عبد خلف داودية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد خلف داودية أول نقيب للمعلمين بالأردن


إخوان ويكي

عبد-خلف-داودية.5.jpg
عبد-خلف-داودية.7.jpg
عبد-خلف-داودية.8.jpg

تمر السنون تلو السنون، ويدمني قلوبنا بين الفنية والأخرى رحيل عالم أو موت مصلح، وموتهم خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير. فالأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد.

حياته

في مدينة الطفيلة الواقعة في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية ولد عبد خلف الداودية 23 أبريل 1920م، حيث تعلم مبادئ التعليم الأساسي وظل يتنقل حتى تحصل على الشهادة الجامعية أوائل الأربعينيات.

معرفته بالإخوان

عرف الإخوان عن طريق الحاج عبداللطيف أبو قورة في وقت مبكر، وأصبح أحد العاملين النافذين في الجماعة حتى تم اختياره عضوا بالمكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين أواخر الخمسينات وأوائل الستينات. إبان حقبة عصيبة ومضطربة مرت بها الأردن والمنطقة عندما كانت الانقلابات العسكرية تعصف بالأقطار المجاورة.

يقول إبراهيم غرايبة:

ثم انتقل عبداللطيف الصبيحي للعمل في معان، وساهم هناك بتطوير شعبة الإخوان، بعدما حولت زاوية صوفية يترأسها الشيخ فهمي كريشان إلى شعبة للإخوان، وكان من مؤسسيها أيضا الشيخ وحيد صلاح وعبد الله الدايم، ويوسف العظم وأخوه علي العظم، وكان هناك من الإخوان أيضا عبد خلف داودية سكرتير البلدية (وزير الأوقاف فيما بعد) وعلي الشمايلة.

وتقول صحيفة السبيل:

هذه الحقيقة أدركها رجالات الحركة الإسلامية، فتوجهوا إلى المساجد يعمرونها، وينهضون بواجب الدعوة إلى الله فيها، تدريساً ووعظاً وخطابة، وأدرك القائمون على المساجد يومها أهمية هذا الدور في التوجه والإصلاح والبناء، فلم يكتفوا بالسماح لخطباء الحركة الإسلامية بالخطابة والتدريس
وإنما كانوا يوجهون وجهاء القرى الذين يراجعونهم بشأن الخطابة أن يتوجهوا إلى بعض وجهاء الإخوان، ليكلفوا من يأنسون به الكفاءة للقيام بهذا الواجب الدعوي الجليل، ونترحم بهذه المناسبة على كامل الشريف ومحمود علاوي، وندعو بحسن الخاتمة لإسحق الفرحان وعبد خلف داودية. فأنتج كل ذلك رشداً ووعياً ووسطية، حمت البلد في حينه من لوثات التكفير والتفسيق والتبديع، ومن العصبيات واللوثات الجاهلية.

قواعد الشيوخ

يقول غسان محمد دوعر:

مرت تجربة قواعد الشيوخ بعدة مراحل، إذ بدأت بتشكيل لجنة للحوار بين الإخوان وفتح عقدت عدة لقاءات شارك فيها عن الإخوان سعد الدين الزميلي، قنديل شاكر شبير (الأردن)، محمد كمال القزاز، عبد العزيز علي محمد (مصر)، عبد الله العقيل (الكويت)

وعن فتح ياسر عرفات، محمد يوسف النجار، خالد الحسن، محمد غنيم، وقد توصلت إلى تفاهمات حول أسس انخراط الإخوان في المقاومة تحت راية فتح، وأفرزت لجنة للتنسيق بين الطرفين ضمت من الإخوان سعد الدين الزميلي وإسحق الفرحان وعبد خلف داودية ومن فتح محمد راتب غنيم ومحمد يوسف النجار.

أول نقيب للمعلمين

كانت لمكانته العلمية وجهوده التعليمية أن تم انتخابه كأول رئيس اتحاد للمعلمين في الضفتين عام 1954 وكان يومها معلماً في كلية الحسين بعمان.

ومن المواقف المهمة أثناء كونه نقيبا للمعلمين في حادثة له مع وزير التربية أنور نسيبة، حيث زار الوزير كلية الحسين، وألقى كلمة أمام المعلمين باحتفال عام، ووقف الأستاذ داودية ليناقشه بجرأة كبيرة، فقال له الوزير: أهكذا يخاطب الوزير من قبل معلم ؟!

فرد عليه داودية قائلا :

أنا معلم وأمثل المعلمين في الضفتين، وأنت وزير، ولولا المعلمون والطلاب لما كنت وزيراً .

وفي نفس العام 1954م ، طالبت الأحزاب باستقالة حكومة توفق أبو الهدى، احتجاجا على تزوير الانتخابات التي اجريت 16 أكتوبر 1954م ، فوقف الأستاذ عبد داوودية ونقابة المعلمين مع مطالب الأحزاب وداعمة لهم ، وأعلن عن اضراب عام للمعلمين في الأردن ، مما حدا بالحكومة إلى تقديم استقالتها في 21 أكتوبر 1954م.

وكان ذلك سبباً في حلّ مجلس نقابة المعلمين؛ لما مثلته من إشكالية أمنية، وقوة صدّ في مواجهة حكومة (أبو الهدى). كان عبد خلف أسطورة الاستقامة والنزاهة والشرف، النادر في الرجال، الذي تزهو الطفيلة وتعتز وتفتخر انها أنجبته و قدمته للاردن، رمحا مقدودا من إيمانها وكبريائها ونبلها.

عمله السياسي

عمل أول ما عمل في وزارة التربية والتعليم ثم مديرا للتربية والتعليم ثم انتقل إلى وزارة الأوقاف حتى اختير وكيلا لها، ثم تولى وزارة الأوقاف في 10 يناير عام 1984م في حكومة أحمد عبيدات

حيث يقول رحيل محمد غرابية:

تقلد عبد خلف داودية مناصب حكومية عديدة في الحقبة المنصرمة حيث كان وزيراً للأوقاف، وقد عرف الرجل بالاستقامة والصرامة وقوة الشخصية، وقد سمعت ثناءً عطراً بخصوصه من الشهيد الدكتور عبدالله عزام رحمة الله، عندما كنا طلابً في الجامعة الأردنية، وقد كان للدكتور عزام فضل كبير في تعريفنا بهؤلاء الرّجال، الذين تم تغييبهم عن المشهد وحجبهم عن الجيل الجديد بطريقة ممنهجة
وما زلت أذكر تلك الرواية من فم الشيخ عبدالله عزام عنه عندما كان مديراً للتربية، وحضر إلى إحدى المدارس التي تشهد إضراباً للطلبة والمدرسين وبمجرد حضوره كان كافياً لفك الإضراب، وذلك لقوة شخصيته وحضوره الطاغي، الذي كان يملأ المكان ويجد احتراماً وهيبة لدى عامة الطلاب والمعلمين والإداريين في الوقت نفسه.
عندما يكون الرجل نزيهاً وموضوعياً، ومنتمياً لوطنه وأمته، ليست يداه ملوثة بالفساد، ويحمل نفسية عالية لا تعرف الدنايا، ولا يشتغل بسفاسف الأمور، ويجمع إلى جانب ذلك تدين فطري بعيد عن النشوه، وبعيد عن التنطع والتطرف، ويرى في المنصب مسؤولية وكلفة ومغرما، ولا يرى المنصب الحكومي أداة للتعالي على الناس، أو وسيلة من وسائل السطو على المال العام، فلا يحتجب عن أداء الخدمة ولا يتقاعس في خدمة الجمهور، مثل هؤلاء يملكون هيبة الرجل الكبير القادر على اتخاذ القرار، والقادر على معالجة الاختلالات بثقة واقتدار.

وقالت صحيفة الرأى:

تأمر عليه أحد وزراء الأوقاف وكان يعرف عن عبد خلف العزة وأنه لا يقبل الضيم فاستفزة في مكالمة هاتفية مسجلة فما كان منه إلا أن رد على الوزير بما يليق به (رغم علمه أن الوزير يسجل المكالمة) فقدمه الوزير لجلسة تأديبية، فنقله الأمير الحسن مكانا أفضل مما كان فيه حيث عينه محافظا لأربد والبلقاء ومعان وكان محل ثناء من قبل أهالي المحافظات الثلاث.

وفي إحدى الأيام كان يسير بسيارة المحافظ في منطقة وادي شعيب فرأى سيارة معجلة على الطريق فأمر السائق بنقل الأهالى والأطفال من سيارتهم لسيارة المحافظ والذهاب بهم ثم الآتيان بمن يصلح السيارة ووقف هو يحرس سيارتهم

وفاته

انتقل الى رحمته تعالى 10 يناير 2015 عمر الموافق 20 ربيع الأول 1436هـ، حيث صليا عليه الظهر في مسجد أبو عيشة طريق المطار، ودفن في مقبرة الدبة في أبو السوس بعمان عن عمر ناهز 94 عاما. ونعى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وزير الأوقاف والشؤون المقدسات الإٍسلامية الأسبق عبد خلف داودية الذي انتقل الى رحمته تعالى.

وتولى المرحوم داودية المولود عام 1920 عدة مناصب من بينها وزير للأوقاف عام 1984، ومحافظ لإربد والبلقاء ومعان. واستذكر الدكتور النسور مسيرة المرحوم التي تميزت بالعطاء والإخلاص في العمل، داعيا الله ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.

المصادر

  1. غسان محمد دوعر: قواعد الشيوخ: مقاومة الإخوان المسلمين ضدّ المشروع الصهيوني 1968-1970، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، طـ1، 2018، صـ54.
  2. وفاة الداودية اول نقيب للمعلمين في الأردن: 10 يناير 2015
  3. النسور ينعى الوزير عبد خلف داودية: 10 يناير 2015
  4. في رثاء عبد خلف داودية: 13 يناير 2015
  5. رحيل محمد غرايبة: الأردن تودع عبد خلف داودية بصمت، 15 يناير 2015