منصور محمود العايش الحياري عاشق القرآن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الولادة والنشأة

ولد  منصور محمود العايش الحياري (أبو الحسن) في مدينة السلط في الأردن عام 1927م ، فكان منذ صغره متعلقا بالاسلام حريصا على التفقه في الدين وإتقان قراءة القرآن الكريم وحفظه.

في سن مبكـِّـرة حرص والده )الذي كان يعمل بالتجارة( على اصطحابه إلى مجالس علماء السلط وخاصة مجلسي الشيخ فهيم زيد الكيلاني والشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني، فتعلـَّـق قلبه منذ نعومة أظفاره بالقرآن الكريم، ولم ينقطع قلبه عن التعلق بالقرآن الكريم حتى غادرنا إلى رحمة الله

مرحلة التعلم

تعلم في مدارس السلط الثانوية وبعد أن أنهاها لم تسعفه الظروف بتحقيق حلمه بالالتحاق بالأزهر الشريف لدراسة العلوم الشرعية التي شغف بها من كثرة مجالسته للعلماء من مشايخ السلط ومن ضيوف السلط من علماء الأردن وفلسطين والشام ومصر والعراق، ولكن طموح الحياري إلى التعلم دفعه إلى الإقبال على مطالعة الكتب الإسلامية التي كان يستعيرها من مكتبة سري العالم البسطامي المجاورة لدكـان والده.

اشتغل مع والده في بداية الأمر في محله التجاري في السلط ، وتابع نفسه وزيادة معارفه بالمطالعة والاقبال على طلب العلم الاسلامي ، من خلال صلته بالعلماء الذين كان يحرص دائما على لقائهم والتعلم منهم.

العمل الدعوي

في تلك الفترة التي عمل فيها مع والده كان الشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني والصيدلاني عبد الحليم بدران (وهما من مؤسِّـسي شعبة الإخوان المسلمين في السلط) يترّدان على دكــان أبيه وكان يتأثر بحديثهما عن الجماعة وعن مؤسِّـسها الشيخ حسن البنا.

ولم يلبث أن التحق بالجماعة عندما وصل دعاة الإخوان المسلمين القادمين من مصر الى الأردن عام 1945م، حيث كانوا يتوجهون الى مختلف المدن يدعون شبابها للانضمام الى الحركة، وكان منصور من أوائل المنضمين للاخوان ، وأصبح عضوا في الهيئة الادارية لشعبة السلط في بداية تأسيسها عام 1947 حيث لم يكن قد بلغ العشرين من عمره بعد.

وكان من أنشط شباب الإخوان في الدعوة اذ سخر كل امكاناته المادية في خدمة الدعوة ، وكان بيته في السلط مكان إلتقاء للكثير من المنتسبين للحركة الاسلامية من أبناء السلط والدعاة المسلمين الذين يأتون بيته من خارج مدينة السلط حيث كانت السلط قبلة الأردنيين جميعا لمكانتها عند جميع المثقفين والسياسيين والتربويين في تلك المرحلة.

وفي عام 1950م  انتخب عضوا في أول هيئة إدارية باسم المكتب العام للجماعة ، ثم أصبح وكيل المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين " أمين السر العام " ، بعد انتخاب محمد عبد الرحمن خليفة مراقبا للجماعة.

في منتصف الخمسينيات كان مع مجموعة من القيادات الذين أطلقوا فكرة ضخ دماء جديدة في قيادات الجماعة في الأردن لإفساح المجال أمام شباب الإخوان الذين بدأوا يعودون إلى الأردن بعد إكمال دراساتهم الجامعية ، ولم يلبث أن أتبع القول بالعمل فاستقال من عضوية المكتب العام للجماعة ، ثمَّ توجـَّه إلى العمل الإسلامي العام فركـَّـز نشاطه في المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس الذي كان الإخوان قد أسَّـسوه في عام 1953 م واختاروا الدكتور سعيد رمضان أمينا عاما له ثمَّ خلفه الأستاذ كامل الشريف بعد أن أضطرَّ الدكتور رمضان إلى مغادرة الأردن تحت ضغط الضابط الإنجليزي كلوب باشا الذي كان قائدا للجيش العربي الأردني والذي لم يلبث أن طرده الملك الراحل في منتصف الخمسينيات.

