الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الحميد البرديني»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(١٦ مراجعة متوسطة بواسطة ٥ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''<center> عبدالحميد البردينى .. قصة شهيد</center>'''
'''<center><font color="blue"><font size=5>الأستاذ عبدالحميد البردينى .. قصة شهيد</font></font></center>'''


'''بقلم / أ. علاء ممدوح'''
'''بقلم: أ. علاء ممدوح'''  


== التعريف  ==


== التعريف ==
[[ملف:سيد عيد.jpg|تصغير|250بك|<center> الوقوف من اليمين [[سيد عيد]] و[[مصطفي كمال]] و[[عبد الحميد البرديني]] و[[كمال السنانيري]] و[[محمد العدوي]] والجلوس [[محمد عويس]] و[[أحمد أبوالعلا]] و[[محمود توفيق]]</center>]]  
[[ملف:الوقوف-من-اليمين-سيد-عيد-ومصطفى-كمال-وعبدالحميد-البرديني-وكمال-السنانيري-ومحمد-العدوي--والجلوس-محمد-عويس-واحمد-أبوالعلا-ومحمود-توفيق.jpg|تصغير|250بك|<center> '''الوقوف من اليمين [[سيد عيد]] و[[مصطفي كمال]] وعبدالحميد البرديني و[[كمال السنانيري]] و[[محمد العدوي]] والجلوس [[محمد عويس]] و[[أحمد أبوالعلا]] و[[محمود توفيق]]'''</center>]]
عبد الحميد البرديني ..اسم قد لا يعرفه كثيرون،  ولكنه أنموذج من نماذج التربية الإخوانية التي التي يفتخر بها كل مسلم جعل الجهاد في سبيل الله  طريقًا .. والتضحية والعطاء شعاراً.. هوالشهيد  الذي فدا إخوانه .. وهو أحد ضحايا سجون ناصر التي لم تتكشف بعد كل مصائبها ورزاياها ..ولكن يكفي أن الله  جل في علاه يعرف المظلومين .. وهو سبحانه يتولي الصالحين ولا يضيع أجر المؤمنين .. ونسأل الله أن يرفع درجة أستاذنا عبد الحميد البرديني في المهديين ..


'''نترك تعريفه لأحد تلامذته  الذين عاصروه وعاشوا معه وهوالأستاذ [[محمد الصروي]] إذ يقول عنه :'''
عبد الحميد البرديني ..اسم قد لا يعرفه كثيرون، ولكنه أنموذج من نماذج التربية الإخوانية التي التي يفتخر بها كل مسلم جعل [[الجهاد]] في سبيل الله طريقًا .. والتضحية والعطاء شعاراً.. هوالشهيد الذي فدا إخوانه .. وهو أحد ضحايا سجون ناصر التي لم تتكشف بعد كل مصائبها ورزاياها ..ولكن يكفي أن الله جل في علاه يعرف المظلومين .. وهو سبحانه يتولي الصالحين ولا يضيع أجر المؤمنين .. ونسأل الله أن يرفع درجة أستاذنا عبد الحميد البرديني في المهديين ..


هو مدرس لغة عربية في المدارس الابتدائية ومنها مدرسة قريتنا, رجل صالح , شخصية محبوبة جدا , يستطيع أن يفرض حبه بسرعة عجيبة على كل من يقابله وبالمثل العام ( يحبه طوب الأرض ) كناية عن حب كل المخلوقات له من انس وجن وحيوان ودواب وجماد ... معروف مشهور .. وهو شخص يعمل في دعوة الإخوان المسلمين أكثر من 16 ساعة يوميا بلا انقطاع وبلا أجازة .. همة عالية ـ شخص وسيم , وجهه كله نور ، فضلا عما يتمتع به من حياء المؤمن .. مؤدب .. مهذب .. باختصار كان أقرب الناس شبها للإمام حسن البنا من الناحية الأخلاقية علاوة على هذا فهو رياضي رشيق أليف وودود .وأحسب أنه كان الشخصية الثانية في الإخوان في محافظه الدقهلية كلها بعد الأستاذ / محمد العدوى ...
'''نترك تعريفه لأحد تلامذته الذين عاصروه وعاشوا معه وهوالأستاذ [[محمد الصروي]] إذ يقول عنه:'''


:هو مدرس لغة عربية في المدارس الابتدائية ومنها مدرسة قريتنا, رجل صالح , شخصية محبوبة جدا , يستطيع أن يفرض حبه بسرعة عجيبة على كل من يقابله وبالمثل العام '''(يحبه طوب الأرض)''' كناية عن حب كل المخلوقات له من انس وجن وحيوان ودواب وجماد ... معروف مشهور ..


== التربية سمة البرديني ==
:وهو شخص يعمل في دعوة [[الإخوان المسلمين]] أكثر من 16 ساعة يوميا بلا انقطاع وبلا أجازة .. همة عالية ـ شخص وسيم , وجهه كله نور ، فضلا عما يتمتع به من حياء المؤمن .. مؤدب .. مهذب .. باختصار كان أقرب الناس شبها للإمام [[حسن البنا]] من الناحية الأخلاقية علاوة على هذا فهو رياضي رشيق أليف وودود .وأحسب أنه كان الشخصية الثانية في [[الإخوان]] في محافظه [[الدقهلية]] كلها بعد الأستاذ [[محمد العدوي]] ...  
حرص الأستاذ  االبرديني على أن يجعل الأعمال التربوية التي استقر عليها عمل [[الإخوان]] ثوابت لا تختل حتى في أحلك الظروف .. ففي ظل الجو الأمني الصعب الذي عاشه أبناء الجماعة في الحقبة الناصرية لم يكن الأستاذ عبد الحميد ليدع أمر التربية  ينفلت يوما ما ..فالتربية عند هذا الجيل تعد المحضن الذي يخرج الجيل المنشود وهي عندهم نظام لا يمكن بحال التوقف عنه .. فهي أمن الجماعة الحقيقي  ونقاؤها  وأصالتها ..


