الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد المحسن شربي»
ط (حمى "عبد المحسن شربي" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد))) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
==مقدمة== | ==مقدمة== | ||
[[ملف:عبد-المحسن-شربي.jpg|350px|تصغير]] | |||
زخرت الأمة الإسلامية بمن أرشدها إلى حسن طاعة ربها، والدفاع عن شريعتها، والحفاظ على ثوابتها، إلا أنه بين الفنية والأخرى يرحل العلماء والمصلحين، لكنهم رحلوا بعدما تركوا آثار وبصمات في نفوس أبناء هذه الأمة، وتركوا مواقف وتاريخ يضيء ظلمات الدجى أمام الحيارى من شباب وشابات هذه الأوطان المكلومة. | زخرت الأمة الإسلامية بمن أرشدها إلى حسن طاعة ربها، والدفاع عن شريعتها، والحفاظ على ثوابتها، إلا أنه بين الفنية والأخرى يرحل العلماء والمصلحين، لكنهم رحلوا بعدما تركوا آثار وبصمات في نفوس أبناء هذه الأمة، وتركوا مواقف وتاريخ يضيء ظلمات الدجى أمام الحيارى من شباب وشابات هذه الأوطان المكلومة. | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٢:٠٩، ١٨ فبراير ٢٠٢٣
مقدمة
زخرت الأمة الإسلامية بمن أرشدها إلى حسن طاعة ربها، والدفاع عن شريعتها، والحفاظ على ثوابتها، إلا أنه بين الفنية والأخرى يرحل العلماء والمصلحين، لكنهم رحلوا بعدما تركوا آثار وبصمات في نفوس أبناء هذه الأمة، وتركوا مواقف وتاريخ يضيء ظلمات الدجى أمام الحيارى من شباب وشابات هذه الأوطان المكلومة.
والتاريخ الإسلامي مليء بسير العلماء المصلحين الذين كان لهم أثر كبير في صناعة التاريخ والتأثير على المجتمعات حتى بعد مماتهم، ومن هؤلاء الأستاذ عبد المحسن شربي الذي يغفل دوره كثير من أبناء الحركات الإسلامية ناهيك عن عموم الناس رغم ما قدمه من تضحيات في سبيل دينه.
نشأته
ففي قرية كفر الشيخ هلال التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية بمصر ولد عبد المحسن عبد الله شربي في 2 يونيو 1916م في أسرة عرفت مقام التدين وأهميته حيث كان والده رجلا صالحا عمد إلى تربيته تربية صالحة منذ نعومة أظافره، حتى أنه حرص قبل أن يصل صغيره إلى سن السابعة أن يصحبه للمسجد ويجلسه معه كثيرا لسماع الأوراد التى كان يرددها والأدعية الدينية المفيدة، فكان قدوة صالحة أمامه جعله يلتزم طريق الإسلام.
ألحقه بالتعليم وسار فيه سيرا حميدا حيث دخل الكتاب وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بالمدارس الابتدائية والثانوية حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الملك فؤاد الأول (القاهرة حاليا) عام 1941م من قسم التاريخ، ولم يتوقف على حصوله على الليسانس فتقدم للدراسات العليا وحصل عليها عام 1947م
تزوج في وقت مبكر بعد تخرجه فكان حصنا حصينا له في فترة الشباب ورزقه الله بأسامة (أحد قيادات الإخوان فيما بعد) ومحمد. بعد تخرجه كان هناك عجز فى تدريس اللغة الإنجليزية فعين مدرسا للغة الإنجليزية عام 1942م في قنا قبل أن ينتقل للعمل في مع مدرسة ثانوية فى القاهرة ثم ميت غمر، وسار فى الترقيات إلى المدرس الأول. سافر عام 1948م للعمل في اليمن كمدرس لفترة حتى حدثت محنة مقتل الإمام يحي فعاد مرة أخرى.
تنقل بين كثير من المناطق ما بين الصعيد والقاهرة وأجا وميت غمر، واختير مدير التعليم الإعدادى فى ميت غمر ثم طنطا في الخمسينيات، كما عمل في دمنهور مفتش ثانوى لفترة وكان سكنه طنطا عام 1964م، كما ذهب إلى دمياط كمفتش أول، إلى أن أختير مدير التعليم الثانوى من عام 1972م حتى أحيل إلى المعاش عام 1976م، كما انتقل للعيش في الإسكندرية.
سافر فترة إلى دولة باكستان وهي الفترة من 1986 إلى 1993، وحظى بالإشراف فترة على الوضع في أفغانستان أثناء الغزو الروسي لها، كما شغل موقع مدير المعهد الإسلامي في باكستان.