وعندما أصدر الإخوان صحيفتهم(الكفاح الإسلامي) كان الحاج منصور من كُـتـَّـابها وكان متخصصا في التحليل السياسي لأحداث تلك المرحلة.

اهتمامه بالعمل القرآني

عمل في وزارة الزراعة منذ عام 1950م واستمر فيها الى ان تقاعد عام 1974 حيث فرغ نفسه بعد ذلك للعمل الاسلامي ، من خلال المؤتمر الاسلامي في الأردن التي كان يشرف عليها المرحوم كامل الشريف ، ثم أصبح مديرا لمكتب رابطة العالم الاسلامي في الأردن ، ومن خلال رابطة العالم الإسلامي ، عمل على تأسيس اللجنة المركزية لرعاية شؤون المساجد وكان يركز نشاطه فيها على انشاء المساجد ورعايتها وتأمين احتياجاتها ،

وسرعان ما امتد نشاطه الدعوي الى مختلف مناطق المملكة ، فعرفته مدنها من العقبة ومعان والكرك جنوبا الى مدن الوسط في عمان ومادبا والزرقاء الى مدن الشمال اربد والرمثا وعجلون ، وكان يتنقل في كل الانحاء على الرغم من قلة الامكانات المادية آنذاك مضحيا بوقته وماله وصحته ، متنقلا في المواصلات العامة ، وكثيرا ما كان يذهل عن نفسه وأهله في سبيل المبادىء التي آمن بها.

صحبة العلماء

لقد استفاد الشيخ منصور كثيرا من انضمامه لحركة الإخوان المسلمين ، اذ استطاع ان يكوّن صداقات وعلاقات اخوية مع الكثير من المنتسبين لهذه الحركة في العالم العربي ، وأن يتعرف على كثير من علماء وزعماء الحركات الاسلامية في العالم ، فمن الأردن تعرف على مؤسسي الحركة الاسلامية الاوائل ، واقام معهم علاقات اخوية صادقة ، وكان على رأس هؤلاء : الحاج عبداللطيف ابو قورة مؤسس الحركة في الأردن ، والحاجّ ممدوح الصرايرة وممدوح كركر ، ومحمد عبدالرحمن خليفة ، ونايف الخطيب ، ومحمد النمر وهبه ، واحمد الخطيب وغيرهم كثير.

ومن فلسطين الحاجّ أمين الحسيني مفتي فلسطين ، والشيخ مشهور الضامن من نابلس ، والشيخ فريز جرار من جنين والشيخ عادل ومحمد رشاد الشريف من القدس وعبد الحافظ عبدالنبي من الخليل وزكي سعيد من عقبة جبر ، ومن مصر الشيخ حسن الهضيبي المرشد العام الثاني للاخوان ، والذي زار الأردن عام 1954 ، الاستاذ سيد قطب ، الذي رافقه عند انعقاد المؤتمر الاسلامي في القدس عام 1954 ، وعبد الحكيم عابدين وسعيد رمضان ويوسف القرضاوي وكامل الشريف الذين حضروا للاردن في مهام دعوية ، ومن سوريا تعرف على الشيخ السباعي وعصام العطار وزهير الشاويش وسعيد حوّى ومحمد المبارك ومعروف الدواليبي والشيخ مصطفى الزرقا وعلي الطنطاوي ، ومن العراق اقام علاقات صداقة مع الشيخ عبد العزيز البدري ومحمد محمود الصواف ومحمد الالوسي وعدنان الدليمي وغيرهم ، ومن تركيا صالح اوزجان وأمني بروسك ، ومن ايران نواب صفوي ، ومن باكستان الاستاذ ابو الاعلى المودودي ، وساهمت معرفته الوثيقة بهؤلاء جميعا في زيادة ثقافته الاسلامية ، وازدادت معرفته بالقضايا الاسلامية.

