لطفا بعباد الله يا شيخ الأزهر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لطفا بعباد الله يا شيخ الأزهر


والدى شيخ الأزهر:

تطالعنا الصحف بين الحين والآخر بأخبار مثيرة تجعل الواحد منا حيران،لايعرف أين الصواب، فدائما ما نرى فضيلتكم وأنتم تؤكدون على رجال الأزهر بعدم الحديث فى السياسة والبعد عن العمل السياسى ، وأن الدين شىء والسياسة شىء آخر ، وما أرى أن ذلك ما جاء به الإسلام ، ولا أرى أيضا أن يطلب هذا الأمر رجل يعرف شمولية الإسلام وأن الإسلام لم يفرق بين دين ولا سياسة.

والدى الشيخ إن كنت تأمر رجال الأزهر ألا يتدخلوا فى السياسة وأمورها فأنتم أول من يتدخل ويعمل بالسياسة، فمنصبكم منصب سلطة يعين من قبل رئيس الدولة ومن ثم فهذا دافع ان لا تكون لكم الحرية فى القرارات، كما انكم تتدخلون فى السياسة بتصريحاتكم فى أمور السياسة، واستقبالكم للحاخامات والوفود الخارجية ووزراء الدول الآخرى وهذا يدل على أنكم تعملون بالسياسة فلما نعيب ذلك على الآخرين من رجال الأزهر!!!

والدى الشيخ: هل فرق الإسلام بين السياسة والدين ؟ وماذا يقصد بالسياسة وماذا يقصد بالدين؟ وهل خلق الله جل علاه رجال للسياسة وآخرين للدين؟ وهل كان رسول الله (ص)رجل دين فحسب؟ وهل أصبح فى صحابته من بعده من هم رجال دين ومن هم رجال سياسة؟.

إن كان هناك جرم بين انتهاج الفرد العمل الدينى والسياسى فإن رسول الله (ص)كان يفعل ذلك، فكان نذير للناس وداعى إلى الله، وكان رئيس دولة الإسلام، وكان محاربا يحارب الأعداء ويعقد المعاهدات ويراسل الملوك والأمراء، ويباشر التجارة فى الأسواق، فما قال له أحد انت رسول الله لا شىء غيرذلك ....(ص).

لقد سار الصحابة على نهج نبيهم(ص) فكان أبو بكر الصديق رجل أسيف رقيق القلب داعى متميز فى دعوته، وكان محارب شديد لا يخاف فى الله لومة لائم وقولته المشهورة" والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسوال الله لحاربتهم عليه".

والدى الشيخ: ما انتشر الإسلام الحنيف إلا على هذه المبادىء السمحة وهى شمولية الإسلام، فالقرآن الكريم حوى بين دفتيه آيات جليلة وكريمة حث فيها على التمسك بالدين والأخلاق فقال تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ(33).وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(34)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(35)" سورة فصلت.

وتحدث عن السياسة وعملها فقال تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44) " سورة المائدة، وقال تعالى: " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا(36)"سورة الأحزاب.

وعالج الأمور الإقتصادية فقال تعالى: " .هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(15)" سورة الملك.

وحث المسلم على العدل فى القضاء فقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8)" سوة المائدة.

فهذا هو كتاب الله أمرنا بذلك فلماذا نعرض عنه، ولماذا لا يكون أى مسلم داعية وسياسى محنك، هل هذه السياسة سياسة دولة آخرى أم هى سياسة دولة نحن أحد رعاياها وواجب علينا معرفة حقوقنا وواجبتنا نحوها؟

لقد كان البابا بولس الثانى رجل دين ورجل سياسة فقد ندد بما فعله الصرب وحث الدول على التدخل ،وعارض ما يحدث فى فلسطين من جرائم، فأين رجال ديننا من ذلك؟ وليكن لنا فى شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى المثل الأعلى عام1938م حينما قال:" إضعاف سلطان الدين على النفوس والتفريق بين قواعده وانتزاع سلطانه على الحياه يضعف نفس المسلم ويبعده عن دينه ويضعف خلقه ويجعله أهلا للذلة والاستكانة. والمؤمن محكوم له بالعزة ،ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين اولئك الذين يحاولون ابعاد الدين عن الحياة الاجتماعية ويحاولون اخفاء شعاره ومظاهرة هم فى الواقع اعداء الاسلام ".

وأخيرا طالعتنا الصحف أن شيخ الأزهر يمارس نفوذه لاستصدار قانون بحبس شيوخ الفضائيات، ولا أدرى ما يقصد بشيوخ الفضائيات؟ وهل لفضيلته سلطان إلا على شيوخ مصر وفقط وهم عدد قليل أم أنه يقصد كل الشيوخ أمثال القرضاوى ووجدى غنيم الغير متواجدين فى مصر؟

لماذا لم يطالب بسن قانون لمن يتهكم على الإسلام والأزهر ورجاله على شاشات التلفزيون الوطنى وفى مسلسلاته التى تعرض فى رمضان، فهل أصبح الدين حجرا على طائفة بعينها دون غيرها؟ أم اننا كأمة الإسلام أمرنا الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكروالعمل بهم لننال الخيرية، قال تعالى:" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ(110)سورة آل عمران.

وقال (ص)"بلغوا عنى ولو آية".

كان الأزهر منذ أن أنشأ فى الرابع والعشرين من جمادى الأولى 359هـ/970م فى عهد الدولة الفاطمية وهو قبلة العلماء والمتعلمين، وكان أيضا ساحة لإعداد الجيوش وخروجها منه لقتال أعداء الإسلام، وما ذكر أنه خصص للدين وفقط.

لقد أصبحت المساجد مهجورة بسبب خطيبها الذى يتلقى الخطبة ليحفظها ثم يرددها من فوق المنبر دون أن يدرى ما المقصود من ورائها وبماذا تأمر الناس، إننا أصبحنا نجد فى قرية صغيرة بها عدة مساجد كلها فى وقت واحد تردد خطبة واحدة، هل هذا هو المقصود بالإسلام والعمل للدين؟.

يجب أن نعيش واقعنا ونتعامل مع فطرة الإنسان لا أن نصطدم بها وننظر بما يعود على الإنسان والوطن بالخير لا أن نستصدر قانون بحبس الشيوخ ونترك الراقصات فى شوارعنا يدفعون شبابنا إلى انتهاك حرماتنا وهتك أعراضنا فى الشوارع وفى أيام عيد.

أذكر شىء قد قرأته فى صغرى أن الله عز وجل أمر ملائكته بأن ينزلوا إلى أحدى القرى فيهدموها على من فيها، فقالت الملائكة : يارب إن فيها عبدك فلان كان يعبدك، فقال تعالى: به فابدأوا فإنه لم يتمعر وجهه فى معصيتى قط.

وقال تعالى:" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(25)سورة الأنفال.

المصدر