لذا فقد كان الأستاذ [[عبدالحميد البرديني]] حريصا على هذا اللقاء الشهري [[للإخوان]] يجمعهم مرة في الخميس الأخير من كل شهر في مبيت أشبه بالمعسكر يحضر إليه الإخوان العاملون من كل القرى المحيطة والتابعة لمركز جهاد ميت أبو خالد وهذه القرى هي :
== التربية سمة البرديني ==


'''شمالاً''' : الدبونية ـ دنديط ,
حرص الأستاذ االبرديني على أن يجعل الأعمال التربوية التي استقر عليها عمل [[الإخوان]] ثوابت لا تختل حتى في أحلك الظروف .. ففي ظل الجو الأمني الصعب الذي عاشه أبناء [[الجماعة]] في الحقبة الناصرية لم يكن الأستاذ عبد الحميد ليدع أمر التربية ينفلت يوما ما ..فالتربية عند هذا الجيل تعد المحضن الذي يخرج الجيل المنشود وهي عندهم نظام لا يمكن بحال التوقف عنه .. فهي أمن [[الجماعة]] الحقيقي ونقاؤها وأصالتها ..


'''جنوباً''' : ميت يعيش ـ كفرالمحمدية ـ الحاكمية ـ ابو نجاح ـ كفر رجب ـ القبة ـ عزبة المفتى ,
لذا فقد كان الأستاذ [[عبدالحميد البرديني]] حريصا على هذا اللقاء الشهري [[للإخوان]] يجمعهم مرة في الخميس الأخير من كل شهر في مبيت أشبه بالمعسكر يحضر إليه [[الإخوان]] العاملون من كل القرى المحيطة والتابعة لمركز جهاد ميت أبو خالد وهذه القرى هي:  


'''شرقا''' : الرحمانية ـ النخاس ـ حتى القنايات ,
:'''شمالاً''': الدبونية دنديط.


'''غربا''' : صهرجت الكبرى .
:'''جنوباً''': ميت يعيش ـ كفرالمحمدية ـ الحاكمية ـ ابو نجاح ـ كفر رجب ـ القبة ـ عزبة المفتى ,


يلتقي أبناء هذه القرى والذين يبلغ عددهم  حوالي مائه أخ عامل يتنوع مستواهم الثقافي والاجتماعي للمبيت في هذا المعسكر في أرض مزروعة تسعهم جمعيا لينصهروا في بوتقة
:'''شرقا''': الرحمانية ـ النخاس ـ حتى القنايات ,
تربوية نافعة..


و الهدف من مثل هذه الأعمال  التي حرص عليها شهيدنا الغالي هي تربية الجدية والرجولة والخشونة فهي أهم ملامح هذا اللقاء طعام قليل وبسيط ـ ماء قليل سواء في الشرب أو الوضوء ـ نوم قليل وقيام ليل ـ ثم بعد الفجر طابور مشى سويدي وجرى ثم زحف عسكري نعم زحف كما يتدرب عليه العسكريون في الجيش .. وهكذا عاش وتربى أبناء هذا الجيل .  
:'''غربا''': صهرجت الكبرى .  


يلتقي أبناء هذه القرى والذين يبلغ عددهم حوالي مائه أخ عامل يتنوع مستواهم الثقافي والاجتماعي للمبيت في هذا المعسكر في أرض مزروعة تسعهم جمعيا لينصهروا في بوتقة تربوية نافعة..


== التربية هي الإعداد للحركة والدعوة ==
و الهدف من مثل هذه الأعمال التي حرص عليها شهيدنا الغالي هي تربية الجدية والرجولة والخشونة فهي أهم ملامح هذا اللقاء طعام قليل وبسيط ماء قليل سواء في الشرب أو الوضوء نوم قليل وقيام ليل ثم بعد الفجر طابور مشى سويدي وجرى ثم زحف عسكري نعم زحف كما يتدرب عليه العسكريون في الجيش .. وهكذا عاش وتربى أبناء هذا الجيل
بجانب هذا الجهد التربوي كان الأستاذ عبد الحميد هو الداعية النشط في بلده  الذي يقوم على شؤون  الدعوة وتبليغها للناس وكان لديه هذا الفهم الذي ورّثه لمن بعده من [[الإخوان]] ..


ومقتضاه  أنه لايوجد داعية يكتفي بأن يأخذ حظه من الأعمال التربوية ثم هو بعد ذلك يبخل على الناس بدعوته فكان  من يراه من تلاميذه صبيحة كل جمعة يلمس ذلك بوضوح في أحد الأمثلة على هذا الإعداد الدعوي لأبنائه وإخوانه ...
== التربية هي الإعداد للحركة والدعوة ==


فلقد كان يجتمع  بأعدادا كبيرة من الشباب الأزهري ليوزعهم على المساجد في القرى لأداء خطبة الجمعة مع التوجيه بموضوع خطبة الجمعة وبعد قليل ينطلقون بدراجاتهم إلى هذه القرى يعظون الناس ويعلمونهم أمور دينهم ..
بجانب هذا الجهد التربوي كان الأستاذ عبد الحميد هو الداعية النشط في بلده الذي يقوم على شؤون الدعوة وتبليغها للناس وكان لديه هذا الفهم الذي ورّثه لمن بعده من [[الإخوان]] ..  


