الفرق بين المراجعتين لصفحة: «زبيدة عبد الحليم مشهور»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٨٧: | سطر ٨٧: | ||
:#[[حقيقة التنظيم الخاص|حقيقة التنظيم الخاص]] ،'''[[محمود الصباغ]]''' ، '''لتحميل الكتاب''' [[ملف:Pdf.png|وصلة=حقيقة التنظيم الخاص.pdf]]، دار الاعتصام، 1409هـ-[[1989]]م. | :#[[حقيقة التنظيم الخاص|حقيقة التنظيم الخاص]] ،'''[[محمود الصباغ]]''' ، '''لتحميل الكتاب''' [[ملف:Pdf.png|وصلة=حقيقة التنظيم الخاص.pdf]]، دار الاعتصام، 1409هـ-[[1989]]م. | ||
:#حوار أجراه عبده دسوقي مع الحاجة [[سلوي مشهور]] يوم 6/9/[[2007]]م. | :#حوار أجراه عبده دسوقي مع الحاجة [[سلوي مشهور]] يوم 6/9/[[2007]]م. | ||
{{روابط قسم الأخوات}} | |||
{{روابط مصطفى مشهور}} | {{روابط مصطفى مشهور}} |
مراجعة ١٠:٢٧، ٥ نوفمبر ٢٠١٢
بقلم: مريم السيد هنداوي
مقدمة
الفرد المسلم رجل عقيدة يلزم إعداده ليمثل النموذج الإسلامي الصحيح والقدوة الرائدة، والأسرة المسلمة دعامة قوية في بناء المجتمع الإسلامي وتماسكه أو تمزقه وانحلاله ، والمرأة لها دور هام إذا أحسن إعدادها فهي مربية الأجيال وصانعة الرجال.
من هي زبيدة مشهور
هي إمرأة مسلمة نشأت في بيئة محافظة على إسلامها الصحيح وفهمها الشامل للإسلام؛ في بيئة عملت على رضا الله والتقرب إليه بالطاعات وحفظ كتابه والمحافظة على الصلوات وحسن الأخلاق.
تنتمي إلى عائلة المشاهرة وهى من العائلات العريقة المحافظة في محافظة الشرقية، وتزوجت من ابن عمها الأستاذ مصطفى مشهور الذي ولد في 15/9/1921م، وتخرج في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول عام 1943م، وانضم للإخوان عام 1940م، واعتقل عام 1948م، 1954، 1965، وانتخب مرشدًا عامًّا للإخوان المسلمين عام1996م، وتوفي في يوم الخميس 14/11/2002م الموافق 9 رمضان 1423هـ.
وعاشت معه في موطن نشأتها ونشأته في قرية السعديين مركز مينا القمح محافظة الشرقية، ويذكر المهندس عبد الرءوف مشهور شقيق زبيدة أنه سأل أخته فى الرؤيا: "لماذا ترفضين من يتقدم للزواج منك؟ فقالت: إنها تريد أن تتزوج ابن عمها مصطفى مشهور"، وبعدها التقى عبد الرءوف وقال للأستاذ مصطفى: متى تريد أن تتزوج يا مصطفى وكان صديقًا له فرد عليه: أمامي عام.
فقال له عبد الرءوف: أعرض عليك الزواج من أختي، فرد عليه مصطفى خلال هذا العام إن وجدت من هو خير مني فزوجها، وإلا فأنا أريدها زوجة لي، وقد كان فقد تزوجا عام 1945م".
ورزقهما الله البنين والبنات؛ ففي عام 1945م رزقهما الله بمشهور، كما رزقهما بسلوى بعد عام من ولادة مشهور، ثم وفاء عام 1952م، ثم سمية عام 1954م.