أعماله

--- شارك في تأسيس تكتل إسلامي ، في نهاية 1968م ، تحت اسم " الجبهة الإسلامية  " يضم العناصر الإسلامية النشطة التي ليست ضمن أى من التنظيمات القائمة ، ويضم كذلك عناصر من الإخوان المسلمين وغيرهم ، وكان القائمين على فكرة التجمع – كامل الشريف - يوسف المبيضين - عبد الباقي جمّو - عزت العزيزي – وليد الحاج حسن - منصور الحياري  .

--- عمل على تأسس اللجنة المركزية لرعاية شؤون المساجد عام 1976م ، وأشرف على إدارتها لأكثر من عشرين عاما ، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في مكة بتوجيه من المرحوم كامل الشريف ممثل الرابطة في الأردن واستطاع بجهوده المتواصلة الحثيثة مع رابطة العالم الاسلامي تأمين التبرعات لبناء المساجد ورعايتها وتزويدها بالكتب والمراجع الاسلامية وباعداد كبيرة من المصاحف التي كانت توزع على مساجد المملكة كلها ، وكان يتابع تلك المساجد بالزيارات المستمرة ليطمئن على احوالها ويزودها بما يلزمها باستمرار.

كان همه خدمة القرآن الكريم في مختلف المراكز والمساجد التي كانت تتبع اللجنة بترتيب برامج فيها لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره والتمسك بأخلاقه وتعاليمه ، وقد تخرج من تلك المراكز والمساجد الاف البنين والبنات المسلمين تجدهم في كل ارجاء المملكة يعرفون الشيخ منصور من خلال عنايته ومتابعته لهم في حفظهم القرآن الكريم ومعايشتهم له في حياتهم ، وحيثما توجهنا في مناطق المملكة نجد اولئك الشباب الذين تخرجوا من مراكز ومساجد اللجنة المركزية ويعرفون " ابا الحسن " فضل رعايته ومحبته لكل ابناء القرآن وأتباع القرآن.

وقد قامت هذه اللجنة بتأسيس عدد كبير من دور القرآن الكريم في الأردن ، وتخرج منها أعداد كبيرة من حفظة القرآن الكريم ، وكانت اللجنة تشجع خريجيها على إكمال دراستهم الجامعية في كليات الدراسات الإسلامية، وساهمت في إيفاد كثير منهم للدراسة في الجامعات السعودية مستفيدة من علاقة اللجنة برابطة العالم الإسلامي . ويحتل كثير من خريجي مدارس القرآن الكريم التي أنشأتها اللجنة المركزية لرعاية شئون المساجد مواقع هامة في ميادين العمل الإسلامي .

وقد ساهم في دعم هذه اللجنة معنويا وماليا عدد من الناشطين الإسلاميين من رجال الفكر والتجار كهيئة عاملة للجنة وهم : مصطفى العشي ، فتحي البقاعي ، غالب ابو قورة ، عزت العزيزي ، محمد طاهر الهدهد ، عبد الرزاق ابو رمان ، موسى ابو الراغب ، عدنان سلهب ، احمد صالح السيلاوي ، عز الدين الخطيب التميمي ، منصور الكسواني ، الدكتور همام سعيد ، اسماعيل ابو نعمة ، محمد سليم رابية ، الدكتور عدنان الجلجولي ، وليد الحاج حسن ،  زاهر البسطامي ، محمد الملكاوي ، محمد عبد الله حداد ، عبد الكريم الكيالي ، الدكتور احمد بشايرة .

--- بدأت اللجنة المركزية لرعاية شؤون المساجد تتقلص علاقاتها برابطة العلم الإسلامي  ، وأصبح من الضروري تنظيم عمل اللجنة ضمن الأطر القانونية في الأردن . وهكذا تقدم عدد من الناشطين في مجال خدمة القرآن الكريم لتأسيس جمعية لهذا الهدف باسم جمعية الصالحين لتحفيظ القرآن الكريم ، وأصدرت وزارة الثقافة الموافقة الرسمية على تأسيس الجمعية بهذا الاسم عام 1993م، واعتمد الأشخاص التالية أسماؤهم هيئة تأسيسية للجمعية : منصور الحياري ، الحاج محمد يوسف أبو عزام ، كامل الشريف ، د. عبد اللطيف عربيات ، موسي حسين أبو الراغب ، عزت العزيزي ، عبد الكريم الكيالي ، أحمد صالح السيلاوي ، أحمد محمود أحمد الخصاونة ، غالب عبد اللطيف عبده أبو قورة ، عبد الرزاق حمد الله أبو رمان ، كمال عبد القديم عابدين ، الحاج مصطفي سعيد صالح العشي ، د. عدنان الجلجولي ،عبد السلام عبد الرحيم قاوقجي . وتأسست فروع للجمعية في معظم مناطق المملكة .