ومقتضاه أنه لايوجد داعية يكتفي بأن يأخذ حظه من الأعمال التربوية ثم هو بعد ذلك يبخل على الناس بدعوته فكان من يراه من تلاميذه صبيحة كل جمعة يلمس ذلك بوضوح في أحد الأمثلة على هذا الإعداد الدعوي لأبنائه وإخوانه ...


== المحن  في حياته ==
فلقد كان يجتمع بأعداد كبيرة من الشباب الأزهري ليوزعهم على المساجد في القرى لأداء خطبة الجمعة مع التوجيه بموضوع خطبة الجمعة وبعد قليل ينطلقون بدراجاتهم إلى هذه القرى يعظون الناس ويعلمونهم أمور دينهم ..
بدأت أولى هذه المحن في  عام 1954 مع  غيره من [[الإخوان]] فقد فوجئ أبناء البلدة بالأخبار التي تملأ ربوعها حول القبض على الأستاذ / عبد الحميد البردينى وأنهم أخرجوا سلاحا من عنده كان مخبأ في حائط منزله أو في منزل الأخ / محمد عبد الحي صهر الأستاذ / عبد الحميد البردينى و على أثر ذلك تم وقف كل أنشطة [[جماعة الإخوان المسلمين]] وأصبح الاقتراب من منزل آل البردينى يعرض صاحبه للسجن , وانعزل في منزله كل من لم يعتقل ,  واعتقل معه أخوه الأستاذ سيد البردينى  الذي خرج قبل أخيه عبد الحميد وفتح محلا لتأجير الدراجات , كان يقوم بالصرف منه على عائلته وعائلة أخيه المعتقل ..إلى أن  خرج الأستاذ/ عبد الحميد البردينى من السجن في أواخر عام [[1964]].. وكما يحكى علي عشماوى في مذكراته فلقد تحمل  البرديني عبء تحقيقات (54) هو والأستاذ محمد العدوى وحدهما , وكانا سببا في نجاة أعداد هائلة من [[:تصنيف:إخوان الدقهلية|إخوان الدقهلية]] من السجون والمعتقلات في هذه المحنة .. وهذا ما حدث تماماً مع الأستاذ كمال السنانيرى...


== المحن في حياته  ==
بدأت أولى هذه المحن في عام [[1954]] مع غيره من [[الإخوان]] فقد فوجئ أبناء البلدة بالأخبار التي تملأ ربوعها حول القبض على الأستاذ عبد الحميد البردينى وأنهم أخرجوا سلاحا من عنده كان مخبأ في حائط منزله أو في منزل الأخ [[محمد عبد الحي]] صهر الأستاذ عبد الحميد البردينى و على أثر ذلك تم وقف كل أنشطة [[جماعة الإخوان المسلمين]] وأصبح الاقتراب من منزل آل البردينى يعرض صاحبه للسجن , وانعزل في منزله كل من لم يعتقل.
واعتقل معه أخوه الأستاذ سيد البردينى الذي خرج قبل أخيه عبد الحميد وفتح محلا لتأجير الدراجات , كان يقوم بالصرف منه على عائلته وعائلة أخيه المعتقل ..إلى أن خرج الأستاذ عبد الحميد البردينى من السجن في أواخر عام [[1964]].. وكما يحكى علي عشماوى في مذكراته فلقد تحمل البرديني عبء تحقيقات '''(54)''' هو والأستاذ [[محمد العدوي]] وحدهما , وكانا سببا في نجاة أعداد هائلة من [[:تصنيف:إخوان الدقهلية|إخوان الدقهلية]] من السجون والمعتقلات في هذه المحنة .. وهذا ما حدث تماماً مع الأستاذ [[كمال السنانيري]]...


== كانت هذه هي أولى المحن في حياته ولكنها لم تكن الأخيرة  ==
== كانت هذه هي أولى المحن في حياته ولكنها لم تكن الأخيرة  ==
فما كادت تنتهي حتى وجد الأستاذ عبد الحميد نفسه متهما بعد اعتراف علي عشماوي في قضية عام 1965 و اعتقل هو عائلته كلها  أخوه والأستاذ عوض عبد المتعال زوج ابنته الأستاذه نادية  الذي جئ به من الجزائر مكبلا  بالحديد في طائرة خاصة وحكم عليه ب15 سنة وابنه الأستاذ كمال الذي ظل رهين محبسه حتى عام 1971 وصهره الحاج محمد عبد الحي العوضي – وهو من إخوان مدينة ميت غمر.