قائد وجندي
التحق الأستاذ مصطفى مشهور بجماعة الإخوان المسلمين عام 1940م، واقترن بزوجته عام 1945م، فكونا بيتًا إسلاميًّا على نهج كتاب الله وسنه نبيه، وكانت الدعوة أحب شيء إلى قلب مصطفى مشهور، فانتقل هذا الحس الرباني إلى قلب زوجته، فتذكر ذلك بقولها: إن الحاج مصطفى مشهور قال لها: "إنني متزوج من أخرى، وأملي ألا تغاري منها إذا تأخرت بسببها، أو انشغلت عنك بها، ففزعت الزوجة وقالت: من تكون؟ فقال لها: إنها الدعوة. فقالت له: وأنا خادمتها".
ومنذ ذلك الوقت والحياة الزوجية بينهما تسودها المودة والحب والتراحم، وطوال فترة حياتهما وهما يعملان لدعوة الله دون كلل أو ملل.
وبعد المحنة الأولى عام 1948م صدر قرار من هيئة الأرصاد بنقل الأستاذ مصطفى مشهور إلى مطروح، فتحملت الزوجة الصعاب وانتقلت الأسرة إلى هناك، وهونت على زوجها بعد المكان وعناء السفر، ولم تعد إلا بعد وقوع محنة 1954م.
الزوجة والظلم
تعرضت الزوجة وأسرتها لظلم كثير من قبل النظام الموالي للغرب والاستعمار على حساب أبناء الوطن؛ فقد تعرض الزوج للاعتقال أكثر من مرة، وتعرضت الأسرة للأزمات على إثر اعتقال رب الأسرة.
الظلم الأول
بعد أن التحق الأستاذ مصطفى مشهور بالإخوان ضُم إلى النظام الخاص الذي أنشأه الإمام البنا أوائل الأربعينيات بهدف التصدي للعمليات اليهودية في فلسطين، ولضرب معاقل المحتل الإنجليزي عبر مؤسساته في مصر، وظل أفراد النظام الخاص لا يعرف عنهم أحد شيئًا حتى اكتشف أمر النظام في 15/11/1947م بعد أن سقطت سيارة جيب تابعة للنظام في يد البوليس، وبها كل الأوراق التي تخص النظام، وكان مشهور في هذا الوقت أحد قادة النظام، فاعتقل مع إخوانه وقدموا للمحاكمة التي ظلت منعقدة ما يقرب من العامين ونصف، حتى برأت المحكمة المتهمين من الإخوان في 17/3/1951م؛ لنبل مقصدهم وجهودهم في حرب فلسطين، وذلك بعد شهادة مفتي فلسطين واللواء المواوي وفؤاد صادق.
في هذه الفترة استطاعت الزوجة رعاية أبنائها، وتنشئتهم على حب الإسلام ودعوة الله، واحتسبت زوجها ومحنتها لله، فلم تجزع لما حدث لهم، حتى تكشفت الغمة وخرج زوجها من السجن، لكن كانت تنتظرها مفاجأة أخرى، وهي صدور قرار بنقل زوجها للعمل إلى مرسى مطروح، فتقبلت الخبر بنفس راضية لله، وسافرت الأسرة إلى مطروح، وبالرغم من سوء المعيشة في مطروح، وخلو البيت من الأثاث سوى حصير والبطاطين الميري وبراميل المياه، وأيضًا البعد عن الأهل والأحباب في الشرقية إلا إنهم كانوا راضين بقضاء الله، وأكسبتهم الطبيعة معنى الجلد والصبر على المشقة، وكانت الأم تقوم بدورها نحو زوجها وأبنائها، وهي تدعو الله أن يتقبل منها، وأن يفرج الكرب عن أسرتها، كما تعاونت مع زوجها على إضفاء روح المرح على أبنائهم.
