وقفة للتقويم والتصحيح .. من أجل دفع العدوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وقفة للتقويم والتصحيح .. من أجل دفع العدوان


بقلم : مصطفى مشهور

بعد أيام قليلة يطلع علينا هلال رمضان.. أشهر الشهور القمرية وأفضلها وأطيبها، بارك الله فيه فجعله موسمًا للعبادة والطاعة والقربات والخيرات وموسمًا لتأكيد التعاطف والتعاون.. وترسيخ معاني ومعالم الحب والأخوة فيه سبحانه، وموسًما لمضاعفة الركوع والسجود وخلو النفوس لباريها، مستنفرة.. تلوذ ببابه، ترجوه وتلح في رجائه، تتفكر وتتدبر في خلقه وملكوته فينمو ويزداد إيمانها.. وتستشعر رابطتها بأمتها فتعيش محنة من نزل به البلاء، كجزء أو عضو في جسد واحد.. إذا اشتكى عضو منه في أقصى المعمورة تجاوب معه باقي الأعضاء في كل مكان.. وتسارع إلى البذل والتضحية وقوفًا إلى جواره.. والتزاما بواجبها نحوه.

بعد أيام قلائل نعيش رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.. خير الشهور.. من لياليه ليلة هي خير من ألف شهر.. نزل في شأنها قول الله سبحانه )لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3) وقوله سبحانه )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3) )رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الدخان:6).

القرآن الذي آمنت به أمة.. وعملت به وعملت له فحق فيها قول الحق : )كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) (آل عمران: من الآية110).

في رمضان تتحلى الأمة وتتسلح بأعلى درجات العزم والحزم وتتزود بالمزيد من طاقات الإيمان، والتقوى من خلال مضاعفتها للعبادة والتقرب من ربها بما يحقق رضاه ويجنبها غضبه، ويجعل خطاها أهلا لتوفيقه وتسديده على طريق الحق والجهاد والعمل والكفاح في اعتدال ووسطية يميزان هذه الأمة وهي تستجيب لقول الحق (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) (الحج: من الآية78).

ورمضان.. كما هو فرصة للتشمير عن سواعد العبادات والطاعات وحافز للنهوض بالمزيد من أعمال الخير هو أيضا فرصة لإمعان النظر والبحث في أعماق النفس وواقع الحال لإصلاح العيوب ومراجعة المواقف.. وإزالة الجفوات والخلافات.. وتأكيد معاني وصلات الحب والود.. والارتفاع فوق هوى النفس وتغليب المصلحة العامة.. في تجرد للحق وزهد في زخرف الدنيا.. مع طمع فيما عند الله سبحانه.. والتزام للوظيفة التي خلق الله سبحانه عباده من أجلها متمثلة في قوله جل شأنه )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56).

وإذا كانت رحمة الله ورعايته لعباده قد تجلت في إرساله للرسل وتنزيله للكتب.. وآخرها القرآن العظيم.. لنشر الهداية والنور.. والتفريق في وضوح وجلال بين الحق والباطل، والخير والشر.. والنافع والضار.. وقد اشتملت على جميع المبادئ والنظم التي فيها صلاح وسعادة وفوز كل الشعوب والأمم إذا التزمتها مع استيعاب لكل الأزمنة والأمكنة، فإن من رحمة الله ورعايته لعباده أن شرّف رمضان وفضله وفرض فيه الصيام وجعله موسمًا للعفو والغفران، والتحمل والصبر والمشاركة والشعور بحاجة ومحنة الآخرين.

أمة يتناوشها الأعداء

يأتينا رمضان هذا العام والأمة تجتاز أصعب محنة تمر بها في عصرها الراهن إذ يتناوشها الأعداء في كل جهة وصوب.. وتهدد الأخطار كافة أقطارها.. ولا يقف الأعداء عند استهداف الأرض.. والديار ولكن يصل الأمر إلى استهداف الدين .. والحاضر والمستقبل والدور والرسالة.