فما كادت تنتهي حتى وجد الأستاذ عبد الحميد نفسه متهما بعد اعتراف [[علي عشماوي]] في قضية عام [[1965]] واعتقل هو عائلته كلها أخوه والأستاذ [[عوض عبد المتعال]] زوج ابنته الأستاذه نادية الذي جئ به من [[الجزائر]] مكبلا بالحديد في طائرة خاصة وحكم عليه ب15 سنة وابنه الأستاذ كمال الذي ظل رهين محبسه حتى عام [[1971]] وصهره الحاج [[محمد عبد الحي العوضي]] وهو من [[إخوان]] مدينة ميت غمر.
== استشهاد  ==
كما كان الأستاذ عبد الحميد أشبه الناس خلقا بالشيخ [[البنا]] وفق ما أكده الأستاذ [[محمد الصروي]] رحمه الله تعالى فقد كان هناك شبه من نوع آخر في كيفية الوفاة .. فبعد سلسلة رهيبة من التعذيب ..الأمر الذي استدعى نقله للقصر العيني مباشرة، بعدما بلغ الأعياء به مداه ..ولكنهم منعوا عنه العلاج فكان واحدا ممن ماتوا بالمشفى جراء هذه الخسة كما أخبر الأستاذ الصروي في كتابه الزلزال والصحوة ..
== رثاء  ==
[[ملف:الواقف-الأول-سيد-عيد-والرابع-عبدالحميد-البرديسي-والجلوس-رشاد-عتيق-ومحمد-العدوي-في-سجن-جناحIMG.gif|تصغير|220بك|<center>الواقف الأول [[سيد عيد]] والرابع [[عبد الحميد البرديني]] والجلوس [[رشاد عتيق]] و[[محمد العدوي]] في سجن جناح</center>]]
رثاه الشاعر الأستاذ [[جمال فوزي]] والذي أطلق عليه [[الإخوان]] '''(حسان الدعوة)''' لأنه كان دقيقا في وصف الدعوة في مختلف مراحلها شعرا رحمه الله .
'''وقد نظم هذه القصيد الرائعة في حق الأستاذ عبد الحميد البردينى يقول فيها:'''
<center>'''"قصة شهيد" '''
'''ذهبت يراود قلبــها'''
:::'''أمـل يحـقق حلمــها'''
'''ومضت تفكر كيف تلقى'''
:::'''غائبــا عن عشهـــا'''
'''حملته فـى احشائـها'''
:::'''ربته فى أحضانهـــا'''
'''ودعــت إلـه الكــون'''
:::'''أن يرعاه من أعماقها'''
'''وتفتحـــــت افـاقه'''
:::'''وتحققــت امــالهـا'''
'''فإذا الوليد مجاهدا'''
:::'''يرعى العهود جميعها'''
'''باع الحياة رخيصـة'''
:::'''للـه يـرجوا اجرها'''
'''حتى طــوته سجونهم دهرا وفـى ظلماتها'''
'''كم ساوموه لكى يحيد'''
:::'''عـن العهود بأسرها'''
'''ولكى يخـون كتائبا'''
:::'''باعو النفوس لربها'''
'''ولكى يشوه ما أضاء'''
:::'''الكون من صفحاتهـا'''
'''وأبى الكريم مباهج'''
:::'''الدنيا وطلق امرها'''
'''ورأى السجون معاقل'''
:::'''الاحرار رغم قيودها'''
'''وأصر أن يعلى نداء'''
:::'''الحق فــى جنباتها'''
'''ذهبت لكــى تلقـاه'''
:::'''يوم خروجه بحنانها'''
'''وتضمه فــى لـهفـة'''
:::'''وسط الجموع لصدرها'''
'''"قصة شهيد"'''
'''ويضمهــــا العملاق فـى'''
:::'''حـــب يقبـل رأسهــــا'''
'''ويقول: ياامـاه عــاد'''
:::'''الى [[الجهاد]] رجالهـا'''
'''انا لن ألين ولن أخـون'''
:::'''ولن اغـــــادر ركبها'''
'''أنا لن أهادن من بغوا'''
:::'''يومـــا علـى أبرارها'''
'''سـأظــل نــارا يحـرق'''
:::'''الاشــرار حر لهيبهــا'''
'''سأظل حربـــا تسحــــق'''
:::'''الفجــار فـى أرجائهـا'''
'''قالــت رعـــاك الله'''
:::'''ياولدى الحبيب فكن لها'''
'''إن تنصـــروا الرحمن'''
:::'''ينصركم على فجــارها'''
'''ومضــت به نحو الديار'''
:::'''وكبــــــرت بربوعهـا'''
'''اتخـــــذت كتـــاب الله'''


== استشهاد ==
:::'''نبراسا ينير طريقهــا'''


كما كان الأستاذ عبد الحميد أشبه الناس خلقا بالشيخ البنا وفق ما أكده الأستاذ [[محمد الصروي]] رحمه الله تعالى فقد كان هناك شبه من نوع آخر في كيفية الوفاة .. فبعد سلسلة رهيبة من التعذيب  ..الأمر الذي  استدعى نقله للقصر العيني مباشرة، بعدما بلغ الأعياء به مداه  ..ولكنهم منعوا عنه العلاج فكان واحدا ممن ماتوا  بالمشفى جراء هذه الخسة  كما أخبر الأستاذ الصروي في كتابه الزلزال والصحوة ..
'''لم تمـض أيـــام علـى'''


:::'''هـذا الهـدوء بدارهـا'''


== رثاء ==
'''حتى آتـى جنـد الطغاة'''
رثاه الشاعر الأستاذ جمال فوزي والذي أطلق عليه الإخوان ( حسان الدعوة ) لأنه كان دقيقا في وصف الدعوة في مختلف مراحلها شعرا رحمه الله .


'''وقد نظم هذه القصيد الرائعة في حق الأستاذ عبد الحميد البردينى يقول فيها:'''
:::'''وكــــــرروا مأساتها'''


<center>'''قصة شهيد'''
'''كان المجاهد يقرأ القرآن'''  


ذهبت يراود قلبــها                       
:::'''يسمعه لهــــــــــا'''
:::أمـل يحـقق حلمــها


ومضت تفكر كيف تلقى                       
'''ويفسر التنزيل تفسيرا'''
:::غائبــا عن عشهـــا


حملته فـى احشائـها                       
:::'''يعمق فهمهـــــــــا'''
:::ربته فى أحضانهـــا


ودعــت إلـه الكــون                       
'''وإذا بشرذمة من الطغاة الآثمـــين ببابهــــا'''
:::أن يرعاه من أعماقها


وتفتحـــــت افـاقه                       
'''فى ليلة سـاد السكون'''
:::وتحققــت امــالهـا


فإذا الوليد مجاهدا                       
:::'''بها وأظلــــم ليلها'''
:::يرعى العهود جميعها


