الأخوات المسلمات بين صناعة التاريخ وبعث المستقبل (2)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأخوات المسلمات بين صناعة التاريخ وبعث المستقبل (2)


قسم الأخوات المسلمات نشأةً وتاريخًا

في ليلة 17 من شهر رمضان المبارك 1348 هجريًّا وتفاؤلاً منه بذكرى غزوة بدر افتتح الإمام الشهيد حسن البنا أول مسجد للإخوان المسلمين بالإسماعيلية ثم تبعه ببناء مدرسة فوقه سميت معهد حراء الإسلامي، وبعد استقرار العمل بها أنشأ الإمام الشهيد مدرسة مماثلة للفتيات سُميت باسم "مدرسة أمهات المؤمنين"، وبعد ازدهار العمل بهذه المدرسة قرر الإمام إنشاء قسم للأخوات المسلمات أطلق عليه فرقة الأخوات المسلمات، وقد تألف هذا القسم من نساء الإخوان وبناتهن وقريباتهن، وصدرت أول لائحة له في غرة المحرم 1352هجريًّا- 26 أبريل 1932 ميلاديًّا والتي نصت على:

  • (أ) الغرض من تكوين هذه الفرقة: التمسك بالآداب الإسلامية والدعوة إلى الفضيلة وبيان أضرار الخرافات الشائعة بين المسلمات.
  • (ب) وسائل الفرقة: الدروس والمحاضرات في المجتمعات الخاصة بالسيدات والنصح الشخصي والكتابة والنشر.
  • (ج) نظام الفرقة:
1- تعتبر عضوًا في الفرقة كل مسلمة تود العمل على مبادئها وتقسم قسمها وهو على عهد الله وميثاقه أن أتمسك بآداب الإسلام وأن أدعو إلى الفضيلة ما استطعت.
2- رئيس الفرقة هو المرشد العام لجمعيات الإخوان المسلمين، وتتصل بأعضائها وكيلة عنه تكون صلة بينهن وبينه.
3- كل أعضاء الفرقة ومنهن الوكيلة أخوات في الدرجة والمبدأ وتوزع الأعمال التي تستدعي تحقيق الفكرة عليهن كل فيما يخصه
4- يعقد أعضاء الفرقة اجتماعًا أسبوعيًّا خاصًا بهن يدون فيه ما قُمن به من أعمال خلال الأسبوع الماضي وما يرونه في الأسبوع الآتي، وفي حالة ما إذا كثر عدد الأعضاء يصح أن يقتصر هذا الاجتماع على المكلفات بالأعمال منهن.
5- تحصل اشتراكات مالية شهرية حسب القدرة، وتحفظ في عهدة إحدى الأخوات للإنفاق منها على مشروعات الفرقة.
6- يصح تعميم هذا النظام في غير الإسماعيلية في حدود هذه اللائحة
7- يعمل بهذه اللائحة بمجرد التصديق عليها من أعضاء الفرقة التأسيسية والتوقيع منهن بما يفيد ذلك.

وفي الخامس عشر من ذي القعدة في العام نفسه وبعد انتقال إدارة جماعة الإخوان المسلمين إلى القاهرة تكونت فرقة الأخوات المسلمات بالقاهرة، واختيرت السيدة الفاضلة "لبيبة أحمد" رئيسة لها، ولفرق الأخوات بكل من الإسماعيلية وبور سعيد والتي اقتضت ظروفها أن تقيم بأرض الحجاز مما أصاب عمل الأخوات بشيء من الفتور مما أدَّى إلى تكوين أول لجنة تنفيذية للأخوات المسلمات في 12 ربيع الآخر 1363 هجريًّا- 14 أبريل 1944م لتنهض بالعمل من جديد، وقد اتخذ القسم مقرًا له في 17 شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة، وقد شكلت اللجنة من 12 عضوة هن:

  1. رئيسة لجنة الإرشاد للأخوات المسلمات: آمال عشماوي زوج لمستشار (منير الدله).
  2. الوكيلة: فاطمة عبد الهادي زوج الشهيد (يوسف هواش).
  3. أمينة الصندوق: أمينة علي زوج الأستاذ (محمود الجوهري).
  4. السكرتيرة الأولى: فاطمة توفيق.
  5. السكرتيرة الثانية: منيرة محمد نصر .
  6. واعظ: زينب عبد المجيد : زوج الشيخ (عبد اللطيف الشعشاعي).
  7. واعظ : فاطمة البدري
  8. هانم صالح
  9. سنية الوشاحي زوج الأستاذ (عبد الحليم الوشاحي)
  10. فاطمة عبيد الشهيرة (بأم أحمد)
  11. زهرة السنانيري أخت الشهيد (كمال السنانيري)
  12. محاسن بدر

