابهم". (24)

خصومة وتنافر مع الإخوان المسلمين

لم تحمل حركة احرار نفس الود والرغبة فى التعاون تجاه الإخوان المسلمين .

  • وفى إشارة مبطنة الى الإخوان المسلمين دون تُذكر بالاسم ، أشار احد متحدثيهم (مقداد) فى مؤتمر بجامعة القاهرة بان من رفع شعار الإسلام هو الحل عندما جاء الى الحكم لم يستطع ان يقدم لنا النظام الاجتماعى الاسلامى او النظام السياسى الاسلامى .. انما حدثنا عن أن (مصر حرام على غير المصريين) وهى إشارة الى ماقاله الرئيس مرسي ردا على إشاعة ان مصر باعت قناة السويس لقطر !!
  • وعندما ذكر احمد سمير شعار (يسقط حكم المرشد) علق عليه بقوله : ده هتاف حقيقى
  • وعندما تعرض سمير الى مظاهرات الإسلام السياسى ، ذكر بانه (لازم يكون فيها اتوبيسات ... ده دليل على انه بيجيب ناسه برضه .. الإسلاميين تيار نخبوى ، وان كانت له حاضنة شعبية)
  • وعندما تعرض لمظاهرات ضد تسميم طلاب الأزهر ، ومناصرة جهاد موسى فتاة جامعة المنصورة ، ذكر بان هناك حالة مصالحة بين النظام الحالي (نظام مرسي) وبين النظام السابق ، وان الإخوان المسلمين كانوا في هذا الحراك لكنهم رفضوا رفضا باتا مطلب اقالة رئيس الجامعة ، فانفصلنا عنهم ، وان شباب الإخوان انضموا الى مسيرتهم .. وبعدين مشيوا لانهم قالوا بان الامن جاى
  • وعندما تعرض للدستور المستفتى عليه شعبيا ، علق عليه قائلا : (اللى هم اجبرونا عليه) (26)
  • وبعد الانقلاب قال احمد سمير (اننا رفضنا النزول إلى ميدان رابعة العدوية عندما رأينا أن مطالب المعتصمين هناك تكريسًا للمسار الذي صنعه العسكر) برغم ان الانقلاب كان على شرعية حددها واختارها الشعب المصرى ، ولم يكن خاصا بفصيل او حركة !! (27)

الخلاصة .. درس فى كتاب الثورة

حركة أحرار نشأت من داخل البيت الاسلامى ، وبرغم أنها لم تكن ذات وزن كبير فى الحراك الثورى او القبول الشعبى ، الا انها اتسمت بنفس سمات الحركات الشبابية الثورية التى نبتت أثناء الثورة فهى :

  1. أنها اختارت ان تكون أداة ضغط لا لاعب سياسى .
  2. أنها كانت مثالية الطرح ، فعناوين افكارها كبيرة ، لكن دون وسائل واقعية حقيقية تنفذها !
  3. نرجسية الطابع فى التعامل مع القوى الاخرى ، خاصة ذات الوزن الكبير (اثرا فى الشارع ، وقبولا شعبيا) ، فكان التعالى باديا فى خطابها نحو الإخوان المسلمين خاصة !
  4. عشوائية الحركة ، فهى لم تخطط لحركتها وانشطتها بما يتناسب مع أهدافها وتوجهاتها الفكرية الكبيرة .

مما جعلها فى النهاية – رغم وزنها الصغير نسبيا – خصما من الثورة لا اضافة لها فى معركتها مع قوى الثورة المضادة . خاصة وأن الثورة كانت فى جولتها الاولى مع الدولة العميقة .

المصادر

  1. الصندوق الأسود - من الذي قتل اللواء محمد البطران؟
  2. (محمد محمود .. الأحداث التى عجلت بموعد تسليم السلطة)
  3. النتيجة النهائية
  4. مصر.. من دولة الشرطة إلى دولة الجيش نبيل الفولى الجزيرة – 6/7/2014
  5. نون بوست - جنرالات الذهب.. "وهذا حتى لا يُخدش السطح" 2017
  6. جمهورية الضباط في مصر: يزيد الصايغ – معهد كارنيجى،
  7. "النظام يريد السيطرة الكاملة على المجتمع"... عن أنشطة الجيش المصري الاقتصادية خالد كمال – رصيف22 – 11/7/2019
  8. جدل فى الاتجاه الغلط - فهمى هويدى الشروق،
  9. الصفحة الرسمية للاديب علاء الاسوانى
  10. ممدوح حمزة: لو المنقبات قلعوا "البلاك بلوك" يقلعوا
  11. المخرج داوود عبدالسيد: «الإخوان» تخوض معاركها حتى «آخر سلفي»
  12. (الإخوان) تحِّذر العسكرى: لا تضع نفسك فى مواجهـة مع الشعـب
  13. مداخلة منى مكرم عبيد على الجزيرة مباشر مصر
  14. نبذة عن حركة أحرار
  15. حركة "أحرار" المصرية تحيي ذكرى قتلاها،
  16. يقين - مؤتمر حركة أحرار " من النشأة إلى أحداث المنصورة "،
  17. يقين - اشباكات فى بداية مسيرة اتحدوا..
  18. يقين -السلطات المصرية تمنع دخول احرار ورسالة الي غزة
  19. يقين - اشتباكات الأمن مع حركة أحرار ومحاصرة الزند فى دار القضاء
  20. كيف ستدعم حركة احرار الثورة السورية
  21. يقين - حركة أحرار تحاصر سفارة لبنان نصرة للشيخ الأسير
  22. يقين - وقفة حركة احرار داخل محطة الشهداء ضد حكم العسكر
  23. حركة "أحرار" المصرية تحيي ذكرى قتلاها
  24. حركة "أحرار".. أنصار أبو إسماعيل يتوعدون النظام في ذكرى الثورة
  25. كيف ستدعم حركة احرار الثورة السورية
  26. ردا على بيع قناة السويس إلى قطر.. الرئيس مرسي: أرض مصر حرام على غير المصريين
  27. حركة "أحرار" المصرية تحيي ذكرى قتلاها