باع الحياة رخيصـة                       
'''وانقض اعوان الطغـاة'''
:::للـه يـرجوا اجرها


حتى طــوته سجونهم                       
:::'''يكبلــــــون حبيبها'''
دهرا وفـى ظلماتها


كم ساوموه لكى يحيد                     
:::عـن العهود بأسرها


ولكى يخـون كتائبا                       
'''"قصة شهيد"'''
:::باعو النفوس لربها


ولكى يشوه ما أضاء                     
'''صــرخت وقالت ويحكـم'''
:::الكون من صفحاتهـا


وأبى الكريم مباهج                       
:::'''ماذا جنـى أطهارها ؟'''
:::الدنيا وطلق امرها


ورأى السجون معاقل                       
'''همــت بلثـم جبينه'''
:::الاحرار رغم قيودها


وأصر أن يعلى نداء                       
:::'''فيردهـا اشرارهــا'''
:::الحق فــى جنباتها


ذهبت لكــى تلقـاه                       
'''رفع المجـاهد رأسـه'''
:::يوم خروجه بحنانها


وتضمه فــى لـهفـة                       
:::'''فى عزة أكــرم لهـا'''
:::وسط الجموع لصدرها


'''قصة شهيد'''
'''ويقول فى عـزم الرجال'''  


ويضمهــــا العملاق فـى                       
:::'''تشجعـــى فأنا لهـا'''
:::حـــب يقبـل رأسهــــا


ويقول : ياامـاه عــاد                       
'''الذنـب ذنب شعوبهـا'''
:::الى الجهـــاد رجالهـا


انا لن ألين ولن أخـون                       
:::'''خانت طريق كفاحهــا'''
:::ولن اغـــــادر ركبها


أنا لن أهادن من بغوا                       
'''واستسلمت للبغى حتى'''
:::يومـــا علـى أبرارها


سـأظــل نــارا يحـرق                       
:::'''قادها جلادهـــــــا'''
:::الاشــرار حر لهيبهــا


سأظل حربـــا تسحــــق                       
'''فعدا عليها الغاشمون وحطموا أمجادهـــا'''
:::الفجــار فـى أرجائهـا


قالــت : رعـــاك الله                       
'''سترين يوما شرعــة'''
:::ياولدى الحبيب فكن لها


إن تنصـــروا الرحمن                     
:::'''الرحمن تحكم أرضهـا'''
:::ينصركم على فجــارها


ومضــت به نحو الديار                       
'''ويزول من كل الوجود'''
:::وكبــــــرت بربوعهـا


اتخـــــذت كتـــاب الله                       
:::'''شرارها وطغاتهـــا'''
:::نبراسا ينير طريقهــا


لم تمـض أيـــام علـى                       
'''وهنا يسير به اللئام'''
:::هـذا الهـدوء بدارهـا


حتى آتـى جنـد الطغاة                       
:::'''ويسخرون بدمعهــــا'''
:::وكــــــرروا مأساتها


كان المجاهد يقرأ القرآن                     
'''وطوته جدران السجون'''
:::يسمعه لهــــــــــا


ويفسر التنزيل تفسيرا                   
:::'''لكى يرى أهوالهــا'''
:::يعمق فهمهـــــــــا


وإذا بشرذمة من الطغاة                   
'''كم مزقته سياطهــم'''
الآثمـــين ببابهــــا


فى ليلة سـاد السكون                   
:::'''وتلقفتـــه كلابهـا'''
:::بها وأظلــــم ليلها


وانقض اعوان الطغـاة                   
'''حتى انتقته شهادة'''
:::يكبلــــــون حبيبها


'''قصة شهيد'''
:::'''علياء فى جناتهـا'''


صــرخت وقالت ويحكـم                   
'''وهنــــاك يلقى ربه'''
:::ماذا جنـى أطهارها ؟


همــت بلثـم جبينه                 
:::'''ويطـل من عليائهــا'''
:::فيردهـا اشرارهــا


رفع المجـاهد رأسـه                         
'''والأم كانت فى حنين'''
:::فى عزة أكــرم لهـا


ويقول فى عـزم الرجال               
:::'''تستجيب لشوقهـــا'''
:::تشجعـــى فأنا لهـا     


الذنـب ذنب شعوبهـا                       
'''حتى نعته لها الوفود'''
:::خانت طريق كفاحهــا


واستسلمت للبغى حتى                 
:::'''بكتـــه فى سجداتهـا'''
:::قادها جلادهـــــــا
         
فعدا عليها الغاشمون                           
وحطموا أمجادهـــا


سترين يوما شرعــة                   
'''رباه قد ضاق الطغاة'''
:::الرحمن تحكم أرضهـا


ويزول من كل الوجود                 
:::'''بمثلــه وبمثلهـا'''
:::شرارها وطغاتهـــا


وهنا يسير به اللئام                   
'''"قصة شهيد"'''
:::ويسخرون بدمعهــــا


وطوته جدران السجون                   
'''ذهبت لتشهد قبـره'''
:::لكى يرى أهوالهــا


كم مزقته سياطهــم                   
:::'''ترويه من عبراتها'''
:::وتلقفتـــه كلابهـا


حتى انتقته شهادة               
'''فإذا الجنود تحوطـه'''
:::علياء فى جناتهـا


وهنــــاك يلقى ربه               
:::'''فى غلظة بسلاحهــا'''
:::ويطـل من عليائهــا


والأم كانت فى حنين             
'''والأم قد ردت'''
:::تستجيب لشوقهـــا


حتى نعته لها الوفود                         
:::'''وقد شهر السلاح بوجهها'''
:::بكتـــه فى سجداتهـا


رباه قد ضاق الطغاة                     
'''قالت أما أولى بكـــم'''
:::بمثلــه وبمثلهـا


'''قصة شهيد'''
:::'''أن تملئوا ميدانها ؟!'''


