وتمت البيعـــة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

ولما أنهى حديثة الذى لم أقاطعه فيه مرة سألنى : هل أقتنعت ؟ وقبل أن أجيب قال فى حزم : " لا تجب الآن " وأمامك أسبوع تراود نفسك فيه فإنى لا أدعوك لنزهة ولكنى أعرضك لمشقات فإن شرح الله صدرك فتعال فى الاسبوع القادم للبيعة وإن تحرجت فيكفينى منك أن تكون صديقا للإخوان المسلمين .

وما كان لمن جلس فى الجلسة وسمع ما سمعت أن يتوانى عن البيعة لحظة وعدت فى الموعد وبايعت وتوكلت على ا لله وإنها لأكبر سعادة لا قيتها فى حياتى أن أكون من الإخوان المسلمين منذ أكثر من نصف قرن وأن ألقى فى سبيلها ما لقيت مما أحتسبه عند الله وأن يكون خالصا لوجه ا لله تعالى .

وكم أتمنى أن يعى الشباب المسلم هذا الدرس من هذا الشيخ الذى على أبواب عبور الثمانين من عمره ليكون لهم درسا فى الصبروالاحتمال والرضا بما قدر الله وعدم التبرم بقضائه وقدره وأن يعيننى الله حتى ألقياه وأنا جندى فى هذه الساحة الطاهرة البريئة وما زال ألأمل فى وجه الله يحدونى والأمل فى صدق موعده يملأ كل جوانحى حتى لكأنى أراه بعينى أو أمسكه بيدى لأن الله جعل العاقبة للمتقين وأسأله أن يجعلنى والاخوان المسلمين جميعا من المتقين المستحقين والمؤهلين لنصره ومعونته .



رفضت أن أكون وكيلا

أذكرأننى بعد مضى سنوات عرض على الامام الشهيد أن أكون وكيلا لجماعة الاخوان المسلمين فلم أقبل مقسما له بأنى لست أهلا لهذا المكان . ولا أستطيع أن أملأ فراغه .. وحرام على أن أخدع الامام بقبول تلك المكانة فى الاخوان المسلمين .

كما عرض على فضيلته أن أتخذ مكتبا فى القاهرة فلم أقبل كذلك مبررا رفضى بأنى قد أنجح فى المكتب ويدر على دخلا وفيرا فيقول البعض إن الاخوان هم الذين أوجدوا لى كيانا فى عالم المهنة وهذا ما تأباه على أخلاقى ونشأتى وتربيتى إذ لا أرضى أن أكون لمخلوق على فضل فى هذه الحياة الدنيا أما فضل الله أولا .. ثم فضل المرشد ثانيا .. فالله يجزيهم عنى فيه أفضل الجزاء .

هذه قصة إتصالى بالامام الشهيد " حسن البنا " والاخوان المسلمين ولم يعدنا إمامنا فيها بالدنيا وإقبالها والورود وازدهارها والآزاهير ونعومتها ولكنه أوضح أن طريق الدعوة ملىء بالأشواك والمتاعب والصعاب فمن يقبل عن بصيرة ولا يلومن أحدا . فلم يخدعه أحد بالمرة .

وهكذا لما قبلوا راضين ألف الله بين قلوبهم أجمعين حتى تعجب الناس جميعا من قوة الروابط التى تربط بين قلوب الاخوان جميعا حتى قال قائلهم : لو عطس أحد الاخوان فى الاسكندرية لشمته الذين فى أسوان وأقول لو تمنى أحد الاخوان فى أوربا أمنية لحققها له أخ فى كندا ما دام ذلك فى حيز الامكان وما دام الأمر لم يكن فيه ما يغضب الله .. الله الذى التقى الاخوان عليه يتحابون فيه ويتباغضون .. ولا دخل للإمام الشهيد ولا لخليفته ـ الأستاذ الهضيبى ـ فى هذه المعانى .

إننا لم نلتق على " البنا " أو الهضيبى إنما إلتقينا على الله ولم نبايع حسن ا لبنا أو حسن الهضيبى لكننا بايعنا الله حتى الذين بايعوا سيدنا محمد نبى هذه الأمة وأحب خلق الله إليه وكل من وضع يده فى يده إنما كان يبايع الله جل وعلا بدليل قوله تعالى { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم } وما دمنا كمسلمين نؤمن بكل آية فى كتابه الكريم .. فليكف الذين يزعمون أن الاخوان يقدسون " حسن البنا " إننا لم نقدس أحدا لأن الله هو الملك القدوس ولكننا أحببنا " حسن البنا " وخليفته حبا ملك علينا كل جوانحنا لأنهما هما اللذان فتحا أعيننا على هذا النور وقادانا الى هذه العقيدة فى دقة وتوضيح .. فكيف لا نحبهما لله وفى الله فى غير ما تقديس أو ما يشبه التقديس ؟

هكذا عرفت المرشد الأول وهكذا عشت معه مريدا أو تلميذا أو متلقيا ومحبا .؟ وإن كان ما بى للإخوان من نعمة فمن الله حقا وصدقا إلا أن الامام هو الذى أخذ بأيدينا الى تلك القمة وأجلسنا الى المائدة فى وقت كان فيه المسلمون أضيع من الأيتام على موائد اللئام ولئن فات هذا الفضل من كان يجب أن يكون أهله ودعاته إلا أن { الله أعلم حيث يجعل رسالته } و { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } .

فهرس الكتاب