ففي قلب العالم الإسلامي اقتطع اليهود قطرًا من أقطاره أقاموا لهم فيه كيانًا.. مع سعي محموم لترسيخ جذوره في كل فلسطين على حساب مصير الشعب الفلسطيني العربي المسلم.. الذي أعملوا فيه أسلحة الإبادة والتصفية التي زودتهم بها أمريكا كما استخدم كافة أساليب القمع والحصار ومصادرة المياه والمزروعات لدفعه للهجرة وإخلاء أرضه.. مع الإعلان عن المضى في التوسع فيما حول فلسطين لابتلاع المزيد من الأقطار وتشريد المزيد من الشعوب العربية والإسلامية.. وصولاً لإقامة المشروع الصهيوني.. وإنهاءً لدور ووجود العرب والمسلمين بدعم أمريكي.. فاق وتعدى كل الحدود.. وجسد الانحياز الأمريكي السافر لليهود.. والعداء الأمريكي الأشد سفورًا للعرب والمسلمين.

وعلى ما يقرب من عام تواصل أمريكا هجمتها الشرسة على أفغانستان وشعبها المسلم الأعزل وهي ترفع شعار الحرب على الإرهاب.. فدمرت قراه ومدنه.. وخربت حقوله ومصادر رزقه.. وسفكت دماء الأبرياء وأزهقت أرواح العزل وانتهكت حرمة البيوت والأخوات والأمهات وروعت الأطفال.. وأخذت القواعد العسكرية في دول آسيا الوسطى الإسلامية لتجعل منها مصدر عدوان واعتداء على باقى الدول الإسلامية.. وسبيلاً لفرض النفوذ وتأكيد الهيمنة على عالم العرب والمسلمين.

وشهرت أمريكا أسلحة العدوان في وجه الشعب العراقى مستهدفة أرضه ودياره وثرواته على حساب وجوده وأمنه وحريته.. زاعمة أن العراق قد امتلك أو في طريقه لامتلاك أسلحة الدمار الشامل.. وأن هذا يهدد أمنها وسلامتها مما يحتم تحريك الجيوش والأساطيل وحشد الجيوش والصواريخ لاجتياح العراق.. وذلك رغم أن العراق أعلن فتح أبوابه للمفتشين الدوليين ولأى من الزائرين الأمريكيين أو الأوربيين تأكيدًا لخلوه من أي أسلحة زعمت أمريكا امتلاكه أو تصنيعه لها، فلم يحل ذلك دون أمريكا وإصرارها على تسخير المنظمات الدولية لاستصدار قرار يدعم ضربها للعراق.. وتغيير حكامه معطية لنفسها الحق في تنصيب الحكام.. أو عزل الحكام.. مع تأكيد تهميش الشعوب.. والعبث في شئونهم.. وفى الوقت نفسه تغض الطرف عن ترسانات أسلحة الإبادة الشاملة التي يمتلكها الكيان الصهيونى لأنها موجهة إلى صدور ورءوس العرب والمسلمين.

بل إن أمريكا وهي سادرة في عدوانها على العرب والمسلمين لا تتورع عن ممارسة الضغوط والتلميح باتخاذ الإجراءات ضد دول عالمنا العربي والإسلامي لإرغامها على تعديل مناهجها التعليمية بما يقوض العقائد حتى تساير سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتقضي على روح الجهاد والمقاومة في الأمة ويدفعها إلى الرضوخ والاستسلام والتنازل عن الحقوق بعد التفريط في المبادئ والأصول والقيم والمثل.

ووصل الأمر بالإدارة الأمريكية إلى حد إصدار الكونجرس الأمريكي قرارات تجرد العرب والمسلمين من أرضهم.. فيصدر قرار من الكونجرس يمنح الكيان الصهيوني القدس عاصمة له.. ويجرد الشعب الفلسطيني من عاصمته ومقدساته.. كما يصدر قرار من الكونجرس يفرض عقوبات على السودان.. إن لم يمتثل للإرادة الأمريكية ويدخل في مفاوضات مع المتمردين في الجنوب تنتهي باتفاقيات تمت صياغتها على الطريقة الأمريكية وبما يحقق مصالح وأهداف السياسة الأمريكية.