ذهبت لتشهد قبـره                         
'''عادت تناجى ربها'''
:::ترويه من عبراتها


فإذا الجنود تحوطـه                 
:::'''فى ليلها ونهارها'''
:::فى غلظة بسلاحهــا


والأم قد ردت                             
'''تستمطــــر الرحمات'''
:::وقد شهر السلاح بوجهها


قالت أما أولى بكـــم               
:::'''للشهداء فى محرابها'''
:::أن تملئوا ميدانها ؟!


عادت تناجى ربها                                   
'''دنيا المجاهد كلها'''
:::فى ليلها ونهارها


تستمطــــر الرحمات                       
:::'''محن لصهر رجالهــا'''
:::للشهداء فى محرابها


دنيا المجاهد كلها                   
'''الشوك بين سهولها'''
:::محن لصهر رجالهــا


الشوك بين سهولها                     
:::'''والزهر فوق هضابها'''
:::والزهر فوق هضابها </center>    
</center>  


== حقا أنها قصة مربٍ فريد  ==


== حقا أنها قصة مربٍ فريد ==
لقد كان هذا المدرس مربيا بكل معاني الكلمة بدأ حياته بالاشتراك في [[الجهاد]] ب[[فلسطين]] ..


لقد كان هذا المدرس مربيا  بكل معاني الكلمة بدأ حياته بالاشتراك في الجهاد بفلسطين ..
وظلت حياته بعد ذلك أنموذجا للمربي الذي يعتني بطلابه ويفديهم بنفسه فمرت عليه المحن واحدة تلو أخرى وهو كالجبل الذي لا تؤثر فيه العواصف ..وكان من عاجل بشراه ما حكاه الأستاذ [[رشاد البيومي]] من رؤيا رآها له الشيخ [[أحمد شريت]] وعلق عليها الشيخ قائلا:


وظلت حياته بعد ذلك أنموذجا للمربي الذي يعتني بطلابه  ويفديهم  بنفسه فمرت عليه المحن واحدة  تلو أخرى وهو كالجبل الذي لا تؤثر فيه العواصف  ..وكان من عاجل بشراه ما حكاه الأستاذ رشاد البيومي من رؤيا رآها له الشيخ أحمد شريت وعلق عليها الشيخ قائلا :
لقد وجدت الأخ عبد الحميد البرديني في الجنة يرفل في النعيم، فتاقت نفسي لصحبته ..  


لقد وجدت الأخ عبد الحميد البرديني في الجنة يرفل في النعيم، فتاقت نفسي لصحبته ..
فالله نسأل أن يتقبله في الشهداء وأن يجزيه خيرا على ثباته ونصرته  
فالله نسأل أن يتقبله في الشهداء وأن يجزيه خيرا على ثباته ونصرته
للدعوة حتى آخر عمره ..


للدعوة حتى آخر عمره ..


[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
{{روابط الدقهلية}}
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[Category:أعلام_الحركة_الإسلامية]]  
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[Category:تصفح_الويكيبيديا]]  
[[تصنيف:أعلام الدقهلية]]
[[Category:أعلام_من_مصر]]  
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]
[[Category:أعلام_الدقهلية]]  
[[تصنيف:مقالة جيدة أعلام]]
[[Category:المقالة_الجيدة]]  
[[Category:مقالة_جيدة_أعلام]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٠٨، ٧ نوفمبر ٢٠١٢



الأستاذ عبدالحميد البردينى .. قصة شهيد

بقلم: أ. علاء ممدوح

التعريف

عبد الحميد البرديني ..اسم قد لا يعرفه كثيرون، ولكنه أنموذج من نماذج التربية الإخوانية التي التي يفتخر بها كل مسلم جعل الجهاد في سبيل الله طريقًا .. والتضحية والعطاء شعاراً.. هوالشهيد الذي فدا إخوانه .. وهو أحد ضحايا سجون ناصر التي لم تتكشف بعد كل مصائبها ورزاياها ..ولكن يكفي أن الله جل في علاه يعرف المظلومين .. وهو سبحانه يتولي الصالحين ولا يضيع أجر المؤمنين .. ونسأل الله أن يرفع درجة أستاذنا عبد الحميد البرديني في المهديين ..

نترك تعريفه لأحد تلامذته الذين عاصروه وعاشوا معه وهوالأستاذ محمد الصروي إذ يقول عنه:

هو مدرس لغة عربية في المدارس الابتدائية ومنها مدرسة قريتنا, رجل صالح , شخصية محبوبة جدا , يستطيع أن يفرض حبه بسرعة عجيبة على كل من يقابله وبالمثل العام (يحبه طوب الأرض) كناية عن حب كل المخلوقات له من انس وجن وحيوان ودواب وجماد ... معروف مشهور ..
وهو شخص يعمل في دعوة الإخوان المسلمين أكثر من 16 ساعة يوميا بلا انقطاع وبلا أجازة .. همة عالية ـ شخص وسيم , وجهه كله نور ، فضلا عما يتمتع به من حياء المؤمن .. مؤدب .. مهذب .. باختصار كان أقرب الناس شبها للإمام حسن البنا من الناحية الأخلاقية علاوة على هذا فهو رياضي رشيق أليف وودود .وأحسب أنه كان الشخصية الثانية في الإخوان في محافظه الدقهلية كلها بعد الأستاذ محمد العدوي ...