ان الشيخ منصور لم يتوقف في يوم من الايام عن العمل للاسلام من خلال كثير من المؤسسات الاسلامية التطوعية مؤسسا لها وعاملا فيها الى ان لقي ربه وهي :

1-  تأسيس شعبة الإخوان المسلمين في السلط عام 1947 وشغله عضو الهيئة الادارية فيها.

2-  شغل موقع الوكيل العام للاخوان المسلمين في الأردن فترة الخمسينات

3-  المشاركة في تأسيس جمعية العروة الوثقى عام  1965م

4- المشاركة في تأسيس وعضوية مكتب المؤتمر الاسلامي لبيت المقدس

5-  ادارة مكتب رابطة العالم الاسلامي في عمان

6-  مؤسس ورئيس اللجنة المركزية لرعاية شؤون المساجد في الأردن.

7-  تأسيس ورئاسة المركز الاسلامي لرعاية الفتيات في البقعة

8-  عضو الهيئة التأسيسية لجمعية رعاية الكفيفات في الأردن

9-  نائب رئيس جمعية قتيبة بن مسلم الخيرية في عين الباشا

10-  نائب رئيس جمعية رعاية المقابر

11-  رئيس لجنة مسجد التقوى في السلط .

12-  مؤسس وامين عام جمعية الصالحين .

ذكريات كامل الشريف مع الحياري :

يذكر كامل الشريف الذي تربطه بمنصور الحياري معرفة واخوة امتدت لاكثر من خمسين عاما ما زال ، لحظات انسانية عاشها مع منصور الذي كان اول من لقيه وهو يصعد درج المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين عام 1950 حين كان يحمل الشريف بطاقة توصية من الشيخ نديم الملاح موجهة الى الحاج ممدوح الصرايرة ، وفيما هو يصعد درج المركز فاذا به يلتقي بشخص لم يكن يعرفه فسأله عن وجهته فاذا به منصور الحياري الذي قال له ان الحاج ممدوح سيأتي من الكرك وسيذهب من فوره الى منزل عبد اللطيف ابو قورة لحضور حفل الغداء الذي يقيمه لابي الاعلى المودودي وسعيد رمضان . ولكن لا بأس فاذا انتظرت فاني سآخذك معي الى هناك .

وحين دخل كامل الشريف منزل عبد اللطيف ابو قورة كان هناك مجموعة من العلماء الذين لم يكن يعرفهم وهكذا توطدت صلة كامل الشريف بمنصور الحياري الذي كان يدعوه  باستمرار لسماع محاضرات سعيد رمضان وابو الحسن الندوي ويوسف العظم.

وكان اكثر ما يقرب كامل الشريف من منصور الحياري حين كان ينتظم بهما الصف للصلاة خلف الداعية مسعود علي مسعود ، فما ان يبدأ مسعود بالدخول بالصلاة ويقرأ بعض آيات القرآن الكريم حتى يروح منصور يجهش بالبكاء حتى اذا ما انتهت الصلاة يسأله كامل الشريف : ما الذي يبكيك فيرد منصور الحياري : ألم تسمع الامام وهو يقرأ اواخر سورة الواقعة ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون .. انا لمغرمون بل نحن محرومون .. أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم انزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون ) ثم تريدني ان لا أبكي.

ولم يكن هذا ديدن منصور الحياري في الصلاة فحسب بل كان ديدنة في كل تعاملة مع اخوانه واصدقائه وكل من يلتقيهم حتى ليخال المرء حين يرى او يسمع او يجتمع بمنصور الحياري يقول انه نموذج فريد من البشر ، نموذج من نماذج الاوائل الذين عاشوا بواكير الدعوة فأحبوها وساروا في ركبها حتى الاصدقاء والاقرباء الى منصور الحياري كانوا اتقياء مثله ، ومن كانوا اصدقاءه الخلص كان في طليعتهم كامل الشريف وحسن التل وعبد الفتاح كتوعه واحمد ديرانية وممدوح كركر وممدوح الصرايرة ويوسف المبيضين وسليمان عربيات وحسين حياصات وعزت العزيزي وغيرهم كثير ممن لا يتسع المجال لذكر اسمائهم .

