في ذكرى رحيل ابو فادي شاتيلا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى رحيل ابو فادي شاتيلا

بقلم:يوسف احمد

نعي واجب

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

غيبك الموت باكراً يا رفيقنا ابا فادي،غيبك الموت ونحن والنضال الفلسطيني بأمس الحاجة اليك والى أمثالك،غبت عنا لكن اسمك وصورتك مازالت محفورة في القلب والفكر والوجدان.كأنك لم تفارقنا رغم مرور عام على فراقك،لأنك زرعت فينا معنى التضحية والوفاء لكل مناضل افنى عمره من اجل فلسطين والقضية الفلسطينية.

رحلت عنا بجسدك ولكنك لم ترحل عن قلوبنا ولن تغادر عقولنا،اليوم تسألنا عنك شاتيلا وصبرا وبرج البراجنة وكل من في الازقة في مخيمات شعبنا في لبنان يحملون لك السلام والعهد والوفاء لذكراك الخالدة.

ولا شك بأن رحيلك المبكر هذا،قد شكل خسارة كبيرة للعائلة وللرفاق ولابناء شعبك،فقد كان الشهيد من خيرة كوادر الجبهة الديمقراطية،تدرج في نشاطه السياسي والنقابي في مراحل نضالية متعددة، فقد انخرط في صفوف النضال مبكراً وأعطى كل وقته وفكره للنضال من اجل شعبه وقضيته،لذا فقد حظي بمحبة واحترام كل اللذين عرفوه وعايشوه،فقد كان رفيقا متواضعاً،وصديقاً خلوقاً،وإنساناً بشوشاً، فكان مثالاً للمناضل الفلسطيني الملتزم بقضايا شعبه ووطنه،ومدافعاً اميناً عن مصالح ابناء مخيم شاتيلا وعن حق العودة اضافة الى دوره النشط في صفوف حركة اللاجئين وفي اوساط العمال الفلسطينيين دفاعا عن حقوقهم ومصالحهم.

هي ليست الصدفة ان يتزامن رحيلك واستشهادك قبل عام مع إحياء جبهتك العملاقة لذكرى انطلاقتها الاربعين، فلعلك كنت تريد ان تؤكد توأمة الإنطلاقة بالشهادة التي طالما كانت ولا زالت عنواناً للجبهة،كيف لا وهي جبهة الشهداء القادة والمناضلين،جبهة ابا عدنان قيس والمانديلا عمر القاسم والخالد نزال وايمن البهداري ... والقافلة تطول بتضحيات الجبهة التي كان لك شرف الانتماء اليها منذ تأسيسها.


عام مضى على رحيلك

عام مضى على رحيلك،ولكن شيئاً من حالنا لم يتغير، فلا زال مخيم شاتيلا على حاله،بؤس وحرمان وظروف حياتية قاسية وبنية تحتية هشة ومياه الشتاء تقتحم البيوت وعتمة الكهرباء تخيم فوق مساحة المخيم.

عام مضى ولا زال شعبنا الفلسطيني في لبنان ينتظر ساعة الإنصاف، ينتظر صحوة الضمير، كلام كثير نسمع من أهل السياسة في لبنان حول ضرورة تصحيح الأوضاع الانسانية لللاجئين الفلسطينيين في لبنان،لكن كل ذلك ما زال وعوداً في الهواء تتقاذفها رياح التجاذبات الداخلية،وفي النهاية يكون شعبنا هو الضحية التي عليها ان تدفع الثمن.

عام مضى وما زالت رياح الانقسام تجتاح اوضاعنا الفلسطينية وتحاصرنا الأزمات نتيجة عدم بلوغ اطراف الصراع سن الرشد لكي يدركوا بأن إستمرار حالة الإنقسام بفعل تمترسهم وراء المصالح الفئوية والحزبية الضيقة بات يهدد المشروع الوطني الفلسطيني،ويهدر الوقت بمناكفات لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية ولا بالمشروع والبرنامج الوطني لشعبنا الفلسطيني او غير ذلك،بقدر ما أصبحت حول تقاسم السلطة والنفوذ.


إنهم يقتلون حلم الشهداء

إنهم يقتلون حلم الشهداء،ويجهضون المقاومة،ولعل دماءك ودماء كل الشهداء تضيء لهم الطريق وتعلمهم بأن الوحدة الوطنية يجب أن تكون خريطة طريقنا وجسر عبورنا نحو العودة والدولة المستقلة بعاصمتها القدس،ويجب أن تكون فوق كل اعتبارات السلطة والإمتيازات الفارغة،وأن المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الفئوية والحزبية،ولا خيار سوى الوحدة الوطنية التي تشكل الضمانة لإنتصار المقاومة وتحقيق الاهداف الوطنية لشعبنا.

أعذرنا يا رفيقنا أبا فادي لما آل إليه الوضع في فلسطين وعهدنا إليك شهيدنا أن نبقى على الوعد والعهد،وستظل فينا ذكرى لا تنسى،وكفاحاً لا يلين،وأبناء الجبهة والمخيمات صوتهم يدوي لا للتهجير لا للتوطين، نعم للعودة،نعم للحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية

المصدر