بين صفوف الإخوان
كان والده رئيس لجنة الوفد فى منطقة ميت غمر وكان على صلة طيبة بسعد زغلول وحمد باشا الباسل، لكنه ما إن التحق بالجامعة حتى تعرف على شباب الإخوان المسلمين في الكلية فأعجب بهم وبطريقة فهمه لحقيقة الإسلام
حيث يقول:
- (منذ التحاقى بكلية الآداب كنت أصلى أنا واثنين من زملائى وهما عبد العزيز كامل رحمه الله بقسم الجغرافيا - والذى كان وزيرا للأوقاف فيما بعد - ومحمد محمود غالى وكان فى قسم الغة الإنجليزية، فكنا نسكن سويا ونصلى، فاتصل بنا أخ اسمه محمد عبد الحميد أحمد -وهو أول طالب انتسب إلى الإخوان - وقرر نشر الدعوة فى الجامعة وكان فى السنة الثانية ونحن فى السنة الأولى سنة 1936م
- فجلس معنا وتعرف علينا وسألنا عن اتجاهتنا السياسية والدينية، فقلت له أنا اتجاهاتى السياسية وفدى لأن والدى رئيس قسم لجنة الوفد فى منطقتنا فهو حزب يعادى الاستعمار، ومن الناحية الدينية كنت منتسبا إلى فرقة دينية اسمها النقبشندية لأنها تقوم على ذكر الله بأسمائه الحسنى ولكثرة الذكر ينقش اسم الذكر فى قلب الإنسان.
- فقال أنا فرح بكم لأنكم تصلون ولكن لابد وأن تعملوا للإسلام لأن الصلاة لا تكفى فالإسلام له جوانب كثيرة ولابد أن نأخذ به من جميع جوانبه، فقلنا له نريد أن نفهم، فقال: هناك رجل من الصالحين والعلماء يلقى محاضرات دينية فأحب أن تنتفعوا بعمله وتتعرفوا إليه، فذهبنا إلى المركز العام للإخوان المسلمين، وكان فى لوكاندة البرلمان فى العتبة الخضراء.
- فذهبنا إلى هناك وكنا نظن أنه مثل الوفد سنجد حشم ومظاهر فاخرة، وإذ بنا نجد أن الشقه مفروشة بالحصير، ووجدنا رجل متواضعا هو الإمام حسن البنا يلبس الثوب الأبيض والعباءة، وطرى المحى وسمح الوجه، استقبلنا استقبالا طيبا وسألنا عن أسماءنا.
- وقال لنا أن اتجاهكم يكون اتجاه إلى الله سبحانه وتعالى. فلا تدخل كلية الآداب حتى تتخرج أستاذ وتتقاضى مرتب ويكون لك مكانة فى المجتمع، لا. بل الأساس أن تخدم الناس بعلمك لكى يكون لك الثواب، وإذا كانت مذاكرتك على هذا الأساس تكون كل مذاكرتك عبادة، وكلما تعبت فى المذاكرة كأن تعبد الله سبحانه وتعالى لأنك متجه إلى الله بالتعليم لعلو مكانتك فتعلم الناس وتنفعهم بعلمك، وإذا أفاض الله عليك بالمال ينفق فى سبيل الله فيكون كل عملك خالص فى سبيل الله.
- وأكرمنا الله أن الأستاذ البنا لم يتركنا بل كان يهتم اهتماما كاملا بطلبة الجامعة وطلبة الأزهر، ويعتبر أن هؤلاء هم شباب المجتمع المقبل، فلابد، وأن يكون شباب على تقوى من الله سبحانه وتعالى).
ومنذ أن التحق بقسم الطلبة في الجامعة سعى إلى نشر الفكرة الإسلامية فيها ومحاربة الشيوعية كغيره من الإخوان، والتنديد بالمستعمر البريطاني والتحركات الصهيونية في فلسطين.
حتى أنه حينما أصدر أحد استاذ قسم اللغة الإنجليزية كتاب يطعن في شخص النبي الكريم ثاروا عليه فما كان من أحمد لطفي السيد إلا أن فصل جميع الإخوان بكلية الآداب ومنهم محمد أحمد عبد الحليم، وعبد الحكيم عابدين، وإبراهيم العزبى، وعبد المحسن شربى، وعبد العزيز كامل، ومحمد غالى ومحمد عبد الحميد أحمد وكل الإخوان فصلا كاملا لكنهم استطاعوا أن يصلوا لخلف لطفى السيد الذي تولى الجامعة وذكروا له أنهم ما فعلوا ذلك إلا لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم فأصدر قرارا بأعادتهم مرة أخرى.