دعم المجاهدين

شارك في حرب فلسطين عام 1948م ويروي الحاج الحياري عن تجربته مع أبوقورة قائلا : عملت فترة طويلة مع الحاج عبد اللطيف أبوقورة، وكنت كأحد أبنائه، كان رجلاً مجاهداً ضحى بكل ثروته في سبيل الله، وكان على صلة وثيقة بالشيخ حسن البنا، وقاد بنفسه كتيبة الإخوان المسلمين في حرب 1948، وكان يستقبل مبعوثي الإخوان ويستضيفهم في بيته».

وبعد معركة الكرامة 1968م ، شارك في دعم أحد المعسكرات الجهادية التي كانت تحت الاشراف الفني لحركة  فتح ، والتي نظمها ودربها وكان يقودها الاستاذ عزت العزيزي ، وكان الدعم ماديا ، ومعنويا بالزيارات الميدانية ويسانده وليد الحاج حسن وحسين حياصات وسليمان عربيات في تلك الزيارات ، وكان المعسكر يقام في منطقة سيل الزرقاء بين جرش وعمان .

اعتقاله

سجن في مبني خاص بسجناء محكمة أمن الدولة والذي أصبح فيما بعد دائرة المخابرات العامة ، مع عزت العزيزي وسليمان عبد العواد العربيات وكان اعتقالهم بعد حادث نسف رئاسة الوزراء الذي ذهب ضحيته المرحوم هزاع المجالي حيث أمضوا شهرين في الاعتقال ، وكان التحقيق عن لقاء جمع الإخوان الثلاثة في دكان خليل العزيزي " أبو عزت "  ، والتهمة هي العمالة لعبد الناصر، غير أنها لم تتأكد عليهم.

صفاته

لقد كان - رحمه الله - حسن العشرة مع إخوانه ومع جميع من عرفهم وعرفوه ، واسع الصدر معهم لا يلاحق اخطاء المخطئين في حقه الا انه شديد في الدفاع عن دينه جريئا في مقاومة الباطل ، وبخاصة اذا مس الخطأ امر الدين وتجاوز الشرع ، فيصبح منفعلا ورافضا للخطأ .

وكان - رحمه الله - وقّافا على الصواب لا يصرّ على تصرف بدا له خطأه ، ويسرع في الاستغفار في حق الله ، وطلب السماح في حقّ الناس.

كان متأملا وعابدا متبتلا وعلى لسانه لا يرد الا ذكر الله والكلمة الطيبة.. ودائما كانوا كما يقولون دمعته على باب مقلتيه فما ان يسمع آية قرآنية او سيرة حسنة الا ودموعه تسبقه على خديه.

وفاته

انتقل الشيخ الى رحمة الله تعالى فجر الجمعة 29 من رجب عام 1429هـ / 1 أغسطس/ آب عام 2008 م ، وتم دفنه في مقبرة صويلح الغربية وشارك الآلاف من العلماء وطلبة العلم ومحبيه وتلامذته من كافة أنحاء الأردن في الصلاة على الجثمان وتشييعه.

قالوا عنه

كتب الدكتور عزت العزيزي عنه يقول:

لقد كان - رحمه الله - حسن العشرة مع إخوانه ومع جميع من عرفهم وعرفوه ، واسع الصدر معهم لا يلاحق اخطاء المخطئين في حقه الا انه شديد في الدفاع عن دينه جريئا في مقاومة الباطل ، وبخاصة اذا مس الخطأ امر الدين وتجاوز الشرع ، فيصبح منفعلا ورافضا للخطأ.

وكان - رحمه الله - وقّافا على الصواب لا يصرّ على تصرف بدا له خطأه ، ويسرع في الاستغفار في حق الله ، وطلب السماح في حقّ الناس.

