الأستاذ البنا مع الرئيس السوري في فندق أوريان بسوريا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ البنا مع الرئيس السوري في فندق أوريان بسوريا


أماكن في ذاكرة الإخوان المسلمين

إخوان ويكي


مقدمة

الإمام-حسن-البنا-بين-د.-مصطفي-السباعي-وعمر-بهاء-الدين-الأمير-في-سوريا.jpg
البنا-في-سوريا.jpg
فندق-أوريان-حاليا.jpg
الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.1.jpg
الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.2.jpg
الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.3.jpg

هتم الأستاذ البنا بقضايا الأمة الإسلامية من غربها لشرقها، حيث طالب وعمل من أجل تحرير هذه الأوطان، وأرسل الوفود إلى كثير من الدول كسوريا والأردن وغيرها.

لم يزر الإمام البنا سوى الحجاز للحج وسوريا وغزة بفلسطين، فكانت لهذه الزيارة صدى كبير حتى أن رئيس الجمهورية السورى شكري القواتلي حرص على لقاء الأستاذ البنا في فندق أوريان (أورينت) الشهير بسوريا.

تاريخ فندق أوريان بالاس (قصر الشرق)

الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.5.jpg
الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.6.jpg
الأستاذ-حسن-البنا-في-سوريا-وفندق-أوريان.7.jpg

صمم هذا الفندق في منطقة الحجاز بوسط دمشق اوائل الثلاثينيات من القرن العشرين حيث تم بناء الفندق في عام 1928 ودخل حيز الاستخدام عام 1932م على يد المهندس اللبناني: "انطوان تابت" (19051964).

كانت عمارة فندق أوريان بالاس تمثل نموذجاً واضحاً وبهياً لترجمة واعية لأفكار الحداثة المعمارية الأوروبية، وإمكانية "توطينها" محلياً. إنها تبدو بهيئتها التماثلية، وأسلوب شرفاتها المفتوحة المتدرجة، وفتحات نوافذها الواسعة غير المألوفة.

وهو الفندق الذي ضم جلسة مجلس النواب في 17 أغسطس 1943م وحضره 118 عضوا حيث تم انتخاب الرئيس شكري القوتلي رئيسا لسوريا وظل في السلطة حتى وقع الانقلاب العسكري بقيادي حسني الزعيم في 30 مارس 1949م.

لعب قصر الشرق دورًا مهمًا للغاية تاريخيًا حيث استضاف العديد من الضيوف البارزين بما في ذلك القادة السياسيين والفنانين والمؤلفين والرسائل الرجال. كما شارك قصر الشرق في بعض جلسات البرلمان، واستقطب جميع أنشطته بعد مرحلة الاستقلال، كما عقد فيه جميع المؤتمرات والاجتماعات السياسية والاجتماعية والثقافية الحزبية.

زيارة البنا لسوريا ولقاء القوتلي بأوريان بالاس

برزت جماعة الإخوان المسلمين بمواقفها الوطنية الصريحة والعلانية ومناصرتها للقضية المصرية والفلسطينية والعربية والإسلامية خاصة مع انتهاء الحرب العالمية الثانية ورفع الأحكام العرفية، حيث حرك الإخوان المظاهرات من أجل تلك القضايا الوطنية، بل واستقبلوا كثير من قادة الحركات التحررية في مركزهم العام.

وحينما أعلن مجلس الأمن تقسيم فلسطين بين الفلسطينيين والصهاينة انتفض الإخوان المسلمين منددين بالقرار ومطالبين الحكام بفتح أبواب الجهاد للتصدي للغزو الصهيوني، وهو ما التزموا به فعلا حينما جهزوا عدد من كتائب المجاهدين الذين سافروا لفلسطين عن طريق غزة وقطنة بسوريا.

لم يكتف الإمام البنا بإعداد المجاهدين وإرسالهم بل انتفض خلفهم لزيارتهم ودعمهم، فسافر لسوريا صباح يوم الأربعاء 13 من جماد الأول 1367هـ الموافق 23 من مارس 1948م حيث التقى مع زعماء الإخوان وعلى رأسهم المجاهد مصطفى السباعي قائد كتائب الإخوان في سوريا.

