مرشح عدة قوائم
وهكذا سارت حياتى فى المهنة وكانت موفقة بإذن الله .
وأثناء ذلك رشحت نفسى لمجلس النواب كأخ مسلم ولكننى لم أفز رغم تكرار المحاولة ذلك لأنى لم أكن خبيرا فى الانتخابات ومقالبها وأساليبها الظاهرة والخفية فقد كانت الانتخابات تجرى فى كثير من ملابساتها على أساليب لا يقرها شرع ولا خلق .. ففيها الشائعات الكاذبة وفيها الرشاوى والتهديد ـ وكل ما لم يكن له به دراية ولا يوجد فى تعاليم دينى ما يبيح مثل هذه الأساليب . ورغم هذا كله كانت علاقتى بالناس على أحسن ماتكون . فقد كان المسؤولون عن الوفد فى القليوبية يكتبون اسمى فى عضوية الوفد وكان الآحرار الدستوريون يكتبون أسمى فى عضوية حزب الاحرار الدستوريين وكنت أسكت على استحياء لعدم قدرتى على رفض ما يطلب منى ما دام لا يخرجنى من دائرة الحلال ولا يدخلنى فى دائرة الحرام .
وقد يسألنى سائل لماذا لم يظهر اسمك مع الطلبة الذين كانوا يدخلون اتحادات الطلاب أو تظهر أسماؤهم فى صحف ذلك الزمان ؟
والرد : طبعى العجيب الذى ينفر من الأضواء ومزاحمة الراغبين والمتطلعين الى الشهرة ولو أن ظروفا لا قبل لىفى ا لتغلب عليها لما ظهر اسمى فى الصحف والمجلات ولما علم أحد عنى شيئا ولكنها ظروف قاهرة وبيعة خالصة علىالعمل فى سبيل الله .. كائنة ما كانت التبعات والله أعلم بالنوايا وما تخفى الصدور .
وهكذا ترى أن البيئة الدينية التى نشأت فيها والرغبة فى البعد عن السفاسف والعبث ورعاية الوالد وطريقته فى تربية أبنائه .. وحبى لمجالسة ومسايرة من هو أكبر منى سنا وعزوفى الكامل عن الدخول فى ا لمناقشات السفسطائية وحياتى واحترامى لمشاعر الناس جميعا كل ذلك كان له أكبر الأثر فى التكوين النهائى الذى أنا عليه .