التربية سمة البرديني

حرص الأستاذ االبرديني على أن يجعل الأعمال التربوية التي استقر عليها عمل الإخوان ثوابت لا تختل حتى في أحلك الظروف .. ففي ظل الجو الأمني الصعب الذي عاشه أبناء الجماعة في الحقبة الناصرية لم يكن الأستاذ عبد الحميد ليدع أمر التربية ينفلت يوما ما ..فالتربية عند هذا الجيل تعد المحضن الذي يخرج الجيل المنشود وهي عندهم نظام لا يمكن بحال التوقف عنه .. فهي أمن الجماعة الحقيقي ونقاؤها وأصالتها ..

لذا فقد كان الأستاذ عبدالحميد البرديني حريصا على هذا اللقاء الشهري للإخوان يجمعهم مرة في الخميس الأخير من كل شهر في مبيت أشبه بالمعسكر يحضر إليه الإخوان العاملون من كل القرى المحيطة والتابعة لمركز جهاد ميت أبو خالد وهذه القرى هي:

شمالاً: الدبونية دنديط.
جنوباً: ميت يعيش ـ كفرالمحمدية ـ الحاكمية ـ ابو نجاح ـ كفر رجب ـ القبة ـ عزبة المفتى ,
شرقا: الرحمانية ـ النخاس ـ حتى القنايات ,
غربا: صهرجت الكبرى .

يلتقي أبناء هذه القرى والذين يبلغ عددهم حوالي مائه أخ عامل يتنوع مستواهم الثقافي والاجتماعي للمبيت في هذا المعسكر في أرض مزروعة تسعهم جمعيا لينصهروا في بوتقة تربوية نافعة..

و الهدف من مثل هذه الأعمال التي حرص عليها شهيدنا الغالي هي تربية الجدية والرجولة والخشونة فهي أهم ملامح هذا اللقاء طعام قليل وبسيط ماء قليل سواء في الشرب أو الوضوء نوم قليل وقيام ليل ثم بعد الفجر طابور مشى سويدي وجرى ثم زحف عسكري نعم زحف كما يتدرب عليه العسكريون في الجيش .. وهكذا عاش وتربى أبناء هذا الجيل

التربية هي الإعداد للحركة والدعوة

بجانب هذا الجهد التربوي كان الأستاذ عبد الحميد هو الداعية النشط في بلده الذي يقوم على شؤون الدعوة وتبليغها للناس وكان لديه هذا الفهم الذي ورّثه لمن بعده من الإخوان ..

ومقتضاه أنه لايوجد داعية يكتفي بأن يأخذ حظه من الأعمال التربوية ثم هو بعد ذلك يبخل على الناس بدعوته فكان من يراه من تلاميذه صبيحة كل جمعة يلمس ذلك بوضوح في أحد الأمثلة على هذا الإعداد الدعوي لأبنائه وإخوانه ...

فلقد كان يجتمع بأعداد كبيرة من الشباب الأزهري ليوزعهم على المساجد في القرى لأداء خطبة الجمعة مع التوجيه بموضوع خطبة الجمعة وبعد قليل ينطلقون بدراجاتهم إلى هذه القرى يعظون الناس ويعلمونهم أمور دينهم ..

المحن في حياته

بدأت أولى هذه المحن في عام 1954 مع غيره من الإخوان فقد فوجئ أبناء البلدة بالأخبار التي تملأ ربوعها حول القبض على الأستاذ عبد الحميد البردينى وأنهم أخرجوا سلاحا من عنده كان مخبأ في حائط منزله أو في منزل الأخ محمد عبد الحي صهر الأستاذ عبد الحميد البردينى و على أثر ذلك تم وقف كل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وأصبح الاقتراب من منزل آل البردينى يعرض صاحبه للسجن , وانعزل في منزله كل من لم يعتقل.

واعتقل معه أخوه الأستاذ سيد البردينى الذي خرج قبل أخيه عبد الحميد وفتح محلا لتأجير الدراجات , كان يقوم بالصرف منه على عائلته وعائلة أخيه المعتقل ..إلى أن خرج الأستاذ عبد الحميد البردينى من السجن في أواخر عام 1964.. وكما يحكى علي عشماوى في مذكراته فلقد تحمل البرديني عبء تحقيقات (54) هو والأستاذ محمد العدوي وحدهما , وكانا سببا في نجاة أعداد هائلة من إخوان الدقهلية من السجون والمعتقلات في هذه المحنة .. وهذا ما حدث تماماً مع الأستاذ كمال السنانيري...

كانت هذه هي أولى المحن في حياته ولكنها لم تكن الأخيرة

فما كادت تنتهي حتى وجد الأستاذ عبد الحميد نفسه متهما بعد اعتراف علي عشماوي في قضية عام 1965 واعتقل هو عائلته كلها أخوه والأستاذ عوض عبد المتعال زوج ابنته الأستاذه نادية الذي جئ به من الجزائر مكبلا بالحديد في طائرة خاصة وحكم عليه ب15 سنة وابنه الأستاذ كمال الذي ظل رهين محبسه حتى عام 1971 وصهره الحاج محمد عبد الحي العوضي وهو من إخوان مدينة ميت غمر.

استشهاد

كما كان الأستاذ عبد الحميد أشبه الناس خلقا بالشيخ البنا وفق ما أكده الأستاذ محمد الصروي رحمه الله تعالى فقد كان هناك شبه من نوع آخر في كيفية الوفاة .. فبعد سلسلة رهيبة من التعذيب ..الأمر الذي استدعى نقله للقصر العيني مباشرة، بعدما بلغ الأعياء به مداه ..ولكنهم منعوا عنه العلاج فكان واحدا ممن ماتوا بالمشفى جراء هذه الخسة كما أخبر الأستاذ الصروي في كتابه الزلزال والصحوة ..

