مواجهة المحرقة الإسرائيلية بالصمود والوحدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مواجهة المحرقة الإسرائيلية بالصمود والوحدة

بقلم:صالح زيدان/عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

انسحاب رغم الوحشية

من مأسى الشعب الفلسطينى

رغم الوحشية البالغة للعدوان الإسرائيلي واستخدام كل آلة حربه،فقد اضطرت قوات الاحتلال البرية للانسحاب من شمال غزة دون تحقيق أهدافها بوقف المقاومة،أو النيل من الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني.

فشل عملية الغزو البربري في تحقيق أهدافها كان بسبب الصمود الجماهيري للشعب الفلسطيني،رغم التضحيات الهائلة والمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وسقوط ما يزيد عن مائة وخمسة وعشرين شهيداً،وأكثر من ثلاثمائة وثمانين جريحاً،عدداً كبيراً منهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين.

كما أتى هذا الانسحاب بفعل آيات البطولة التي سطرتها جميع الأجنحة العسكرية للمقاومة من كتائب شهداء الأقصى والقسام وسرايا القدس إلى كتائب المقاومة الوطنية و أبو علي مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين وغيرها، واستبسالهم في الدفاع والمقاومة.

لقد ولَّدت هذه المقاومة والصمود أروع هبة جماهيرية في غزة والضفة والشتات أظهرت وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان،واستعداده لتفجير انتفاضة ثالثة.كما أدت إلى تحركات جماهيرية واسعة عربية وإسلامية ودولية وسيل من الإدانات التي جابهت مذابح حكومة أولمرت المجرمة وحرب الإبادة التي مارستها ضد قطاع غزة.

إن بسالة المقاومة وصمود شعبنا والتحركات الشعبية أسهمت بتصاعدها في توليد ضغوطات متعددة على الأنظمة العربية وانعكست على الإدارة الأمريكية وعلى حكومة أولمرت لوقف مذبحتها المروعة في قطاع غزة وسحب قواتها.


عدوان لايستهدف فصيلا واحدا

إن العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة والذي لا ينفصل عن استمرار العدوان على الضفة،لم يكن يستهدف فصيلاً لوحده بل هو موجه ضد جميع القوى والفصائل الفلسطينية وضد السلطة وم. ت. ف. والحقوق الوطنية المشروعة والثابتة لشعبنا الفلسطيني.

إن سحب إسرائيل لقواتها البرية لا يعني وقف العدوان وجحيمه،فتهديدات قادة العدو الإسرائيلي واستمرار الغارات والقصف واستئناف هجمتهم الشرسة تظهر طبيعة المخطط الإسرائيلي لاستئناف المحرقة.

كما أن المراحل القادمة من حرب الإرهاب الإسرائيلية على شعب فلسطين، وعلى ضوء ما جرى تؤكد أنها تستهدف الجميع والمشروع الوطني الفلسطيني من خلال تعميق الانقسام وتكريس فصل غزة عن الضفة،وفرض مرجعية الأمر الواقع في المفاوضات بدلاً من قرارات الشرعية الدولية وذلك لشطب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة.

إن نتائج زيارة رايس للمنطقة تؤكد أن الإدارة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر للمحرقة الإسرائيلية،ما زالت تغطي المجازر الإسرائيلية وتحاول تعميق الانقسام الفلسطيني،وتستهدف استئناف المفاوضات،رغم استمرار العدوان والاستيطان الذي يقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ويظهر عدم جديتها في عملية سياسية حقيقية تؤدي إلى تحقيق تسوية في العام 2008.

ولذلك فإن المجابهة الناجعة للعدوان ومخاطره لا يمكن أن تكون من خلال طرف فلسطيني لوحده أو سلطة لوحدها،وهو ما يستوجب على جميع القوى والفصائل والسلطة الفلسطينية والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وخاصةً حركتي فتح وحماس العمل الفوري لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.


إن المجابهة الناجعة للعدوان تقتضي

  1. دعوة الرئاسة واللجنة التنفيذية لعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية ودعوات رايس لاستئناف المفاوضات،وتطوير الموقف الفلسطيني باستمرار وقف المفاوضات حتى وقف العدوان سواء في غزة أو الضفة وبكل أشكاله من القتل إلى الاغتيال والاجتياح وحملات الاعتقال الجماعية.إضافةً إلى كسر الحصار ووقف الاستيطان.واتخاذ موقف بإدانة الانحياز الأمريكي المطلق للعدوان الإسرائيلي وجرائمه،من خلال إعفاء الحكومة الإسرائيلية الفاشية من مسئوليتها عن المذبحة المروعة التي ارتكبتها ضد شعبنا في قطاع غزة. ورفض موقف الإدارة الأمريكية بإنكار حق شعبنا المشروع بالدفاع عن النفس في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
  2. دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وتحت علم الأمم المتحدة وذلك من عدوان الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان ولتنفيذ قرار محكمة لاهاي الدولية،بهدم جدار الفصل العنصري،ومن أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وصيانة حق العودة.
  3. تشكيل جبهة مقاومة موحدة تضم جميع قوى المقاومة،بما فيها حركتي فتح وحماس،وبما يوحد جميع الجهود والطاقات ويحدد أشكال النضال في كل مرحلة.وعلى هذا الطريق ضرورة البناء الفوري لغرفة عمليات مشتركة ووضع كل الصيغ الميدانية التي توحد جميع القوى والفصائل في ميدان المقاومة وعلى جميع المستويات.
  4. وقف جميع الحملات الإعلامية بين حركتي فتح و حماس،والمسيئة لتضحيات وصمود الشعب الفلسطيني. وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة وتحريم الاعتقال السياسي ووقف جميع الملاحقات.
  5. التأكيد على أن التهدئة المتبادلة والشاملة والمتوازنة تتطلب وقف كل أشكال العدوان في الضفة الغربية وقطاع غزة وكسر الحصار بفتح معبر رفح وسائر معابر قطاع غزة.
  6. أمام المخاطر القادمة ضرورة تغليب حركتي فتح و حماس للمصلحة الوطنية العليا بالتجاوب مع الحل الوطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وفق المبادرة التي قدمتها القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني.وفي هذا السياق التجاوب مع المبادرة اليمنية التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح بحوار وطني شامل ووفق إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

المصدر