وتعلن أمريكا بكل وضوح عن دعمها وتأييدها للهند واحتلالها الوحشي لكشمير وتدميرها وتخريبها لكافة أشكال الحياة والعمران وحصدها لأرواح الشعب الكشميري المسلم.. في إنكار لكافة القرارات التي أصدرتها المنظمات الدولية تؤكد على إجراء استفتاء حر في كشمير ليقرر شعبها مصيره بنفسه.. الأمر الذي يعني استمرار معاناة شعب مسلم تحت وطأة الاحتلال الهندي البشع لكشمير منذ خمس وخمسين عامًا.

أما إزاء الشيشان فقد أعلنت أمريكا انحيازها للاحتلال الروسي لأرض وديار الشيشانيين وتأييدها لقصف الطائرات والصواريخ الروسية لمدنهم وقراهم وقتل وتشريد ألوف الأبرياء.. واعتبار الشيشان أرضًا روسية ومشكلة من مشاكل روسيا الداخلية يحل لقيصر روسيا الجديد أن يعمل سلاحه في رقابهم ويحصد بطائراته وجيوشه أرواحهم لأنهم متمردون إرهابيون لا حق لهم في الأمن والحرية والاستقلال داخل أرضهم.

لقد وضح لكل ذى بصيرة أن شعار الحرب على الإرهاب الذي حركت أمريكا جيوشها وأساطيلها وصواريخها تحت غطائه.. ليس إلا ذريعة لتحقيق الهيمنة وفرض النفوذ على عالمنا، واقتلاع جذور هويتنا وتجريدنا من إسلامنا.. كما أن مزاعم أمريكا بوجود أسلحة للدمار الشامل في هذا القطر أو ذاك وضرورة تحريك الجيوش وإعلان الحرب لتدميرها ليست هي الأخرى إلا ذريعة لاحتلال ديارنا وتجريدنا من كل سبب من أسباب القوة للدفاع عن أرضنا ووجودنا، وفى الوقت نفسه الحيلولة بيننا وبين ممارسة حقنا في تصنيع كافة الأسلحة المحظورة والحديثة لتأكيد استقلالنا واستقلال إرادتنا وقرارنا.

رمضان فرصتنا للمراجعة والتصحيح

يأتينا رمضان هذا العام وعالم العرب والمسلمين يعيش أكثر من محنة.. يضاعف من قسوتها ووطأتها فرقة العرب والمسلمين وتشتت شملهم.. حتى صاروا رغم كثرتهم غثاء كغثاء السيل يتناوشهم الأعداء.. ولا يتحركون.. وتهددهم الأخطار ولا يقاومون.. وتتخذ بشأنهم القرارات.. ولا يعترضون أو يرفضون.. فقد عرف العدو مصدر قوتهم.. ومنبع عزتهم وكرامتهم.. فسعى إلى شل فاعليته وإبطال أسباب تحركه وحركته.

لقد أدرك العدو أن الإسلام هو مصدر القوة والعزة والحركة والفاعلية والوحدة والاتحاد في هذه الأمة.. فكان السعي لصرف الأمة عن إسلامها.. وبذل الجهد لخلخلة إيمانها.. واستخدم كل أسلحته لتفكيك وتجزىء وحدتها، وما فعله الصليبيون أيام الخروب الصليبية وما فعله اليهود على مدى العصور، وما فعله الاستعمار الفرنسي والبريطاني بالأمس هو ما تفعله أمريكا ويفعله الكيان الصهيوني اليوم.

على مدى قرون طوال واجهت الأمة أكثر من محنة.. وأكثر من عدو.. ولم تنهض من كبوتها وتفيق من غفوتها.. إلا حين عادت إلى إيمانها.. وأكدت عليه وحدتها وتحركت تحت راية الإسلام مجاهدة لتقهر عدوها.. وبات لزامًا على العرب والمسلمين أن ينتهزوا الفرصة وقد أصبحوا على مسافة أيام من رمضان.. لتصحيح المسار.. وتعديل الوجهة.. وتفعيل الإيمان في القلوب.. في التزام لقيم ومثل الإسلام فيقيمون العدل في ديارهم.. ويردون المظالم في أقطارهم.. ويطلقون الحريات في دولهم.. محتكمين إلى شريعة الله وسنة رسوله مؤكدين على وحدة الصف والكلمة.. مسارعين لنجدة المظلوم أو المكلوم أو المضطهد مع تسخير كافة ما يملكون لنصرة المستضعفين وقهر الطغاة.

الإسلام هداية السماء للأرض

لنتذكر دائمًا وفى إيمان عميق أن الإسلام الحنيف هو هداية السماء للأرض ونور الله المبين وكنزه الثمين جاء به رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.. فقابل الصعاب والمحن فلم يهن.. بل خرج من كل بلاء أصفى ما يكون جوهرًا وأقوى ما يكون حجة وقوة استعدادًا لمواصلة الكفاح والجهاد.. في إصرار وعزم على الوصول إلى الهدف.. لم يزده يوم أحد أو حنين أو الأحزاب إلا قوة ومضاء وصدق الله العظيم )إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).

في حروب الردة وقف أبو بكر وقفة المدافع عن الدين.. مصدر قوة هذه الأمة ومصدر وحدتها.. غير مفرط في جزء أو جانب أو فريضة أو ركن.. وما ضعف أبو بكر ولا ضعف المؤمنون وقد توحد صفهم حتى حقت كلمة الله على الباغين وكان النصر للمؤمنين.. لتؤمن الجزيرة.. وتزول مصادر الخطر.

وأجمع التتار أمرهم على الإسلام وانقضوا على المسلمين انقضاض الصاعقة ووصلوا بغداد بعد أن دمروها وقتلوا الخليفة ومثلوا بالناس وزحفوا إلى الشام ووقفوا على أبواب مصر.. فقضى عليهم المسلمون في عين جالوت بعد أن توحد الصف على الإيمان.. تحت راية الإسلام مدويا بالتكبير.

وتألبت أوربا على الإسلام والمسلمين واحتلت القدس وبنت الإمارات.. وخضبت بدماء المسلمين الأراضي المباركة وأقامت في القدس ملكًا.. ولكن حين اتحد المسلمون وانتصروا لدينهم ونصروا ربهم نصرهم وكانوا أهلاً لقوله سبحانه )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).

واليوم تحشد أمريكا جيوشها.. وتدمر وتخرب ديار المسلمين وتذبح العزل الأبرياء.. وتدعم الصهاينة ليعيثوا في أرض العرب والمسلمين فساداً.. ويستهدفوا القدس والأقصى.. وما حول فلسطين وليس أمام العرب والمسلمين إلا الطريق الذي سار فيه السلف طريق العزة والنصر.. عدته الإيمان.. وسلاحه الجهاد.. ونهايته النصر والتمكين.

تلك هي الرسالة التي يريد الإخوان المسلمون أن يبلغوها للناس مع مقدم رمضان وأن تفهمها الأمة اليوم وهي في محنتها حق الفهم وهي على أبواب الشهر المبارك الكريم فتهب إلى العمل بها وإنفاذها على مستوى حكامها وشعوبها في عزة ومضاء وإخلاص ونية صافية وهي رسالة لم يبتدعها الإخوان المسلمون ولم يختلقوها.. وإنما لمسوها وأحسوها وهي تتجلى في كل آية من آيات القرآن الكريم وفى كل حديث من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.. وتظهر في كل عمل عمله الصدر الأول والسلف الصالح.. المثل الأعلى لفهم الإسلام وإنفاذ تعاليمه.. وتوحيد صف الأمة وإعلاء كلمتها.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به من بعدي لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنتي" وصدق الله العظيم إذ يقول )وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (النور:52).

المصدر