وبعد اتساع نشاط الأخوات المسلمات داخل وخارج مصر كان لابد له من لائحة جديدة تنظم العمل المتزايد باطراد فكانت اللائحة التالية:

  • 1- المساهمة في المشروعات الاجتماعية النافعة بالقدر الذي يتناسب مع ظروفهن وجهودهن وفي محيطهن، مثل المستوصفات ودور الطفولة ورعاية الأيتام والمدارس وتنظيم مساعدة الأسر الفقيرة.... ولازالت بعض هذه المؤسسات التي أقامها وتولى إدارتها قسم الأخوات المسلمات موجود حتى اليوم مثل دار التربية الإسلامية للفتاة بشارع بستان الفاضل بالمنيرة.

وفي الثاني من صفر 1371 هجريًّا- 2 نوفمبر 1951 ميلاديًّا بلغ عدد شعب الأخوات وفروعها بمصر 150 شعبة، ومن ثم أعيد اعتماد اللائحة وزيد عليها:

  • 1- يحسن كلما أمكن ذلك أن يكون مقر شعب الأخوات ودروسهن هو دور شعب الإخوان أو بيوتهم أو المساجد التي يشرفون عليها شريطة إخلائها من إخوان كلما كان هناك درس أو اجتماع للأخوات.


الإمام البنا وقسم الأخوات المسلمات

حظي قسم الأخوات المسلمات بالكثير من اهتمام الإمام الشهيد حسن البنا بدءًا من اهتمامه بتربية قياداته والمسئولات عنه بنفسه فكان يعطي لستة منهن درسًا أسبوعيًا خاصًا يتناول فيه العديد من الأمور التربوية والعقائدية والعامة، ولم يقف اهتمام الإمام الفطن عند هذا الحد، وإنما سعى بفكر ناضج وتخطيط واعي لتكوين كوادر نسائية في صفوف الأخوات المسلمات تحظى بنوع خاص من التربية لتكون الطليعة القيادية في مجتمع المرأة المسلمة، ويستطعن التعبير عن الإسلام وتمثيله في المحافل المختلفة بصورة مشرفة، ومن ثم أمر الأستاذ محمود الجوهري بجمع الأخوات الجامعيات والمثقفات وتحديد موعد خاص لهن في مدرسة أمير الصعيد بالسيدة زينب، وراح الإمام الشهيد يلقي على هؤلاء الأخوات اللائي بلغ عددهن 120 أختًا درسًا أسبوعيًا لمدة عام كامل بدأه بالعقيدة ثم تلاه بالعديد من أمور الدين والدنيا.


تألق في المنشط والمكره

اتسع نشاط الأخوات المسلمات وتألق في الشدة والرخاء على السواء وتنوعت مجالاته لتشمل العمل الدعوي والاجتماعي، فضلاً عن مواقفهن السياسية ودورهن في فترات المحن، فعلى صعيد العمل الدعوي فقد تعددت فروع وشعب الأخوات المسلمات بالقطر المصري كله، وبلغت دعوتهم العديد من القرى والمدن الصغيرة، ومن ثم تم تكوين لجنة من الأخوات المسئولات عن القسم لتقوم بزيارة هذه الفروع والشعب بشكل دوري لإلقاء المحاضرات التي تشرح دعوة الإخوان المسلمين وللوقف على مدى نشاط الشعب ومتابعة العمل بها، وقد زارت هذه اللجنة العديد من شعب الأخوات في جميع أنحاء مصر من وجه بحري، وحتى أقصى الصعيد وتتكون هذه اللجنة من الأخوات زينب الشعشاعي، فاطمة عبد الهادي، أمينة علي، وفي 30 محرم 1365 - 4 يناير 1946م أقام قسم الأخوات حفلاً بمناسبة ذكرى هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- بدار المركز العام للإخوان المسلمين بالحلمية، وكان يومًا مشهودًا؛ حيث ازدحمت الدار بالمدعوات والمشاركات، أما العمل الاجتماعي فقد تعددت مشاركات قسم الأخوات به بصورة كبيرة مثل إنشاء مدرسة اليتيمات (دار التربية الإسلامية للفتاة)، وكانت ناظرتها الأخت فاطمة عبد الهادي ورئيسة مجلس إدارتها الأخت آمال عشماوي.

كما قمن بافتتاح مستوصفًا بإمبابة عام 1954م اقتصر العمل فيه على المتطوعين، وكان من بينهم د/ أحمد الملط -رحمه الله- فضلاً عن لإقامة وتنظيم المعارض الخيرية سنويًا داخل وخارج مصر فقد أعلنت الأخت سعاد الجيار سكرتيرة الأخوات المسلمات بنيويورك عام 1948م عن فتح اكتتاب عام لإنشاء مقبرة، خاصةً بالمسلمين في أمريكا وإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية والدين الإسلامي، وفي مجال العمل السياسي فقد كان لقسم الأخوات مواقف صلبة وحاسمة ضد الاحتلال وأعوانه حيث نشرت مجلة الإخوان المسلمين في عددها الصادر في 5 مارس 1946م احتجاج قسم الأخوات موجهًا اللوم إلى المندوب السامي البريطاني بالقاهرة على اعتداء جنوده على المصريين الآمنين، وكذلك بعد قرار حل الإخوان المسلمين سلم الإمام الشهيد مجموعة من الأخوات مذكرة تفند مبررات الحل، وقمن بالطواف بها على مكاتب الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشيوخ والقصر الملكي ورئاسة الوزراء، ومن بين هؤلاء الوزراء أحد الوزراء السعديين الذي كان يكن كراهية شديدة للإخوان، ويُدعى علي أيوب، وعندما رأى العريضة هاج وثار وهدد الأخوات اللائي أجبنه في ثبات" "هذا ما نسلمه لك هو رأي الإخوان قبلته أم لم تقبله"، وانصرفن من عنده متجهات إلى القصر الملكي بعابدين لتبليغ العريضة للملك، ومن بين هذه اللجنة الأخوات أمينة علي، فاطمة عبد الهادي، زينب عبد المجيد، فاطمة توفيق.

ولم يتوقف دور الأخوات عند هذا الحد بل تألق أداؤهن أكثر في فترات المحن التي تعرض لها الإخوان بدءًا من قضيتي السيارة الجيب والأوكار عام 1948م ومرورًا بما تلى ذلك من محن يشيب لها الولدان في العهد الناصري، فمنذ محنة 1948 قام قسم الأخوات بتشكيل لجنتين أولهما تقوم عليها الأخت زهرة السنانيري، ويساعدها عدد من الأخوات ومهمتها إعداد الطعام والملابس للإخوان بالسجون، وذلك عن طريق استئجار شقة قريبة من السجن يتواجد بها يوميًا أختين أو ثلاثة يقمن على إعداد الطعام والأدوية وغسل الملابس وتنظيفها، والثانية مهمتها زيارة أسر الإخوان المسجونين بصفة مستمرة، وتقديم كل ما تحتاجه هذه الأسر ماديًا وأدبيًا، خاصة الفقراء منهم، بالإضافة إلى تقديم الشكاوى والتظلمات والاحتجاجات إلى الجهات المسئولة عن الظلم الفادح الواقع على الإخوان والأخوات وأسرهم.


قسم الأخوات بعد أحداث 1954م

رغم معاناة الإخوان المسلمين منذ حرب 1948 وحتى قيام الثورة من اعتقال وحل للجماعة واغتيال لمرشدها إلا أن كيان الجماعة وهيكلها ظل صامدًا صلبًا، وبقي العمل مستمرًا، ولكن ما حدث منذ أزمة 1954م، وما مارسه النظام الناصري من بطش كان بمثابة محاولة لإبادة هذه الجماعة من على وجه الأرض فلم يبق من أبنائها خارج السجون سوى النساء حتى هؤلاء طالتهم يد البغي فيما سُمي بعد ذلك بالجهاز التمويلي وإبان أزمة 1965م فزج بالأخوات في السجون والمعتقلات، ولكن كما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَ أَذًى﴾ (آل عمران: من الآية 111) فقد بقيت هذه الدعوة في قلوب أبنائها رجالاً ونساءً، وبالرغم من عدم وجود عمل تنظيمي إلا أن العلاقات الفردية وبعض الممارسات الدعوية، خاصة الاهتمام بأسر الإخوان المعتقلين ورعايتهم، بقيت مستمرة تقوم بها مجموعة من الأخوات المسلمات بصورة فردية وتلقائية... وطبعًا في الخفاء.... حتى جاءت فترة السبعينات والتي مثلت بروز جيل جديد من الأخوات المسلمات مازال حتى الآن يمثل رافدًا رئيسيًّا هو وما تلاه من أجيال من روافد العمل الدعوي الإسلامي بوجه عام وجماعة الإخوان المسلمين بوجه خاص.


للمزيد عن الإخوان المسلمون والمرأة

من أعلام الأخوات المسلمات

.

.

أقرأ-أيضًا.png

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات فيديو

.