كان من انشط شباب الاخوان في الدعوة اذ سخر كل امكاناته المادية في خدمة الدعوة ، وكان بيته في السلط مكان التقاء للكثير من المنتسبين للحركة الاسلامية من ابناء السلط والدعاة المسلمين الذين يأتون بيته من خارج مدينة السلط حيث كانت السلط قبلة الاردنيين جميعا لمكانتها عند جميع المثقفين والسياسيين والتربويين في تلك المرحلة.

كان همه خدمة القرآن الكريم في مختلف المراكز والمساجد التي كانت تتبع اللجنة بترتيب برامج فيها لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره والتمسك بأخلاقه وتعاليمه ، وقد تخرج من تلك المراكز والمساجد الاف البنين والبنات المسلمين تجدهم في كل ارجاء المملكة يعرفون الشيخ منصور من خلال عنايته ومتابعته لهم في حفظهم القرآن الكريم ومعايشتهم له في حياتهم ، وحيثما توجهنا في مناطق المملكة نجد اولئك الشباب الذين تخرجوا من مراكز ومساجد اللجنة المركزية ويعرفون «ابا الحسن» فضل رعايته ومحبته لكل ابناء القرآن وأتباع القرآن.

وسرعان ما امتد نشاطه الدعوي الى مختلف مناطق المملكة ، فعرفته مدنها من العقبة ومعان والكرك جنوبا الى مدن الوسط في عمان ومادبا والزرقاء الى مدن الشمال اربد والرمثا وعجلون ، وكان يتنقل في كل الانحاء على الرغم من قلة الامكانات المادية آنذاك مضحيا بوقته وماله وصحته ، متنقلا في المواصلات العامة ، وكثيرا ما كان يذهل عن نفسه واهله في سبيل المبادىء التي آمن بها.

يصف الحاج منصور الحياري أحد تلاميذه ومحبيه الصحفي الأستاذ فوز الدين البسُّـومي بقوله :»كما قضى منصور الحياري حياته صامتا متأملا وعابدا متبتلا لا يرد على لسانه الا ذكر الله والكلمة الطيبة رحل منصور الحياري عن هذه الدنيا الفانية بصمت، كانت دمعته على باب مقلتيه فما ان يسمع آية قرآنية من الإمام في الصلاة الداعية مسعود علي مسعود إلا ودموعه تسبقه على خديه، ولم يكن هذا ديدن منصور الحياري في الصلاة فحسب بل كان ديدنه في كل تعامله مع اخوانه واصدقائه وكل من يلتقيهم حتى ليخال المرء حين يرى أويسمع أويجتمع بمنصور الحياري انه نموذج فريد من البشر، نموذج من نماذج الاوائل الذين عاشوا بواكير الدعوة فأحبوها وساروا في ركبها».

ويصفه أحد محبيه الأستاذ عبد الله شبيب بقوله :»لقد عرفنا أبا الحسن منذ عرفناه في مطالع خمسينيات القرن الماضي عاملا للإسلام في أي ميدان يتاح له، مخلصا متفانيا في سبيل الله يُسابق في أعمال الخير والبرِّ وخدمة المساجد والقرآن وحفاظه وطلابه، عرفناه متواضعا خافض الجناح، لا يبحث عن شهرة ولا أضواء ولا بهرجة إعلامية شأن العاملين المخلصين المتجردين لله».