الظلم الثاني
بالرغم من قسوة الحياة فى مطروح وشدتها والعزلة التي فرضت عليهم، والبعد عن الأهل إلا أن الله خبأ لهم في القدر مفاجأة أخرى، والتي نتجت بعد حادثة المنشية عام 1954م؛ حيث تم اعتقال زوجها مرة أخرى على إثر هذا الحادث بالرغم من بعده عن الأحداث لكنه ظلم العباد للعباد، وحكمت المحكمة عليه بعشر سنوات قضاها كاملة داخل السجن.
فوجدت الأم نفسها وحيدة مع أطفالها في هذا المكان خاصة بعدما انقطع راتب زوجها عنها، فعانت القسوة والظلم، فصبرت وتحملت حتى جاء الحاج عبد اللطيف مشهور أخو زوجها فحملها معه إلى الشرقية، وبعد عودتها عملت الأم على ترتيب شئونها لمواجهة الظروف فى ظل غياب زوجها.
فتابعت أبناءها وأحسنت تربيتهم وعنيت بمظهرهم ونظافتهم واستذكار دروسهم ومتابعة أخلاقهم وأدبهم، كما قامت بوضع صورة الوالد أمام أطفالها حتى لا ينسوا شكل والدهم مع مرور الزمن، كما كانت تشتري لهم الحلوى، وتخبرهم أن والدهم هو الذي أرسلها لهم؛ حتى تزيد ارتباط أبنائها بأبيهم، واتصفت بالاقتصاد فى المعيشة والتدبير فى ظل هذه الظروف.
وبعد أن التحق أبناؤها بالمرحلة الإعدادية خافت عليهم خاصة أن المدارس كانت في منيا القمح فانتقلت للمعيشة فيها بالقرب من مدارس أبنائها بالرغم من اعتراض العائلة، إلا إنها أصرت من أجل مصلحة الأولاد.
ومع مرور الوقت والتحاق الأبناء بالمدارس الثانوية بدأت تظهر حنكتها فى التعامل مع الظروف؛ فقد كانت ابنتها سلوى يضايقها أحد مدرسي المدرسة بسبب حبس أبيها، وكانت الابنة تعود حزينة، فكانت الأم تواسيها وتغرس فيها الثقة بأبيها، وتشرح لها مدى صدق الإخوان وحبهم للوطن، كما كانت في نفس الوقت تواسي زوجها بالرسائل التي تطمئنه على أحاولهم والأولاد، وتشد من أزره، وتحثه على الثبات على دعوة الله، فهو أحب إلى قلوبهم من أي شيء آخر في الدنيا، ومما جاء في رسالة زوجها إليها:
زوجتي الفاضلة.. أحييك تحية طيبة مباركة.. فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وصلني خطابكم الذي فيه عنوانكم الجديد، وسررت لما به، ودعوت الله لكم بالحياة الطيبة، والحفظ والتوفيق، وإن قدرك عندي ومنزلتك في قلبي تزداد مع الأيام كلما لمست منك هذا الحرص على مصلحة الأولاد على ما يرضيني، ويرضي الله وحده الذي يعلم ما في القلب من حب وتقدير".
وفى نوفمبر عام 1964م خرج الزوج بعد عشر سنوات قضاها بعيدًا عن أسرته وكان لقاءً عم فيه الفرح والبشر والسرور، بعدها انتقل بأسرته إلى القاهرة بعد خروجه بشهرين واستلامه للعمل، واستوطن كوبري القبة في منزل الأستاذ عبد الرحمن البنا
لكن كانت إقامته محدودة، فكانت فرصة له ولزوجته من غرس معاني الإسلام الصحيح الشامل في نفوس أبنائهم في هذه الفترة، لكن هذه الفرحة لم تطل بهم؛ حيث صدر قرار بعد الإفراج عن الزوج بتسعة أشهر باعتقال كل من سبق اعتقاله وكان الظلم الثالث.
الظلم الثالث
في أغسطس 1965م أصدر عبد الناصر قرار باعتقال كل من سبق اعتقاله منذ عام 1948م، وجاءت المباحث العامة فاختطفت الزوج من بين أحضان زوجته وأولاده وزج به في أتون سجن القلعة الرهيب؛ حيث ذاق العذاب الأليم، ومع ذلك كله لم تهن الزوجة أو تلن قناتها، بل كانت نعم الصابرة المحتسبة، وواصلت طريقها في تربية أبنائها على الحسنى والأخلاق الحميدة.
ومن المواقف التي تنم على فهمهما الواسع عام 1967م أن ابنتيها وفاء وسمية كانتا ترتديان الحجاب غير أن هذا الوضع لم يرق لمدرسة العربي ومدرسة الإنجليزي فأمرتهما بخلعه، كما كانت مديرة المدرسة تنتظرهما على الباب الرئيسي للمدرسة لتجبرهم على خلع الحجاب، وكانتا تذهبان وتشكوان لأمهما ما يحدث لهما، فكانت تحثهم على الصبر وتحمل المسئولية، كما أنها ذهبت إلى مديرة المدرسة وقالت لها:
- "إنني مصرة على أن ترتدي ابنتيّ الحجاب، وإلا فأنا استغني عن المدرسة، وتكملة تعليمهما، فاستجابت المديرة على أن يكون الحجاب طرحة بيضاء، وكانت هذه الزيارة فتحًا مبينًا حيث طالبت الطالبة يسرية الشناوي بمساواتها في ارتداء الحجاب مثل وفاء وسمية فوافقت المديرة".
مع هذا الوضع كان الزوج في غياهب السجون بعيدًا عن أسرته، ولم يسمح لهم بالزيارة إلا عام 1968م، فأخذت الزوجة على عاتقها تجهيز الزيارة لزوجها، وسارعت بالسفر إليه تزف إليه نبأ زواج ابنتها سلوى من الملازم عبد المعز عبد الستار مشهور ابن عمها.
وأثناء حبس زوجها لم تترك دعوتها فعملت على الاتصال بالجيران وتعريفهم بالدعوة، وأنها حق، وما يقوله الإخوان صدق، وكان لهذه الأعمال أثر بعد ذلك في تسهيل مهمة الزوج في الاتصال بالجيران وتعريفهم بالدعوة أكثر.
وظلت الزوجة ترعى أولادها حتى أفرج عن زوجها في أكتوبر 1971م فعملا على إكمال المشوار معًا.
لقاء ووداع
بعد خروج زوجها عملت على إعانته على تحمل دعوته والتقرب من ربه؛ فكانت تستيقظ معه قبل صلاة الفجر بنحو الساعة فتتوضأ وتصلي معه التهجد، كما كانت توقظه مع الساعة السابعة فتجهز له الإفطار وتودعه بالدعاء أثناء توجهه لمقر مكتب الإرشاد، وتظل تنتظره حتى يعود بعد الظهر فتعاونه على تنظيم شئونه، ولم تقتصر على ذلك، بل كانت رفيقته فى مواساة أسر المعتقلين والتخفيف عنهم والشد من أزرهم.
ظلت الزوجة وفية لزوجها ودعوتها حتى توفاها الله بعد وفاة زوج ابنتها الكبرى سلوى ففى 2 أكتوبر 1997م توفيت المجاهدة بعد فترة جهاد وصبر طويلة، فتركت فراغًا لدى الزوج لم يشغله سوى طاعته لربه وأعمال دعوته.
المراجع
- محمد عبد الجواد محمد، مشهور مصطفى مشهور:حياة مصطفى مشهور كما عاشتها أسرته، الطبعة الأولى، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1426هـ- 2005م.
- أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف الإخوان المسلمون والنظام الخاص، الزهراء للإعلام العربي، 1409هـ - 1989م.
- حقيقة التنظيم الخاص ،محمود الصباغ ، لتحميل الكتاب ، دار الاعتصام، 1409هـ-1989م.
- حوار أجراه عبده دسوقي مع الحاجة سلوي مشهور يوم 6/9/2007م.