هل نحن أمة آسف
بقلم: أ. سالم الفلاحات
هكذا في كل يوم وفي بقاع مختلفة من أرضنا المنكوبة شرقا وغربا ، يقتل أبناؤنا وتهدم منشآتنا وتصادر حرياتنا وتنتهك حرماتنا ويروع أطفالنا بيد العدو الصهيوني ثم يكون نصيبنا آســـــــف .
( فالآسف) مستخدمة صهيونياً ، وأمريكياً ، بشكل واسع معنا نحن العرب والمسلمين ونحن الضحايا ، ولا مانع من أن تستخدم (الآسف) أحياناً بعض الحكومات العربية والإسلامية ولكن مع شعوبهم فقط .
قُتِل في العراق مئات الآلاف دون ذنب بعرف الأمريكيين أنفسهم ، الأمريكي ، وزرعت فتنة لن تغادره لعشرات السنين إن لم يكن مئاتها ، وهدم وطن بأكمله برسم الآسف.
- دمروا مستشفيات ميدانية صديقة ، ثم دفعوا ثمناً باهظاً هو " آســـف " .
- قتلونا في رمضان ، في الأقصى،في الخليل ، في جنين ، في غزة ، وقالوا : " آســف " .
- قتلوا الشرطة العراقية بصورايخهم ثم قالوا : " آســف " .
- تجاوزوا المعاهدات الدولية التي ( عبّدونا إياها ) ثم قالوا : " آســف " .
- تغير الطائرات على غزة وهي عمياء ، لا ترى فتقتل الآمنين ، فإذا انفضح الأمر قالوا : " آســف " .
- بالأمس قتلوا ( عمر القواسمي ) غدراً ، ودون مسوغ/ حتى بشرعتهم/ وهو الذي قارب السبعين من العمر على فراشه بدم بارد ، وبأسلحة كاتمة للصوت ، وبعدها ... " آســف " لم يكن هو المقصود ..!!!
العقوا جراحاتكم ، ادفنوا موتاكم ، اذرفوا دموعكم ، تعايشوا مع هذه الاوضاع بطريقتكم ، ونحن قدمنا ما يلزم وتأسفنا لكم ، ومن قال آسف فقد بالغ بالاعتذار وهل تريدون اكثر من ذلك انسانية وتحضرا؟
وكأ نهم لامست ايديهم دون قصد بعض اطرافنا او تجاوزوا دورهم في ركوب حافلة ، أو زلت السنتهم بكلمة غير مقصودة !!
ترى ماذا لو لم يكن المغدور اليوم خليليا فلسطينيا عربيا مسلما ، وماذا لو كان من عصابات (كريات اربع) حتى وهو مسلح يهاجم الامنين؟ لااقول عندها ما موقف الصهاينة انما ما هو موقف السلطة الوطنية الحاكمة بامر العرب الوارثة للمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في قمة العرب عام 1974 ؟
واليوم هل تمعر وجهها غضبا على مقتل الشهيد القواسمي واختطاف ابطال حماس الستة ، ام انها تنفست الصعداء؟ ان اختطافها لشباب حماس وسجنهم سنة اضافية زيادة على حكم المحكمة وبعد قرارها بالافراج عنهم ليدخلوا في اضراب عن الطعام لاربعين يوما بعد تعذيبهم حتى غدو هياكل ادمية وشارفوا على الموت ، تسهيل اختطافهم ، والجواب هو: (آسف) فلسطينية) هذه المرة.
ويقولون لك :
عذبناهم لمصلحتهم ، منعنا زيارة اهلهم لهم لمصلحتهم ، افرجنا عنهم بناء على طلبهم ثم لاقوا مصيرهم والمسؤؤلية تقع عليهم .
لماذا لا نستخدم (آسف ) هذه مع الذين جرعونا كؤوس الظلم والهوان والذل واغتصبوا ارضنا وقتلوا شبابنا ودنسوا مقدساتنا ، وكبلوا دولنا بمعاهدات الذل لتنعكس على تطلعات الشعوب وانطلاقها و روح مقاومتها . رضيتم بما لا يُقْبل بالرغم من معارضة شعوبكم حفاظا منكم على هذه المعاهدات نصا وروحا ، ولم يحافظ عليها عدوكم ، وربطتم وطنية الناس وانتماءهم بمقدار انجاحهم والتزامهم بمعاهدات الذل
وبعد ان داس العدو نفسه هذه الاتفاقيات، وتنصّل منها ، وطلقها ثلاثا ليس بالقول فقط انما بالممارسة العملية والاجرام اليومي ، وتنكر حتى للدول التي طوعتنا لقبول المصيبة
والسؤال الان لم لا تقولوا لهم (آسف) نأسف عن الاستمرار من طرف واحد بالالتزام بما قهرتمونا عليه انتم وانصاركم .
ما الذي تنتظرونه بعد ؟
مصر مكلفة بحراسة العدو من جهة سيناء ليلا نهارا لئلا ينفذ منها ما يز عج العدو ، او يمد اهل غزة بالحياة الا بقدر محدود ، ونالت نصيبها الاوفر من الجواسيس والاختراق الاستخباري الذي يصعب ازعاجه من عزام عزام سابقا حتى جواسيس اليوم ، اضافة الى التمزق الاجتماعي الذي يطل بقرنيه لا قدر الله
و الاردن ما الذي حصده سوى سرقة المياه وحرق المزروعات في الاغوار و التوتر والتهديدات التي لاتتوقف باعتباره ارضا اسرائيلية يقيم عليها الفلسطينيون دولتهم ان شاءوا ، ولا يتورعون عن تكرار هذه المقولات ، ولا مانع من ان (يتأسفوا ) احيانا
واما السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، فقد صودرت الاراضي الفلسطينية وتضخمت المغتصبات ، وحصدت ارواح الالاف ، وامتلات السجون الصهيونية بالاحرار ، وحتى سجون السلطة من اجل عيون المعاهدات ، وهدم ما تبقى من البنية التحتية وبخاصة في غزة ، وحوصر اهلها ، وتَشظّى الشعب الفلسطيني بين محافظ على الوضع الراهن وبين مقاوم للاحتلال، والحال يغني عن المقال
وحمى الله بقية العرب والمسلمين من معاهدات سرية مع العدو .
وان كانت الحكومات العربية عاجزة عن قول (آسف) للعدو الصهيوني وان لم يكن هذا كافيا لتراجع موقفها ، فعلى الشعوب العربية جميعا ان تقول لها ( اسف) يطريقتها الخاصة
والا فلينتظر كل مواطن في كل بلد عربي من يقتحم عليه غرفة نومه ثم يخرجه هو ومن في الوطن كله ويقول لهم ( آسف خبيبي ).
رحم الله الشهيد القواسمي وشهداءنا جميعا ، وفك الله قيد اسرانا في كل مكان .