بعدما تخرج ارتبط بقسم الطلبة حتى أنه عمل مع الأستاذ محمد فريد عبد الخالق في الإشراف على القسم لفترة، قبل انتقاله للعمل في ميت غمر. وحينما انتقل للعمل في طنطا عمل بقسم الطلاب بالقسم فترة الأستاذ حسن الهضيبي، قبل أن يرشحه الأستاذ عبد القادر عودة مسئولا عن مكتب الإخوان في الغربية خلفا للأستاذ عطية الشيخ وذلك قبل محنة عام 1954م.
محنته
استمر عاملا في صفوف الإخوان حتى وقعت اعتقالات الإخوان بعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م فاعتقل بصحبة الشيخ سيد عشماوي وعبد الحكيم شاهين في سجن أرميدان بالقلعة ثم السجن الحربي وظل فيه السجن فترة حتى خرج في 18 يونيو عام 1956م ضمن الذين لم يحكم عليهم.
يصف المعاملة في السجن الحربي بقوله:
- المعاملة فى السجن الحربى معاملة قاتلة،أولا نذهب وليس هناك غطاء ولا فرش تنام على البلاط، فترة طويلة يعطوا كل منا بطانية، وكان المسجون له برش يضع عليه الباطنية وينام فوقه أما المعتقل فلم يكن عنده برش، فأنت أيها المعتقل ليس مصروفا لك برش ولكن بطانية فقط بعد
- الزنزانة لا تتسع لأكثر من ثلاثة أو أربعة فكانوا يضعوننا فيها سبعة لدرجة أنه لا يمكن النوم على ظهرك، لازم تنام على جنبك ورجلك وتكون فى رأس النائم، الزنزانة مليئة بالبق نصبح فى الصباح نجد البق يملأ آذاننا، لدرجة أننا كنا نحضر لبابة العيش ونعملها مثل العجين ونصيد بها البق.
- ويعطيك قسرية ويقول لك هذه تشرب فيها الماء بالنهار، وتقضى بها حاجتك ليلا وكانت كاوتش، واعترضنا على ذلك وطلبنا قسرية للشرب وأخرى للبول، فقال لناأنا عندى أوامر عسكرية أنفذها فقط، فكنا نشرب من القسرية ونظل محتبسين إلى أن ننزل إلى دورة المياه وكانت مرة كل 24 ساعة، ونحن ثلاث آلاف ودروات المياه قليلة جدا بالنسبة للعدد، يعنى عبارة عن 12 دور، ودورة المياه كانت جزء من الدور الأول فقط فكان 12 حمام فقط.
لكن سرعان ما اعتقل في محنة عام 1965م حيث يقول:
- كنت فى الإسكندرية عندما تم اعتقالى عام 1965 وجدوا اسمى فى نوته عبد الفتاح إسماعيل، فأخذونا بسبب اتهامه بأنه كان صديق سيد قطب ويريدون إعدامه، فمعنى أنه أسمى عنده أنا أسير فى نفس الخط، وهم لا يعرفون أنه مجرد اسم فقط، فجاءوا لاعتقالنا وكنا فى طرة فى ذلك الوقت فنقلونا الحربى على أننا كنا زملاء لعبد الفتاح إسماعيل، فذهبنا إلى هناك وأرونا الويل من أجله.
ظل في المحنة حتى أفرج عنه منتصف عام 1968م بعد نكسة 67م حيث تحركت المظاهرات ضد فساد الجيش.
قالوا عنه
يقول عنه الأستاذ مسعود السبحي - سكرتير المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين - إنه من الرجال القلائل الذين أفنَوا حياتهم في العمل لرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد كان ممن أُسند إليهم مهامُّ كبيرة في الدعوة؛ حيث شغل رئيس مكتب إداري الغربية لجماعة الإخوان المسلمين.
ويضيف السبحي:
- "وقد رأيته وهو يتدرَّب في معسكرات التحرير عام 1953م استعدادًا للجهاد ضد الإنجليز في القناة، فضلاً عن جهاده ضد الصهاينة في فلسطين، والتقيت بت مرةً أخرى بعد سنوات طوال في يشاور بباكستان على الحدود الأفغانية، وأسند إليه إدارة المعهد العلمي الإسلامي لتخريج الدعاة من أبناء أفغانستان، واستمر عمله هناك مدةً طويلةً حتى عاد إلى مصر، ولم ينقطع عطاؤه للدعوة حتى لقي ربه.
وفاته
ظل الحاج عبد المحسن شربي صامدا على طريق الحق حتى توفاه الله صباح الأحد 2 مايو 2004م عن عمر يناهز 88 عاما بمدينة الإسكندرية ودفن بقريته كفر الشيخ هلال التابعة لمركز ميت غمر.
المصادر
- حوار مع الأستاذ عبد المحسن الشربي.
- موقع إخوان ويكي