نزل الإمام البنا بفندق أوريان بالاس حيث استقبل في الفندق كوكبة من رجالات سوريا وعلمائها مثل الأستاذ مصطفى السعدني سكرتير المفوضية المصرية بدمشق، والاستاذ كامل الحمامي، والأستاذ بهاء الدين الأميري، والأستاذ معروف الدواليبي أحد نواب الإخوان في البرلمان السوري، والأستاذ محمد المبارك النائب البرلماني، والأستاذ عبد الحميد الطباع عضو جمعية القراء، والأستاذ مصطفى الزرقا الأستاذ بمعهد الحقوق، والدكتور عارف الطرقجي رئيس مؤسسة الطب الشرعي... وغيرهم.

كما قابل أيضا بعض الشخصيات العسكرية مثل الجنرال صفوت باشا، وقابل فضيلته الأمين العام للجامعة العربية عبد الرحمن عزام باشا، وقابل فضيلته بعض الشخصيات الإخوانية مثل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان بسوريا ورئيس كتيبتهم في لواء اليرموك، والسيد محمود الشقفة نائب الإخوان بحماة في البرلمان السوري وغيرهم من صفوة أهل دمشق مثل السيد حسني الهبل عمدة المعهد العربي، والسيد بشير رمضان من أكابر التجار وعضو المعهد العربي، وسيادة مدير الغرفة التجارية.

ثم رتب إخوان سوريا مقابلة بين الأستاذ البنا والرئيس القوتلي حيث تقابلا في القصر الجمهوري حيث أثنى الأستاذ البنا على جهاد الشعب السوري، كما عبر الرئيس القوتلي عن امتنانه لجهود الإخوان نحو القضية السورية والبعثات التي أرسلها المركز العام بعد العدوان الفرنسي عام 1945م.

قدم فضيلة المرشد العام تحية شعب وادي النيل عامة والإخوان المسلمين خاصة. ثم حيّا جهاد سوريا في سبيل استقلالها. واعتبر ذلك فاتحة خير لاستقلال زميلاتها من دول العروبة.

ثم قال: هناك معركتان:

  1. معركة التحرير.
  2. ومعركة الإصلاح الاجتماعي.

أما معركة التحرير، فقد نالت سوريا بإيمان أبناءها شرف السبق فيها والبلاد العربية تكاد تلحق بها والذي بقي الآن هو أن توجه المجتمعات العربية إلى الوجهة الصالحة التي تعود عليها بالخير في الدين والدنيا معًا. بما توفره لها من حاجات الروح والبدن.

ومن سعادة هذه الأمة أن زعماءها. وقادتها يدركون هذه المعاني وليس عليهم إلا أن يعملوا بها. ومن كرم الله أن يكون على رأس سوريا الحبيبة. راع أمين يقدر مسئوليته. ويتجه برعيته إلى هذه الوجهة الإصلاحية المباركة.

فقال فخامة الرئيس:

إن إعجابي بالإخوان، واعتزازي بدعوتهم ليحدوني أن أحييهم جميعًا في شخص فضيلتكم وأسأل الله تحقيقًا لآمالكم التي أصبحت بعون الله وقوته آمال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وأن استقلال سوريا الذي أشرت إليه لا يماثله أي استقلال في أي دولة من دول العالم العربي لأنه استقلال لا ينقص من سيادتها.

ولا يخضعها لغيرها. وهذا فضل من الله يوجب على سوريا تبعات وأعباء ثقيلة تجاه القضايا العربية وسوريا جادة في أداء واجبها الذي تفرضه عليها جامعة الدول العربية التي نعتز بها ونحمد لها ما ادخرته من قوى وما بذلته وتبذله من جهود في خدمة العروبة.

ثم رجا فضيلته فخامة الرئيس في غيرة وإخلاص أن تحقق الحكومات العربية أمل الشعوب فيها. فتسلك بها سبيل الجهاد. كما تسعى جادة لتوفير ما يحتاج إليه جيش التحرير من المعدات الحربية كالدبابات والمدافع الثقيلة التي تدك قذائفها قلاع الصهيونيين. وتذيب أحلامهم.

وبعد المقابلة غادر الأستاذ البنا القصر الجمهوري مودعا الرئيس، لاستكمال مهمته التفقدية لكتائب الإخوان في قطنة.

المصادر

  1. خالد السلطاني: فندق أوريان بالاس بدمشق، عندما تكون العمارة رافعة الحداثة.. وحاضنتها، 17 مايو 2020
  2. الإخوان المسلمون: العدد 205، السنة السادسة، 19 شعبان 1367هـ - 26 يونيو 1948 – صـ 12، 13، 14.
  3. المرجع السابق: العدد 207 ، السنة السادسة، 3 رمضان 1367هـ - 10 يوليو 1948 – صـ12، 13.