تاريخ نسب عائلته

يذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في كتابه»القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين»أن عشيرة الحيارات تنحدر من نسل الفضل بن ربيعة من العرب القحطانية وأنهم يلتقون في هذا النسب مع آل الريماوي في بيت ريما بفلسطين ومع آل طوقان في نابلس ومع آل أبي ريشه في سوريا ومع آل العابد والفاعور وكعوش»صفد»بفلسطين، ويذكر الدبَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه»بلادنا فلسطين»عن أحد أمراء الحياريين»آل الحياري»مدلج بن ظاهر الحياري الذي كان أميراً على عرب الشام أنه كان ذا قوة وبطش وكان يمسك الدرهم من الفضة بإصبعيه ويفركه فيذهب نقشه، وكان يفتت الحنطة بين أصابعه، وتوفي في عام 945 هـ في إحدى قرى حماة بسوريا والأرجح أنها قرية»سلميِّة»، ويذكر المؤرِّخ الدبَّاغ في الجزء الرابع من القسم الثاني من كتابه»بلادنا فلسطين»أن الأمير مهنا من آل الفضل بن ربيعة من طيء من كهلان اشترك في معركة عين جالوت في عام 658هـ، ونظراً لشجاعته في المعركة أقطعه الملك المظفر قطز قائد الجيوش الإسلامية التي خاضت معركة عين جالوت قرية»سلميِّة»وخلفه في زعامتها ابنه عيسى وأعقابهما، ومع مرور الزمن تغير اسم آل عيسى بن مهنا في القرن التاسع الهجري فأصبحوا يعرفون باسم آل الحياري نسبة إلى أحد أجدادهم حـِـيَـار، ثمَّ دعوا في القرن العاشر الهجري بآل أبي ريشه.

ويذكر كتاب»قاموس العشائر في الأردن وفلسطين»لمؤلفه الباحث حنا عمَّـاري أن جد الحيارات هو»حـِـيَـار»»بكسر الحاء وفتح الياء»وكان أميراً على العرب في عام 752 هـ، ويشير إلى أنهم ارتحلوا إلى السلط في القرن الثامن عشر الميلادي من صمد وإيدون في شمال الأردن حيث كانوا يعرفون باسم»الدلاوه»، ويُعزِّز الكتاب الرواية التي تردُّ جذورهم إلى الفضل بن ربيعة، ويشير عمَّاري إلى أن عشيرة»أبودلو»/ الدلاوة من عشائر الأردن وهم فرع من عشيرة الحيارات السلطية وأنهم يتوزَّعون بين صمد وإيدون والصريح، ويذكر كتاب»العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها»لمؤلفه الباحث أحمد أبوخوصة أن عشيرة»الدلاوة»في صمد وإيدون هم أقارب لعشيرة الحيارات السلطية الذين ارتحلوا إلى السلط من صمد وإيدون، وينقل أبوخوصة هذه الرواية من كتاب»القبائل العربية وسلائلها في بلدنا فلسطين»لمؤلفه المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ، ويُعزِّز الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُـزيزي في الجزء الرابع من كتابه»معلمة للتراث الأردني»الرواية التي تربط بصلات القرابة بين عشيرة الحيارات السلطية وبين عشيرة الدلاوة «أبودلو» في صمد وإيدون، ويُعزِّز العـُـزيزي الرواية التي تنسب الحيارات الى آل الفضل ولكنه لا يجزم إلى أي من عشائر الفضل ينسب الحيارات، عشائر الفضل من عشائر الشام، أم عشائر الفضل من المحميات التسع، أم عشائر الفضل بن ربيعة من طيء من العرب القحطانية.؟، ويميل العـُـزيزي إلى الرواية التي تنسبهم إلى عشائر الفضل من عشائر الشام معللاً ميله إ لى ارتحالهم من صمد وإيدون وهما من منطقة شمال الأردن التي تــُعدُّ من بلاد الشام.

ويُعزِّز فردريك. ج. بيك في كتابه»تاريخ شرقي الأردن وقبائلها»الرواية التي تقول إن الحيارات ارتحلوا إلى السلط من صمد وإيدون قبل حوالي «200» عام، ويذكر أن قسما منهم لا يزال في صمد وإيدون ويعرفون باسم الدلاوة.

المصادر

  1. حسني أدهم جرار: ذكريات الوطن والغربة، دار المأمون للنشر والتوزيع، طـ1، 2006، صـ67.
  2. أسماء في الذاكرة: الحاج منصور الحياري، 17 سبتمبر 2011، https://www.addustour.com/articles/760444-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%80%D9%8E%D9%91%D9%82-%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%87-%D8%A8%D9%87-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%87
  3. ذكريات مركز صويلح القرآني: 19 أبريل 2015، https://m.youtube.com/watch?v=AKXvdTuOElM
  4. عزت العزيزي: كلمة وفاء بمرور عام على وفاة الداعية ورجل القرآن المرحوم الشيخ منصور الحياري، 6 أكتوبر 2009، https://www.addustour.com/articles/803007-%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A7