رثاء

الواقف الأول سيد عيد والرابع عبد الحميد البرديني والجلوس رشاد عتيق ومحمد العدوي في سجن جناح

رثاه الشاعر الأستاذ جمال فوزي والذي أطلق عليه الإخوان (حسان الدعوة) لأنه كان دقيقا في وصف الدعوة في مختلف مراحلها شعرا رحمه الله .

وقد نظم هذه القصيد الرائعة في حق الأستاذ عبد الحميد البردينى يقول فيها:

"قصة شهيد"

ذهبت يراود قلبــها

أمـل يحـقق حلمــها

ومضت تفكر كيف تلقى

غائبــا عن عشهـــا

حملته فـى احشائـها

ربته فى أحضانهـــا

ودعــت إلـه الكــون

أن يرعاه من أعماقها

وتفتحـــــت افـاقه

وتحققــت امــالهـا

فإذا الوليد مجاهدا

يرعى العهود جميعها

باع الحياة رخيصـة

للـه يـرجوا اجرها

حتى طــوته سجونهم دهرا وفـى ظلماتها

كم ساوموه لكى يحيد

عـن العهود بأسرها

ولكى يخـون كتائبا

باعو النفوس لربها

ولكى يشوه ما أضاء

الكون من صفحاتهـا

وأبى الكريم مباهج

الدنيا وطلق امرها

ورأى السجون معاقل

الاحرار رغم قيودها

وأصر أن يعلى نداء

الحق فــى جنباتها

ذهبت لكــى تلقـاه

يوم خروجه بحنانها

وتضمه فــى لـهفـة

وسط الجموع لصدرها


"قصة شهيد"

ويضمهــــا العملاق فـى

حـــب يقبـل رأسهــــا

ويقول: ياامـاه عــاد

الى الجهاد رجالهـا

انا لن ألين ولن أخـون

ولن اغـــــادر ركبها

أنا لن أهادن من بغوا

يومـــا علـى أبرارها

سـأظــل نــارا يحـرق

الاشــرار حر لهيبهــا

سأظل حربـــا تسحــــق

الفجــار فـى أرجائهـا

قالــت رعـــاك الله

ياولدى الحبيب فكن لها

إن تنصـــروا الرحمن

ينصركم على فجــارها

ومضــت به نحو الديار

وكبــــــرت بربوعهـا

اتخـــــذت كتـــاب الله

نبراسا ينير طريقهــا

لم تمـض أيـــام علـى

هـذا الهـدوء بدارهـا

حتى آتـى جنـد الطغاة

وكــــــرروا مأساتها

كان المجاهد يقرأ القرآن

يسمعه لهــــــــــا

ويفسر التنزيل تفسيرا

يعمق فهمهـــــــــا

وإذا بشرذمة من الطغاة الآثمـــين ببابهــــا

فى ليلة سـاد السكون

بها وأظلــــم ليلها

وانقض اعوان الطغـاة

يكبلــــــون حبيبها


"قصة شهيد"

صــرخت وقالت ويحكـم

ماذا جنـى أطهارها ؟

همــت بلثـم جبينه

فيردهـا اشرارهــا

رفع المجـاهد رأسـه

فى عزة أكــرم لهـا

ويقول فى عـزم الرجال

تشجعـــى فأنا لهـا

الذنـب ذنب شعوبهـا

خانت طريق كفاحهــا

واستسلمت للبغى حتى

قادها جلادهـــــــا

فعدا عليها الغاشمون وحطموا أمجادهـــا

سترين يوما شرعــة

الرحمن تحكم أرضهـا

ويزول من كل الوجود

شرارها وطغاتهـــا

وهنا يسير به اللئام

ويسخرون بدمعهــــا

وطوته جدران السجون

لكى يرى أهوالهــا

كم مزقته سياطهــم

وتلقفتـــه كلابهـا

حتى انتقته شهادة

علياء فى جناتهـا

وهنــــاك يلقى ربه

ويطـل من عليائهــا

والأم كانت فى حنين

تستجيب لشوقهـــا

حتى نعته لها الوفود

بكتـــه فى سجداتهـا

رباه قد ضاق الطغاة

بمثلــه وبمثلهـا

"قصة شهيد"

ذهبت لتشهد قبـره

ترويه من عبراتها

فإذا الجنود تحوطـه

فى غلظة بسلاحهــا

والأم قد ردت

وقد شهر السلاح بوجهها

قالت أما أولى بكـــم

أن تملئوا ميدانها ؟!

عادت تناجى ربها

فى ليلها ونهارها

تستمطــــر الرحمات

للشهداء فى محرابها

دنيا المجاهد كلها

محن لصهر رجالهــا

الشوك بين سهولها

والزهر فوق هضابها

حقا أنها قصة مربٍ فريد

لقد كان هذا المدرس مربيا بكل معاني الكلمة بدأ حياته بالاشتراك في الجهاد بفلسطين ..

وظلت حياته بعد ذلك أنموذجا للمربي الذي يعتني بطلابه ويفديهم بنفسه فمرت عليه المحن واحدة تلو أخرى وهو كالجبل الذي لا تؤثر فيه العواصف ..وكان من عاجل بشراه ما حكاه الأستاذ رشاد البيومي من رؤيا رآها له الشيخ أحمد شريت وعلق عليها الشيخ قائلا:

لقد وجدت الأخ عبد الحميد البرديني في الجنة يرفل في النعيم، فتاقت نفسي لصحبته ..

فالله نسأل أن يتقبله في الشهداء وأن يجزيه خيرا على ثباته ونصرته

للدعوة حتى آخر عمره ..

للمزيد عن إخوان الدقهلية

من أعلام الإخوان في الدقهلية
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة